تعلم أن الذرة ليست أصغر جزء من المادة فهي تحتوي الكترونات وبروتونات ونيوترونات ؛ ولكن كيف تم اكتشاف كل مكون من مكونات الذرة ؟ تكوين الذرة : ـ تتكون الذرة من ثلاثة أجزاء : في المركز يوجد البروتون وهو ذو شحنة إيجابية ، ومعه النترون وهو ذو شحنة حيادية . وهناك في المدارات الخارجية توجد الإلكترونات وهي ذوات شحنة سلبية ، وعدد البروتونات الموجودة في النواة تساوي عدد الإلكترونات الموجودة في المدارات الخارجية ، وهكذا تتوازن الذرة من الناحية الكهربية . وزن الذرة : ـ يتوقف وزن الذرة بشكل أساسي على البروتون والنترون ، ولقد وُجد أن وزن البروتون هو جزء من مليون مليار مليار من الغرام تقريبا . أما وزن الإلكترون فهو أخف من البروتون بصورة مذهلة . فوزن البروتون يساوي 1837 مرة وزن الإلكترون (سبحان الله). حجم الذرة : ـ تشبه الذرة شكلا كرويا ، وقطرها يعادل جزءاً من مائة مليون من السنتمتر ، ولكن الدهشة تكمن في أن قطر النواة (البروتونات والنترونات) أصغر من قطر الذرة بعشرة آلاف مرة ، فيتجلى بذلك الفراغ الهائل في التكوين ما بين البروتونات والإلكترونات . وخلاصة القول : لو أن عشرة ملايين ذرة اجتمع بعضها بجانب بعض (مثلا) فإنها تبلغ طولاً قدره ملليمتر واحد فقط . حركة الذرة : ـ يدور الإلكترون حول النواة بسرعة ثلاثة آلاف كيلومتر في الثانية الواحدة (سبحان الله العظيم الذي عظٌم هذه السرعة) اكتشاف الإلكترون
لم يكن لمفهوم الإلكترون أن يظهر لولا اعلان اليساندرو فولتا Allesandro Volta في العشرين من آذار مارس عام 1800 عن اختراعه لعمود فولتا ، وهو الصورة البدائية للعمود الجاف (البطارية) ، عندما جمع بين معدنين مختلفين ، هما الخارصين والفضة ، بعد أن فصل بينهما بقطعة من قماش بللها في محلول من ملح ، وربط هذا الزوج بمثله ثم بمثله ، فلما تسلسلت ، أعطت السلسلة تياراً كهربائياً ضعيفاً ، تزداد قوته بزيادة طول السلسلة .
أوقد هذا الاختراع شعلة في رأس جونز برزيليوس Jons Berzelius ، وأخذ يعمل على امرار الكهرباء القادمة من عمود فولتا خلال محاليل المركبات ، وأعلن بعد عامين من اختراع عمود فولتا أن العناصر المعدنية (الأيونات الموجبة من محلول المركب بالمفهوم الحديث) تذهب دائماً الى القطب السالب المربوط بعمود فولتا ، بينما العناصر غير المعدنية (الأيونات السالبة من محلول المركب بالمفهوم الحديث) تذهب دائماً الى القطب الموجب .
عام 1806 قام الشاب الإنجليزي همفري دافي Humphry Davy في معمله بصنع بطارية فولتية قوية من النحاس ، وفي أكتوبر تشرين أول من ذلك العام أجرى الطاقة الكهربائية التي جاءت من مائة وخمسين عموداً في وعاء يحتوي على البوتاس السائح ، وبعد برهه ظهرت كرات من مادة كالفضة على الطرف السالب من سلك البلاتين المتصل بالبطارية ، لم تلبث أن اشتعلت من ذات نفسها ، ولم يكن هذا العنصر الذي فصله إلا عنصر البوتاسيوم .
وبذلك الكشف يكون دافي قد فتح باباً واسعاً للكيميائيين لاستخلاص العناصر