شبكة نور الاستقامة
الثلاثاء 07 / شوال / 1445 - 08:59:38 مساءً
شبكة نور الاستقامة

ما هو الفكر الإحداثي...

المفتي : سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي

السؤال

ما هو الفكر الإحداثي والفكر الإرجائي ، وما أثرهما على العقيدة ؟

الجواب

أما الفكر الإحداثي فلم أسمع عنه ، ولعله يعني الفكر الحداثي ، إن كان يعني الفكر الحداثي فهذا فكر دخيل على الإسلام ، ولا يمت إلى الإسلام بصلة ، وقد ألّف كثير من العلماء فيه وانتقدوه وفندوه وبينوا عواره وكشفوا مخازيه . وأما الإرجاء فالإرجاء عقيدة يهودية ، الله تبارك وتعالى نسب إليهم عقيدة الإرجاء ، يقول الله تبارك وتعالى ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا)(الأعراف: من الآية169) ، وذلك أنهم يقدمون على ارتكاب محارم الله سبحانه وتعالى ومع ذلك هم تسول لهم أنفسهم أنه تبارك وتعالى يغفر لهم ويرحمهم ، وكذلك خيل إليهم أن عذابهم إلى أمد محدود إلى أمد موقوت ، وأنهم بعد ذلك يُخرجون من دار العذاب ويُنعمون كما ينعم المؤمنون المتقون ، وهذا ما دل عليه قوله سبحانه وتعالى فيما نقله عن اليهود يقول عز وجل ( وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إلا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ * بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:80-81) . وهو سبحانه وتعالى يبين أن هذه العقيدة لزت بهم إلى الفساد ، ودفعت بهم إلى ارتكاب الحرم ، وأوقعتهم في المعاطب ، فالله تعالى يقول ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ * فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) (آل عمران:23-25) . وقد حذر الله تعالى هذه الأمة من التعلق بهذه الأماني والتشبث بهذه الآمال فقد قال تعالى ( لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً ) (النساء:123) ، وقال ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ * وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (النمل:89-90) ، ويقول سبحانه ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (القصص:84) ، وقال تعالى ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (الأنعام:160) . حذر الله سبحانه وتعالى من التعلق بهذه الأماني الفارغة ، وبين أن كل أحد مجزي بعمله الذي عمله ، فهو يجزى بالإحسان إحسانا ويجزى بالسيئة مثلها . والأمة وقعت فيما وقع فيه من قبلها تصديقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلّم : لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى أنهم لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه . وقعت الأمة في هذا الأمر نفسه ، فنحن نجد من الأمة يقول بأن الله تعالى إذا وعد وفى وإذا توعد عفا ، أين ذلك من قوله سبحانه ( لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ) (قّ:28-29) وقوله تعالى ( لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ )(يونس: من الآية64) ، وقوله ( إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)(آل عمران: من الآية9) .

اترك تعليقا