سيرة الشيخ العلامة المربي حمود الصوافي
الجزء الأول..
ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ -ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﺟﺎﻫﻼ- ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﻓﻌﺔ ﻭﺳﻤﻮ ﻭﺷﺮﻑ ﻭﻣﺎ ﻳﺆﻭﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﻣﻦ ﻧﻴﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ، ﻟﺬﺍ ﻓﺎﻟﻤﺤﻨﻚ ﺍﻟﻔﻄﻦ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻄﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻳﺠﺪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻪ، ﻓﺎﻟﻌﻠﻢ ﻟﻴﺲ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﺗﺸﺘﺮﻯ ﺃﻭ ﻣﺎﻻ ﻳﻮﺭﺙ، ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻨﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺟﺪ ﻭﺳﻌﻰ ﻟﻨﻴﻠﻪ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻟﻤﻲ:
ﻻ ﻳﻮﺭﺙ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻡ***
***ﻭﻻ ﻳﺮﻯ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ
ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﺎﻟﺘﻜﺮﺍﺭ***
*** ﻭﺍﻟﺪﺭﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ
ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﺣﻤﻮﺩ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺼﻮﺍﻓﻲ، ﻓﻘﺪ ﺑﺼﺮﻩ ﻓﻲ ﺻﺒﺎﻩ ﻭﻋﻤﺮﻩ ﺳﺒﻊ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺼﻴﺮﺗﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻧﻮﺭﺍ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ، ﻓﺮﺃﻯ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺃﻥ ﻳﻮﺟﻬﻪ ﻟﻠﺘﻌﻠﻢ ﻓﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻛﺎﻣﻼ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ، ﻻ ﻳﺠﻌﻠﻮﻥ ﺃﻱ ﺣﺎﺋﻞ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻳﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﻳﺼﺒﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺼﻴﺮﺗﻪ ﻧﻮﺭﻩ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺑﺼﺮﻩ، ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻨﻬﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻓﺤﻔﻆ ﻣﺘﻮﻧﺎ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻛﺠﻮﻫﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻟﻤﻲ، ﻭﺃﻟﻔﻴﺔ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺍﻟﺼﺮﻑ،،
ﺗﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﻔﻄﻨﺔ ﻭﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻨﺬ ﺻﺒﺎﻩ، ﻓﻔﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﻋﻼ ﻧﺠﻤﻪ ﻭﺳﻤﺎ ﻭﺍﺭﺗﻔﻊ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻣﻤﻦ ﻳﺸﺎﺭ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎﻥ، ﻭﺻﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ..
ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻳﺴﺄﻝ ﺳﺎﺋﻞ:
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺼﻞ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﻓﻲ ﻃﻠﺒﻪ؟!
ﻧﻘﻮﻝ ﻟﻪ:
ﺇﻥ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﻻ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﻗﻄﺮﺓ ﻣﻦ ﺑﺤﺮ ﺳﻌﻴﻪ ﻭﺟﺪﻩ ﻭﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻩ، ﻓﻠﻨﺘﺮﻙ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻘﻄﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺑﺤﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺰﺍﺧﺮ ﺑﻄﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻮﺭﻉ..
ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺳﺒﻴﻞ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺪ، ﻭﺳﻌﻰ ﻷﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺩﻧﻴﺎﻩ ﺗﺄﺭﻳﺨﺎ ﻭﻓﻲ ﺁﺧﺮﺗﻪ ﺫﺧﺮﺍ، ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩﻫﻤﺎ ﻣﻌﺎ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ،،
ﻭﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺴﺎﻋﻮﻥ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺭﻓﻌﺔ ﻓﻲ ﺳﻼﻟﻢ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ، ﻓﻼ ﺃﺣﺪ ﻳﻨﻜﺮ ﻣﺎ ﺣﻘﻘﻪ ﻭﻻ ﺯﺍﻝ ﻳﺤﻘﻘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺭﻓﻌﺔ ﻭﻧﺠﺎﺡ،،
ﻭﻟﻦ ﻧﺨﻮﺽ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ﺩﻟﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻒ، ﻣﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺟﻌﻠﻮﺍ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺭﻓﻴﻘﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻠﻬﻢ ﻭﺗﺮﺣﺎﻟﻬﻢ، ﻓﺮﺍﻓﻘﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺳﻄﺮ ﻟﻬﻢ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﺠﺪﺍ ﺑﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ،
الجزء الثاني: الشيخ المربي حمود الصوافي..
ﻭﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﻮﺩ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺼﻮﺍﻓﻲ ﻣﺜﺎﻻ ﺣﻴﺎ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻨﺎﺟﺢ،،
ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻘﻖ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﺠﺪﺍ ﻭﻋﺰﺍ ﻭﺗﺄﺭﻳﺨﺎ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﻜﺘﺐ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻭﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻛﺎﻟﻬﻨﺪ ﻭﻛﻨﺪﺍ ﻟﻢ ﻳﻨﻞ ﺫﻟﻚ ﻫﺒﺎﺀ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺬﻝ ﺟﻞ ﻭﻗﺘﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺫﻟﻚ، ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻠﻜﺔ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺃﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻻ ﻳﺠﺪ ﺭﺍﺣﺘﻪ ﺇﻻ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﻳﻄﻤﺌﻦ ﺇﻻ ﺑﻪ، ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺘﺮﻛﻪ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻃﺮﺃﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻃﻮﺍﺭﺉ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﻟﻴﺘﺮﻙ ﻣﺎ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﺻﺒﺢ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻼﺫﻩ ﻓﺎﺳﺘﻘﺮ ﺣﺒﻪ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻪ..
ﻛﺤﺎﻟﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﺮﺿﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻤﺼﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭ ﻟﻐﺮﻓﺘﻪ،ﻓﻴﺼﻠﻲ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺑﻨﺼﻒ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺛﻢ ﻳﻘﻌﺪ ﻟﺠﻠﺴﺔ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ﻓﻴﺘﻠﻮ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺣﺘﻰ ﺍﻹﺷﺮﺍﻕ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻹﺷﺮﺍﻕ ﻳﺼﻠﻲ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻣﻌﻪ، ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﺮﺿﻪ ﻭﺟﻠﻮﺳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺟﺪﻭﻟﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ، ﻓﺬﺍﻙ ﻫﻮ ﻣﻼﺫﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻮﻻﻩ ﻟﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻀﻴﻖ، ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺮﻛﻪ ﺑﻞ ﻇﻞ ﻣﻮﺍﻇﺒﺎ ﻟﻪ،،
ﻭﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪ ﺫﻫﺎﺑﻪ ﻟﺪﺑﻲ ﻟﻠﻌﻼﺝ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﺫﻟﻚ، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻄﺮﺍﺋﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻜﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﻃﻼﺑﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻣﻊ ﺷﻴﺨﻪ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺳﺠﺎﺩﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻴﻀﺒﻂ ﻭﻗﻔﺘﻪ ﻟﻠﺼﻼﺓ، ﻟﻜﻦ ﻃﻠﺒﺘﻪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺘﻌﺒﻴﻦ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻟﻮ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻷﻃﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﻫﻢ ﻣﺘﻌﺒﻮﻥ، ﻓﻠﻢ ﻳﻔﺮﺷﻮﺍ ﺳﺠﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺳﺠﺎﺩﺗﻪ ﻓﻌﺮﻑ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﺑﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﻷﺣﺪﻫﻢ ﺑﺄﻥ ﻳﺆﻣﻬﻢ، ﻓﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ "ﻭﻗﺮﺁﻥ ﺍﻟﻔﺠﺮ" ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ، ﺃﻱ ﻳﺎ ﻓﻼﻥ ﺃﻃﻞ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ، ﻓﺼﻠﻰ ﺑﻬﻢ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺟﻠﺴﻮﺍ ﻟﻠﺘﻼﻭﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﻓﻲ ﺗﻼﻭﺗﻪ ﻟﺴﻮﺭﺓ ﻃﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻟﻢ ﻳﺤﻀﺮﻭﺍ ﻣﺼﺎﺣﻔﻬﻢ, ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﺗﻠﻚ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻲ ﺳﻔﺮﻩ، ﻓﻘﺮﺃ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺳﻮﺭﺓ ﻃﻪ ﻏﻴﺒﺎ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﻭﺍ ﻣﻊ ﺷﻴﺨﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻟﺴﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﺍﻗﺮﺃ ﻳﺎ ﻓﻼﻥ، ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﻔﻈﻬﺎ، ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﻗﻒ ﺷﻴﺨﻨﺎ؟!
ﺃﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺍﺫﻫﺒﻮﺍ ﻛﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻪ، ﻛﻼ، ﺑﻞ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻫﺎﺕ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺝ ﻓﻈﻞ ﻳﻘﺮﺃ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻹﺷﺮﺍﻕ ﺻﻠﻮﺍ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺣﺎﻝ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻻ ﻳﻨﻔﻚ ﻋﻦ ﻃﻠﺒﻪ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻲ ﺳﻔﺮﻩ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﻘﺮﺅﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺮﺣﺎﻟﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﻳﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺬﻳﺎﻉ ﻭﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ،،ﻳﻜﻤﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻗﺎﺋﻼ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﻗﻀﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻴﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻛﺘﺐ ﻭﻣﺪﺍﺭﺳﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﺋﻞ ﻭﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻴﻪ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺣﻴﺚ ﺃﻗﺒﻞ ﺳﻤﺎﺣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻠﻲ ﺯﺍﺋﺮﺍ، ﻓﺪﺧﻞ ﺳﻤﺎﺣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺟﻠﺲ ﻭﺭﺃﻯ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﺭﺳﺔ ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﻟﻠﻜﺘﺐ، ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻘﻠﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻳﻘﺮﺃ ﻋﻨﺎﻭﻳﻨﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺣﺮﺹ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﻮﺩ ﺍﻟﺼﻮﺍﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺑﺄﻥ ﺃﺧﺬ ﻳﺴﺄﻝ ﺳﻤﺎﺣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻟﻬﺎ، ﻓﻼ ﺍﺳﺘﻜﺒﺎﺭ ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ:
ﻣﻦ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻟﻠﻌﻔﻴﻒ***
*** ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﺎﻟﻀﻌﻴﻒ
الجزء الثالث:
العالم الرباني الشيخ حمود الصوافي..
ﻭﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﻟﻠﻌﻼﺝ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ، ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺃﻗﻞ ﺣﻈﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻓﻘﺪ ﺳﺎﻓﺮ ﻣﻌﻪ ﺷﻴﺨﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻳﺦ ﻣﻦ ﻃﻼﺑﻪ، ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ: ﻧﻘﻀﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻃﻮﺍﻝ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻻ ﻳﺮﺩﻩ ﻟﻴﻞ ﺃﻭ ﻧﻬﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﻟﻪ ﻟﻄﺎﺋﻒ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺻﺪﻗﺎﺕ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﻟﻠﻤﺤﻘﻖ ﺍﻟﺨﻠﻴﻠﻲ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺃﻧﻬﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﺎﺩ ﻟﻘﺮﺍﺀﺗﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻳﻘﻮﻝ ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻋﺎﺋﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﻢ ﻧﻴﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻓﺈﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﺮﺃ ﻟﻠﺸﻴﺦ، ﻭﻛﻨﺎ ﻃﻮﺍﻝ ﺭﺣﻠﺘﻨﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﺭﺳﺔ ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﻭﻋﻠﻢ، ﻭﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﻞ ﺇﻋﺠﺎﺏ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻷﻟﻤﺎﻥ، ﻓﻌﻠﻤﻮﺍ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻬﻴﻦ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻳﻮﻗﺮﻭﻧﻪ ﻭﻳﺤﺘﺮﻣﻮﻧﻪ، ﻭﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻓﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﻣﻦ ﻳﺰﻭﺭ ﺑﻠﺪﺍ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﺠﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﻨﺎﻇﺮﻫﺎ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻨﺎﻟﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﺟﺎﺀﺗﻬﻢ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺁﺧﺮ ﻷﺧﺬ ﺍﻟﻔﺤﻮﺻﺎﺕ ﻫﻨﺎﻙ، ﻓﻘﺮﺭﻭﺍ ﺑﺄﻻ ﻳﺄﺧﺬﻭﺍ ﻣﻌﻬﻢ ﻛﺘﺒﺎ ﻟﻴﺴﺘﻤﺘﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﺑﻤﻨﺎﻇﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﻛﺒﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻷﺣﺪﻫﻢ: ﻓﻼﻥ ﺍﻗﺮﺃ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﻟﻢ ﺃﺣﻀﺮ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻣﻌﻲ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻶﺧﺮ: ﻫﻞ ﻋﻨﺪﻙ ﻛﺘﺎﺏ؟، ﻓﺄﺟﺎﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨﻔﻲ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﺇﺫﺍ ﺳﻤﻊ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ!
ﻓﺎﺳﺘﻐﻞ ﻭﻗﺘﻪ ﺑﺘﺴﻤﻴﻊ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﻟﻄﺎﻟﺒﻪ..
الجزء الرابع:
الشيخ حمود الصوافي..
ﻭﻣﻦ ﺳﻌﻴﻪ -ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ- ﻟﻄﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ - ﻓﺎﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺤﻖ ﻻ ﻳﺪﻉ ﺳﺒﻴﻼ ﻓﻲ ﻃﻠﺒﻪ ﺇﻻ ﻭﺳﻠﻜﻪ- ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻃﻠﺒﺘﻪ ﻗﺪ ﺃﺧﺬ ﺣﺎﺳﻮﺑﻪ ﻣﻌﻪ ﻭﺧﺰﻥ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﺮﺹ ﺻﻠﺐ، ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﺪﺍﺭﺳﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﺟﻌﻮﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ، ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻳﺄﺗﻲ ﻭﻗﺪ ﻗﺮﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﺳﻮﺑﻪ ﻭﻳﻌﺮﺽ ﻣﺎ ﻭﺟﺪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻴﺨﻪ، ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺎ: ﻫﻞ ﺃﺣﻀﺮﺕ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻣﻌﻚ؟!
ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﻨﻔﻲ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻣﺨﺰﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﺳﻮﺑﻪ،،
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻊ ﻃﻼﺑﻪ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺎﺕ ﺫﻛﺮﺕ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﺇﻋﺮﺍﺏ ﻛﻠﻤﺔ "ﺫﺭﻳﺔ" ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﺫﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﻨﺎ ﻣﻊ ﻧﻮﺡ"، ﻓﺘﺪﺍﺭﺳﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺮﺍﺟﻌﺘﻬﺎ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪ ﻃﻼﺑﻪ: ﻓﺮﺍﺟﻌﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ﻣﻤﺎ ﺧﺰﻧﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﺳﻮﺑﻲ، ﻓﻌﺮﺿﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺷﻴﺨﻪ: ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﺗﻴﺖ ﺑﻬﺎ؟، ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ: ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﻛﺬﺍ، ﻓﺎﺳﺘﻔﺴﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻦ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻵﻥ، ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﺨﺰﻥ ﻓﻲ ﺟﻬﺎﺯﻩ، ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﺘﺤﺴﺲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻣﺜﻠﻪ، ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻠﻤﻜﺘﺒﺔ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻳﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺍﺷﺘﺮﻱ ﻟﻪ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻭﺧﺰﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺎﺕ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺷﺄﻥ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻻ ﻳﺘﺮﻙ ﺳﺒﻴﻼ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ..
ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ، ﻃﺎﻟﺐ ﻟﻠﻌﻠﻢ، ﻣﺠﺪ ﺳﺎﻫﺮ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻪ، ﻭﻫﻮ ﻳﺠﺪ ﻟﺬﺗﻪ ﻭﺭﺍﺣﺔ ﺑﺎﻟﻪ ﻭﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ..
ﻓﻴﺮﻯ ﺳﻬﺮﻩ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺴﻴﺮﺍ، ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻟﺬﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ..
ﻓﻴﺮﻭﻱ ﺃﺣﺪ ﺗﻼﻣﺬﺗﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻇﻞ ﻳﻘﺮﺃ ﻟﺸﻴﺨﻪ ﺣﺘﻰ ﻭﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺣﺘﻰ ﺃﺣﺲ ﺑﺎﻟﺘﻌﺐ ﻓﺼﺎﺭ ﻳﺠﺮ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻭﻳﻨﺼﺐ ﺍﻟﻤﺠﺮﻭﺭ ﻓﺄﺣﺲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﺴﺄﻟﻪ: ﻫﻞ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﻳﺔ ﻋﺸﺮﺓ؟ ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ!!!
ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: "ﺗﺘﺠﺎﻓﻰ ﺟﻨﻮﺑﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻀﺎﺟﻊ"..
ﻭﺳﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﺒﺐ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﻜﺎﻥ ﻗﺮﺓ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ!
الجزء الخامس:
الشيخ حمود الصوافي
ﻭﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﻤﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﺳﻨﺎﻭ ﺑﺎﻟﻤﻀﻴﺒﻲ ﻟﻴﻠﻘﻲ ﺩﺭﺳﺎ ﻓﻼ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ، ﻓﺠﺎﺀﻩ ﺭﺟﻞ ﻓﻬﻤﺲ ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻗﺪ ﺧﺴﻒ، ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺟﺎﻣﻌﺔ، ﻓﻘﺮﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ، ﻓﺠﻠﺲ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺐ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﻋﻤﺮﻩ ٩٠ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﻠﺴﺎ، ﻭﻗﺪ ﻳﺘﻌﺠﺐ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﺩ ﻭﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ ﻋﻠﻴﻪ..
ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﻥ ﻳﻄﻮﻓﻮﺍ ﻣﺜﻠﻪ!
ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻮﺍﺩ ﻛﺮﻳﻢ ﻧﺎﺷﺮ ﻟﻠﻌﻠﻢ، ﻓﻮﻻﺋﻢ ﺍﻷﺿﻴﺎﻑ ﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﻋﻦ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻓﺄﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺘﻐﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻊ ﺫﺑﺎﺋﺢ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﺍﻟﻤﺠﻔﻒ ﺧﺎﺻﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﺰﻭﺭﻩ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻗﺪ ﻳﺼﻞ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﻓﻴﻈﻞ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﻳﺤﻴﻴﻬﻢ ﻭﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻢ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻋﻨﻮﺍﻧﻪ ﻭﺻﻔﻪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﺃﻭ ﻋﻤﻠﻪ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻌﺐ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻭﻥ ﻓﻴﻘﻌﺪﻭﻥ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻣﺜﻠﻪ، ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻓﻴﺴﻜﻦ ﻣﻌﻪ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﺷﺨﺼﺎ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﻜﻨﻬﻢ ﻭﻣﺄﻛﻠﻬﻢ، ﻓﺬﺍ ﻫﻮ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻨﺸﺮ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﺑﺜﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ..
ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻪ: ﻟﻨﺎ ﺑﻚ ﺣﺎﺟﺔ ﺧﺎﺻﺔ، ﻓﻴﺬﻫﺐ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺧﺼﺼﺖ ﻟﺬﻟﻚ، ﻓﻴﺘﺒﻴﻦ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﺮﻓﺾ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ: ﻫﺬﻩ ﻟﻴﺴﺖ ﺣﺎﺟﺔ ﺧﺎﺻﺔ، ﺍﻃﺮﺡ ﺳﺆﺍﻟﻚ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻭﺍ ﻣﻨﻪ، ﻓﻴﺨﺮﺝ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ..
ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻏﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﻫﺎﺗﻔﻪ ﻳﻈﻞ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﻴﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﺳﺘﻔﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﺳﺘﻔﻬﺎﻣﺎﺗﻬﻢ، ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺗﺄﺧﺮﺕ ﺭﻧﺔ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻠﻤﺲ ﻫﺎﺗﻔﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻟﻴﺘﺄﻛﺪ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻌﻤﻞ..
ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺗﺤﻤﻞ ﺯﻛﺎﺓ ﻋﻠﻤﻪ ﻓﺴﻌﻰ ﻟﻨﺸﺮﻩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ..
اترك تعليقا