هو الشيخ سليمان بن مهنا بن خلفان بن نصير بن صالح بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن سيف بن سليمان بن عبد الله الكندي

عالم كبير في الفرائض ومؤرخ وشاعر وأديب. كان مولده في محلة الغريض من بلدة نخل في الثاني من ربيع الأول 1352هـ،الموافق للميلادي 1932م ، فنشأ في كفالة أبيه مهنا بن خلفان الكندي، ولقد لقي الإمام محمد بن عبد الله الخليلي وعمره 12 سنة سنة 1371هـ. ومالت نفسه إلى طلب العلم وهو في حال مبكر من عمره فأخذ العلم من الشيخ محمد بن سعيد بن الكندي والشيخ القاضي سليمان بن علي الكندي، وفي مطلع عام 1371هـ ، وعين كاتبا في المحكمة الشرعية بمسقط ، وهناك لازم كلا من الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري مفتي عمان السابق والشيخ إبراهيم بن سيف الكندي، وقد قرأ عليه شرح النيل ومن هناك علم الفرائض، وهكذا لازم الشيخ هاشم بن عيسى الطيواني، وبعد أن نقلت المحكمة الشرعية من مسقط إلى مجمع الوزارات اجتمع الشيخ سليمان بن مهنا هناك بأهل العلم مع هؤلاء المذكورين وكذلك بالأشياخ الأجلاء من أمثال الشيخ العلامة محمد بن شامس البطاشي والشيخ حمد بن سيف البوسعيدي والشيخ سالم بن حمود السيابي، فقضى حياته مع هؤلاء القضاة مدة طويلة سمع ما سمع وأخذ عنهم ما أخذ، فكانت أيامه العملية علمية يتدارس فيها المسائل. وفي سنة1417هـ، والموافق 1997هـ أحيل الشيخ سليمان بن مهنا إلى التقاعد.

يعرف الشيخ سليمان بن مهنا بأشعاره الرائقة ومنظوماته الفقهية والأدبية التي شملت مواضيع ومناسبات متعددة.
وقد بدأ الشيخ سليمان بنظم الشعر في وقت مبكر، فنظم الشيخ سليمان بن مهنا الكندي ( كما رواه لي 22من جمادي الأول 1427هـ) في سؤال وجهه للشيخ خلفان بن جميل السيابي موجود في كتاب بهجة المجالس للشيخ خلفان بن جميل الذي جمع فيه أجوبته النظمية للسائلين من مشايخ وطلبة علم.



لقد سخر الشيخ سليمان بن مهنا ملكته الشعرية والأدبية في نظم المسائل الفقهية المطارحات الأدبية ويظهر ذلك فيما أنتجه من مؤلفات وديوان شعر، فمن مؤلفاته:

1-الرجز الحديث في علم أحكام المواريث. وهو كتاب قيم ضمن فيه الشيخ منظومته في المواريث وشرحها بنفسه شرحا مختصرا وافيا، وضمن كذلك في نفس الكتاب قصيدة دالية في أحكام المواريث بدون شرح.

2-درر البيان في ذكر أئمة عمان: شعر ونثر.

3-بدائع الفكر في الشعر المعتبر ( عبارة عن قصائد قالها في مناسبات ومراثي)

4-القول المعتبر في سيرة خير البشر( قصيدة طويلة شملت تاريخ مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر أصحابه الذين بذلوا نفوسهم لإعلاء كلمة التوحيد).

5-قصيدة في العلم والتوحيد والصلاة والزكاة والصوم والحج.

6-وله أسئلة نظمية وجهها للمشائخ الكبار من أمثال الشيخ سعيد بن خلف الخروصي، والشيخ محمد بن شامس البطاشي والشيخ سالم بن حمود السيابي.

7-وله مطارحات أدبية مع بعض الأدباء.

8-وله تخميسات كثيرة منها:
أ‌- تخميس قصيدة العلامة الجرجاني.
ب‌-تخميس قصيدة ابن الوردي.
ج - تخميس قصيدة البوصيري في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم.
د- تخميس العمرية لحافظ إبراهيم بك.

9-جلاء الغوامض في علم الفرائض على قافية الدال تزيد عن مائتي بيت.

10- قصيدة في عدد سور القرآن ومطلعها:
بالباء أبدأ ناظما عدد السور بإسمه أرجو الإعانة والظفر
ومصليا لسيد مبعوث من شرفاء قريش من به نال الوطر
وهي قصيدة طويلة شملت عدد سور القرآن من أوله إلى آخره.

11- وله قصيدة في رحلته إلى الحج سنة 1394هـ ، وأولها:
الحمدلله الذي قد أوجبا للناس حج بيته ورغبا
وحثهم على أدائه لما به من الفضل الجزيل فاعلما
وهي قصيدة شملت مناسك الحج كلها وهي على صفة اسم الرحلة وتعليم أركان الحج وتنيف عن مائة بيت. وعنه عدد كبير من القصائد التي ألقاها في مناسبات العيد الوطني.

12- ألفية نحوية تتكون من 1053 بيتا جمع فيها الشيخ سليمان قواعد النحو على غرار ألفية ابن مالك.
فما أرى إلا الشعر يجري في دمه.

13- نفائس الأباب في فن الأنساب. ذكر فيه الشيخ نسب القبائل التي تسكن عمان، وهذا مما يشير إلى اهتمام الشيخ بهذا العلم.

يتميز الشيخ سليمان بقوة الحفظ فهو يحفظ الكثير من القصائد ودواوين العرب وتواريخ الأحداث التاريخية، ويستشهد بها في حديثه ومجالسه التي لا تخلو علم وأدب.

ومما يتميز به الشيخ كذلك الخط الحسن إلى الآن مع أنه يشكو من عله في يده إلا أنه يحافظ على خطه ويتقنه
كما قال الشيخ سليمان بن مهنا في أحد أشعاره
لو أقسم الخط لن يرقى لمنصبه***** إلا بنو نخل نعم المجيدونا
أقول حقا وصدق القول شاهده ***** لا غرو فيه فسل عنه الدواويينا

وقال:
لو أفصح الخط نطقا قال من نخل** هيهات يتقنه إلا بنو نخل