محــاربة الخرافـة والأخذ بالأسبـاب - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات



المكتبة الإسلامية الشاملة [كتب] [فلاشات] [الدفاع عن الحق] [مقالات] [منشورات]


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
افتراضي  محــاربة الخرافـة والأخذ بالأسبـاب
كُتبَ بتاريخ: [ 01-12-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية الامير المجهول
 
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
الامير المجهول غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913
قوة التقييم : الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد.
فإني أقدم لكم محاضرة بعنوان

محــاربة الخرافـة والأخذ بالأسبـاب

درس من سلسلة الدروس الفكرية التي يلقيها سماحة المفتي العام للسلطنة ،
أحمد بن حمد الخليلي
بجامعة السلطان قابوس
يومالاثنين23من رجب 1423هـ ، الموافق 30سبتمبر2002 م .



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي هو على كل شئ قدير، وبكل شيء بصير، سبحانه خلق الأسباب والمسبَبات، وجعل لكل شيء سبباً، وهي سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً، أحمده حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، لا حد لغايته ولا أمد لنهايته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، أرسله الله هادياً وبشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً. فعلم من الجهالة وهدى من الضلالة وبصر من العمى، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد،،،،
فأحييكم جميعاً أيها المؤمنون والمؤمنات بتحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وإني لأحمد الله سبحانه وتعالى على اجتماعنا في هذا الجامع الشريف في قلب هذه المؤسسة العلمية الكبرى، لنتعلم جميعاً ما يسر، ولنتزود ما يقربنا إلى الله سبحانه وتعالى، فإن الله عز وجل إنما يعبد بالعلم لا بالجهل، وهو تبارك وتعالى رفع من أقدار العالمين العاملين، الذين يعملون بأمره ويزدجرون عن نهيه ويأخذون بسننه، وهذه هي الغاية التي يجب على الإنسان أن يحرص عليها في هذه الحياة الدنيا، إذ هذه الحياة الدنيا إنما يوطد خيرها بتقوى الله سبحانه وتعالى واتقاء كل ما يضر والأخذ بالأسباب النافعة، ليكون الإنسان حقاً قائماً بواجب الخلافة فيها، مطيعاً لربه، شاكراً لنعمه، واقفاً عند حدوده، عارفاً نعمة الله تبارك وتعالى التي أسبغها عليه.
ولا ريب أن أمتنا الإسلامية مرت منذ أمد بعيد بفترة حالكة مدلهمة، احلولكت فيها حناديس الجهل والشك، فرانت على القلوب، وانصرفت قلوب كثير من الناس عن الله سبحانه وتعالى، وقد أغرقت هذه الأمة في الكثير الكثير من أسباب الفرقة والخلاف، فتنادت بالقوميات الضيقة، ونسيت النداء الذي يشملها جميعاً، فإن الله تبارك وتعالى جمع شتيتها تحت كلمة الإيمان عندما نادى جميع المؤمنين بقوله: (يا أيها الذين آمنوا)، ولم يناد كل قومية بنداء خاص بها، وإنما جمع المؤمنين في نداء واحد؛ لأن المؤمنين إنما يجمعهم هذا الإيمان، وعندما يكون النداء شاملاً للمؤمنين وغيرهم يناديهم الله سبحانه وتعالى بـ(يا أيها الناس)؛ لأن الإنسانية تجمع طوائف البشر بأسرها، فتدخل في عموم هذا الخطاب.
ومن فضل الله سبحانه وتعالى أن منَّ على هذه الأمة بصحوة منذ فترة من الزمن، وهذه الصحوة قد استبشر الكل بها خيراً، ورجونا بفضل الله سبحانه وتعالى أن تجمع الشتات وأن تؤلف بين القلوب المتنافرة، وأن توحد بين الفئات المتدابرة؛ فتنضوي هذه الأمة جميعاً تحت لواء الحق والحقيقة.
ولكن مما يؤسف له أن هذه الصحوة أصيبت بشيء من غبش التصور في بعض الأمور، وذلك مما جعل أبناءها يعيشون في عالم الأوهام، أسارى للخيالات المختلفة، وقد دفعهم ذلك إلى تجاهل سنن الله سبحانه وتعالى في خلقه، مع أن الله سبحانه خلق الخلق، وجعل لخلقه سنناً، هذه السنن لا تتبدل حتى يرث الله الأرض وما عليها،وما يقع من الخوارق التي قد تكون رأي العين خارجة عن هذه السنن؛ فإنما ذلك يرجع إلى أمر الله سبحانه عندما يريد أن يتعطل شيء من السنن في قضية معينة، مع أن هذه الحالة لا يمكن أن يقاس عليها، وهي حالات في عهد النبوات لا يمكن أن تتكرر مرة أخرى؛ لأن السنن تسير حسب ما شاء الله سبحانه وتعالى مما رسمه لهذا الكون من نواميس معينة لا تتبدل ولا تتغير حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
كن غبش التصور هو الذي يحول بين البصائر والرؤية الصحيحة لحقائق الأشياء، وذلك مما يجعل هذه النفوس أسيرة الأوهام فتبتعد كل البعد عن هذه الحقائق.
ونحن نرى أن الله سبحانه وتعالى عندما بعث عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم بعثه بدعوة جامعة، وهو عليه أفضل الصلاة والسلام على مسمع ومرأى من الله سبحانه وتعالى، وهو أقرب الخلق إليه، ولكن مع ذلك أمره سبحانه وتعالى أن يأخذ بالأسباب.
وكان عليه الصلاة والسلام حريصاً كل الحرص على أن يأخذ بالأسباب في كل شيء امتثالاً لأمر الله سبحانه؛ فلذلك عندما هاجر صلوات الله وسلامه عليه سلك مسالك فيها تعمية على المشركين لئلا يطلعوا على أمره، مع أنه محفوظ بعناية الله سبحانه، ولكن جميع تصرفاته وجميع أعماله صلى الله عليه وسلم تشريعات لهذه الأمة؛ ولذلك كان لزاماًُ أن يسلك المسالك التي تتفق مع مصالح الأمة في اتباعها سنن هذه الحياة.
وقد كان لبعض أصحابه رضي الله عنهم شأناً ربما يختلف بعض الاختلاف عن مسلكه صلى الله عليه وسلم؛ من حيث اتباع الأسلوب الذي فيه تعمية على المشركين، فعمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما هاجر لم تكن هجرته خفية، وإنما كانت هجرته علانية، فقد جاء إلى البيت الحرام وطاف بالبيت سبعاً وصلى بعد ذلك وراء المقام، ثم نادى قريشاً وأعلمهم أنه مهاجر، وأن من أراد أن يثكل أمه أو يرمل زوجه أو يوتم ولده فليلقه خلف الوادي، كان ذلك تحدياً منه رضي الله عنه لعنجهية المشركين وكبريائهم، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسلك هذا الطريق؛ لأن مسلكه صلى الله عليه وسلم تشريع للأمة، وفعل عمر رضي الله عنه إنما كان فعلاً فردياً، كان تصرفاً شخصياً لا تلزم الأمة باتباعه، ولا يلزم أي أحد أن يقتدي به في هذا التصرف، مع أنه ليس كل أحد قادراً أن يتصرف هذا التصرف، بحيث يقابل كبرياء الجاهلية بمثل هذا التحدي الواضح.
والنبي صلى الله عليه وسلم كان عمله بخلاف ذلك، فقد أمّ مع الصديق رضي الله عنه غار ثور، وبقي هنالك ثلاثة أيام، ثم سلك مسالك ليست هي المسالك المألوفة في الذهاب إلى المدينة المنورة؛ من أجل أن يعمي على المشركين، مع أنه ولا ريب كان محفوظاً بعناية الله سبحانه، ولا أدل على ذلكم وقع لسراقة عندما تعرض له، فساخت قوائم يعبوبه في الأرض الصلدة الصلبة، هذه الآية تدل دلالة واضحة على أن الله سبحانه أراد لنبيه صلى الله عليه وسلم الحفظ، ولكن مع ثقته بالله وتوكله على ربه سبحانه وتعالى أخذ بالأسباب.
ونحن نرى الدعوة في القرآن الكريم إلى الأخذ بالأسباب دعوة واضحة فالله تبارك وتعالى يقول : ) يا أيها الذين آمنوا خذوا (.) فانفروا ..( فالله تبارك وتعالى يأمر المؤمنين بأن يعدوا عدتهم للمشركين فهو سبحانه وتعالى يقول : )وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ (
كل ذلك من باب الأخذ بالأسباب حتى لا تتواكل هذه الأمة وحتى لا تتبع الأوهام فإن لم يأخذ بالأسباب كانت نهاية أمره أن يصطدم بنواميس الحياة ، وسنن الكون ويؤدي به إلى هذا الاصطدام إلى ما لا تحمد عاقبته ، فالمؤمنون عندما فرطوا في الأخذ بالأسباب في غزوة أحد كان ما كان من أمر الله سبحانه وتعالى إذ عاقبهم الله - تبارك وتعالى فأصابتهم لطمة من القدر جندلت من أبطالهم سبعين بطلا ، حتى يعرفوا أن مخالفة ما أمر الله تعالى به وما أمر رسوله صلى الله عليه وسلم من الأخذ بالأسباب تؤدي إلى ما لا تحمد عاقبته ، هذا بجانب عدم الاغترار بالأسباب وحدها ، فإن هؤلاء المؤمنين أنفسهم عندما أخذوا بالأسباب ورأوا في نفوسهم القوة وأصابهم شيء من الغرور بسبب هذه القوة في حنين حتى قالوا: لن نهزم اليوم من قلة . أصيبوا أيضا بما أصيبوا به ، ومعنى ذلك أن يكون الإنسان آخذا بالأسباب ومتوكلا على الله تبارك وتعالى الذي هو مسبب الأسباب .



lpJJhvfm hgovhtJm ,hgHo` fhgHsfJhf Hlvhq lpJJhvfm hgovhtJm hgrg,f fhgHsfJhf ,hgHo` ,ugh[ih





رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 01-12-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



ونجد أن النبي صلوات الله وسلامه عليه كما قلنا ، كان بنفسه حريصا على الأخذ بالأسباب من ذلك أنه عندما مرّ وراء بجدار مائل أسرع الممر ، فقيل له : أتفر من قضاء الله يا رسول الله ؟ قال : نعم أفر من قضاء الله إلى قدره .معنى فراره من قضاء الله إلى قدره ، أن كل شيء مقضي عند الله ، ولكن الله تبارك وتعالى جعل للأشياء أسبابا ، فهو يفر إلى القدر الذي هو نتيجة القضاء ، وهو مفهوم ما قضاه الله تبارك وتعالى في الأزل على من أراد أن يقع عليه ذلك الأمر فيما لا يزال ، فلإ كان وقوع الجدار عليه أمرا مقضيا في الأزل فإن ذلك القدر لا بد من أن يتحقق فيما لا يزال وإن كان غير مقضي في الأزل ، فإن ذلك القدر أيضا ، وهو قدر وقوع الجدار عليه أمر لا بد من أيقع ، فالنبي صلى الله عليه وسلم- إنما يفر إلى ما قدر الله تبارك وتعالى وقوعه .
وهكذا كان شأنه صلوات الله وسلامه عليه ، ونجد أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أمر بالأخذ بالأسباب في كثير من الأمور .
ففي غزوة الأحزاب ، أخذ بالأسباب حيث أخذ بمشورة سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه في حفر الخندق حول المدينة المنورة ؛ من أجل تأمين المدينة من أثر هذا الغزو من المشركين ، كذلك في نزوله ببدر أيضا أخذ بمشورة الخباب بن المنذر رضي الله تعالى عنه حيث قال : بأن هذا ليس لك بمنزل فاتبع مشورته وأخذ بالأسباب ، وهكذا في جميع الأمور كان عليه أفضل الصلاة والسلام يعلم هذه الأمة أن تأخذ بالأسباب ، ولا ريب أن تناسي هذه الأسباب تؤدي بالناس إلى أن يقعوا في كثير من الأوهام ، والله تبارك وتعالى خلق الخلق ، وبسط الرزق ، وقضى على من قضى بالصحة ، وقضى على من قضى بالسقم ، وهو سبحانه وتعالى جعل أسبابا لكل شيء ، وهكذا شأن الحياة ، الإنسان في حياته يتقلب بين صحة وسقم ، وقوة وضعف ، فالإنسان يبدأ طريق حياته ضعيفا (ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ) والله تبارك وتعالى يبين سنته في الخلق إذ يقول: (نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ ) هكذا يبدأ الإنسان من نقطة الضعف ، وهو يولد ضعيفا لا يستطيع حتى أن يدفع أذى ذرة تقرصه ، ثم تنمو قواه شيئا فشيئا ويأخذ جسمه في النمو ، ثم بعد ذلك يأخذ في الانتكاس شيئا فشيئا حتى يذبل وتنتهي حياته ، هذه هي سنة الله تبارك وتعالى في الخلق .
وهنالك دعوة إلى اتقاء المضار ، هذه الدعوة دليلها في ثنايا تشريعات الله تبارك وتعالى ما جاء على لسان رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام ، الله تبارك وتعالى يقول : (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) ذلك لأن الإسراف يؤدي إلى الأضرار بالجسم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه ، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا بد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لتنسفه ) هذا وميزان الاعتدال في الغذاء حتى يكون الإنسان آخذا بأسباب الصحة ومتجنبا لأسباب السقم ، مع أن الصحة والسقم كما قلنا من سنن هذه الحياة التي لا تتبدل .
ونجد في الحديث الثابت من رواية جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنه عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام في صحيح مسلم أنه قال : ( لكل داء دواء، فإذا أصاب الدواءُ الداءَ برَأَ بإذن الله ) والله تبارك وتعالى جعل لكل داء دواء ، فإذا عولج الإنسان بذلك الدواء وأصاب الدواء موضع الداء كان ذلك سبب البرء ، هذا من الأخذ بالأسباب ، وجاء في حديث آخر من طريق أبي هريرة عند الشيخين عن النبي - عليه أفضل الصلاة والسلام - ، أنه قال : ) إن الله لم يضع شيئا من الداء إلا ووضع له شفاء (
وجاء في حديث أسامة بن شريك عند أحمد ،أن جماعة من الأعراب جاءوا وسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن التداوي ، فدعاهم النبي عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام إلى أن يتداووا ، فقال لهم :)تداووا عباد الله فإن الله لم ينزل داء إلا وأنزل له شفاء إلا داء وحدا وهو الهرم (فكل داء له شفاء . وجاء في رواية أخرى : لكل جاء شفاء علمه من علمه وجهله من جهله ، معنى ذلك كل علة من العلل جعل الله تبارك وتعالى لها علاجا ، هذه العلل سواء كانت معلومة ، وهذا العلاج سواء كان معلوما أو لم يكن معلوما فإن الله تبارك وتعالى جعل لكل علة من العلل علاجا ، والناس مطالبون أن يأخذوا بالأسباب ، وهذا لا يمنع الإنسان أن يكون متوكلا على الله ، فإن الأخذ بالأسباب هو من باب التوكل ؛ لأنه طاعة لمسببي الأسباب سبحانه وتعالى .
كذلك نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بعلاج الحمى مثلا بالماء ويقول ( الحمى أو شدة الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء ) معنى ذلك كونها من فيح جهنم ، أنها حارة ، ساخنة ، آخذة صفة من صفات جهنم والعياذ بالله ، وهي شدة الحرارة ، وهذا أمر معروف ، والأطباء إلى الآن يعالجون الحمى أحيانا بالتبريد ، وأنا بنفسي عولجت هذا العلاج ، شدة البرد ، أحس ببرودة شديدة ، يزيل عني الدثار ، ويأتي بالثلج ويلقيه علي وكان ذلك سببا للشفاء .
وهذا من إعجاز النبوة ، ودليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ، فذلك كله من باب الأخذ بالأسباب ، والتعامي عن هذه الأسباب كان الرسول صلى الله عليه وسلم شديدا على الناس فيه ، لا يرضى بأن يتعامى الناس عن الأسباب ، أو أن يتجاهلوا سنن الله سبحانه في هذه الحياة ، فالكون كله مسير حسب أمر الله سبحانه وفق نواميس وسنن أرادها الله تبارك وتعالى له إلى أن يرث الأرض ومن عليها ، وعندما يطرح على الناس في عهده صلى الله عليه وسلم شيء من التوهم ، يردهم من الوهم إلى الحقيقة ليستبصروا ؛ حتى لا يتيهوا في متاهات الوهم
وعندما مات ابن النبي صلى الله عليه وسلم إبراهيم ، كان في سن الطفولة الباكرة ، وحزن النبي صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا ، كسفت الشمس في ذلك اليوم فتراءى للناس أن كسوف الشمس إنما هو بسبب موت إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم لما ألم بالنبي صلى الله عليه وسلم من المصاب
ولكن في هذه الساعة الحرجة ، ساعة الحزن ، أبى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يرد الناس إلى الجادة ، ويبصرهم بالحقيقة ، قال لهم :( إن الشمس والقمر ، آيتان من آيات الله لن تخسفان لموت أحد ولا لحياة أحد ، فإذا رأيتم ذلك ، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله ).
فالشمس والقمر آياتان من آيات الله ؛ لأنهما من ضمن خلق الله سبحانه الدال على جلاله ، والدال على شهود كبريائه في هذا الكون ، والشمس والقمر سنن في هذا الدوران ، كما أن ذلك لسائر الأجرام السماوية التي تدور في مداراتها وفق السنن ، ووفق هذه السنن قد يؤدي إلى أن يختفي شيء من ضوء الشمس ، أو أن يختفي شيء من ضوء القمر ، أو أن يختفي ضوء القمر كله ، بحيث يصيبه المحاق ، وفق تلك السنن التي أرادها الله ، بما أن هذا الأمر هو أمر خارج عن المألوف المطر مما يراه الناس في الشمس والقمر ، أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجعوا إلى ذكر الله سبحانه وتعالى بحيث يأخذون العبرة من ذلك أن كل شيء يطرأ عليه ما يطرأ بأمر الله سبحانه وتعالى وإلا فهذه سنة كونية أرادها الله تبارك وتعالى
ولا ريب أن اتباع الإنسان الأوهام يبعد عله عن درك الحقيقة التي هي أمام ناظريه ، فيتصور الإنسان شيئا من الوهم البعيد ، بعيد عين الحقيقة مع ما آتاه الله سبحانه وتعالى من عقل ، ومع ما آتاه من أسباب القوة أحيانا ، هذه القوة تكون قد تولدت من استخدام عقله في توريدها ، ولكن هاذ العقل يصيبه هذا الغبش حتى لا يدرك الحقيقة التي هي ماثلة أمام ناظريه ، ومن أمثلة ذلك ما كان من استئسار المصريين قبل الإسلام للوهم ، حيث كانوا يعتقدون أن النيل لا يجف إلا إذا ألقيت له فتاة بكر هي من أحسن الفتيات جمالا ، وفي أكمل زينتها ، النيل هو من خلق الله ، يأتي من أماكن معروفة ، النيل جزء منه يأتي من بلاد الحبشة ، وجزء منه يأتي من بحيرة فكتوريا التي كانت تسمى قبل هذا الاسم بحيرة نيازا ، وهي من أكبر بحيرات الدنيا ، هي إن لم تكن أكبر بحيرات الدنيا .
فما الذي يمنع هذا النيل من الجريان إن لم ترم له هذه الفتاة ؟! وما الداعي إلى أن تقدم إليه هذه العرائس ؟! وما الذي يعني النيل وجريانه من هذا الأمر ، فإنما هذا وهم ، واستأسر الناس لهذا الوهم وظن الناس أن النيل لا يجري ، مع أن فيضان المياه لكثرة الأمطار التي تصب في تلكم البحيرات ، والروافد التي ترفد تلكم البحيرات هي التي تزيد من جريان النيل عندما يشاء الله وتبارك وتعالى ذلك ، وتلك سنة مطردة ، وما يقع في كل عام من الأعوام ، فما الذي يمنع النيل عن الجريان ، لكن هذا وهم أثرى هذه العقول .
ولما خشي بعد الإسلام أن لم يفعلوا ما كانوا يفعلونه قبل الإسلام ، أن يتوقف جريان النيل ، وكتب بذلك إلى أمير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه عالج عمر رضي الله تعالى عنه - هذا الوهم علاجا نفسيا ، حيث أرسل إليهم كتابه ، ورقة صغيرة كتب فيها :( إلى أمير مصر ، إن كنت تجري بأمرك فلا حاجة لنا في جريانك ، وإن كنت تجري بأمر الله فاجري ) هذا علاج لذاك الوهم ، وإلا فما الذي يمنع النيل من الجريان ، هذه سنة من سنن الله تعالى ، وإنما عولج هذا الوهم لأمر عقدي ، وأن الكون كله مصرف بأمر الله ، الله تبارك وتعالى هو الذي يصرف هذه الكائنات ، هو الذي يسبب الأسباب ، ويجعل المسببات مرتبطة بها ، فهو الذي ينزل الأمطار متى يشاء سبحانه وتعالى ، فتزيد المياه وتتدفق من تلك البحيرات في أفريقيا حتى تصل إلى النيل ، هذه سنة الله تبارك وتعالى .
على أي حال هذه صحوة كما قلنا : أصيبت الآن بغبش التصور عند الكثيرين من الناس فاستأسر خاصة الناس فضلا عن عامتهم بهذه الأوهام ، نحن وجدنا الآن الناس الآن إذا أصيب أحدهم بزكام قال إنه : مسحور ، وإذا أصيب بصداع قال إنه : مسحور ، وإذا أصيب بأوجاع في ركبتيه ، قال : إن ذلك بسبب السحر ، وهو ناشئ عن دخول جني في جسمه ، وإذا أصيب برمد ، قال أيضا بأنه : مسحور ، وإذا أصيب بأي شيء ، جاءني قبل فترة رجل يشكو حلقه ، يشكو بحة في حلقه ، يقول أنه هذا أصابه بسبب تأثير جنية عليه ؛ نتيجة سحر وقع عليه .
هذه أمور خطيرة جدا ، أمور تبعد الناس عن الحقيقة ، فما الذي يربط بين السحر وما بين هذه الأمور العادية ، فالله تبارك وتعالى هو الذي خلق الصحة والسقم ، هو الذي خلق الموت والحياة ، كانت هناك شائعة قبل وقت من الزمن ، شاعت في أوساط الجهلة وتقبلها حتى بعض الناس ، وهي أن السحرة قد يتسلطون على أحد فيأخذونه ويظهرونه ميتا وهو غير ميت ، ويضعون مكان لوحا يخيل إلى الناس أنه ميت ، وأنا بنفسي عايشت قضيتين من أمثال هذه القضايا وتتبعتهما حتى وصلت في نهاية المطاف إلى استبانة كلف هذا الأمر وأنه ليس من الحقيقة في شيء ، ومما يؤسف له أن إحدى القضيتين روج لها ، حتى أن وسائل الإعلان تناقلتها ، حيث ادعى مدع بأنه كان مسحورا ، وأنه مات قبل سنين وتقمص شخصية أحد من الموتى ، وجاء إلى أم ذلك الميت بعد أكثر من عقدين من السنين ، وادعى أنه ابنها ، وهي قالت أنها وجدت من العلامات التي كانت في ابنها ظاهرة فيه ، وصدق الناس بأنه نفس الشخص الميت ، مع أنه كاذب في قوله ، وبعد ما وقعت الجناية الكبرى وارتكب جريمة أدت به إلى أن يقتل ، وقبل قتله اعترف بالحقيقة ، وقد استبنت منه هذه الحقيقة بنفسي ، وصرّح بكل شيء ، وحدثني بمن كان يملي عليه هذه الأخبار
والآن أصبح الناس يصدقون كل ما يقع عليهم بسبب تأثير السحرة ، كأن هؤلاء السحرة سلطوا على الناس يتصرفون في أمر الناس كما يشاءون ، يمرضون من يشاءون ويعافون من يشاءون وكأنما الجن مسخرون لهؤلاء السحرة ، يسلطون من يشاءون منهم على من يشاءون في أي وقت من أوقات ولا يستطيعون هؤلاء الجن خلافا لأمر لهؤلاء .

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 01-12-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 3 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



حقيقة الأمر نحن لا نريد أن نخوض هنا في أمر علاقة الجن بالأمراض وغيرها ، هناك أمر من الله تبارك وتعالى أن يستعيذ الإنسان من شر الجنة والناس ، وقد يتعرض الإنسان لحسد من إنسي ، وقد يتعرض لحسد من جني ، ولكن أمر بأن يستعيذ من شر كل حاسد إذا حسد ، فما لهذا الإنسان وتصديق لهذه الأوهام ، بحيث يعتبر كل شيء إنما من تأثير الجن ، وأن كل ما يصيبه بسبب سحر الساحرين ، مع أن الله - تبارك وتعالى ذكر السحر وقال (وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ ) البقرة (102) قد علل الله سبحانه أن كل ما يصيب الإنسان إنما يصيبه بأمر الله ، (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) التوبة (51 ) (وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ ) الأنعام (17) (وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) يونس(107) يقول الله تعالى : (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) فاطر (2).
فالأمر كله بيد الله ، بسط الرزق ومنعه هو بيد الله سبحانه وتعالى - الله سبحانه وتعالى يبسط الرزق لمن يشاء ، ويقدر على من يشاء ، لكن الكثير من الناس عندما يصبحون في حالة تعب وفي حالة فقر ، يتوهمون أن ذلك بسبب سحر الساحرين ، وأنه لولا ذلك السحر لكانوا أغنياء ، متفوقين في الغنى ، هذه الأمور على أي حال هي أمور بعيدة كل البعد عن الحقائق ، فعلى الناس أن يأخذوا بالأسباب ، ليس من الأخذ بالأسباب أن يطلب الإنسان بين عشية وضحاها أن يكون صاحب ثراء عظيم من غير أن يخرج ، على الإنسان أن يعمل ، كل شيء بقضاء وقدر .
ولكن الإنسان مطالب بأن يجتهد ، كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس ، ولكن مع ذلك مطالب الإنسان بأن يجد ويجتهد ، وأن لا يعجز ، وأن يسلب الأمر من بابه ، وأن يأخذه بأسبابه ، لا يستسلم لهذه الأوهام ، وأن يعتقد بأنه لو ذهب إلى فلان أو فلان وكتب له كتابة أصبح غنيا ثريا ، وزال عنه ما أصابه ، من جراء سحر الساحرين ومن جراء كيد هؤلاء الجن الذين يكيدون له ، أين هذه الأوهام من عقيدة الإسلام التي جاء بها النبي عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام أين ذلك من مسلك السلف الصالح ؟ هذه الأوهام يجب أن تبعد كل البعد .
ومما يؤسف أن كثيرا من هؤلاء الذي يصابون بأمثال هذه الأشياء ، يذهب أحدهم إلى أحدهم يشتكي إليه ما أصابه ، وسرعان ما يزيده وهما على وهم فيقول له : هذا أصابك بسبب السحر ، بل أقل ما يقولون له أن هذا بسبب الحسد ، لو مرض أحد وشكا مرضه إلى أحد من هؤلاء الذين قد يعتنون بالعلاج الروحاني فأدنى ما يقولونه للمصاب ، أصبت بما أصبت به بسبب حسد الحاسدين ؛ لأن الناس لا يصابون بأمراض إلا بسبب حسد من الناس ، مع أن البلوى من الله ، الله تبارك وتعالى يحكي عن إبراهيم قوله : ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ) الشعراء (80) المرض إنما ينزله الله سبحانه وتعالى - ، والشفاء إنما يمن به الله سبحانه وتعالى على عباده ، وهذه الأوهام هي التي سببت هذه الوساوس الشيطانية ، وتراكمات هذه الأوهام عبدت الطرق للشياطين ، حتى أصبح الناس أسارى فيما تمليه الشياطين عليهم من الوساوس .
ومن المعلوم أن أي أحد يصدق وهما من الأوهام يكون أسيرا لهذا الوهم . كما ذكرنا عن الناس قبل الإسلام في مصر وفي غيرها ، وفي هذه الآونة الأخيرة خبرت بأن أحدا من الناس كان يتخيل إليه أن في رأسه مسمارا من حديد ، وقد ذهب إلى الأطباء وحاول كل طبيب أن يقنعه أن ليس في رأسه شيء ، وهو يقول : لا ، و يقول أنه موقن أن في رأسه مسمارا من حديد حتى جاء إلى طبيب وعرف الطبيب داءه فأراد أن يعالجه علاجا نفسيا ، فقلا له : صدقت فيما قلت ، والمسمار هكذا ظهر في الأشعة ونحن إن شاء الله سننتزعه ، فخدره ونومه ، وبعد التخدير شطبه قليلا ، ثم ضمده ، ثم جاء بمسمار بحديد وطلاه بدم ديك ذبحه ، بعد ذلك قال له بعدما أفاق : الحمد لله هذا المسمار نزعناه ، أنت ستكون بصحة جيدة ، وإنما بقي أن تحرك هذه الضمادة حتى يشفى جرحك وسيزول ما بك ، وأخذ ذلك الرجل يشكر ذلك الطبيب ويقول : الحمد لله ارتفع عني ذلك الوجع الذي كنت أحسه ، كان لا ينام ليله ، إذن هذه الأوهام التي كانت تخرب رأسه وظل هكذا فترة من الزمن هو في راحة بعدما زالت عنه تلك المعاناة ، إلا أن بعض الناس قال له بعد فترة : ما كنت تشكو شيئا وإنما الطبيب عالجك علاجا نفسيا وهذه القضية ، حدثه بقصة الطبيب وما فعله الطبيب . قال : لذلك أنا أحس بالوجع إذا لا يزال الوجع في رأسي ، وأخذ بعد ذلك يسهر ليله مما يحس من الوجع الوهمي، ويبكي من شدة الوجع ويقول : لا يزال المسمار موجودا في الرأس .
قبل ثلاثة عقود من السنين اطلعت أيضا على قصة أن أحدا من الناس كان يخيل إليه أنه حبة قمح ، كلما أبصر دجاجة هرب منها ؛ خشية أن تبتلعه ، يخيل أنه حبة قمح ، فعالجه الأطباء النفسانيون وحدثوه بأنه ليس بحبة قمح وإنما هو إنسان ، وبصروه بالفوارق بينه وبينها ، وهذه الحبة لا تتكلم وليس لها لسان وليس لها يدان وليس لها رجلان وليس لها عقل . هذه الأوهام عندما تعشش في الأذهان تتلاعب بالإنسان كل تلاعب فيصبح الإنسان أسيرا لها ، بل يصبح أسيرا لوسوسة الشيطان بعد ذلك ، فبهذه الأوهام تعبد الطرق للشياطين .
قبل فترة من الزمن ، قبل نحو ربع قرن من الزمن أو ما يزيد على ذلك ، كان هذا من الأمر النادر ، ما كان يذكر ، كان من النادر أن يصادف الإنسان أمرا من أمثال هذه الأمور ، بينما الآن أصبح هذا الأمر سائدا عند الصغار والكبار ، والنساء والرجال ، فالكل إنما أصبح أسير وهم ، الكل يشكو كل ما يشكو بسبب السحر وبسبب الجن المردة ، وبسبب تأثير الشياطين إلى غير ذلك مما كان يشكونه ، ونحن نرى أن هذا أدى إلى ما يزلزل العقيدة ، ويضعف العقيدة في نفوس البشر ، حتى أصبحت الثقة بالله أمرا غير وارد عند كثير من الناس .

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 01-12-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 4 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



كثير من الناس لو شكا أمرا من هذا النوع وأرشد إلى تلاوة آيات من ذكر الله سبحانه أو دعاء مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه ، يرى أن ذلك لا يفيد ، ولا يريد إلا أن يكتب له ، قد يؤمن كثير منهم بكتابات فيها من غير القرآن ، فيها طلاسم لا نعرف معانيها ، فيها أوفاق لا نعرف معانيها ومن أين جيء بها مع أن هذا لا يجوز ، ونهى عنه الإمام السالمي رحمه الله عندما يقول :
ثم الكتابة التي قد ذكرت** لا أعرف الوجه لها لو شهرت
حادثة في جمعها المعهود ** وأصلها قد كان في الجنود
والله قد أغنى العباد عنها** بأدعيات يستجاب منها
وعندما سئل : عن مثل هذا ، قال :( بالله عليكم كم حرز كان على أبي بكر ؟!! وكم حرز كان على عمر ؟!! رضي الله عنهما - .)
فصحابة النبي صلى الله عليه وسلم ما كانوا يعرفون هذه الأشياء ، فقد كانوا يأخذون بالأسباب مع تعويلهم على الله وتوكلهم عليه سبحانه وتعالى واستعمالهم الرقى الشرعية ، كانوا يعالجون أنفسهم بأنفسهم بآيات من الكتاب العزيز ، والنبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ، كان كثيرا ما يرقي بالمعوذتين ، أقر أصحابه على الرقية بفاتحة الكتاب ، وقال : لمن رقى بها كأنها رقية ، وهذه إنما راجعة إلى الإيمان لأن أثر الإيمان في حياة الإتيان أثر كبير ، فبقدر ما يكون الإنسان مؤمنا بالأمر ، يكون تأثير ذلك تأثيرا بالغا .
نحن نرى كثيرا من الناس الآن يقولون بأنهم يترددون على الطب المادي ، الطب المعهود ، ولكنهم لا ينتفعون ، هذا لأنهم يأتون إلى الطبيب وفي قرارة نفسهم أن ذلك العلاج ليس هو العلاج ليس هو علاجا لهذه العلة ، والإنسان عندما يقبل على الدواء وهو غير واثق بأن الله تبارك وتعالى جعل ذلك الدواء سببا لشفاء ذلك الداء ، لا يكون للدواء تأثير ، هكذا في الغالب ، فلذلك ينبغي على الإنسان أن يقبل على العلاج والأخذ بالأسباب وهو واثق بأن الله تبارك وتعالى قد جعل لكل شيء سببا وأنه هو مسبب الأسباب ، فإن أراد شفاء هذا الداء بهذا الدواء فسوف يشفى بمشيئة الله.
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( فإن أصاب الدواءُ الداءَ برأ بإذن الله ) لم يقل برأ وإنما قال بإذن الله ؛ لأن الأسباب مهما توافرت فإن وراءها مسبب الأسباب ، هذا ومما ينبغي أن ننبه عليه أن ترداد مثل هذه الحكايات التي لا أصل لها ولا حقيقة لها بين الأولاد سبب لإصابة الأولاد بأمراض نفسية ، فإن نشأة المولود ما بين أبوين يسمع هذه الحكايات التي لا أصل لها من الصحة يجعله أسيرا لهذه الأوهام وتتنامى في نفسه شيئا فشيئا ؛ لأنه رُبِّيَ عليها من أول الأمر ، فبعد ذلك يكون كثير الفزع فيتصور تصورات ، ويتصور أشباحا متنوعة ، ويتحدث عن أشياء ومشاهد مختلفة مع أن ذلك ليس من الحقيقة في شيء ، وكما يقول الأستاذ أحمد أمين في كتابيه ضحى الإسلام وفكر الإسلام عندما يتحدث عن المعتزلة : بأن اعتقاد المعتزلة أن الجن لا يظهرون للناس ، وأنهم لا يتعرضون للناس ، عدم تصديقهم بشيء من هذه الأمور جعل أولادهم بمنأى عن كل هذه الخيالات التي تصيب أولاد الآخرين ، هم لا يصدقون شيئا من هذه الأمور ولذلك أولادهم لو خرجوا في ظلام الليل الدامس لا يتخيل أن شبحا يطارده ، أو أن شيئا ينثر له بين عينيه ؛ لأن هذا الوهم غير وارد عنده.
وهكذا اعتقاد الإنسان الشيء بأنه واقع يجعله في صورة واقعة ، وإن لم يكن واقعا ، فلذلك نحن ندعو إن تكون هذه الصحوة نظيفة بمشيئة الله سبحانه وتعالى من أمثال هذه الترهات بقدر المستطاع ، وهذا لا ينافي أن يكون الإنسان مأمورا أن يستعيذ بالله من شر الجنة والناس ، وإنما هذه الاستعاذة بالطرق المألوفة وذلك بأن يذكر الله تبارك وتعالى ، وأن يعول على كتابة الكريم ، وأن يعول على الطهر والنظافة في المظهر والمخبر ، في الظاهر بحيث ينام على وضوء ، وينام وعلى ذكر الله سبحانه وتعالى وفي المخبر بحيث يكون طاهر السريرة ، موصولا بالله سبحانه ، جامعا بين خوف الله سبحانه وتعالى ورجائه حتى لا يشغله شيء من الخوف عن خوف الله ، ولا يشغله شيء من الرجاء والتعلق عن رجاء الله تبارك وتعالى والتعلق به ، بهذا ستندرئ هذه الأوهام بإذن الله ، وستزول ، والله تبارك وتعالى عليه المعول وهو حسبنا ونعم الوكيل ، أسأل الله عز وجل أن يمنحنا التوفيق لما يحبه ويرضاه ، وأسأله سبحانه أن يعافينا في عقولنا وفي أبداننا وفي أرواحنا ، وأن يجعل الحياة زيادة في كل خير ، والموت راحة لنا من كل شر ، إن تعالى على كل شيء قدير وإنه بالإجابة جدير ، نعم المولى ونعم النصير ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 01-12-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 5 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



الأسـئـلــة :

ســؤال :
بعض الناس اتخذ من قصة المسحورة التي أوردها الإمام السالمي رحمه الله تكأة لتبرير ما يدعون.

الـجــواب :
هذه القصة غير صحيحة، ومما يؤسف له أن الإمام السالمي رحمه الله ورضي عنه وعفا عنه وجد قصيدة نظمت فيها، ولا أدري في أية حالة من كثير من الناس لو شكا أمرا من هذا النوع وأرشد إلى تلاوة آيات من ذكر الله سبحانه أو دعاء مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه ، يرى أن ذلك لا يفيد ، ولا يريد إلا أن يكتب له ، قد يؤمن كثير منهم بكتابات فيها من غير القرآن ، فيها طلاسم لا نعرف معانيها ، فيها أوفاق لا نعرف معانيها ومن أين جيء بها مع أن هذا لا يجوز ، ونهى عنه الإمام السالمي رحمه الله عندما يقول :
ثم الكتابة التي قد ذكرت** لا أعرف الوجه لها لو شهرت
حادثة في جمعها المعهود ** وأصلها قد كان في الجنود
والله قد أغنى العباد عنها** بأدعيات يستجاب منها
وعندما سئل : عن مثل هذا ، قال :( بالله عليكم كم حرز كان على أبي بكر ؟!! وكم حرز كان على عمر ؟!! رضي الله عنهما - .)
فصحابة النبي صلى الله عليه وسلم ما كانوا يعرفون هذه الأشياء ، فقد كانوا يأخذون بالأسباب مع تعويلهم على الله وتوكلهم عليه سبحانه وتعالى واستعمالهم الرقى الشرعية ، كانوا يعالجون أنفسهم بأنفسهم بآيات من الكتاب العزيز ، والنبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ، كان كثيرا ما يرقي بالمعوذتين ، أقر أصحابه على الرقية بفاتحة الكتاب ، وقال : لمن رقى بها كأنها رقية ، وهذه إنما راجعة إلى الإيمان لأن أثر الإيمان في حياة الإتيان أثر كبير ، فبقدر ما يكون الإنسان مؤمنا بالأمر ، يكون تأثير ذلك تأثيرا بالغا .
نحن نرى كثيرا من الناس الآن يقولون بأنهم يترددون على الطب المادي ، الطب المعهود ، ولكنهم لا ينتفعون ، هذا لأنهم يأتون إلى الطبيب وفي قرارة نفسهم أن ذلك العلاج ليس هو العلاج ليس هو علاجا لهذه العلة ، والإنسان عندما يقبل على الدواء وهو غير واثق بأن الله تبارك وتعالى جعل ذلك الدواء سببا لشفاء ذلك الداء ، لا يكون للدواء تأثير ، هكذا في الغالب ، فلذلك ينبغي على الإنسان أن يقبل على العلاج والأخذ بالأسباب وهو واثق بأن الله تبارك وتعالى قد جعل لكل شيء سببا وأنه هو مسبب الأسباب ، فإن أراد شفاء هذا الداء بهذا الدواء فسوف يشفى بمشيئة الله.
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( فإن أصاب الدواءُ الداءَ برأ بإذن الله ) لم يقل برأ وإنما قال بإذن الله ؛ لأن الأسباب مهما توافرت فإن وراءها مسبب الأسباب ، هذا ومما ينبغي أن ننبه عليه أن ترداد مثل هذه الحكايات التي لا أصل لها ولا حقيقة لها بين الأولاد سبب لإصابة الأولاد بأمراض نفسية ، فإن نشأة المولود ما بين أبوين يسمع هذه الحكايات التي لا أصل لها من الصحة يجعله أسيرا لهذه الأوهام وتتنامى في نفسه شيئا فشيئا ؛ لأنه رُبِّيَ عليها من أول الأمر ، فبعد ذلك يكون كثير الفزع فيتصور تصورات ، ويتصور أشباحا متنوعة ، ويتحدث عن أشياء ومشاهد مختلفة مع أن ذلك ليس من الحقيقة في شيء ، وكما يقول الأستاذ أحمد أمين في كتابيه ضحى الإسلام وفكر الإسلام عندما يتحدث عن المعتزلة : بأن اعتقاد المعتزلة أن الجن لا يظهرون للناس ، وأنهم لا يتعرضون للناس ، عدم تصديقهم بشيء من هذه الأمور جعل أولادهم بمنأى عن كل هذه الخيالات التي تصيب أولاد الآخرين ، هم لا يصدقون شيئا من هذه الأمور ولذلك أولادهم لو خرجوا في ظلام الليل الدامس لا يتخيل أن شبحا يطارده ، أو أن شيئا ينثر له بين عينيه ؛ لأن هذا الوهم غير وارد عنده.
وهكذا اعتقاد الإنسان الشيء بأنه واقع يجعله في صورة واقعة ، وإن لم يكن واقعا ، فلذلك نحن ندعو إن تكون هذه الصحوة نظيفة بمشيئة الله سبحانه وتعالى من أمثال هذه الترهات بقدر المستطاع ، وهذا لا ينافي أن يكون الإنسان مأمورا أن يستعيذ بالله من شر الجنة والناس ، وإنما هذه الاستعاذة بالطرق المألوفة وذلك بأن يذكر الله تبارك وتعالى ، وأن يعول على كتابة الكريم ، وأن يعول على الطهر والنظافة في المظهر والمخبر ، في الظاهر بحيث ينام على وضوء ، وينام وعلى ذكر الله سبحانه وتعالى وفي المخبر بحيث يكون طاهر السريرة ، موصولا بالله سبحانه ، جامعا بين خوف الله سبحانه وتعالى ورجائه حتى لا يشغله شيء من الخوف عن خوف الله ، ولا يشغله شيء من الرجاء والتعلق عن رجاء الله تبارك وتعالى والتعلق به ، بهذا ستندرئ هذه الأوهام بإذن الله ، وستزول ، والله تبارك وتعالى عليه المعول وهو حسبنا ونعم الوكيل ، أسأل الله عز وجل أن يمنحنا التوفيق لما يحبه ويرضاه ، وأسأله سبحانه أن يعافينا في عقولنا وفي أبداننا وفي أرواحنا ، وأن يجعل الحياة زيادة في كل خير ، والموت راحة لنا من كل شر ، إن تعالى على كل شيء قدير وإنه بالإجابة جدير ، نعم المولى ونعم النصير ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
الحالات صدق الإمام السالمي، أو أخذ هذه القصيدة على مأخذ الجد، لا أقول صدقها، إنما أورد هذه القصة وليته لم يوردها في كتابه، وهذه قصة غير صحيحة، وقد سئل الإمام محمد بن عبدالله الخليلي رحمه الله عن إيراد الإمام السالمي لهذه القصة فقال: لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة، وقال: بأن هذه كانت كبوة لشيخنا السالمي وليته لم يفعل ذلك، وأنا وجدت من العلماء من هو سابق زمناً وتاريخاً على الإمام السالمي من ينكر هذه القصة أشد الإنكار، وجدت الشيخ ناصر بن أبي نبهان الخروصي يبادر في إنكارها ويشدد كثيراً، ويقول هذه قصة وهمية نسجت، وليست هي من الصحة في شيء، فعلى أي حال لا ينبغي أن يأخذ الإنسان القصص هذه مأخذ الجد ويصدقها وليعلم الطالب (أن السيرا تجمع ما صح وما قد أنكرا).
قبل فترة من الفترات، قبل ستة وعشرين عاماً من الآن، ذهبت عند أحد المشائخ وقد توفي الآن، فوجدته كتب قصة في دفتر، والدفتر في مجلسه واطلعت على القصة فعجبت من هذا، وجدته كتب جاءني فلان بن فلان، وهو منطقة سداب التي هي من ضواحي مسقط، جاءني فلان وذكر أنه سافر إلى الكويت كذا من السنين إلى الكويت، واصطحب معه ابناً له يسمى فلاناً، وتوفي الابن في الكويت، أصيب بمرض وتوفي ودفن، وإذا به بعد هذه السنين يظهر في عمان، والشيخ الذي كتب هذه القصة هو أحد القضاة الشرعيين وله مؤلفات، يقول ووجده بعينه وعليه علاماته التي تدل على أنه هو الولد الذي كان عنده وتوفي حسب الظاهر، فعجبت من هذا.
ثم بعد يوميات بعد الظهر إذا بي أرى سيارة تقف أمام بيتي وينزل منها رجل وامرأة، وجاءوا إليّ، وإذا بالرجل يحدثني بالقصة نفسها، ويقول بأنه هو أبو الولد وأنه اصطحب ابنه إلى الكويت، ومرض الولد وتوفي الكويت، وبعد سنين، بعدما عاد هو إلى عمان، بعد مضي سنين وجد الابن بعينه بكل علاماته عند أحد بعينه، ويقول هو الساحر الذي سحره!!!، وقد أثّر عليه وغير اسمه وغير عقله وأصبح ينفر منا ونفر من أمه وهذه أمه، وتقول هي بأنها اطلعت على كل العلامات التي كانت تحفظها في جسم ابنها، اطلعت عليها في جسم هذا الذي ظهر.
استبعدت هذا الأمر، وقلت لهما: انصرفا وإن شاء الله أنا أفكر في ذلك، في نفس ذلك اليوم، مساء ذلك اليوم، بعد صلاة العصر أو بعد أقل من ثلاث ساعات من مجيئهما، ذهبت إلى عزاء في مسقط، وإذا برجل فيه لوثة جنون، وبعض المشائخ القضاة هناك قالوا لي بأن هذا الرجل طلق امرأته وهو مصاب بلوثة في عقله، فهل يثبت طلاقه؟!، انظر إليه واسمع منه، وإذا بهم ينادونه بالاسم الذي فهمت من الرجل والمرأة أن الساحر سمى به ولده، فبعدما نظرت إليه قلت لهم: هل هذا هو الذي يقال بأنه مسحور؟!، قالوا نعم، هذا هو الذي يقال بأنه مسحور، ومن عجيب الأمر أن هذه المرأة التي تدعي أنها أمه وتدعي أن هذا هو ابنها الذي مات قبل سنين، من عجيب الأمر أنها قالت علاماته كذا وكذا وكذا، فجاءوا الشرطة ورأوا هذه العلامات، فقالوا خذي ابنك، مع أننا نعرف أن هذا ولد هذا الرجل منذ طفولته، وابن خالته هو أحد أفراد الأسرة المالكة في عمان، فما كان من أب هذا الولد إلا أن ذهب إلى ابن الخالة -الذي هو من أفراد الأسرة- وأخبره، فاتصل بمحافظ العاصمة في ذلك الوقت وقال: هذا الرجل ابن خالتي، كيف ينزع من أبيه وأمه ويسلم إلى رجل آخر وإلى امرأة أخرى؟.
فهذه قضية ما يقال من أن فلان توفي ثم بعد ذلك ظهر بعد سنين أو بعد أيام، هذه الأشياء شاعت في وقت من الأوقات نتيجة تعشيش الجهل في الأدمغة حتى كان لا يكاد يتوفى أحد إلا ويقال إنه مسحور، والآن أصبح لا يمرض أحد إلا ويقال بأنه مسحور، من وهم إلى وهم.

ســؤال :
يقولون أن النيل ينبع من منابع معروفة ، فما رأيكم كما في يوضح صحيح البخاري من أن النيل هو : سيحون وجيحون ودجلة والفرات أنها تنبع من الجنة ؟

الـجــواب :
ليس كل ما روي في البخاري روي رواية صحيحة ، وإن ثبت السند ينقد من حيث المتن ، إن مما يؤسف أن الكثير من المحدثين أو النقاد نظروا إلى جانب السند وتجاهلوا جانب المتن ، مع أنه لا بد من أن ينقد الحديث من جانب المتن ، وهذا الذي فعله الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، كانوا كثيرا ما ينقدون الروايات حتى ولو جاءت عن الثقات مع أن الصحابة ، مع أن الصحابة هم ثقات ، وما كان هناك واسطة إلا أحدهم بين المروي له وبين النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك ردوها ، ومثال ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها رواية عمر رضي الله تعالى عنه ورواية ابنه عبدالله بن عمر بأن يعد ببكاء أهله عليه ، وقالت : يأخذ الله بأبي عبد الرحمن لم يكن أفأنه لم يكن ليكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن لعله وهم عندما سمع أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في اليهودية التي مروا على أهلها وهم يبكون عليها: ( إنهم ليبكون عليها ، وإنها لتعذب في قبرها ) ، ثم قالت : حسبكم القرآن ، لا تزر وازرة وزر أخرى . ردت الرواية بسبب ما شذ فيها من معارضة لما جاء في القرآن الكريم ، ومثل ذلك صنيع عمر رضي الله تعالى عنه في حديث فاطمة بنت قيس ، وصنيع ابن عباس في رده الحكم بن عمر الغفاري وغيرهم ، فكانوا يردون الرواية لما يشتبهونه منها من مخالفة للثابت في العقيدة ، فهل نقبل أن النبي صلى الله عليه وسلم يتعرى أمام الملأ ؟!! في صحيح البخاري أنه صلى الله عليه وسلم عندما كان يشارك قريشا في بناء الكعبة كان يحمل حجارة على كتفه فتتأثر كتفه من حمل هذه الحجارة ، وكان عليه إزار ، فقال له عمه العباس : لو خلعت إزارك فاتقيت به ، فخلع النبي صلى الله عليه وسلم إزاره في الكعبة ، بيت الله الحرام ، هل هذا الكلام معقول ، وخرّ بعد ذلك مغشيا عليه ، ينادي إزاري، إزاري . غير معقول أبدا ، تنقد الرواية من أجل مخالفة متن ثابت ، فالله تبارك وتعالى يصف الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بأنه على خلق عظيم ، أن يبلغ به إلى مثل هذا التصرف .
كذلك نحن نجد في صحيح مسلم من حديث أنس ، وبريء عن أن يروي ذلك ، وإنما عزي إلى أنس ، أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أخبر بأن جاريته مارية يواقعها ابن عمها فأمر علي كرم الله وجهه أن يذهب إليه ويقتله ، فهل من يصدر من الرسول صلى الله عليه وسلم لمجر أن يقال له فعل فلان كذا يأمر بقتل ذلك الذي أسند إليه ، مع أنه صلى الله عليه وسلم لو كان بشرا عاديا لأخذ عبرة من قصة الإفك ، وكانت قصة الإفك قبل ذلك ، ثم عندما وقع إن عندما وقعت قصة الإفك لم يتصرف هذا التصرف ، وهل يكون أغير على جاريته من غيرته على أم المؤمنين عائشة ، وهو ما أمر بقتل الرجل ، ولا صدر منه شيء من هذا التصرف قط ، فكيف يمكن يقع ذلك ، هذا دليل على أن الروايات التي دخلها الكثير من كيد الكائدين للإسلام .

ســؤال :
أن هناك الكثير من القصص التي تنسب إلى الأئمة والعلماء رضي الله تعالى عنهم ما هي مخالفة لأبسط السنن الكونية ، ويدعي الكثير أنها من الكرامات التي يؤيدون بها ، ما رأيكم في ذلك ، ومن ذلك مثلا ما يروى عن الشيخ محمد بن علي بن عبد الباقي رحمه الله أخذ فلج الغنتق في نزوى وأجراه في مكة ، وما يروى عن الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي رحمه الله كان يفهم منطق الطير .

الـجــواب :
هذه القصص يعني راجت في وقت من الأوقات كثيرا وكل أمر لا يقبله العقل لا يمكن أن ينسب له ، وأبعد من ذلك ما ذكر أخيرا ولم يذكر أولا : من أن أبا عبيدة رضي الله تعالى عنه - دعا الله ، فانفرجت السماء الأولى ثم الثانية ثم الثالثة ، وأبصر العرش ، الكلام هذا لا يصح ولا يقبل لأنه مخالف للكون.

ســؤال :
أرأيت الذين يفرقون بين المرء وزوجه ، كيف يتم التأثير ؟ وكيف يتم تجنب هذا النوع من السحر ؟

الـجــواب :
التأثير ، الله أعلم به . ولكن الشيطان يوسوس وهؤلاء أولياء الشياطين يوسوس الشيطان حتى يكون هنالك شقاق وخلاف ، ومن شأن الشيطان أن يوسوس ، والشيطان أوتي قوة روحانية شريرة، هذه القوة هي ابتلاء من الله سبحانه وتعالى للعباد ، فمن خلال تعاطف الشياطين مع أوليائهم هؤلاء قد يحاولون هذه المحاولات ، تنجح أحيانا ولا تنجح أحيانا ، وعندما يريد الله أن يبتلي من شاء تنجح هذه المحاولة ، وإلا فلا .

ســؤال :
كيف يتم تجنب هذا النوع من السحر ؟

الـجــواب :
تجنب هذا السحر إنما يكون بالرقية الشرعية بأن يتسعيذ الإنسان بالله تبارك وتعالى من شر الجنة والناس . النبي صلى الله عليه وسلم كان يخلو بنفسه قبل النوم ، فكان يقرأ المعوذتين ، فينفث في يديه ويمسح على جسمه ، وقد علم عبدالله بن عمرو عندما شكا إليه ما أفزعه في نومه أن يقول : أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعذابه ومن شر عباده ، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون ، كذلك دعاء مأثور : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق . ومن الدعاء المأثور : أعوذ بالواحد الصمد من شر كل ذي حسد . ومن الدعاء المأثور : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما أجد وأحاذر .هذه كلها بمشيئة الله تحصينات الإنسان لأن يعوذ بالله وهو واثق أن الله تبارك وتعالى يعيذ مما استعاذ به .

أقتصر على هذا القدر وأسأل الله تعالى أن يلهمنا الرشد والصواب وصلى الله وسلم على سيدنا محمد .
نقلتها الأخت الكريمة: درة الإسلام

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 01-12-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 6 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



اشكرك اخي الكريم على إبداعك ومواضيعك المتميزة
بارك الله فيك

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 01-12-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 7 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



اشكرك اخي الكريم على إبداعك ومواضيعك المتميزة
بارك الله فيك

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أمراض , محــاربة , الخرافـة , القلوب , بالأسبـاب , والأخذ , وعلاجها


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:40 PM.