حديـــث الصيـــام - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات



أرشيف 1432هـ جو إيماني,, فيه ندرج ما يختص بشهر رمضان المبارك {فتاوى,مقالات رمضانية,خطب,محاضرات,أخبار,تواقيع}


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
افتراضي  حديـــث الصيـــام
كُتبَ بتاريخ: [ 08-11-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية الامير المجهول
 
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
الامير المجهول غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913
قوة التقييم : الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع




أخي الصائم .. وكما أوضحنا مسبقا فإن العبادات لا تتجزأ وأنها حلقة واحدة كل طرف فيها يقود للآخر ويتصل به ويصل إليه، فالاعتراف بوحدانية الله يقود إلى تنفيذ ما أمر الله به والصلاة تنهى الإنسان عن الفحشاء والمنكر، والزكاة تحقق التكافل الاجتماعي في المجتمع الإسلامي بين أفراده وتزيل الأحقاد والصيام يعلم الإنسان الصبر وضبط النفس وكبح جماح الشهوات ويشعر الغنى بألم الجوع الذي يشعر به الفقير، والحج يعود الإنسان تحمل المشاق والصعاب في سبيل الله ويذكر الناس بيوم الحشر يوم يقوم الناس لرب العالمين وهو أكبر تجمع إسلامي يحتشد فيه المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها على اختلاف ألسنتهم وألوانهم، غنيهم وفقيرهم، كبيرهم وصغيرهم وأجدهم ومحرومهم والكل ينطق بلسان واحد وفي وقت واحد لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
هذه هي العبادات وهذا هو الإسلام الذي ساوى بين الجميع فلا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى، والله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى صورنا ولكن ينظر إلى قلوبنا وأفعالنا، وهو تعالى شرف المسلمين بأن قال عنهم في كتابه الكريم: "كنتم خير أمة أخرجت للناس، وشرف نبيهم بأن جعله أفضل خلقه وخاتم رسله، وشرف دين الإسلام بأن قال عنه: "إن الدين عند الله الإسلام" وقال: "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله" وقال: "ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه".
والإسلام ليس هو العبادات فقط ولكنه المعاملة أيضاً: عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، وخاطبوا الناس على قدر عقولهم، وهو حسن الجوار: "مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" حديث صحيح، وهو بر الوالدين وصلة الرحم وطاعة الأبناء للآباء وطاعة الزوجة لزوجها، وهو حسن تربية الأبناء وتنشئتهم على تعاليم الإسلام وآدابه، والإسلام هو الصدق في الحديث والوفاء بالوعد والأمانة في التعامل وعدم غش الناس والبعد عن الغيبة والنميمة والخوض في أعراض الناس والحلم عند الغضب وعدم أكل مال اليتيم والصبر على نوائب الدهر، والإسلام هو ذكر الله واللجوء إليه والاستعانة به وطلب مغفرته.
والمسلم هو من سلم المسلمون من لسانه ويده، فليس من المعقول أن يكون الإنسان موحداً مصلياً مزكياً صائماً حاجاً ولا يسلم الناس من لسانه أو يده، فقد دخلت امرأة النار وكانت تصوم النهار وتقوم الليل لكن جيرانها لم يسلموا من لسانها، لذلك فالإسلام دين جامع شامل لا يقتصر على العبادات ولكنه يتعداها ليشمل حياة الفرد وسلوكه ومعاملاته، ولم يترك الإسلام صغيرة ولا كبيرة ولا واردة ولا شاردة إلا بينها لنا وعلمنا إياها حتى في أدق الشؤون وأخص الخصائص ولهذا فهو دين لكل العصور ولذلك استحق أن ينسخ الله به جميع الأديان التي سبقته ويظهره على الدين كله ولو كره الكافرون.

ولحديثنا بقية ...
شحاته زايد

p]dJJJe hgwdJJJhl





توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس

كُتبَ بتاريخ : [ 08-12-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً




أخي المسلم: ولم يكتف الإسلام بتعليمنا كيفية الصلاة وكيفية الصيام وكيفية أداء المناسك في الحج والعمرة ومقدار زكاة الفطر وزكاة المال وغير ذلك، وإنما علمنا أيضاً الترابط، قال عليه الصلاة والسلام: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً" وعلمنا الإخاء "المؤمن أخو المؤمن لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله" قال تعالى: "إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا" وعلمنا كيف تكون حياة الأسرة، يقول تعالى: "خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" وعلمنا كيف نختار أزواجنا، يقول عليه الصلاة والسلام : "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس" و"تنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فأظفر بذات الدين تربت يداك" و"إياكم وخضراء الدمن" قالوا: وما خضراء الدمن يا رسول الله ؟ قال: "المرأة الحسناء في المنبت السوء" وعلمنا كيف نعامل آباءنا، يقول تعالى: "ووصينا الإنسان بوالديه .." إلى قوله تعالى: "وصاحبهما في الدنيا معروفاً" وعلمنا كيف نربى أولادنا، يقول عليه الصلاة والسلام: "علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل" و"مروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر" و"تخيروا لأولادكم أحسن الأسماء فإن الله يناديهم يوم القيامة بأسمائهم وأسماء آبائهم" وعندما سأل رجل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كيف يربى ولده قال له: "لاعبه سبعاً، أدبه سبعاً، صاحبه سبعاً ثم اترك حبله على غاربه".
وجاء رجل إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومعه ولده وقال: يا رسول الله إن ابنى هذا كان فقيراً وأنا غنى وكان ضعيفاً وأنا قوى وكنت أعطيه من فضل مالي، فلما أصبحت فقيراً وهو غنى وضعيفاً وهو قوى منعنى ماله فنظر الرسول إلى الابن غاضباً وكان لا يغضب إلا للحق وقال له: "يا هذا ما من حجر ولا مدر إلا ويبكى لبكاء أبيك .. اتق الله في أبيك .. اتق الله في أبيك .. اتق الله في أبيك فأنت ومالك لأبيك".
والإسلام علمنا عدم التواكل "العمل عبادة" و"ما أكل الإنسان طعاماً أطيب مما حصل عليه بكد يده" و"اعملوا فإن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة، وقد شاهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه رجلاً يعتكف في المسجد وقد انقطع للعبادة ليل نهار فسأل: من الذي يمد هذا الرجل بطعامه وشرابه فقيل له: إن له أخا يسعى عليه ويحضر له طعامه وشرابه فقال رضى الله عنه: أخوه أعبد منه، وعلمنا الإسلام كيفية معاملة الجار: "إذا مرض فعده، إذا مات فشيعه إذا كان في خير فأفرح له، إذا كان في شر فأحزن له، إذا دخلت على أولادك بفاكهة فإما أن تعطيه منها وإلا فأدخل بها سراً، ولا تترك ولدك يخرج بها فيغيظ ولده، ولا تصطفل عليه بالبناء فتمنع عنه الريح إلا بإذنه ولا تؤذه بريح قدرك" والإسلام علمنا الاحترام والتراحم فيما بيننا، يقول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا" إلى هذا الحد لم يترك الإسلام شيئاً للمصادفات، بل إن الإسلام علمنا كيف نعاشر أزواجنا، فقبل أن يأتي الرجل زوجته عليه أن يسمى الله ويقول : "اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، لماذا ؟
ولحديثنا بقية ...
شحاته زايد

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 08-12-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 3 )
رقم العضوية : 1709
تاريخ التسجيل : Aug 2011
مكان الإقامة : في كل ارض بها امل
عدد المشاركات : 373
عدد النقاط : 27

كاتم جروحي,,وعايش حياتيk غير متواجد حالياً



الحمدالله ع نعمته الاسلام ,,, وثبت اللهم قلوبنا ع دينك وطاعنك
وديننا دين معاملات فقد رسم لنا كل منهج ومبادى الحياه الكريمه
تسلم ع الطرح الجميل وبركت يمناك وجزاك الله كل خير
دمت في رعايه الله

توقيع :

هجرت البعض طوعآ لانني ،، رأيت قلوبهم تهوى فراقي.,,,
نعم اشتاق .ولــــــــــكن ]وضعت كرامتي فوق اشتياقـي ,,
وارغب وصلهم دوما ولكـــــن طريق الذل لا تهواه ساقــي..نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 08-19-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 4 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



الإيمان وقوة العقيدة أخي المسلم : سئل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الإيمان فقال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره وأساس الإيمان هي العقيدة، عقيدة الإنسان المسلم في خالقه وأنه واحد أحد وليس له شريك في ملكه، والعقيدة الصحيحة هي أساس البناء الذي يضعه الإسلام لتكوين شخصية المسلم وهي القوة الدافعة للحياة ومن العقيدة يستمد المسلم طاقته وبها يحدد طريقه وغايته وأساس بناء العقيدة هو الإيمان الذي لا يتخلله أدنى شك بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، والإنسان لا يكون مؤمناً صحيح الإيمان إلا إذا آمن يقيناً بهذه الأمور ولم يشغل نفسه وعقله بالتفكير في أمور لا تهمه ولم يدخل في مجادلات ومناقشات عقيمة لن تنتهى به إلا إلى زعزعة عقيدته.
فهناك أمور كثيرة لم نرها ولكننا نؤمن بها لأن العقل يقرها والمنطق يؤيدها، وقد سأل بعض الماديين الإمام أبا حنيفة النعمان رضى الله عنه: هل أبصرت ربك؟ قال الإمام : سبحان ربى لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار" قال السائل: هل أحسسته بأحد حواسك ؟ قال الإمام : سبحان ربي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" قال السائل: فإذا لم تكن أبصرته ولا أحسسته فمن أين تثبت أنه موجود ؟ قال الإمام: يا هذا هل أبصرت عقلك ؟ قال: لا، قال الإمام: هل سمعت عقلك ؟ قال: لا، قال الإمام: هل أحسسته بأحد حواسك ؟ قال: لا، قال الإمام: أأنت عاقل أم مجنون؟ قال: أنا عاقل، قال الإمام: فأين عقلك ؟ قال: موجود، قال الإمام: كذلك الله جل جلاله موجود، وهكذا وبالمنطق السديد وفصاحة البيان أقنع الإمام السائل بوجود الله وذلك نابع من قوة عقيدة الإمام.
وسئل خليفة رسول الله أبو بكر الصديق رضى الله عنه: بم عرفت ربك ؟ قال: عرفت ربي بربي ولولا ربي ما عرفت ربي، قيل له: فكيف أدركته؟ قال: العجز عن الإدراك إدراك، والبحث في ذات الله إشراك، وسئل الإمام على ابن أبى طالب رضى الله عنه : هل رأيت ربك بعينيك ؟ قال: إن كنا لا نراه بمشاهدة العيان فإن القلوب تدركه بحقيقة الإيمان، سبحان ربي لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس فوق كل شيء وليس تحته شيء وهو في كل شيء لا كشيء في شيء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، قيل له: صف لنا الله يا إمام ؟ قال: الله تعالى ليس بصورة ولا بجسم ولا بمعدود ولا بمحسوب ولا بمتجزئ ولا بمتبعض وهو الأول فلا شيء قبله والآخر فلا شيء بعده والظاهر فلا شيء فوقه والباطن فلا شيء دونه ولا يسئل عنه بما هو لأنه لا يعلم حقيقة الله إلا الله ولا بأين هو لأنه خالق المكان ولا بمتى كان لأنه خالق الزمان وكل ما خطر ببالك عن الله فالله بخلاف ذلك.
وهذه الإجابات لا تصدر إلا عن قوة العقيدة التي يتحلى بها هؤلاء الذين عرفوا الله حق المعرفة فقدروه حق قدره ولذلك عندما سئل الإمام تقى الدين الحسن البصري ما سر زهدك في الدنيا ؟ فقال الإمام : أربعة أشياء، ما هي هذه الأشياء الأربعة ؟

ولحديثنا بقية ...
شحاته زايد

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 08-26-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 5 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



الإيمان بالقدر أخي المسلم : إذا آمن الإنسان بالقدر فإنه يتقبل أحداث الحياة بنفس راضية تحميه من القلق وتعصمه من الجزع والحسرة، يقول الله تعالى في حديث قدسي جليل: "إذا ابتليت عبدى ببلاء في نفسه أو ماله أو ولده فاستقبل ذلك بصبر جميل استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزاناً أو أنشر له ديواناً وأدخله الجنة بغير حساب" بل إن الله تعالى إذا قبض روح ولد إنسان سأل ملائكته ـ وهو أعلم ـ هل قبضتم روح ولد عبدى فلان؟ فيقولون نعم يا ربنا، فيقول: هل قبضتم ثمرة فؤاده وفلذة كبده ؟ فيقولون: نعم يا ربنا، فيقول: ماذا قال عبدى ؟ فيقولون: حمدك واسترجع، أي قال: الحمد لله إنا لله وإنا إليه راجعون، فيقول رب العزة جل جلاله: "ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة فسموه بيت الحمد".
ومن أمثلة الصبر على البلاء ما يروى عن الإمام حاتم الأصم الذي أصيبت إحدى رجليه بمرض استلزم قطعها، وقد طلب منه الأطباء أن يشرب شيئاً من الخمر ليغيبه عن وعيه حتى يتمكنوا من قطع رجله فرفض قائلاً: لا أتعاطى شيئاً يغيبنى عن ذكر الله، فقالوا له: فكيف نقطعها؟ قال: إذا دخلت في الصلاة وجلست للتشهد الأخير فاقطعوها، فأصابتهم الدهشة وسألوه: فكيف أنت إذا دخلت في الصلاة ؟ فقال: إذا دخلت في الصلاة جعلت كأن الكعبة أمامي والموت ورائي والجنة عن يميني والنار عن شمالي والصراط تحت قدمي والله مطلع علىَّ، ثم أتم ركوعها وسجودها فإذا سلمت لا أدري أقبلها الله أم ردها علىَّ، ودخل حاتم الصلاة وعندما جلس للتشهد الأخير مد رجله أمامه فقام الأطباء بقطعها فلم يصرخ ولم يتململ وبعد أن سلم التسليمتين سألهم: هل انتهيتم من قطعها ؟
وكان لحاتم ولدان صعد أحدهما سطح البيت فزلت قدمه وسقط على الأرض ومات، وجاء من يخبر حاتم بما حدث وساقه مازالت ممدودة أمامه والدماء تنزف منها وقال له: يا إمام عظم الله أجرك لقد مات ولدك فلان، فماذا فعل الإمام: هل لطم خداً ؟ هل شق جيباً ؟ هل تفوه بما يغضب الله ؟ لقد رفع الإمام بصره إلى السماء وقال: اللهم لك الحمد، إنا لله وإنا إليه راجعون، لقد كانت لى ساقان أخذت إحداهما وتركت لي الأخرى فلك الحمد على ما أخذت ولك الشكر على ما أبقيت، وكان لي ولدان أخذت أحدهما وتركت لي الآخر فلك الحمد على ما أخذت ولك الشكر على ما أبقيت.
هذه هي قوة الإيمان وهذا هو حسن الظن بالله؛ لأن المصائر كلها والأقدار بيد الله سبحانه فهو المعطى وهو المانع، الرزق بيده والحياة والموت بيده، يقول تعالى: "الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً" والعطاء منه سبحانه "وجعلنا بعضكم فوق بعض درجات" و"وفضلنا بعضكم على بعض في الرزق" و"يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور" ولا راد لمشيئة الله في ذلك "هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء" وكل شئ في الكون رزقه على الله "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها" ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "لا حيلة في الرزق ولا شفاعة في الموت" فإذا اطمأن الإنسان إلى كل تلك الأمور وأيقن أن القدر بيد الله فهو مؤمن كامل الإيمان.

ولحديثنا بقية ...
شحاته زايد

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 08-27-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 6 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



صلة المسلم بربه أخي المسلم : صلة المسلم بربه تتحقق بأن يكون عابداً له لا يشرك به شيئاً، محباً له يرجو رحمته ويخاف عذابه، ذاكراً له في السراء والضراء، واقفاً بباب رحمته، قارئاً للقرآن، عاملاً بأحكامه، صائماً عن الدنايا لا يقرب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، حاجاً لبيته الحرام إذا استطاع إلى ذلك سبيلا، مجاهداً بماله ونفسه متحملاً الصعاب والمشاق في سبيل الله، مزكياً متصدقاً في ماله حق معلوم للسائل والمحروم، فكيف يتحقق للإنسان ذلك ؟
حين يؤمن المسلم بربه فلابد من وجود صلة تربطه بخالقه فكانت الصلاة هي الوسيلة المثلى التي فرضها الإسلام لتكون الصلة بين العبد وخالقه، فالإنسان من خلال الصلاة يلتقي بربه خمس مرات في اليوم والليلة وله أن يزيد من النوافل التي تقربه من ربه ماشاء بالليل أو النهار، فهو بالصلاة يجدد العهد مع ربه ويشعر برقابته عليه، وقد جعل القرآن الصلاة صفة من صفات المؤمنين، قال تعالى: "قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون" وقال أيضاً: "والذين هم على صلواتهم يحافظون" وفرض على المسلم أن يأمر أهله بها "وأمر أهلك بالصلاة" وبين أن الصلاة التي تؤدى على وجهها الصحيح تصل بصاحبها إلى كريم الخلق وطهارة النفس "وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" ولذلك قال المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له، فالصلاة إذن وسيلة من وسائل التربية الإسلامية يكتسب منها المسلم ثبات العقيدة وبالتالي فإن مقياس صدق إيمانه هو محافظته على صلواته وأدائها في أوقاتها وبذلك يجعل الإنسان من الصلاة معراجاً يرتقى به إلى آفاق الكمال ويتطهر بها من الأرجاس والأدناس ويتقرب بها من رب العباد، وقد كان إذا همه أمر فزع إلى الصلاة بل إنه كثيراً ما خاطب بلال رضى الله عنه بقوله "أرحنا بها يا بلال".
وصلة المسلم بربه تقوم على الحب والرجاء والخشية، يقول تعالى: "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون" فإذا كانت طبيعة الإنسان قد جبلت على مقابلة الإحسان بمثله فكيف لا تمتلئ قلوب المؤمنين بحب الله وهو الذي لا تحصى نعمه ولا تنفد عطاياه ؟ "خلقكم فأحسن صوركم"، "ورزقكم من الطيبات"، و"وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة"، "وهديناه النجدين" ، "ورزقكم في السماء وما توعدون" آلاء ونعم لا يستطيع الإنسان حصرها، ومن هنا تنشأ بين المسلم وربه صلة من الحب لا تنقطع، تسيطر على فؤاده فلا تترك مكاناً في قلبه لسواه، ومن منطلق هذا الحب وتلك الصلة يقوم توكل المسلم على ربه "وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا" إن التوكل على الله هو النتيجة الطبيعية للإيمان والحب والثقة في الله وهي كلها صفات من صفات المؤمنين، والتوكل له فوائد جمة فهو يمنح القلب الطمأنينة والثبات ومواجهة الأحداث بعزيمة وصبر، كما أنه يقوى الإرادة ويدفع للكفاح ويعصم من الجزع، ومع الحب والتوكل تتولد خشية المسلم من ربه مخافة عقابه لذلك فهو يحرص على عدم الوقوع في المعصية أو انتهاك حرمات الله، يقول تعالى: "ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب" ويقول "ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد" ويقول: "ذلك لمن خشى ربه".

ولحديثنا بقية ...
شحاته زايد


توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الصيـــام , حديـــث


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:18 AM.