كنوز البوادي من درر الشيخ سيف الهادي - الصفحة 6 - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات



علماء وأئمة الإباضية [علماؤنا الإباضية] [تراجم علماؤنا الإباضية] [مواقف وسير لعماؤنا الإباضية] [أئـمـة الإباضية]


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
كُتبَ بتاريخ : [ 11-17-2013 ]
 
 رقم المشاركة : ( 51 )
::المراقب العام::
:: عضو مؤسس::
رقم العضوية : 5936
تاريخ التسجيل : Aug 2012
مكان الإقامة : في عيون الناس
عدد المشاركات : 1,493
عدد النقاط : 118

ناشر الفوائد غير متواجد حالياً



إلى المعلمين والمسؤولين، فكرة للحل

التعبير عن الرأي حرية مكفولة منذ أن خلق الله الإنسان، فللملائكة رأي ولإبليس اللعين رأي، إلا أن الملائكة قدموا حديثهم وفي قلوبهم حب مذخور لله، فالذي يسلك الطرائق القدد، ويسعى في الأرض بالفساد سوف يتجاهل حق الله، ويمتد بالإساءة إلى بني جنسه من الناس، " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء" أما إبليس فكانت نفسه محور الحديث، وقد تعاظم حبها إلى الحد الذي تقدم على حب الله، فـ "أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين" وتلك رسالة فصيحة السوء، مفادها أن الله لا يعرف التمييز – تعالى الله عن هذه الظنون – بيد أن الفريقين قد حصلا على حق كامل في الحوار، وتلقيا إجابة فصيحة التبيان، سبّح معها الملائكة بعد البرهان، وتمادى إبليس في الطغيان.

وهذه سنة إلهية تشرح للملائكة والإنس والجن حق الخلق في الحوار، حتى لو كان العمق المعرفي والسياسي لا يملكه أحد الأطراف، فإن إجابة المُحاوَر حق يتعالى فوق عزة النفس والرغبة في التأديب، ففي القرآن نفسه تساؤلات أقل ما توصف بأنها غبية، لكن الله تعالى اللطيف الخبير يعطيها مساحة من الجواب ويذّكر المتسائلين بأن منطلقاتهم وما يقولون لا تعتمد على أساس صحيح. منها " هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء " كان يمكن لعيسى عليه السلام أن يحكم بغباء السؤال وينتهي المشهد، لكن الذي تربى على منهج الله صنع من هذا الطلب مشهدا آخر.

إن طلبات المعلمين – رغم اختلافي مع طريقة الإضراب – لا يجب أن تظل بعيدة عن الحوار، لاعتبارات عديدة:

أولا: لأن منهج الحوار حول الآراء حق يقرره القرآن، وعليه قامت صروح الحضارات.

وثانيا: إن الشكر على المعروف خلق المسلم، يصل إلى حد الوجوب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " مَن صَنَعَ إِليكُم مَعرُوفًا فَكَافِئُوه ، فَإِن لَم تَجِدُوا مَا تُكَافِئُوا بِهِ فَادعُوا لَهُ" وهل هناك معروف أعظم من التعليم. وقد قال الإمام الشافعي:

إن المعلم والطبيب كلاهما ... لا ينصحان إذا هما لم يكرما
فاصبر لدائك إن أهــــنت طبيبه .. واصبر لجهلك إن جفوت معلما

وثالثا: إن هذه فئة راقية في المجتمع، وافق جميعنا على تسليمها الأبناء، فليس من مصلحة التعليم إظهارهم بصورة لا تليق، والضرب بسمعتهم حوائط المدارس، لأن مردود ذلك سيكون على الرسالة السامية ومستويات الأبناء.

ثالثا: التقليل من هيبة المعلم وتصويره بالضعيف، سوف يسقط هيبته من قلوب الأبناء؛ وعندها لا يسمع له قول ولا تستجاب له دعوة.
خامسا: ليست مطالبَ لا تقبل الحوار، فهي ليست تعجيزية، ولا تطالب بإسقاط شخصيات، والاستجابة لها ولو على مراحل سيطور من التعليم كثيرا.

واقترح الآتي:
ينتخب المدرسون من يمثلهم من كل ولاية، بواقع مدرسين اثنين ( مدرس ومدرسة ) من أصحاب القدرات الحوارية. وتكون مناطق الحوار على هذا الترتيب :

1- فتح حوار جاد حول المطالب مع نخبة من أساتذة جامعة السلطان قابوس، لبحث فكرة الإضراب، ومعقولية المطالب، والإطلاع على نقاط قد تكون غامضة فتتضح ( وهذه مرحلة الحوار العلمي، ولها نتائج مذهلة في الغالب) .

2- عقد لقاء مفتوح مع سماحة الشيخ مفتي السلطنة أو مساعده لبحث الطريقة الشرعية في التعبير وحدود المعقول منها، وكيفية التعاطي مع مفردات: كالمطالب والتعليم، والتلاميذ، وواجب العمل ( وهذه مرحلة الإقناع بالدليل، وحكمة الرأي ) .

3- تشكيل مجموعة من الوزراء لبحث الموضوع مع ممثلي المدرسين ومناقشة ما يمكن الاتفاق عليه. وتقديم الوعود الصادقة حسب خطة الدولة وقدراتها المالية، وعلى المعلمين أن يمنحوا الثقة للمجموعة ( وهذه المرحلة الأخيرة في الحوار، وهي المرضية في الغالب).

في أثناء ذلك تستمر مسيرة التعليم، ويحصل الأبناء على رعاية المعلمين الفضلاء .
إن كثيرا من نقاط الغموض سوف تتضح على عجل، وسوف يكسب الطرفان ودّ الحوار، وليعلم الجميع أن المنبتّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، فمصلحة الابناء ليس المعلمون وحدهم من يحرص عليها، بل جميعنا نحرص عليها زمنيا ونفسيا وسلوكيا.. أرجو أن يستجيب المعلمون الشرفاء لهذه الفكرة، وأرجو من دولتنا العزيزة أن تتقبل هذه الفكرة لتكون للحوار سنة ومنهجية سليمة.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.

توقيع :

لا يزال الحق فينا مذهباً * * * رضي الخصم علينا أم أبى
ما بقينا فعلى الحق وإن * * * نَقْضِ أحسنّا به المنقلبا
إنما سيرتنا العدل ولــن * * * ننثني عن نشره أو نذهبا

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 11-17-2013 ]
 
 رقم المشاركة : ( 52 )
::المراقب العام::
:: عضو مؤسس::
رقم العضوية : 5936
تاريخ التسجيل : Aug 2012
مكان الإقامة : في عيون الناس
عدد المشاركات : 1,493
عدد النقاط : 118

ناشر الفوائد غير متواجد حالياً



سياج الإيمان 2

لا تزال مشاهد القرآن الكريم ترسم صور العلاقة بين الرجل والمرأة وتشرح ميادين الحياة التي يشتركان فيها، ففي الجانب الأخلاقي والدعوة إليه ينفرد كل منهما بوصف مكمل للآخر، إلى درجة أن تنعقد بين الطرفين ولاية قلبية تنشد الفضيلة وتدعو إلى الأخلاق " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " وليس في هذه الآية قلق من التقاء الجنسين لأن الميادين المشتركة تهدف إلى دعوة الناس إلى الفضيلة وتحذرهم من مزالق السوء.
إن شرائح من الفتيات غررت بهن بهارج الحياة، وانطلقت خيوط الأهواء تشتبك مع الشباب، عندئذ كان لازما على الفتاة أن تدرك أن هذه الصلات مأثومة، لأنها ليست من الصلات التي يقرها الدين والأخلاق، بيد أن وصول هذه المعلومة إليها لا بد أن يكون عبر إدراك معانيها ونتائجها، ولن تفهم ذلك بشكل عام إلا بفرض سياج من الإيمان.

إن قوة الإيمان تهزم مناكير الرجل وتضع حدودا غليظة أمام أطماعهم، إنهم يستخدمون كل أسلحة الإغراء: الابتسامة الماكرة، البراءة، استعراض القدرات، أو فتح أبواب الحوار عن علاقة المرأة بزوجها أو مشاكلها الأسرية، حتى إذا ما شعر بضعفها وحاجتها إلى رجل نصوح، تقدم يعرض نفسه في خبث، ويشرح قدراته في توفير الأجواء العاطفية المفقودة. إن ضعف الإيمان والغفلة سوف تسمح لهذا الرجل أن يستقر في القلب، وأن ينساح بضجة أو هدوء في حياة امرأة لا تربطه بها صلة مسموحة. لكن الإيمان القوي وحدة مَن يُسَجِّل هزيمة نكرة لمثل هذه المحاولات. لقد كانت مريم عليها السلام فتاة رائعة الجمال، يقترب منها رجل فاقع الجمال، فيهتز قلبها رعبا وغضبا وتستعيذ بالله من شر الرجال الماكرين، بيد أن هذا الخوف والغضب لم يمنعها من أن تحدد موقفها في عجل: " قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا "، ولما فاتحها في أمر لا يقبله عقلها كان الجواب هو المنطق الذي يجب أن تجيب بمثله أي امرأة عاقلة: " قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا " إلا أن الروح جاء ليبلغ رسالة من الله ثم انصرف.
وفي المقابل يضع الإيمان حدودا مماثله عند الرجال ، فعندما تقدمت امرأة العزيز في بهجة من الإغراء، كان الجواب من يوسف عليه السلام: " مَعَاذَ اللَّهِ "، وعندما اجتمعت جميلات مصر يشهدن الجمال الذي أخذ بلب امرأة العزيز؛ تقدم الطلب إلى يوسف عليه السلام مرة أخرى: " وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ... " لكن الرجل المؤمن فضل أن يغيب في غياهب السجون ولا يقع في أحضان المجون.
إن المؤمنين والمؤمنات يرفضون السقوط، ويقدمون للعزة والكرامة صورا من البطولة الأخلاقية الرائعه، ويصدرون في كل مرة زئيرا قويا يعطي إنذارا عاما لكل من حاول الاقتراب من العرين.
المفترض أن كل محاولات الرجال مكشوفة وواضحة، وقد جعل الله في قلب المرأة إحساسا بها وشعورا، وحالما شعرت بذلك عليها أن تقول بكل قوة : " لا " ، وتنهي المشهد في شجاعه. إن الذي أجابت به مريمُ بحكم العقل والأخلاق يجب أن تجيب به كل امرأة، فليس بعد نبينا صلى الله عليه وسلم وحي آخر.. .. فإذا بدأ زميل العمل- كما يسمونه - يفتح ألونا من الضحكات والمزاح فلتحذر المرأة، ولتقدم مشهدا من الحزم. وإذا طلب المعالج من المرأة أن تأتي إليه ليقرأ، فلتقل: " لا "، فليس هو أفضل من أبيها أو زوجها في قراءة القرآن. وإذا أخذ المسؤول يبدي عناية فائقة بالفتاة لا تتساوق مع علمها ومقدرتها فلتعلم أنه في الغالب يستهدف عطفها وقلبها. وإذا بدأ الطالب يقترب من الطالبة ليسألها عن الدرس أو يذاكر معها كما يزعم، فلتقل: " آسفه "، ففي زملائه الكفاية وزيادة.
إن الصلة بالله هي الضمان الوحيد من هذه المزالق. وفي اتباع خطوات الشيطان متاعب وآلام :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " أسأل الله لي ولكم العافية.

في سياج الإيمان 3 سوف نبحث بحول الله العلاقة بين الجنسين عبر شبكات التواصل ومجموعات الوتس آب .

توقيع :

لا يزال الحق فينا مذهباً * * * رضي الخصم علينا أم أبى
ما بقينا فعلى الحق وإن * * * نَقْضِ أحسنّا به المنقلبا
إنما سيرتنا العدل ولــن * * * ننثني عن نشره أو نذهبا

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 11-17-2013 ]
 
 رقم المشاركة : ( 53 )
::المراقب العام::
:: عضو مؤسس::
رقم العضوية : 5936
تاريخ التسجيل : Aug 2012
مكان الإقامة : في عيون الناس
عدد المشاركات : 1,493
عدد النقاط : 118

ناشر الفوائد غير متواجد حالياً



"الصيني والإيطالي ج 3 والأخير"

كانت الجرأة التي تحدث بها الصيني كفيلة بتقديم لجام غليظ لقطع الصوت، إلا أن الشعوب التي اعتادت أن تتصدر الطريق لا يمكنها أن تسير على الجدران فجأة، إن مراحل من الإذلال ربما ستنجح في إيهام السواد الأعظم بأنهم أذلاء، أما القادة والأذكياء فلا يقبلون السقوط. لقد انتبه الإمام القطب أطفيش – رحمه الله – إلى رغبة المبعوث الفرنسي في اعتلاء المنصة الأعلى أثناء المفاوضات، فطلب منصة أعلى منه وهو يقول : إن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه .

كان الإيطالي يريد أن يسمعنا مبدأً طالما اشتغل الإعلام الغربي على ترسيخه وهو انفراد المسلمين بلفظة الإرهاب، وأن طائرةَ تصويرٍ كهذه يمكن أن تنفذ عملياتٍ دقية في عالم الرعب، ولذلك سأل عن قدرتها على حمل الصواريخ!! ورغم أن إجابة الصيني كافيةٌ لإنهاء المشهد، إلا أن الإيطالي كان مصرا على هدفه، فواصل يقول :

- لكن أصحاب اللحى، يريدون هذه الطائرات للصواريخ ؟

وانطلقت منه ضحكةٌ عالية، بينما استعد الصيني للمفاجأة :

- إنك تفتقد اللياقة في الحديث، ولن أسمح لك بإهانة ضيوفي ..

علتنا حالة من الدهشة ونحن نراقب المشهد، إننا معاشر المسلمين لا نحمل بإسلامنا للبشرية سوى الخير، ونرفض أن يكون الإرهاب منهجا أو سلوكا، بل إن البشرية كلها لو قررت الكفر لما كان يحق لنا أن نسوقهم بسياط الرهبة إلى الإسلام " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ " وقد قدمنا في عمان نماذج راقية للتسامح والسلام تنظيرا وتطبيقا، فعبر المحيطات كان أهل عمان ينشرون الإسلام في هدوء ويبسطون وجوه البشر والرحمة للبشرية التي يمتد إليها سلطانهم أو تجارتهم، ولم نعرف في تاريخنا مرحلة لجأنا فيها إلى إرهاب البشرية باسم الدين، ولا زلنا نعتقد أن ما يبثه الإعلام الغربي عن المسلمين عامة لا يمثل سوى جزء من السياسة الغربية في محو أثار الإسلام وتصويره بالطريقة الخطأ .

الإيطالي: ولكنني أمزح ..

الصيني: ليس هذا المزاح مقبولا، إن للمزاح مواضع يعرفها العقلاء، فهل إهانة ضيوفي تعتبره مزاحا !!!

- ولكننا – معاشر الإيطاليين – معرفون بالمزاح، ولا نضع له حدودا!!

- إن خطأ الإيطاليين لسنا مسؤليين عن تحمله.

- ولكن أصحاب اللحى يمكنهم فعل ذلك أيضا

- قلت لك كف عن هذا الكلام وإلا غادر المكان، إنني لا أسمح بإهانة ضيوفي أبدا.

- طيب أخبرني عن عمل هذه الطائرة، كيف يتم التصوير بها؟

- لست أدري إذا كنت تعي الكلام أم لا، إن هؤلاء سبقوك بالدور فالكلام لهم وليس لك .

انتهى المشهد عند هذه الكلمة، والتفت إلينا الصيني يسأل:

- تفضلوا أيها السادة فالدور لكم .

- شكرا جزيلا لك، إنك رجل مهذب

- العفو

التزم الإيطالي الصمت، وأطلق نظره في أروقة المحل، وكأن شيئا لم يكن، وعندما انتهينا قدمنا شكرا حارا للصيني، ومضينا خفافا إلى الأروقة الأخرى، وكنا ننتظر أن الإيطالي سيغادر المكان غضبا، لقد تلقى درسا رائعا، لا نظن أنه ينساه، لكن المفاجأة أنه عاد إلى الصيني يسأل عن بقية التقنيات، وعاد الرجلان إلى حالة من الصفاء دون اعتبار ما مضى. إن هذا شيء عجيب إننا في أوطاننا إذا حدث مثل هذا مضى خصمك غاضبا وهو يلعن، ثم قدم نذرنا ويمينا على أن لا يكلمك أبدا ولا يزورك في مكان، وفي المجالس العامة والخاصة يأكل لحمك دون شبع، وإذا أردت أن تعود الألفة بينكما فعليك بحشد من الوسطاء لرأب الصدع ومسح الآلام .. فما السبب ياترى ؟

أردت بهذا التساؤل أن أشارك القراء لبحث هذه المشكلة في عالمنا، هل تعود إلى الطباع، أم الثقافة ، أم إلى مناهج التعليم الأخلاقي ؟

توقيع :

لا يزال الحق فينا مذهباً * * * رضي الخصم علينا أم أبى
ما بقينا فعلى الحق وإن * * * نَقْضِ أحسنّا به المنقلبا
إنما سيرتنا العدل ولــن * * * ننثني عن نشره أو نذهبا

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من , التواجد , الشيخ , الهادي , درر , سيف , كنوز


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشيخ محسن بن زهران بن محمد العبري رحمه الله عابر الفيافي علماء وأئمة الإباضية 6 11-23-2012 01:16 PM
سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي حفظه الله , رجل في أمة عابر الفيافي علماء وأئمة الإباضية 0 05-03-2012 03:25 PM
كتاب : الفتاوى كتاب الصلاة ج1 لسماحة الشيخ أحمد الخليلي عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 8 10-26-2011 09:29 PM
الشيخ محمد بن شامس البطاشي (رحمه الله) جنون علماء وأئمة الإباضية 4 12-19-2010 06:42 AM
الشيخ أبو مسلم البهلاني في سطور ذهبية بلسم الحياة علماء وأئمة الإباضية 3 11-30-2010 06:30 PM


الساعة الآن 03:53 PM.