كنوز البوادي من درر الشيخ سيف الهادي - الصفحة 2 - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات



علماء وأئمة الإباضية [علماؤنا الإباضية] [تراجم علماؤنا الإباضية] [مواقف وسير لعماؤنا الإباضية] [أئـمـة الإباضية]


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
كُتبَ بتاريخ : [ 12-03-2012 ]
 
 رقم المشاركة : ( 11 )
::المراقب العام::
:: عضو مؤسس::
رقم العضوية : 5936
تاريخ التسجيل : Aug 2012
مكان الإقامة : في عيون الناس
عدد المشاركات : 1,493
عدد النقاط : 118

ناشر الفوائد غير متواجد حالياً



أعجب كثيرا من تأكيد القرآن الكريم على الحياة الطيبة باللام كما أكد طيب الحياة الأخروية. ورغم أن المؤمنين لا يطالبون الله بذلك فهو سبحانه الصدق المطلق ومن أصدق من الله قيلا ومن أصدق من الله حديثا. لقد كان الأعرابي مندهشا عندما سمع قوله تعالي " وفي السماﺀ رزقكم وما توعدون فورب السماﺀ والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون " فقال من هذا الذي أحوج ربنا إلى القسم . والآن اقرأوا هذه الآية وتدبروا كيف أكد الله فيها طيب الحياتين فقال سبحانه " من عمل صالحا من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " .إن الذين يصدقون بالحياة الطيبة عليهم أن يصدقوا بها في الدنيا لأن التأكيد فيهما واحد إلا أن الآخرة ستكون روعة فائقة الخيال.

توقيع :

لا يزال الحق فينا مذهباً * * * رضي الخصم علينا أم أبى
ما بقينا فعلى الحق وإن * * * نَقْضِ أحسنّا به المنقلبا
إنما سيرتنا العدل ولــن * * * ننثني عن نشره أو نذهبا

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-03-2012 ]
 
 رقم المشاركة : ( 12 )
::المراقب العام::
:: عضو مؤسس::
رقم العضوية : 5936
تاريخ التسجيل : Aug 2012
مكان الإقامة : في عيون الناس
عدد المشاركات : 1,493
عدد النقاط : 118

ناشر الفوائد غير متواجد حالياً



ربما أحيانا تعرض لي الخاطرة في لحظة انتظار لأمر معين فأكتبها لتكون محل تأمل ونقاش، فيعرض من فرط السرعة أن تسقط بعض الحروف والكلمات ففي المقال السابق عن التدبر في تأكيد طيب الحياتين الدنيوية والأخروية سقط من الآية حرف، ونص الآية كالتالي ""مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُو
نَ " فالمؤمن الذي يرجو من الله سبحانه سعادة الحياة في الدار الآخرة عليه أن يعلم بأن الله بشره بها في الدنيا أيضا وأكد له حصولها فقال سبحانه في آية أخرى
( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 62 ) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ( 63 ) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) فهل فهم المسلمون هذه البشارة وكيف ؟

توقيع :

لا يزال الحق فينا مذهباً * * * رضي الخصم علينا أم أبى
ما بقينا فعلى الحق وإن * * * نَقْضِ أحسنّا به المنقلبا
إنما سيرتنا العدل ولــن * * * ننثني عن نشره أو نذهبا

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-03-2012 ]
 
 رقم المشاركة : ( 13 )
::المراقب العام::
:: عضو مؤسس::
رقم العضوية : 5936
تاريخ التسجيل : Aug 2012
مكان الإقامة : في عيون الناس
عدد المشاركات : 1,493
عدد النقاط : 118

ناشر الفوائد غير متواجد حالياً



(كلمة الإسلام من ينتصر لها )
في الستينيات وبداية السبعينيات كان الفكر الشيوعي والقومي طاغيا على العالم الإسلامي بشكل كبير، على المستوى الإعلامي والسياسي. لم يكن أحد يجترئ أن ينطق باسم الإسلام، لقد أصبح هذا المصطلح ضربا من الرجعية والتخلف، ومن يتحدث باسمه إنما ينشد حياة الخيول والحمير، كان علماء الإسلام يكافحون من أجل استبقاء هذا الاسم في الساحة الإسلامية فضلا عن العالمية؛ لكنهم في كل مرة يجدون من
صغار القوم وكبارهم من يتجاوز عليهم بالقول ويصفهم بالبلادة والتخلف، حتى انهارت القوى الفكرية لبعض علماء المسلمين فانطلقوا يلتمسون للاشتراكية نصيبا من الإسلام، من خلال قصة أبي ذر، وأنه أول من دعى إلى الاشتراكية.
يحدثني أحد علمائنا عن نفسه وهو يتعجب من تلك الحقبة المظلمة: لم نكن – يقول – نستطيع الجهر بالإسلام والدعوة إليه كمنهج حياة ودين ارتضاه الله، لقد كنا نجد من المستهزئين أعدادا كبيرة جدا، بينما بقية الناس لا يعلمون مما يدور حولهم شيئا، ولم تكن الصحافة بأنواعها تنشد شيئا في الحياة سوى الشيوعية والدعوة إليها، ومن يكتب مقالة عن الإسلام تنسكب عليه مقالات أخرى تسفهه أحلامه وتنعته بالجنون، حتى جاءت الصحوة الإسلامية؛ فتنهد المسلمون الصعداء واستبشر علماء المسلمين خيرا، لقد أخذت كلمة الإسلام تشق طريقا سياسيا وفكريا، واشتغل العالم كله بحياة هذا المصطلح من جديد.
لم يمض وقت طويل حتى التصق المصطلح بالإرهاب، ومضت الدول المسلمة تتسابق في تصوير أشكاله وربطه بالمتدينين عبر مسلسلات وأفلام، كان أبرزها في مصر.
وبعد صعود عدد من الأحزاب الإسلامية منصة الحكم؛ عاد مرة أخرى مصطلح الإسلام كمنهج سياسي وفكري يحكم الحياة، فتغيرت الخطابات التي كانت تفرق بين الإسلام السياسي وإسلام المساجد. وما أدهشني أن جمعاً من كتاب مصر تحولت كتاباتهم فجأة لتنعت اختيار الشعب بالسليم، وأن مستقبلا زاهرا ينتظر مصر في ظل حاكم إسلامي يعد بالخير. والعجيب أن تسجل وسائل الإعلام فرحا إيرانيا عارما بصعود مرسي، وتصريحا مماثلا من الحاكم الجديد بفتح علاقات ودية وتعاونية مع إيران، في الوقت الذي ينظر فيه الكثيرون إلى الزاوية الضيقة ( المذهبية ) في مستقبل العلاقات، فهل ستكون العبارات في حجم النيات، أم تزيد عنها وتقصر الأخيرات.
ما أردت أن أخلص إليه هو أنه عندما تكون الكلمة للإسلام فإنه لا اعتبار للمذهبيات عند الأحرار . ويمكن لأي مسلم أن يستبشر بصعود كلمة الإسلام على منصة السياسة، وإقناع العالم بأن لدى المسلمين تصورا كاملا للدولة ورعاية حقوق الناس، وأن الإسلام هو دين الله الذي أكلمه وارتضاه للناس . فلتكن نية أخذه لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.

توقيع :

لا يزال الحق فينا مذهباً * * * رضي الخصم علينا أم أبى
ما بقينا فعلى الحق وإن * * * نَقْضِ أحسنّا به المنقلبا
إنما سيرتنا العدل ولــن * * * ننثني عن نشره أو نذهبا

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-03-2012 ]
 
 رقم المشاركة : ( 14 )
::المراقب العام::
:: عضو مؤسس::
رقم العضوية : 5936
تاريخ التسجيل : Aug 2012
مكان الإقامة : في عيون الناس
عدد المشاركات : 1,493
عدد النقاط : 118

ناشر الفوائد غير متواجد حالياً



( قصةٌ وقعت لنا ) ج1
قررت مع بعض الزملاء الأعزاء أن نسافر إلى إحدى البلدان الاستوائية الجميلة ( ماليزيا )، والسفر بين الحين والآخر مفيد للنفوس التعبة من مشقة العمل، كما أنه يجدد النشاط ويحفز الإبداع. أثناء الإعداد للسفر طرحنا موضوع تأشيرة الدخول فتبين لنا من خلال المصادر الرسمية أنها تقطع في مطار الدولة المضيفة، لكن ذلك ما كان يمنعنا من إعادة الحديث حولها ونحن في الطائرة المحلقه. كان المهندس ماج
د لأول مرة يسافر في الطائرة، ففضلت أن يكون بجانبي حتى أمنحه شيئا من خبرة السفارات العديدة، إلا أنه أدهشني بمعلوماته الكثيرة التي يمتلكها عن الطائرة وطريقة إقلاعها، والوضعية التي ينبغي أن يكون عليها المسافر أثناء الإقلاع، كان الرجل بحكم تفوقه العلمي لا يدع شاردة في الحياة إلا وقرأ عنها وقلب صفاحات الكتب والمواقع للبحث عن مداخلها ومخارجها ثم يخرج إليك وكأنه أستاذ في مادة البحث، تعجبني هذه الشخصية القارئة، دائما ما تفرض نفسها في المواقف الحرجة أو العادية، وتقدم في موضوع الحديث ثقافة تشهد بقدرة الفرد على استقلاليته المعرفية متى ما قرر ذلك، إن ترك المواقف للصدف والبحث عن المعين سمة الكسالى في زمن توفرت فيه المعلومة بشكل مذهل، وأصبح في كفك مئات الكتب المتخصصة والعامة. أظن أن لبعض البشر في هذا الزمن نصيبا من قوله تعالى: "كمثل الحمار يحمل أسفارا "، ونصيبا آخر من قوله جل وعلا " وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما" فما يُفْتَحُ في الهاتف عند غالب الناس ألعاب وتسالي، وبحثٌ كثيف عن أسعار السلع والدعايات، أما العلمُ والغوصُ فيه فقلما يرتفع به رأسٌ أو تنهض به همه. وقد قرأتُ أن بعضَ شركات الهواتف وفرت خدمة عجيبة؛ تستخدم كامرة الهاتف لتصور بها أي مظهر عمراني أو تقني أمامك فيعطيك على الفور معلومات كاملة عنه من حيث النشأة والتفاصيل.
لقد عابت فتاة العصر على جداتها طريقة الجلوس المستمر مع الجارات " التعصيره " ورأت أن ذلك مضيعة للوقت، مذهبة للحياء، لكنها سرعان ما وقعت فيه بنفسها وزادت عليه جرعتين؛ عندما ارتاحت لجروبات الوتس آب، فقلما تجد فتاة في البيت إلا وانعزلت في زاوية تخاطب مجموعاتها " الجروبات "، فتارة تضحك وتارة تفكر كيف تكتب، وهكذا ضاعت موزنبيق.
نعود إلى قصتنا بعد هذا الاستطراد، لنتفاجأ بأن أحداثا مثيرة وعبرة كبيرة مرت علينا، يمكن للأجيال المؤمنة أن تستفيد منها كثيرا، ما هي هذه المفاجآت ؟!!!! .... هذا ما سوف نكتبه في الحلقة القادمة إن شاء الله .... ولكن ..... بعد الحلقة الثالثة من " أيامي في المجلس البلدي " .. طابت أوقاتكم

توقيع :

لا يزال الحق فينا مذهباً * * * رضي الخصم علينا أم أبى
ما بقينا فعلى الحق وإن * * * نَقْضِ أحسنّا به المنقلبا
إنما سيرتنا العدل ولــن * * * ننثني عن نشره أو نذهبا

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-03-2012 ]
 
 رقم المشاركة : ( 15 )
::المراقب العام::
:: عضو مؤسس::
رقم العضوية : 5936
تاريخ التسجيل : Aug 2012
مكان الإقامة : في عيون الناس
عدد المشاركات : 1,493
عدد النقاط : 118

ناشر الفوائد غير متواجد حالياً



( قصةٌ وقعت لنا ) ج1
قررت مع بعض الزملاء الأعزاء أن نسافر إلى إحدى البلدان الاستوائية الجميلة ( ماليزيا )، والسفر بين الحين والآخر مفيد للنفوس التعبة من مشقة العمل، كما أنه يجدد النشاط ويحفز الإبداع. أثناء الإعداد للسفر طرحنا موضوع تأشيرة الدخول فتبين لنا من خلال المصادر الرسمية أنها تقطع في مطار الدولة المضيفة، لكن ذلك ما كان يمنعنا من إعادة الحديث حولها ونحن في الطائرة المحلقه. كان المهندس ماج
د لأول مرة يسافر في الطائرة، ففضلت أن يكون بجانبي حتى أمنحه شيئا من خبرة السفارات العديدة، إلا أنه أدهشني بمعلوماته الكثيرة التي يمتلكها عن الطائرة وطريقة إقلاعها، والوضعية التي ينبغي أن يكون عليها المسافر أثناء الإقلاع، كان الرجل بحكم تفوقه العلمي لا يدع شاردة في الحياة إلا وقرأ عنها وقلب صفاحات الكتب والمواقع للبحث عن مداخلها ومخارجها ثم يخرج إليك وكأنه أستاذ في مادة البحث، تعجبني هذه الشخصية القارئة، دائما ما تفرض نفسها في المواقف الحرجة أو العادية، وتقدم في موضوع الحديث ثقافة تشهد بقدرة الفرد على استقلاليته المعرفية متى ما قرر ذلك، إن ترك المواقف للصدف والبحث عن المعين سمة الكسالى في زمن توفرت فيه المعلومة بشكل مذهل، وأصبح في كفك مئات الكتب المتخصصة والعامة. أظن أن لبعض البشر في هذا الزمن نصيبا من قوله تعالى: "كمثل الحمار يحمل أسفارا "، ونصيبا آخر من قوله جل وعلا " وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما" فما يُفْتَحُ في الهاتف عند غالب الناس ألعاب وتسالي، وبحثٌ كثيف عن أسعار السلع والدعايات، أما العلمُ والغوصُ فيه فقلما يرتفع به رأسٌ أو تنهض به همه. وقد قرأتُ أن بعضَ شركات الهواتف وفرت خدمة عجيبة؛ تستخدم كامرة الهاتف لتصور بها أي مظهر عمراني أو تقني أمامك فيعطيك على الفور معلومات كاملة عنه من حيث النشأة والتفاصيل.
لقد عابت فتاة العصر على جداتها طريقة الجلوس المستمر مع الجارات " التعصيره " ورأت أن ذلك مضيعة للوقت، مذهبة للحياء، لكنها سرعان ما وقعت فيه بنفسها وزادت عليه جرعتين؛ عندما ارتاحت لجروبات الوتس آب، فقلما تجد فتاة في البيت إلا وانعزلت في زاوية تخاطب مجموعاتها " الجروبات "، فتارة تضحك وتارة تفكر كيف تكتب، وهكذا ضاعت موزنبيق.
نعود إلى قصتنا بعد هذا الاستطراد، لنتفاجأ بأن أحداثا مثيرة وعبرة كبيرة مرت علينا، يمكن للأجيال المؤمنة أن تستفيد منها كثيرا، ما هي هذه المفاجآت ؟!!!! .... هذا ما سوف نكتبه في الحلقة القادمة إن شاء الله .... ولكن ..... بعد الحلقة الثالثة من " أيامي في المجلس البلدي " .. طابت أوقاتكم

توقيع :

لا يزال الحق فينا مذهباً * * * رضي الخصم علينا أم أبى
ما بقينا فعلى الحق وإن * * * نَقْضِ أحسنّا به المنقلبا
إنما سيرتنا العدل ولــن * * * ننثني عن نشره أو نذهبا

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-03-2012 ]
 
 رقم المشاركة : ( 16 )
::المراقب العام::
:: عضو مؤسس::
رقم العضوية : 5936
تاريخ التسجيل : Aug 2012
مكان الإقامة : في عيون الناس
عدد المشاركات : 1,493
عدد النقاط : 118

ناشر الفوائد غير متواجد حالياً



الشخص الذي لا يستطيع شرح فكرته ، ولا يحسن الدفاع عنها، فهي مجرد خاطرة لم تمر بمرحلة الاقتناع والاحتضان، فلم ترق أن تكون فكرة . ومثل هذه في الأصل تظل حبيسة في صدر صاحبها . والعجيب أن الكثير من الذين يعترضون عليك في صفحة الحياة ، أصحاب خواطر وليست أفكارا .

توقيع :

لا يزال الحق فينا مذهباً * * * رضي الخصم علينا أم أبى
ما بقينا فعلى الحق وإن * * * نَقْضِ أحسنّا به المنقلبا
إنما سيرتنا العدل ولــن * * * ننثني عن نشره أو نذهبا

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-04-2012 ]
 
 رقم المشاركة : ( 17 )
::المراقب العام::
:: عضو مؤسس::
رقم العضوية : 5936
تاريخ التسجيل : Aug 2012
مكان الإقامة : في عيون الناس
عدد المشاركات : 1,493
عدد النقاط : 118

ناشر الفوائد غير متواجد حالياً



( أيامي في المجلس البلدي ) الحلقة الأخيرة.

لا أحب رفع الصوت في زمن الإصلاح، وإنما يعجبني أن أوقف الجهات الساعية إلى خدمة الناس على أخطائها بالأدلة والبراهين، وحالما توفرت لي فرصت التغيير في مجلس التشريع فإن الهدير العذب ليس له معنى سوى جذب قلوب العاطلين. يعجبني الشيخ خلفان العيسري في مجلس الدولة يسعى عبر دراسات مستفيضة إلى تقديم خدمات للشباب والعاطلين، ورفع رواتب الناس عبر رؤية اقتصادية مدروسة ب
حكم عقليته الفذة وخبرته العميقة، وعلمت أن مساعيه ستكلل بالنجاح بإذن الله، لأنه شخصية مقنعه، وسيفرض رأيه بالأدلة والخطط المدروسة، كل ذلك وليس في موقعه على شبكات التواصل هدير فارغ، أو أنفاس يحسبها في خدمة الناس وكأنه يحاسبهم عليها. لقد كانت براقش تظن أن نباحها في لحظة اختفاء أصحابها دفاع عنهم، لكنها دلت عليهم وسلمت أعناقهم.
عندما تقع عليك مهمة الإصلاح فإنك أمام خيارين استراتيجيين، إما افتراض حسن النية في الحكومة، وإما افتراض التسيس والتلبيس، وبناء على الاختيار سوف يتحدد موقفك من الإصلاح.
وقد كان خياري في المجلس البلدي – وذلك قبل الاحتجاجات والثورات – هو الأول، واكتشفت حقيقة ذلك عندما لا حظت أن الجهات المسئولة يمكن إقناعها بالحجة، ويمكن سن قوانين جيدة في حق المواطن والدولة حالما توفر في المجلس شخصيات علمية منتقاه، مخلصة لربها ووطنها.
ولأضرب على ذلك أمثلة :
سيارات أجرة المطار، أستطعتُ مع الزملاء أن نحقق رغبة تجمع بين رضى الدولة في التطوير، ورضى المستفيدين – أصحاب السيارات - في سن تشريعات تخدمهم.
لقد كانت الحلقة المفقودة هي أن الجهة التي سيقع عليها التغيير لم تكن موضوعة في الصورة، فهؤلاء مواطنون يرتبون على أرزاقهم من هذا العمل مشاريع أسرية واقتصادية، ولربما تكبد بعضهم أقساطا عريضة في شراء سيارة فارهة يريح بها السائحين، فهل من العقل والشرع أن تقع عليهم يد التطوير دون أن يسمع لقولهم أو يستأنس باقتراحاتهم.
دُفع الملف للدراسة العاجلة والتصديق، لكنني مع بعض الزملاء قررنا تأجيل النظر حتى نستكمل أدوات الحق في المشروع؛ وحتى لا تبقى في أعناقنا ذمة لأحد. وفي المساء اتصلت بأصحاب سيارات الأجرة وطلبت منهم ممثلين حتى أستمع إلى وجهات نظرهم، واقلب معهم خطوات التطوير التي يرون بحكم تجربتهم ناجحة ومفيدة. فقاموا بزيارتي في البيت لفترة طويلة ثم انصرفوا شاكرين.
لم يكن في نية الجهة المسؤولة تجاهلهم، بل قامت ربما بمعرفة آرائهم سابقا، لكن الرغبة في دفع مسيرة التطوير كي تظهر السلطنة في واجهتها – المطار – بمظهر الدولة المتقدمة كانت هي الأقوى. والناس تحكمهم أفكارهم، لكن الشرع الحنيف لا يسمح لهذه الأفكار أن تعملَ وفي ذمتها حقٌ لأحد. لقد كان لدى الصحابة – رضي الله عنهم - رغبة عارمة في اجتياح مكة المكرمة بعد ما علموا أنهم خطفوا الوسطاء، ومنعوا المسلمين من زيارة البيت، فالتفوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايعونه تحت الشجرة، لكن إرادة الله تعالى كانت ترسم للمسلمين خطوطا عريضة في استرداد الحقوق ومعاقبة الآخرين، إن الحماس وحده ليس كافيا في شفاء الصدور، إنما الحق والعدل ومراعاة حقوق الناس هو أول ما يجب أن يُتَذَكّر. لم يكن الصحابة يفهمون لماذا لم يأذن الله لهم بالقتال، وقد بايعوا تحت الشجرة واستعدوا؛ حتى نزل قوله تعالى: " هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا " إن في مكة مسلمين مستضعفين، يخفون دينهم ويعبدون الله سبحانه في السر، ولو اجتاح المسلمون مكة - وهو خيار استراتيجي قوي – لأدى ذلك إلى قتل المسلمين المستضعفين ظناً بأنهم كافرون، فانظروا إلى التعبير القرآني كيف نبه إلى هذا الملحظ العظيم " فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ " فحتى مع التماس العذر بعدم العلم فإن ذلك لا يجوز أن يكون منهجا تسير به الحياة؛ وإلا لضاعت الحقوق وظلم الناس بغير علم، فتدبروا ما أروعه من تشريع ! .
فهكذا أنصح إخواني دائما عندما يكونون في موقع التشريع وسن القوانين؛ ليحذروا من أن يصيبوا قوما بجهالة فيصبحوا على ما فعلوا نادمين.
وفي المجلس ناقشنا أمورا مشابهة، كانت الحجة فيها للعلم وليس للحماس، وفي كل مرة تجد من المجلس ورئيس تغليبا للمصلحة المنضبطة بالشرع، وليس صحيحا ما يقال بأن هذه المجالس صورة باهتة وزائفة، إنما يعتمد نجاح هذه المجالس على الأعضاء وطريقة اختيارهم، ومن أحب أن يظلم نفسه ووطنه فليدفع بمن هب ودب ليمثله بالصورة المعكوسة. أقول هذا للأمانة والتاريخ ولستُ ممن يرغبون في دخول هذا المجلس مرة أخرى لأن أعمالي العلمية والإعلامية لا تدع مساحة لغيرها، ولكنني أهيب بالأحرار أن يقولوا كلمة التطوير والتغيير من منطلق هذه الأمانة وهذه المسؤولية، وليصرفوا عن أذهانهم موضوع الترشح لدورة أخرى، حتى لا يسيطر ذلك على تفكيرهم في مناقشة القضايا فيظلموا الناس ويظلموا أوطانهم .
طرحنا موضوع غلق النوادي الصحية فكان الرأي المجمع عليه إغلاقها
وناقشنا المضغات التي تباع ( المسوار وغيرها ) فكان الرأي الملاحقة والتغريم.
وناقشنا مشاريع التطوير والبناء وغيرها فكان الصوت دائما للحجة والمنطق العلمي.

كان لدي ثلاثة مشاريع أعددت فيها خطة للنقاش إلا أن المجلس حل وانتهي قبل طرحها :
الأولى: منع التبغ مطلقا .
الثانية: منع الصور المخلة بالحياء في محلات التصوير والعطور ، وتوجيه الوافدين على الشواطئ في مرعاة الحشمة والحياء.
الثالثة : صور تطويرية أخرى تتعلق بالبنية التحتية ومشاريع التجميل.
وهكذا كان زملائي في المجلس كم كنت سعيدا معهم لأنهم نخبة منتقاه .

أطلت هذه المرة حتى لا تكون لي عودة حول هذا الموضوع ، فشكرا لكم ولمتابعتكم

توقيع :

لا يزال الحق فينا مذهباً * * * رضي الخصم علينا أم أبى
ما بقينا فعلى الحق وإن * * * نَقْضِ أحسنّا به المنقلبا
إنما سيرتنا العدل ولــن * * * ننثني عن نشره أو نذهبا

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-04-2012 ]
 
 رقم المشاركة : ( 18 )
::المراقب العام::
:: عضو مؤسس::
رقم العضوية : 5936
تاريخ التسجيل : Aug 2012
مكان الإقامة : في عيون الناس
عدد المشاركات : 1,493
عدد النقاط : 118

ناشر الفوائد غير متواجد حالياً



( هل أسلم أبو بكر - رضي الله عنه - بالعاطفة ؟ )

رغبة النفس في ملئ الخواء الروحي مشتركة عند كل البشر، ومن أجلها يهرع الناس إلى التماس الآلهة وإشباع الروح، فتفرقت شذر النفوس على الحجارة والصنم، وتراكضت قاماتهم تحنو إلى شجر وجرم في القمم. إن هذا النداء الروحي شيء وضعه الله في نفس الإنسان عندما خلقه، حتى يهتدي به إليه، بيد أن الله تعالى اختار لهذا المهتدي طريقا علميا يعتمد على العقل؛ فلا يمكن لهذا ال
كون المترامي الأطراف الذي لا يعلم منتهاه إلا الله، ولا يمكن أن يكون هذا الإبداع العجيب في الخلق وانسجامه من صنع بقرة أو صنم أو بشر، إنما هو من إله خالق حكيم يتصف بصفات الكمالات كلها. وحالما اكتمل هذا المعنى في عقل الإنسان وجد في رسالات السماء ما يهديه إلى الله ومنهجه.
والذي يتردد كثيرا على ألسنة الناس - وخاصة الدعاة - هو سرعة تصديق أبي بكر – رضي الله عنه – لرسول الله وسرعة دخوله في الإسلام دون أن يصدر منه تردد أو تلكؤ، وهو صحيح قطعا، لكنني لم أسمع من يقدم تفسيرا لذلك حتى رسخ لدى المسلم أن أبا بكر كان يمتلك عاطفة روحية رقيقة، كانت سبب إسلامه. وليس هذا صحيحا؛ فأبو بكر - رضي الله - عنه قطع شوطا طويلا في البحث عن الحقيقة، وقد اكتمل لديه معنى الإلوهية والتعظيم لله منذ وقت مبكر، وكان يحضر خطب قس بن ساعده ويحفظها، حتى اعتبره النبي - صلى الله عليه وسلم - مرجعا فيها، وكان يرفض كل مظاهر الشرك عند قريش ويرفض أن ينحني لأصنامهم، حتى وصل إلى المرحلة التي تهيأت فيها نفسه لمعرفة منهج العبادة لهذا الإله العظيم فوجده حقيقة ناصعة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم . أدعوكم لبحث هذا الموضوع وسوف تجدون شيئا عجبا في سيرة أبي بكر وضخامته العلمية والعقلية ... ليس الأمر مجرد عاطفة .
ولذلك تجدوا حشدا عظيما في آيات القرآن الكريم تخاطب العقل بضرورة التفكر في مظاهر الكون وعظيم الخلق. أما الذين ضللتهم عن الحقيقة أهواء شتى فلا يشملهم الخطاب؛ لأن الهوى لف على العقل فحجب عنه النور " أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً ".

توقيع :

لا يزال الحق فينا مذهباً * * * رضي الخصم علينا أم أبى
ما بقينا فعلى الحق وإن * * * نَقْضِ أحسنّا به المنقلبا
إنما سيرتنا العدل ولــن * * * ننثني عن نشره أو نذهبا

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-04-2012 ]
 
 رقم المشاركة : ( 19 )
::المراقب العام::
:: عضو مؤسس::
رقم العضوية : 5936
تاريخ التسجيل : Aug 2012
مكان الإقامة : في عيون الناس
عدد المشاركات : 1,493
عدد النقاط : 118

ناشر الفوائد غير متواجد حالياً



( أيامي في المجلس البلدي ) الحلقة الأخيرة.

لا أحب رفع الصوت في زمن الإصلاح، وإنما يعجبني أن أوقف الجهات الساعية إلى خدمة الناس على أخطائها بالأدلة والبراهين، وحالما توفرت لي فرصت التغيير في مجلس التشريع فإن الهدير العذب ليس له معنى سوى جذب قلوب العاطلين. يعجبني الشيخ خلفان العيسري في مجلس الدولة يسعى عبر دراسات مستفيضة إلى تقديم خدمات للشباب والعاطلين، ورفع رواتب الناس عبر رؤية اقتصادية مدروسة ب
حكم عقليته الفذة وخبرته العميقة، وعلمت أن مساعيه ستكلل بالنجاح بإذن الله، لأنه شخصية مقنعه، وسيفرض رأيه بالأدلة والخطط المدروسة، كل ذلك وليس في موقعه على شبكات التواصل هدير فارغ، أو أنفاس يحسبها في خدمة الناس وكأنه يحاسبهم عليها. لقد كانت براقش تظن أن نباحها في لحظة اختفاء أصحابها دفاع عنهم، لكنها دلت عليهم وسلمت أعناقهم.
عندما تقع عليك مهمة الإصلاح فإنك أمام خيارين استراتيجيين، إما افتراض حسن النية في الحكومة، وإما افتراض التسيس والتلبيس، وبناء على الاختيار سوف يتحدد موقفك من الإصلاح.
وقد كان خياري في المجلس البلدي – وذلك قبل الاحتجاجات والثورات – هو الأول، واكتشفت حقيقة ذلك عندما لا حظت أن الجهات المسئولة يمكن إقناعها بالحجة، ويمكن سن قوانين جيدة في حق المواطن والدولة حالما توفر في المجلس شخصيات علمية منتقاه، مخلصة لربها ووطنها.
ولأضرب على ذلك أمثلة :
سيارات أجرة المطار، أستطعتُ مع الزملاء أن نحقق رغبة تجمع بين رضى الدولة في التطوير، ورضى المستفيدين – أصحاب السيارات - في سن تشريعات تخدمهم.
لقد كانت الحلقة المفقودة هي أن الجهة التي سيقع عليها التغيير لم تكن موضوعة في الصورة، فهؤلاء مواطنون يرتبون على أرزاقهم من هذا العمل مشاريع أسرية واقتصادية، ولربما تكبد بعضهم أقساطا عريضة في شراء سيارة فارهة يريح بها السائحين، فهل من العقل والشرع أن تقع عليهم يد التطوير دون أن يسمع لقولهم أو يستأنس باقتراحاتهم.
دُفع الملف للدراسة العاجلة والتصديق، لكنني مع بعض الزملاء قررنا تأجيل النظر حتى نستكمل أدوات الحق في المشروع؛ وحتى لا تبقى في أعناقنا ذمة لأحد. وفي المساء اتصلت بأصحاب سيارات الأجرة وطلبت منهم ممثلين حتى أستمع إلى وجهات نظرهم، واقلب معهم خطوات التطوير التي يرون بحكم تجربتهم ناجحة ومفيدة. فقاموا بزيارتي في البيت لفترة طويلة ثم انصرفوا شاكرين.
لم يكن في نية الجهة المسؤولة تجاهلهم، بل قامت ربما بمعرفة آرائهم سابقا، لكن الرغبة في دفع مسيرة التطوير كي تظهر السلطنة في واجهتها – المطار – بمظهر الدولة المتقدمة كانت هي الأقوى. والناس تحكمهم أفكارهم، لكن الشرع الحنيف لا يسمح لهذه الأفكار أن تعملَ وفي ذمتها حقٌ لأحد. لقد كان لدى الصحابة – رضي الله عنهم - رغبة عارمة في اجتياح مكة المكرمة بعد ما علموا أنهم خطفوا الوسطاء، ومنعوا المسلمين من زيارة البيت، فالتفوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايعونه تحت الشجرة، لكن إرادة الله تعالى كانت ترسم للمسلمين خطوطا عريضة في استرداد الحقوق ومعاقبة الآخرين، إن الحماس وحده ليس كافيا في شفاء الصدور، إنما الحق والعدل ومراعاة حقوق الناس هو أول ما يجب أن يُتَذَكّر. لم يكن الصحابة يفهمون لماذا لم يأذن الله لهم بالقتال، وقد بايعوا تحت الشجرة واستعدوا؛ حتى نزل قوله تعالى: " هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا " إن في مكة مسلمين مستضعفين، يخفون دينهم ويعبدون الله سبحانه في السر، ولو اجتاح المسلمون مكة - وهو خيار استراتيجي قوي – لأدى ذلك إلى قتل المسلمين المستضعفين ظناً بأنهم كافرون، فانظروا إلى التعبير القرآني كيف نبه إلى هذا الملحظ العظيم " فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ " فحتى مع التماس العذر بعدم العلم فإن ذلك لا يجوز أن يكون منهجا تسير به الحياة؛ وإلا لضاعت الحقوق وظلم الناس بغير علم، فتدبروا ما أروعه من تشريع ! .
فهكذا أنصح إخواني دائما عندما يكونون في موقع التشريع وسن القوانين؛ ليحذروا من أن يصيبوا قوما بجهالة فيصبحوا على ما فعلوا نادمين.
وفي المجلس ناقشنا أمورا مشابهة، كانت الحجة فيها للعلم وليس للحماس، وفي كل مرة تجد من المجلس ورئيس تغليبا للمصلحة المنضبطة بالشرع، وليس صحيحا ما يقال بأن هذه المجالس صورة باهتة وزائفة، إنما يعتمد نجاح هذه المجالس على الأعضاء وطريقة اختيارهم، ومن أحب أن يظلم نفسه ووطنه فليدفع بمن هب ودب ليمثله بالصورة المعكوسة. أقول هذا للأمانة والتاريخ ولستُ ممن يرغبون في دخول هذا المجلس مرة أخرى لأن أعمالي العلمية والإعلامية لا تدع مساحة لغيرها، ولكنني أهيب بالأحرار أن يقولوا كلمة التطوير والتغيير من منطلق هذه الأمانة وهذه المسؤولية، وليصرفوا عن أذهانهم موضوع الترشح لدورة أخرى، حتى لا يسيطر ذلك على تفكيرهم في مناقشة القضايا فيظلموا الناس ويظلموا أوطانهم .
طرحنا موضوع غلق النوادي الصحية فكان الرأي المجمع عليه إغلاقها
وناقشنا المضغات التي تباع ( المسوار وغيرها ) فكان الرأي الملاحقة والتغريم.
وناقشنا مشاريع التطوير والبناء وغيرها فكان الصوت دائما للحجة والمنطق العلمي.

كان لدي ثلاثة مشاريع أعددت فيها خطة للنقاش إلا أن المجلس حل وانتهي قبل طرحها :
الأولى: منع التبغ مطلقا .
الثانية: منع الصور المخلة بالحياء في محلات التصوير والعطور ، وتوجيه الوافدين على الشواطئ في مرعاة الحشمة والحياء.
الثالثة : صور تطويرية أخرى تتعلق بالبنية التحتية ومشاريع التجميل.
وهكذا كان زملائي في المجلس كم كنت سعيدا معهم لأنهم نخبة منتقاه .

أطلت هذه المرة حتى لا تكون لي عودة حول هذا الموضوع ، فشكرا لكم ولمتابعتكم

توقيع :

لا يزال الحق فينا مذهباً * * * رضي الخصم علينا أم أبى
ما بقينا فعلى الحق وإن * * * نَقْضِ أحسنّا به المنقلبا
إنما سيرتنا العدل ولــن * * * ننثني عن نشره أو نذهبا

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-04-2012 ]
 
 رقم المشاركة : ( 20 )
::المراقب العام::
:: عضو مؤسس::
رقم العضوية : 5936
تاريخ التسجيل : Aug 2012
مكان الإقامة : في عيون الناس
عدد المشاركات : 1,493
عدد النقاط : 118

ناشر الفوائد غير متواجد حالياً



( قصةٌ وقعت لنا ) ج2

اقتربت الطائرة من ماليزيا، وبعد صلاة الفجر تسارع الضوء في الانبلاج، إن الزمن مع سرعة الطائرة لا يعرف حساب الإنسان في البر، وهكذا هي سرعة الأرض نحو الآخرة يراها الإنسان بطيئة العبور، لكنها تمر مر السحاب. إن هذا الجري الحثيث مشهدٌ يسقط من حسبان المرء وهو يعمر الحياة، ولو التفت إلى سرعته لما حرك تحت قدميه ذرة من تراب، لكن الله تعالى الذي يعلم كل شيء، يذكر العباد الكادحين أن الزم
ن الذي يقطعون يقترب بسرعة هائلة من اللقاء المحتوم " اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون "، ومهما ترادفت القرون والأحقاب وتوالت الدول والحضارات فإن ذلك لا يعني أن اللقاء بعيد، فالله تعالى يقول: " إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا".
وصلنا فوق أجواء البلد الخضراء ، ومن على نافذة الطائرة ألقينا نظرة عامة على ربوعها الفسيحة. إن هذا المشهد البديع يقرب المرء من صور الجنة، فكل واحد منا يحمل في مخيلته صورةً ذهنيةً لخضرتها وجمالها، لكن القوة المتخيلة تزداد وضوحا كلما شاهد المرء من الجمال المحسوس ما يقربه منها. ففي الجنة صور مماثلة لفواكه الدنيا وخضرتها، لكنها تختلف في الطعم والمذاق، ولربما اندهش أهل الجنة من هذا الشبه العميق، لكن الله تعالى يبين أن ذلك مجرد شبه " وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ "، والسفر إلى هذه البلدان البديعة فوق أنه يشرح النفس ويجدد النشاط؛ يذكر المرء أيضا بأن موطنه الأصلي – الجنة - يفوق هذه المناظر الخلابة بأرقام لا يعلمها إلا الله. فحي على جنات عدن فإنها ... منازلك الأولى وفيها المخيم .
هبطت الطائرة في المطار، فأسرع نحونا خرطوم طويل، التقم باب الطائرة في دقائق قليله، ثم أذن مؤذن بالخروج. ورغم التعب من طول الرحلة إلا أن نشاطا غريبا لبس أجسامنا، فبدت وكأنها نشطت من عقال، ولم ننس أن نتبادل ونحن نفارق المقاعد شيئا من النكات الجميلة. إن النفس فرحة ومن حقها أن تعبر، لكن كثيرا من الشباب لا تساعدهم ثقافتهم سوى بالنكت الجنسية أو السخرية من الآخرين، وأمثال هؤلاء أشبه بالماطور الذي لم يجد في خزان المياه سوى الأوساخ الراكدة فأخرجها إيذانا بانتهاء الماء.
لا يزال موضوع التأشيرة يشغل بالنا، والمرء رغم تحريه علميا إلا أن للنفس الغريبة حساباتٍ أخرى، حتى لاح لنا فجر جميل ظننا من طول قامته أنه نعم الدليل، شاب عماني وسيم يهبط معنا من الطائرة، ويصاحبنا دون شعور إلى القطار الصغير في المطار. ألقينا عليه السلام فرد مشكورا، ثم قلت له:
- من أين
- من ولاية ....
- وكم مرة تزور ماليزيا ؟
- أكثر من عشرين مرة.
- ما شاء الله، مرات كثيرة !
- نعم
- إذن أنت دليلنا حتى نخرج إن شاء الله
- ....

انتهى مشهد الحديث؛ لكن المفاجأة المذهلة ستكون بعد هذا ....
وسيكون حديثنا عنها بحول الله تعالى في الحلقة الثالثة ..... طابت أوقاتكم

توقيع :

لا يزال الحق فينا مذهباً * * * رضي الخصم علينا أم أبى
ما بقينا فعلى الحق وإن * * * نَقْضِ أحسنّا به المنقلبا
إنما سيرتنا العدل ولــن * * * ننثني عن نشره أو نذهبا

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من , التواجد , الشيخ , الهادي , درر , سيف , كنوز


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشيخ محسن بن زهران بن محمد العبري رحمه الله عابر الفيافي علماء وأئمة الإباضية 6 11-23-2012 01:16 PM
سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي حفظه الله , رجل في أمة عابر الفيافي علماء وأئمة الإباضية 0 05-03-2012 03:25 PM
كتاب : الفتاوى كتاب الصلاة ج1 لسماحة الشيخ أحمد الخليلي عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 8 10-26-2011 09:29 PM
الشيخ محمد بن شامس البطاشي (رحمه الله) جنون علماء وأئمة الإباضية 4 12-19-2010 06:42 AM
الشيخ أبو مسلم البهلاني في سطور ذهبية بلسم الحياة علماء وأئمة الإباضية 3 11-30-2010 06:30 PM


الساعة الآن 08:59 AM.