فقه الواقــع د. مبارك الهاشمي - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات



الـنور الإسلامي العــام [القرآن الكريم] [اناشيد اسلاميه صوتيه ومرئيه] [السيره النبويه] [اناشيد اطفال] [ثقافة إسلامية]


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
افتراضي  فقه الواقــع د. مبارك الهاشمي
كُتبَ بتاريخ: [ 09-02-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية عابر الفيافي
 
عابر الفيافي غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363
قوة التقييم : عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فقه الواقــع د. مبارك الهاشمي\\

مقالات تحكي للقارئ الكريم واقعه الذي يعيشه .. وعلاقته بالدين الذي ينتمي إليه .. وأقصد من هذه السلسلة أن أقدم بعض الخواطر التي يعلمها الإنسان أو يجب عليه أن يتعلمها ويؤمن بها .. ويحملها في ذاكرته على أنها من الثوابت التي يجب أن يحافظ عليها .. ولا يقبل التنازل عنها .. ويتأثر عاطفيا حين يرى بعض جوانب القصور أو التقصير منه أو من غيره فيها .. ومدى التطابق بين الذي يعتقده ويؤمن به وبين ما يراه في الواقع المعاصر وحياته اليومية.


قاعدة الانطلاق

د. مبارك الهاشمي:-- مقالات متواضعة أحاول فيها بقدر الإمكان أن تحكي للقارئ الكريم واقعه الذي يعيشه وعلاقته بالدين الذي ينتمي إليه، وإنها لمناسبة كريمة يقدمها لنا شهر رمضان حين يجمعنا من خلال هذه الأعمدة التي أتمنى أن يجد فيها ما ينمي بها ثقافته في دينه، ويراجع بها صلته بين الفقه والواقع، وأقصد من هذه السلسلة أن أقدم بعض الخواطر التي يعلمها الإنسان أو يجب عليه أن يتعلمها ويؤمن بها ويحملها في ذاكرته على أنها من الثوابت التي يجب أن يحافظ عليها ولا يقبل التنازل عنها ويتأثر عاطفيا حين يرى بعض جوانب القصور أو التقصير منه أو من غيره فيها، ومدى التطابق بين الذي يعتقده ويؤمن به وبين ما يراه في الواقع المعاصر وحياته اليومية، هذه السلسلة وستجيب على بعض التساؤلات التي نسمعها من الأجيال المعاصرة أو تدور في أخيلة بعض الناس، مثل: هل حياة الناس اليوم تنطلق من تعاليم دينها؟ وهل المكلفون من البشر يعلمون ما عليهم من واجبات وما لهم من حقوق؟ وهل واقعنا المعاصر يترجم ما نؤمن بها من أفكار؟ وهل سلوكنا ومعاملاتنا مع الله والكون والحياة والنفس والناس تعبر عما نؤمن بها من أخلاق وقيم؟ بمعنى هل ظاهر حياتنا متوافق مع ما نحمله من عقائد وأفكار؟ فإن كان الجواب بنعم فما هي هذه الأفكار التي نؤمن بها؟ وما مظاهر ترجمتها على حياة الواقع؟ وإن كان الجواب بلا، فلماذا هذا الانفصام والفصل بين ما نؤمن به وبين ما نعيشه واقعا؟ وهل يعذر الإنسان إذا جهل ما هو مكلف به؟ وهل في ذلك ضرر على الفرد والمجتمع؟ وكيف يمكن الخروج أو التصحيح أو الاستقامة على الإيمان؟ تساؤلات كثيرة يمكن استخدام جميع أدوات الاستفهام فيها لأن النفس لا تتوقف عن الأسئلة، فإن لم تجد الإجابة الصحيحة من أهل الذكر فستتخيل الإجابة من عندها، وهنا يأتي فقه السؤال عن الواقع، لأنك مؤمن ومكلف بفهم الواقع، ومن منطلق إيمانك وعقيدتك الصحيحة فأنت مؤهل لفهم طبيعة المواقف والأعمال التي تتخذها في الحياة وعن كيفية التعامل مع أحداثها وظواهرها لأنك مسؤول عنها، فالمؤمن بالله تعالى لا ينسبون الأشياء للصدفة أو للأقدار العمياء.

فالزلازل والأمراض والجفاف والكوارث مهما تكن فواجعها وآلامها فهي من فعل الله عز وجل، وأنها مراده لله تعالى من أجل هدف طيب ما دامت من فعل الله، فالمسلم لا ينهار أمامها، لأنه يعرف أن الله الذي قدرها وأوجدها هو في نفس الوقت الحافظ الرحيم بعباده. لهذا فإنها في نظر المسلم ابتلاء من الله، يختبر بها عباده.. وهذا الابتلاء يظل دائمًا خاضعًا لمقتضى القوانين والنواميس التي بثها الله في الكون، ليصل بهم من خلالها إلى مزيد من الثبات والإيمان والتفاؤل.

وهذا الفهم للواقع ما تحتاجه البشرية المؤمنة في مواجهة المآسي والكوارث المعاصرة، تابع أخي القارئ سلسلة فقه الواقع خلال هذا الشهر الكريم فإن فيها رؤية الإسلامية لفهم الواقع وللحديث بقية..

وأهنئ جميع المسلمين وخاصة القارئ الكريم بهذا الشهر العظيم الذي بلغنا الله تعالى إياه ونسأله أن يرزقنا صيامه وقيامه ويجمعنا به أعواما عديدة ونحن بصحة وعافية وكل عام والجميع بخير.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

tri hg,hrJJu ]> lfhv; hgihald hgihald hg,hrJJu ]





توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس

كُتبَ بتاريخ : [ 09-02-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



حياة كريمة تحقق الآمال

فقه السؤال عن الواقع الذي انتهينا إليه في المقال السابق أقصد به ما نشاهده من واقع أحوالنا فالبحث في هذا الواقع لا يحتاج إلى طول نظر فإنك من النظرة الأولى تشاهد حركة هذا الإنسان في كثير من الأحوال ترتكز على جميع منافع الحياة، فهو يسعى في كسب قوته ولترفيه حياته ولتحسين معاشه، فمنذ البداية ينشأ الطفل في البيت وكل من حوله مشغول عنه فالأم في معزل والأب في العمل والأخوة في الدراسة والأرحام مشغولة والزيارات مقطوعة، ولا مكان هادف يقضي طفولته فيه، فيلجأ إلى الملاهي في البيت وما أكثرها في الواقع وقد تمرن كيف يقلب الفضائيات ليتلهى بها، وإما الألعاب الحركية التي يمارسها دون معرفة الهدف منها، وبعض الأطفال يذهبون بهم إلى دور الحضانة قبل سن التعليم لا ليتعلم وإنما ليشغل وقته لعدم وجود من يشتغل معه في البيت، ثم يدخل مؤسسات التعليم ويستمر به الحال إلى أن تنتهي مرحلة الطفولة ولم يتذوق طعمها، ويصل إلى مرحلة البلوغ والشباب وكل الذي يشغله التفوق في التعليم لا لينتفع به في بناء شخصيته وإنما لينتقل به إلى مراحل أخرى من التعليم، فيكمل التعليم الأساسي وهو جاهل بالأساس الذي قام عليه فما زال يتأرجح ويجهل مصيره، وتتساقط أعداد كثيرة في الطريق لا تستطيع أن تواصل المسير، فتبقى هذه الأعداد حائرة لا تملك مهارة تعيش بها ولا علما تنتفع به فتكون من سقط المتاع عالة على الأسرة والمجتمع إلا من رحم ربي، ومن كتب له مواصلة التعليم سيجد نفسه في مراحل التعليم العالي لا في المكان الذي قام الأساس عليه وإنما حيث ساقته نتائج التنسيق، وتبدأ المحنة والمعاناة وتحدي الواقع وفي كثير من الأحوال تدخل العوامل المادية في هذه المرحلة من التعليم لأن الفرص في الجامعات الخاصة أوفر حظا من التعليم العالي المجاني وتسقط أعداد أخرى في هذه المرحلة وتتوقف أخرى في منتصف الطريق، المهم هناك سلسلة طويلة تشغل هذا الإنسان في مقتبل حياته ويكاد يصل إلى سن الثلاثين من عمره وهو ما زال يقول عن نفسه ما زلت صغيرا أحتاج إلى وقت حتى أكوّن نفسي، فما زالت الطريق طويلة فهناك أولويات بعد التخرج منها: الوظيفة والسيارة والبيت والعروس ورصيد واستثمار وضمان المستقبل ويبقى أمام هذه المطالب التي تشغله عن أغلى شيء في حياته وهي نفسه، يعني عمره وشبابه فيما أفناه؟ سؤال يلقاه أمامه فما هو الجواب الذي سيلقى به ربه عندما يسأله عن شبابه فيما أفناه.

طبعا لا عيب في كل ما اشتغل به سابقا، ولكن القصد والغاية أن الإنسان يجب عليه كما ينصرف ويجتهد لتكوين نفسه وضمان مستقبله ليعيش حياة كريمة تحقق آماله وطموحاته فهذه من الفضائل والواجبات التي كلف به الإنسان، ولكن المطلوب هو التوازن بين تحقيق منافع الحياة الكريمة والسعادة الأبدية عند الله في الدار الآخرة. وللحديث بقية..

ــــــــــــــــــــــــــــــ

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 09-02-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 3 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



الوسائل والغايات

انتهى بنا المقال السابق إلى أن في الواقع وسائل وغايات، ويجب على المكلف العاقل أن يفقههما ولا يخلط بينهما وإلا خسر حياته، وبيان ذلك أولا أن يعلم الإنسان أنه خلق لغاية والوصول إلى هذه الغاية لا بد لها من وسائل، فالغاية من خلق الإنسان لا يجتهد الفكر في البحث عنها ولا يمكن أن تؤخذ من أقوال الفلاسفة والحكماء وإنما الذي خلق الإنسان هو الذي حدد الغاية من خلقه {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } (الذاريات:56) فالغاية واضحة أن الإنسان خلق لعبادة الله تعالى وأن مصيره يوم القيامة متوقف على مدى تحصيل هذه الغاية.

أما حياته في الدنيا فهي ليست غاية ينتهي فيها عمر الإنسان ثم يفنى ليكون لا شيء بل خروجه من الدنيا يعني انتقاله لحياة أخرى هي الغاية فالدنيا وسيلة أو كما قيل هي مرحلة عبور فالدنيا ممر والآخرة مقر فكن فيها كما روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل. فاتخذها وسيلة لاكتساب الأعمال الصالحة والأسباب النافعة لتحقيق تلك الغاية.

فتربي الأسرة أبناءها على حب الله تعالى ومعرفته وترسيخ قيم الإيمان والعقيدة الصالحة التي تقوم عليها أساس حياته، لأنها هي التعليم الأساسي إذا صلحت صلح عمله وإذا فسدت فسد عمله مهما جمع من مناصب أو منافع الحياة الدنيا، ويدخل مراحل التعليم ويواصل في تكوين شخصيته المعرفية والجسدية ولكن ينبغي هذا التكوين أن يكون منطلقا من تعاليم الدين الذي يحدد له منهج الاستقامة على مرضاة رب العالمين ويجمع بين محاسن الدنيا وثواب الآخرة {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } (القصص:77).

أما الذي يصرف كل حياته في تحصيل الوسائل فمهما جمع منها فلا بد أن ينتهي أمره في أحد الأمرين، الأول: أما أن تزول عنه تلك الوسائل فيخسر جهده وتعبه وعمره الذي ضاع في جمعها، والأمر الثاني: أن يزول هو عنها بموته ومفارقته للحياة فينتقل كل ذلك المتاع إلى غيره فيخسر حياته التي ضاعت وجمعها لغيره ، قال الله تعالى: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً{104} أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً} (الكهف:103-104) أما الذي يتخذ من الوسائل قربة إلى الله فإنه مهما خسر منافع تلك الوسائل في ظاهر الحياة الدنيا فإن له منزلة عند ربه الذي لا يضع عمل عامل من ذكر أو أنثى {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ } (آل عمران:195) ومن هنا تأتي الحاجة إلى الفقه في الدين ليبين له الطريق المستقيم الذي يهدي إلى مرضاة رب العالمين.
وللحديث بقية..

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 09-02-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 4 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



فهم الواقع ضرورة لازمة

فهم الواقع اليوم يتطلب منا رؤية واضحة لما يجري في حياة الناس ومعايشة قضاياهم بل ومشاركتهم في أكثر أحوالهم، حتى تفهم الواقع وتفهم الناس من غير تكلف، ولا يحتاج فهم هذا الواقع إلى أعمال كبيرة من التفكير أو البحث في التأويل، لأنه قريب منهم ومشاهد، يعيشونه في كل يوم وفي كل ساعة تمر عليهم من حياتهم، والإنسان المعاصر ـ المثقف والعادي ـ لا يحتاج إلى جهد كبير لمعرفة هذا الواقع، فالأخبار تصل إليه حيثما كان بل وتدخل إليه في مجالسه الخاصة والعامة دون أن يكلف نفسه عناء البحث عنها أو السفر إليها، وما أكثر الأحداث والقضايا المحيطة بواقع الإنسان في هذا العصر سواء ما تتناقلها وسائل الإعلام أو ما يعيشها الإنسان بنفسه ويشعر بها من خلال حياته اليومية أو من اتصاله وتعامله مع الناس.

ولكن هل كل ما وصل إلى الإنسان عن طريق الإعلام أو من كلام الناس أو ما يشاهده من حالهم هو كذلك في الحقيقة واقع الأمر، ولو كان كذلك فلماذا تختلف وجهات النظر ؟ وهل بمقدور كل إنسان أن تكون له رؤيته الخاصة مما يجري حوله ؟ إن غياب الإرشاد والتوجيه الصحيح من ذوي الاختصاص والقائمين على هذا الأمر يؤدي إلى الجهل بالحد الأدنى للمعرفة وغياب الرؤية الواضحة ، وبالتالي إلى ضياع الحقيقة ، وهذا الحال يفسح المجال واسعا أمام الخيال لتصور الأوهام والأباطيل، وقبول الخرافات والأكاذيب ، وهذا ما يجعل الناس يتخبطون في معرفة الواقع على حقيقته ، وعقل الإنسان لا يقف ولا يقنع بعدم المعرفة وأنتم تشاهدون أن كل الناس يتكلمون في كل شيء، فصفحة الكون أمامه مفتوحة ووسائل المعرفة في الإنسان موهبة إلهية لا بد لها من أن تبحث عن مجال تعمل فيه ومعرفة ما في الكون مطلب فطري في النفس الإنسانية لا يمكن كبتها أو حجرها على الإنسان وهذا تتطلب من العلماء وأصحاب الفكر والقلم أن يكون لهم قول واضح وصريح يسمعه الناس أو رأي سديد ينشرونه ليهتدوا به في هذا العصر الذي ضاعت فيه الكثير من الحقائق ، والتبست الأمور على الناس وطغى فيه صوت الباطل على الحق وخلت الساحة من أهل الحلم والعلم وظهر فيها أهل العصبية والجهل ، فصارت فتن حيرت أصحاب العقول وجعلت الحليم فيهم حيرانا .

وهذه محاولة متواضعة لعلها تكشف بعض خصائص هذه الأمة الإسلامية ورؤيتها لأحوال العالم المعاصر وكيفية تعاملها ورؤيتها للكون والحياة والإنسان ، لأن الواقع فعلا يتطلب هذا الكشف وهذا البيان حتى تكون الرؤية واضحة والحجة قائمة على الإنسان لمعرفة غاية وجوده ، والتكاليف المنوطة به ، وكيفية استغلال وسائله الحسية والعقلية والوجدانية فيما سخر الله له في هذا الكون المنظور وما أنعم الله به عليه من نعم الهداية والدين، حتى يعيش في نور اليقين ويُسلِم بمقادير رب العالمين ويَسلم من غوايات الشياطين وتلبيس المضللين. وللحديث بقية..

ــــــــــــــــــــــــــــــ

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 09-02-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 5 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



الدين والواقع

خلق الإنسان من عنصرين هما: الجسد والروح ولا حياة له إذا انفصل أحدهما عن الآخر، ولكل من الجسد والروح أسباب لاستمرار حياتهما، فإذا قطعت هذه الأسباب عن أحدهما هلك ذلك العنصر، وحياتهما من خلال تغذيتهما من مصادر تكوينهما، فالجسد تكون من المادة الماء والهواء والتراب، قال تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً ...} (فاطر:11) ثم تستمر تنمية هذا الجسد من خلال تغذيته من تلك المصادر التي خلق منها فكلما عاش على الهواء النقي والماء العذب والغذاء الصحي فقط حافظ على صحة وسلامة جسده، أما الروح فهي هبة من الله تعالى ينفخها في الجسد بعد تكوينه فتسري فيه الحياة، فمصدر حياتها وصحتها وسلامتها هو تغذيتها وتنميتها من نفس المصدر الذي تكونت منه وهو الله عز وجل، وبالتالي يجب على الإنسان من أجل أن يعيش حياة آمنة مطمئنة أن يسعى في طلب رزق جسده وروحه وعليه أن يبحث عن التغذية الصحية السليمة التي تحقق له التكامل والتوازن ويشعر بالأمن والاستقرار الجسدي والنفسي.

والخالق سبحانه وتعالى قد جعل في الأرض أسباب الرزق التي يحيا به الجسد وحث الإنسان أن يسعى في الأرض ويبحث عنه رزقه واستقراره فيها فقد كتب له فيها مستقر ومتاع إلى حين {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ } (البقرة:36) وهيأ له أسباب الحياة فيها بعد أن زودها الله تعالى بالأنهار والأمطار والبحار والأشجار والبذور والزروع والحيوان والطير {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } (النحل:18) وقد كلف الإنسان من أجل المحافظة على حياته أن يكتسب الرزق الحلال فأمره بالعمل ليبارك له في الرزق {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } (التوبة:105) ونهاه عن الخمول والتكاسل أو الكسب غير المشروع كالسرقة والاختلاس والغش والرشوة وغير ذلك من أنواع الفساد في الأرض، لأن ذلك وإن كان ظاهره جمع المال واكتساب الثروة إلا أن عاقبته وخيمة وهلاك وخسران للفرد والمجتمع والحياة الكريمة الفاضلة فالعبرة بالنتائج والخواتيم لا بالمنافع العاجلة الذي يتبعه ندما طويلا، فالحكمة تقول: في العجلة الندامة وفي التأني السلامة.

هذا عن الحياة المادية الجسدية أما الجانب الروحي الذي هو الأصل في حياة الإنسان لأن الجسد هو الهيكل المادي الذي خلقه الله تعالى لحمل الروح، فالروح هي الضيف الذي يستقر في الجسد فيحتاج إلى مكان صحي وآمن، فإذا خرجت الروح من الجسد، فقد تحول الجسد إلى جثة هامدة لا تطاق فوق سطح الأرض فيسارع أقرب الناس إلى هذه الجثة إلى دفنها ومواراتها تحت الأرض وهو المكان الذي تكونت منه هذه الجثة فيعود إلى أصله الأول.

وقد أنزل الله تعالى الدين الحق الذي تحيا به الروح وتطمئن به النفس، وما كان عن حياة الجسد في الأرض يكون عن حياة الروح في الدين، فالغذاء الصحي والسليم لحياة الروح وهو ما كان من نفس المصدر الذي خرجت منه وهو الله سبحانه وتعالى، وعلى قدر صحة الدين وسلامة العقيدة واستقامة الشريعة تكون قوة الروح، وللحديث بقية..

ــــــــــــــــــــــــــــــ

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 09-02-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 6 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



الغذاء الصحي

الدين أمر ضروري وحقيقة لازمة لواقع الإنسان فكما أن حياته الجسدية لا تستمر ولا تستقر إلا بالطعام والشراب والهواء وأي فساد أو خلل يدخل في هذه العناصر يتأثر بها جسد الإنسان فيصاب بالعلل والأمراض، فكذلك حياة الروح مع الدين فهو الغذاء الصحي الوحيد لحياة الروح، فإذا تدخلت عناصر أخرى لفساد الدين الحق ووضعت لنفسها دينا فإن الحياة الروحية تهلك ويصل بها الهلاك إلى حد الوفاة فتبقى حياة البدن وحدها في صورة الإنسان وإلا فهو خال من كل القيم الروحية والإنسانية ولا يتميز عن البهيمة إلا من حيث الشكل يقول الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ } (الأعراف:179) لأن الحيوان يأكل ويشرب ويبني مستقره ويدخر طعامه ويتزاوج ويتناسل ويدافع من أجل البقاء وينظم حياته وينتج إلى غير ذلك مما يظن الإنسان أنه يحقق إنسانيته من خلال القيام بمثل تلك الأعمال، ولكن مع ذلك فهو يعيش حياة الحيرة والقلق والاضطراب ويصل حال بعضهم إلى حب التخلص من حياته فينتحر.

وكذلك الذين ينتمون إلى الدين الحق ولكنهم لا ينضبطون بتعاليمه باتباع أوامره واجتناب نواهيه وإنما اقتصروا على مجرد الانتماء إليه، فإن مجرد الانتماء وحد لا يكفي، فالروح إن لم تحصل على غذائها السليم الذي جاء من المصدر نفسه الذي جاءت منه فإنها تذبل ثم تهلك ثم يكون صاحبها من الخاسرين وإن رأى نفسه بأنه حقق لنفسه منافعه المادية ومصالحه الدنيوية ووصل إلى ما تمنى إلا أن العبرة ليست الدنيا وحدها لأن الدنيا كما قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ) فالرجل مهما سمن نفسه في الدنيا شحما ولحما أو ذهبا وفضة أو منصبا وشهرة وهو على غير الدين الحق فإنه لا وزن له عند الله يوم القيامة فعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ اقْرَأُوا {... فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً } (الكهف:105).

فكما أن الفساد في طلب الرزق كالغش والرشوة والاختلاس يؤدي إلى خسران العاقبة كما بيناه في المقال السابق، فكذلك الانحراف في العقيدة كالضلال الفكري وعدم الاستقامة في الدين يؤدي إلى خسران العاقبة مهما ظن هذا الإنسان أنه يعيش حياة سعيدة قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً{103} الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} (الكهف:103-104).

وأخيرا إن الدين في الواقع ليس مجرد انتماء بل حقيقة الدين لن تكون واقعا إلا إذا ترجم إلى عمل وكان منهجا ينظم حياة الإنسان كاملة في مختلف الجوانب العلمية والأخلاقية والثقافية، والانقياد والطاعة المطلقة والتفويض والتسليم لله تعالى قال الإمام نور الدين السالمي:

ارض وسلم وفوض واتكل فبذا *** تحوز أركانه اللاتي بها كملا

أي أن الدين لن يتحقق في الواقع إلا إذا كانت تلك الأركان واقعا عمليا في سلوك المسلم، وللحديث بقية..

ــــــــــــــــــــــــــــــ

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 09-02-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 7 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



التفريط في علوم الحياة جريمة

لقد أساء المسلمون إلى دينهم وأنفسهم إساءة بالغة وتتابعت هذه المخالفات في عصورهم السابقة واتسع نطاقها في العصر الحديث حيث ظهرت جهالات غريبة وموضات عجيبة جعلتها في آخر الأمم بعد أن كانت في طليعة الأمم دهرًا طويلاً فتراجعت ولاحقتها الهزائم وهان وجودها عليها وعلى الآخرين.

ويتساءل الناس عن ذلك وكأنهم لا يعلمون مع وضوح الأسباب أهمها أنها لم تحسن العمل لحقائق الدين ولا العمل بتدبير حياتها الذي لا يملك شيئًا لا يمكن أن يقدم شيئًا ففاقد الشيء لا يعطيه الذي يجهل اللغة لا يحسن البيان الذي يجهل أركان الصلاة لا يحسن العبادة الذي يجهل مهمة وجوده وشؤون الحياة كذلك لا يحسن التصرف فيها والاستفادة منها.

ومع الأسف حال المسلمين اليوم صار وعيهم بالكتاب والسنة ضعيفًا وفهمهم لظواهر الحياة وبواطنها أضعف وقيادة الحياة والقيام بأمرها أشد ضعفًا فهل العبادة بشكلها المألوف تغير الأحوال؟ فلماذا توقف استخدام وسائل المعرفة الحسية والعقلية عندنا؟ وانطلقت حواس الناس وأفكارهم في كل مجال وميدان في الحياة.

فهل إحسان العبادة وإتقانها يغني عن الإحسان والإتقان في منافع الحياة وميادين المعرفة الأخرى إن الله أوجد المسلمين على الأرض كما أوجد غيرهم من البشر فعليهم أن يعانوا في البحث والمعرفة مثل ما يعاني غيرهم لأن الوحي الذي اختصهم الله به هو عظيم القدر بعيد الأثر لكنه لم يختصهم بعلوم أرضية تحقق منافعهم الدنيوية بما يرجح مكانتهم عن غيرهم من الأمم والشعوب فهم أمام عطاء الله في هذا المجال سواء حيث قال سبحانه وتعالى: {كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً } (الإسراء:20).

فالتفريط في علوم الحياة جريمة كبيرة ضد الدين؛ لأنها ستؤدي إلى انخفاض في مستوى الفكر وقصور في تحقيق الوسائل التي بها تنجح الرسالة.

إن التفكير النظري المجرد لا يؤدي إلا إلى الجدل والمراء والبعد عن واقع الحياة، ومن ثم ربط القرآن بين الفكر وبين آيات الله في الكون ونظمه ونواميسه، وحذر من الانحراف عن النهج، وجعل من التاريخ عبرة للبشرية، وطالب بالسير في الأرض والنظر في مصائر الأمم والحضارات السابقة، والتفكير في سبب هلاكها وفنائها: {أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ } (غافر:21).

وإذا أرادت هذه الأمة أن تتخلص من تلك الجريمة عليها أن تعود إلى الإحسان لدينها وطرق الإحسان كثيرة وتتطلب العزم الشديد والصبر الجميل والهمم العالية فإذا توفرت هذه الصفات في المسلم فإن الله يلهمه رشده ويسدد خطاه ويسلك به طريق التوفيق والنجاح.

ولذلك جاءت الآيات تؤكد عناية الله بالمحسنين منها قوله تعالى: {... إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ } (الأعراف:56) وقال: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ } (النحل:128) وفقنا الله للإحسان لديننا والعمل بما يحقق الخير والصلاح لدنيانا، وللحديث بقية.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 09-02-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 8 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



العقيدة والواقع 1

الدين الحق هو الذي ينظم حياة الإنسان الفكرية والحركية، وهذا الدين الذي ارتضاه الله لعباده هو الإسلام {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ } (آل عمران:19) ومهما حاول الناس أن يجدوا بديلا عنه لا يقبله الله تعالى منهم {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } (آل عمران:85) والإسلام عقيدة وشريعة، والعقيدة هي جملة العلوم والمعارف عن الحقائق الكونية في الوجود التي يجب على المكلف أن يؤمن ويصدق بها، ومن أول الحقائق في الوجود وأعظمها وأكبرها الإيمان بلا إله إلا الله محمد رسول الله وأن ما جاء به حق من عند الله، فلهذه الجملة نتائج عظيمة تبدأ من تطهير النفس والفكر من كل ضلال وباطل في هذا الوجود وترسيخ القلب على أكبر الحقائق الكونية، وتصفية النية والروح على الفضائل والقيم الإنسانية.

ولا نفهم العقيدة في الواقع على أنها مجرد ألفاظ أو أذكار نرددها بألسنتنا أو نذكرها في خواطرنا، بل العقيدة الصحيحة هي ترجمة تلك الأذكار والأفكار إلى واقع عملي وحياة ملموسة، فإن أعظم ما تراه في واقع حياتك من أعمال البشر بدأ بفكرة استقرت في ذهن صاحبها ثم اشتغل بها فحللها وركبها واستخرج منها واقعا يشهد بعجائب صنع البشر، وهكذا تقيس عليها بقية أعمال الإنسان وحركاته الإرادية والاختيارية فإنها تبدأ بفكرة ثم يحولها إلى واقع عمل يتحمل الإنسان نتيجة اختياره.

فالأفكار لها سلطات قوية على النفس لأنها هي التي توجهها إلى السلوك والأعمال، والنفس لها طاقة محدودة في قدرتها على تحمل الأفكار، فإذا تشبعت النفس البشرية بأفكار احتلت كل طاقتها فإنها ستظهر آثارها على سلوكها، فمن حمل أفكارا حقيقية واقعية عن الكون والحياة ومطابقة للحق واليقين جاء سلوكه معبر عن حقيقة أفكاره الصالحة، ومن حمل أفكارا فاسدة واهية ظهرت آثارها كذلك على سلوكه وتصرفاته المنحرفة.

فإن كان للأفكار هذه القدرة والصلاحية على النفس البشرية فإن خير الأفكار التي يجب أن تستقر في عقولنا هي الأفكار الصالحة التي تدفعنا إلى ممارسة السلوك الفاضل، لأن جملة الأفكار والتصورات هي التي تكون عقيدة الإنسان، وقد هدانا الله تعالى إلى أصول العقيدة الصحيحة التي تكون المعرفة اليقينية في هذا الوجود، وما أشد حاجة النفس إلى استقرار هذه العقيدة في قلب المؤمن لتحرك بعد ذلك مشاعره وعواطفه الداخلية ثم يترجمها إلى سلوك عملي فاضل، وقد عبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن أصول هذه العقيد بأركان الإيمان فقال صلى الله عليه وسلم: "الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ" فهذه أصول الإيمان التي يجب أن ترتكز في النفس وتكون عقيدة المؤمن التي تدفعه إلى العمل الصالح، ويبني عليها منهج حياته وفق شريعة ربه التي ارتضاها لخلقه، فإن جهل هذه الأصول وشحن فكره بالخرافات والأباطيل ظهرت على سلوك أنواع الجهل والضلال عن الحق والصراط المستقيم وهداية ريب العالمين، وللحديث بقية..

ــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: روضة الصائم: ملحق بجريدة عمان: الأربعاء 10 رمضان1432هـ. الموافق 10 أغسطس2011م.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 09-02-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 9 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



العبادة هي الترجمة للدين

العبادة هي الترجمة العملية لمفهوم الدين وتعني العمل بكل ما أمر الله تعالى به وترك كل ما نهى الله تعالى عنه امتثالا وطاعة وخشوعا وخضوعا له غز وجل ورغبة في ثوابه ورهبة من عقابه، فهل فقه الناس في الواقع اليوم حقيقة العبادة بهذا المعنى؟ وهل كل عمل يظهر على سلوك المسلمين هو دليل على حقيقة الاتباع لدينهم؟ لقد اختصر كثير من الناس مفهوم العبادة وقصروها على أداء الصلاة أو صوم رمضان والزكاة والحج، أما خارج هذه الأعمال فيرى نفسه أنه في حل من أمر العبادة.

وقلنا في المقال السابق أن العقيدة هي أصل الدين وهنا نقول أن العبادة هي الترجمة لهذا الدين إذن العبادة عمل مستمر لا ينقطع، لأن العقيدة وهي الإيمان ملازم للإنسان في كل حين وليس في أوقات محدودة، وهذا التلازم بين الإيمان والعبادة يجعل من العبادة أنها سلوك الظاهر في الإنسان في كل وقت، فأخلاقه ومعاملاته وطعامه وشرابه ووظيفته ودراسته وسفره وإقامته ونومه وحركته في الحياة كلها عبادة.

فالمسلم لا يخرج عن إطار العبادة سواء في ملأ من الناس أو في خلاء مع نفسه، في البر أو البحر، في الأرض أو في الجو، في الوطن أو في السفر، في النور أو الظلام، وأعدد هذه المواقع لأن الواقع فعلا جهل معنى الطاعة والامتثال، أخبرني أكثر من واحد أن بعض الطلاب والمسافرين في الاغتراب يتغير حالهم بعدما يبتعدون عن أهلهم ووطنهم فينقطع بعضهم حتى عن العبادة والعياذ بالله، وبعض الناس عندما تختفي الأضواء في المقاهي والملاهي فكأن الله غير موجود في الظلام فيحل ما حرم الله، وبعضهم عندما يكون خلف الأبواب ويختفي عن أنظار الناس يظن لا رقابة عليه فيأتي من الأعمال ما يخشى من الخلق الإطلاع عليها، وكم تسمع وتشاهد من القصص والغرائب تقع وراء الكواليس من الموظفين أو العمال أو الطلاب من النساء أو الرجال ما ذلك إلا أنهم جهلوا أو تجاهلوا مفهوم العبادة التي تلزم الفرد والجماعة بالطاعة والخضوع والمراقبة الدائمة لله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } (التوبة:105)، نعم إن أعمال الإنسان يعلمها عالم الغيب والشهادة، ويرصدها عليهم وليس الظاهر منها فقط بل حتى كلامه وخواطره محسوبة عليه {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } (ق:16) و {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } (ق:18).

إذن لا يقتصر مفهوم العبادة على أداء بعض الأعمال أو الأقوال ويحسب الإنسان بذلك أنه يحسن صنعا، ويفصل بين العبادة وبين واقع حياته، فالعبادة التي شرعها الله تعالى هي التي تنظم حياة البشر في الواقع، نعم هناك مساحات واسعة أعطيت للعقل البشري لتطوير حياته وبناء مستقبله، فقد كلفه الله تعالى بأعمال العقل والنظر والتفكر من أجل الإبداع والإنتاج وإظهار نعمة الله تعالى في الوجود، ولكن هذا التطور والتجديد في حياة الإنسان ينطلق من القواعد الثابتة في الدين فلا يتعدى على حرمات الله تعالى باسم التطور، ولا يحل ما حرم الله باسم الحرية، ولا يغير شرع الله تعالى باسم الديمقراطية أو النظم التشريعية الوضعية، فالمنطقة الواسعة التي يتحرك فيها الإنسان باسم الاجتهاد في الدين أو التجديد لا تخرج عن الأصول الثابتة أو عن المحور الذي تدور حوله حركة الاختيار في الإسلام، فإذا انحرف مسار هذا الدوران عن المحور أو زل عن الصراط المستقيم فقط سقط في الهلاك ووقع في الضلال، قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً{103} الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} (الكهف:103-104)، وللحديث بقية..

ــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: روضة الصائم: ملحق بجريدة عمان: السبت 13 رمضان1432هـ. الموافق 13 أغسطس2011م.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 09-02-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 10 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



العبادة والواقع

العبادة في الواقع تحتاج منا إلى فهم جديد يعيدها إلى جذورها الراسخة في الدين وإلى ما كانت عليه في سابق عهدها عندما كانت العبادة هي الحركة الدائمة في حياة الناس وصنعوا منها عجائب التاريخ، فطهروا أولا أنفسهم من كل رذيلة فتخلصوا من الغرور والظلم والحقد والحسد وكل أنواع الشر في النفس وتحلوا بالفضائل الحميدة والصفات الجميلة، وحولوا واقعهم إلى حضارة راقية ومدنية فاضلة وثقافة عالية فخرجوا بهذه الفضائل والأخلاق إلى بقاع الأرض، فتوسعت دولة الإسلام في فترة زمنية قصيرة، فقدموا مدرسة للتاريخ الإنساني ظلت مثلا للكمال والجمال في حياة الأمم والشعوب، لأن العبادة كانت سلوكهم الذي تعاملوا به بين الناس. فلماذا لم تفعل العبادة فينا ما فعلت بسلفنا الصالح؟ لأننا فصلنا بين العبادة والواقع وهذا الفصل هو الذي حذر منه الرسول وسماه المفلس عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ" ( مسلم 4678)،

فهذا المفلس ملتزم في الدنيا بالفرائض الواجبة في الأمور التعبدية ولكن هذه الفرائض تقف عند حدود العمل بها شكلا دون توظيفها إلى واقع الحياة، فيفصل بين أداء العبادة وبين الحركة الحياتية الأخرى وهو يظن بذلك أنه يؤدي ما وجب عليه، ولا علاقة بين أداء الفرائض وبين بقية أعماله، فهذا هو المفلس شرعا فيأتي يوم القيامة بأعماله التعبدية وافية ولكنه أناني ينظر إلى نفسه فقط ولم يراقب علاقته بالناس أو بالحياة العامة فقامت على التقصير في جوانب كثيرة منها فأحبطت أعماله الصالحة، فلو اتخذ من تلك العبادات دروسا يتعلم منها في واقع الحياة كيف يرتفع بها إلى الفضيلة ويترفع عن الرذيلة لصلح عمله في الدنيا والآخرة.

لا تتعب كثيرا حين تنظر في الواقع كم من أمثال هذا المفلس اليوم الذي يخشع ويركع ويحج ويعتمر ولا ينقطع عن مظاهر التعبد وقد رسم بعضهم على شكله الخارجي سمات الصالحين، ولكن لو عاشرت واحدا منهم بصحبة أو جيرة أو مال لوليت منه فرارا ولملئت منه رعبا، وكم من مشاكل تحدثت في البيوت أو بين الأصحاب أو في الحارات ولا تجد لها مصلحا يحتوي تلك المشكلات، فأين هذا الإيمان من قول الرسول-صلى الله عليه وسلم-: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" (البخاري 12) فلا تحكيم للدين أو العقل فالمصالح هي الغالبة بين الناس اليوم، فلو كان للعبادة واقعا حيا لذابت تلك المشكلات عند أول ظهورها، وعاشت الناس على السماحة والألفة والتعاون، روي إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ؟ "قَالَ: مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ" ( مسلم 57) هكذا يجب أن نفهم العبادة في الواقع لن تتحقق إلا إذا كانت لها حياة عملية بين الناس يشمون منها رائحة الإيمان، فيكون لها لون وطعم فيه لذة للشاربين، أما أن تكون عبادة جافة وحافة فإنها لا تقدم صاحبها عند الله خطوة واحدة، ولا ترتفع فوق رأسه شبرا واحدا ولو قطع عمره فيها ما لم تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر في كل ما بينه وبين الله والناس والحياة، وللحديث بقية..

ــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: روضة الصائم: ملحق بجريدة عمان: الأحد 14 رمضان1432هـ. الموافق 14 أغسطس2011م.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مبارك , الهاشمي , الواقــع , د , فقه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اعشاب طبيعية يستخدمها الهاشمي لمعالجة الام القولون امواج نور الصحة والعناية 0 06-28-2011 09:48 AM
الشيخ/ سعود الهاشمي ( أي الخاتمتين تريد ؟) /// للنساء فقط /// 29 من جمادى الثانية 143 الامير المجهول نور إعلانات المحاضرات والدروس والفعاليات 3 06-02-2011 07:08 PM
مبارك يتنحى عن الرئاسة.. والقوات المسلحة تدير البلاد الامير المجهول نور الأخبار المحلية والعالمية 1 02-13-2011 12:36 AM
سلسلة قضايا اقتصادية معاصرة لفضيلة الشيخ الدكتور/عبدالله بن مبارك العبري ليث الوغى الصوتيات والمرئيات الإسلامية 6 02-10-2011 10:23 PM
اوباما يطلب من مبارك الحفاظ على وعوده جنون نور الأخبار المحلية والعالمية 0 01-30-2011 05:22 PM


الساعة الآن 02:07 PM.