الإسلامية - الخرطوم - أحمد حنقه
قال أصدق القائلين سبحانه وتعالى فى الآية (185) من سورة البقرة:
" شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان, فمن شهد منكم الشهر فليصمه, ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر, ويريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر, ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ".
ولم يكن القرآن الكريم مجموعاً طوال عهد رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم وفى عهد خليفته أبى بكر الصديق رضى الله عنه جرت غزوة اليمامة واستشهد فيها من استشهد من حفاظ القرآن الكريم, وكان القضاء على ردة البحرين هو الذى طوع للمثنى بن حارثه الشيبانى ان يسير الى مصب دجلة والفرات, وان يكون الطليعة الميمونة لفتح العراق ولاقامة بناء الدولة الاسلامية.
ويحدثنا البخارى عن زيد بن ثابت أنه قال :" أرسل الى أبو بكر غداة مقتل أهل اليمامة وعنده عمر, فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل استحر يوم اليمامة بالناس, ولأني أخشى أن يستحر القتل بالقراء فى المواطن فيذهب كثير من الناس الا ان تجمعوا، واني لأرى أن تجمع القرآن, وقال أبو بكر: فقلت لعمر: كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: هو والله خير, فلم يزل يراجعنى حتى شرح الله لذلك صدرى ورأيت الذى رأى عمر, وقال زيد: وعنده عمر جالس لا يتكلم, فقال لى أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك, كنت تكتب الوحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه, فو الله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل على مما أمرني به من جمع القران, قلت: كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال أبو بكر: هو والله خير, فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدرى للذى شرح له صدر أبى بكر وعمر, فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الانصارى لم أجدهما مع غيره :" لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فان تولوا فقل حسبى الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ". فلما نسخنا الصحف فى المصاحف فقدت اية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها لم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة الأنصارى الذى جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين: " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر".
وللقرآن الكريم منهجه الخاص فى تناول القضايا الغيبية مثل الوجود والوحدانية والخلق والبعث, فالأسلوب القرآني يقوم على تقديم الدليل والبرهان بغرض تقوية حجته على الخصم, وكل دليل أو برهان يتميز بخصائص منطقية تجعل منه قولاً حجياً, والخصائص العامة للدليل تتمثل فى أن يستمد قوته من أعمال الفكر, وأن يكون سبيلاً عقلياً للإقناع, وأن يكون مرتباً بعضه على بعض وأن يؤدى الى نتيجة, وأن تكون النتيجة صادقة, وأن يكون سليماً من العلل, وأن يكون متناسقاً.
ومن حيث العقل فإن الدليل على ضربين, الأول هو الدليل البدهي ويسمى أيضاً بالدليل العقلي الأولي, وهذا النوع يقبله كل ذى عقل ولا حاجة فيه الى التأكيد, والثانى هو الدليل البرهاني, ويعرف بالدليل العقلى الثاني, وهو فى حاجة لما يسنده ويعضده, يقول الله سبحانه وتعالى:" ولقد صرفنا فى هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شىء جدلاً ".
وقد تميز القرآن الكريم بالإحاطة مع الإيجاز, وبأنه كلي وليس جزئياً, كما انه اشتمل على المناهج العلمية التى تخاطب العقل, فيتجلى المنهج الاستنباطي فى قوله تعالى:" افلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور "، كما يتجلى كل من المنهج الاستنباطي والمنهج التجريبي والمنهج الاستقرائي فى قوله جل وعلا " وإذ قال إبراهيم رب أرنى كيف تحيى الموت قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى قال فخذ أربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءاً ثم ادعهن يأتينك سعياً واعلم ان الله عزيز حكيم " وأيضاً فى قوله تعالى " ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال ربى ارنى انظر اليك قال لن ترانى ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف ترانى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما آفاق قال سبحانك تبت اليك وانا أول المؤمنين ".
إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم
]
التعديل الأخير تم بواسطة الامير المجهول ; 08-18-2011 الساعة 05:58 PM
سبب آخر: القرآن الكريم .. جمعه ومنهجه
** " ( فعاليات المنتدى ) " ** 
القرآن الكريم .. جمعه ومنهجه
المواضيع المتشابهه 
]
