الجواب :>> هذه يصار إليها مع الضرورة ، لا مع عدم الضرورة . الأولاد نعمة من الله ، والكثرة الكاثرة نعمة على الأمم ، الله تعالى يحكي عن شعيب قوله لقومه ( وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ)(الأعراف: منالآية86) ، فالكثرة إنما هي نعمة ، وإنما كما قلت أكثر مرة وهذا ما أكرره بأن الأمةهي بحاجة إلى عنصرين اثنين ، الأمة هي بحاجة إلى تخطيط سليم وإلى تنفيذ أمين ،عندما يوجد هذان العنصران في حياة الأمة فإن كل شيء يهون ، ونحن عندنا شواهد من واقع الأمم الأخرى من غير أمة الإسلام ، كما ذكرت في إحدى الحلقات التي كانت هنا ،ذكرت كيف هو وضع اليابان ، تلك هي المساحة المحدودة وذلك هو الشعب الكثير الذي فيها، وقد رزأت بما رزأت به في الحرب العالمية الثانية ، ومع ذلك بلادها ليست فيها موارد ، ومع هذا كله البلاد أيضاً معرضة للزلازل ، والطبيعة فيها طبيعة شديدة هي بلاد ذات جبال وعرة وهي مجرد جزر ، ولكن مع ذلك كله بسبب وجود هذين العنصرين ، وجودالتخطيط السليم والتنفيذ الأمين ، أصبحت اليابان الآن اقتصادها عشرة أضعاف اقتصاد الأمة الإسلامية بأسرها التي هي تعد الآن مليار وثلث مليار . ولا يوجد ياباني واحد يخرج من بلده ليكتسب العيش أو ليعمل خارج بلده ، إنما هذا يرجع إلى التخطيط السليم والتنفيذ الأمين ، ويرجع إلى بناء العقل البشري .>>
كما أنني ذكرت أيضاً كيف وضعتايوان التي مساحتها لا تعدو ستة وثلاثين ألف كيلو متر مربع ، يعني أقل من تسع مساحة سلطنة عمان ، وسكانها اثنان وعشرين مليونا ، ومع ذلك فإنهم بنوا عقل المواطن فأصبح اقتصادهم الآن أكثر من ثلاثمائة مليار أي الدخل السنوي ، ومع ذلك الاحتياطي الذي هو الخارج مئتان وعشرون مليار والصادرات ثلاثمائة مليار ، فهذا كله مما يدل على أن الأمة المسلمة هي بحاجة إلى التخطيط السليم والتنفيذ الأمين ، عندما يوجدهذان العنصران تهون المشكلة بمشيئة الله تعالى .>>