فقه الواقــع د. مبارك الهاشمي - الصفحة 2 - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات



الـنور الإسلامي العــام [القرآن الكريم] [اناشيد اسلاميه صوتيه ومرئيه] [السيره النبويه] [اناشيد اطفال] [ثقافة إسلامية]


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
كُتبَ بتاريخ : [ 09-02-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 11 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



الزكاة والواقع

الزكاة من أركان الإسلام الذي لا يتم إيمان الإنسان إلا بعد الإقرار بوجوبها ووجوب أدائها على من يملك نصابها، ولكن فقه الزكاة في الواقع العملي والأخلاقي لا ينتهي عند الإقرار بها أو أدائها، فهي كغيرها من العبادات التي فرضها الله تعالى على عباده لها جوانب متعددة ونسيج متشابك لا يتحقق مفعول هذه العبادات إلا إذا أخذت صورتها الكاملة، أما العمل ببعض الجوانب وترك الآخر فهذا يهدم البناء كاملا.

فمن خصائص الزكاة في واقع الفرد والمجتمع أن لها تأثيرات كثيرة تظهر في شخصية الفرد وسلوك المجتمع، فقد جبلت النفس البشرية على حب المال والتملك وفي سبيل ذلك أمرت بالسعي في طلب الرزق الحلال، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، لأنه ينفع نفسه وغيره فهو يملك من منافع الحياة ما يسد به حاجته ويعين الآخرين، والقوة المطلوبة هنا مطلقة لكل قوة تنفع الإنسان في الدنيا والآخرة سواء في قوة الإيمان والعمل الصالح أو في قوة المال والثروة الاقتصادية، ولكن لا تقف هذه القوة عند حد التملك أو الاختصاص بها وينسى الآخرين، فالمؤمن على يقين بأن كل ما يملكه هو فضل من الله وهو القادر على المنع والعطاء وأن المرء لا حول ولا قوة له إلا بالله تعالى، فجاءت هذه الزكاة الواجبة لتطهر النفس البشرية من غريزة الطمع هذه الغريزة إذا لم تجد التوجيه الصحيح فإنها في جانب المال ستتوجه إلى جمعه بكل وسيلة واكتنازه واحتكار الثروة دون توظيف تلك القوة في مصالح المجتمع.

لأن غريزة الطمع في حد ذاتها ليست رذيلة مطلقة وإنما توصف على حسب توظيفها فإذا وجهت إلى الطمع في منافع الدنيا والدين وطلب رضى رب العالمين وأعلى مراتب المؤمنين وجوار خير المرسلين فهذا طمع محمود، أما الطمع في امتلاك المال وما عند المخلوقين فهذا مذموم، وتأتي هذه العبادة في الواقع لتربية النفس المؤمنة للارتقاء بها من الصفات الرذيلة التي تفسد حياة الفرد والمجتمع وتحولها بالتربة الصالحة إلى صفات فاضلة ترقى بها النفس البشرية من الانحطاط والتدني إلى مستوى الكمال الإنساني.

لذلك يجب في الواقع أن تؤدي فريضة الزكاة دورا حيويا في حياة الفرد والمجتمع ولا تقف عند الصورة الشكلية عند دفع الإنسان ما يجب عليه وكأنه يسدد رسوما أو يدفع ضرائب مالية لازمة عليه دون أن يشعر بقيمة هذا العطاء بما يطهر نفسه وماله من كل شايبة أو صفة شاينة في نفسه ويمد حبل التواصل مع الآخرين الذين يشعر بحاجتهم ويعيش آمالهم وآلامهم، نعم هي نقص للمال في الشكل الظاهر ولكنها زيادة وكمال وإعمار وبناء للنفس من الداخل، هذا الشعور الذي يدفعه بعد ذلك إلى مزيد من البذل والعطاء ولا يقف عند حد أداء الواجب الذي عليه فقط بل سيتقرب إلى الله بالنوافل، فتكون غايته هي رضى الله تعالى عليه والعمل الصالح الذي يقربه إلى الله والتخلص من قهر الذات والأنانية والبغضاء التي تجعله لا يبصر في الواقع إلا نفسه وهو في الآخرة من الخاسرين.

أما الذين يتصورون أن أداء الزكاة سيؤدي إلى نقص أموالهم وانخفاض أرصدتهم فهؤلاء عليهم مراجعة إيمانهم بالله والغيب واليوم الآخر, لأنهم قصروا رؤيتهم على حياتهم الدنيا فقط، والله تعالى يقول: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ{2} الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ{3} والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ{4} أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (البقرة:2-5) إذن حديثنا إلى هؤلاء المؤمنين المتقين الذين يرجون الله واليوم الآخر، أما المعطلين للزكاة فالحديث معهم يحتاج إلى تصحيح عقيدتهم أولا حتى تصلح أعمالهم بعد ذلك هدانا الله أجمعين.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: روضة الصائم: ملحق بجريدة عمان: الأربعاء 17 رمضان1432هـ. الموافق 17 أغسطس2011م.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 09-02-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 12 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



الأخلاق والواقع 1-3

حاجتنا إلى الأخلاق في الواقع ضرورة لازمة لأنها هي الصورة الداخلية للنفس الإنسانية أما الصورة الخارجية وهو الشكل الخارجي للإنسان فقد صوره الله تعالى ولا دخل للإنسان فيه {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ...} (آل عمران:6) لذلك لا يجوز أن يعاب شكل الإنسان لأنه من صنع الله تعالى، أما الصورة الداخلية فقد خلق الله تعالى الإنسان دون تجهيز مسبق لسلوكياته في الحياة ولكن خلق في الاستعداد لأن يكون من الأخيار الأبرار أو أن يكون من الفجار الأشرار، قال تعالى: {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } (النحل:78) فأودع الله في النفس البشرية وسائل السمع والبصر والفؤاد ليكتسب من خلالها منافع حياته ورتب على صلاحية الإنسان للاكتساب وقدرته وإرادته الاختيارية مسؤولية الفرد عن أعماله.

ومسؤولية الإنسان عن أعماله تلاحقه منذ أول التكليف حتى يوافيه الأجل، ما لم يسقط عنه التكليف لانعدام شرط من شروطه، ويسأل عن كل الأشياء التي جعل الله له سلطانا عليها، أو قدرة على التصرف فيها، أو قدرة تأثير بقول أو عمل أو تفكير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه ؟ وعن عمله فيم فعل ؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ وعن جسمه فيم أبلاه ؟".

ومسؤولية الإنسان تنحصر في نطاق ما يدخل في وسعه وصور الابتلاء كثيرة منها: الغنى والفقر، الكثرة والقلة، القوة والضعف، القيادة والتبعية…إلى غير ذلك من ظروف الحياة ، ويأتي الابتلاء على قدر الهبات والاستطاعة ويكون الجزاء على قدر الطاقة والجهد وميزان الله لا يعزب عنه مثقال ذرة من نية أو عمل {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ{7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} (الزلزلة:7-8).

وتتفاوت حظوظ الناس في الأشياء التي فطروا عليها، فهناك تفاوت في الذكاء الفطري، وتفاوت في أحوال البدن قوة وضعفا، وصحة وسقما، وتفاوت في الطبائع النفسية الفطرية مثل: الخوف والطمع والغضب والحلم وغير ذلك من الطبائع النفسية التي توجد على نسب متفاوتة في الناس، وهذه الطباع الفطرية على اختلافها منها ما هو قابل للتعديل والتبديل لدخولها تحت سلطان الإرادة، فتكون خاضعة للمسؤولية لدخولها في إطار التكليف، وهي كذلك قابلة للتنمية والتوجيه لوجود الاستعداد الفطري لاكتسابها مثلها مثل غيرها من المهارات والحركات الفطرية التي تكتسب بالتدريب والتعليم كالصناعة أو مهارة أو حرفة معينة يتعلمها الإنسان، ومثل ذلك في اكتساب الأخلاق، وعند التأمل في طبيعة الإنسان نرى عنده القدرة على اكتساب الفضائل الخلقية أو التخلص من رذائلها فسريع الغضب يستطيع بالتربية أن يكتسب قدرا من خلق الحلم، فإن ترك نفسه من غير تهذيب فإنه يحاسب على إهماله ، والبخيل يستطيع بالتربية أن يكتسب خلق حب العطاء فإذا أهمل نفسه فسوف يحاسب على تقصيره ، وهكذا يقال في أية فضيلة خلقية يستطيع الإنسان أن يكتسب منها بالتربية المقترنة بالإرادة والتصميم المقدار الذي يكفيه لتأدية واجب السلوك الأخلاقي.

وفي حدود هذه القدرة يكون التكليف وتكون المسؤولية ، ووفق هذا الأساس جاءت التكاليف الشرعية بالتزام فضائل الأخلاق واجتناب رذائلها. وللحديث بقية..

ــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: روضة الصائم: ملحق بجريدة عمان: الجمعة 19 رمضان1432هـ. الموافق 19 أغسطس2011م.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 09-02-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 13 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



الأخلاق والواقع 2-3

النفس الداخلية هي الهوية الحقيقية للإنسان، فلا تغرنك المظاهر والألوان والملابس الفاخرة أو الجمال والبنية الجسدية فما هذه إلا غلاف للنفس الداخلية أما القيم والمعاني والآداب وغير ذلك من صفات النفس هو الذي يحدد وجهة الإنسان نحو السعادة والكمال ويبيّن مستقبله ومصيره في السعادة والفلاح أم الشقاء والخيبة. فهذه النفس يمكن أن تتكامل من خلال التربية والتهذيب فترتفع إلى مستوى الكمال الإنساني ويمكن بالإهمال والتضييع أن تسقط إلى أسفل السافلين من خلال دسها تحت الطغيان المادي الذي تعيش فيه.

يستطيع أي إنسان عاقل بما وهبه الله تعالى من استعداد فطري أن يكتسب الفضيلة الخلقية بالتربية والإرادة والعزم والتصميم، والناس في ذلك يتفاوتون بمدى سبقهم وإصرارهم في الإرتقاء في سلم الفضائل والأخلاق، والتربية الإسلامية تعاملت مع طبائع الناس الفطرية على اختلافها وجاءت بأسس تربوية نافعة في التقويم والتحويل والتهذيب، تتناسب مع جميع الأعمار وأنواع الطبقات وعلى مستوى الفرد أو الأسرة أو المجتمع، ومن هذه الأسس على سبيل المثال:

التدرج في البناء التربوي لأن العملية التربوية لا تتم بتحويل مفاجئ، وإنما هي إنشاء متدرج لبلوغ الشيء إلى مستوى كماله، وتلك سنة الله في الخلق:

ومكلف الأشياء فوق طباعها ... متطلب في الماء جذوة نار

وكذلك مراعاة الفوارق الفردية لأن طبائع الناس تختلف وبالتالي من الخطأ في التربية معاملتهم بطريقة واحدة، وكان الرسول يداوي بحكمته التربوية ناسا بعطاء من المال وآخرين بعطاء من الجاه وآخرين بعطاء من الحب، وما يصلح لتربية الولد قد لا يصلح لتربية البنت وما يناسب في زمن قد لا يناسب في وقت آخر ولكن مع المحافظة على الفضائل والقيم الثابتة في الدين، ومن أسس التربية في تحسين السلوك اختيار المناسبات لتقديم النصائح والتعود على السلوك الفاضل فقد كانت تنزل الأحكام الشرعية عند مناسباتها ونتعلم من ذلك ضرورة اختيار المناسبة الملائمة لما يريد التوجيه له من خلق أو أدب أو نصيحة، ولا نقف عند هذا الحد لأن الطبائع الفطرية في الناس مثل البذور في الحقول إذا تركت وشأنها نمت فوضوية أما إذا وجدت العناية والرعاية حسن استغلالها، ومن الرعاية في الطباع البشرية الحد من نمو الطبائع الضارة للتكوين الخلقي الفاضل، ونشاهد في الواقع أن طبائع الناس قد تلونت وتختلف مع الشخص الواحد بحسب المكان والزمان فسلوك الفرد في خلوته يختلف عن سلوكه مع الناس، وسلوكه مع أصدقائه يختلف عنه مع أهل بيته فتارة يجمع بين سلوكيات وأخلاق متناقضة وليس هذا حال المؤمن بل يجب عليه التزام الأخلاق الفاضلة في كل وقت وحين وفي كل الأحوال ومع كل الناس لأنك لا ترجو ثمنا من الخلق مقابل ذلك السلوك وإنما هو عبادة ترجو ثوابها من الله تعالى، فمن أراد التخلص من الصفات المذمومة فعليه بعملية التوجيه والتحويل فصاحب الطمع في متاع الدنيا عليه أن يوجه ويحول هذا الطبع إلى الطمع فيما عند الله من أجر عظيم فتنصرف نفسه من التعلق بالدنيا إلى ما هو أعظم، ويصعد التطلع الإنساني من الصغائر إلى معالي الأمور لما فيه من سعادة وكمال ورفعة عند الله، وذلك من خلال التشويق والتحسين وخبرات عملية يذوق فيه الإنسان حلاوة ما يريد الوصول إليه، وبهذا يعتدل طبعه دون أن يقتلعه ولكن جرى فيه تحويل وتصعيد إلى ما هو خير. وللحديث بقية..

ــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: روضة الصائم: ملحق بجريدة عمان: السبت 20 رمضان1432هـ. الموافق 20 أغسطس2011م.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 09-02-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 14 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



الأخلاق والواقع 3-3

كل إنسان يحب أن يوصف بالفضائل ويمدح بالأخلاق الحميدة وإن لم تكن فيه، ويغضب إذا وصف بالنقص والقصور في أخلاقه وإن كانت فيه، وقال الحكيم: عجبت من إنسان يصدق ظن الناس فيه ويكذب ما يعلمه عن نفسه، وهذا حال كثير من الناس يحبون تحسين صورتهم وسمعتهم عند الناس دون محاولة التعديل والتغيير من أنفسهم، وقد يغفل البعض عن ذلك ويعتقد أن تلك السمعة تكفيه ليعيش بها بين الناس وينسى أن هذا البناء الخارجي أو الديكور المزخرف لا يغني عن الحق شيئا، وأن شخصيته الحقيقية هي نفسه الداخلية وليست السمعة الزائفة، فكم من أناس يجتهدون في عباداتهم من صلاة وصوم وحج ولكن حياتهم السلوكية لا تطاق فعشرته مع أهله نكدة ومع جيرانه لا تطاق ضاقت منه الخلق وهو يحسب أنه يحسن صنعا، وسبق في مقالات سابقة في هذه السلسلة أن العبادات وحدها من غير تطبيق سلوكي عليها تعود بالخسارة عليه.

فهل من علم عن نفسه ذلك يمكن التخلص من ذلك ويخرج من صفات القصور والنقص إلى صفات الجمال والكمال؟ نعم، جاء في مقال الأمس أن التربية الإسلامية قدمت منهجا تربويا يحرر النفس البشرية على اختلاف طبائعها من الرذيلة إلى الفضيلة، ونضيف اليوم أن هذه التربية لا تتحقق ولا تتيسر للإنسان إلا إذا وجدت الرغبة الصادقة والحافز الذاتي وهو القوة الكامنة في الإنسان المحركة لعواطفه الموجهة لإرادته الدافعة لممارسة السلوك، ويمكن تكوين هذا الحافز الذاتي عند الإنسان من خلال الطرق التالية:

طريق الإيمان بالله واليوم الآخر والقضاء والقدر فإذا ثبتت هذه العقيدة الإيمانية في كيان الإنسان استطاعت أن تهيمن على فكره وقلبه وعواطفه وتعمل على ربط إرادته بما يرضي الله تعالى.

طريق الإقناع الفكري ويتم عن طريق التعليم فاكتساب المعرفة بالفضائل والرذائل تولد الحافز الذاتي على الممارسة والتطبيق، ومعرفة الفضائل الأخلاقية تورث اليقين بثمراتها، وستحسانه في النفس، ثم الرغبة في التحلي بها. وكذلك معرفة الرذائل والنقائص الأخلاقية فمعرفة ما فيها من نقص وقبح يولد في النفس استقباحها ثم الرغبة في اجتنابها.

طريق الترغيب والترهيب لا ينكر أثر التشجيع بالإكرام والمكافأة والتثبيط بالإهانة والعقوبة بأنه مؤثر فعال ومولد للحافز الذاتي داخل النفس الإنسانية بالفعل أو الترك لسلوك الأخلاقي.

طريق تربية الوجدان وذلك بتعريض الوجدان لخبرات ومشاهد يحس فيها حلاوة الفضائل الأخلاقية ومرارة الرذائل الأخلاقية، لأن الوجدان ينمو ويتضخم بالمشاهدات والتجارب الحسية ويكون قادرا على تحريك العواطف وتوجيه الإرادة ويكون أحد الحوافز الذاتية في كيان الإنسان. وللحديث بقية..

ــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: روضة الصائم: ملحق بجريدة عمان: الأحد 21 رمضان1432هـ. الموافق 21 أغسطس2011م.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 09-02-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 15 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



القيم والواقع 1-2

المصادر والمراجع الأساسية
منذ أن بعث الله ـ سبحانه وتعالى ـ خليله إبراهيم عليه السلام بملة الإسلام، كان دعاؤه المبارك لأمته أن يبعث فيها رسولاً يركز فيها ثلاث قيم، جمعها قوله تعالى: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ } (البقرة:129).

وقد استجاب الله ـ تعالى ـ لنداء نبيه وخليله، فبعث محمداً -صلى الله عليه وسلم- هادياً ومربياً، وأنزل معه الكتاب والحكمة، وقال ـ عليه الصلاة والسلام ملخصا رسالته: إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق، ومن هذا المنبع نَهَلَ جيل الصحابة الكرام قيم الإسلام، وصنعوا بواسطتها جيلاً حمل راية الإسلام إلى العالم، وفي واقعنا المعاصر نسأل أين نجد هذه القيم؟ وكيف نترجم هذه القيم إلى واقع عملي لتصنع أمة الإسلام كما أنتجت ذلك السلف الصالح لهذه الأمة؟

أما من حيث مصادر القيم فنجدها في مصادر الإسلام في القرآن الكريم وفي السنة والسيرة النبوية وفي أعمال وسير أعلام وعلماء المسلمين المجتهدين.

فقد كانت رسالة القرآن الكريم الكبرى هي التربية على القيم الفاضلة التي تصنع الشخصية البشرية المستقيمة على الحق، وارتكز الحديث عن بنية القيم الإسلامية في القرآن الكريم على تحديد القيم الكبرى التي توجد التوازن في تعامل الإنسان مع خالقه والناس والحياة فهناك قيم الإيمان والتوحيد وهي قيم كلية تتفرع عنها قيم العبودية كلها بجزئياتها وتفاصيلها، كقيمة التقوى، وطاعة الأوامر واجتناب النواهي، والتقرب بالنوافل، والتحرر من عبودية المخلوقات. وهناك قيم المعاملات وهي قيم كلية تحكم تعامل الإنسان مع أخيه وتتفرع عنها قيم التعاون، والتآزر، والتآخي، والإيثار، والتكافل، ولين الكلام والتواضع، وما في حكم ذلك من قيم تنظيم العلاقات العامة بين الناس. وهناك قيم توجه الإنسان إلى حسن التعامل مع البيئة والكون الذي سخره الله تعالى له وهي قيم كلية، تتفرع عنها قيم تعامل الإنسان مع بيئته ومحيطه من الأمم الأخرى غير الإنسان كالجبال والبحار والطير والحيوان: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ...} (الأنعام:38).

ومن القيم الكبرى التي رسخها القرآن الكريم تعظيم الرسل والأنبياء عليهم السلام وتكريم ورثتهم من العلماء العاملين لأنهم الحاملون والمترجمون في الواقع لهذه القيم والناشرون لها، قال الله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ...} (النساء:163)، وقال تعالـى : {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } (البقرة:136).

فرسالة القيم رسالة واحدة، والمرسلون بها بلغوها إلى كل الأقوام كما أمرهم الله تعالى، وللأنبياء ورثة كرّمهـم اللـه بكــرم القيــم التي يحملونها، قال تعالى: {... يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ...} (المجادلة:11).

وقد ربط الله تعالى بين العلم والقيم منذ بداية تعلم الكتابة والقراءة فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} (العلق:1-5)، وفي هذا بيان أن الغاية الكبرى للعلم معرفة الخالق وخشيته، فإذا تجرد العلم عن القيم لم ينفع صاحبه، وهذا هو الفرق بين إبليس الذي وضعه علمه ونزل به إلى أسفل سافلين، وآدم الذي كرّمه الله بتوبته فعلّمه الأسماء كلها وأناط به الخلافة وعمّر به الأرض. وللحديث بقية..

ــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: روضة الصائم: ملحق بجريدة عمان: الاثنين 22 رمضان1432هـ. الموافق 22 أغسطس2011م.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 09-02-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 16 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



القيم والواقع2-2

لقد وضع القرآن الكريم الجانب النظري في صياغة القيم ونشرها وترسيخها؛ وجاءت حياة رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- ووضعت الإجراءات التطبيقية من خلال أقواله وأفعاله وسيرته العطرة التي صنعت واقع المسلمين وشكلت حياتهم كأمة مسلمة، ومن القيم العامة التي رسختها السنة في حياة الأمة السلوك والقدوة قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } (الأحزاب:21)، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين النظر والتطبيق في تعليم القيم الإسلامية؛ بحيث يصلي بالناس ثم يقول لهم: "صلوا كما رأيتموني أصلي" ويحج بهم ثم يقول: "خذوا عني مناسككم".

ومن يتتبع السيرة النبوية بعين تربوية سيتعلم منها منهجية التواصل مع الناس؛ وسيجد فيها من الإشارات والتوجيهات دروسا عملية في التواصل مع الخلق، فالرسول صلى الله عليه وسلم يعبِّر بملامح وجهه عن السخط والرضا، ويغير من هيئة جلسته أثناء الكلام لبيان أهمية الأمر وخطورته؛ كما هو الشأن في حديثه عن شهادة الزور، قال راوي الحديث: وكان متكئاً ثم جلس وقال: ألا وشهادة الزور. مراراً حتى قلنا: ليته سكت، وفي هذا إشارة إلى تقنية التكرار في الحديث مع الناس، ويشير صلى الله عليه وسلم بأصابعه لتقريب الأفهام، مثل قوله: بعثت أنا والساعة كهاتين. وضم السبابة والوسطى، ويضرب المثل مستخدماً القصة، ويأتي بأخبار الأمم السابقة، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً.. الحديث، وقوله صلى الله عليه وسلم: أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات أيبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: فكذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا.

وهو صلى الله عليه وسلم يلحظ نفسية السائل وقابليته للتعليم، فيجيب بحسب ذلك أجوبة تختلف في الشكل والموضوع، فمن حيث الشكل هي بين الطول أحياناً والقصر أحياناً، ومن حيث الموضوع دواء مناسب لداء السائل، فيأتي الرجل ويقول: أوصني يا رسول الله! فيقول صلى الله عليه وسلم: لا تغضب! فيقول الرجل: زدني! قال: لا تغضب! وكررها ثلاثاً، وفي موقف آخر نجده يقول لمعاذ حين سأله: يا رسول الله! دلني على عمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار!، فجعل صلى الله عليه وسلم يقول في جوابه: ألا أدلك على رأس الأمر وعموده وذروة سنامه.. ألا أدلك؟... ألا أخبرك؟ وذلك من حكمته صلى الله عليه وسلم في النظر إلى قابلية المتعلم للتلقي، وهي من أرقى تقنيات التواصل التربوي التي عرفها الفكر التربوي المعاصر.

فيجب علينا إحياء هذه السيرة العطرة في واقعنا المعاصر وخاصة بين المتعلمين وعامة المسلمين لتبعث فينا روح القدوة والإتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن اقتدى به صلى الله عليه وسلم أنتج العلماء الوارثين الذين قدموا فكرا تربويا وأبدعوا في نقل القيم وصاغوا منه نظرية تربوية إسلامية مرنة، تتكيف مع الأحوال والظروف، وتستوعب المتغيرات، وتنتج لكل حالة حلاً، ولكل واقعة حديثاً، فما علينا إلا قراءة ثروتنا العلمية وبث روح الحياة في القيم التي تصنع لنا أمة كما أسسها القرآن الكريم وترجمها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وسار عليها الصالحون من المسلمين. وللحديث بقية..

ــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: روضة الصائم: ملحق بجريدة عمان: الثلاثاء 23 رمضان1432هـ. الموافق 23 أغسطس2011م.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 09-02-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 17 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



العلم والواقع

العلم الذي يدعو إليه الإسلام هو كل علم يكشف الحقيقة في الوجود ويدفع الجهل عن النفس، سواء أكان هذا العلم في الأمور الدينية أم في الشئون المادية والدنيوية، فالعلوم الطبيعية والتطبيقية والتقنية وعلم النفس وعلم التاريخ وعلم المهارات وغيرها هي التي قصدها القرآن الكريم بجانب العلوم الدينية ومن أجل ذلك فان العلم الذي حث عليه الإسلام وحفلت به آيات القرآن الكريم يشمل كل معرفة تنكشف بها حقائق الأشياء وأسرار الحياة ومغاليق الكون التي تحقق أسباب العزة والرفعة وتفتح أبواب الخير والسعادة للإنسانية في الدنيا والآخرة سواء كان موضوعه الكون والطبيعة أم موضوعه الإنسان أم موضوعه الوجود والغيب، وسواء أكانت وسيلة معرفته الحس والتجربة أم وسيلته العقل والبرهان أم وسيلته الوحي والنبوة .

والعلم النافع في الإسلام هو الذي يدعو إلى الإيمان ويوجه العقل إلى الخير ويدفعه إلى التفكر والتأمل والنظر في هذا الكون الواسع الدال على وجود الله وكماله وهو الذي يرقى بالإنسان من ظلمات الجهل إلى نور العلم ويرفعه من حضيض العبودية والتقليد إلى اعتقاد الحق واليقين وينمي العقل وينبه ملكات النفس ويكشف الحقائق الكونية التي لفت القرآن الكريم أنظار الناس إليها والبحث عن أسرار هذا الكون الذي هو مستقر كل علم ومستودع كل سر قال تعالى: {قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ...} (يونس:101) وقال تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ } (يوسف:105) وقال تعالى: {... رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ ...} (آل عمران:191).

ويبين صاحب قاموس الشريعة العلم النافع من بين عموم العلم فيقول: العلم النافع هو ما يزيد في خوفك من الله، ويزيد في بصيرتك بعيوب نفسك،ويزيد في معرفتك بعبادة ربك عز وجل، ويقلل رغبتك في الدنيا ويزيد رغبتك في الآخرة، ويفتح بصيرتك بآفات أعمالك حتى تحترز منها، ويطلعك على مكائد الشيطان وغروره.

ويضرب الشيخ جاعد بن خميس الخروصي المثل في سعة العلم وشموليته بقوله: وفي المثل معنا أن العلم كاليم، والأخيار أي العلماء على سواحله حوم من كل وجهة ومكان ما ببالغين إلى قعره، ولا قادرين على اقتحام لجته فيبقون على السواحل منه واقفين يتناولون منه بأطراف أصابع أيديهم حتى يأتيهم اليقين وهم في ذلك على تفاضل.

يقول سماحة الشيخ الخليلي في شمولية العلم: فليتخصص الإنسان في أي علم كان، فإن جميع العلوم على اختلافها تعود إليها ضرورة البشر، فالمجتمع الإسلامي بحاجة إلى مختلف التخصصات العلمية كما أنه بحاجة إلى مختلف الاختصاصات العلمية، فالمجتمع الإسلامي بحاجة إلى أن يوجد فيه من يدرس الطب ومن يدرس الهندسة ومن يدرس التجارة ومن يدرس الزراعة ومن يدرس العلوم العسكرية ومن يدرس العلوم المختلفة التي تعود بالمصلحة على الأمة البشرية .

ومن منطلق تلك القيمة العالية والمنزلة الرفيعة والشمولية الواسعة للعلم الذي سبق بيانها بإيجاز ندرك مدى الحاجة اللازمة إلى توفر مواصفات ومقاييس معينة فيمن يتحلى بها وينتسب إليها وينتمي لها تتمثل في جملة من الآداب والفضائل التي تليق بجلال العلم وشأنه. وللحديث بقية..

ــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: روضة الصائم: ملحق بجريدة عمان: الأربعاء 24 رمضان1432هـ. الموافق 24 أغسطس2011م.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 09-02-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 18 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



العمل في الواقع

هناك سباق وتنافس في الواقع المعاصر بين الدول على التقدم والتفوق في مختلف مجالات الحياة كالتعليم والصحة والإنتاج أكثر من أي وقت من تاريخ البشر، وكل دولة اليوم تفكر وتعمل على تطوير مستواها من أجل تحسين معيشتها وتحافظ على موقعها، والعمل بكل أشكاله الثقافي والإداري والصناعي والزراعي لا يمكن أن يتطور أو يتقدم إلا إذا سادت فيه قيمة الإتقان.

لأن العمل من مظاهر الحياة الإنسانية، يتخذ منه الإنسان سبباً لرزقه ومظهراً للتعبير عن نشاطه وإسهامه في حركة الحياة، وإذا كانت الأعمال تختلف في نوعيتها فالمهم هو كيفية أداء هذه الأعمال؟! هل هي على وجه الإتقان والإحسان أم على وجه التقصير والإهمال؟.

فالمسلم أمره الله تعالى أن يتقن عمله مهما كان نوعه، لأنه ليس مجرد أمر دنيوي يكتسب منه منفعة عاجلة أو ثروة مالية فحسب بل جعله أيضاً أمراً تعبدياً يتقرب به إلى الله تعالى، وفي الحديث: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه". والعمل هنا نكرة لأنه شامل لكل عمل لا يقتصر على نوع معروف لأن الله تعالى يحب أن يكون الإتقان سلوكاً للمؤمن في كل أعماله، وهذا ما تؤكده نصوص أخرى مثل قوله تعالى: {... وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } (البقرة:195) وقوله: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ...} (النحل:90)، وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء".

وإذا نظرنا إلى واقعنا نجد أن التسيب والإهمال وإضاعة الوقت وعدم مراعاة العمل وخاصة أولئك الذين يقفون على منافذ خدمات المراجعين في مختلف المؤسسات وأصحاب الحرف في الشركات لا يقدرون قيمة الوقت وحسن المقابلة وغير ذلك من ضبط العمل والصدق والوفاء، فهناك تكدس للمراجعين وتقصير من بعض الموظفين والعاملين وقد تكون حجة بعضهم قلة الراتب أو عدم الترقية أو ينتهز فرصة غياب الرقابة الإدارية فيقصر في أداء واجباته، فيرهق المواطن بسب إهماله في خدمته.

ويعتقد هذا الموظف أو العامل أنه لا حرج عليه ولا يحس بتأنيب الضمير وقد لا يشعر بأنه مهمل أو مقصر، والسبب غفلتهم أو جهلهم أن غياب الإتقان والإحسان في العمل يؤثر على نفسهم قبل غيرهم، لأنه عبادة يتقرب بها إلى الله تعالى فهو بحسن الأداء والإخلاص والوفاء وحب العمل وخدمة الوطن والمواطن كل ذلك وغيره يزكي نفسه وينظف دخله الشهري الذي يطعم به نفسه وأهله، ومما لا يخفى على المسلم أن من شرط قبول الدعاء عند الله تعالى أن يجعل المسلم كسبه وطعامه حلالا كما جاء في الحديث: "أطب مطعمك تكن مجاب الدعوة".

والأخطر من ذلك أن من تعمد الغش والإهمال واستغلال المنصب قد يخرج الموظف أو العامل من جماعة المسلمين لقوله صلى الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا". لأن هذا الغش والإهمال سيؤدي إلى فقدان الثقة والاحترام بين أفراد المجتمع، وسيؤدي إلى انتشار الكذب والخداع، وإلى كثير من الفوضى التي تفسد حياة البشر وسعادتهم، لذلك أخي المسلم أدي عملك بإتقان وأحسن القيام بما أسند إليك من عمل حتى وإن غفل عنك المسؤولون، أو لم يكافئك أصحاب العمل، أو كان الراتب زهيداً، فحقك عند الله محفوظ وسينصرك على من ظلمك، والله تعالى يمهل ولا يهمل، وأنت بإتقانك هذا تعمل ما يحبه الله تعالى، وما دام الله تعالى مطلعاً عليك فاطمئن لأنه هو القائل: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } (الرحمن:60). وللحديث بقية..

ــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: روضة الصائم: ملحق بجريدة عمان: السبت 27 رمضان1432هـ. الموافق 27 أغسطس2011م.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 09-02-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 19 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



أخلاقيات العمل والمهن والواقع

العمل في الإسلام يرتبط ارتباطا وثيقا بقيم الإيمان والأخلاق، وهذه الحقيقة تعطي العمل في المجتمع الإسلامي طبيعة تختلف عن طبيعة العمل في المجتمع الأخرى، فالعمل عند غير المسلمين وسيلة لكسب المال أو أداة لإشباع الهوايات، والغاية من العمل عندهم كثرة الأرباح وهي دليل على النجاح والتفوق ولو كان هذا الدخل من أعمال محرمة أو غير أخلاقية أو تهلك الحرث والنسل وتصنع الخراب والدمار.

أما أخلاقيات العمل والمهن في الإسلام فإنها تقوم على قواعد منها:
• ضمير الفرد الذي يراقب الله تعالى في كل أحواله، وهذا يعني الرقابة الذاتية اليقظة والدائمة والمتجددة على عمل العامل، حيث لا يمكن أن تضع له رقيبا خارجيا يراقب عوامل الضعف وإغراءات الكسب ونوازع القصور عند العامل من بدء العملية الصناعية أو التجارية أو الإدارية حتى نهايتها، وكل القوانين والسلطات ووسائل القمع ونظم المحفزات تعجز عن أن تتابع في السر والعلن أداء العامل أو تقهر فيه عوامل الضعف والإغراء، وليست هناك إلا قدرة واحدة وقوة قاهرة وعالمة بالسر والنجوى هو الله سبحانه وتعالى. من هنا فإن ما يأمر به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم يصل إلى عقيدة العامل ويصبح العمل الإسلامي استجابة لإرادة الله في أعمار الكون وقربى إليه بتنفيذ أوامره وتطبيق توجيهات رسوله صلى الله عليه وسلم. وعندما تتملك نفسية العامل مثل هذه المعاني فإنه يستحضر عند أداء العمل من صدق النية وصفاء القلب وقوة العزيمة ما يستحضره عند أداء العبادة. وعندئذ يكون الإتقان والإحسان والحرص على الأداء الأمثل وتحقيق الكفاية الإنتاجية وحسن استثمار الوقت والمواد إلى غير ذلك كنتيجة طبيعية لمثل هذه المشاعر العميقة وللمحفزات الإيمانية والنفسية.

• ومنها الضوابط الشرعية الإسلامية من تحليل أو تحريم لمختلف الأنشطة التي يقوم بها الإنسان، فقد حرم الإسلام كل صور الكسب والممارسات التي تقوم على دعارة أو خمر أو قمار أو استغلال أو غش أو غرر أو احتكار أو إكراه أو ربا.. وفي مقابل هذا أوجب الإتقان والإحسان والأمانة.

• ومنها الآداب والأخلاق الإسلامية التي تحث الإنسان على العمل فقد هدم الإسلام الحواجز الطبقية، ونادى بوحدة الإنسان ومساواة الأفراد وأن قيمة الإنسان بعمله لا بنسبه وفي الحديث الشريف (من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه) وعندما سألت السيدة فاطمة الزهراء أباها أن يعينها بخادم قال لها صلى الله عليه وسلم: اتقي الله يا فاطمة وأدي فريضة ربك واعملي عمل أهلك. ونصحها بالدعاء. وقال: ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يديه وأن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يديه. وقال: من أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورا له.

هذه الأخلاقيات التي تمجد العمل هي التي تدفع المؤمن أن يتقرب إلى الله تعالى بعمله، ويخاف من القصور والإهمال ليس بسب الأعمال الرقابية عليه أو من التقارير الإدارية التي تكتب عنه، وإنما خوفه من الله تعالى الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. وللحديث بقية..

ــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: روضة الصائم: ملحق بجريدة عمان: الأحد 28 رمضان1432هـ. الموافق 28 أغسطس2011م.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 09-02-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 20 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



المستقبل والواقع

كلنا ينظر إلى المستقبل، ونعمل من أجل المستقبل، وندخر من أجل المستقبل، ونعيش من أجل المستقبل، فما هو هذا المستقبل؟ ومتى نصل إليه ونعيشه واقعا؟ الطالب مشغول بالمستقبل، والموظف والعامل همه المستقبل، الصانع والتاجر ينتظر المستقبل، نعم هذا حال البشر كل يعمل على شاكلته ليلا ونهارا يبحث ويسعى ويكد ويشقى، ولا عيب ولا غرابة في هذا العمل والسعي، لأنه سنة كونية خلق الله عليها الأحياء، قال تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى{1} وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى{2} وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى{3} إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} (الليل:1-4). وآيات الحث على العمل كثيرة في القرآن الكريم.

ولكن ليست الغرابة في السعي والعمل فهذه فطرة من طبائع الخلق، ولكن الغريب أن يعيش الإنسان المعاصر ويصرف كل طاقته في تلبية المطالب المادية وإشباع شهواته الحسية بصنوف الملذات، فلا حديث في عالم اليوم إلا عن رفع المستوى الاقتصادي وضمان المستقبل وتوفير الرغبات والشهوات للكبار والصغار للرجال والنساء فاختلطت صيحات الفقراء بصخب الأغنياء وأنين الحرمان بترف المسرفين، وطغى نفوذ قوى الهيمنة والقهر على الفضيلة والأخلاق الإنسانية فاحتكرت وتحكمت في قوت الناس ومعاشهم وكل ذلك يتم باسم العلم والحضارة والتمدن وحماية المستقبل.

الإنسان ليس جسدا فقط فالجسد من غير روح لا حياة له، ومستقبل الجسد مهما طال به العمر ومهما توفرت له أسباب الراحة والمتعة والصحة فإن مستقبله بعد مفارقة الروح عنه أن يتحول إلى جثة تدفن تحت التراب وتتحلل إلى تراب {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ ...} (طه:55)، ولكن الجانب الأهم في حياة الإنسان هي الروح فالجسم مجرد مكان حامل لهذه الروح وهي نفخة من الله تعالى {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي ...} (ص:72) فما هو مستقبلها بعد مفارقة الجسد؟ إنها مفارقة وقتية وليست أبدية فمصيرهما يلتقيان ( يوم يبعث الله من يموت) ولكن في عالم آخر ويوم آخر وحياة أخرى غير هذه الحياة الدنيا إنها الحياة الأبدية الدائمة والمستقبل الذي لا مفر منه {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{6} وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ} (الحج:6-7).

فماذا قدمنا لهذه الروح؟ وكيف كانت عنايتنا لمستقبلها في هذه الزحمة التي ينصرف فيها الإنسان لصناعة المستقبل، هل كان لها نصيب في العناية بمستقبلها الذي نرجوه لها أن تحيا فيه حياة آمنة مطمئنة يوم ينادي الله تعالى هذه النفس: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ{27} ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً{28} فَادْخُلِي فِي عِبَادِي{29} وَادْخُلِي جَنَّتِي} (الفجر:27-28) أم والعياذ بالله خسارة دائمة وهو في الدنيا يحسب أنه يسعى من أجل السعادة في المستقبل {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً{103} الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً{104} أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً} (الكهف:103-104) إذن المستقبل الذي يصل إليه كل مكلف وينتظر كل إنسان ليس في هذه الحياة الدنيا الفانية فالمستقبل فيها ظني لا يضمن الوصول إليه، فعمر الإنسان محدود فيها فمهما طال العمر لا بد من دخول القبر ومهما طال الليل لا بد من طلوع الفجر، ولكن المستقبل اليقيني والمضمون هو يوم القيامة هذا اليوم الذي لا مفر منه، ويلقى الإنسان فيه جميع أعماله التي سعاها في الدنيا {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ } (الانشقاق:6) لأن الله تعالى أحصاها عليه من قول أول فعل {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } (ق:18) فيجب علينا البحث والعمل من أجل ضبط الجودة الشاملة لهذا المستقبل.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: روضة الصائم: ملحق بجريدة عمان: الاثنين 29 رمضان1432هـ. الموافق 29 أغسطس2011م.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مبارك , الهاشمي , الواقــع , د , فقه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اعشاب طبيعية يستخدمها الهاشمي لمعالجة الام القولون امواج نور الصحة والعناية 0 06-28-2011 09:48 AM
الشيخ/ سعود الهاشمي ( أي الخاتمتين تريد ؟) /// للنساء فقط /// 29 من جمادى الثانية 143 الامير المجهول نور إعلانات المحاضرات والدروس والفعاليات 3 06-02-2011 07:08 PM
مبارك يتنحى عن الرئاسة.. والقوات المسلحة تدير البلاد الامير المجهول نور الأخبار المحلية والعالمية 1 02-13-2011 12:36 AM
سلسلة قضايا اقتصادية معاصرة لفضيلة الشيخ الدكتور/عبدالله بن مبارك العبري ليث الوغى الصوتيات والمرئيات الإسلامية 6 02-10-2011 10:23 PM
اوباما يطلب من مبارك الحفاظ على وعوده جنون نور الأخبار المحلية والعالمية 0 01-30-2011 05:22 PM


الساعة الآن 12:59 PM.