سؤال أهل الذكر 24 من شوال 1423 هـ ، 29 /12/2002 م-- الموضوع : الحج - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات


العودة   منتديات نور الاستقامة > الــنـــور الإسلامي > نور الفتاوى الإسلامية > حلقات سؤال أهل الذكر

حلقات سؤال أهل الذكر حلقات سؤال أهل الذكر,فتاوى الشيخ أحمد بن حمد الخليلي,فتاوى الشيخ سعيد بن مبروك لقنوبي,حلقات سؤال أهل الذكر كتابية مفرغة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
S (2)  سؤال أهل الذكر 24 من شوال 1423 هـ ، 29 /12/2002 م-- الموضوع : الحج
كُتبَ بتاريخ: [ 02-18-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية عابر الفيافي
 
عابر الفيافي غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363
قوة التقييم : عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سؤال أهلالذكر 24 من شوال 1423 هـ ، 29 /12/2002 م

الموضوع : الحج


السؤال(1)

ماهي الآثار الروحية والسلوكية التي تطبعها فريضة الحج على المؤمن؟

الجواب :

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :

فإن الله تبارك وتعالى خلق الإنسان خلقاً سويا ، وجعل خلقه جامعاً لجوانبشتى نفسية ، فهو كائن عاقل ، وبسبب هذا العقل كُلّف ما كلف من الواجبات لأنهبدونعقل يكون أشبه ما يكون بالكائنات التي تشاركه البقاء والوجود في هذه الأرض ولاتشاركه العقل والتكليف .

ولكنه بجانب هذا فإن الله سبحانه وتعالى لم يحرمهمن العاطفة ، هذه العاطفة تجعله يتشوق ويتطلع ، وهذا الشوق قد يكون شوقاً إلى خير ،وقد يكون شوقاً إلى شر ، إلا أن الله تبارك وتعالى جعل فيما شرع في الدين الإسلاميما يتلاءم مع فطرة هذا الإنسان ، فهو يملأ جميع تطلعات الإنسان سواء ما يرجع منهاإلى العقل أو ما يرجع منها إلى العاطفة . فالأشواق التي ترجع إلى عاطفته إنما هذهالأشواق يجد الإنسان ما يشفيها من خلال ما شرع الله تعالى وما أمر به .

فلاريب أن الإنسان وهو يؤمن بالله تبارك وتعالى ، ويؤمن برسله المصطفين الأخيار ،ويؤمن بدينه الحق الذي شرعه لجميع عباده وأرسل به جميع رسله وهو دين الإسلام ،ويؤمن بوحي الله سبحانه وتعالى ، لا ريب أن هذا الإنسان مع إيمانه بهذا كله تنطبعفي نفسه انطباعات تدعوه إلى أن يرتبط بأماكن في هذه الأرض .

والله سبحانهالمعبود وهو منزه عن المكان والزمان لأنه كما قلنا أكثر من مرة قد كان قبل خلقالزمان والمكان وهو على ما عليه كان ، لا يُدرك بعين ولا يُطلب بأين ، فلذلك كانالإنسان وهو يتوجه إلى ربه سبحانه وتعالى المنزه عن الأمكنة والأزمنة لا بد له منأن يجد ما يملأ فراغ نفسه من حيث إنه يرتبط بأماكن ذات قدسية وذات مكانة ولها تاريخوتتطلع النفوس إليها وتشتاق القلوب إلى أن تصل إلى جنباتها لتنعم بالخلود فيها .

فجعل الله سبحانه له بيتاً من أمّه أحس من أعماق نفسه أنه يؤم نحو أمرالله تبارك وتعالى ويتجه إلى ربه عز وجل ، فلذلك كان الاتجاه إلى هذا البيت اتجاهإلى الله ولا أدل على ذلك مما جاء في الحديث الصحيح عن النبي عليه وعلى آله وصحبهأفضل الصلاة والسلام من الأمر بعدم البصاق عندما يكون الإنسان يصلي تجاه قبلته لأنالله بينه وبين قبلته أي لأنه اتجه إلى ربه باتجاهه إلى تلكم القبلة ، ولا يعني ذلكأن الله تبارك وتعالى حالّ فيما بينه وبين قبلته ، ولكن يحس الإنسان وهو يناجي ربهبهذه الصلاة أنه متجه إليه بروحه وبأعماق نفسه ، فهو سبحانه وتعالى وإن لم تكن لهجهة إلا أن توجه هذا العبد إلى مكان مقدس ومكان معظم عند الله سبحانه وتعالى وقدأُمر العبد بتعظيمه وتقديسه يحس الإنسان بأنه متجه إلى ربه فضلاً عما يرتبط به هذاالمكان من تاريخ عظيم ، هذا التاريخ نحن لا نستطيع أن نبدأ من أوله لأن بدايته غيرواضحة لنا ، فالله سبحانه أخبرنا بأن البيت الحرام هو أول بيت وضع للناس يقول عز منقائل ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاًوَهُدىً لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْدَخَلَهُ كَانَ آمِناً ) (آل عمران:96-97) ، بين الله سبحانه وتعالى أنه أول بيتوضع للناس ، وذكر أن من الآيات العظيمة التي فيه مقام إبراهيم .

ولكن مع هذانجد في ثنايا ما أنزل الله تعالى في كتابه ما يدل على أن هذا البيت الحرام سابق علىعهد إبراهيم ، فإن إبراهيم عليه السلام عندما جاء بابنه إسماعيل وأمه هاجر عليهماالسلام إلى هذا المكان المقدس كان فيما حكاه الله تعالى عنه في ضراعته وتوجهه إلىربه أنه قال ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِيزَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْأَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِلَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) ( إبراهيم:37) ، ومعنى ذلك أن البيت الحرام كان موجوداًقبل أن يقوم بتشييده وبنائه إبراهيم عليه السلام ، لأن إبراهيم عليه السلام إنمابناه بعدما كبر إسماعيل ، وبعدما تردد مرتين من أرض الشام إلى أرض الحجاز ليزورإسماعيل عليه السلام ولم يره كما دل على ذلك الحديث الذي أخرجه البخاري من طريق ابنعباس رضي الله عنهما وهذا مما يدل دلالة واضحة على أن بناء إبراهيم وإسماعيل عليهماالسلام للبيت العتيق كان بعد هذا الدعاء الذي توجه به إبراهيم عليه السلام إلى ربهعندما أسكن إسماعيل عليه السلام في ذلك المكان المقدس .

فإذن بداية بناء هذاالبيت الحرام أمر غير معروف عندنا ولكن بُني بأمر الله ، وبناه من بناه من صفوةخلقه الله سبحانه الذين اختارهم الله تعالى على علمه ليكونوا حملة لمشعل الهدايةبين الناس ، ويكفينا أن من أمّ هذا البيت الحرام يستذكر تلكم العهود ، يستذكرإبراهيم عليه السلام وهو يجأر إلى ربه سبحانه وتعالى بالدعاء ( رَبَّنَا إِنِّيأَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَالْمُحَرَّمِ) ( إبراهيم:37) ، ويستذكر أيضاً ما كان من أمر إسماعيل عليه السلاموأمه هاجر عليها السلام وقد تركهما إبراهيم منفردين في ذلك المكان وإسماعيل لا يزالصبيا ، وكيف اشتد الأمر بهاجر وبابنها إسماعيل عندما كان إسماعيل يكابد ما يكابد منالظمأ حتى تداركتهما عناية الله ففجّر الله تبارك وتعالى لهما العين التي لا تزالبركتها باقية إلى الآن ، وكان ذلك سبباً لئن يأتي إليهما من يأتي من قبيلة جرهمليسكنوا في ذلك المكان الذي كان متروكاً ومهجورا .

هذا كله مما يستذكرهالإنسان ، وإيمانه بأن عناية الله تبارك وتعالى هي التي تداركت الطفل الصغير وهو فيذلك الموقف الحرج وتداركت أمه وهي أيضاً في تلكم الحالة العصيبة كيف كانت تشاهدولدها يقاسي ألم العطش ، هذه العناية يرجوها المسلم في كل مكان ، فعندما يتوجه إلىذلك المكان ويأتي إليه ويطوف بذلك البيت لا ريب أنه يشعر بهذه العناية التي يحوطالله تبارك وتعالى بها عباده المؤمنين فيرجو أن يكون له نصيب وافر من هذه العنايةالربانية ليشق طريق حياته غير لاو على شيء من تحدياتها ، ويمتثل أمر ربه سبحانهوتعالى كيفما كلفه ذلك من المشقة والتعب .

هذا وبجانب هذا أيضاً فإن الدعوةالتي انبعثت من ذلك المكان على يدي عبدالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلّم ليجلجلصداها في أنحاء العالم بأسره حتى يمتد هذا الصدى عبر الأجيال المتعاقبة والقرونالمتتابعة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، هذه الدعوة انطلقت من النبي صلى اللهعليه وسلّم في ذلكم المكان ، فعندما يأتي الإنسان بعد طوافه بالبيت الحرام إلىالصفا ليبدأ السعي بين الصفا والمروة تتفاعل في نفسه أحاسيس متنوعة فهو يذكر كماقلنا مأساة إسماعيل وهاجر عليهما السلام وكيف كانا يكابدان المشقة حتى تداركتهماعناية الله ولا سيما عندما يبدأ السعي فيستذكر كيف كانت هاجر تتردد في ذلك المكانذاهبة وآئبة وهي ترجو رحمة الله تعالى بها وبابنها .

وكذلك يتذكر ما كان مندعوة النبي صلى الله عليه وسلّم عندما جاء إلى الصفا بعدما أنزل الله تبارك وتعالىعليه (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ) (الشعراء:214) فصعد على الصفا ونادى فيقريش واصباحاه فاجتمعت حوله وقال لهم : أرأيتم أن لو أخبرتكم أن خيلاً وراء هذاالجبل مغيرة عليكم أكنتم مصدقي ؟ فقالوا له : ما جربنا عليك كذبا . فقال لهم : إنيلكم نذير بين يدي عذاب شديد . فابتدره عمه أبو لهب قائلاً له : تباً لك سائر اليومألهذا جمعتنا ؟ فكان ذلك سبباً لنزول الوعيد الشديد الذي تضمنته سورة بأسرها أنزلهاالله تبارك وتعالى من أجل توعد أبي لهب في مقابل هذا العنت وهذا الشقاق إذ كان إمامالكافرين فكان هو الرائد لهم في تكذيب النبي صلى الله عليه وسلّم .

فهذا ممايبعث في نفس الإنسان الأمل فإن تلك الدعوة مع ما واجهته من التحديات من أقربالأقرباء وأخص الخاصة الذين كانوا حول النبي صلى الله عليه وسلّم هذه الدعوة آتتثمارها ولو بعد حين وأخذت تنتشر وسط أنواع التحديات ، فهكذا الدعوة إنما هي دعوةإلى الحق هي دعوة تحتاج إلى تضحية وإلى فداء طريقها غير مفروش بالياسمين والورودوإنما هو مفروش بأشواك القتاد فلا بد للمسلم أن يصبر ويصابر حتى تؤتي هذه الدعوةثمارها بمشيئة الله تعالى ، والله المستعان .


السؤال(2)

تدور على ألسنة خصوم الإسلام شبه منها يقولون بأن فيالحج بقايا من الوثنية من حيث تقديس الأحجار والطواف حولها والازدحام من أجلها ،فكيف يرد على مثل هذه الشبهة ؟

الجواب :
أعوذ بالله ، هذه شبه أهلالجاهلية ، نحن وجدنا هذه المقالة قالها من قالها من الملاحدة ، وقالها من قالها منالنصارى من أمثال زويمر الذي حاول أن ينتقد الإسلام بسبب ما كان يعتمل بين جوانحهمن حقد على الإسلام والمسلمين وكان هو يطمح إلى تنصير الجزيرة العربية بأسرهاوالقضاء على الإسلام في مهده كان من ضمن ما انتقد به الإسلام أن الإسلام لا تزالفيه بقايا وثنية ومن بين هذه البقايا تعظيم البيت الحرام .

هذا ولا ريب أنالبيت الحرام أولاً قبل كل شيء تعظيمه ليس تعظيماً ناشئاً من فكر الإنسان القاصرالمحدود ، هنالك فارق بين أن يكون الإنسان معظماً لشيء أُمر بتعظيمه من قبل ربهسبحانه وتعالى ، وبين أن يكون معظماً لشيء تعظيمه أخترع تعظيمه من تلقاء نفسه ، فإنالله تبارك وتعالى تعبد عباده بما تعبدهم به ، تعبدهم بأمور يعرفون غاياتها ويعرفونحكمها وأبعادها فهذه الأمور هي أمور كما يعبر عنها العلماء معقولة المعنى لأن حكمهاواضحة ونتائجها وثمارها ظاهرة ، وهنالك أمور أخرى هي بخلاف ذلك ، أمور تعبدنا اللهتبارك وتعالى من غير أن نعرف الحكمة فيها مثال ذلك الصلوات الخمس ، الصلاة من حيثالعموم هي معقولة المعنى والغاية لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر ولأجل هذا اُمرنابإقامتها ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِوَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَاتَصْنَعُونَ)(العنكبوت: من الآية45) ، ولكن هل معنى هذا أن كل ما تنطوي عليه هذهالصلاة هو معقول المعنى ندرك أبعاده وغايته ؟ . لا ، فهنالك فارق بين صلاة الظهروصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء وصلاة الفجر ، ففرض الظهر والعصر والعشاءأربع ركعات ، وفرض المغرب ثلاث ركعات ، وفرض الفجر ركعتان لماذا كان ذلك ؟ ذلك أمرلا ندريه ، كذلك نفس هذه الصلاة بعض الأعمال تتكرر فيها في كل ركعة ، وبعضها لاتتكرر ، الركوع في كل ركعة هو متكرر ، الركوع يتكرر في كل ركعة ولكن مرة واحدةبينما السجود يتكرر في كل ركعة مرتين ، كذلك تكبيرة الإحرام هي تكبيرة واحدة وإنكان التكبير يتكرر في جميع الانتقالات ولكن هو غير تكبير الإحرام ، التشهد يتكررمرتين في الرباعية والثلاثية ويكون مرة واحدة في الصلاة الثنائية لماذا ذلك ؟ هذهأمور لا ندريها إنما علينا أن نسلّم بأمر الله تبارك وتعالى لأننا لو حاولنا أننتكلم فيها فإننا ننطلق في حديثها عن التخمين والظن ، وليس لنا أن نقطع في هذهالأمور بمجرد ما يعتمل في نفوسنا من ظنون لأن هذه الظنون كثيراً ما تكون خاطئة . فهذه أمور تعبدية علينا أن نتقبلها ولو كنا لا نعرف الحكمة منها فليس لنا نتساءللماذا يتكرر السجود ولا يتكرر الركوع ، بل علينا أن نمتثل أمر الله وبهذا يتبينالفارق بين المطيع والعاصي وبين المؤمن والكافر وبين البر والفاجر .

كذلكبالنسبة إلى أعمال الحج هناك أعمال هي غير معقولة المعنى وإنما هي أعمال تعبدنا بهافعلينا أن نمتثل أمر الله سبحانه وتعالى ، قد تكون هنالك أسباب نتصور ونعتقد أنهاهي من وراء مشروعية بعض هذه الأحكام ولكن ليس لنا أن نقطع بهذه الأسباب إذ هذه أمورظنية لا يقطع بها ما لم يكن هنالك دليل قطعي نصي يدل عليها ، مثال ذلك السعي بينالصفا والمروة ذلك أمر نحن لا نستطيع أن نقطع بأن سببه كذا وإنما قيل بأن سببه ماكان من قصة هاجر عليها السلام ، ولكن لماذا خلد الله تبارك وتعالى هذا الأمر وجعلهعبادة تجب على العباد ؟ ذلك أمر لا ندريه .

الهرولة التي تكون في السعيكذلك نفس الشيء أمر نحن لا نستطيع أن نقطع بسببها وإن كان قيل بأننا نهرول حيث كانتهاجر تهرول ، كذلك بالنسبة إلى الوقوف بعرفات ولماذا خص باليوم التاسع دون غيره منالأيام ، والبقاء في منى لمدة ثلاثة أيام ورمي الجمار فيهن كل ذلك من الأمور التيعلينا أن نسلم تسليماً لها من غير أن نخوض في أعماقها .

أما بالنسبة إلىتعظيم الكعبة وتعظيم الحجر الأسود فإن هذا أمر فرضه الله تبارك وتعالى علينا ، ونحننرى فيما جعله الله سبحانه وتعالى من أعراف العباد ما فيه مقنع لمن كان له قلب أوألقى السمع وهو شهيد ، نحن نرى أن خرقة تعلق فتكون تلك الخرقة لها شأن عند الناسبسبب أنها علم لدولة من الدول ، أصحاب تلك الدولة يحرصون على ألا تمس بسوء قط معأنها مجرد خرقة ليست لها ميزة دون غيرها من الخرق ولكن صارت رمزاً لتلك الدولة .

فالكعبة البيت الحرام إنما هو رمز لامتثال دين الله والانصياع لأمر الله .وهنالك تلتقي وفود الله تبارك وتعالى التي تأتي من بقاع الأرض كما قال سبحانهوتعالى ( لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ)(الحج: من الآية28) ، ومن بين هذه المنافعما يحصل ما بينهم من التعارف وما يحصل ما بينهم من التآلف وما يحصل ما بينهم منالانسجام ، وما يحصل بينهم من التعاون على البر والتقوى .

فإن وفود الحقسبحانه تأتي من بقاع الأرض إلى تلكم الأماكن المقدسة على اختلاف أحوالها وهم كلهميأمون تلكم الكعبة ، وهم جميعا يرددون شعاراً واحداً قائلين جميعاً : لبيك اللهملبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك ، هم يرددون هذاالكلام نفسه على اختلاف ألسنتهم ، والكل أيضاً يتجرد في ثوبين مع ما يكون بينهم منالتمايز عندما يكونون في حالاتهم العادية بحيث يكون هذا متميزاً هذا بزيه وذاكمتميزاً بزيه إلا أن كل واحد يترك زيه ليتجرد في ثوبين ، ثم مع هذا يحصل أيضاًتلاقي أصحاب المهارات وأصحاب الخبرات على اختلاف أنواعها وفي هذا ما يجعلهميتعارفون ويبحثون قضاياهم ومشكلاتهم المتنوعة ويعطون الحلول فيكون في ذلك تعاون علىالبر والتقوى بمشيئة الله وينطلقون من هنالك وكل واحد منهم أخذ شحنة إيمانية فينفسه من خلالها يتمكن بأن يشق طريق الخير داعياً إلى الله سبحانه وتعالى ممتثلاًلأمره متجرداً من جميع ما يعوقه عن السعي إلى الخير والدعوة إليه ، هذا كله من حكمةمشروعية الحج كما قال سبحانه وتعالى ( لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوااسْمَ اللَّهِ....)(الحج: من الآية28) .




السؤال(3)

بالنسبة للإحرام هل تلزم له ركعتان تسميان بركعتي الإحرام؟

الجواب :

أما اللزوم فلا ، ولكن الإنسان إن أراد الإحرام ينبغيله إما أن يحرم على أثر صلاة صلاها كأن يحرم على أثر صلاة الظهر أو صلاة العصر أوصلاة المغرب أو صلاة العشاء أو صلاة الفجر ، أو أن يحرم بعد أن يركع ركعتين ليكونقد أحرم بعد صلاة كما أحرم النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بعد الصلاة .



السؤال(4)

الحاج الذي يريد الإفراد يأتي منالمدينة ويحرم من ذي الحليفة مثلاً هل يلزمه أن يأتي مباشرة ويبيت في مكة ثم فيصباح اليوم الثاني يحرم منمكة وينطلق إلى منى ؟


الجواب :

بما أنهقصد الحج وأمّ وجهه نحو البيت الحرام لأجل أداء شعيرة الحج فإنه لا يجوز له أنيتعدى الميقات إلا وهو محرم فإن النبي عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلامعندما حدد المواقيت قال ( هن لهن ولمن أتى عليهن ممن أراد الحج أو العمرة ) ، ( هنلهن ) : أي هذه المواقيت لهذه الأماكن المخصصة المعلومة . ( ولمن أتى عليهن ) لمنأتى من هذه الأماكن ، لمن أتى من بلاد بعيد ولكن دخل من هذه الأماكن كأن يدخل منطريق المدينة المنورة فإنه يحرم من ذي الحليفة ، أو يدخل من الجهة التي تمر على قرنالمنزل كأن يكون آتياً من منطقة بعيدة من نجد ويمر على نجد ثم إلى قرن المنازل فإنهيحرم من ذلك المكان ، أو يكون آتياً من العراق فيحرم من ذات عرق ، أو يكون آتياً مناليمن فيحرم من يلملم ، أو يكون آتياً من الشام أو من مصر فيحرم من الجحفة . قال ( هن لهن ولمن أتى عليهن ممن أراد الحج أو العمرة) .

فمن أراد الحج أو أرادالعمرة لا يجوز له أن يتجاوز الميقات إلا وقد أحرم بالنسك الذي أراد من حج أو عمرة .ثم إن النبي عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة قال : خذوا عني مناسككم . وقد ذهبإلى حيث ذهب ، من الناس من كان محرماً بالحج ، ومن الناس من كان قارناً بين الحجوالعمرة ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلّم بعد ذلك أن كل من كان محرماً أن يتحللبعمرة إلا من كان سائقاً للهدي وقال : لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهديولجعلتها عمرة .

ومعنى هذا أن من الناس من كان مهلاً بالحج ، ومن الناس منكان مهلاً بعمرة وحجة معا ، ولربما كان بعضهم من أول الأمر متمتعا قد يكون هكذا ،ولكن لم يتجاوز أحد منهم الميقات إلا وهو محرم ، فلا يجوز لأي أحد أن يتجاوزالميقات وهو يريد الحج أو العمرة إلا وقد أحرم ، والله تعالى أعلم .



السؤال(5)

إذا أتى رجل من جهة المدينة أو منجهة قرن المنازل وأحرم في اليوم الخامس من ذي الحجة هل يذهب ويمكث في مكة دون أنيطوف ودون أن يؤدي شيئاً من المناسك ؟

الجواب :

أما الطواف فمختلففيه قيل يطوف طواف القدوم من غير أن يسعى لأنه إن سعى كانت عمرة ، وقيل ليس له أنيطوف إلا إذا أراد أن يتحلل بعمرة .

وهو لا ريب يجوز له أن يتحلل بعمرة ذلكأن النبي عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام أمر عندما جاءوا محرمين أمر كلمن كان محرماً ولم يسق الهدي أن يتحلل بعمرة ، أن يجعل إحرامه إحرام عمرة إلا إنكان سائقاً للهدي ذلك لأن الله تبارك وتعالى يقول ( وَلا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْحَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّه)(البقرة: من الآية196) .

وللهدي ميقاتانميقات زماني وميقات مكاني ، فالميقات المكاني هو الحرم لا يجوز أن ينحر الهدي فيغير الحرم ، والميقات الزماني هو بعد أن يؤدي الإنسان فريضة الحج ويرمي جمرة العقبةلأن هذا الميقات بيّنه النبي صلى الله عليه وسلّم بفعله وقال : خذوا عني مناسككم .

ولذلك من الخطأ ما يفعله كثير من الناس من التهاون بحيث إنهم يتمتعونبالعمرة إلى الحج ولكنهم يؤدون هدي التمتع ما بين العمرة والحج مع أن الموجب لهذاالهدي إنما هو الإحرام بالحج ولا يقاس على ذلك الصوم صوم الثلاثة أيام التي تكون فيالحج لأن هذه الثلاثة الأيام يجوز صيامها قبل الإحرام بالحج بسبب أن الأغلب منالصوم هو سبعة أيام يصومها الإنسان بعد فراغه من الحج فلذلك كان تقديم ثلاثة أياملا حرج فيه فمن هنا كان لا بد من أن يمنع أن ينحر قبل أن يؤدي الإنسان فريضة الحج ،والله تعالى أعلم .


السؤال(6)

الذي يتمتع بالعمرةإلى الحج عندما ينتهي من العمرة ينطلق مباشرة إلى منى فيبيتون فيها ويحرمون فياليوم الثامن من منى ، هل يصح ذلك ؟


الجواب :

لا مانع من ذلك ، ماالمانع من هذا ‍؟



السؤال(7)

الوقوف على الصفا يبدأالارتفاع ويوجد بلاط وبقايا الجبل يوجد في الأعلى من أين بالتحديد يجزي المسلم أنيقف ؟


الجواب :

يؤمر الإنسان أن يرتفع مقدار ما يشاهد البيتالحرام ويقابل البيت الحرام هذا بالنسبة إلى الرجل وأما المرأة فلا عليها إن بقيتفي الأسفل قبل أن تصعد .



السؤال(8)

عندما تقامالصلاة في أثناء السعي يقف الناس الذين يؤدون السعي ، فهل يواصلون بعد ذلك مباشرة؟


الجواب :

نعم ، يبني على ما تقدم من سعيه .



السؤال(9)

من أرهقته رجلاه وتعب هل له أن يستريح؟


الجواب :

لا حرج ثم بعد ذلك يبني على ما تقدم من سعيه .



السؤال(10)

ما حكم الشك في السعي ؟


الجواب :

أناأعجب من هذا الشك ما هو مصدر الشك ؟ من غرائب الأمور !!! لأن السعي أمره واضح ولعلهأوضح من الطواف . قد يكون الشك في الطواف ولكن الشك السعي !!! كيف يكون الشك فيالسعي ؟ لأنه يبدأ من بالصفا ويختتم بالمروة ، وكل شوط بين الصفا والمروة ، كل جيئةوكل تردد بين الصفا والمروة مما يعد شوطاً كاملا فيستبعد أن يكون هنالك شك ، ولوقدرنا أن هنالك شكاً فإنه يبني على الأقل إذ أمر السعي ليس بأعظم من أمرالطوافوالطواف حكمه كحكم الصلاة فكما أن في الصلاة إن شك يبني على الأقل فكذلك الطواف ،والله تعالى أعلم .



السؤال(11)

هل يعفى الإنسان منالهرولة حينما يكون المسعى مزدحما بالناس ؟


الجواب :

ولو كانمزدحما يتحرك ، يحرك نفسه كأنما يسرع ولو لم يجد فرصة للإسراع .



السؤال(12)

بالنسبة للرمل في الأشواط الثلاثة في الطواف ، ما هو حكمه؟


الجواب :

الأرجح أن يرمل الإنسان في طواف القدوم .



السؤال(13)

كنا محرمين وعندما وصلنا عند نقطةالتفتيش لم يسمح لنا بالدخول إلا إذا كان الذين يسوقون السيارة يلبسون الملابسالمدينة والسواقون كانوا محرمين أيضاً فلبسوا اضطراراً الملابس المدنية وبعد عبرواتلك النقطة رجعوا إلى ملابس الإحرام . فما الحكم ؟


الجواب :

أعوذبالله ، هذا أمر غريب لأنهم لا يجوز لهم أن يصدوا أحداً عن البيت الحرام وقد أحرم ،هذا من الصد ، هذا تصرف إن ثبت فهو تصرف ناشئ عن جهل ، لا يكون من مسئول يعي معنىالمسؤولية ويعقل معنى المسؤولية وإنما يتصرف بجهله ، والمسئولون الذين هم على وعيوعلى معرفة بأحكام الله لا يفعلون ذلك لأنه لا يجوز لأحد بعدما أحرم أن يتخلى عنإحرامه إلا لضرر ، الضرر هو ما بيّنه الله تبارك وتعالى عندما قال سبحانه وتعالى ( فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ )(البقرة: من الآية196) ،واختلفوا في الإحصار هل الاحصار إحصار العدو فحسب وذلك بأن يصد المسلم عن الحج أوعن العمرة بعدما أحرم لهما عدو يمنعه من الوصول إلى البيت الحرام ؟ ، أو أن الإحصاريشمل العدو والمرض .

فمن العلماء من قال بأن الاحصار إنما هو خاص بالعدووهذا كما حصل للنبي عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام عندما صده المشركون معمن معه من الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم وكانوا نحو ألف وأربعمائة ، صدهمالمشركون عن الإتيان إلى البيت الحرام وحالوا بينهم وبين البيت الحرام في الحديبية . وهناك كل منهم تحلل بعدما قدم ما عنده من الهدي ، بعدما نحروا هديهم في ذلكالمكان ، وبعدما نحروا الهدي تحللوا من عمرتهم تلك ، ثم بعد ذلك جاءوا معتمرين فيالسنة الثانية ، كما تم على ذلك الصلح بينهم وبين مشركي قريش .

فبعض العلماءيحصر كما قلنا الإحصار في إحصار العدو فحسب ، ومنهم من يقول بأن الإحصار يشمل إحصارالعدو وإحصار المرض ، ومنهم من يقول بأن المرض لا يقال أحصره المرض وإنما حصرهالمرض هناك بحث لغوي فيما يتعلق بهذا الجانب ، ولكن العلماء كثير من علماء السلفجعلوا ما يحصر الإنسان عن الوصول إلى البيت الحرام شاملاً للعدو الصاد عن البيتالحرام وللمرض المانع من ذلك ، ومعنى هذا أن المريض كذلك عليه أن يقدم ما عنده منالهدي والله تبارك وتعالى أولى بأن يعفو عنه وأن لا يؤاخذه .

ومنهم من قالبأنه لو وقع عليه كسر أو شيء مما يمنعه من أداء مناسك الحج ولم يتمكن من السفر إلىالحج فإنه يبقى بإحرامه ولو إلى عام ، من العلماء من قال هكذا ، فهؤلاء ليس لهم أنيمنعوا أحداً .

وأنا أنزه المسئولين الذين هم على دراية أو على بصيرة إنكان وقع ذلك فلعل هذا وقع من قوم جهلة لا يعرفون التفرقة بين الحق والباطل وبينالهدى والضلال وبين الجائز وغير الجائز فلذلك تصرفوا ذلك التصرف إن كان ذلك حقاًوقع .

وبالنسبة إلى من صد إن لم يجد سبيلاً عليه أن يبقى حسبما ما يمكن إذاكان يرجو أن يتوصل إلى الحج والعمرة مع بقاءه بإحرامه ، وعليه أن يتصل ، كان علىهؤلاء أن يتصلوا بالمسئولين الذين هم أكبر من أولئك الذين صدوهم إن كان ذلك كذلك .

أما وقد وقعوا في هذا الأمر فإنهم في هذه الحالة عليهم أن يفتدوا بنسكوعليهم أن يتوبوا إلى الله تبارك وتعالى من فعلتهم هذه ، وعليهم أن يرجعوا إلىإحرامهم ويوصلوا نسكهم ، والله تعالى أعلم .


السؤال(14)

امرأة تلبس أسورة ولا يمكنها أن تنزعهما عند الإحرام إلاعن طريق القص فهل يبقى مكانه عندما تريد أن تحرم أم تقصه ؟

الجواب :

حقيقة الأمر أنا أعجب مما رأيته عن فقهاءنا رحمهم الله من أن المرأة تؤمر بأنتنزع ما عليها من حلي عندما تحرم ، هذا بطبيعة الحال وجدنا عليه فقهاء المذهب ،وهذا من باب الاحتياط ، ولأجل إبعاد المرأة عما يغري الرجل بها كما تبتعد ويبتعدالرجل عن الطيب ، والإحرام يتنافى مع التطيب ، جعلوا الزينة كذلك الزينة مغرية ،ولكن نحن وجدنا في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها الذي روي عنها موقوفاً عليهاومرفوعاً إلىالنبي صلى الله عليه وسلّم أنه لا بأس بحلي المرأة . هذا بطبيعة الحالمع سترها لهذا الحلي ، ومع وجود رواية بهذا لا نستطيع أن نأخذ بالقياس ، فالقياسإنما يصار إليه مع عدم الدليل الشرعي أي مع عدم النص ، ولكن مع وجود النص لا يعدلعنه إلى القياس ، أنا لا أمنع من أن تتجرد المرأة من زينتها عندما تذهب إلى هنالكبل أقول بأن الخروج من عهدة الخلاف فيه خير وفيه احتياط وكما يقول بعض العلماءينبغي للمسلم أن يخرج من عهدة الخلاف مهما أمكن ، ولكن مع هذا كله لا أشدد عليهاوأقول بأن ذلك لازم عليها مع وجود هذا الدليل ، والله تعالى أعلم .


السؤال(15)

من أين يحرم المسافر عن طريق الطائرة؟

الجواب :

أما إذا كان يسافر إلى المدينة ، من الممكن أن يسافربطائرة إلى المدينة ، ومن الممكن أن يسافر بطائرة إلى جدة ثم من هناك يذهب إلىالمدينة أولاً ثم يحرم من ذي الحليفة أو من أي ميقات يمر به إن كان يأتي من طريقأخرى ، أما إن كان سافر إلى جدة وهو على قصد التوجه إلى مكة المكرمة فإنه يلبسإحرامه في آخر مطار يطير منه أو في نفس الطائرة قبل أن يصل إلى الميقات ، وعندمايتحرى قرب الوصول إلى الميقات فإنه يبدأ بالإهلال بالحج أو بالعمرة ، والله تعالىأعلم .


السؤال(16)
كيف يمكن للمسلمين أن يستغلوا فريضةالحج ويستفيدوا منها في واقع حياتهم وإصلاح أمورهم ؟

الجواب :

حقيقة الأمر الأمة الإسلامية ترزح تحت نير مشكلات متنوعة ولذلك هي بحاجة إلىالكثير الكثير في وقتنا هذا مما يمكن أن يستغل موسم الحج من أجله .

الأمةالإسلامية بحاجة أولاً إلى أن تتفاهم فيما بينها وأن تتدارس مشكلاتها ، وأن تستفيدمن ذوي الخبرات ، وهناك خبرات متنوعة ، فهناك الفقهاء على اختلاف مذاهبهم وعلىاختلاف اجتهاداتهم يلتقون في تلكم العراص الطاهرة ومع هذا اللقاء يمكن أن يطرحوامشكلاتهم وأن يتدارسوها فيما بينهم وأن يخرجوا برأي موحد ، رأي نير لأنه في مكانطيب طاهر في مكان مقدس وفي بقعة فاضت عليها أنوار الحق سبحانه وتعالى بما أنزل اللهسبحانه وتعالى فيها من وحيه وشملها ببركاته .

وأيضاً هناك الساسة يمكنهم أنيلتقوا ويطرحوا مشكلاتهم ويتدارسوا هذه المشكلات مع استعانتهم بالفقهاء وبغيرهم ،وهنالك أصحاب المهارات المختلفة التي تتعلق بالدعوة وبحياة الأمة فهؤلاء كلهميمكنهم أن يلتقوا وأن يستفيدوا من هذا اللقاء الطيب ، وأن يتدارسوا مشكلاتهم ، وهذامن المنافع التي أشار إليها القرآن في قول الله تبارك وتعالى ( لِيَشْهَدُوامَنَافِعَ لَهُمْ)(الحج: من الآية28)

وأنا أعتبر أن من أعظم الفرص التيتتاح للمسلمين جميعاً في موسم الحج أن يصفوا حساباتهم فيما بينهم ذلك لأن هنالكالكثير من المشكلات التي نجمت والتي فرقت هذه الأمة وقد كان حرياً بها ألا تفترقلأنها أوتيت كتاب الله تبارك وتعالى الذي صين من التبديل والتغيير فبقي مصدر هدايةلها وكان حرياً بها وهي بين يديها هذا الكتاب العزيز أن لا تفترق .

فهذهالمشكلات الذي فرقت هذه الأمة وجعلتهم يتعادون ويتقاطعون ويتنابزون بالألقابويتراشقون بالتهم من الممكن أن تطرح على بساط البحث مع الرجوع إلى كتاب الله تعالىالمنزل ومع الرجوع إلى الثابت الصحيح من سنة النبي عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاةوالسلام وبهذا تنهى هذه المشكلات المتنوعة ويعود الوئام والألفة بين الأمة .

ومن الممكن أيضاً أن يستمع كل واحد منهم إلى ما عند الآخر فلعله وهو منبعيد لم يكن قادراً على استيعاب ما عند الآخر وغير قادر على تصوره تصوراً صحيحاًوهنالك تلبيسات ولكن مع الحضور ومع الطرح من قبل صاحب الفكرة نفسها يمكن أن يتفاهمالمسلمون وأن يترفعوا عن هذه الخلافات التي مزقتهم وشتتهم .

فإذن هذا الموسمموسم فرصة ، هذا كله مما ينبغي للمسلمين ألا يفوتهم وهم في تلكم العراص الطاهرةتلتقي وفودهم من جميع أصقاع الأرض ، والله تعالى الموفق .



السؤال(17)

بالنسبة للحاج عندما يعود من الحج كيف ينبغي أن يكون؟

الجواب :

الحج كغيره من العبادات شرع من أجل غرس روح التقوى فيعباد الله ، ولئن كانت العبادات بأسرها تؤدي إلى هذه الغاية المطلوبة والقرآنالكريم يدل على ذلك ونبهنا على هذا مراراً ، فإننا نجد أن القرآن يؤكد اقتران الحجبالتقوى في كثير من آيات الكتاب أكثر من غيره فالله تبارك وتعالى يقول ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)(البقرة: من الآية196) ، ثم يختتم ذلكبقوله سبحانه ( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (البقرة:196) ، ثم على أثر ذلك يقول : ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْفَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّوَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَالزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ) (البقرة:197) ، ثم يقول ( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِفَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىوَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (البقرة:203) .

ثم نجد أن الله سبحانه وتعالى أيضاً يقول ( وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَاللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)(الحج: من الآية32) .

ويقول فيالبدن التي تساق إلى ذلك المكان المقدس ( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلادِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ )(الحج: من الآية37) .

فإذن الحج هو من هذه العبادات التي تغرس روح التقوى في نفس الإنسان وتثمرفي سلوكه تقوى الله تبارك وتعالى بحيث يكون هذا الإنسان حريصاً على اتباع أمر الله، فعندما ينقلب عليه أن يقلب صفحته من الشر إلى الخير ومن الضلال إلى الهدى ومنالغي إلى الرشد ومن الفساد إلى الصلاح ومن الانحراف إلى الاستقامة ومن النفرة منإخوانه إلى التآخي معهم ، ومن سوء الخلق إلى حسن الخلق ومن كل شر إلى كل خير .

كما أن هذا الإنسان يؤمر أيضاً وهو قد أكرمه الله سبحانه وتعالى بالوفادةإلى ربه سبحانه في تلكم الأماكن المقدسة أن يحرص على تذكر الانقلاب إلى الله تعالىفي الدار الآخرة ، وأن يزن جميع تصرفاته وأعماله بموازيين الحق التي أنزلها اللهسبحانه وتعالى ليكون مستعداً للانقلاب إلى ربه تبارك وتعالى وهو نظيف الجيب طاهرالقلب والنفس نقي السلوك بعيد عن معاصي الله مستمسك بحكم الله تعالى المتين ناهجصراطه المستقيم ، وبهذا كان الحج ينفي الأوزار ينفي المعاصي كما جاء الحديث عنالنبي صلى الله عليه وسلّم ( تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوبكما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ) ، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليهوسلّم ( والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) ، فعلى الإنسان أن يحرص على أن يكونحجه مبروراً وعلامة بره أن يعود خيراً منه عندما ذهب ، والله تعالى الموفق .

تمت الحلقة بعون الله وتوفيقه
















schg Hig hg`;v 24 lk a,hg 1423 iJ K 29 L12L2002 l-- hgl,q,u : hgp[ 24 29 H Hp;hl lil lk hgl,q,u hg`;v hgp[ hgu]] schg iJ





توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
1423 , 24 , 29 , أ , أحكام , مهم , من , الموضوع , الذكر , الحج , العدد , سؤال , هـ , ،


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فتاوى الحج للشيخ سعيد القنوبي عابر الفيافي نور الحج والعمرة 3 06-08-2011 03:08 PM
تفسير سورة البقرة ص 29(القرطبي) الامير المجهول علوم القرآن الكريم 3 06-02-2011 10:40 PM
تفسير سورآل ة عمران ص13(القرطبي) الامير المجهول علوم القرآن الكريم 0 01-08-2011 12:50 PM
تفسير سورة البقرة ص 30(الفرطبي) الامير المجهول علوم القرآن الكريم 0 01-05-2011 11:59 AM
الموسوعة الكبرى في فتاوى الحج والعمرة عابر الفيافي نور الحج والعمرة 2 11-14-2010 12:05 AM


الساعة الآن 11:53 PM.