تقرير عن أخلاق وصفات المؤمن والمسلم

تقرير عن أخلاق وصفات المؤمن والمسلم

المقــــــدمــــــة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، قيوم السماوات والأرضين ، مدبر الخلائق أجمعين ، باعث الرسل صلواته وسلامه عليهم إلى المكلفين لهدايتهم وبيان شرائع الدين بالدلائل القطعية وواضحات البراهين .. أحمده على جميع نعمه وأسأله المزيد من فضله وكرمه ..

وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار الكريم الغفار وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله ، أفضل المخلوقين المكرم بالقرآن العزيز المعجزة المستمرة على تعاقب السنين وبالسنن المستنيرة للمسترشدين المخصوص بجوامع الكلم وسماحة الدين صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين وآل كل وسائر الصالحين ...

أما بعد ...

نوضح في هذا البحث أهم أخلاق وصفات المؤمن والمسلم التي يجب أن يتحلى بها كالبر بالوالدين وكذلك الوصايا الأخلاقية .. كتجنب الزنا والرياء وغيرها ...





















المجتمع الإسلامي مجتمع يقوم على عقيدة التوحيد ورعاية القيم الخلقية الكريمة التي تجعله مجتمع الإيمان والعدل والأمن والطهارة والمحبة ...

الإخلاص لله تعالى والثناء والتوكل والانقياد لحكمه ... وذلك بأن تعلم أن الله تعالى واحد لا شريك له ، فرد لا مثل له صمد لا ند له أزلي قائم أبدي دائم لا أول لوجوده ولا آخر لأبديته قيوم لا يفنيه الأبد ولا يغيره الأمد بل هو الأول والآخر والظاهر والباطن منزه عن الجسمية ليس كمثله شيء وهو فوق كل شيء وهو أقرب إلى العبيد من حبل الوريد خلق الخلق وأعمالهم وقدر أرزاقهم وآجالهم ولا تحصى مقدوراته ولا تتناهى معلوماته عالم بجميع المعلومات سميع بصير متكلم بكلام لا يشبه كلام خلقه .
قال تعالى " وتوكل على الحي الذي لا يموت " . وقال تعالى " وعلى ربهم يتوكلون " . وقال تعالى " ومن يتوكل على الله فهو حسبه ".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير " وقيل معناه متوكلون وقيل قلوبهم رقيقة . وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا " وأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام " يا داود من دعاني أجبته ومن أستغاثني أغثته ومن استنصرني نصرته ومن توكل علي كفيته فأنا كافي المتوكلين وناصر المستنصرين وغياث المستغيثين ومجيب الداعين "...
وقال تعالى " إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون " . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم " لله ما في السماوات والأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ".
أشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا رسول الله ثم بركوا على الركب فقالوا أي رسول الله !! كلفنا من الأعمال ما نطيق .. الصلاة والجهاد والصيام والصدقة وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم .. سمعنا وعصينا ؟ بل قولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير فلما افترائها القوم وذلت بها ألسنتهم أنزل الله تعالى في إثرها " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير "..

وأيضا من أخلاق المسلم التي يتحلى بها هو بر الوالدين وذم عقوعقهما و قطيعة الرحم ...
قال الله تعالى .. " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ". وقال تعالى " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا " وقال تعالى " أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير " وقال تعالى " فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا " وعن أبي عبد الرحمن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : " سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله تعالى ؟ قال : الصلاة على وقتها قلت ثم أي ؟ قال : بر الوالدين . قلت : ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله . وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال : لو علم الله شيئا في العقوق أدنى من أف لحرمه فليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة وليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار . وقيل أن رضا الرب من رضا الوالدين وسخط الرب في سخط الوالدين ...

وحكى أبو سهل عن أبي صالح عن أبي نجيح عن عطاء بن أبي مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من حج عن والده بعد وفاته كتب الله لوالده حجة وكتب له براءة من النار ... وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إياكم وعقوق الوالدين فإن ريح الجنة يوجد من مسيرة خمسمائة عام ولا يجد ريحها عاق ".

وكان رجل من النساك يقبل كل يوم قدم أمه فأبطأ يوما على إخوته فسألوه ، فقال .. كنت أتمرغ في رياض الجنة فقد أبلغنا أن الجنة تحت أقدام الأمهات ...

وبلغنا أن الله تعالى كلم موسى عليه السلام ثلاثة آلاف وخمسمائة كلمة . فكان آخر كلامه .. يا رب أوصني قال أوصيك جاملا حسنا قال له سبع مرات .. قال حسبي ثم قال حسبي ثم قال يا موسى إن رضاها رضاي وسخطها سخطي ...

ولا تقتصر أخلاق المسلم على هذا فقط بل من أخلاقه أيضا وما يجب عليه فعله أشياء عديدة كالكرم والجود والإنفاق في وجه الخير ..
حيث قال الله تعالى ... " وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه " ... وقال تعالى .. " وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا إبتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون " وقال تعالى " وما تنفقوا من خير فأن الله به عليم ".
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال .. " لا حسد إلا في اثنتين .. رجل آتاه مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضى بها ويعلمها "..
ومعناه .. ينبغي أن لا يغبط أحد إلا على إحدى هاتين الخصلتين وعنه قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. " أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله ؟ قالوا يا رسول الله !!! ما منا أحد إلا ماله أحب إليه . قال : فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر ".

ومن الوصايا الأخلاقية ...

· تجنب الربا ...
لأنه من الأمور المحرمة في الإسلام ... حيث قال الله تعالى " الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان منن المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله فمن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يمحق الله الربا ويربي الصدقات ".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اجتنبوا السبع الموبقات .. قالوا : يا رسول الله وما هن ؟ قال : الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات " وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل الربا وموكله ".
· تجنب الرياء ..
ويجب أن يتجنب المسلم الرياء .. وذلك لكونه محرم حيث قال الله تعالى : " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء " . وقال تعالى : " يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا " . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تعالى : " أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ".
وعن جندب ابن عبدالله بن سفيان رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من سمع سمع الله به ومن يرائى يرائي الله به " وهذه هي الأمور الواجب تجنبها من قبل المؤمن المتحلي بالأخلاق الفاضلة الشريفة ...

وكذلك إن المسلم لا يقوم فقط على تجنب الربا والرياء بل يقوم أيضا على تجنب الزنا والأمور المحرمة الأخرى ويجب أن يصون لسانه وسمعه ويده وعينه من ما حرمه الله تعالى .

فعن أبي ذر جندب بن جناده وأبي عبدالرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ".

الـــــخاتمـــــــة

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله . اللهم صلِ على محمد عبدك ورسولك النبي ألأمي وعلى آل محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ...

تم بعون الله وحسن توفيقه الانتهاء من هذا البحث الذي تحدث عن أخلاق المسلم المتعلقة بالله تعالى وببر الوالدين وكما بين التجنب والابتعاد من الأمور التي حرمها الله تعالى وغيرها من الأمور الواجبة عليه .

المـــــــراجــــــــع

· كتاب ( رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين )
ومن تأليف العالم العارف بالله محي الدين أبي زكريا يحيى بن شرف النووي الشافعي

· كتاب ( المستطرف في كل فن مستظرف )
بتأليف شهاب الدين محمد بن أحمد الأشبهي
المتوفى سنة ( 850 هـ )

· كتاب ( الأربعين حديثا النووية )
للإمام محيي بن شرف الدين النووي
المتوفى سنة ( 676 هـ )

---

jrvdv uk Hoghr ,wthj hglclk ,hglsgl hggcgc jrvdv uk ,hglsgl

الموضوع الأصلي: تقرير عن أخلاق وصفات المؤمن والمسلم || الكاتب: عابر الفيافي || المصدر: منتديات نور الاستقامة

سبحان الله وبحمد...سبحان الله العظيم