رسول الوصال

رسول الوصال

ـ مولاي يا خالقي: ما عرفنا العزة إلا عندما انحنت جباهنا لك ذلا واستسلاما.
ـ القلب هو رسول وصالك إلى الله تعالى، فانظر حال قلبك واعتن به ما استطعت حتى يغدو خفقه (يا الله) فتتجلى فيه الأنوار وتنعم بالإسفار.
ـ قبل العناية بالأعمال الصالحة علينا العناية بقلوبنا، فهي مركز الإرسال للخير والشر، والأعمال الصالحة تحتاج لنية صالحة تنفخ فيها روح القبول، لتقف على باب الله مجردة من الأهواء، لا تبتغي إلا رضوانه تعالى.
ـ أغبط كل راكع وساجد، ومسبح وممجد، وتظل روحي كالطيور، تطوف حول النور، يحرق أهدابها الدمع، دمع الشوق إلى الله تعالى، ترى الكون غير الكون، والحياة مع الله غير الحياة، فإن رفعت أكف الضارعين خفق وجدانها توقا، وإن ذكر اسمه الأعظم صهرها الحنين، كيف لا تحبه والقلب موصول بالهوى القدسي؟ في كل ذرة في الكون ترى آياته ومعجزاته، ترى فضله ومنه، تعجز عن إيفاء القدر اليسير من حقه، فتسكب الدمع.
ـ الواقفون على أبواب الشوق اخضرت قلوبهم وهم يرتلون (يا الله)، تتناثر في الفضاء كلمعان الضياء، فتظل مهجهم معلقة بالسناء، فإذا انحنت الجباه فارقوا كونهم إلى عالم الوصال، تطيب السجدات، والوجدان يخفق حبا لله تعالى، أدركوا أنهم لا يملكون شيئا للعرض عليه وقد تصاغرت كل القرابين، فهل تكفي قلوبهم التي تحبه؟
ـ في الأسرار إسرار، أسرار الكون إلى الوجدان، وأسرار الوجدان إلى الكون، ففي موكب الطاعة تمتزج الأرواح مع روح الكون، فترى الروح شادية مع الطير، مائسة مع الزهر، دافقة العطاء كالجداول الرقراقة، تتدلى منها أعذاق الخير، في لحظات الوصال مع الكون لا بد من فتح نوافذ القلوب، سفيرها النور الذي تجلى في حناياها، فأشرقت به أكوان الجوارح، ألا ما أعذب النور!! ألا ما أعذب الوصال!!
ـ تأملت الضياء فوقفت عاجزة، وتأملت الأشجار فخررت ساجدة، وتأملت عالم الروح فإذا أنا واجدة، يهزني صوت الأذان، فالله أكبر من كل شيء، الله أكبر تتلاحم مع الروح في سحر عذب، أحان موعد الشوق؟ الله أكبر تهزني كأعناق المآذن، ألا ليتني أتجرد من العالم فأبقى في النجوى أنعم بحريتي من أسر الحياة، أتأسرني الحياة؟ أم معالم النور فيها هو ما يأسرني؟ أهناك حرية وهنا حرية؟ في الحياة أتأمل الوجود، في الصخب والسكون عرفت الله تعالى ، فما أعذب الأسر والحرية في عالم الروح!!
استراحة الروح:
" ليس الكبير من ينجز الأعمال الكبيرة ويضع الخطط الكبيرة، بل هو الذي يهدف إلى نيل الرضا الإلهي، ويكون مطهرا لأن يقول له الله تعالى: إنني راض عنك"(1)
أضواء على الطريق/ ص199

بوح: الجمعة

11/ شعبان/1431هـ 23/7/2010م
أم عاصم الدهمانية

---

vs,g hg,whg hgkshx hgrkhum fhgjyddv vs,g

الموضوع الأصلي: رسول الوصال || الكاتب: الامير المجهول || المصدر: منتديات نور الاستقامة

سبحان الله وبحمد...سبحان الله العظيم

جزاك الله ألف خير
على هذا الموضوع الجميل
بارك الله فيك و أكرمك