سؤال أهل الذكر 9 من ربيع الأول 1424 هـ، 11/5/2003م-الموضوع : الأخلاق الإسلامية - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات


العودة   منتديات نور الاستقامة > الــنـــور الإسلامي > نور الفتاوى الإسلامية > حلقات سؤال أهل الذكر

حلقات سؤال أهل الذكر حلقات سؤال أهل الذكر,فتاوى الشيخ أحمد بن حمد الخليلي,فتاوى الشيخ سعيد بن مبروك لقنوبي,حلقات سؤال أهل الذكر كتابية مفرغة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
S (2)  سؤال أهل الذكر 9 من ربيع الأول 1424 هـ، 11/5/2003م-الموضوع : الأخلاق الإسلامية
كُتبَ بتاريخ: [ 02-18-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية عابر الفيافي
 
عابر الفيافي غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363
قوة التقييم : عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سؤال أهل الذكر 9 من ربيع الأول 1424 هـ، 11/5/2003م

الموضوع : الأخلاق الإسلامية


السؤال(1)
الذي أوتي علماً غزيراً كيف يتعامل مع الآخرين؟

الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :

فإن الله تبارك وتعالى خلق الإنسان خلقاً سويا ، ومنّ عليه بنعمة العقلورفع درجته وأعلى شأنه إذ كرمه بما آتاه من مواهب ، وبوأه منصب الخلافة في هذهالأرض ، وجعله سيداً في هذا الكون ، يقول تبارك وتعالى ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِيآدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّوَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَالطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الإسراء:70) ، هذا التكريم لا يعود إلى جسم الإنسان وأصله ، وإنما يعود إلى النفخةالربانية التي نفخها في هذا الجسم فتحول إلى خلق آخر ، فلو كان الأمر يعود إلىالجسم لربما كان جسم الحيوان أحسن من جسم الإنسان من حيث إن جسم الحيوان قد يكونأقوى بكثير من جسم الإنسان ، وقد يكون أقدر على مقاومة التحديات المختلفة والطبيعةالمتنوعة ، ولكن الله تبارك وتعالى جعل تلكم النفخة الربانية هي التي رفعت من شأنالإنسان ، ولئن كان الإنسان رفع بهذه النفخة الربانية فعليه أن يعلم أن الحق سبحانهوتعالى جعله عبداً متحملاً لأمانته ، وأن فضله ومنزلته بقدر ما يتحمل هذه الأمانةلا أن يتعالى بسبب أي شيء أوتيه في هذه الحياة الدنيا ، إذ لا قيمة للعلم وحده منغير أن يكون العبد متخلقاً بالخلق الكريم ، فالله سبحانه وتعالى قد اختار عبدهورسوله محمداً صلى الله عليه وسلّم وشرّفه فوق الخلائق كلها وأعلى منزلته وجعلرسالته رحمة للعالمين فقد قال سبحانه وتعالى مخاطباً عبده ورسوله عليه أفضل الصلاةوالسلام ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107) ،ولكن عندما أثنى سبحانه وتعالى عليه بماذا وصفه ؟ هل وصفه بالعلم الغزير ؟ لا ،وإنما وصفه بالخلق العظيم فقد قال تعالى مخاطباً إياه صلوات الله وسلامه عليه(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4) ، ولم يقل له وإنك لعلى علم غزير ، بلقال سبحانه وتعالى مخاطباً له ولغيره ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاقَلِيلاً)(الإسراء: من الآية85) .

فإذاً هذا الإنسان لا يكون سموه في هذهالحياة بمنصبه ولا بجاهه ولا بعلمه إن كان مجرداً من الأخلاق ، فالأخلاق هي ميزانالتفاضل بين الناس ، ذلك لأن الخلق الرفيع يؤدي إلى أن يكون الإنسان أولاً مراعياًلحق الله سبحانه الذي خلقه فسواه ، إذ غروره قد يجعله يرى أنه وصل إلى ما وصل إليهباستحقاق ، وأن الله تبارك وتعالى لا فضل له عليه وهذا أمر فيه من الخطورة ما لايمكن أن يتصوره متصور ، فإن الغرور هو الذي يردي صاحبه ، ما اغتر مغتر وإلا وكانغروره سبباً لما وصل إليه من إذلال الله تعالى له ومن إهانته إياه ، ففرعون اغترحتى وصل به الأمر إلى أن يقول ( مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي)(القصص: من الآية38) ، وقال ( وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي)(الزخرف: منالآية51) ، فأهلكه الله سبحانه وتعالى بما كان مغتراً به ، أهلكه بالماء إذ أغرقهفيه فكان عبرة للمعتبرين ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى) (النازعـات:26) ، وكذلك غيره.

والله تبارك وتعالى يبين لنا في كتابه أنهأهلك من أهلك من الأمم من قبلنا ، تلكم الأمم التي أوتيت ما أوتيت إياه من المنافحالإلهية ولكنها لم تضعها في موضعها فإنه سبحانه وتعالى يقول ( أَلَمْ يَرَوْا كَمْأَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْنُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً وَجَعَلْنَاالأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْوَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ) (الأنعام:6) .

ولئن كانالغرور هو مصدر هلاك الإنسان ، فإن غروره بالعلم أيضاً قد يكون مصدر هلاكه ، إذالله تبارك وتعالى قد حكى عن قارون قوله ( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍعِنْدِي)(القصص: من الآية78) ، وقد كان ذلك سببا لهلاكه ، فهكذا يجب أن يعتبرالمعتبرون .

والإنسان يجب عليه كلما زادت نعمة الله تبارك وتعالى عليه أنيكون أحسن خلقا وأطيب معاملة وأصفى سريرة ، ليس للإنسان أن يتعالى بأن يؤتى علماًأو يؤتى منصباً أو يؤتى مالاً بل يجب أن تكون هذه المواهب الربانية تجعله يتطامنويطأطئ رأسه ويعامل الآخرين معاملة رقيقة معاملة حسنة .

على أن هذه الدعوةالتي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلّم ما كان من أسباب انتشارها إلا ما كانمتصفاً به عليه أفضل الصلاة والسلام من الصفات الحميدة والسجايا الحسنة التي مهدتلهذه الدعوة حتى وصلت إلى حيث وصلت إليه .

ونجد أن الله تعالى يخاطب النبيصلى الله عليه وسلّم وهو أشرف الخلق وهو بين جيل هو أشرف الأجيال وأطهر الأجيالجميعاً ، جيل المهاجرين والأنصار الذين أثنى الله تعالى عليهم في كتابه عندما قال(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِرُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَاللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَمَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَشَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَلِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواالصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح:29)، نرى أن اللهتعالى يخاطب النبي صلى الله عليه وسلّم وهو أشرف الخلق وبين ذلك الجيل العظيم القدرالعلي المنزلة فيقول له ( وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْحَوْلِكَ)(آل عمران: من الآية159) ، هكذا لو كان صلى الله عليه وسلّم قاسي المعاملةخشن الأخلاق لانفض أولئك الذين هم خير القرون من حوله وما كانت الصلة بينه وبينهمصلة سيا ، فكيف بغيره صلى الله عليه وسلّم ، وكيف بمن يعامل جيلاً آخر غير ذلكالجيل .

على أن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلّم أن يكون دمثالأخلاق في دعوته حسن المعاملة للناس جميعاً إذ يقول له ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِرَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَأَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُبِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125) ، كذلك نجد أنه سبحانه وتعالى يقول في مقام ذكرالدعوة ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَأَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّحَمِيمٌ) (فصلت:34) ، وهذا يدل على تأثير الأخلاق في تعامل الإنسان مع بني جنسه .

ولذلك نحن نجد في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم ما يدل على أنالأخلاق هي التي تقرب العبد إلى الله ، وهي التي تقرب الإنسان المسلم إلى رسول اللهصلى الله عليه وسلّم يوم القيامة فيكون قريباً المنزلة منه ، فالنبي صلى الله عليهوسلّم يقول ( إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، وإنأبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون المتفيهون ) فالإنسان إنمايحمد بأخلاقه ويوزن بأخلاقه ، إذ الإنسان نسبه ما يكون متحلياً به من أخلاق فاضلةوعمل صالح يقربه إلى الله تعالى زلفى .

ونجد في حديث آخر أن النبي عليه أفضلالصلاة والسلام يقول للسيدة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله تعالى عنها : يا أم سلمةذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة . ومعنى ذهاب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة أنحسن الخلق لم يدع لغيره من خير الدنيا والآخرة شيئاً ، بل احتوى خير الدنيا والآخرة، فالإنسان بقدر ما يكون عليه من خلق فاضل في هذه الحياة الدنيا يكون له الخيرالكثير في هذه الدنيا إذ تكون محبة الناس له تفعم قلوبهم ، وكذلك بالنسبة إلى الدارالآخرة فإن منزلته عند الله إنما تكون بقدر ما يكون عليه من أخلاق .

فلذلكعلى الإنسان أن يحرص دائماً على أن يحسن خلقه ، وأن يعامل الناس بما يحب أن يعاملوهبه ، لا أن يعاملهم بالقسوة والخشونة ولو كان يغيّر منكرا ًعليهم عليه أن يأتيهمبالرفق واللطف إذ ما دخل الرفق شيئاً إلا زانه ، وما دخل العنف شيئاً إلا شانه ،فهكذا يجب أن تكون أخلاق المؤمنين ، أن تكون جذابة هي بنفسها تدعو إلى الحق وإلىالإسلام أكثر مما تدعو ألسنتهم ، والله تعالى ولي التوفيق .

السؤال(2)
حول قضية الأخلاق الموروثة ، البعض عندما يريد أن يسمإنساناً بالأخلاق السيئة يقول هذا نشا في ظل أبوين قاسيين غليظين ولذلك فهذه هيطبيعته ورثها عن أبويه .
فهل تستطيع الأخلاق الإسلامية أن تغير هذه الطبائعفتحول ما نشأ عليه هذا الإنسان إلى طبائع أخرى ؟


الجواب :
نعم ،الإيمان يحول الإنسان من طبع إلى طبع ، ومن مسلك إلى آخر ، يحوّل الإنسان من جبلةإلى جبلة أخرى ، فالإيمان هو الذي يجعل الإنسان يستعلي على ما كان متصفاً به قبلإيمانه ، وهذا ما نشاهده في القرآن الكريم ، فإن القرآن الكريم يتحدث عن سحرة فرعونويحكي عنهم كيف كان طمعهم ، كيف كانت نظرتهم إلى الحياة المادية ، كيف كان طموحهمإلى أن ينالوا المكاسب التي كانوا يسعون إليها من وراء سحرهم ، فهم الذين قالوالفرعون كما حكى الله عنهم ( أَإِنَّ لَنَا لأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُالْغَالِبِينَ)(الشعراء: من الآية41) ، ما كانوا ينظرون إلا إلى حطام هذه الحياةالدنيا ، ولكنهم بالإيمان تحولوا فجأة إلى طبائع غير طباعهم ، وإلى أخلاق غيرأخلاقهم ، وإلى مقاييس غير مقاييسهم ، فهم الذين قالوا لفرعون نفسه بعد أن تهددهم ( لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَافَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا)(طـه: منالآية72) .

وكذلك بالنسبة إلى المهاجرين والأنصار ، العرب كانوا معروفينبقسوة القلوب وبغلظة الأكباد نتيجة الحروب الطاحنة التي كانت تأكل الأخضر واليابسعندهم ، ويتوارثها الجميع يرثها الأولاد والحفدة عن الآباء والأجداد ، إلا أنالإسلام رقق طباعهم وهذّب أخلاقهم وغيّر مشاعرهم وأحاسيسهم ، فكانوا يختلفون تمامالاختلاف ، يكفي ما كان يحكى عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه مما كان عليه فيالجاهلية في جاهليته حتى أنه حكي عنه أنه كان ممن وأد البنات ، كيف تحولت طبيعتهإلى طبيعة أخرى عندما أكرمه الله سبحانه وتعالى بالإسلام ، فكان رقيق الحاشية لطيفالمعاملة مهذب الأخلاق مع ما كان فيه من الشدة إلا أن الشدة التي كان متصفاً بهاإنما كانت غيرة على حرمات الله ، ولم تكن هذه الشدة من أجل نفسه أبداً ، ما كانيشتد من أجل نفسه ، بل كان يحرص على أن يتواضع ويخضع حتى أنه عندما أعلن أمام الملأ، أمام الجمهور : أيها الناس إذا رأيتم فيّ اعوجاجاً فقوموه في . فقال له أحدالحاضرين من عرض الناس الحاضرين : ولله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا . ماكان منه أن أنف وتكبر وتعالى وأدّعى أن منزلته لا تتلائم مع هذا الجواب بل حمد اللهعلى أن أكرمه بأن وجد في رعيته من يقوم اعوجاجه بسيفه .

وكذلك عندما يكونحوار بينه وبين امرأة وتظفر المرأة بالحجة يقول : كل الناس أفقه من عمر حتى النساء، وهكذا كان لطيف المعاملة رقيق الحاشية وذلك كله إنما يعود إلى خلق الإيمان إلىخلق الإسلام ، الإسلام الذي جبله على هذه الأخلاق الحسنة بعدما كان في جاهليتهمجبولاً على غيرها ، فإذن الأخلاق الإسلامية لها أثراً على الإنسان .

لاريب أن للتربية أثراً كبيراً على نفس الإنسان ولكن عندما يتعمق الفهم الإسلامي فينفسه ، وتتبين له الرؤى ، ويميز بين الباطل والحق وبين الضلال والهدى وبين الغيوالرشد ، فإنه بطبيعة الحال يتجاوب مع هذا التصور الصحيح ، وتكون أخلاقه إنعكاساًلهذا التصور الصحيح ، ولذلك يكون المسلم دائماً رقيق الحاشية حسن المعاملة ، واللهتعالى المستعان .

السؤال(3)
هل هذا يصدق على البيئةالتي يعيش فيها الإنسان لأن علماء الاجتماع كابن خلدون صنف الناس بحسب المناطق التييسكنون فيها فالذين يسكنون في المناطق الباردة يقول بأن أخلاقهم هادئة ودمثة ، وأماالذين يسكنون في المناطق الصحراوية القاسية فطبائعهم تكون غليظة ، فالبيئة هذه هللها أثر أيضاً على أخلاق الإنسان ؟

الجواب :
أنا لا أنكر أنيكون للبيئة اثر على طبيعة ألإنسان ، ونحن نجد المناخات تختلف أخلاق أهلهاباختلافها ، فقد يكون مجتمع من المجتمعات شديد المعاملة قاسي المعاملة ، بينمامجتمع آخر يكون بخلاف ذلك ، هذا مما نجده في الناس ، ولكن مع هذا كله فإن الإسلاميهذب هذه الأخلاق ، عندما يكون الإنسان حقاً مسلماً متمكساً بإسلامه عاضاً بالنواجذعلى تعاليم الإسلام دين الله الحق .

الإسلام يهذب الأخلاق ويجعل الإنسانكما ذكرنا لطيف المعاملة رقيق الحاشية يستقبل إخوانه بشوشاً مبتسماً ، ويعد ذلك منالصدقات التي يتصدق بها لأجل أن يكرمه الله بالأجور كما دل على ذلك حديث النبي صلىالله عليه وسلّم ( وابتسامك في وجه أخيك صدقة) .


فالإنسان المسلم إنمايلقى إخوانه بوجه طلق ، بوجه كله بشر وكله فأل حسن وكله انبساط ، لا يلقاه بوجهعبوس مكفهر ، وهذا لا ينحصر في معاملة الإنسان المسلم للناس الآخرين غير أهل بيته ،بل حتى في بيته ، الإنسان المسلم عليه أن يكون لطيف المعاملة ( خيركم خيركم لأهلهوأنا خيركم لأهلي ) كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلّم ، النبي عليه أفضل الصلاةوالسلام كان ألطف الناس في معاملة أهله ، عندما يدخل بيته يكون وديعاً إلى أقصىالحدود ، ويكون لطيف المعشر إلى أقصى الحدود لأن الإيمان هو الذي جعل خلقه من هذاالنوع العالي السامي ، كيف وقد هيأه الله تعالى لحمل رسالة الإيمان إلى العالمين ،وجعل هذه الرسالة رحمة للعالمين ، فإذن هكذا يجب أن يكون المسلم ، لا أن يدخل بيتهمقطب الجبين مكفهر الوجه لا ينظر إلا شزرا ، ولا يرد جواباً إلا بغلظة وبقسوة ، هذهالحالة غير مألوفة في الإسلام ، عندما دخل صبي من صبيان عمر بن الخطاب رضي اللهتعالى عنه عليه وهو في مجلسه ، وفي مجلسه رجل جاء ليبعثه إلى ولاية من الولايات أيليوليه منطقة من مناطق الأمة ألإسلامية ، قطراً من أقطار الإسلام فلما دخل الصبياستقبله عمر رضي الله عنه وبش له وقبله ، فقال له : حتى أنت تقبل أولادك والله إنلي من الولد كذا وما قبلت أحداً منهم قط . فعمر رضي الله عنه على الفور قال : إذاًلا أوليك أمر المسلمين إن كنت قاسياً في معاملتك لأولادك فكيف تكون معاملتك للآخرين . وأبى أن يوليه ، أنهى المعاملة ، وهكذا كل السلف الصالح الذين كانوا تشربوا روحالإسلام إنما كانت معاملتهم معاملة لطيفة .

وهذه المعاملة هي التي جرتالناس إلى الحق ، هي التي أقنعت الأمم فتساوق الناس إلى الدخول في دين اللهأفواجأًُ ، ما كانت معاملتهم معاملة قاسية منفرة ، كما قلت إن كان النبي صلى اللهعليه وسلّم يقول الله تعالى ( وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوامِنْ حَوْلِكَ)(آل عمران: من الآية159) ، فكيف بغيره عليه أفضل الصلاة والسلام .

السؤال(4)
الذي يحافظ على الصلوات في جماعة ويصوم النهار ويقومالليل ويؤدي جملة كبيرة من العبادات والطاعات والنوافل ولكنه يسيء أخلاقه مع الناسفكيف ينظر إليه الإسلام ؟

الجواب :
جاء في رواية أنا لا أعلم مامدى صحة سندها ، ولكن على أي حال الرواية تدل على خطورة سوء المعاملة ، جاء فيرواية أن النبي صلى الله عليه وسلّم سئل عن امرأة تقوم الليل وتصوم النهار ولكنهاتؤذي جيرانها فقال : هي في النار . كانت تؤذي جيرانها هي في النار ، وأذية الجار منسوء الخلق ، لا يكون الإنسان مؤذياً لجيرانه إلا بسبب شراسة خلقه وسوء معاملته ،وهكذا ينبه النبي صلى الله عليه وسلّم على خطورة سوء الأخلاق . هي في النار لأنهاتسيء معاملة جيرانها .
فيجب على الإنسان ألا يجعل صيامه وقيامه وتحنثهمقياساً لفضله ، بل عليه أن يستقل ذلك في جنب الله سبحانه . مهما عمل الإنسان منفضل من صلاة وصيام وصدقة وغير ذلك ، ذلك قليل في جنب الله سبحانه ، لأن حق اللهأعظم من كل حق ، ومع هذا عليه أن يشعر أنه أقل من غيره ، وأن غيره يفضله ، وبهذايعامل الآخرين المعاملة الطيبة المعاملة الحسنة لأنه يشعر أن ذلك الآخر هو خير منه، ولا يشعر بأنه هو خير من ذلك الآخر ، وليدرك كل إنسان أنه بقدر ما يقسو علىالآخرين يكون بعيداً عن مرضاة الله سبحانه ويكون منحط المنزلة عند الله .



السؤال(5)
البعض يتساهل في العبادة بحجة أنهاليست هي المقياس في صلاح الإنسان وإنما الأخلاق هي المقياس ، فكيف يجاب على هذا ؟

الجواب :
العبادة المفروضة لا بد من الوفاء بها ، فلا بدللإنسان أن يوفي بالعبادات المفروضة ، ومن قصّر في العبادات المفروضة ولم يقم بحقهافإنه مهما حسنت أخلاقه ومهما حسنت معاملته لا يجديه ذلك مع هذا التقصير في الواجباتالمفروضة عليه .

على الإنسان أن يطيع ربه سبحانه في كل ما أمره به ، وفي كلما نهاه عنه ، ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاًمُبِيناً)(الأحزاب: من الآية36) .


والعبادات هي مورثة للأخلاقالفاضلة ، كل عبادة من العبادات مؤثرة في نفس صاحبها ، الصلاة هي مؤثرة في نفسصاحبها ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِوَالْمُنْكَرِ)(العنكبوت: من الآية45) ، والله تعالى يقول أيضاً في الصلاة(وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)(طـه: من الآية14) ، ونجد سبحانه وتعالى يقول ( إِنَّالأِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذَا مَسَّهُالْخَيْرُ مَنُوعاً إِلا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْدَائِمُونَ) (المعارج:19-23) ، فمعنى هذا أن الصلاة مؤثرة في نفس الإنسان بحيثتصفيها من الأخلاق السيئة المذمومة ، وكذلك الزكاة الله تعالى يقول ( خُذْ مِنْأَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)(التوبة: من الآية103)، وكذلك الصيام وكذلك الحج هذا مما يدل على أن العبادات جميعاً مؤثرة في نفسالإنسان تتولد منها الأخلاق الفاضلة ، فلا ينبغي للإنسان أن يستهين بعبادة الله بأيحال من الأحوال ، والله تعالى أعلم .


السؤال(6)
كيف يعامل المسلم الكافر ؟

الجواب :
بطبيعة الحال لا يستوي الذين آمنوا والذين كفروا من حيث إن المؤمن مع المؤمنينلا بد من أن يكون ألطف معاملة وأحسن معاشرة ، إلا أن ذلك لا يعني أن يقابل الكفاربما ينفرهم ، إنما يقابلهم بحسن المعاملة وبلطف الأخلاق ليكون ذلك أدعى إلى قبولهمالدعوة ، دعوة الحق دعوة الإسلام دعوة الإيمان ، دعوة الفطرة الزكية التي فطر اللهتعالى الناس عليها ، ومن أجل هذا نجد أن الله سبحانه وتعالى يقول للنبي صلى اللهعليه وسلّم ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِالْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)(النحل: من الآية125) ، ويقول(وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَإِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)(العنكبوت:46)، ويقول تعالى ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً )(البقرة: من الآية83 ) ، لم يقل ( وقولوا للذين آمنوا حسنا ) وإنما قال ( وقولوا للناس حسنا ) .

فالإنسان المسلم عليه أن يستقبل الناس جميعاً بوجه طلق وبحسن البشاشة ،لأنه مبلغ رسالة ولما كان مبلغ رسالة فإن هذه الرسالة لا بد من أن يكون تبليغها إلىالغير بالحكمة باللطف بالرفق ليكون ذاك أدعى إلى القبول ، إذ الدعوة إن كانت بأسلوبقاس ، أسلوب شديد عنيف كان ذلك منفراً عن قبولها ، الله سبحانه وتعالى يقول(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَإِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (فصلت:33) ، ثم بعد ذلك قال ( وَلا تَسْتَوِيالْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِيبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّاالَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (فصلت:34-35)،هكذا يأمرنا الله سبحانه وتعالى أن نعامل الذين ندعوهم إلى الخير باللطف وبالرفقوبحسن المعاشرة ، وهذا هو الذي يؤدي إلى اجتذاب القلوب وتألف النفوس حتى تنصاع للحقوتستجيب للهدى .


السؤال(7)
استقر في أفهام الناسانه إذا ألقى المسلم السلام رجل غير مسلم لا يرد عليه والبعض فهم غير المسلمين الآنأننا لا نرد عليهم السلام فصاروا ينظروا إلينا نظرة ليست جيدة ، فهل نرد عليهمالسلام ؟

الجواب :
يقال لغير المسلم : وعليكم . وهذاكان له سبب وهو أن اليهود عندما كانوا يلقون السلام على النبي صلى الله عليه وسلّمكانوا يقولون السام عليكم ، أي الموت عليكم ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلّم أنيرد عليهم بقوله ( وعليكم ) ، أي وعليكم ما تقولون ، فكلمة ( وعليكم ) تفيد أنعليكم ما تقولون سواء قلتم خيراً أو قلتم شرا .



السؤال(8)
امرأة طبيعتها عصبية ويصدر منها صراخ شديد ويصدر منهاإزعاج شديد لأطفالها وغضب ، كيف تستطيع أن تغير هذا الطبع ؟

الجواب :
على الإنسان دائماً أن يحرص على أن يقاوم طبعه ، مقاومة الطبع السيء ممايؤمر به الإنسان ، عندما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلّم وقال له : يا رسولالله قل لي قولاً ينفعني وأقلل عليّ لعلي أعيه . قال له النبي صلى الله عليه وسلّم :لا تغضب . ثم رجع إليه وسأله مرة فقال له : لا تغضب ، وسأله مرة أخرى فقال له : لا تغضب . فمعنى ذلك أن الإنسان إن كان من طبعه الغضب والانفعال يؤمر أن يقاوم هذاالطبع ، ويؤمر أن يحرص على الترفق والتلطف ، ومهما كانت صعوبة ذلك عليه فإنه بترويضنفسه على ذلك يستطيع أن يتغلب على هذا الطبع .

جاء أيضاً في الحديث عن النبيصلى الله عليه وسلّم : ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب . ومعنى ذلك أن يقاوم طبع الغضب ، وأن لا ينساق وراء هذا الطبع ، فإذا ما غضب العبدعليه أن يتذكر غضب الله تعالى حتى يتفادى الوقوع فيما يؤدي إلى غضب الله ، اللهتبارك وتعالى هو أقدر من كل قادر هو العزيز القادر المصرف لكل شيء فنعوذ باللهتعالى من غضبه ، ونسأله تعالى رضاه ، والإنسان عندما يغضب عليه أن يتذكر خطورة غضبالله تعالى عليه ليبرد ذلك من غضبه .

والنبي صلى الله عليه وسلّم أمر بأمورمن أجل مقاومة الغضب ، أمر من اشتد به الغضب إن كان واقفاً أن يقعد ، وإن كانقاعداً أن يضطجع ، وكذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلّم بالوضوء عندما يشتد علىالإنسان غضبه ، وأن يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، كل ذلك مما يباعد الإنسانعن غضبه ، فنوصي هذه الأخت بأن تحرص دائماً على أن تتبع هذه التوجيهات النبوية وأنلا تخالفها .

السؤال(9)
طفل عمره عشر سنوات يحافظ على الصلاة ، ولكن المشكلةعنده أنه لا يعترف بالخطأ فيكذب من أجل أن يبرر ما يصنع ، كيف يعالج؟

الجواب :
يجب أن يكون الأبوان قبل كل شيء أسوة لولدهما وقدوة لهبحيث يتفاديان الكذب حتى يشعر الطفل من أول الأمر أن الكذب أمر فيه خطورة بالغة ،ثم مع ذلك عليه أن يُذكر بهذا الخطر ، وأن يقال له بأن الكذب يهدي إلى الفجور ، وأنالفجور يهدي إلى النار والعياذ بالله كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليهوسلّم ليتخوف عاقبة الكذب حتى ينشأ على جبلة الصدق ، والله تبارك وتعالى هو المسئولبان يهديه وأن يصلح من أمره .


السؤال(10)
هناكمن يؤم الناس ولكن أخلاقه ليست جيدة لأنه أيضاً لا يصل رحمه ولا يتعامل مع الناسبالحسنى على الرغم أنه إمام يصلي بالناس الصلوات ، فما هي نصيحتكم لهذا؟

الجواب :
نصيحتي له أن يتقي الله ، وأن يبر رحمه وأن يصلهم ،وأن يصل جيرانه ويعطف عليهم ، ويقول كلمة الحسنى للناس جميعا ، وعليه أن يحذر عقابالله فإن عقاب الله شديد ، والله تعالى أعلم .


السؤال(11)
اللباس هل له علاقة بالأخلاق فلبس الفتاة لملابس شفافةأو لملابس غير لائقة ، وكذلك لبس الرجل لملابس غير لائقة هل له علاقة بالأخلاق؟

الجواب :
بطبيعة الحال هذا مما يتنافى مع الأخلاق الفاضلة ،الخلق لا ينحصر في لطف المعاملة فحسب ، بل يتناول كل جانب من جوانب حياة الإنسان ،فمن الخلق الحياء ، وإبداء المرأة مفاتنها وعدم المبالاة بلباسها هذا مما يخدشالحياء ، والنبي صلى الله عليه وسلّم عندما تحدث عن الإيمان قال : الإيمان بضعوستون وشعبة أعلاها كلمة لا إله إلا الله وأدناها إماطة ألأذى من الطريق والحياءشعبة من الإيمان . فإبداء المرأة مفاتنها وعدم المبالاة بما تكون عليه من اللباس كلذلك مما يتنافي مع الإيمان بل مما يتنافى مع الفطرة الزكية ، وكذلك أن يكون الرجلبحالة من المظهر الذي لا يتلاءم مع إيمانه ومع إسلامه ومع كرامته هذا أيضاً ممايخدش الحياء فلا ينبغي له أن يكون بهذه الحالة .

السؤال(12)
البعض عندما يوجه نصيحة للناس يقول عاداتنا وتقاليدناتفرض علينا ذلك ، فهل الأخلاق تخضع لقانون العادات والتقاليد؟


الجواب :
الدين فوق العادات والتقاليد ، الدين هو استسلامالإنسان لأمر الله وتجاوبه مع حكم الله ، وانقياده لشرعه ، وإذعانه لطاعته ، هذا هوالدين ، ونحن إنما تعبدنا بما تعبدنا به سواء اتفق ذلك مع عاداتنا أو لم يتفقفعلينا أن نرعى جانب الدين ، الدين هو الأصل ، أما ما كان موروثاً عن الآباءوالأجداد فإنه يعرض على الدين فإن اتفق مع الدين فبها ونعمت وبذلك يؤخذ ، وإلافالدين هو الأصل ، وما عداه فهو مرفوض .


السؤال(13)
هل الأخلاق الإسلامية أخلاق نسبية ، أم أنها تتسمبالثبات ولا تتغير بتغير الزمان والمكان ؟

الجواب :
الأخلاقالإسلامية بطبيعة الحال أخلاق ثابتة لأنها نابعة من الفطرة ، والإسلام هو دينالفطرة ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَالنَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُوَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30 ) .



السؤال(14)
الدعوة إلى الله بالأخلاق كيف يمارسها المسلم؟

الجواب :
نعم ، نحن ذكرنا فيما تقدم أن الداعية يجب أن يكونأدمث الناس خلقا وأحسنهم معاشرة وألطفهم قولا وأصدقهم حديثا ، الداعية إلى اللهتعالى إنما يمثل الدعوة بمعاملته وبخلقه ، فلذلك كان جديراً بأن تتجسد الدعوة منخلال الأخلاق ، وأن تكون أخلاقه جذابة إلى الذين يدعوهم إلى الخير ويأمرهم بالمعروفوينهاهم عن المنكر، لا أن يكون قاسي المعاملة مكفهر الوجه عابس الجبين لا يلقىالناس إلا بوجه منقبض ، لا ينظر إليهم إلا شزرا فهذا مما يتنافى مع الدعوة التييدعو إليها المؤمن ، وكما ذكرنا الله تبارك وتعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلّم ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِوَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّعَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125) ، وقال ( وَلاتُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَإِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)(العنكبوت:46) ، وقال كذلك ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِوَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلا تَسْتَوِيالْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِيبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت:33-34) ، فالأخلاقمطلوبة من الداعية ، الداعية لا يمكن أن يؤثر على الناس من خلال دعوته إلا بحسنمعاملته وبطيب معشره ، فلذلك نحن ننبه جميع إخواننا الدعاة بأن يتقوا الله فيأنفسهم ، وأن يتقوا الله في دعوتهم ، وأن يحرصوا على الملاطفة الحسنة والمعاشرةالطيبة .


السؤال(15)
ظاهرة الكذب عند الأطفال ألايمكن أن يكون تعلمها من الوالدين بطريقة غير مباشرة ؟

الجواب :
هذا الذي قلناه ، من المحتمل أن يكون اعتاد على الكذب لأنه وجد والديه يكذبانعليه ، الطفل من أول نشأته يجب ألا يجرب على أبويه إلا الصدق من أول نشأته ، فإنالطفل عندما يرى أن أبويه يكذبان عليه يتعمد هو الكذب لأنه يعتبر أن الكذب شطارةومهارة ، وأن ذلك خلق حميد فلذلك يحاول أن يبتكر أنواع الكذب بقدر ما يغرر بأبويهكما أنهما يغرران به ، ونرى ذلك واضحاً في حديث عبدالله بن عامر رضي الله عنه عندماروى عن النبي صلى الله عليه وسلّم بأن أمه نادته ، والنبي صلى الله عليه وسلّم كانفي بيتهم ، فقالت له : تعال أعطيك . قال لها النبي صلى الله عليه وسلّم : ماذاتريدين أن تعطيه ؟ فقالت : أريد أن أعطيه تمرا . قال : أما أنك لو لم تعطيه شيئالكتبت عليك كذبة . الطفل عندما ينادى لا يطمع في شيء وذلك الشيء لا يناله ، لا يقالله خذ من غير أن يعطى شيئا ، لا يقال له سوف أعطيك كذا وهو لا يعطى شيئا ، وإنمايعود الصدق في المعاملة ليتعود على الصدق هو أيضاً في معاملة أبويه وفي معاملةالناس جميعا وهكذا .
تمت الحلقة بعون الله وتوفيقه

















schg Hig hg`;v 9 lk vfdu hgH,g 1424 iJK 11L5L2003l-hgl,q,u : hgHoghr hgYsghldm 9 H lhgl,q,u lil lk hgHoghr hgH,g hg`;v hgYsghldm vfdu schg





توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
1424 , 9 , أ , مالموضوع , مهم , من , الأخلاق , الأول , الذكر , الإسلامية , ربيع , سؤال , هـ،


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب : الفتاوى كتاب الصلاة ج1 لسماحة الشيخ أحمد الخليلي عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 8 10-26-2011 09:29 PM
الشعر كوسوفي نور همس القوافي 3 06-09-2011 07:44 AM
سؤال أهل الذكر 2 من ربيع الأول 1424هـ ، 4/5/2003م-الموضوع عام عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-18-2011 12:59 AM
سؤال أهل الذكر 30 من شعبان 1423هـ ، 6/11/2002 م,,الموضوع : الصيام وفضله وأحكامه عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-18-2011 12:10 AM
من هم الاباضية -مدخل لفهم حقيقة الإباضية والمذهب الاباضي عابر الفيافي المكتبة الإسلامية الشاملة 4 11-14-2010 07:28 PM


الساعة الآن 03:23 PM.