سؤال أهل الذكر 13 من شعبان 1423هـ ، الموافق 20 أكتوبر 2002م.الموضوع : تربية الأبناء - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات


العودة   منتديات نور الاستقامة > الــنـــور الإسلامي > نور الفتاوى الإسلامية > حلقات سؤال أهل الذكر

حلقات سؤال أهل الذكر حلقات سؤال أهل الذكر,فتاوى الشيخ أحمد بن حمد الخليلي,فتاوى الشيخ سعيد بن مبروك لقنوبي,حلقات سؤال أهل الذكر كتابية مفرغة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
Icon26  سؤال أهل الذكر 13 من شعبان 1423هـ ، الموافق 20 أكتوبر 2002م.الموضوع : تربية الأبناء
كُتبَ بتاريخ: [ 02-18-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية عابر الفيافي
 
عابر الفيافي غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363
قوة التقييم : عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



سؤال أهل الذكر 13 من شعبان 1423هـ ، الموافق 20 أكتوبر 2002م
الموضوع : تربية الأبناء
السؤال :
اعتاد الناس أن يحتفلوا بالمولود الجديد مطلع كل عام وتقام له الولائم ويجمع لهالأولاد الصغار ويطلق عليه عندنا ( الحول حول ) ، فما حكم هذا النوع من الاحتفال؟
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلّم على سيدنا محمدوعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهديهدي محمد صلى الله عليه وسلّم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعةضلالة ، مما يؤسف له أن المسلمين كثيراً ما انجرفوا وراء عادات الآخرين ، وأصبحوايطبقونها تطبيقاً دقيقاً كأنما هي من صميم معتقداتهم ودينهم ، مع أنه يجب علىالمسلم أن يكون مستقلاً بمنهجه في حياته ، كما يجب أن يكون مستقلاً بفكره وعقيدتهوتصوره ، ذلك لأن المنهج إنما ينبثق عن الفكر ، ومن المعلوم أن احتفاء الناس بأعيادالميلاد وتواتر ذلك في كل عام إنما هو من شأن غير المسلمين ، أما المسلمون فهذا أمرلم يعهد عندهم أي عند أسلافهم ، وإنما حدث ، وهذا الذي حدث إنما هو ناشئ عن حبالتقليد للآخرين ، وتقليد الآخرين أمر مخالف لمنهج الحق الذي ربى النبي صلى اللهعليه وسلّم عليه أتباعه ، إذ رباهم على الاستقلالية في المنهج والاستقلالية فيالتصور والفكر ، فلذلك نحن نحذّر من هذا خشية أن ينساق المسلم وراء منهاج غيره شيئافشيئاً حتى ينفلت من تعاليم دينه نهائياً ، ونسأل الله تبارك وتعالى العافية .

ولا ريب أن خير ما يُصنع للصبي أن يذكّر إن كان يعي الذكرى بأنه مر علىعمره عام ، وأنه بمرور هذا العام يستقبل عاماً جديداً ، يستقبل مرحلة جديدة فيحياته ، وعليه أن يوطّن نفسه لاستقبال التكاليف الشرعية عندما يُلزم هذه التكاليففذلك خير ما ينبغي أن يكون على رأس عام ، بل مما ينبغي أن يهياً له الطفل دائماًليستقبل التكاليف الشرعية بهمة وبنشاط حتى يقوم بما يجب عليه فيما بينه وبين ربهسبحانه ، وفيما بينه وبين الناس ، والله تعالى أعلم .

السؤال :
كيف تتم تربية الأطفال تربية روحية ؟
الجواب :
حقيقة الأمر هذا أمر يعود إلى المنهج الذي يتبّعه الآباء وتتبعه الأمهات ، فإنالطفل إنما يفتح عينيه على أبويه وهما قدوته من بداية طريق حياته ، فيحاول أن يقلدأبويه في كل شيء ، يترسم خطوات أبويه ، فعندما يكون الأبوان يتقيان الله تباركوتعالى ويخشيانه ، ويعملان بأمره ويزدجران عن نهيه ، ويقفان عند حدوده ، ويحرصانعلى تجنب أي شيء يؤدي إلى سخطه ، ينعكس أثر ذلك على الطفل لأنه يرى أبويه مشفقين منعقاب الله سبحانه وتعالى .
فمن هنا كانت الضرورة داعية إلى أن لا يرى الطفلمن أبويه أية مخالفة شرعية ، فعليهما أن يحرصا على تطبيقأوامر الحق ، وإظهار ذلكللطفل ، حتى تنغرس فيه هذه الروح ، ثم بجانب ذلك التذكير دائماً ، وما ذكرته أولاًمن كون الأبوين قدوة للطفل ، إنما تكون هذه القدوة في القول وتكون في العمل ، فلذلككان من الضرورة بمكان ألا يعثر الطفل على كذب قط في حديث أبويه لأنه إن جرّب عليهماكذباً عدّ الكذب مهارة وشطارة ، وحرص على أن يكذب ليتفنن في ابتكار التمويهات فيتعامله مع الآخرين لأنه أبصر أبويه يفعلان ذلك فيريد أن يطبق ما يفعلانه ، ومن هناجاء حديث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام مشدّداً حتى في تعامل الأم في مرحلةمبكرة مع أولادها بحيث لو أرادت أن تصرف الولد عن شيء لا تعده أنها تعطيه شيئاً وهيلا تعطيه إياه ، عندما سمع النبي صلى الله عليه وسلّم امرأة تنادي طفلها وتقول لهتعال خذ . قال لها : ماذا تريدين أن تعطيه ؟ . وبصّرها بعد ذلك أنها لو لم تكن تريدأن تعطيه شيئاً لكانت كاذبة تبوء بإثم كذبها ، فهكذا شأن الأبوين مع الطفل إنما يجبأن يكون كل واحد منهما حريصاً على ترسم طريق الحق ليجد في مسلكهما الطفل القدوةالصالحة .

ومن ذلك أيضاً أن يكونا عفيفين عن كل حرام بحيث يحرصان على أن لايلج الحرام أجوافهما قط ، وأن لا يغذيا هذا الطفل إلا بالحلال الطيب . وتعاملالأبوين هكذا بالطرق المحللة شرعاً يؤدي بالولد إلى أن يكون متقززاً من الحرامحريصاً على الحلال ، يأبى عليه ضميره أن يقع في أي محرمة ، بحيث يحرص على أن لايأخذ مال أحد ، وأن لا يحتال على مال أحد قط ، وكذلك من حيث المسارعة إلى البروالإحسان كالبر بالأقربين ، والبر بالمستضعفين ، والبر بالجيران ، والبر بكل إنسان، ذلك أيضاً مما ينعكس أثره على نفسية الطفل ويحرص على أن يقدم ما يمكنه من البر ،وتعويده على ذلك مطلب شرعي مهم جداً .

السؤال :
ما هي الأساليب المثلى والطرق الصحيحة التي يتم بها معالجة ظاهرة العناد عندالأطفال ؟
الجواب :
هذه الظاهرة قد تكون في الطفل منذ مرحلة مبكرة ، وقد تكون في مرحلة من المراحل ،وينبغي أن يكون علاجها بالرفق لا بالعنف ، فإن العنف قد يزيد من هذا العناد ، ولكنتبصير الطفل بما يجب أن يكون عليه من إسلاس القياد لأبويه ومن طاعته لربه سبحانهوتعالى ، وتبصيره بأن عاقبة عناده إنما تنعكس على نفسه بما لا يَحمد ، وأنه إن أسلسالقياد وأطاع في حدود طاعة الله تبارك وتعالى كان ذلك من الأمور المهمة جداً ، هذاكله مما يجعل هذا الطفل يحرص على تجاوز ما تمليه عليه نفسه من العناد وعلى إسلاسالقياد ، مع أنه قد يمكن أن يُغرى أحياناً بما يحبه وبما يرغب فيه سواء كان ذلكشيئاً مادياً أوكان غير مادي حتى يترك هذا العناد ، يمكن أن يُعوّد على ترك العنادبترغيبه في ما هو راغب فيه وتسهيل ذلك له لعله يترك هذا العناد ، وهكذا يجب أن يكونالأبوان كالطبيب في هذا بحيث لا يعطيان إلا الجرعة المناسبة لهذا الطفل فقد يكونالعلاج الرفيق اللطيف أحسن ، وأحياناً قد يخلط اللين بالشدة أيضاً ذلك مما يفيد ،أما تكون شدة فقط فلا .

السؤال :
هل يجوز شراء الدمى التي تكون على شكل إنسان أو حيوان للأطفال ، وماذا يُفعلبالنسبة لمن أهدي إياها ؟
الجواب :
هذه من المصائب التي انتشرت الآن ، وعم بلاؤها ، فلله الأمر من قبل ومن بعد ،والعلماء اختلفوا في الدمى بالنسبة إلى البنات منهم من رأى أنها كغيرها من الصور هيمحرمة ، ومنهم من قال بأنها تحل للبنات ، ومنهم من قال بكراهة تركها ولو كان ذلكللبنات ، ومهما يكن فإن صرف الأولاد عنها هو أفضل وأنزه ، وإبعادها من البيت هو أبروأرحم وأفضل للأطفال والآباء والأمهات ، ولكن كما قلنا أصبحت هذه علة منتشرة ، داءًخطيراً ، نسأل الله تبارك وتعالى العافية منه .

السؤال :
ما هو السن المناسب لأمر البنات بتغطية الشعر ؟
الجواب :
حقيقة الأمر كلما كان ذلك في مرحلة مبكرة كان أولى ، وإنما ينبغي منذ أن تعقلالفتاة وتدرك أنها مطالبة بأن تكون مستترة ، وأن المرأة تختلف عن الرجل بحيث منحشمة المرأة ووقارها أن تكون متحجبة ، أن تدعى إلى الحجاب بقدر المستطاع وتدرّج فيذلك مع ترغيبها في ذلك بكل ما يرغبها فيه وبكل ما يبعث حماسها من أجله .

السؤال :
ما رأيكم في ضرب الأطفال ؟ وما هي ضوابطه من حيث السن ومن حيث كيفية الضرب ومن حيثالأماكن التي يضرب عليها الطفل .
الجواب :
الضرب ليس هو مقصوداً لذاته ، وإنما المقصود ردع الطفل عن العناد وعن سوء الأخلاقوعن الانحراف ، هذا هو المراد وليس الضرب غاية في نفسه.
والناس مع الأسفكثير منهم فهموا أن الضرب هو غاية مطلوبة ، وأن من لم يؤدب أولاده بالضرب كانمقصراً ، ولذلك قد يتفنن الأب في ضرب أولاده ويقسو عليهم وهذا غير مطلوب ، وإنماالمطلوب أن يردعهم عن الشيء الذي فيه مضرتهم ، فلذلك ينبغي أن يتدرج الأب وأن تتدرجالأم في نصح الأولاد بحيث يبدأان أولاً بالنصح الرفيق اللطيف حتى ينجذب الولد إلىما يريدانه منه من الاستقامة ونبذ سوء الأخلاق ، فإن ظهرت منه مشاكسة فإن إغلاظالقول مقدم على الضرب، ولا ينبغي أن يصار إلى الضرب إن كان يرجى أن يرتدع بسببإغلاظ القول له والتشديد عليه ، هذا من غير أن يقال له كلمات نابية كما يقول الكثيرمن الناس يا حمار ويا كلب ويا كذا ويا كذا فإن هذا الكلمات قد يألفها هذا الصبيويخاطب بها غيره كما يُخاطب بها من قبل أبويه ، وإنما يؤنبانه من غير أن يأتيابالفحش في تأديبهما ، فإن وجد منه إصرار ففي هذه الحالة يضرب ضرباً غير مؤثر ولامبرح وذلك عندما يكون يعقل الضرب ويفهم أنه رادع ويكون سبباً في ردعه فإنه يضربضرباً غير مؤثر ولا مبرح ، وقد حد بعضهم الضرب بثلاث ضربات غير مؤثرات ولا مبرحات ،ولكن هذا التحديد ليس عليه من دليل فلذلك ذهب بعض المحققين إلى أنه ينظر فيه إلىطبيعة الطفل فلربما ارتدع بضربة واحدة ولربما كانت الثلاث ضربات لا تجديه شيئاًلأنه قاس وبقدر هذه القسوة ينبغي أن يشدد عليه أيضاً ، ولكن مع ذلك يتفادى في هذاالضرب كما قلت التبريح والتأثير فلذلك لا يضرب في الأماكن التي يكون الضرب فيهاسبباً لتعطيله أو سبباً لإصابته بما يعوقه أو بما يشل حركته إذ ذلك كله مما لا يحمد، وإنما يضرب في الظهر أو في أماكن أخرى سليمة حيث لا يؤثر الضرب عليه ، أما الضربفي الرأس والضرب في الوجه فهذا مما لا ينبغي أن يصار إليه .
السؤال :
هل يأثم من ضرب ولده تشفياً في ساعة غضب ؟

الجواب :
إذا كان الضرب ضرب تشفٍ ولم يكن ضرب تأديب ، نعم . وينبغي له أن يحسن إلى الولدبقدر ما آذاه بالضرب .

السؤال :
هل يجوز تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال دون سن السابعة ؟
الجواب :
قبل كل شيء مما ينبغي أن لا يكون تعليم أي لغة غير لغة القرآن على حساب لغة القرآن، فإن لغة القرآن هي لغة العبادة ، وينبغي أن يُنشّئ الطفل معتزاً بهذه اللغة لأنهااللغة التي تشرف بأن خاطبه الله تبارك وتعالى بها فيما أنزله من كتابه الذي جعلهذكراً للعالمين وهو من ضمن العالمين ، فهو خطاب لأي واحد ، فكل أحد شَرُف بأن خاطبهالله تبارك وتعالى بهذه اللغة .
ومن ناحية أخرى هو أيضاً مطالب بأن يخاطبربه بها فإنه عندما يعبده ويمثل بين يديه إنما يخاطب ربه سبحانه وتعالى بهذه اللغةفيقول بلسان عربي مبين ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5)،ولا فرق في هذا بين عربي وأعجمي ، فإن الطفل ولو كان من العجم ينبغي أن يُنشّئ منأول الأمر على الاعتزاز بلغة القرآن ، اللغة التي جعلها الله تبارك وتعالى رابطةبين المسلمين بحيث تحل ألغازهم وتكشف الأمر المُعمّى عنهم فيمكنهم أن يتفاهموا بهاإذ ليست هنالك لغة ترشح لأن تكون لغة المسلمين قاطبة غير هذه اللغة التي خاطب اللهتعالى بها عباده وشَرّف المسلمين بأن جعلهم يخاطبونه بها .

فجدير إذاً بأيأحد أن يحرص على تربية أولاده من أول الأمر على إجلال هذه اللغة والاعتزاز بها ،وما يؤسف له كثيراً أن نرى كثيراً من الآباء والأمهات يُنشِّئون أولادهم على تعظيماللغات الأجنبية وترك هذه اللغة مع كونها - كما قلت - لغة جميع المسلمين ، وهي سيدةاللغات لأن الله تبارك وتعالى اختصها بأن جعلها وعاءً لكلامه فكيف مع هذا تحتقر ،وكيف يُختار غيرها دونها ، ولقد تسابق العجم تسابق غير العرب في المحافظة على هذهاللغة ، وفي بحث فنونها ، وفي دراسة طواياها وذلك إنما يعود إلى اعتزازهم بالقرآن ،وحرصهم على الحفاظ عليه ، ورغبتهم في الإطلاع على كنوز معارفه ، ولذلك كان معظمالذين درسوا هذه اللغة العربية وبحثوا فنونها من العجم من أمثال سيبويه والفرّاءوالكسائي والأخفش وغيرهم ، ونجد مثلاً الزمخشري وهو من العجم يقول في فاتحة كتابهالمفصل ( الله أحمد على أن شرفني بأن جعلني من علماء العربية ) .

فما للناسواحتقار هذه اللغة ، ما للمسلمين واحتقار هذه اللغة ، ما للعرب أنفسهم وهم شرُفوابها وكان القرآن الذي نزل بها ذكراً لهم ولاحتقار هذه اللغة ، وابتغاء البديل عنها، فلذلك لا ينبغي أن تكون دراسة اللغات الأخرى على حساب هذه اللغة ، فالطفل ينبغيمن أول الأمر أن يُنشئ على هذه اللغة لغة القرآن ، ولو كان من غير العرب ، لأنهااللغة التي شَرُف جميع المسلمين بتلقي خطاب الله تبارك وتعالى بها ، ولا بأس بعدذلك أن يُدرّس الطفل من اللغات الأخرى ما يمَكّنه من قضاء المآرب والحاجات فإن منآيات الله تعالى اختلاف الألسن والألوان ، والله سبحانه وتعالى يقول ( وَمَاأَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ)(ابراهيم: من الآية4) ، وهذاالطفل قد يكون داعية في يوم من الأيام ، وقد يكون في دعوته يغشى مجتمعات أجنبيةويريد أن يشرح لهم الإسلام ولا يمكنه أن يشرحه لهم إلا بلغاتهم فإن أتقن لغة أجنبيةفذلك مما يمكنه من أداء مهمته والقيام بواجبه ولكن لا على أن يكون ذلك على حسابالعربية .

السؤال :
ما حكم الكتب التي تحتوي على صور مرسومة باليد أو بالحاسوب ، هل يجوز اقتناؤها لأجلالتعلم ، مع العلم أن هذه الصور تساعد الأولاد على الفهم وأن أغلب تلك الكتب وخاصةالمدرسية تحتوي على هذا النوع من الصور ؟
الجواب :
أنا لا أظن أن الصورة المرسومة باليد هي نفسها تبقى في الكتاب وإنما ما أخذ منهابالفوتوغراف هو الذي يكون بالكتاب ، فلذلك ما كان مأخوذاً بالفوتوغراف لا مانع مناقتنائه إن لم يكن به شيء مما لا يُقر في الشريعة كالمجون والفساد ، أي بحيث تكونهذه الصور عارية من كل ما يتنافى مع شريعة الإسلام وآداب الإسلام وأخلاق الإسلام ،وفي هذه الحالة لا حرج من اقتناء الكتب التي تشتمل على هذه الصور من أجل مزيد منالدراسة والتعلم ، ولربما كانت الدراسة دراسة تشريحية ويحتاج الإنسان أن يعرفالأعضاء أعضاء الجسم الداخلية ولا يكون بيانها إلا برسم صور لها ، والله تعالى أعلم .

السؤال :
كلمة نقرأها كما وردت إلينا : الكاتب أبو الخطاب عبدالله من السعودية يقول : سماحةالشيخ تكلمت على شخصكم الكريم مرات عديدة بسبب التلبيس على شخصكم من قبل البعض ،ولقد تبين لي الحق عنكم ، فأرجو منكم مسامحتي ؟
الجواب :
أسأل الله تعالى المسامحة للجميع .
السؤال :
ما هو السن الذي يكون فيه الولد ملزما بالذهاب للصلاة في المسجد ؟
الجواب :
جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال : ( مروهم بالصلاة لسبع ،واضربوهم على تركها لعشر ) ، أمر النبي صلى الله عليه وسلّم أن يؤمر الصبيان بأنيصلوا عندما يمر لهم من عمرهم سبع سنوات ، وأمر أن يُضربوا على تركها لعشر سنوات ،ومعنى هذا أن الصبي ينبغي بعد أن يبلغ السابعة أن يحرص والده على ترغيبه في الذهابإلى المسجد من غير أن يضربه ، ولكنه إذا وصل العاشرة فإنه يؤدبه لأن المحافظة علىالجماعات من المحافظة على الواجبات ، والله تعالى أعلم .

السؤال :
كيف يمكن أن أتعامل مع ولدي الذي يبلغ من العمر خمسة عشر سنة والذي يتخذ قراراتبدون أن يأخذ مشورتي ، وأعظم شيء عمله مؤخراً هو أنه اتفق مع جده وقاموا بتركيبمستقبل القنوات التلفزيونية ( الدش ) ، مع علم ابني وأبي بأنني لا أرغب في تركيبالدش ، لذا فإنني الآن في حيرة من أمري هل أخرجه من بيتي وبذلك ربما أعصي والدي ،أو أتركه وأنا في خوف من إساءة استعماله مع علمي بتوجهات ولدي ، أفدني شيخنا الفاضل؟
الجواب :
عليك أن تتقي الله ، وأن تنصح ابنك ، وأن تحرص على تربيته على ما يرضي الله تباركوتعالى ، وأن تذكره بالله واليوم والآخر ، وأن تذكره أن الحياة ما هي إلا متاع زائلوظل مغادر ، وأن بعد هذه الحياة موتاً ، وبعد الموت نشراً وحساباً وثواباً وعقاباً، وأن كل أحد يُسأل عما قدّم وما أخر ، وأن أي أحد لا يدري متى يفجأه ريب المنون ،وهكذا فمثل هذا يمكنك أن تغرس في ولدك مخافة الله تبارك وتعالى .
أمابالنسبة إلى مستقبل البث الذي تخشى عاقبة أمره فإن كان هنالك ما يتقى بحيث يستعملفي ما لا يرضي الله تبارك وتعالى فاتقاء المضار مقدم على جلب المنافع ، ويجب في هذاأن تخرجه من بيتك أي تخرج هذا الاستقبال للبث من خارج البلاد ، إن كان هذا البثضاراً بالأخلاق ومسبباً للفساد ولو لم يرض بذلك أبوك ، فإن طاعة الله مقدمة علىطاعة أي أحد ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه .

السؤال :
ما حكم من يُدّرس في مدرسة ابتدائية مثلاً ويُدّرس الحديث وهو لا يدري مدى صحة تلكالأحاديث فهل يجوز له أن يلقن التلاميذ تلك الأحاديث ، وبماذا تنصحونه ، وما حكم منمضى لمن كان هذا شأنه ؟ هل يجب عليه أن يبلغ توبته تلاميذه ؟
الجواب :
هذه الأحاديث إما أن تكون روايات ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلّم أو لا ، وعلىأي حال يُعرف الثابت من غيره بالنظر في متنه بجانب النظر في سنده ، فإن المتون - متون الروايات - التي تتصادم مع النصوص القطعية ، أو التي تتصادم مع العقل بحيثتأتي بأمور غريبة لا يمكن أن يصدقها العقل فهي غير ثابتة عن الرسول عليه وعلى آلهوصحبه أفضل الصلاة والسلام ، كل رواية خالفت نص الكتاب العزيز أو نصاً متواتراً عنالرسول صلى الله عليه وسلّم أو خالفت صريح العقل فهي لا يمكن أن تكون ثابتة عنالرسول صلى الله عليه وسلّم ولا يمكن أن تُقر ، أما إن كانت هذه الروايات خالية منهذا كله ، أو كانهذا المدرِس لم ينظر فيها ولم يفكر فيها ، وإنما أحال طلبته علىما جاء في الكتاب بحيث كان يعلمهم كتاباً معينا فيه هذه الروايات فما عليه من ذلكشيء لأنه برأت ذمته بحيث نسب ذلك إلى الكتاب الذي وجدت فيه هذه الروايات ، واللهتعالى أعلم .

السؤال :
في منهج الصف الرابع الابتدائي في المدارس النظامية قسم العقيدة فيه دروس لصفاتالله وأسمائه كالسميع والبصير ، فكيف يتم تدريسها مع الخوف على التلميذ من تشبيهالله سبحانه وتعالى بأحد مخلوقاته ؟
الجواب :
ليس في هذا تشبيه قط ، فإن الله تبارك وتعالى متصف بجميع الكمالات ، فهو يُعرّف بأنالله تبارك وتعالى تتجلى له جميع الأصوات على حقيقتها تجلياً تاماً ، كما تتجلى لهجميع الكائنات فيراها سبحانه وتعالى كما هي من غير أن يكون عز وجل مشابهاً لخلقه .
الإنسان هو بطبيعة الحال يحتاج إلى سلسلة من الوسائط بينه وبين المرئيات ،وكذلك يحتاج إلى سلسلة من الوسائط بينه وبين المسموعات ، فالباصرة تلتقط الصوروتنتقل عبر أسلاك معينة إلى الدماغ ، والدماغ هو الذي يُميز بينها ، وكذلك بالنسبةإلى الأصوات المتموجة كيف تلتقطها آلة السمع ثم تمر أيضاً بأسلاك حتى تصل إلىالدماغ . الله تبارك وتعالى لا يشبه شيئاً من خلقه ولا يشبهه شيء من خلقه ، فهوالغني عن كل شيء ، تتجلى له الأشياء على حقائقها من غير وساطة بينه وبينها ، واللهتعالى أعلم .

السؤال :
في أي مرحلة من مراحل عمر الطفل يكون مناسباً تحفيظه القرآن ؟
الجواب :
ذلك يرجع إلى استعداد الطفل نفسه ، فإن كان مستعداً لتحفظ القرآن ولو كان في عمرالثالثة من عمره أو ما دون ذلك ، إن وجدت فيه هذه الملكة فينبغي أن تستغل الملكة ولا تفوت ، وينبغي أن يُحفّظ ، إنما يرجع ذلك إلى الموهبة التي يؤتيها الله تباركوتعالى من يشاء من عباده .

السؤال :
مما يؤسف له قيام بعض من ابتليت بهم مهنة التعليم بالتفوه بأقبح الألفاظ أمامالطلبة مما يؤثر سلباً على سلوكيات الأطفال ، ما نصيحتكم لأمثال هؤلاء؟
الجواب :
عليهم أن يتقوا الله ، وأن يحرصوا على أن لا يقولوا هجراً قط ، وأن يستذكروا قولالنبي صلى الله عليه وسلّم ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يتبينها تهوي به في النارأبعد مما بين المشرق والمغرب ) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( وهل يكب الناس فيالنار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ) ، وقول النبي صلى اللهعليه وسلّم ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يكتب الله تعالى له بها رضوانهإلى يوم يلقاه ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله يكتب الله عليه بها سخطه إلىيوم يلقاه ) ، فعلى الإنسان أن يزن كلامه بموازين الحق ، على أن هؤلاء هم قدوةلغيرهم وبقدرما يكونون عليه من الصلاح أو الفساد أو الاستقامة أو الاعوجاج يكونتلامذتهم ، فإنهم يتأثرون بسلوكهم إن كان يفوهون بكلمات باطلة ، كلمات يتقزز منهاالطبع السليم وتأباها الفطرة أمام هؤلاء الطلبة الذين هم صنيعة أيديهم فلا ريب أنهؤلاء الطلبة يتأثرون بهم ويقتدون بهم في ذلك ، ويكون فعلهم هذا وبالاً على أنفسهمووبالاً على هذه الشبيبة الناشئة ، وبسبب ذلك يتضاعف وزرهم مما يقولونه ، فعليهم أنيتقوا الله ، وأن يقولوا قولاً سديدا .

السؤال :
هل هناك فرق بين سن البلوغ وسن الرشد ؟
الجواب :
المراد بسن الرشد سن البلوغ لأنه سن تتكامل فيه الملكة العقلية ولكن مع وجود الرشد(فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْأَمْوَالَهُمْ)(النساء: من الآية6) لا بد من أن يكون بجانب بلوغ سن التكليف هنالكرشد ، بحيث تكون استقامة في هؤلاء الذين بلغوا الحلم في البُلّغ ، لأن عادة الإنسانأن تقوى ملكته العقلية عندما يبلغ هذا المقدار من العمر .

السؤال :
طالبة بالمرحلة الثانوية كانت نصرانية فأسلمت ، ولم تظهر إسلامها خوفاً من أبيهاالمتعصب ، ولكن أمها تميل إلى الإسلام وهي نصرانية أيضاً ، والأم تقرأ القرآنوتتابع البرامج الدينية ، فماذا تقول سماحتكم للأم ، وبماذا تنصح البنت التي تخافإظهار إسلامها ، وماذا عن الحجاب ما نصيحتك لها هل تلبسه أم لا حذراً من معرفةأبيها بإسلامها ؟
الجواب :
بالنسبة إلى الأم عليها أن تتقي الله وأن تتبع الحق ، فإن الإنسان لا يسمح له أنيبقى على غروره وأن يبقى على ضلاله وقد تبين له الحق ، إذ هو مسئول عن عقله الذيمنحه الله تبارك وتعالى إياه ، فما لهذا الإنسان واتباع المسالك الملتويةوالمعتقدات التي لا تستسيغها العقول السليمة كاعتقاد أن الله ثالث ثلاثة ، وأن اللههو المسيح ابن مريم ، مع أن المسيح حملته أمه وولدته كسائر البشر ، فأنى للإله أنيكون محمولاً ، وأنى للإله أن يكون مولوداً ، من الذي كان يصرف هذا الكون ، ويدبرهذا الوجود عندما كان هذا الإله جنيناً في رحم أمه ؟ ليت شعري أي عقل يستسيغ مثلهذه المقولة ، وهذا يعنيأن عليها أن تترسم طريق الحق وأن تتبع الحق ، بينما هذهالفتاة عليها أن تجد لنفسها المناخ المناسب من أجل أن تشهر إسلامها ، ولعلها تستطيعأن تقترن بالرجل الصالح الذي تجد عنده الكنف الذي يؤويها ، وتجد عنده الضمانلاستمرار هدايتها واستمرار راحتها وطمأنينتها ويجعل الله تبارك وتعالى على يديهيسرها بعد عسرها إن شاء الله ، وأسأل الله تبارك وتعالى لها التوفيق .

السؤال :
ما قولكم في اقتناء الأطفال للرسوم المتحركة والبعض منها هادف في مضمونه؟
الجواب :
إن كانت هنالك مضار فالمضرة تتقى لأن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ، وإن كانتلا توجد مضار في اقتناء هذه الرسوم ويمكن أن تكون نتيجتها نتيجة إيجابية فذلك خيرولا مانع منه .

السؤال :
يلحظ على لباس الأطفال لاسيما البنات عري يتفاوت بين الشدة والخفة فما رأيكم في هذا؟ وهل هنالك ضوابط للبس الأطفال ؟
الجواب :
الأطفال ينبغي أن يُنشّئوا من أول الأمر على الحياء ، فإن الحياء من الإيمان كما فيالحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم ( الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها كلمة لا إلهإلا الله ، وأدناها إماطة الأذى من الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان ) فلما كانالحياء شعبة من الإيمان فجدير بالأبوين أن يحرصا على تربية أولادهما على الحياء منأول الأمر ، ولا سيما الجنس اللطيف ، فإن شرف المرأة وجمالها وجلالها في حيائها ،فإن كانت بعيدة عن الحياء لم يكن لها شرف ، ولم يكن لها أي قدر ، ولم تكن لها هيبةوكانت مبتذلة ، فالمرأة هي أحوج إلى أن تكون حيية ، وأن تكون بعيدة عن أي تهور كان، فلذلك ينبغي أن تُنشّئ الفتيات من أول الأمر على الحياء وعلى العفة والترفع عنسفاسف الأمور ، كما أن الشباب أيضاً يجب أن يُنشئّوا على مثل هذه الحالة ، ولكنحياء المرأة كما قلت أوكد من حياء الرجل ، والله تعالى أعلم .

السؤال :
ما هو السن الذي يمنع فيه التكشف على الأطفال بحيث تعتبر سوآتهم عورة ؟
الجواب :
حقيقة الأمر ينبغي من أول الأمر الابتعاد بقدر المستطاع عن ذلك ، ولكن عندما يكونهذا الطفل حيياً ، عندما يصل إلى درجة الاستحياء من إبداء سوأته فإنه في هذه الحالةيكون من الواجب ترك الاطلاع على سوأته .

السؤال :
ما حكم تدريب البنات على الرقص ، وقد يكون في محافل نسائية مغلقة كالأعراس؟
الجواب :
تعويدهن على الرقص ولا سيما الرقص المبتذل ، الرقص الرخيص الذي هو بعيد عن الحياءوبعيد عن المحافظة على الشرف ، إنما هو تعويد على سفاسف الأمور وتجرأة لهؤلاءالفتيات على الفحشاء والمنكر ، فلذلك يجب إبعادهن من ذلك وعدم السماح لهن به .

السؤال :
كيف نربي أولادنا على حب الله ورسوله ؟
الجواب :
نعم ، تربية الأولاد على حب الله تعالى من حيث تذكيرهم بنعم الله ، وتذكيرهم بجلالالله ، فإن الإنسان يعظّم غيره ويحبه ويقدره لأحد أمرين ، إما لكونه متفوقاً عليه ،وإما لأنه أسبغ عليه يداً بيضاء ، وعلى كلا الاعتبارين فإن الله سبحانه وتعالى يجبأن تفوق محبته محبة كل شيء ، فهو تبارك وتعالى يتجلى جلاله في كل ذرة من ذرات هذاالكون ، ذلك مما ينبغي أن يُعرّف الأطفال إياه ، لأن كل ذرة من ذرات هذا الكونيتجلى فيها جلال الله ، فالشمس تغرب تطلع وتغرب وما هي طلوعها وغروبها إلا مسخرة منأمر الله سبحانه وتعالى من أجل ما فيه مصلحة العباد ومن أجل إذكاء الحياة في هذاالكون الذي تشرقعليه ، وكذلك نزول الأمطار ونبات النباتات على اختلافها وخروجالثمار على اختلافها وما هيأه الله سبحانه وتعالى من أسباب الرزق ، وما هيأهللإنسان من تسخير هذا الكون بأسره كل من ذلك يتجلى فيه جلال الله ، وكل من ذلكأيضاً نعمة من الله تبارك وتعالى أنعمها على الإنسان ، فما أحرى هذا الإنسان أنيكون عبداً محباً لله تعالى ، ومعنى حبه إياه أن يفنى هواه في طاعة الله ، بحيثيؤثر طاعة الله على هوى نفسه ، ويقدّم أمر الله تبارك وتعالى على أمر كل من عداه ،فلا يؤثر طاعة أحد من خلق الله على طاعة الله .
وأما حب الرسول صلى اللهعليه وسلّم فهو أيضاً يرجع إلى ذينك السببين نفسيهما فمن حيث تفوقه صلى الله عليهوسلّم فهو أعظم البشر ، كيف وقد أثنى الله عليه في كتابه حيث قال ( وَمَاأَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107) ، وهي شهادة الخلاقالعليم بأنه صلى الله عليه وسلّم أعظم من كل مخلوق ، كيف وهو نفسه صلى الله عليهوسلّم رحمة أهداها الله تبارك وتعالى للعالمين ، والعالمون جمع عالم ، والعالم كلما كان علامة ودليلا ًعلى وجود الخالق سبحانه فيشمل ذلك جميع أجزاء الكون ، ومعنىذلك أن كل ذرة من ذرات هذا الكون مشمولة بهذه الرحمة ومغمورة بهذه النعمة ، ولئنكان النبي صلى الله عليه وسلّم بهذا القدر فإنه أولى أن تكون محبته تفوق محبة الناسأجمعين .
ثم من ناحية أخرى هو باب الهداية إذ عليه يديه اهتدت هذه الجماهير، وقد كان صلى الله عليه وسلّم حريصاً على هداية الجماهير كما وصفه الله تعالىعندما قال ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:128)،فهو حريص علينا ، حريص على هدايتنا حريص على إنقاذنا من الضلالة ، حريص على أن يأخذبحجزنا عن النار والعياذ بالله كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلّم بذلك بنفسه ،وهو مع ذلك رؤوف بنا رحيم بنا ، ولذلك حرص على هدايتنا فمع ذلك كله لا ينبغي أنيكون أحد من خلق الله أعظم محبة في نفس أي أحد من رسول الله صلى الله عليه وسلّم،بهذا تنغرس محبة الله ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلّم في نفوس الأطفال .

السؤال :
كيف يتعامل مع الطفل المغرور ؟
الجواب :
الطفل المغرور ينبغي أن يكبح غروره بأن يُعرّف بنفسه أولاً لماذا يغتر ؟ لأي شيءيتعالى على غيره ؟ هل يتعالى من أجل مجد أبويه ؟ فإن كان لهما مجد فذلك المجد لايورث بالغرور ، وإنما يورث بالاقتداء بهما على أنه لا مجد إلا تقوى الله تباركوتعالى ، فالتقوى هي ميزان التفاضل بين الناس ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّاخَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَلِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَعَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:13) .
وإن كان مغروراً بماله أبويه فإن المال لايُعد شيئاً ، إذ هو عرض زائل ، وكممن غني أصبح فقيراً بين عشية وضحاها لا يملكشيئاً قط ، وكم من معدم أيضاً أصبح بين عشية وضحاها من الأثرياء ، فالإنسان لا يغتربالمال .
وإن كان ذلك عائداً إلى ما يجده من نفسه من تفوق فإن هذا التفوق لايعد شيئاً بجانب هبوطه في دركات الأخلاق الذميمة ومن بين هذه الأخلاق الغرور ، إذالغرور هو على رأس الأخلاق السيئة وهو سبب لانحدار الإنسان إلى جميع مساوئ الأخلاق، فلذلك ينبغي له يكبح هذا الغرور في نفسه .
وإن كان اغتراره بسبب أنه يرىنفسه متفوقاً على زملائه في طلب العلم وفي تحصيل العلم فإن العلم بدون أخلاق لاقيمة له إذ الله تبارك وتعالى لم يصف عبده ورسوله صلى الله عليه سلّم بغزارة العلمبقدر ما وصفه بمحاسن الأخلاق فقد قال في وصفه إياه ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍعَظِيمٍ) (القلم:4) ، ولم يقل له وإنك لعلى علم غزير ، بل خاطبه معه غيره عليه أفضلالصلاة والسلام بقوله ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلاً)(الاسراء: من الآية85) ، فالوصف الذي تميز به الرسول صلى الله عليه وسلّم إنما هو مكارمالأخلاق ، ومكارم الأخلاق تتنافى مع الغرور ، بل الغرور سبب لمحق جميع مكارمالأخلاق بحيث لا يبقى للإنسان خلق فاضل قط ، وهكذا بهذا يمكن أن يكبح هذا الغروروأن يُعرّف بقيمته ، وأن يوقف عند حده .

السؤال :
متى ينبغي عزل الأبناء عن غرف نوم الآباء ؟
الجواب :
حقيقة الأمر هناك تفاوت ما بين الأطفال الذين يستيقظون ويمكن أن يروا آبائهموأمهاتهم وهم في حالة لا ينبغي أن يراهم عليها الطفل ، ومنهم من يكون غير مستيقظ ،على أنه مما ينبغي أن يوضع حاجز ما بين الأبوين عندما ينامان في فراش واحد وبينالطفل حتى لا يرى ما يدور بينهما ، وعندما يكون الطفل يستيقظ ويقوم ويكتشف الحالةويعقل ، في هذه الحالة ينبغي أن يعزل في غرفة أخرى لئلا يرى هذه التصرفات .

السؤال :
ما الذي يمكن أن يبديه الآباء أمام أبناءهم من مظاهر التواد والتعاطف ، فمثلاًالتقبيل والعناق ، وفي أي سن يمكن أن يحجم عن إظهار هذا ؟
الجواب :
إظهار التقبيل أمام الأطفال الذين يعقلون ويعون لا ينبغي ، لأن هذه الصورة قد تنعكسفي نفسية الطفل ، وقد يحفظها الطفل حتى وهو في مرحلة متأخرة في عمره إذ بعض الأطفالتنغرس في أذهانهم المشاهد التي يشاهدونها وتبقى راسخة في قرارة نفوسهم إلى أنيبلغوا من الكبر عتيا ، فلذلك ينبغي تجنب ذلك ، أما إبداء العطف والرحمة والتوقيروإبداء الحب الطبيعي بين الأبوين فذلك أمر لا بأس به ، وهو مما يجعل الطفل يطمئنونفسه تستقر عندما يرى أبويه غير متنافرين .

السؤال :
ما حكم اصطحاب الأطفال إلى المساجد لتعليمهم شعائر الإسلام ولكن قد يكون وجودهم فيالمسجد مثيراً للضوضاء ؟
الجواب :
أما إن كانوا يزعجون المصلين فلا ينبغي أن يصطحبوا إلى المساجد ، لأنهم يشوشونعليهم في صلواتهم ، وإنما ينبغي اصطحابهم عندما يكونون مستقرين لا يثيرون ضجيجاً فيالمسجد ولا يشوشون على الناس صلاتهم .

السؤال :
ما قولكم إذا مالت الأم أو الأب بالاهتمام إلى طفل دون الآخرين وقد يكون السبب فيذلك مداركه ؟
الجواب :
حقيقة الأمر صاحب المدارك يولى عناية بقدر ما آتاه الله من مدارك ، ومن لم يعط هذهالمدارك أيضاً يولى عناية حتى تُنمى مداركه ، كل واحد يولى عناية ، الذي أكرمه اللهسبحانه وتعالى بحدة المدارك يولى عناية من أجل استغلال هذه الطاقة الموجودة عندهلئلا تهدر وتضيع ، وكذلك الذي لم يعط هذه المنحة وإنما كانت موهبته أقل من مواهبالآخرين ينبغي أن تنمى موهبته بقدر المستطاع حتى يمكن أن تنمو هذه الموهبة وأنيلاحق أخاه الآخر ، والله تعالى الموفق .

السؤال :
نرى من المعلمين من يدخن أمام الطلبة فما رأي سماحتكم في هذا الفعل ؟
الجواب :
هذه مصيبة ، التدخين هو سم قاتل ، سم زعاف يقتل به الناس أنفسهم والله تبارك وتعالىحرّم عليهم أن يقتلوا أنفسهم عندما قال ( وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّاللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًافَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ) ( النساء:29-30) ، وكون الأب يدخن أمام أولاده ، أو كون المدرس يدخن أمام تلامذته هذه كارثةمن الكوارث لأن الطفل يريد أن يتشبه بمن يتشبه ؟ ، إنما يتشبه بوالده أو يتشبهبأستاذه فالمثل الأعلى أمامه الوالد والأستاذ ، ولذلك يجب على هؤلاء أن يتقوا الله، وأن يبتعدوا عن هذه التصرفات الشائنة ، والله تعالى ولي التوفيق .

تمت الحلقة بعون من الله وتوفيقه





schg Hig hg`;v 13 lk aufhk 1423iJ K hgl,htr 20 H;j,fv 2002l>hgl,q,u : jvfdm hgHfkhx 1423iJ 20 2002l 2002lhgl,q,u lil lk H;j,fv hgHfkhx hgl,htr hg`;v jvjdf aufhk schg





توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
13 , 1423هـ , 20 , 2002م , 2002مالموضوع , مهم , من , أكتوبر , الأبناء , الموافق , الذكر , ترتيب , شعبان , سؤال , ،


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
6 شعبان 1423 هـ ، الموافق 13 أكتوبر 2002م ,,,الموضوع : تربية الأبناء عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-17-2011 11:56 PM
سؤال أهل الذكر29 رجب 1423 هـ ، الموافق 6 أكتوبر 2002 م,الموضوع : عام عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-17-2011 11:54 PM


الساعة الآن 08:58 PM.