سؤال أهل الذكر 22 رجب 1423 هـ - 29/9/2002 م,,,الموضوع : عام - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   الاتصالات والمجموعات   التقويم   مشاركات اليوم   البحث
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات



حلقات سؤال أهل الذكر حلقات سؤال أهل الذكر,فتاوى الشيخ أحمد بن حمد الخليلي,فتاوى الشيخ سعيد بن مبروك لقنوبي,حلقات سؤال أهل الذكر كتابية مفرغة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
Icon26  سؤال أهل الذكر 22 رجب 1423 هـ - 29/9/2002 م,,,الموضوع : عام
كُتبَ بتاريخ: [ 02-17-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية عابر الفيافي
 
عابر الفيافي غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363
قوة التقييم : عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سؤال أهل الذكر 22 رجب 1423 هـ - 29/9/2002 م
الموضوع : عام
السؤال :
أخت جزائرية تحكي فيها مأساتها الفكرية تقول : إنها كانت غير ملتزمة بالأصولوالقواعد والآداب والأخلاق ، لأنها كانت بعيدة نوعا ما عن النصح والإرشاد ، وتخرجتمن الجامعة وحصلت على شهادة اللسانس في الحقوق ، وبعد فترة من الزمن ( فيالثمانينات ) سمعت بالمبادئ والقيم والأخلاق التي تدعو إليها الجماعات الإسلامية فيالجزائر ، فاعتنقت مبادئهم والتزمت ولبست الحجاب ، وسمت تلك المرحلة بالمرحلةالذهبية لأنها شعرت فيها بحلاوة الإيمان وأحست أنها مؤمنة حقاً .
في بدايةالتسعينيات حدث عندها تغير فكري ، عندما سمعت وعلمت أن هذه الجماعات الإسلامية التيتأثرت بها ورأت فيها القدوة الممتازة بدأت تقتل الأطفال والنساء والشيوخ ، وبدأتتستخدم وسائل مفزعة ومرهبة في إرعاب الناس ، فهذا الأمر جعلها تشك في عقيدتها بلتشك حتى في التوحيد الذي تؤمن تشك في إيمانها بالله جل وعلا ، فمثلت هذه المرحلةعندها مرحلة مقلقة جداً أدت في بها في نهاية المطاف إلى خلع الحجاب بل إلى الشك فيالقيم والمبادئ والأخلاق الإسلامية ، وتحسب أنها في هذا الوضع تعاليم ميتة وأنها لاتصلح للحياة إذا كان هؤلاء الذين يدعون إليها يرتكبون مثل هذه الأعمال المنكرة .
وتقول : فكيف لمن كان يدعو للجنة والخير والمحبة والأخوة وكل الخير للناسأن يذبح ويمزق أشلاء كل الناس بدون تمييز بين صبي وأنثى وبين رضيع وغيره .
تقول : أريد معرفة حكم الإسلام في أفعالي ، لأنها عندما تحولت فكرياًوبدأت تتخلى عن الحجاب تخلت أيضاً عن الصلاة والصيام والعجيب أنها خلعت الحجاب فيالسابع والعشرين من رمضان عام 1996 م .
ثم بعد ذلك شعرت بألم في بطنها وذهبتإلى الأطباء ، لكن التحاليل لم تثبت شيئاً من الأمراض العضوية عندها ، ثم ذهبت إلىالرقية ويبدو أنه لا يزال لديها بصيص من الأمل في الإسلام والقرآن الكريم ، فقاللها الراقي أن جنياً دخلت في جسدك ويتحدث بلسانك ويسيء إلى الإسلام ويسيء إلى النبيصلى الله عليه وسلّم .
بقيت المرأة الآن في حالة اضطراب نفسي وانتابها تغيرفكريولم تدر ما حقيقة ما شاهدته من أفعال مرعبة وإرهابية ، هل هو من قبل الذينيدعون إلى المبادئ والأخلاق الإسلامية أم هو من قبيل فعل الجن والسحر كما سمته هيبسحر التكليف .
تريد هي منك أن تبسط القول في هذه المسألة ، وتقول : لا أريدأن أكون من الخاسرين ، فلقد فطرت على حب الخير وحب الأنبياء وأولياء الله الصالحين، ولقد واجهت مشاكل عويصة في حياتي وكنت والحمد لله من الصابرين ، أريد أن تقنعنيلأنني شعرت أنه لا يوجد رجل في هذا العالم سواكم يمكن أن يحل مشكلتي .
فتريد منكأن تهديها إلى طريق السواء وأن توضح لها الحقيقة التي غابت عنها ؟

الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلينسيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فمما يؤسف له أن نجدقوماً محسوبين على الإسلام يدمرون الإسلام أكثر مما يدمره أعداءه من الخارج ، ووجدتحالات عديدة فيها الكثيرة من المفارقات والتناقضات التي تدعو كل ذي لب إلى أن يقفعندها ليتدبر وينظر أسباب مآسيها ، وما هي الدواعي والبواعث إلى ارتكاب هذه الأمورالتي تؤدي إلى الاضطراب وتؤدي إلى المفارقات والتناقضات ، مع أن دين الإسلام دينسمح دين أصيل جاء من عند الله بعيد عن المفارقات والتناقضات .
ولقد وقفت معنفسي كثيراً وتساءلت حول هذه القضايا التي أصبحت تدعو إلى الأسى وقلت في أكثر منموقف بأنه يجب أن تصاغ هذه الأمة صياغة من حيث الفكر ومن حيث الأخلاق ومن حيثالإجتماع ، على أن تكون هذه الصياغة صياغة قرآنية نابعة من صميم عقيدة القرآنونابعة من أسس هذا الدين الحنيف الذي جاء به المرسلون وأكلمه الله سبحانه وأتم بهالنعمة على يد عبده ورسوله محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام .
الأمة كما قلت بحاجة إلى صياغة فكرية ذلك لأن كل هذه المآسي التي أصابتهذه الأمة والتي جرتها عليها انحرافاتها إنما هي بسبب فقدان التصور ، فأولئك الذينارتكبوا المآسي العظيمة لم يبالوا بالحرمات فقتلوا الأطفال وقتلوا النساء وشردواالآمنين ارتكبوا ما ارتكبوا باسم الإسلام والإسلام براء من كل ذلك فإن الإسلام دينالمرحمة يدعو إلى الرحمة في أي موقف من المواقف ، ولذلك ينهى أتباعه كل النهي وأشدالنهي عن العدوان حتى عندما يقابل المسلمون العدوان إنما عليهم أن يردوا عدوانالمعتدي وحده وألا يتعدوا على غيره ، فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّاللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190) .
ولئن كان الإسلام يأمربالبر والإنصاف حتى مع غير المسلمين الذين لم يجاهروا المسلمين بالعداوة حيث يقولعز من قائل ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِيالدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُواإِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8) .
فكيف يرضىالمسلم مع ذلك أن يعامل إخوانه المسلمين بل يعامل أهل بلدته وأبناء جلدته هذهالمعاملة القاسية ؟ ويتنكر لمبادئ الإنسانية حتى يكون سبعاً ضارياً لا يبالي بأنيفتك بالأطفال والنساء والشيوخ الكبار وكل ضعيف .
إن هذه الحالة هي حالةشاذة بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام وعن قيم الإسلام ، فليت هؤلاء ما انتموا إلىالإسلام قط ، وليتهم لم يرضوا بأن يلحقوا بهذا الدين الحنيف النظيف هذه التهمالقذرة التي يجب أن يبرأ الدين منها .
ونحن نأسف لذلك ، وقد سبق أن قمتبالإجابة على أسئلة طرحت في ندوة عن صياغة هذه الأمة فهذه الأخطاء هي أخطاء ليستوليدة اليوم والأمس وإنما هي وليدة تراكمات تاريخية حجبت عن الناس الصورة الصحيحةعن الإسلام ، فلا بد إذن من أن يبني كل مسلم فكره على أساس التصور الإسلامي الصحيححتى يعرف كيف يتصرف في هذه الحياة .
أما بالنسبة إلى ما وقع لهذه المسكينةالتي أصيبت بما أصيبت به التي رزأت بهذه الأرزاء ، رزأت في عقيدتها وفكرها ودينها ،بالنسبة إلى مأساتها فإن من الواجب عليها قبل كل شيء ألا تفهم الإسلام من خلال هذهالتصرفات الشائنة التي تنطلق من أقوام لا معرفة لهم بالدين ولا دراية لهم بأصولهولا بفروعه ولا أساس عندهم من تعاليمه وفكره .
وإنما عليها أن ترجع إلىالكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا خلفه فتستوحي تعاليم الإسلاممنه ، وعليها أن تراجع نفسها .
وأن تنظر إلى هذا الكون كله فإنها تجد أنالكون مصاحف هداية لهذه الإنسانية ، إذ كل ذرة من ذرات هذا الكون هي كلمة من كلماتالله ناطقة بافتقارها إليها سبحانه وتعالى ، وتناسق هذا الكون العجيب دليل واضح علىوحدانية مكونه سبحانه وتعالى ، ولذلك نجد أن في الكتاب الكريم إحالة الإنسان علىالنظر في دلائل هذا الكون التي تدل على توحيد الله سبحانه في مقام الدعوة إلىتوحيده فالله تعالى يقول ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَالرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) ( البقرة : 163) ، ثم يتبع الله سبحانه وتعالى ذلك قوله(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِوَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَاللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَاوَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِالْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (البقرة :164) .

نعم إن في ذلك كله آيات بينات لأن خلق السموات والأرض يدلدلالة واضحة على وحدانية المكون العظيم سبحانه وتعالى ذلك لأن كل ما في هذا الكونمن سمائه وأرضه ، من علوه وسفله كل ما في هذا الكون إنما هو متناسق مع بقية أجزاءالكون تناسقاً عجيباً وذلك دليل على أن صدور ذلك عن مكون واحد إذ لو كان ذلك عنأكثر من مكون واحد لكان لكل واحد منهم إرادة مستقلة عن إرادة غيره ، هذا مما يجعلكل واحد من أولئك يستقل بمراده وهنا يكون التعارض والاختلاف والشقاق ، وذلك يؤديإلى الفساد كما قال سبحانه ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلا اللَّهُلَفَسَدَتَا ) (الأنبياء :22) .

فلأجل هذا نجد اقتران ذكر التوحيد في كتابالله سبحانه وتعالى بذكر هذه العلامات الكونية الدالة وحدانيته عز وجل فالله سبحانهوتعالى يقول ( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىآَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَوَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَبَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْهُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ *أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَاأَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًاأَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ * أَمَّنْ يُجِيبُالْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِأَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ * أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِيظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْرَحْمَتِهِ أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ( النمل : 59-63) .
فعليها أن تفكر في وجودها بنفسها وفي وجود هذه الكائنات كلها منحولها فإنها دلائل شاهدة صادقة على وحدانية الله سبحانه وتعالى .
هذا مااعتمل في نفسها من أفكار ووساوس فإن ذلك إنما هو نتيجة حتمية لانحراف الإنسان عنالحق ، فإن الإنسان عندما ينحرف عن منهج الحق يصاب بهذه الأزمات النفسية ، وتكوننفسه فريسة للشيطان الرجيم فالله سبحانه يقول( أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَاالشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً) (مريم:83) ، ويقول سبحانهوتعالى في وصف الذين اتقوا الذين هم بعيدون عن هذا ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْاإِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُون ) (الأعراف:201) .
هنالك فارق بين المتقي وغيره ، لذلك ندعوها إلى أن تكون فيزمرة المتقين ومن حزب عباد الله المصلحين أولئك الذين يتذكرون كلما مسهم مس منالشيطان ، كلما ألم بهم شيء من وسوسة الشيطان وفكره ، ولا ريب أن الشيطان عندمايوسوس للإنسان وينصرف الإنسان عن منهج الحق يكون عرضة بعد ذلك لمثل هذه الأزماتالنفسية ولمثل هذه الأمراض العصبية والنفسية والذهنية التي تخيل إليه خيالات شتى .
فلذلك نحن ندعوها أولاً إلى أن تكثر من ذكر الله سبحانه وتعالى ، فإن ذكرالله تطمئن به القلوب يقول الله سبحانه وتعالى ( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّالْقُلُوبُ)(الرعد: من الآية28) .
وعليها أن تكثر من الاستعاذة بالله منالشيطان الرجيم ، وأنصحها بأن تتلو في كل يوم ما يتيسر من كتاب الله سبحانه وتعالىمع التزامها بدين الله ، وأن تكثر من تلاوة المعوذات وذلك بأن تقرأ الإخلاصوالمعوذتين مع النفث في يديها والمسح وينبغي أن تقول في حال مسح جسدها : أعوذ باللهالسميع العليم الشيطان الرجيم ، أعوذ بالواحد الصمد من شر كل ذي حسد ، أعوذ بكلماتالله التامات من غضبه وعذابه ومن شره عباده ومن همزات الشياطين ، أعوذ بكلمات اللهالتامات من شر ما أجد وأحاذر فإن الله سبحانه يدفع عنها هذه الوساوس وهذا القلقوهذه الأمراض وهذه البلاوى وهذه المصائب التي ألمت بها ، ومع هذا كله فإن مما ينبغيأن تلازمه قراءة عشر آيات من سورة البقرة في كل صباح وفي كل مساء وذلك بأن تقرأأربع آيات من أول سورة البقرة إلى قول الله تبارك وتعالى ( المفلحون ) ثم ثلاث آياتهي آية الكرسي والآيتان بعدها إلى قوله سبحانه وتعالى ( خالدون ) ثم قوله سبحانه ( لله ما في السماوات ... ) إلى آخر السورة وهذه الآيات الثلاث الأخرى ومع ملازمتهالذلك وإخلاصها لله سبحانه وتعالى فإنني أرجو كل الرجاء أن تنقشع أمام نظرها هذهالغيوم التي تلبدت حتى حجبت الحقيقة عن قلبها وعقلها ، وأرجو بمشيئة الله أن تتلاشىهذه الوساوس وأن تتلاشى هذه الأمراض ، وأن تعود إلى سيرتها الأولى والله تباركوتعالى ولي التوفيق .

السؤال:
فيما يتعلق بهذه الأفعال التي يرتكبها من يدّعي الإسلام ، هناك حجج ربما تطايرت إلىأسماع الناس وتعاطف معها الكثير أيضاً ظانين أنها صحيحة من هذه الحجج يقول من يقومبمثل هذه الأعمال أن الآخرين يقتلون أبناؤه ونساؤه وأطفاله فلا بد أن يواجههم أيضاًبالمثل ، وبعضهم خصص ذلك بالنسبة للكافرين فما دام الكفار يفعلون مع أبناءه وأطفالهنفس تلك الأفعال فلا بد أن يواجههوا بالمثل ، هل هذه الحجة صحيحة ؟
الجواب :
لا ، وألف لا ، فإن المسلم الذي هو صحيح الإسلام من شأنه الرفق ، ومن شأنه الرحمةفهو لا يعتدي على من لم يعتد عليه ، وما ذنب هذا الطفل الذي هو ولد على الفطرة ؟فإن كل مولود يولد على الفطرة كما جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليهوسلّم ( كل مولود يولد على الفطرة وإنما أبواه هما اللذان يهودانه أو ينصرانه أويمجسانه) .
فما ذنب هذا المولود الذي على الفطرة ولا يزال الفطرة لم يبلغالحلم ، ولم يرتكب شيئاً من المنكرات ولم يقارف شيئاً من الأوزار ، ولم يعتد علىحرمة أحد من الناس حتى تنتهك حرمة حياته ويودى بحياته ؟
ما الداعي إلى ذلك ؟
ما ارتكبه غيره من حماقات لا ينعكس أثره عليه لأنه الله تبارك وتعالى ( وَلاتَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)(الاسراء: من الآية15) .
ثم مع هذا كله هبأن أولئك الذين تنكروا لإنسانيتهم وفعلوا ما فعلوا من هذه الأعمال الوحشية فعلواذلك بالمسلمين ، فهل المسلمون في مثل هذه الحالة يتنكرون لإنسانيتهم أيضاً ويتجردونمن معاني هذه الإنسانية ، لا ، وألف لا .

وأذكر هنا كلمة قالها الإمام أبوالخطاب المعافري اليمني رحمه الله تعالى ورضي عنه الذي نُصب إماماً لأهل الحقوالاستقامة في بلاد المغرب وكان مثالاً في العدل والاستقامة والنزاهة وتطبيق سيرةالنبي صلى الله عليه وسلّم وسيرة الخلفاء الراشدين ، فإنه شدّد على جيشه أن يأخذواشيئاً من أموال أهل البغي من الذين يقاتلون هؤلاء المسلمون الصالحون من أهل الحقوالإستقامة بسبب تنكرهم لمبادئهم ويأخذون أموالهم قيل له من قبل بعض جيشه بعدما منعهو أصحابه من أن يأخذوا شيئاً من أموال أولئك ، فقال له بعضهم : نأكل من أموالهمكما يأكلون من أموالنا . قال : إذن حق على الله أن يكبنا معهم في النار فنكون كماقال الله تعالى ( كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا)(الأعراف: منالآية38) .

هكذا التورع ، وهكذا النزاهة ، وهكذا ينبغي أن يكون المسلمون فيورعهم وفي نزاهتهم وفي تطبيقهم لمبادئ الإيمان ومبادئ الإسلام ومبادئ الرحمة التيجاء بها القرآن الكريم .
السؤال :
البعض يقولون بأن هذا الذي ينسب إلى الجماعات الإسلامية من قتل وتشريد وإرهاب إنماهو كيد إعلامي ليس له أساس من الواقع ويراد به تشويه المسلمين وتشويه الإسلام منخلال هذه التغطية الإعلامية التي يراد منها إبعاد المسلمين عن حقيقة الإسلام .
الجواب :
حقيقة الأمر أن من يرتكب هذه الحماقات وهذه الأعمال فلا يعد من الجماعات الإسلامية، ولا يعد تصرفه من تصرف المسلمين ، وإنما يعد من عملاء أعداء الدين ينفذ ما ينفذمن الأعمال الرهيبة في أمة الإسلام لأجل النكاية بالإسلام ، ولأجل النكايةبالمسلمين خدمة لأعداء الدين ، ونحن لا نحمل على جماعة معينة ونحملها تبعية الأمر ،وإنما نقول من فعل ذلك ، ولا نقول بأن هذا ثابت على جماعة معينة فإن الأصل فيالمتهم أنه برئ حتى يثبت ما أتهم به ، فما يدرينا لعل هؤلاء قوم دُسوا في وسط هذهالجماعات من أجل تشويه صورتها ومن أجل الكيد لها ، هذا أمر محتمل .
السؤال :
لكنكم أشرتم إلى أن التراكمات التاريخية التي كانت ترزأ بها أمة الإسلام دفعت مثلهذه الجماعات إلى ارتكاب مثل هذه الأعمال ؟
الجواب :
نعم ، عدم وضوح صورة الإسلام ، لربما اندفع بعض الناس وراء العاطفة ، ولم ينظرواإلى الأمور بمنظار العقل ومنظار الوحي الرباني ، وإنما نظروا إلى كل شيء بمنظارالعاطفة ، ولم تقف بهم عاطفتهم عند حد معين حتى أدت بهم إلى ارتكاب هذه الحماقات .
السؤال :
بعض الذين يلتزمون بتعاليم الإسلام يتميزون بالفضاضة والغلظة في تعاملهم مع الناسولم يستحضروا في أثناء تعاملهم هذا قول الله سبحانه وتعالى ( ولو كنت فضاً غليظالقلب لانفضوا من حولك ) ، نريد نصيحة لهؤلاء ؟
الجواب :
هذا أيضاً مما يؤسف له كثيراً ، فإن الإسلام دين أخلاق ، والله تبارك وتعالى عندماوصف الرسول صلى الله عليه وسلّم وصفه بالخلق وذلك دليل على أن الخلق أسمى ما يتصفبه الإنسان ، فالله تعالى عندما وصف النبي صلى الله عليه وسلّم قال ( وَإِنَّكَلَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4( .
ونحن نرى أن الله سبحانه وتعالى بهذاالوصف يرفع من قدر الخلق حتى يجعله أعظم ما يتصف به عباد الله الصالحون ، ولذلك وصفبه خيرة خلقه عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلّم الذي أرسله رحمة للعالمينوسراج للمهتدين وإماماً للمتقين ، فلو كان هنالك وصف أعظم من الخلق لوصفه به .
وقد يظن الإنسان أن العلم هو الدرجة العليا للإنسان ولكن الله تعالى لميصف النبي صلى الله عليه وسلّم بقول وإنك لعلى غزير ، أو وإنك لعلى علم عظيم ،وإنما وصفه بالخلق فقال ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4) ، أما العلمفقد خاطبه مع غيره من بني البشر بقوله ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاقَلِيلاً)(الاسراء: من الآية85) ، ومعنى ذلك أن علم الرسول صلى الله عليه وسلّموعلم سائر البشر بجانب علم الله تعالى لا يعد إلا شيئاً قليلاً ولو كان الرسول صلىالله عليه وسلّم أعلم البشر أجمعين إلا أن هذا العلم لا يوازي شيئاً بجانب علم اللهالذي أحاط بكل شيء ، فلذلك وصف الله تعالى عبده ورسوله صلى الله عليه وسلّم بالخلقفقال ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) .
وهذا يعني أن أتباع النبي صلىالله عليه وسلّم عليهم أن يتحلوا بالأخلاق الحميدة ، الأخلاق الفاضلة ، الأخلاقالسهلة التي تقرب ولا تبعد وتؤلف ولا تنفر وتجمع ولا تفرق ، هكذا كان الرسول صلىالله عليه وسلّم وهكذا كان صحابته رضي الله عنهم لأن أخلاقهم انعكست عليها أخلاقالنبي صلى الله عليه وسلّم فتجسدت أخلاق النبي صلى الله عليه وسلّم في أخلاقهم ،وخلق النبي صلى الله عليه وسلّم هو تجسيد لخلق القرآن كما قالت أم المؤمنين عائشةرضي الله تعالى عنها عندما سئلت عن خلقه فقالت : كان خلقه القرآن .
ونجد أنهذا الخلق الذي تحلى به صلوات الله وسلامه عليه كان يتجسد في رحمته بالعباد ، فيرحمته بالناس وحبه الخير لهم فالله تعالى يقول ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْأَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:128) .
نعم كان بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً كانبالناس رؤوفا لأنه يريد أن ينتشل الناس جميعاً من الضياع ، يريد أن ينقذ الناسجميعاً من النار فهو يأخذ بحجزهم عن النار لأنه يدعوهم إلى الله ، وكان حريصاًَ علىإيمانهم حتى ينقذوا أنفسهم من الهلكة ولذلك يقول الله تعالى مخاطباً إياه ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَاالْحَدِيثِ أَسَفاً) (الكهف:6) ، ويقول ( لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلايَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (الشعراء:3) ، ومعنى باخع نفسك أي مهلك نفسك ، فهو من شدةالهم الذي يحمله بسبب عدم إيمان الناس حتى ينقذوا أنفسهم من النار ، من شدة هذاالهم الذي يحمله كان يكاد أن يودي به هذا الهم لولا لطف الله تبارك وتعالى به ،وذلك يعود إلى خلقه العظيم ، إلى اتصافه بالرحمة ، إلى اتصافه بالخير .

والله تعالى يصفه صلى الله عليه وسلّم بأنه لو كان فضاً غليظ القلب لانفضخير القرون من حوله ، لانفض صحابته من حوله مع أن صحابته أثنى الله عليهم في كتابهبما أثنى عليهم به قد خلد ذكرهم بقوله ( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِوَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْهَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُواوَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَشُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر:8-9) .
ويقول فيوصفه ووصفهم ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَىالْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاًمِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الأِنْجِيلِ كَزَرْعٍأَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُالزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواوَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح:29) .ومع هذا يقول لنبيه صلى الله عليه وسلّم ( وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِلانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك)(آل عمران: من الآية159) ، أي لانفض صحابته من حوله مع مامن مبادئ الرحمة ، فكيف بسائر الناس .
كيف بالرجل العادي الذي يريد أن يكونداعية إلى الخير ، وأن يكون آمراًً بالمعروف ، وأن يكون ناهياً عن المنكر يقابلالناس بالفضاضة ويقابل الناس بالشدة معه أنه ليس في مستوى النبي صلى الله عليهوسلّم .
أين هو من النبي صلى الله عليه وسلّم ؟ بعده عن الرسول صلى اللهعليه وسلّم كبعد الثرى عن الثريا وكبعد الضريح عن الضراح ، وأولئك الناس أيضاً الذيهم من حوله يريد أن يدعوهم إلى الخير أين هم من صحابة النبي صلى الله عليه وسلّمالذين أثنى الله تعالى عليهم في كتابه ، وأولئك الصحابة الذين لو كان النبي صلىالله عليه وسلّم فضاً غليظ القلب لانفضوا من حوله فكيف بهؤلاء لا ينفضون من حولهوقد اتصف بهذه الفضاضة واتصف بهذه الغلظة .
لا ريب أن دماثة الأخلاق تقربالبعيد وتؤلف النافر وتدعو كل أحد إلى التفاعل مع هذا الذي اتصف بهذه الدماثة ،فعلى جميع المتدينين أن يكونوا مثالاً في حسن الخلق ، ونحن نجد أن الله تعالى يقول ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً)(البقرة: من الآية83) ، وهذا الخطاب وإن كان هوموجهاً من حيث لفظه إلى بني إسرائيل إلا أن إنزاله في القرآن الكريم دليل على أنهذه الأمة مطالبة بأن تتحلى بهذه الصفة وذلك بأن تقول للناس حسنا ، ولم يقول وقولواللمؤمنين حسنا ، قال وقولوا للناس ليكون ذلك داعياً لجميع الناس إلى الإيمان واتباعالحق ، والله تعالى المستعان .

السؤال :
قال رجل قبل ثلاثة أشهر من الآن لزميل له إنني أعتبر علاقتي مع زوجتي انتهت من هذهاللحظة ، وهي في طهر مسها فيه ، قال ذلك نتيجة تراكم سوابق كثيرة معها ومع أهلهاجعله ييأس من استمرار هذه العلاقة ، ونظراً لأنه علاجها بعيداً عن عالم الحروزوالعقاقير والبخور والتمائم فقد كانت مريضة ولكنها تتبع تعليمات أهلها في ذلكمحاولة إخفاء ذلك عنه ، ثم رأى أهلها ضرورة العلاج بالطب العصري فلما وصل العلاجإلى مرحلة يقتضي فيها العلاج السفر بعيداً عن الوطن للعلاج استنجدوا بالزوج فقال ماذكر لكنه وعد بعلاجها أولاً مع اعتبار العلاقة منتهية خلال هذه الفترة من وفاء وعدة، فأخذ زوجته وسافر بها وقام بإعادة إجراءات علاجها من جديد إلى أن شُخص المرض بأنهلا علاج لها إلا بعملية جراحية وهي استئصال في ورم في غدة في الرأس وهم ينتظرونصدور قرار الأطباء بإجراء العملية أو عدمها وهذه مرحلة حاسمة مع العلم بأن الرجلطوال الوقت يختلي بزوجته ويسافر بها لكن لم يباشرها والزوج خلال هذه الفترة لايعتبرها زوجته وهو يقوم بالسعي في علاجها لأنه وعدهم بذلك .
الجواب :
أولاً قبل كل شيء قوله قد انتهت العلاقة التي بينه وبينها من الكنايات أي من كناياتالطلاق ، فإن قصد بذلك الطلاق فالطلاق واقع ، وإن كان لم يقصد بذلك الطلاق فالطلاقغير واقع ، ولكنني أفهم من السؤال أن الزوج قصد بذلك الطلاق ، وبناء على هذا فإنهابعد أن تنتهي عدتها ليس له أن يختلي بها قط ، وتصبح أجنبية منه ، وقد كان علاج ذلكأن يراجعها إن كان هذا الطلاق رجعياً قبل أن تنتهي عدتها وذلك بأن يشهد شاهدين علىأنه راجعها بصداقها وعلى ما بقي من طلاقها ، فإن فعل ذلك قبل أن تنتهي عدتهاوأخبرها الشاهدان بذلك فهي تصبح في عصمته ، تصبح امرأته كما كانت من أول مرة .

السؤال :
رجل يقول : طلقت زوجتي للمرة الثانية ثم راجعتها بعد مرور شهر ونصف بإشهاد شاهدين ،وبعد مرور ما يقارب سنة طلقتها الطلاق الثالث والآن قد أخبرتني أنها قد غسلت ثلاثمرات في فترة الشهر والنصف بعد الطلاق الثاني ما حكم المراجعة بعد الطلاق الثاني ؟وما حكم الطلاق الثالث علماً بأنني لم أكن أعلم بأنها حاضت وغسلت ثلاث مرات بعدالطلاق الثاني ، وأن الزوجة لم تكن تعلم أنه لا بد من عقد جديد إذا خرجت المرأة منالعدة ولم تراجع خلال تلك الفترة ؟
الجواب :
إنا لله وإنا إليه راجعون ، هذا هو الجهل بعينه ، فإن كثيراً من الناس يظنون أنالمراد بثلاثة قروء ثلاثة أشهر ، وذلك فهم خاطئ ناشئ عن الجهل وعدم المعرفةبالعربية ، وعدم المعرفة بأحكام الإسلام ، فالثلاثة قروء هي ثلاث حيض ، ولا يحلللإنسان بعد أن تغتسل زوجته من حيضتها الثالثة أن يراجعها في حال من الأحوال ،وإنما عليه أن يتزوجها بعقد جديد ، وبناء على ذلك فإنها لبثا في معاشرة محرمةوعليهما أن يتوبا إلى الله تبارك وتعالى .

السؤال :
ما حكم مصافحة الزوجة لأخوال زوجها ؟
الجواب :
أخوال الزوج وإخوته وأعمامه كلهم أجانب من زوجته فلا تجوز لهم مصافحتها ، ولا يجوزلها مصافحتهم ، لأنهم أجانب منها ، وذلك أنه لو مات عنها الزوج أو طلقها تصبححلالاً لكل واحد منهم ، فكيف مع ذلك يصافحونها ، وأما المحارم الذين تجوز المصافحةبينهم وبين ذات المحرم منهم فهم الأب وإن علا أي الجد وأبوه وجده وإن علا ، والابنوإن سفل أي ابن الابن وابن البنت وهلم جرا وإن سفلوا هؤلاء كلهم هم محارم ، وكذلكالأخ وأبناء الأخ ابن الأخ وابن ابن الأخ ، وابن بنت الأخ وهلم جرا ، وكذلك أبوالزوج ، وكذلك ابن الزوج وكذلك الخال وكذلك العم ، ويحرم من الرضاع ما يحرم منالنسب كما دل على ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلّم مع دلالة القرآن على حرمةالأخوات من الرضاع ، وعلى حرمة الأمهات من الرضاع .

السؤال :
في الجزائر يعانون هناك من ندرة في الطلبة الذين ينقلون الفتاوى ويضبطونها ، ويوجدلديهم طالب يدرس في السنة الثانية من المرحلة الجامعية يريد أن يتفرغ لهذا الأمرفيضبط الفتاوى وينقحها ، لكن تفرغه لهذه الفتاوى يؤدي إلى أضرار اقتصادية ومالية بهفهل يواصل دراسته وفي أثناء الفراغ يقوم بهذا العمل ، أم يقطع الدراسة نظراً لأنالأمر يهم المسلمين وينفعهم
الجواب :
في هذه الحالة أنا أحب أن يكون هنالك تنسيق بينه وبين غيره ، بحيث يكون هناك فريقيقوم بهذه المهمة حتى لا يقع العبء على رأسه وحده وإنما يتحمل كل واحد نصيب من هذاالعبء بحيث ينقل هذا الفتوى مع فراغه ، وينقل الآخر مع فراغه والعمل إن تكاثرتالأيدي التي تقوم به يكون سهلاً ميسراً ، ولا ينبغي لأحد منهم أن يقطع دراستهفليجمعوا بين الحسنيين بين الدراسة وبين نقل الفتاوى ، والله تعالى يوفقهم .
السؤال :
يقول الله تعالى ( ولا تقف ما ليس لك به علم ) ما حدود هذه الآية ؟ هل يقف المسلمعند كل حركة وسكون ولا بد أن يسأل ؟
الجواب :
أولاً قبل كل شيء أشد ما يكون حرمة أن يقدم الإنسان على القول بغير علم ، فإنالإقدام على القول بغير علم أمر قرنه الله تبارك وتعالى بالإشراك به عندما قالسبحانه ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَابَطَنَ وَالأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَالَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاتَعْلَمُونَ) (الأعراف:33) ، وبين أن ذلك مما يدعو إليه الشيطان لعنه الله والعياذبالله من شره ومن دعوته فقد قال سبحانه ( إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِوَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:169) ،وجاء في الحديث الذي أخرجه الإمام الربيع رحمه الله في مسنده الصحيح عن أبي عبيدةعن جابر بن زيد مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال : من أفتى مسألة أو فسررؤيا بغير كان كمن خر من السماء إلى الأرض فصادف بئراً لا قعر لها ولو أنه وافقالحق . هذا ولو وافق الحق ، فكيف إذا خالف الحق ، فلذلك كان التقول على الله بغيرعلم أمراً محرماً .
أما الفعل فإن كان الإنسان في نفسه ريبة من الأمر ، وفينفسه حرج من الإقدام على ذلك الفعل فليس له أن يقدم عليه حتى يسأل ليتبينه قبل أنيقدم عليه ، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم : استفت قلبك وإن أفتوكوأفتوك . وفي الحديث عنه : البر ما اطمأنت إليه النفس والإثم ما حاك في الصدر .
وكذلك نجد في بعض الروايات دع ما يريبك إلى ما لا يريبك . فليس للإنسان أنيقدم على شيء من غير أن يكون على بينة من الأمر وهو في نفسه ريبة من ذلك الأمر ،أما إن لم تكن في نفسه ريبة وأقدم على شيء وهو لا يعلم حكمه ووافق الحق و لم يخالفالحق ففي هذه الحالة لا يكون مسئولاً أمام الله لأنه وافق الحق وإن كان الأولى لهأن يتعلم ، ولكن لا يستطيع الإنسان أن يمتنع من أي عمل حتى يتعلم حكمه فإن ذلك أمرعسير فما لم تكن هنالك ريبة وكانت النفس مطمئنة ترجى السلامة إن وافق الحق ، واللهتعالى أعلم .

السؤال :
رجل طلق زوجته أثناء المكالمة الهاتفية ثلاث مرات ثم أعاد الطلاق ثلاث مرات بعدالمكالمة ويقول كانت نية الطلاق موجودة قبل المكالمة ؟
الجواب :
تبين منه بالثلاث لأن الطلاق يتبع الطلاق ما دامت المرة في العدة ، ومن العلماء منحكى الإجماع على ذلك ومن بين العلماء الذين حكوا الإجماع عليه العلامة ابن قدامة فيكتابه المغني ، والله تعالى أعلم .

السؤال :
امرأة تصوم عن زوجها المتوفى وهو ليس عليه صيام فهل أجر الصيام يصل إليه ؟
الجواب :
ليس في ذلك دليل شرعي ولا ينبغي لها أن تفعل ذلك وإنما الأولى أن تتصدق عنه فإنالصيام عن الغير إنما هو في من مات وعليه صيام كما جاء في حديث عائشة أم المؤمنينرضي الله تعالى عنها من مات وعليه صيام صام عنه وليه ، والله تعالى أعلم .

تمت الحلقة بحمد الله تعالى







schg Hig hg`;v 22 v[f 1423 iJ - 29L9L2002 l<<




توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
1423 , 22 , أ , مهم , الموضوع , الذكر , رحت , سؤال , عام , هـ


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سؤال أهل الذكر 23 جمادى الثانية 1423 هـ ، الموافق 1/9/2002 م,موضوع الحلقة : عام عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-17-2011 11:45 PM
سؤال أهل الذكر 7 من ربيع الأول1423 هـ، 19/5/2002م المــوضوع: عام عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-17-2011 11:38 PM
سؤال أهل الذكر الموضوع : السحر عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-17-2011 11:32 PM
سؤال أهل الذكر ...... الموضوع : السحر عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 2 12-05-2010 06:36 PM
الموسوعة الكبرى في فتاوى الحج والعمرة عابر الفيافي نور الحج والعمرة 2 11-14-2010 12:05 AM


الساعة الآن 09:44 PM.