الامام جابر بن زيد - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات



نور صحابة رسول الله [صحابة رسول الله [الخلفاء الراشدين] [السيره النبويه] [المبشرين بالجنة] [عظماء الإسلام][علماء] [ثقافة إسلامية]


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
Tagrer  الامام جابر بن زيد
كُتبَ بتاريخ: [ 10-07-2010 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية أبو الطيب
 
أبو الطيب غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 150
تاريخ التسجيل : Oct 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 151
عدد النقاط : 167
قوة التقييم : أبو الطيب له تميز مدهش وملحوظ أبو الطيب له تميز مدهش وملحوظ


- كتاب الإمام جابر بن زيد الأزدي ( ت93هـ/ 711م)
وأثره في الحياة الفكرية والسياسية
دراسة تاريخية
- مؤلف الكتاب : سامي صقر عيد أبي داود











مولد الإمام جابر بن زيد ونشأته :

هو جابر بن زيد الأزدي ، اليحمدي الجوفي ، العُماني ، كان مولده في فرق وهي منطقة قريبة من نزوى بعُمان، ولا تفصل المصادر أكثر من ذلك عن نسبة ، ويحتمل أن يكون والده صحابياًَ ، حيث يذكر الجصّاص رواية عن جابر بن زيد أبي الشعثاء عن أبيه قال : " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن محرم أتى بلحكم صيد000" ، مما يوحي بأن والده كان حاضراً عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمع منه ذلك الحديث، فكان بذلك من صحابته ، وهو ما ذهب إليه الدكتور بكوش ، أمّد سنة مولده فإن المصادر المتقدمة لا تذكر لنا شيئا عنها ، إلاَّ أن بعض المؤرخين المتأخرين كالبرادي و الشماخي يذكران سنة مولده ، حيث يجعلها ( الأول في سنة 18هـ - 639م ) ، دون أن يذكر المصدر الذي اعتمد عليه في تحديد هذه السنة ، ويجعلها الثاني سنة ( 22هـ / 642م) ، دون أن يذكر أيضاً المصدر الذي نقل عنه ، أو السبب الذي دعاه إلى حصرها في تلك السنة 0
وليست لدينا معلومات مفصلة عن نشأة الإمام جابر بن زيد ، في بداية حياته ، ويبدو أن هذا الأمر لم يختّص به الإمام جابر بن زيد وحده ، بل إنه ينطبق على كثير من العلماء الآخرين ، حيث إننا لا نجد لهم سنوات ولادة محددة ، أو معلومات مفصلة عن نشأتهم الأولى ، وعلى العكس من ذلك فإننا نجد سنة وفاتهم أكثر ضبطاً وتحديداً، ويعود ذلك إلى أن العالم يكون قد اشتهر أمره فتكون بذلك وفاته معلومة لدى الناس، ويذهب النامي إلى أنه من المحتمل أن تكون عائلة الإمام جابر بن زيد الأزدي قد وصلت البصرية مع الجيش الذي شكله عثمان بن أبي العاص لقتال الفرس الساسانيين وأن الشخص الذي قتل القائد الفارسي (شهرك) من نفس عائلة الإمام جابر بن زيد واسمه جابر بن حديد اليحمدي ، والنامي يستند في رأيه هذا على نور الدين السالمي الذي يبدو أنه قد أخذها عن


2
العوتبي الذي أو ردها بالتفصيل في أنسابه ، فيكون بذلك الإمام جابر بن زيد قد قدم البصرة مبكراً منذ بداية هجرة الأزد إليها للاستقرار فيها مع بداية الفتوح الإسلامية في العراق ، وبناء ً على ذلك فإننا لا نوافق الذين ذهبوا إلى أن الإمام جابر بن زيد كان قد جاء للبصرة طلباً للعلم 0 أما وفاته فكانت في البصرة أيضاً سنة (93هـ / 711م )0
شخصية الإمام جابر بن زيد :

اتصف الإمام جابر بن زيد ، بخصال متعددة جعلت منه عالماً ، وقائداً متميزاً: فالدهاء السياسي ، من الصفات التي تميز بها عن غيره ، فمن حيث المظهر الخارجي لا يمكن تميزه عن غيره من الناس ،بل إن الناظر إليه يقول : إنه لا يحسن شيئاً، وهذه الصفة أكسبته فرصة للتحرك داخل المجتمع ، دون جلب النظر إليه من السلطة الأموية ، أو من أي عدو له ، ومن جهه أخرى فإنها تدل على مدى حرصه وحذره ، كذلك هو قادر على الإفلات والمراوغة من رقابة السلطة الأموية بوسائل لا تجلب الريبة ، والشك فقد كان كثير الحج ، حيث يستطيع أن يلقى أتباعه وأعوانه في الأمصار المختلفة ، دون أي عائق ، ففي هذا الموسم الذي هو اجتماع للمسلمين من مختلف البقاع يمكنه التحرك ، والاتصال بمن يشاء ، بحرية تامة ، والإمام جابر بن زيد يفهم واقعة السياسي والاجتماعي







3







الذي يعيش، فهو يهتم بعشيرته الأزد التي كانت تشكل ثقلاً سياسياً ، واجتماعياً داخل البصرة ناشراً دعوته بين أفرادها، كذلك هو قادر على فهم نفسيات الناس ، وكسبهم لجانبه ، من خلال اقتناصه للفرص المتعددة 0
وتبرز شخصية الإمام جابر بن زيد الحازمة ، تجاه التصرفات التي قد تهدد جماعته ، فهو يحذر أتباعه من الخلاف ، والتنازع الذي قد يؤدي إلى الانقسام والتشرذم، حيث يقول لأحد أتباعه : " فإن التنازع والتشاجر هلاك لأمركما، ويحذر دعاته بضرورة التزام السرية ، والتكتم في تحركاتهم ، قائلاً لأحد هؤلاء الدعاة : " فلا تعرض لذلك الأمر تهلكنا به أصلحك الله 000"0

وتأسياً على ذلك ، فإنه يسوغ لنا القول بإن الإمام جابر بن زيد قد امتلك خصائص الشخصية السياسية التي تفهم واقعها ، وتتعامل معه بدهاء، وحكمة ، وإلى جانب ذلك كله ، كان الإمام جابر بن زيد ذا كفاية إدارية ، مكنته من إدارة شؤون أتباعه ودعاته ، فهو يتابع شؤونهم المختلفة بانتظام، ويديم الاتصال بهم ، مستفسراً عن أحوالهم ، واحتياجاتهم، مستخدماً معهم أساليب ذكية جعلته ذا مكانة عالية في قلوبهم ، وهو ما عبر عنه هؤلاء الدعاة والأتباع في رسائلهم إليه 0
وقد تعامل الإمام جابر بن زيد مع أتباعه بمرونة وثقة ، حيث يقول لأحدهم عندما كتب إليه يطلب رأيه في نزاع حدث بينه وبين آخر : " فإذا جاءك كتابي فكن قاضياً على نفسك ، واجتمع أنت وخصمك ، عند كتاب الله000" ،فمن خلال هذا النص يتبين أن الإمام جابر بن زيد لم يكن ليفصل في كل قضية ومسألة تعرض لأتباعه , بل كان يعطيهم حرية التصرف في حل هذه المشكلات, إلى جانب ذلك فإنه تعامل معهم باحترام وتقدير, وخاصة الذين

4

كانوا متفانين في نشر الدعوة, ففي رسالة إلى أحدهم يقول له الإمام جابر بن زيد: "وأما الذي ذكرت من منزلك ذلك منا فنحم عارفون بذلك... فما زلت والحمد لله أخبر لك الذي بلغك الله من الفقه في الدين والنصيحة فأنت ممن نحب , وتقر علينا عينه" , فهو هنا ـ أي الإمام جابر ـ يمدح علم هذا الداعية, ومكانته في الدعوة , مما يعطي ذلك الدّاعية حافزاً معنوياً, يحفزه فيه على خدمة دعوته, بتفان وإخلاص , وهذه الخصلة مكنت الإمام جابر بن زيد من التأثير في أتباعه, وقد كان يستخدم في ذلك آيات القران الكريم , والسنة واستنباط الأحكام , والأساليب المؤثرة في النفوس.

وإلى جانب هذه المقدرة السياسية والإدارية في التعامل مع الواقع وأفراد حركته, كان الإمام جابر بن زيد يمتلك صفات أخرى كمّلت مع الصفات السابقة معالم شخصيته, فقد كان زاهداً , متعففاً عن جمع المال , فهو يعد نفسه أغنى رجل لأنه لا يملك درهماً وليس عليه دين , والعفة والزهد عن جمع المال كانتا من الخصال التي شهد له بها العلماء , حيث يقول فيه ابن سيرين : "كان جابر بن زيد مسلماً عند الدراهم " , وهو ما نراه يتجلى من مؤمنة, وراحلة صالحة , ورزقاً كفافاً يوما ًبيوم"

وقد كان لباسه متواضعاً حتى أن الناظر إلية يقول : إنه لا يحسن شيئاً ولا يظن أنه فقيه عالم ، مما يعني أنه لم يكن يتزيّا بزي خاص يميزه عن بقية الناس.





5

والتقوى في نظر الإمام جابر بن زيد أحسن سلاح يتذرع به الداعية ، إذا أراد أن يفوز بالنجاح في دعوته، ونبيل الأجر عند الله ، حيث كان يوصي دعاته بها ، وبأنها لا تتحقق بمجرد القول ، بل لا بد أن تقترن بالعمل ، ففي رسالته لأحدهم يقول له : " فإن استطعت أن تستحق التقوى بقولك ، وعملك فافعل " ، ويقول لداعية آخر : " وإذا خالف العمل القول ، كان ذلك غاية الفساد000" 0
توثيق الإمام جابر بن زيد :

نال الإمام جابر بن زيد ثقة شيوخه من الصحابة الذين تتلمذ على أيديهم ، وعلماء عصره ، حيث يقول فيه عبدالله بن عباس رضى الله عنه : " لو أن أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم علماً" ، فهو يشهد له بالمقدرة العملية ، وبأن عمله يؤهله لأن يكون عالم البصرة الأول بلا منازع ، ولقد ضارعت منزلته منزلة الحسن البصري ، وهذا ما عبر عنه قاضي البصرة إياس بن معاوية الذي قال : " أدركت البصرة ومالهم مفت يفتيهم غير جابر بن زيد " ، مما يجعلنا لا نتفق مع خلفيات والصوافي فيما ذهبا إليه من أن الإمام جابر بن زيد ثقة الصحابي عبد الله بن عمر رضى الله عنه حين قال : " يا جابر إنك من فقهاء أهل البصرة0"0
وبناءً على تلك الثقة التي حصل عليها الإمام جابر بن زيد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتابعين ، عده علماء الجرح والتعديل ، من أبرز علماء القرن الأول الهجري وأكثرهم فقها ، حيث يقول فيه العجلي : " جابر بن زيد تابعي ثقة "، أما ابن حبان فيقول فيه : " كان من علماء التابعين بالقرآن ، وفقهاء أهل البصرة في الدين"، ولم يطعن في عدالته أحد منهم ، فهذا ابن حزم وهو يعلم بعلاقته بالحركة الإباضية يعده من أهل العلم, والفضل والاجتهاد, بل إنه يستنكر أي إجماع للعلماء يخرج عنه الإمام جابر بن زيد.


6



والإمام جابر بن زيد عند إمام الجرح والتعديل يحي بن معين " بصري ثقة", مع معرفته بعقيدته السياسية , إذ قال فيه : "كان جابر إباضياً.
وبذلك يكون الإمام جابر بن زيد قد نال ثقة علماء عصره, ومن قبلهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين تتلمذ على أيديهم.
شيوخ الإمام جابر بن زيد :
تلقى الإمام جابر بن زيد العلم على يد مجموعة من علماء عصره , كان أشهرهم الصحابي عبدالله بن عباس, والسيدة عائشة أم المؤمنين , وعبد الله بن عمر , وأنس بن مالك رضي الله عنهم, إلا أن الإمام جابر بن زيد كان أكثر التصاقاً بعبد الله بن عباس , وأكثر ملازمة له من غيره , وعنه أخذ جل علمه , فكان شيخه الرئيس كما يقول النامي , وكانت علاقته به من الوثوق بحيث إنه يسأله عن صديق له يقال النامي ، وكانت علاقة به من الوثوق بحيث إنه يسأله عن صديق له يقال له :أبو فقاس,قائلاًً له :أين صاحبك ؟ فيقول له :أخذه ابن زياد , فيقول : ابن عباس : وإنه لمتهم , فيقول : نعم , فيقول له ابن عباس : أو ما أنت متهم ؟ فيقول جابر :اللهم بلى , ويقول الإمام جابر بن زيد عن شيخه عبدالله بن عباس :أدركت سبعين من أهل بدر فحويت ما عندهم إلا البحر .
وفى المقابل كان شيخه عبدالله بن عباس يثق بعلمه ,حتى انه استنكر على أحد أهل البصرة عندما سأله , عن مسألة , قائلاً له : " تسألونني وفيكم جابر ابن زيد " , ويقول كذلك فيه : " لو أن أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعكم علما عما في كتاب الله " , وملازمه الإمام جابر بن زيد للصحابي عبدالله بن عباس تفسير لنا كثره روايته عنه , بل إن المتتبع لكتب الحديث المختلفة

7
يجد أن معظم روايات الإمام جابر بن زيد عن عبدالله عباس رضى الله عنه مما جعل ابن حزم يعد رواية جابر بن زيد ابن عباس من اصح الأسانيد .

ويبد أن علاقة جابر بن زيد بعبد الله بن عباس(رضى الله عنه) كانت تتخطى الجانب العلمي , إلى الجانب الفكري والسياسي , حيث إن شخصيه ابن عباس يبدو أن لها أثرا في تلاميذه يظهر جلياً في جابر بن زيد ,وعكر مه مولاه الذي كان صفريا, ومن انشط دعاة الحركة الصفرية , وناشراً أفكارها في بلاد المغرب و وكذلك سعيد بن جبير الذي خرج على الدولة الأموية مع عبد الرحمن بن محمد الأشعث فقتله الحجاج بن يوسف الثقفي والى العراق , وأيضا ًمجاهد , وعمر بن ديار , وربما يعود ذلك إلى أن عبدالله ابن عباس كانت تخامره تطلعات وأمان سياسية تحققت على يد أبنائه , وعلى رأسهم على ذو الطموح السياسي ,ومع أن عبدالله بن عباس لم يواجه بنى أميه صراحة ,إلا انه كان يلمع أحيانا إلى حق الهاشميين بصورة عامة وليس إلى حق العباسيين بالتخصيص , ويبدو أن هذه التطلعات هي التي دعت تلميذه ومولاه عكرمة الصفري إلى يدعى عليه –أي على عبدالله بن عباس – أنه كان يرى رأى الخوارج , وبذلك يكون لعبد الله بن عباس في شخصيه الإمام جابر بن زيد العلمية والعملية السياسية ,وربما كان هذا التأثير في تحفزه وباقي تلاميذه على العمل السياسي ضد بنى أميه , وهو ما تحقق في خروج سعيد بن جبير , وارتباط عكرمة بالحركة الصفرية ,مما يعنى أن عبدالله بن عباس كان يهدف إلى توسيع جبهة المعارضة السياسية لبني أميه , وبالتالي إضعافها وإسقاطها , ومن المحتمل أن يكون ذلك تمهيدا لأبنائه من بعده حتى يكون الأمر لهم ميسورا وبأن تكثر المعاول التي تعمل على هدم الحكم الأموي فتسهل بذلك مهمة أبنائه وعلى رأسهم ابنه على في إ قامة دولتهم .

8

وإلي جانب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما – تأتى السيدة عائشة أم المؤمنين –(رضى الله عنها)- التي كان الإمام جابر بن زيد يتردد عليها ,ويأخذ عنها بعض مسائل الفقه والدين .

كذلك اخذ لإمام جابر بن زيد , إنك من فقهاء البصرة ,وستفتى فلا تفتين إلا بكتاب ناطق ,أو سنة ماضيه , إلا أن تتلمذه على يد ابن عمر لم يكن ليصل درجة تتلمذه على يد عبدالله بن عباس.ولم يترك لإمام جابر بن زيد صحابياً كان أدركه ,إلا وسمع منه , حيث يقول في ذلك : " أدركت سبعين بدرياً فحويت ما عندهم",وقد كان مجداً في طلب العلم , فهو دائم السفر والترحال , وبالذات إلى الحجاز التي فيها معظم صحابه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ولذلك كان يحرص على الحج , الذي هو بالنسبة إليه فرصة للالتقاء بأهل العلم من الصحابة القادمين من مختلف الأمصار التي انتشروا فيها , مع حركة الفتوح لإسلامية .
الإمام جابر بن زيد وصلته بعلماء عصره :
كانت صله الإمام جابر بن زيد بعلماء عصره قوية وودية ، وكان من أشهر هؤلاء العلماء , الحسن البصري , وعكرمة مولى ابن عباس (رضى الله عنة ) ومحمد ابن سيرين , إلا أن علاقة بالحسن البصري كانت أوثق من علاقته بغيره: فهو صديقه وصاحبه الملازم له دائماً ,أشرف الإمام جابر بن زيد على الموت ,طلب رؤية الحسن البصري قبل أن يموت , مما يجعلنا نشك في رواية ابن سعد التي أوردها , وفحواها : أن الحسن البصري كان قد لمع للأمام جابر بن زيد ساعة وفاته بقول له : ًأن الإباضية تنولاك ,فهذا التلميح من غير المسوغ طرحه في تلك اللحظة . ونظراً لهذه العلاقة الحميمة بين الاثنين , فمن باب أولى أن يكون الحسن البصري قد عرف فكر صديقه جابر بن زيد قبل لحظة الوفاة هذه , حيث لم يكن يبعد الاثنان أحدهما عن الآخر من الناحية الفكرية .


9


فحين قدوم الحسن البصري لزيارة الإمام جابر بن زيد في مرض وفاته هذا , كان متخفياً من الحجاج بن يوسف لمشاركته في الثورة عبد الرحمن بن الأشعث ضد السلطة الأموية في العراق ,التي شارك فيها عدد من مشاهير الفقهاء الذين كانوا يشكلون جبهة معارضة ضد بنى أمية , كسعيد بن جبير , والشعبي ,وابن أبى ليلى , ومحمد بن سيرين وهؤلاء كانوا أشهر التابعين في القرن الهجري الأول , وهم الذين شاركوا مع ابن الأشعث في ثورته .
فالحسن البصري لم يكن مؤيداً للأمويين , مما أنه لا مجال لأن يستغرب كونه في حركة معارضة لهم أو أن يلمح لجابر بن زيد بقوله :" إن الإباضية تنولاك" لأن الإمام جابر بن زيد الأزدي كان في الصف المعارض للوضع السياسي القائم , فمن غير المستهجن للحسن حينئذ أن يكون صديقه قائدا أو رئيساً للحركة الإباضية, فالفارق بينهما هو أن الحسن البصري كان يتحرك ضمن كتلة الفقهاء أو تيار المعارضة العام , بمعنى أنه لم يكن يعمل ضمن حركة سياسية , منظمة لها دعاة وأتباع وأهداف محددة تريد تحقيقها , بينما كان صديقه الإمام جابر بن زيد يقود حركة سياسية دينية سابقة في تكوينها على ثورة ابن الأشعث لها أهداف وبرنامج سياسي خاص بها , وهي معتمدة في تحقيق ذلك على التنظيم الحزبي , وإرسال الدعاة أو حملة العلم إلى الأقاليم المختلفة.
ومع قيادة لإمام جابر بن زيد حركة سياسية لها برنامجها الخاص , إلا أنه لم يكن لينفصل عن تحركات علماء عصرة السياسية , الذين تسميهم المصادر بالقراء أو الفقهاء , وهؤلاء يمكن أن يطلق عليهم اسم جبهة العلماء الذين كان جلهم من كبار التابعين , مثل : كميل بن النخعي , وسعيد بن جبير , وعامر الشعبي , وابن أبى ليلى الفقيه , وأبى البحتري الطائي




10
, وقد بايع هؤلاء عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث " على كتاب الله , وسنة نبيه وخلع أئمة الضلالة وجهاد المحلين" , حيث عبر سعيد بن جبير عن وجهة نظر هؤلاء العلماء مخاطباً الناس قائلاً: قاتلوهم , ولا تأثموا من قتالهم بنيه و يقين وعلى آثامهم قاتلوهم , على جورهم في الحكم , وقد كان بعض المشاهير الفقهاء ,من المحرضين على الخروج على الحكم الأموي والمهيّجين للناس عليه , حيث يخاطب ابن أبي ليلى الفقيه الفقهاء قائلاً :" يا معشر القراء إن الفراء ليس بأحد من الناس بأقبح منه بكم ... ومن أنكر بالسيف لتكون كلمه الله العليا وكلمه الظالمين السفلى , فذلك الذي أصاب سبيل الهدى ... فقاتلوا هؤلاء المحلين , المحدثين المبتدعين".

على أننا لا نلحظ في جملة هؤلاء العلماء ذكراً للإمام جابر بن زيد الأزدي , مع معاصرته لهذه الثورة, وربما يكون مرد هذا إلى أن الإمام جابر بن زيد كان يرأس جماعة سياسية , أو تنظيماً له حساباته الخاصة به فالعلماء المشاركون له في ثورة ابن الأشعث مثلاً , كانوا فرادى , بمعنى أنهم لم يكونوا أصحاب حركات سياسية منظمة , كالحركة الإباضية التي يرأسها الإمام جابر بن زيد , والتي هي حركة لا تستعجل الأمور أو تشارك في كل حركة شعبية أو تشارك أي شخص يدعو الأمويين ,وهذا ما تجلى أيضاً عند تلميذ الإمام جابر بن زيد , والإمام الحركة الإباضية من بعده , أبي عبيده مسلم بن أبي كريمة , الذي رفض مشاركة الحركة الإباضية لعبد الله بن الحسن حين أراد الخروج ضد بني أمية , وقد عرف هذا الأمر , أو هذه الصفة – وهي الحذر – عن الإمام جابر بن زيد , وأبي عبيده مسلم بن أبي كريمة, تجاه القيام بأي تحرك مسلح ضد الحكم الأموي .




11


وهو ما جعل الحركة الإباضية تقاوم أو الانقراض الذي يجرب لحركة الأازارقة , أو كما يقول فاروق عمر : " إن مواقفها- الإباضية – السياسية اتسمت بالواقعية مما أبعدها عن المثالية , والتشدد, والحماس الذي اتصفت به حركات خارجية أخرى , وأيضاً جعل حركاتها ضد أعدائها حركات مخططاً لها تكون إمكانيات نجاحها أكبر , وهذا لا يعني أن الإمام جابر بن زيد يختلف مع علماء عصره في الخروج على الحكم الأموي , بل ربما كان من المتعاطفين مع الذين بايعوا على خلع عبد الملك بن مروان , في ثورة عبد الرحمن بن الأشعث , حيث يورد الطبري في ذلك :" فلما دخل عبد الرحمن بن الأشعث البصرة بايعه على حرب الحجاج , وخلع عبد الملك جميع أهلها وقرائها وكهولها .

وموقف الإمام جابر بن زيد ينسحب على علماء آخرين لا نجد لهم ذكراً في هذه الثورة , كعمران بن حطان زعيم الحركة الصفرية , وعكرمة مولى ابن عباس الصفري , فرغم أنهما من حركة سياسية تدعو للخروج على الحكم الأموي إلا أننا لا نجد ذكراً لمشاركتهما مع ابن الأشعث مع أنها من جملة العلماء المشهورين في الفقه والمعارضين لحكم بني أمية , فالحركة الصفرية وإن لم نمتلك عنها المعلومات الكافية من ناحية التنظيم , إلا أن من المحتمل أنها كانت تشكل تنظيماً يشبه الحركة الإباضية , حيث نجدها قد أرسلت عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنه لنشر المذهب الصفري في المغرب , مما يعني أنها تحمل برنامجاً سياسياً طموحاً للحكم .


12



وتأسيساً على ما سبق فإنه يمكننا القول بأن الإمام جابر بن زيد كان ضمن دائرة المعارضة السياسية للحكم الأموي , والتي مثلها العلماء والفقهاء في ذلك العصر , وأن مواقف هؤلاء العلماء كانت متفاوتة في درجة المعارضة : فمنهم من شارك في حركات قادها أشخاص ثائرون على الدولة الأموية كابن الأشعث , فكانوا المحرضين للناس على الخروج , ومن هؤلاء سعيد بن جبير , والشعبي , وابن أبي ليلى , ومحمد بن سيرين , ومنهم من كان معارضاً للحكم الأموي ولكنه كان يعمل من خلال حركة سياسية منظمة , أو شبه منظمة وينتظر الوقت المناسب لتنضج قدراته , فيقوم بتحقيق أهدافه , كالإمام جابر بن زيد , وعمران بن حطان , وعكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنه .

ومن العلماء الذين ارتبط بهم الإمام جابر بن زيد بعلاقة وطيدة , عكرمة مولى عبدالله ابن عباس , مما يعني أن عكرمة من أقران جابر بن زيد , كذلك فإنها يشتركان في العقيدة السياسية , أو يجمعهما خط المحكمة المعتدل حيث كان الإمام جابر بن زيد إباضيا , وعكرمة صفرياً , وقد كانت هذه العلاقة من العمق بحيث إن الإمام جابر بن زيد يشهد لعكرمة بأنه أعلم الناس , ويحثهم على أن يسألوه , وربما فسرت لنا هذه العلاقة الرواية الإباضية التي تقول إن كلاً من سلمة بن سعيد وعكرمة مولى ابن عباس الصفري كانا قد سافرا إلى الغرب على جمل واحد .





13


ومن جهه أخرى , تدلنا هذه الصلة بين الاثنين – بين الإمام جابر بن زيد وعكرمة مولى ابن عباس – على أن الإباضية والصفرية في ذلك الوقت كانت تربطهما علاقة وثيقة , بحيث إن الإمام جابر بن زيد يقول في أحد زعمائها – وهو عكرمة – إنه أعلم الناس , وهي نفس الشهادة التي شهد بها الإمام أحمد ابن حنبل بقوله : " كان عكرمة من أعلم الناس , ولكنه كان يرى رأي الصفرية , ومن جهه أخرى , فإن علاقة الإمام جابر ابن زيد بعكرمة مولى ابن عباس , تعطي مؤشراً على مدى سعة أفقه ومرونته تجاه المخالفين له في الفكر , فارتباط عكرمة بالصفرية , وهي حركة سياسية كانت منافسة للحركة الإباضية لم يمنع الإمام جابر وهو على رأس الحركة الإباضية من أن يقيم علاقة متيمة مع أحد زعمائها ما دامت المعارضة السياسية تجمعها ضد الوضع السياسي القائم , وهو سلوك قل أن يتوفر بين زعيمين لحركتين سياسيتين , تفكران بطريقة مختلفة للواقع , وهو ما انعكس على أرض الواقع – كما رأينا – بقيام الداعية الإباضي سلمة بن سعيد , وعكرمة الصفري بالسفر إلى بلاد المغرب على نفس الراحلة , وهذا السلوك يعد أنموذجا للتعامل بين الحركات السياسية , والتيارات الفكرية المختلفة , التي لو التزمت به لما حدثت بينها هذه الصدمات الدامية عسكرياً وفكرياً والتي نراها عند مطالعتنا لكتب التاريخ , وكتب الفرق ,وهذا النهج أو السلوك الذي رسمه الإمام جابر بن زيد تجاه الآخرين المعارضين في الأفكار , نراه قد طبع سلوك حركته من بعده , حتى في أشد لحظات المواجهة .









14

hghlhl [hfv fk .d] fk [hfv


الموضوع الأصلي: الامام جابر بن زيد || الكاتب: أبو الطيب || المصدر: منتديات نور الاستقامة



رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 11-21-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



تشكر على الطرح الرائع

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 11-26-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 3 )
رقم العضوية : 163
تاريخ التسجيل : Oct 2010
مكان الإقامة : ولاية عبري
عدد المشاركات : 1,132
عدد النقاط : 35

ابو العز غير متواجد حالياً



شكرا ع لموضوع المتألق
بارك الله فيك
وجعله في ميزان حسناتك
تقبل مروري

توقيع :

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 11-27-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 4 )
رقم العضوية : 150
تاريخ التسجيل : Oct 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 151
عدد النقاط : 167

أبو الطيب غير متواجد حالياً



العفووووووو حبايبي هذا واجبي



رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-21-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 5 )
رقم العضوية : 33
تاريخ التسجيل : Feb 2010
مكان الإقامة : بعيدة عن القلوب
عدد المشاركات : 141
عدد النقاط : 10

برنسيسة الأحزان غير متواجد حالياً



معلومات ثمينة
مشكور ع الطرح الحلو

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 02-03-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 6 )
رقم العضوية : 448
تاريخ التسجيل : Feb 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 53
عدد النقاط : 10

maramlove غير متواجد حالياً



جزاك الله خير

في ميزان حسناتك

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 04-03-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 7 )
رقم العضوية : 150
تاريخ التسجيل : Oct 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 151
عدد النقاط : 167

أبو الطيب غير متواجد حالياً






رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الامام , بن , جابر , سيد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الثناء على أبي الشعثاء عابر الفيافي علماء وأئمة الإباضية 2 11-30-2010 06:36 PM
الشيخ أبو مسلم البهلاني في سطور ذهبية بلسم الحياة علماء وأئمة الإباضية 3 11-30-2010 06:30 PM
حملة العلم عابر الفيافي الـنور الإسلامي العــام 4 11-14-2010 01:15 AM


الساعة الآن 12:23 PM.