فتاوى عن فضل شهر رجب - للشيخين أحمد الخليلي وسعيد القنوبي - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات


العودة   منتديات نور الاستقامة > الــنـــور الإسلامي > نور الفتاوى الإسلامية

نور الفتاوى الإسلامية [فتاوى إسلامية] [إعرف الحلال والحرام] [فتاوى معاصرة] [فتاوى منوعة]


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
265  فتاوى عن فضل شهر رجب - للشيخين أحمد الخليلي وسعيد القنوبي
كُتبَ بتاريخ: [ 11-22-2010 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية عابر الفيافي
 
عابر الفيافي غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363
قوة التقييم : عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز



توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس

كُتبَ بتاريخ : [ 11-22-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



فتاوى-للشيخ سعيد بن مبروك القنوبي-عن فضل شهر رجب
فتوى جديدة في الموضوع

س: هل مَن صام شهر رجب لا يُقبل صيامه ؟
ج: صيام شهر رجب كصيام بقية الأيام، لا يتميز بترغيب ولا بِمنع.
رُويت رِوايات عدة في فضل صيام رَجَب، ولكن هذه الروايات لَم تثبت.
والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان أكثر ما يصوم في شهر شعبان مِن غير رمضان، لَم يكن يصوم أكثر مِن صيامه في شهر شعبان إلا صيام رمضان.
وإنَّما جاءت روايات-كما ذكرنا-وإنَّما هذه الروايات لَم تثبت.
وما جاء منع، فصيامه كصيام بقية الأيام، مَن صامه لا لاعتقاد بأنَّه ثابت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فعلاً أو أمراً فلا حرج عليه، والله-تعالى-يتقبل مِن المحسنين.

المفتي: الشيخ أحمد بن حمد الخليلي.
المصدر: برنامج " سؤال أهل الذكر " من تلفزيون سلطنة عُمان، حلقة 12 رمضان 1426هـ - 16 أكتوبر 2005م، الجواب على السؤال الثامن.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 11-22-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 3 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



فتاوى جديدة في الموضوع

س: ما حكم صِيَام شهر رَجَب ؟
ج: صيام شهر رَجَب يَصنعه كثيرٌ من الناس من العوام وأشباه العوام ظَنًّا منهُم أنَّ ذَلِكَ ثابتٌ عن النبِي صلوات الله وسلامه عليه، وقد رُوِيَت في هذا الباب-أعنِي في باب صِيَام شهر رَجَب-أَحاديثٌ مُتعدِّدة تُنسَب إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ولكن تلك الأحاديث لا تثبُتُ عنه صلوات الله وسلامه عليه .. هي مِن البطلان بِمكان، وقد نبَّهَت عليها طائفة كبيرة من أهل العلم، بل ألَّف بعض العلماء فيها كُتُبا خاصة بَيَّنُوا أنَّ هذه الأحاديث ليست بِثَابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بل هي باطِلة لا ينبغي لأحدٍ أن يعتمِدَ عليها، ومِمَّن نَصَّ على ذلك الإمام السالِمي-رحِمه الله تَبَارك وتعالى-في " جوهَر النظام " عندما ذَكَر صيام شَهر رَجَب .. قال:
لكنَّها ضَعِيفة الإِسْنَاد ... وبعضُهُم بِوَضْعِهَا يُنَادِي
فَذَكَر-رحِمه الله-أنَّ تلك الأحاديث ضعيفةٌ من حيث الأسانِيد، وأن بعض العلماء نادَى بوضعها، والقول بعدم ثبوت تلك الأحاديث وأنَّها من البطلان بِمكان-كما قلت-نَصَّتْ عليه جَماعة من العلماء الأَعْلام وهُوَ الحق، فَصِيام شهر رَجَب لَم يثبت فيه حديثٌ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا بِمُفرَدِه ولا بِمَجموع طُرقه، وما ظنه بعضهم من أنَّ ذلك داخلٌ في صيام الأشهر الحرم ليس بشيء، فإنَّ شَهر رَجَب وإن كان من الأشهر الحرُم حقًّا ولكن الحديث الوارِد في مشروعِيَّة صيام الأشهر الحرم لَم يثبُت عن النبِي - صلى الله عليه وسلم - لأنَّهُ جَاء من طريقِ بعض المَجَاهِيلِ الذِين لا يُعتَمَد على روايتهم أبدًا، نعم شهر المُحرَّم وردت مشروعية صيامه في حديث صحَّحَه غير واحد من أهل العلم، وإن ذَكَر بعضهم بأنه موقُوف على صحابي، لَكن القول بِرَفْعِه أقرب إلى الصواب، نَعَم ثَبَتت-أيضاً-صِيَام بعض الأيام من شهر ذي الحجة عن النبِي صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم، أمَّا بالنسبة إلى رَجَب فلم يثبُت عنه صَلوات الله وسلامه عليه شيءٌ في ذلك.
بَقِي أنَّ هذا الشهر كغيره من الأشهر التي لَم يَرِدْ في فَضْلِ صِيامها حديثٌ عن النبِي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فَمَن شاء أن يصُومَ ذلك فلا مانع من صِيام هذا الشهر، إذ لَم يأت دليل يدل على المنع من صيامه ولا على كراهية صيامِه، فأيام هذا الشهر كسائر الأيام التي لَم تَرِدْ فيها سُنَّة بالمنع ولا بأنَّ ذلك سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وفي الصيام خيرٌ كثيرٌ، لكنَّ كثيرًا مِن الناس يُقدِّمُون هذا الشَّهر على غيره ويترُكُون صِيَام الأيام التي ثَبَتَ صِيامُهَا عن النبِي - صلى الله عليه وسلم - أو ثبت الإرشاد عَنه - صلى الله عليه وسلم - إلى صيامِها، فنحن-بِمشيئة الله تبارك وتعالى-سَنَستَقبِل بعد أكثر من شهرٍ شهرَ شَعبان، وقَد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثبوتًا أوضح من شَمس الظهيرة أنَّه كان-صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه-يصُومُ في هذا الشهر، كما جاء ذلك من طريق السيدة عائشة الصِّدِّيقَة رضي الله عنها وعن أبِيهَا، وقد ذَكَر ذلك كثيرٌ من أهل العلم، والشيخ السالِمي-رحِمَه الله-يقول في " جوهر النِّظام ":
والمُصطَفى أكثر ما يصُومُ ... في شهر شعبَان وذَا مَعلُوم
المُصْطَفَى .. بيَّنَ أنَّه كَانَ يصُوم في هَذَا الشَّهر في شهر شَعبَان، وهذا هو الصحيح الثابت في سُنَّة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أمَّا ما ادَّعَاه بعضهم من أن النبِي - صلى الله عليه وسلم - لعلَّه كان يصوم قضاءً، فهي دعوى مُخالِفَة للصَّواب، هل كان - صلى الله عليه وسلم - يترك أيامًا كثيرة بِحيث إنَّه يصوم هذا الشَّهر أو أغلَبَه في القضاء ؟!، ثُم إنه - صلى الله عليه وسلم - كان في غالب الأعْوَام في المدينة المنوَّرَة .. كان في وَطَنِه .. كان يصُوم فماذا كان يقضي صلوات الله وسلامه عليه ؟! .. لَم يثبُت أنه كان مريضًا، فعلى كل حال صيام شَعبان سُنَّة، وكذلك بالنسبة إلى صيام المُحرَّم، وخاصة في اليوم العاشر، وإذا أمكن الجمع بينه وبين التاسع فَفِي ذلك سُنَّة ثابتة عنه صلوات الله وسلامه عليه، وكذلك بالنسبة إلى التاسِع مِن ذِي الحجة لِغَير الواقفين بِعَرفة، أمَّا بالنسبة إلى الواقِفِين فلم يثبُت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديثٌ في مشروعية صيامه، وقد اختلَفَ العلماء في مشروعية ذلك، وما دام النبِي - صلى الله عليه وسلم - لَم يَصُم فِيه فلا نرى داعيًا لِصِيامه، ولاسِيَّما أن الصيام قد يشُقُّ على ذلك الواقف لأنه بِحَاجة إلى شيءٍ من النشاط .. بِحاجة إلى الدعاء، ثُم بعد ذلك عليه أعمال كثيرة في اليوم العاشر .. عَلَيه في ليلة العاشر المَبِيت بِجَمْع وقد يَحتاج إلى المشي وقد يركَب في السيارة-مثلاً-ولكن ذلك يشُقُّ عليه بِسَبب ضِيقِ الطريق ومشقَّتِه في تلك الليلة كما هو مُشاهَد، وفي الصَّبَاح عَليه الرَّمي ثُم الذبح لِمن كانت مُتمتِّعًا أو قارنًا على رأي الأكثرين بالنسبة إلى القَارِن، وأمَّا المُتَمَتِّع فهو أمرٌ مُتفق عليه، بل نَصَّ عَلَيه الكتاب العزيز والسنَّة الصحيحة، وبعدَ الرَّمي والذَّبح الحلق وإن كان أمرُه يسيرًا .. أعنِي الحلق، ثُم إذا أمكنه أن يطُوف وأن يسْعَى إن كان مُتمتِّعًا، أو كان قارنًا أو مُفرِدًا ولَم يَسْعَ مِن قَبل، أمَّا المُتمتِّع فلابد من السعي في حقِّه، والطَّوَاف في حَقِّ الكُل، ثُم قد يرجع وهو يَمشي فيحتَاج إلى شيءٍ مِنَ النشاط، وكذلك في الصَّباح يدعُو في جَمْع، فإذا صام قد يشُقُّ عليه، فَلِماذا يصوم والنبِي - صلى الله عليه وسلم - لَم يصُم بل شَرِب اللَّبن على مشهدٍ ومرأى من صحابته رضوان الله تبارك وتعالى عليهم، وكذلك بالنسبة إلى صيام غير ذلك من الأيام الفَاضِلَة.
والحاصل أنَّ شهر رجب لَم يأت في فضلِ صيامه حديثٌ عن النبِي - صلى الله عليه وسلم - ثابت، وهو كغَيرِه من سائر الأيام، فَمَن كان لديه النَّشَاط على الصِّيام في هذا الشهر وفي غيره من الأشهر ولا يُفرِّطُ في صيام الأيام المَندُوبَة فلا إشكَال في ذلك، أمَّا مَن يُفَرِّط في ذلك فهو يُفرِّط في الأفضل، فَلِماذا يترُك الأفضل ويأتِي بالمَفضُول ؟!؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.

س: سؤالُهُ الآخر عن يومٍ بِعَيْنِه مِن شهر رَجَب .. اليوم السابع والعشرين.
ج: لا دَلِيلَ على صيام هذا اليوم وإنْ قال به مَنْ قال مِن أهل العلم، فلعلَّهم اعتمَدُوا على أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أُسْرِي به في ليلة السابع والعشرين مِن شهر رجب، وقالوا بِمَشرُوعية صيام هذا اليوم، ونَحن نقول: إنَّه ليس هنالك دليل في كتاب الله ولا في سُنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أُسرِي به في ليلة السابع والعشرين من رجب، إنَّما ثَبَتَت الأدلة على ثُبُوت الإسراء وعلى ثبُوت المعراج، ولكن ما هي هذه الليلة التي أُسرِيَ به - صلى الله عليه وسلم - وعُرِجَ به فيها فلم يأت فيها دليلٌ عن النبِي - صلى الله عليه وسلم - ، ثُم إنَّ النبِي - صلى الله عليه وسلم - لَم يصُم في هذا اليوم ولَم يصُم أحدٌ من صحابته ولَم يُرشِد-صلوات الله وسلامه عليه-أحدًا على الصِّيام في هذا اليوم، فَلِمَاذا نقول بِمَشرُوعِيَّة هذا ولا دليل على ذلك .. لا مِنْ كتابٍ ولا سُنَّة ؟!؛ والله-تبارك وتعالى-أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س: ما حكم صَلاة الرَّغَائِب ؟
ج: صلاة الرَّغَائِب هي فِي أَوَّل جُمُعة من شهر رجب ؟
س: بِهذِه النِّية تكون.
ج: هكذا يفعَلُها الناس، وبعضُهُم يقول: هي-أيضًا-في ليلة الخامِس عَشَر من شهر شعبان، وعلى كل حال الحديث الذي استَدَلَّ به من استَدَل على مشروعية صلاة الرَّغَائِب في ليلة أول جُمُعة من شهر رَجَب هو حديثٌ باطلٌ لَم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .. في إسنادِه وَضَّاع وفيه-أيضًا-بعض المَجَاهِيل، فلا يَجوز لأحدٍ أن يَحتَجَّ بِه أو أن يَعتَمِدَ عليه بعد أن عَلِمَ بِعَدَم ثُبُوتِه عن النبِي صلى الله عليه وعلى آله وسَلم، بل ليس له أن يعتَمِد عليه حتى قبل العلم بِأنَّه لَيس بِثَابت عن النبِي - صلى الله عليه وسلم - ، بل عليه أن يسأل عن أمرِه، فَضلاً عن مُخالَفَته لِبَعض الأدلة الواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فهذه الليلة لَم يثبُت في فَضلِهَا حديثٌ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ومَن قال بِمَشرُوعية صلاتِها اعتَمَد على هذا الحديث الباطل المَوْضُوع المُخْتَرَع المَصْنُوع، فلا يُمكن أن يُقتَدَى به في ذلك، واستدلال من استدل مِن أنَّ هَذَا الحديث يُوافِق الأحاديث المُرغِّبة في قِيام الليل ليس بِشَيء .. استدلالٌ باطلٌ، هذه الليلة نَعَم كغيرها، يُشرَع قيامها كما يُشرَع قيام غيرها، لكن أن تُخَصّ بِهذه الصلاة بأن تَكون هذه الصلاة على هَيأَةٍ مَخصُوصَة وبِصِفَة مُعيَّنة فَلا يُمكِن أن يكون ذلك دَاخلاً تَحت الأدلة الدالَّة على مشروعِيَّة قِيَام الليل، نَحن نقول بِمَشروعِيَّة قِيام الليل وتدخُلُ فيه هذه الليلة كغيرها من سائر الليالِي، لكن الذي نَنْهَى ونُحذِّر منه ونقُول إنَّه ليس بثابت عن النبِي - صلى الله عليه وسلم - هو أن تُصلَّى في هذه الليلة صلاة مُعيَّنة بِصفة معلومة بكيفِيَّة .. تُصلَّى بكذا كذا ركعة ويقرَأُ فيها بِكَذا من السُّور وبالعدد المُعيَّن أو ما شابه ذلك .. هذا باطلٌ لا يُمكن أن يقول به عالِم، ومَن قال به قبل ذلك-كما قلت-اغْتَرَّ بِذَلك الدَّليل وهو ليس بِدَليل في واقع الأمر بل هو باطلٌ، فينبغي للناس أن يُكثِرُوا من قيام الليل والأدلة الدَّالة عليه .. أيْ على مشروعِيَّة القيام من كتاب الله-تبارك وتعالى-ومن سُنَّة النبِي - صلى الله عليه وسلم - كثيرة جدًّا جدًّا وقد أوردت طائفة منها في " تُحفَة الأَبرَار " فَمَن شاء ذلك فليرجع إليه، وينبغي أن يُصلِّي المصلي ركعتين خَفِيفَتين ثُم يُصلِّي ثَمَان رَكَعات ثُم يُوتِر .. هذا الذي ثَبَت عن النبِي - صلى الله عليه وسلم - .. ما كان يَزِيد عن اثنَتَيْ عَشْرَة ركعة ويُوتِر-طبعا-بعد ذلك بركعة.
وكذلك بالنسبة إلى لَيلَة الخامس عشر من شهر شعبان، وقد تكَلَّمتُ على هذه الليلة وذكرْتُ طائفة من الأحاديث التي رُوِيَت في ذلك في مرَّة سابِقة في هذا المَوضِع وبَيَّنْتُ بِأنَّ تِلك الأحاديث ليست بِثَابتة .. باطلة لا تصِحُّ عنه - صلى الله عليه وسلم - ، ومن قال بثبوتِهَا بِمجموع طُرُقها لَم يدرُس تلك الطرق في حقيقة الواقع كما ينبَغِي أو أنه من المُتَسَاهلين الذين يعتمدون على مُجَرَّد الطُّرق، فقد يأتِي الحديث من عشرات الطُّرُق ولكنه حديث باطلٌ لا يُمكن الاعتماد عليه، لأنَّ تلك الأدلة إمَّا أن تكون مُخَالِفة لأدلة صحيحةٍ ثابتة ثبوتًا لا شكَّ فيه، وأَمَّا أن تكون تلك الطُّرُق من الضَّعف والوَهَاء بِمَكان فلا يُمكٍن أن يُعتمد عليها، مُجرَّد كثرة الطُّرق لا يُمكِن أن يُعتمَد عليها إلا إذا كان صالِحَة لأَنْ يَرتَقِي الحديث بِمَجمُوعِهَا ويرتَفِع من درجة الضَّعف المُلازِم لِكل فردٍ من أفراده إلى دَرجة القبول بالمَجمُوع الكُلِّي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س: يسأل عن العُمرَة في رَجَب أيضًا.
ج: العمرة في رَجَب ليست بِثَابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وقد روى ابن عمر-رضي الله تعالى عنه وعن أبيه-أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتمر في شهر رجب، ورَدَّت عليه السيدة عائشة الصدِّيقة-رضي الله عنها وعن أبيها-بأنَّ النبِي - صلى الله عليه وسلم - لَم يعتمر في شهر رجب البتَّة، فابن عمر-رضي الله تعالى عنه-قد اعتَمَر في كل مرة اعتَمَر فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكن أصابه شيءٌ من الذُّهُول فظَنَّ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتمر في شهر رجب، وليس الأمر كذلك، نبَّهَته السيدة عائشة-رضي الله تعالى عنها-على خطَئِهِ وتَرَك ذلك رضوان الله تبارك وتعالى عليه، فالعُمرَة في شهر رَجَب ليس في فضلها حديث، وإنَّما الفضل في العمرة في شهر رمضان كما جاء ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديثٍ صحيحٍ، وكذلك اعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم - في شهر ذي القعدة أَكثَر من مَرَّة، وما رُوِي عنه أنَّه اعتَمَر في شَوال إن ثبت فمعنَى ذلك أنَّه أحرم بِذلك في شهر شوال وأتَمَّ العمرة .. أَتَى بِبَقية المناسك في شهر ذي القعدة، فلا تعارُضَ بين هذا وذاك.
شهر رَجَب لا مانع من الاعتِمَار فِيه كَبَقية أشهر السَّنَة، ولكن الذي نُنبِّه على أنه خطأ هو أن يُخَصّ هذا الشهر بِعُمرة ويُظَن بأنَّ في ذلك الفَضل أو ما شابه ذلك، من تَمكَّن أن يعتمر في شهر رمضان فذلك خَير، ومن تَمكَّن في الشهر الذي اعتَمَر فيه النبِي - صلى الله عليه وسلم - ففي ذلك خير، ومن أراد أن يعتَمر في أيِّ شهر من الشهور-ومِن جُملَتِهَا هذا الشهر الذي هو شهر رَجَب-فلا مانع من ذلك وفي ذلك خير، الأفضل في شهر رمضان ورَجَب كغيره من الأشهر، فمثلاً الإنسان عنده إجازة في شهر رَجَب وأراد أن يعتمر في هذا الشهر لا مانع من ذلك وفي ذلك خير بِمشيئة الله تبارك وتعالى، لكن لا يترُك العمرة في بقيَّة الأشهر وينوي أن يعتمر في هذا الشهر من أجل الفَضل الذي فيه.
وكذلك-كما قلت-بالنسبة إلى الصِّيام، يُمكن أن يصوم وفي ذلك خير .. داخلٌ في عُمُومات الأدلة الدالة على فضل الصِّيام كما أنَّ هذا داخلٌ في عُمُومات الأدلة الدالَّة على فضل العمرة، وإنَّما الذي يُنبَّه على أنَّه خطأ هو أن يقصِد الإنسان هذا الشَّهر لِذَاته لِمَا يعتقد فيه من الفَضل فَيَعتمر فيه أو يصوم فِيه؛ والله أعلم.

المفتي: الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي.
المصدر: برنامج " سؤال أهل الذكر " من تلفزيون سلطنة عُمان، حلقة 22 جمادى الثانية 1428هـ - 08 جويلية 2007م، الجواب على السؤالين الثاني والسابع والثامن.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 11-22-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 4 )
:: عــضــو  ذهبي ::
رقم العضوية : 190
تاريخ التسجيل : Nov 2010
مكان الإقامة : عـــمـــ الحبيـــبـــة ــــــان
عدد المشاركات : 1,343
عدد النقاط : 110

N@zwani.99 غير متواجد حالياً



مشكوووور حبوووب

تسلم يدينك ع الموضوع

تقبل مروووري

توقيع :

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-05-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 5 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



تشكر على الطرح الرائع

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للشيخين , محمد , الخليلي , القنوبي , رحت , شهر , فتاوى , فضل , وسعيد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب : الفتاوى كتاب الصلاة ج1 لسماحة الشيخ أحمد الخليلي عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 8 10-26-2011 09:29 PM
تحميل فتاوى للشيخ أحمد بن حمد الخليلي عابر الفيافي المكتبة الإسلامية الشاملة 4 01-08-2011 07:25 AM
الشيخ محمد بن شامس البطاشي (رحمه الله) جنون علماء وأئمة الإباضية 4 12-19-2010 06:42 AM
بيع الإقالة.. لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 2 11-21-2010 04:18 PM
فتاوى الشيخ أحمد بن حمد الخليلي الرمضانية عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 2 05-11-2010 09:51 PM


الساعة الآن 11:38 AM.