إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم - الصفحة 2 - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات



الـنور الإسلامي العــام [القرآن الكريم] [اناشيد اسلاميه صوتيه ومرئيه] [السيره النبويه] [اناشيد اطفال] [ثقافة إسلامية]


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
كُتبَ بتاريخ : [ 08-12-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 11 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



التقدم العلمي

حقيقة البياض في حد ذاتها تباين حقيقة ، ولكن البياض والبرودة يمكن اجتماعهما في ذات واحدة كالثلج أبيض وبارد، وكذلك الكلام والقعود، فإن حقيقة الكلام تباين القعود، مع أمكان أن يكون الشخص الواحد قاعدا متكلما في وقت واحد، وهكذا بالنسبة بين المتمسك بالدين والتقدم بالنظر إلى حكم العقل من هذا القبيل0
ولا مانع في حكم العقل من كون المحافظ على امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، مشتغلا في جميع الميادين التقدمية كما لا يخفى، وكما عرفه التاريخ للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بالنظر إلى نصوص الكتاب والسنة النبوية، كقوله تعالى : " ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز0 الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وأمروا بالمعروف ونهو عن المنكر ولله عاقبة الأمور " سورة الحج 40/41 0وقوله تعالى ( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) سورة الصافات 171/173 0
وإن النسبة بين التمسك والتقدم كالنسبة بين الملزوم ولازمه ، ولأن التمسك بالدين ملزوم للتقدم ، بمعنى أنه يلزم عليه التقدم ، كما صرحت به الآيات المذكورة ، ومعلوم أن النسبة بين الملزوم ولازمه لا تعدو أحد أمرين:
إما أن تكون المساواة أو الخصوص المطلق، لأن الملزوم لا يمكنن تكأ أن يكون أعم من لازمه ، وقد يجوز أن يكون مساويا له أو أخص منه ، ولا يتعدى ذلك ، ومثال ذلك :
الإنسان مثلا ، فإنه ملزوم للبشرية والحيوانية ، بمعنى أن الإنسان يلزم على كونه إنسانا أن يكون بشرا وأن يكون حيوانا ، وأحد هذين اللازمين مساو له في الما صدق وهو البشر ، والثاني أعم منه ما صدق وهو الحيوان فالإنسان أخص منه خصوصا مطلقا كما هومعروف0
ولو راجعوا دينهم لرجع لهم عزهم ومجدهم ، وقادوا جميع أهل الأرض ، وهذا مما لا شك فيه قال الله تعالى ( ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض ، والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل الله أعمالهم ) سورة محمد 4 0
شرع الله أولى بالاتباع :
ومن هدي القرآن للي هي أقوم : بيانه أنه كل من اتبع تشريعا غير التشريع الذين جاء به سيد الخلق محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه ، فاتباعه لذلك التشريع المخالف كفر بواح ، مخرج عن الملة الإسلامية ، ولما قال الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم ، الشاة تصبح ميتة من قتلها ؟ 0
فقال لهم : ( الله قتلها ) فقالوا له : ما ذبحتم بأيديكم حلال ، وما ذبحه الله بيده الكريمة تقولون إنه حرام ، فأنتم إذن أحسن من الله ؟ ، أنزل الله فيهم قوله تعالى ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق ، وإن الشياطين ليو حون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم ، إنكم لمشركون ) سورة الأنعام 0121
وقوله تعالى ( إنكم لمشركون ) قسم من الله عز وجل ، أقسم به على أن من اتبع الشيطان في تحليل الميتة أنه مشترك ، وهذا الشرك مخرج عن الملة بإجماع المسلمين ، وسيوبخ الله مرتكبه يوم القيامة بقوله ( ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين. وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم) سورة يس 60 /61 0
ولأن طاعة الله في تشريعه المخالف للوحي هي عبادته لغير الله ، قال الله تبارك وتعالى : " إن يدعون من دونه إلا إناثا ، وإن يدعون إلا شيطانا مريدا " سورة النساء 137 0 أي ما يعبدون إلا شيطانا وذلك باتباعهم تشريع الشيطان ، قال تعالى ( وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ، ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ، ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون ) سورة الأنعام 137 0
فسماهم شركاء لأنهم أطاعوهم في معصية الله تعالى ، وقال خليل الرحمن عليه السلام لأبيه ( يا أبت لا تعبد الشيطان ، إن الشيطان كان للرحمن عصيا، يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا ) سورة مريم 44/45 0أي بطاعته في الكفر والمعاصي 0
ولما سأل عدي بن حاتم الطائي ء النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تبارك وتعالى ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم ، وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ) سورة التوبة 31 0
بين له الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن معنى ذلك أنهم أطاعوهم في تحريم ما أحل الله ، وتحليل من حرم الله 0
وللحديث بقية إن شاء الله .

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 08-13-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 12 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



التقدم العلمي الرابطة التي يجب أن يعتقد أنها هي التي تربط بين أفراد المجتمع ، وأن ينادى بالارتباط بها دون غيرها إنما هي دين الإسلام0
لأنه هو الذي يربط بين أفراد المجتمع حتى يصير بقوة تلك الرابطة جميع المجتمع الإسلامي كأنه جسد واحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
فربط الإسلام لك بأخيك كربط يدك بمعصمك، ورجلك بساقك، كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن مثل المؤمنين في تراحمهم وتعاطفهم وتوادهم ، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له ستائر الجسد بالسهر والحمى ) 0
ولذلك يكثر في القرآن الكريم إطلاق النفس وإرادة الأخ ، تنبيها على أن رابطة الإسلام تجعل أخا المسلم كنفسه ، قال الله تعالى ( وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ، ولاتخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون ) سورة البقرة 84 0 أي لا تخرجوا إخوانكم ، وقوله تعالى : ( لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون بأنفسهم خيرا ، وقالوا هذا إفك مبين ) سورة النور 12 0أي بإخوانهم على أصح التفسيرين ، وقوله ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ، ولا تلمزوا أنفسكم ، ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ، ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون " سورة الحجرات 11 0أي إخوانكم على أصح التفسيرين ، وقوله تعالى ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ، وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون ) البقرة 188 0
وقد علم في التاريخ حال العرب ، قبل الإسلام وحالهم بعد ظهور الإسلام كما لا يخفى : وقد بين الله جل جلاله ، في محكم كتابه : إن الحكمة في جعله بني آدم شعوبا وقبائل ، هي للتعارف فيما بينهم ، وليست هي أن يتعصب كل شعب على غيره ، وكل قبيلة على غيرها 0
قال الله تبارك وتعالى ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) الحجرات 13 0
ونحن حين نصرح بمنع النداء بالروابط العصبية ، والأواصر النسبية ونقيم الأدلة على منع ذلك ، لا ننكر أن المسلم ربما انتفع بروابط النسبية لا تمت إلى الإسلام بصلة ، كما نفع الله نبيه صلى الله عليه وسلم بعمه أبي طالب 0 وقد بين الله جل وعلا أن عطف ذلك العم الكافر على نبيه صلى الله عليه وسلم ،0
فذكر الله ما من به عليه ، قال الله تعالى : " ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى، ووجدك عائلا فأغنى " سورة الضحى 6 / 8 0
أي آواك بأن ضمك إلى عمك ابي طالب ، ومن آثار تلك العصبية النسبية قول أبي طالب في الرسول صلى الله عليه وسلم :
والله لن يصلوا إلي بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة وابشر وقر منك بذلك عيونا
وقد نفع الله بتلك العصبية النسبية ، شعيبا عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام كما قال الله تبارك وتعالى : " قالوا : يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول ، وإنا لنراك فينا ضعيفا ، ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز ) سورة هود 91 0
وقد نفع الله بها النبي صالحا أيضا عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، كما أشار الله لذلك بقوله تعالى ( قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله، ثم لنقولن لوليه ما سمعنا مهلك أهله وإنا لصادقون ) النمل 49 0 فقد دلت الآية الكريمة على أنهم يخافون من أولياء صالح ، ولذلك لم يفكروا إن يفعلوا به سوءا ليلا في خفية، وقد عزموا أنهم إن فعلوا به ذلك أنكروا.
فيلزم الناظر في هذه المسألة ان يفرق بين بين الأمرين ، ويعلم أن النداء براوبط القوميات لا يجوز على كل حال ، ولا سيما إذا كان القصد بذلك القضاء على رابطة الإسلام ، وإزالتها بالكلية بدعوى أن لا يساير التطور الجديد ، أوأنه جمود وتأخر عن مسايرة ركب الحضارة ، نعوذ بالله من طمس البصيرة .
وللحديث بقية إن شاء الله .

ناصر بن محمد الزيدي

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 08-14-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 13 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



الرابطة الإيمانية من هدي القرآن للتي هي أقوم ،عدم وجود رابطة بين المؤمنين والكافرين ، قال الله تعالى : لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) سورة المجادلة 22 .
وإن منع النداء بروابط القوميات لا ينافي قولنا : إنه ربما انتفع المسلم بنصرة قريبه الكافر ، بسبب العواطف النسبية ، والأواصر العصبية التي لاتمت إلى الإسلام بصلة.
كما وقع من أبي طالب للنبي صلى الله عليه وسلم ، وقد ثبت في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله يؤيد هذا الدبن بالرجل الفاجر ) .
ومع ذلك فإن تلك القربات النسبية ، لا يجوز أن تجعل هي الرابطة بين المجتمع ، لأنها تشمل المسلم والكافر ، والطايع والعاصي ، ومعلوم أن المسلم عدو للكافر ، وبالمقابل فالكافرعدو للمؤمن ، فللعداوة المتأصلة بين الكفر والإيمان ، لا يمكن أن تكون هناك رابطة تربط الطرفين أو تربط الفريقين قال الله تبارك وتعالى (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر ، يوادون من حاد الله ورسوله ...) المجادلة 22.
والحاصل أن الرابطة الحقيقية التي تجمع المتفرق ، وتؤلف المختلف هي الرابطة الإسلامية ، رابطة : ( لا إله إلا الله ) ألا ترى أن هذه الرابطة التي تجعل المجتمع الإسلامي كله كالجسد الواحد ، وتجعله كالبنيان المرصوص ، يشد بعضه بعضا ن 0
عطف قلوب حملة العرش من حوله من الملائكة الكرام على بني آدم في الأرض، مع ما بينهم من الاختلاف قال الله تعالى : { الذين يحملون العرش ومن حوله ، يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ، ويستغفرون للذين آمنوا ، ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما ، فأغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم .) سورة غافر .
فقد أشار الله تبارك وتعالى : إلى أن تلك الرابطة التي تربط بين حملة العرش ومن حوله ، وبين بني آدم في الأرض حتى دعوا الله لهم هذا الدعاء الصالح العظيم ، إنما هي بلا شك رابطة الإيمان بالله عزوجل ، لأنه قال عن الملائكة
(يؤمنون به) ، فوصفهم بالإيمان ، وقال عن بني آدم في اسغفار الملائكة لهم:
{ويستغفرون للذين آمنوا} ، فوصفهم أيضا بالإيمان0
تلك هي الرابطة التي تستحق التقدير، وتدعوا إلى الألفة والمحبة ، فدل على أن الرابطة بينهم هي الإيمان وهو أعظم رابطة .
ومما يوضح ذلك أن الرابطة الحقيقية هي الدين الإسلامي قوله تعالى في عم الرسول أبي لهب عبد العزى بن عبد المطلب : { سيصلى نارا ذات لهب } سورة المسد 3 .
ويقابل ذلك بما لسلمان الفارسي من الفضل والمكانة عند النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال فيه ( سليمان أهل منا أهل البيت) رواه الطبراني والحاكم في المستدرك .
وقال الشاعر :
لقد رفع الإسلام سلمان فارس وقد وضع الكفر الشريف أبا لهب
وقد أجمع العلماء: على أن الرجل إن مات وليس له من القرباء إلا ابن كافر، إن إرثه يكون للمسلمين بأخوة الإسلام، ولا يكون لولده لصلبه الذي هو كافر، والميراث د ليل القرابة، فدل ذلك على أن الأخوة الدينية أقرب من البنوة النسبية . وبالجملة فلا خلاف بين المسلمين ، أن الرابطة التي تربط أفراد أهل الأرض بعضهم ببعض ، وتربط بين أهل الأرض وأهل السماء ، هي رابطة : (لا إله إلا الله ) ، فلا يجوز البتة النداء برابطة غيرها 0

وللحديث بقية إن شاء الله.

ناصر بن محمد الزيدي

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 08-16-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 14 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



درء المفاسد : من هدي القرآن للتي هي أقوم ، درء المفاسد 0
وقد ورد عن العلماء أن المصالح التي عليها مدار الشرائع ثلاثة :
الأولى : درء المفاسد المعروف مقدم عند أهل الأصول بالضروريات .
الثانية : جلب المصالح ، المعروف عند أهل الأصول بالحاجيات .
الثالثة : الجري على مكارم الأخلاق ومحاسن العادات، المعروف عند أهل الأصول بالتحسينات والتتميمات، وكل هذه المصالح الثلاث ، من هدي القرآن للتي هي أقوم ، وهي أقوم الطرق وأعد لها .
درء المفاسد ينقسم إلى ستة أقسام هي :
الأول درء مفسدة الدين : وقد جاء القرآن العظيم بالمحافظة عليه بأقوم الطرق وأعدلها ، كما قال الله تعالى ) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى
لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ
انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {39 ( سورة البقرة 193، وقال تعالى :


قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ
تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا
وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا {16 " سورة الفتح 16 .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ) الحديث ، وقال : ( من بدل دينه فاقتلوه ) .
الثاني درء مفسدة النفس : وقد جاء القرآن الكريم بالمحافظة عليها بأقوم الطرق وأعدلها ، ولذلك أوجب القصاص درءا للمفسدة ع، الأنفس ، كما جاء ذلك في كتاب الله ، قوله تعالى : { ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون } سورة البقرة 179 ، وقال : { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد ، والأنثى بالأنثى ، فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ، ذلك تخفيف من ربكم ورحمة ، فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ( سورة البقرة 178 ، وقال تعالى ) ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا ( سورة الإسراء 33 .
الثالث درء مفسدة العقل : وقد جاء القرآن بالمحافظة عليه بأقوم الطرق وأعدلها ، قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون . إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصد كم عند ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ) سورة المائدة 90/91 .
وقال صلى الله عليه وسلم : (كل مسكر حرام ) وقال : ( ما أسكر كثيره فقليله حرام )ومن أجل المحافظةعلى العقل أوجب صلى الله عليه وسلم حد الشارب درءا للمسد ة عن العقل .
الرابع درء مفسدة النسب : وقد جاء القرآن العظيم بأقوم الطرق وأعدلها ، ولذلك حرم الزنى وأوجب فيه الحد الرادع ، وأوجب العدة على النساء عند المفارقة بطلاق أو موت ، لئلا يختلط الأنساب ، ولا يعرف لمن ينسب الأود ، قال الله تعألى : { ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا } سورة الإسراء 32 .
وقال الله تعالى ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ولا يزنون ، ومن يفعل ذلك يلق أثاما ) سورة الفرقان 68 . إلى غير ذلك من الآيات .
وقال الله تعالى في إيجاب العدة حفظا للأنساب :
} وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ {سورة البقرة 228 ،. وإن كانت عدة الوفاة فيها شبه تعبد لوجوبها مع عدم الخلوة بين الزوجين .
ولأجل المحافظة على النسب منعت المرآة الحامل أن تتزوج حتى تضع حملها ، قال الله تبارك وتعالى ( وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ) سورة الطلاق 4 .
الخامس درء مفسدة العرض : وقد جاء القرآن العظيم بأقوم الطرق وأعدلها ، فنهى المسلم عن أن يتكلم في عرض أخيه بما يؤذيه ، وأوجب عليه إن رماه بفرية حد القذف ثمانين جلدة ، قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم 00الخ0
وللحديث بقية إن شاء الله .

ناصر بن محمد الزيدي

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 08-17-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 15 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



جلب المصالح : القرآن يحث على مكارم الأخلاق ، ومن ذلك الأمر بالإحسان إلى المحتاجين والضعفاء ، والفقراء والمساكين 0
قال الله تعالى ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون " سورة النحل 90 . إلى غير ذلك من الآيات الدالة على ما يدعو إليه القرآن الكريم من مكارم الأخلاق، ومحاسن الصفات، وأحذ العفو والأمر بالعرف والأعراض عن الجاهلين0
ومما حض عليه القرآن الكريم من مكارم الأخلاق قوله تبارك وتعالى : " لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن ، أو تفرضوا لهن فريضة، ومتعوهن على الموسع قدره، وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين. فإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن ، وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح، وأن تعفوا أقرب للتقوى، ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير" سورة البقرة 236/237 .
فانظر إلى ما في هذه الأيات من الحث على مكارم الأخلاق ، من الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ويذكرهم الله فيها برابطة الفضل بين للناس ، وقال تعألى : " يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ، ولا الشهر الحرام ، ولا الهدي ولا القلائد ، ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ، وإذا حللتم فاصطادوا ..." المائدة 2 ، وقال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هوأقرب للتقوى، واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون" سورة المائدة 8 .
أنظر إلى ما في هذه الأيات الكريمة ، من مكارم الأخلاق ، ومحاسن الصفات ، والأمرالمعروف ، والنهي عن المنكر، وبمعاملة من عصى الله فينا أن نطيع الله فيه ، وقد حث القرآن الكريم على ذلك في كثير من الآيات البينات 0
ومما أرشد إليه القرآن الكريم، حل المشكلات العالمية، بما أن الأمراض واحدة ، فلا بد أن تكون طرق العلاج واحدة ، وقد وضع الإسلام الحلول اللازمة لكل المشكلات العالمية0
حل المشاكل العالمية :
ومن هدي القرآن للتي هي أقوم : هديه لحل المشاكل العالمية بأقوم الطرق وأعدها، وحل المشكلات مما يعانيه العالم في عصرنا الحالي في جميع أنحاء الأرض المترامتية الأطراف ممن ينتمي إلى الإسلام .
المشكلة الأولى :
يعود ذلك إلى ضعف المسلمين في أقطار الدنيا ، في العدد والعدة عن مقاومة الكفار، وقد هدى القرآن العظيم إلى حل هذه المشكلة بأقوم الطرق وأعدلها، فبين أن علاج الضعف عن مقاومة الكفار، إنما هوبصدق التوجه إلى الله تعالى ، وقوة الإيمان به والتوكل عليه ، لأن الله قوي عزيز، قاهر لكل شيء ، فمن كان من حزبه على الحقيقة لا يمكن أن يغلبه الكفار ولو بلغوا من القوة ما بلغوا 0
فمن ألأدبة المبينة لذلك : أن الكفار لما ضربوا على المسلمين ذلك الحصار العسكري العظيم في غزوة الأحزاب المذكورفي قول تبارك وتعالى : " إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذا زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا، هنالك ابتلي المؤمنون ، وزلزلوا زلزالا شديدا " سورة الأحزاب 10/11 0
كان علاج ذلك هو ما ذكرنا ، فانظر إلى شدة هذا الحصار العسكري، وقوة أثره في المسلمين ، مع أن جميع أهل الأرض في ذلك الوقت مقاطعوهم سياسيا واقتصاديا فإذا عرفت ذلك فأعلم أن العلاج الذي قابلوا به هذا الأمر العظيم وحلوا به هذه المشكلة ، هو ما بينه الله تعالى في سورة الأحزاب 0
فهذا الإيمان الكامل ، وهذا التسليم العظيم لله عز و، ثقة به وتوكلا عليه ، وهو سبب حل هذه المشكلة العظمى، وقد صرح الله تعالى بنتيجة هذا العلاج بقوله : " ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ، وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم ، وقذف في قلوبهم الرعب ، فريقا تقتلون وتأسرون فريقا0 وأورثكم أرضهم وديارهم وأرضا لم تطئوها ، وكان الله على كل شيء قديرا " سورة الأحزاب25/27 0
وهذا الذي نصرهم الله به على عدوهم ، ما كانوا يظنونه ، ولا يحسبون أنهم ينصرون به، وهو الملائكة الكرام والريح، ولله جنود السماوات والأرض قال الله تبارك وتعالى : إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم ، وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، وتظنون بالله الظنونا0 هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا " الأحزاب 9 / 11 0
وللحديث بقية إن شاء الله


ناصر بن محمد الزيدي

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 08-18-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 16 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



حل المشاكل العالمية المشكلة الأولى
تسليط الكفار على المؤمنين القتل والجراح، وأنواع الإذاء ، مع ان المسلمين على الحق، والكفار على الباطل.
وهذه المشكلة استشكلها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأفتى الله جل جلاله فيها ، ، وبين السبب في ذلك بفتوى سماوية تتلى في كتابه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وذلك أنه لما وقع ما وقع بالمسلمين في غزوة أحد : فقتل سيد الشهداء عم رسول الله حمزة بن عبد المطلب وابن عمته، ومثل بهما، وقتل غيرهما من المهاجرين سبعين رجلا ومن الأنصار ، وجرح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشقت شفته، وكسرت رباعيته، وشج صلى الله عليه وسلم.
وقد استشكل المسلمون ذلك ، وقالوا: كيف يدال منا المشركون ؟ ونحن على الحق، وهو على الباطل ؟ ، فأنزل الله سبحانه وتعالى قوله : " أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها ، قلتم أنى هذا ؟ ، قل هو من عند أنفسكم ، إن الله على كل شيء قدير ) آل عمران 165 0

فهذه الفتوى السماوية بيان واضح ، لأن سبب تسليط الكفار على المسلمين هو فشل المسلمين وتنازعهم في الأمر، وعصيانهم أمره صلى الله عليه وسلم ، وإرادة بعضهم الدنيا مقدما لها على أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان الواجب أن يمتثلوا أمره ، لأن أمر الرسول هو أمر لله ، قال الله تعالى : " من يطع الرسول فقد أطاع الله ، ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا "سورة النساء 80 0
المشكلة الثالثة :
هي إخلاف القلوب: واختلاف القلوب الذي هو أعظم الأسباب في القضاء على كيان الأمة اإلإسلامية، ووحدتها وقوتها، وهو السبب في فشلها وذهاب قوتها، قال الله تعالى : " وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا، وتذهب ريحكم ( أي قوتكم ) وأصبروا إن الله مع الصابرين " سورة الأنفال46.
فترى المجتمع الإسلامي اليوم في أقطار الدنيا يضمر بعضهم لبعض العداوة والبغضاء، وإن جامل بعضهم بعضا فإنه لا يخفى على أحد أنها مجاملة، وأن ما تنطوي عليه الضمائر مخالف لما يظهر على الألسنة0
وقد بين الله تعالى في سورة الحشر ، أن سبب هذا الداء العضال، الذي عمت به البلوى، إنما هو ضعف العقل، قال تعالى : " لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة، أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون " 14 0
ثم ذكر العلة لكون قلوبهم شتى ، ولا شك أن داء ضعف العقل، الذي يصيبه فيضعفه عن إدراك الحقائق، وتمييز الحق من الباطل، والنافع من الضار، والحسن من القبيح، لا دواء له إلا إنارته بنور الإيمان، لأن نور الإيمان يحيا به من كان ميتا ويضيء الطريق للمتمسك به، فيريه الحق حقا والباطل باطلا، والنافع نافعا، والضار ضارا، قال الله تعالى : " أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس، كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون " الأنعام 122 0
وقال أيضا : " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور" سورة البقرة 257 0فمن أخرج من الظلمات إلى النور أبصر الحق ، لأن ذلك النور يكشف عن الحقائق فيراها واضحة جلية، فيرى الحق حقا والباطل باطلا لا يشكل عليه شيء من أمرهما، قال تعالى: " أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم " الملك 22 0 وقال تعالى : " مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع : هل يستويان مثلا أفلا تذكرون " سورة هود 24 0
إلى غير ذلك من الآيات الدالةعلى أن الإيمان حياة بتدلا من الموت الذي كان فيه ، نورا بدلا من الظلمات اللتي كان فيها 0
وهذا النورالعظيم الذي يكشف الحقائق كشفا عظيما ، كما قال تعالى : " الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور" سورة النور 35 0
ذلك من هدي القرآن للتي هي أقوم ، والعمل بالسنة من هدي القرآن ، قال الله تبارك وتعالى ( وما آتاكم الرسول فخذوه ، وما نهاكم عنه فانتهوا " سورة الحشر 7 0
تلك النقاط العظيمة التي يشملها قوله تبارك وتعالى : " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم " سورة الإسراء 9 0
وللحديث بقية إن شاء الله.
ناصر بن محمد الزيدي
0


توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 08-20-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 17 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



إياكم وخضراءالدمن إذا تزوج إنسان امرأة أعجبته ومنبتها منبت السوء (خضراء الدمن ) ، وهذه قصة واقعية ليست من نسج الخيال.
فلما علم الزوج بتآمر الزوجة، حاول قتلها والتخلص منها، وقتل أمها وأختها في ليلة واحدة ، ثم يقتل هو نفسه، وفعلا نفذ الخطة، ولكن لم تكن إصابات الثلاث قاتلة، فأخذوا إلى المستشفى وعولجوا، فشفوا ونجا الثلاثة من الموت : الأم والزوجة والأخت، أما الزوج القاتل فقد أودى بحياته، فأمسى تحت الثرى مرتهنا بعمله، فليس للإنسان إلا ما سعى ، وأن سعيه سوف يرى.
اظفر بذات الدين
أنت، أنت الذي هيمنت عندما جاءت الوقائع ؟ 0 أم الله هو المهيمن لا أنت، تؤكد ما تعتقد من أن هذا أمر إلهي، فأنت إذا اخترت فتاة ولم تخترها، إلا لدينها وعفافها، وشرفها وصلاحها وأسرتها الصالحة، وآثرت دينها، على الجمال وعلى المال وعلى الحسب وعلى النسب وعلى الوجاهة في الدنيا0
جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تنكح المرأة لأربع : لجمالها ومالها، وحسبها ونسبها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك )0
فأنت انطلقت من منطلق: أن هذا العمل هو طاعة لله عز وجل قال الله تبارك وتعالى : " ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن، ولأمة مؤمنة خير من مشتركة ولو أعجبتكم، ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم، أولئك يدعون إلى النار، والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه، ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون ) البقرة 221 0
أما ذاك الآخر فقد انطلق من شهوته وقال: الزوجة يجب أن تكون ملء العين، جمالا وفتنة كما أحب وأشتهي، ولا قيمة لقلة دينها، وتدور الأيام، وإذا بك: ترى هذه الذي اختار المرأة الصالحة لصلاحها ودينها ترى حياته الزوجية مستقرة وسعيدة، ومفعمة بالمودة والمحبة والألفة والرحمة، تتنامى سعادته، ويبارك الله له في هذه الزوجة، ويرزقه الأولاد الصالحين الذين جعلهم الله قرة العين0
فأما الذي آثر الجمال على الدين، فحياته قطعة من الجحيم ، فمن الذي هيمن في نهاية الموضوع ؟ ، الله سبحانه وتعالى ، لذلك فالله عز وجل يقول ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) القصص 83
ويقول الله تبارك وتعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) الروم 21 0
يقول الله تبارك وتعالى: ومن آيات الله التي ينبغي أن تتفكروا فيها، لتدركوا قيمتها ومغزاها، وما تهدف إليه من تكريم الله للإنسان، ذلك لأن الله خلق لكم من أنفسكم أزواجا، أي من جنسكم لا من جنس غيركم ، حتى تكون سببا وهدفا لتسكنوا إليها، فأنتم متحدون جنسا مختلفون نوعا، وهذا الاختلاف بين الذكر والأنثى، للتكامل والتآلف والتعاون والتراحم0
وهذا الاختلاف لا ينبغي أن يكون أبدا سببا للنفور، بل يجب أن يكون سببا للسكون النفسي وراحة البال0
ولا يجد الإنسان هذا السكون إلا مع زوجه، التي جعلها الله بفضله وكرمه سكنا، مبنيا على المودة والرحمة، ومن ذلك قد يدخل الإنسان بيته وهو مضطرب النفس قلقا بسبب ما يلقاه خارج البيت، من معاملة الناس ، من المشاكل والأعباء، فإذا دخل بيته ووجد فيه امرأته المؤمنة ، الصالحة التقية النقية، فإن نفسه تسكن وينسى ما كان وجده خارج البيت من الهموم 0
وتلك نعمة كبرى من نعم الله علينا، وآية من آيات الله، وكما جعل الله الليل والنهار، لكل منهما مهمة يؤديها، ولا يصلح أن يقوم الليل بمهمة النهار، ولا أن يقوم النهار بمهمة الليل، فكذلك لكل من الذكر والأنثى مهمة، لا يستطيع أن يقوم الرجل بمهمة المرأة، ولا أن تقوم المرأة بمهمة الرجل0
فهما نوعان من جنس واحد، لكن بينهما فروق، وتلك الفروق هي التي جعلت أحدهما يسكن إلى الآخر ويطمئن إليه وهذا موضع التفكر والتدبر والاعتبار، فاعتبروا يا أولي الأبصار.
ثم قال الله تبارك وتعالى ( وجعل بينكم مودة ورحمة ) ، وليست المودة هي الحب، بل الحب ميل قلبي إلى المحبوب، والحب لا دخل للكسب فيه، ولا يملك له زيادة ولا نقصا، وقد يكون الحب في الحلال إن اتخذت له أسبابه، وقد يكون في الحرام إن سلكت طرقه وشعابه، أما المودة فلا تكون إلا مع الأزواج الحلال، والأولاد الذين يجعلهم الله للوالدين قرة أعين قال الله تبارك وتعالى ( والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إماما ) سورة الفرقان 74 0
والمودة ميل قلبي عميق، يكسبه الإنسان وينميه بعقله، وقديما قالوا : نصف العقل التودد إلى الناس، فالرجل يتودد إلى امرأته وكذلك المرأة تتودد إلى زوجها، ويجدان في هذا التودد الراحة النفسية.
وفي الآية إرشاد إلى إرساء أركان قواعد البيوت، وتكوين الأسر على دعائم المودة الخالصة وهذا لا ينافي الجعل، لأن الله هو الذي جعل لنا في هذا الزواج المشروع مودة ولاحمة .

وللحديث بقية إن شاء الله .
ناصر بن محمد الزيدي



توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 08-21-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 18 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



اظفر 1-2 بذات الدين يقول الله تعالى " وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة، ورزقكم من الطيبات، أفبالباطل يؤمنون، وبنعمة الله هم يكفرون" سورة النحل 72
وهذا الجعل لا بد له من سبب وسعي من عندنا، ثم إن الله تعالى يكمل المسببات التي تنتج عن هذه الأسباب، وهو القادر على أن يجعلها بدون أسباب ، ولكن حكمته اقتضت أن يجعل للأشياء أسبابا والكل من عند الله والأسباب منه خلق ومنا اكتساب0
وأحسن ما تنمو به هذه المودة حسن العشرة ، وصفاء القلوب، وحسن الأخلاق المتبادلة، بين الزوجين وكثيرا ما يتفوق أحدهما على الآخر، في هذه الأشياء فتكون سبب مودة صاحبه، وتأصيل شجرة المودة بينهما، وتضرب عروقها في قلبيهما ، فتدوم العشرة بينهما ولا يفرق بينهما إلا الموت ، وحتى الموت لا يفرق بينهما إذا بنيت مودتهما على تقوى من الله ورضوان.
ولا ينبغي لمشاكل الحياة أن تطغى، وتقضي على المودة بين الزوجين فتكون سببا للشقاق والفراق، كما يقع لبعض الشباب الذين لا يفقهون معنى العشرة الزوجية، ولا يراعون للمودة حقها، ولا يدر كون شيئا من التعقل حتى يتصرفوا تصرفا حكيما، فتراهم يسارعون إلى الفراق ولأتفه الأسباب وتتقطع أوأصل الرحمة ، وقد يقع هذه من الزوج ، وقد يقع من جانب الزوجة ، وهذا من أبغض الحلال إلى الله ، وكان ينبغي لهما الصبر والتحمل ، ولا تكون عاقبة الصبر إلا الحسنى ،0
قال الله تبارك وتعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ، ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا " النساء 19 0
ولم يقل فإن كرهتموهن ففارقوهن، ولكن قال : فعسى أن تكرهوا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا، وكذلك يقال للمرأة ، عليها أن تصبر على عشرة زوجها ولو ساءت اخلاقه، فإن لها في ذلك أجرا عند الله وعاقبة حسنة ، إن حق أحدهما على الآخر لعظيم ، وإن الإخلاص في المودة هو ملاك العلاقة الزوجية ، وإن حسن العشرة سداها المودة ، ولجمتها الرحمة ولذلك جمعتهما الآية الكريمة ، قال الله تعالى : " وجعل بينكم مودة ورحمة " 0
وقال بعض العلماء : الرحمة هي رقة القلب ، وعطفه على المرحوم هذا منا ، أما من الله تعالى فإرادة الخير واليسر بالمرحوم ، وجعل الله في قلب كل من الزوجين الرحمة نحو صاحبه 0
وهذه الرحمة تتحرك وتقوى إذا أصيب أحد الزوجين بضعف أو مرض ، أو شيخوخة أو آفة من الآفات فحينئذ يرحم بعضهما البعض، ويخلص كل في خدمة صاحبه وجبر كسره ولا يألو جهدا في النصح له، ولو تكلف عناء طويلا، وهذا المعنى لا يكون إلا بين الزوجين، لأنهما تعاقدا عقدا وثيقا على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عقدا صحيحا ليس فيه خلل ولا مخالفة ولا اعوجاج، فما أعظم مدلول هاتين الكلمتين : " مودة ورحمة " 0
ولا بد بهما معا حتى يكمل معنى الزواج الحلال ، وتتم نعمة الله على الزوجين ، وإذا رزقهما الله أولادا فإنهم إن نشأوا في كنف المودة والرحمة بين الوالدين ورحمتيهما، نبتت في نفوسهم كل معاني الخير والرحمة وسعدوا وسعد بهم الجميع0
ومن رحمة الوالدين بأولادهما، أن يجنباهما غذا نارالدنيا، وهلاكها فإذا جنب الوالدان أولادهما مشأكل الدنيا ، فهما يرحماهما من بلاء الآخرة وعذابها من باب أولى، قال الله تبارك وتعالى : " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ، وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " سورة التحريم 6 0
فالأولاد فلذات أكباد الوالدين ، وهي معقد المودة والمحبة والرحمة بينهما ، وعند ما يتعاشر الزوجان يالمودة والرحمة تسري هذه الروح في أولادهما ، فينشأون نشأة سليمة، فيها سعادتهما وسعادة المجتمع، وبالمودة والرحمة يدوم سكون أحد الزوجين لصاحبه، حتى في حال الضعف والشيخوخة، أو المرض وزوال معالم الصحة والجمال0
وفي تدبر هذه الآية ما يزيد إيمان المؤمن بربه، وليس كالكفار ليس لهم هذه الرابطة الإيمانية، ولذلك نجد الكفار في حالة الكبر، في حالة اضطراب وقلق ، يخافون شبح الوحد ة ، لا ينفعهم أولادهم للتفكك العائلي الذي نشأوا عليه ، فيقتنون الكلاب يستأنسون بها بدلا من الأولاد فالعلاقة في المجتمع الإيماني بين الوالدين والأولاد ، علاقة مقدسة وغذاء للإيمان 0
وقد حث الله في كتابه العزيزالأولاد ، وأوجب عليهم أن يحسنوا ويعاملو الوالدين معاملة حسنة ، مبنية على المودة والرحمة قال الله تعالى : " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا اياه، وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندكم الكبر أحدهما أوكلاهما ، فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ، وقل رب ارحمهما كما رباني صغيرا " سورة الإسراء 23/24 0
وقال الله تعالى : " إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون "، في هذه الآية يبدأ الله تعالى بذكر أشياء ، يقول : هي من آيات الله ثم يختمها بقوله : " إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " 0
وللحديث بقية إن شاء الله.

ناصر بن محمد الزيدي

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 08-22-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 19 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



اظفر بذات الدين 2-2 الله تعالى يؤكد الجملة ويجمع الآيات، ففيها تقدم من خلق الأزواج من أنفسنا، وفي سكون الزوج إلى زوجه، وفي جعل الله المودة والرحمة بينهما، آيات للمتفكرين هي نعم من الله علينا، آيات كبرى تدل على وجود الله وقدرته، ورحمته وحكمته وأنه الفعال لما يريد0
وتأتي تلك العبارات كلها بلفظ الأزواج، في هذه الآية وغيرها من الآيات، يقول الله تعالى " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيبا" النساء 10
ويقول أيضا لينبههم إلى نعمه السابغة عليهم فقال" هو الذي خلقكم من نفس واحدة، وجعل منها زوجها ليسكن إليها، فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به ، فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما، فتعالى الله عما يشركون " سورة الأعراف 189/190 0
ويقول في سورة المؤمنون " والذين لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين " 5/6 0 في أمثالها من الآيات الكثيرة في كتاب الله تعالى. وأرى في هذا التعبير سرا من أسرار البلاغة في القرآن الكريم ، وذلك ليشعرنا أن أحدنا مكمل للآخر، الرجل مكمل للمرأة التي هي زوجه والمرأة مكملة للرجل الذي هو زوجها0
هذا ما نستوحيه من هذا التعبير القرآني، لأن الزوجين من كل شيء متكاملان، ومتى خلا أحد الزوجبن من الآخر فلا ينفع إلا نفعا ضئيلا، ونرى في المواضع التي ينقص فيها سكون أحد الزوجين لصا حبه، يأتي التعبير بغير لفظ الزوج، قال الله تعالى "ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين، فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين " سورة التحريم 10 0
ومعرض الحديث عن النبي إبراهيم عليه السلام وزوجه العاقر قال الله تعالى: " وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب " هود 71 0
ولا بد إن يكون هناك سر تقتضيه حكمة الله في هذا التعبير، والزواج رباط مقدس وميثاق غليظ فيه آيات للمتفكرين، وهو نعمة كبرى للشاكرين ينبغي المحافظة عليه، ولا يجوز التسبب في حل هذا الرباط المقدس، إلا عند الضرورة القصوى، وعند الخوف ألا يقيما حدود الله، ولو بقيا معا وآخر الدواء الكي0
وهذا لا يكون حينئذ إلا بطلب من أحد الزوجين، لا من غيرهما، وويل لمن يسعى في التفريق بين زوجين، متراحمين متعاونين بأي سبب من أسباب المكر بعمل أو كلام أو سحر، نعوذ بالله من شر السحر والنفاثات في العقد0
ومن فعل هذا من النساء أو الرجال فليتب إلى الله سبحانه وتعالى ، وليلتمس لنفسه مخرجا من حطيئته، والذي ينبغي للعقلاء أن يسعوا في الإصلاح والتوفيق بين الزوجين متى ما وقع بينهما شقاق كما أرشدنا الله تبارك وتعالى إلى ذلك حيث يقول: " وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها، إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا " سورة النساء 35 0
وإن خافا أن لا يقيما حدود الله، ولم يبق في قوس الصبر منزع، ولم يكن من بد الا الفراق، فليكن فراق بمعروف، وتسريح بإحسان، ولا يجوز المكر والكيد، لا من جانب الزوج ولا من جانب الزوجة، قال الله تعالى " الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله، فإن خفتم إلا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به، تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون " سورة البقرة 229 0
وليكن مع الطلاق الإحسان والامتاع بالمعروف، قال الله تعالى: " وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين " سورة البقرة 241 0وهذا ما يبقيه الإحسان مع المودة والرحمة بين الزوجين، وإن كان بينهما أولاد فلا بد من القيام بواجب النفقة على الزوج، وكانوا في حضانة أمهم0
وإن رغب الزوج في رد العلاقات بينه وبين زوجه، وقد انقضت العدة فلا يحق لنا في المعارضة والعضل متى رضيت الزوجة بالرجوع، وذلك بعقد جديد، قال الله تعالى " وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف، ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ، ذلكم أزكى لكم وأطهر، والله يعلم وأنتم لا تعلمون " سورة البقرة 232 0
كل ذلك حفاظا على رباط الزوجية بالمودة والرحمة، أو وصلا لما انصرم من حبلها، ورأبا لما تشعب من صدعها وترميما لبنيان أسرة مسلمة وليست كل البيوت تبنى على محبة الغريزة الجنسية، ولكن البيوت تبنى على الموة الصادقة والأخلاق والرحمة0
وفي تأمل هذه المودة والرحمة بين الزوجين آيات لقوم يتفكرون ويعتبرون، والقصد من التفكر في هذه الآيات هي تغذية الإيمان، وشكر لنعمة الله، وتزكية هذه المودة والرحمة بين الزوجين وتنميتها، وتقويتها من كلا الطرفين، ومن أهل الزوج وأهل الزوجة، ومن كل من يضمر نصحا لهما والله لا يضيع أجر المحسنين.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى .



ناصر بن محمد الزيدي


توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 08-23-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 20 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



قصة خولة بنت ثعلبة فمن القصص القرآنية ، التي أنزل الله فيها الحكم القاطع ، وذلك بعد أن ضاق الأمر بصاحبة القصة، هي قصة خولة بنت ثعلبة ، وقد سمع الله تضرعها وشكواها ، وهي تشكوا إلى الله، الذي يجيب المضطر إذا دعاه. كانت خولة بنت ثعلبة تحت أوس بن الصامت ، وكانت جميلة ، وكان به لمم فأرادها فأبت فقال لها : أنت علي كظهر أمي ، ثم ندم على ما قال وكان الظهار والإيلاء من طلاق أهل الجاهلية ، فقال لها : ما أظنك ألا قد حرمت على ، فقالت : والله ما ذاك طلاق ، وأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما تغسل شق رأسه 0
فقالت: يا رسول الله : إن زوجي أوس بن الصامت تزوجني وأنا شابة غنية ذات مال وأهل حتى إذا أكل مالي وأفنى شبابي وتفرق أهلي ، وكبر سني ظاهر مني، وقد ندم فهل منه شيء يجمعني وإياه تنعشني به ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حرمت عليه 0 فقالت : يا رسول الله والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقا ، وإنه أبو ولدي وأحب الناس إلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حرمت عليه ، فقالت : أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي ، قد طالت صحبتي ونفضت له بطني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ما أراك إلا حرمت عليه ، ولم أومر في شأنك بشيء فجعلت تراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : حرمت عليه هتفت وقالت : أشكوا إلى الله فاقتي وشدة حالي وإن لي صبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا ، وإن ضممتهم إلي جاعوا 0وجعلت ترفع رأسها إلى السماء وتقول : اللهم إني أشكو إليك اللهم إني أشكوا إليك حاجتي وقلة حيلتي وضعفي ، فأنزل على لسان نبيك 0 حكمك ، فأنزل الله في ذلك قوله تعالى : " لقد سمع الله التي تجادلك في زوجها 00الخ0
وكان هذا أول ظهار في الإسلام ، فقامت السيدة عائشة تغسل شق رأسه الآخر صلى الله عليه وسلم ، فقالت : أنظر في أمري جعلني الله فداك يا رسول الله ، فقالت السيدة عائشة : أقصري حديثك ومجادلتك ، أما ترين وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ 0
( وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا نزل عليه الوحي أخذه مثل السبات " فلما قضى الوحي قال لها : ادعي زوجك ، فدعته فتلا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تبارك وتعالى : " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله ، والله يسمع تحاوركما، إن الله سميع بصير " سورة المجادلة 1 0
قالت السيدة عائشة : تبارك الذي وسع سمعه الأصوات كلها ، إن المرأة لتحاور رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا في ناحية البيت أسمع بعض كلامها ويخفى علي بعضه ، إذ أنزل الله : " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ، وتشتكي إلى الله ، والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير " المجادلة 1 0
فكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عملاق الإسلام ، كلما مر بخولة بنت ثعلبة، كان ينزل عن دابته ، إجلالا لها ويقف أمامها بأدب ويستمع لها ، فقال له أحد الصحابة : أنت أمير المؤمنين وتستمع لهذه المرأة ؟ 0 فيقول : وكيف لا استمع لها وقد استمع الله لها من فوق سبع سماوات 0
اظفر بذات الدين :
قال الله تعالى : " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" البقرة 201 قيل من حسنة الدنيا المرأة الصالحة ، وقال تعالى : " ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ، أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ، ويلقون فيها تحية وسلاما ، خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما " سورة الفرقان 74/76 0
الآية فيها معنى العلامة والأمارة والدلالة على شيء ، ومنه مثلا قبول زكريا عليه السلام لربه لما بشره بحيي : " قال رب اجعل لي آية قال ايتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا " آل عمران 41 0 ، وهي لا تستعمل في مطلق العلامة0
والذي يستفاد من استعمال الله تعالى للآية في كتابه الكريم أنها لا لا للذي دلت عليه عظيما كذلك ، ولهذا سمى الله تعالى كتابه المقدس آيات ، وسمى المظاهر الكونية الدالة على وجوده وقدرته وعلمه وحكمته آيات ، وفي هذه السورة بين لنا الله تعالى بعض العلامات الكبرى ، منها خلق الأزواج من أنفسنا0
وفي الحقيقة ما من شيء إلا وخلق الله تعالى فيه زوجين ، والقرآن شاهد عدل إذ يقول تعالى : " ومن كل شيء خلقنا زوجين اثنين لعلكم تذكرون " الذاريات 49 ، وكلمة (شيء" كما يقول أهل اللغة أعم كلمة ، حتى إنها تطلق على الباري تبارك وتعالى : " قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم " والأنعام 19 ، ويعبر بها عن المعلوم ، والمستحيل الذي لا يوجد ، فتقول : هذا شيء لا يوجد ، وهذا شيء مستحيل0

وللحديث بقية إن شاء الله .


ناصر بن محمد الزيدي

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لأبي , أقوم , القرآن , يهدي , هذا , هي , هو


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الموسوعه من السؤال والجواب ف الثقافه الاسلاميه cdabra الـنور الإسلامي العــام 0 02-24-2011 07:53 AM
سؤال أهل الذكر 17 من ربيع الثاني 1425هـ ،6/6/2004م-- الموضوع : القرآن الكريم والصيف جنون حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-19-2011 05:14 PM
تفسير سورة الفاتحة (القرطبي) الامير المجهول علوم القرآن الكريم 0 12-31-2010 08:29 PM
كيف نصل لنعمة تدبر القرآن الكريم وحفظه ؟؟؟؟ بلسم الحياة الـنور الإسلامي العــام 1 10-25-2010 07:27 PM
القواعد الذهبية لحفظ القرآن الكريم الامير المجهول الـنور الإسلامي العــام 4 03-24-2010 07:57 AM


الساعة الآن 05:16 PM.