خواطر بين عام هجري جديد

خواطر بين عام هجري جديد

في كل رأس سنة هجرية جديدة نستشعر هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة (بلاد الشرك آنذاك) إلى المدينة المنورة التي هيئت وتهيأت لمقدمه صلى الله عليه وسلم.

• إن معاني التضحية والفداء تجسدت في هذا الحدث العظيم، فمن المسلمين من ضحى بأهله وولده، ومنهم من ضحى بماله في سبيل تحقق هذه الهجرة.

• هل تسآلنا ما الدافع الذي يدفع المهاجر إلى ترك أمواله وأهله؟؟ إنها روح الإيمان التي غاصت في قلوبهم فصدقتها، وفهمتها جوارحهم فترجمتها.


• إننا بحاجة أن نستشعر دروس الهجرة لتكون عملا يسبق القول، وواقعا يفوق المثالية، فما أكثر ما نتغنى بالكلام المعسول.. ونتناسى ونتجاهل "يا أيها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون

• إن المذنب العاصي بحاجة أن يهجر ما أسلف من معاصي.. ويغدو سريعا للعمل الصالح.

• إن المعلم بحاجة أن يهجر الكسل والخمول واللامسؤولية.. فيبادر إلى إتقان مهمته في تربية جيل صالح، نافع لأمته، محبا لوطنه، طموحا للمعرفة، صديقا للكتاب.

• إن التاجر بحاجة أن يهجر سموم الغش والكذب والبضاعة الفاسدة والضارة.. وأن يتحلى بزينة المعاملة الحسنة، والبضاعة الطيبة، فيسمو بخلقه كمسلم ويكون أسوة لأخوته..وداعية لنظرائه.

• إن الأب بحاجة أن يهجر اللامبالاة بالأبناء وإطلاق الحبل على الغارب..وأن يحلق بأسرته في جو عائلي خلقي.. ينشر بينهم المحبة..ويصبغهم بأخلاق الدين الحنيف.

• إن المرأة بحاجة أن تهجر ما استهدفتها من روائح كريهة من سموم التبرج والخلاعة.. فتعود إلى طبيعتها المحتشمة مكرمة ومعززة ..ترقى بخلقها الرفيع..وتتجمل بطبعها الرقيق.

• إن الشاب بحاجة أن يهجر الاستهتار واللهو الذي أخل ويخل بمسؤوليته كرجل اليوم والغد والمستقبل.. وليبادر إلى حياة أفضل يغذيها من مبدأ: ماذا قدم لأمته؟ وماذا أخذ؟


• إن الطالب بحاجة أن يهجر الجهل الذي يظلله والتهور الذي يحتويه.. وليستشعر المبالغ الباهضة التي تصرف لخدمته ولتعليمه ليكون شخصا ناجعا وذا مسؤولية فيعتمد ويعول عليه كرجل المستقبل.

• لنتفكر كيف يكون المجتمع لو فهم كل أفراده –الأب والأم والزوجة والشاب والشابة والمعلم والمعلمة والتاجر و المهندس والطبيب والطالب و...- مسؤوليته الملاقاة على عاتقه، وأداها بإتقان وأمانة؟؟

• ما أجمل وأروع المجتمع الذي يتحلى بالخلق الحميد، والسلوك الرفيع، هذا يزور ذاك، وهذا يعطف ويتصدق على ذاك، وتاجر يحرص على انتقاء أفضل السلع لأخيه، ووالدين ربيا أولادهم فكانوا شعلة نور مضيئة وو...

• إن المجتمع الذي تسود بين أفراده خلق القرآن، يشكلون بمجموعهم قرآنا يمشي على الأرض..فلنحرص على ذلك..فهو ليس بمستحيل ولكنه ممكن.

• نقطة الانطلاق لتحقيق كل هذا موجودة في نفس كل واحد منا، فأنت كفرد سواء كنت أبا أو معلما أو تاجرا أو مهندسا أو طبيبا أو طالبا أو كنت أما أو أختا أو زوجة أو معلمة أو ....، ماذا قدمت لنفسك؟ وماذا لمجتمعك؟ وماذا قدمت لأمتك؟؟• التفاؤل كان روح يسري في الرسول الكريم عليه الصلاة وأفضل التسليم، ففي شدة المطاردة يبشر مطارده "سراقة" بسواري كسرى. فيا له من رجل عظيم.

• عام مضى وانقضى وبين دفتيه تجلت عواصف كثيرة تغزو المسلمين، فعاصفة تمنع الحجاب..وعاصفة فلسطين ما تزال..وعاصفة قتلى المسلمين في شتى البقاع.. وعاصفة السخرية من الرسول الكريم.. وعواصف كثيرة.
فكيف تصدينا لها؟ وماذا فعلنا اتجاهها؟؟

• ولكن رغم هذه العواصف.. تتجلى روح الإسلام ناصعة.. فيكثر عدد معتنقوه ويزيد عدد محبوه..فكل ممنوع مرغوب.. وهذا ما صنعته قريش في موسم الحج، كانت تنفر كل من يقدم إلى مكة فتقول: إن محمدا كذا وكذا..فلا تستمع له، ولكن كل هذا انقلب عليهم وأثار تساؤلات عندهم، من محمد؟ وماذا عنده حتى ينفروا منه؟
فكانت النتائج المرضية فقالوا: نسمع له فإن أعجبنا قوله قبلناه. ودخل الناس في دين الله أفواجا.

• من رحم المصائب ينبع الفرج، ففي "كل محنة ظاهرة منحة باطنة، وفي كل بداية محرقة نهاية مشرقة". رشيد رضا

• آن الأوان لنتخذ مثل هذه المناسبات محطة حساب لما هو فات.. وتخطيط دقيق لما هو آت.

• آن الأوان لنتبع ما نتغنى به كلام.. ونترجمه إلى واقع معاش ينتفع منه الجميع.

• آن الأوان لتنرك رياح الكسل والخمول جانبا، ونسعى جادين لخدمة هذا الدين العظيم بزاد العلم، وحلية الخلق العظيم والمعاملة الحسنة..


• آن الأوان لنجدد صلتنا بالقرآن العظيم، فنقرأه بفهم وتدبر، ونستلهم الدروس والعبر من قصصه، ونسير على منهج سننه، ونعيش حياة مزدانة بأوامره ومبادئه.

• آن الأوان لتتوحد كلمتنا.. وتسود رايتنا.. فقد خسر العالم الكثير بانحطاط المسلمين!!

• آن الأوان لإذابة الحاجز الذي حال بيننا وبين القراءة. والتي هي بحق غذاء الروح. وأساس المعرفة.

• كل هذا لا يتحقق إلا بالعزيمة الصادقة، والهمة العالية، وأنت أهل لها فلا تتردد. وإنما بادر وستجد كل السبل تؤيدك.

• لتكن حياتنا كما وصفها المولى جل وعلا " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين"

•لنتخذ قوله تعالى:
" ومن يتوكل على الله فهو حسبه"
" ومن يتوكل على الله يرزقه من حيث لا يحتسب"
"فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا"
أســــسا ننطلق منها.

---

o,h'v fdk uhl i[vd []d] oooo o,h'v uhl

الموضوع الأصلي: خواطر بين عام هجري جديد || الكاتب: الامير المجهول || المصدر: منتديات نور الاستقامة

سبحان الله وبحمد...سبحان الله العظيم