تنبيه هام |
الإهداءات |
الإسلامية الثقافة الإسلامية-التربية الإسلامية-حل كتاب الثقافة الإسلامية-حل كتاب التربية الإسلامية-اختبارات التربية الإسلامية-بحوث التربية الإسلامية |
| أدوات الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
| ||||||||||||||||
| ||||||||||||||||
التكافلالاجتماعي في الإسلام يرتكز التكافلالاجتماعي في الإسلام ، على بناء فكري متكامل ، له أساسه من العقيدة ، ومن المنظومةالأخلاقية الإسلامية ، فلم يكن تقرير هذا الحق للإنسان وليد تجارب بشرية فرضته فرضا، كما هو الشأن في نظم الضمان الاجتماعي التي تسود الحالم الحديث . فقد نشأتفكرة الضمان الاجتماعي في نهاية الحرب العالمية الثانية ، وروعي في تقريرها أنالسلام الاجتماعي لا يمكن أن يتحقق في حياة الشعوب إذا ترك الفرد يواجه محنهوشدائده وحاجته ، دون أن يشعر بأن المجتمع من حوله على استعداد لمد يد المعونة إليهوقت ضعفه ومحنته . ولكن التكافل في الإسلام ، يمثل فكرة متقدمة ، تتجاوزمجرد التعاون بين الناس ، أو تقديم أوجه المساعدة وقت الضعف والحاجة . ومبناهليس الحاجة الاجتماعية التي تفرض نفسها في وقت معين أو مكان بعينه ، وإنما يستمدالتكافل الاجتماعي في الإسلام مبناه من مبدأ مقرر في الشريعة ، وهو مبدأ الولايةالمتبادلة بين المؤمنين في المجتمع ، يقول الله تعالى : { وَالْمُؤْمِنُونَوَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِوَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَوَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَعَزِيزٌ حَكِيمٌ } .( سورة التوبة ، الآية 71 ) .فهذه الولايةالمتبادلة ، لها مسؤولياتها وتبعاتها في الجوانب المادية والمعنوية من حياة الإنسان، والولاية لها معان متعددة ، فهي تتضمن معاني الهيمنة والقدرة والتساند والتعاضد . فالإنسان في التصور الإسلامي ، لا يعيش مستقلا بنفسه ، منعزلا عن غيره ،وإنما يتبادل مع أفراد المجتمع الآخرين الولاية ، بما تعنيه من الإشراف والتساندوالتكافل في أمور الحياة ، وفي شؤون المجتمع . والتكافل في الإسلام ، يعنيالتزام القادر من أفراد المجتمع تجاه أفراده . ومن أوضح الأحاديث النبوية في الدلالة على هذا المعنى ، قول الرسول - صلىالله عليه وسلم - : « من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ، ومن كان لهفضل من زاد فليعد به على من لا زاد له » رواه مسلم . يقول راوي الحديث : إنالرسول- صلوات الله عليه وسلامه- أخذ يعدد من أنواع المال حتى حسبنا أن لا حق لنافي الفضل . فالتكامل في الإسلام ، يتجاوز التعاونالمتبادل لمصلحة ، إلى معنى العون بلا مقابل ، سوى أداء الواجب والرجاء في ثوابالله عز وجل . وهذا العون متى احتاج إليه الإنسان كان لازما علىالمجتمع المسلم أن يقوم به ، ولو كان احتاج غير مسلم ، باعتباره آدميا يعيش فيمجتمع لا يهدر كرامة الإنسان بسبب الضعف والحاجة . فقد عاون الخليفة عمر بنالخطاب - رضي الله عنه - الفقراء والمحتاجين من أهل الذمة الذين يعيشون في المجتمعالإسلامي (أحكام أهل الذمة للإمام ابن القيم ، ج 1 ، ص 38 ،48)، وجرى على ذلك ولاة الأمور من المسلمين ، فلا تكليف ماليا على غير المسلم منهم فوققدرته إذا ثبت فقره وحاجته ، كما أنه يعان ماديا حتى تحفظ حياته . هكذا فعل عمربن الخطاب - رضي الله عنه - قبل أن يتحدث أحد عن الضمان الاجتماعي ، بألف وأربعمائةعام . والمؤمنون إخوة ، يقول الله تعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } .( سورة الحجرات ، الآية 10 ). وهم أولياء بعض . وقد حثالله على الإنفاق والصدقة وإعانة المحتاج ، ودعا إلى الوفاء بحق المحتاج باعتبارهحقا واجبا ، قال تعالى : { وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ }{ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ } ( سورة المعارج ، الآيتان 24 ، 25 ) . وذلك يضع الأساس للتكافل الاجتماعي باعتباره حقا من حقوق الإنسان . وإلى جانب ذلك مجموعة من أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، تجعلالمؤمنين في توادهم وتراحمهم كالبنيان يشد بعضه بعضا ، وتصور المسلم كأنه عضو أخيهالمسلم ، يشتكي لشكواه ، وقد بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - مسؤولية المجتمع عنكل فرد محتاج فيه ، في عبارة قوية في إنذارها للفرد والمجتمع : « ليس المؤمن بالذييشبع وجاره جائع إلى جنبه » رواه البخاري في الأدبالمفرد. ويصل الرسول - صلى الله عليه وسلم - في تحميل المجتمع ومنيقوم عليه مسؤولية الضعيف والمحتاج ، إلى مدى لا ينال حتى في هذا العصر ، عصر حقوقالإنسان المزعومة . قول الرسول- صلوات الله عليه وسلامه- : « من ترك مالافلأهله ، ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي » (أخرجه البخاري في كتاب الكفالة بلفظ : ( فمن توفي من المؤمنين فترك دينا فعلي قضاؤه ، ومن ترك مالا فلورثته . ) ومسلم فيكتاب الفرائض باب من ترك مالا فلورثته .) إنه التكافل الذي يلتزم به المجتمع ،ويؤديه ولي الأمر نحو الأيتام والضعاف من الناس ، حتى لا يضيعوا في الحياة . وإذا كان لا بد من تحديد الحقوق ، حتى لا يصبح الحق شعارا يتردد فحسب ،فقد بين الشرع الإسلامي صور التكافل ، وحدد مسؤولية القادرين عليه من أفراد المجتمع . تظهر الزكاة التي هي أحد أركان الإسلام ، وفريضته الاجتماعية ، أول صورالتكافل الاجتماعي في الإسلام ، وهي فريضة على كل مسلم ، وهي حق مقدر بتقدير الشارعالحكيم في المال بشروط معينة ، وهي تدل على معنى أخص من الصدقة التي لا تتحدد بمالمعين أو قدر بذاته . الصدقة متروكة لاختيار الأفراد في قدرها ، وفيمن توجهإليه من المحتاجين ، وذلك على خلاف الزكاة التي فرضها الله في أنواع المال التيحددها الشارع ، وبين نصاب كل نوع ، ومقدار الزكاة فيه ، فالخمس ( 20% ) في الركاز ،وهو ما وجد مدفونا من أموال الجاهلية ، على اختلاف أنواعها ، وربع العشر ( 2.5 % ) في كل من النقدين الذهب والفضة ، ويأخذ حكمهما الأوراق النقدية ، وفي عروض التجارة، والمعادن ، وهي ما خرج من الأرض مما يخلق فيها من غيرها ، مما له قيمة ، سواءأكان جامدا كالذهب والفضة وغيرهما ، أم كان سائلا كالقار ، والنفط . كماأوجب الله الزكاة في الخارج من الأرض من الزروع والثمار بمقدار العشر ( 10 % ) إذاكان يسقى بغير مشقة ولا مؤنة ، كالذي يشرب من السماء والأنهار ، وبمقدار نصف العشر ( 5% ) إذا كان مما يسقى بمشقة ومؤنه ، كالذي يسقى بالدواب ، والآلات . وتشمل الزكاة المفروضة بهيمة الأنعام من الإبل والبقر والغنم ، إذا بلغتنصابا معلوما ، بمقادير محددة في كتب الفقه الإسلامي . وقدأصلحت الزكاة ميزان تداول المال في المجتمعات الإنسانية ، فقد كان تداوله فيالمجتمعات القديمة يجري على النقيض من العدل والتكافل . كان الفقراءيكدحون ؛ لكي تتراكم الثروة لدى الأغنياء وأصحاب السلطان ، فعدل الإسلام الميزان ،وجعل القادر ، هو الذي يؤدي للمحتاج والفقير فريضة من الله ، والله عليم حكيم . وأحكام الزكاة في المال ، مفصلة في كتب الفقه ، ولايقتضي المقام تفصيلها . ومن أهمها ، أن جمع الزكاة وإنفاقها في مصارفها ،مسؤولية ولي الأمر في المجتمع . وحدد الإسلام تحديدا واضحا من تدفع إليه الزكاة، ويكفي أن نذكر في ذلك الآية الشريفة : { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِوَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِيالرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةًمِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } .( سورة التوبة ، الآية 60 ) . وهي مصارف تجمع أصحاب الحاجة بجميع صورها ، وفي كل أوقاتهاوظروفها . وإلى جانب فريضة الزكاة في المال ، شرعت زكاة الفطر ؛ لتقيمالتكافل بأجلى صوره في يوم العيد بعد صيام شهر رمضان ، وهي تجب على من يملك قوتيومه وليلته ، ومقدارها زهيد يستطيع كل من يؤديها ، أن يشعر بقدرته على الإسهام فيالتكافل الاجتماعي ، وأداء هذا الحق لمن يستحقونه . ومن صور التكافلالاجتماعي في الإسلام ، ما شرعه الله من وجوب نفقة الأقارب الفقراء على القريبالغني ، فنفقة الزوجة على الزوج ، والأبناء على الأب ، ونفقة الوالدين الفقيرين علىالولد القادر ، ونفقة الأخ الفقير أو المحتاج على أخيه الذي يرثه ، وقد وسع بعضعلماء المسلمين في شأن نفقة الأقارب ، حتى تصل إلى ذوي الأرحام . ومن صور التكافل الاجتماعي، أحكام الديات في القتل الخطأ ،فإن الدية تجب لورثة القتيل ، وقد يكونون صغارا ، فتعينهم على مواجهة الحياة بعدفقد مورثهم . ويتشارك أقرب العصبة إلى القاتل خطأ في دفع الدية إلى ورثةالمقتول . والدية هنا ، تمثل ضمانا من المجتمع لورثة المقتول ، فلا يضيع دمإنسان هدرا في مجتمع مسلم . ولا يقتصر التكافلالاجتماعي في الإسلام ، على الجوانب المادية فحسب ، بل يمتد إلى ما يعد تعاوناشاملا على البر . من التوجيهات في الإسلام ، ألا يكتم الإنسان علمه النافع عمنيحتاج إلى التعليم ، ولا يبخل الإنسان بنصحه على من يحتاج للنصح والإرشاد ، فالدينالنصيحة ، كما ورد في الحديث الشريف . ولا تكادتوجد حالة ضعف أو محنة ، يتعرض لها الفرد في المجتمع الإسلامي ، إلا ويجد توجيهاتفي الإسلام تدعو القادرين إلى مد يد المساعدة إليه ، أو توجب عليهم هذه المعونة ،مالا أو نفعا ، أو حتى مواساة وشفقة ورحمة. أن شاالله تستفيدو hgj;htg hgh[jlhud td hghsghl hghsghl hgj;htg الموضوع الأصلي: التكافل الاجتماعي في الاسلام || الكاتب: العجوز الحكيم || المصدر: منتديات نور الاستقامة
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الاجتماعي , الاسلام , التكافل , في |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الاسلام دين الفطرة | أبو الطيب | نور صحابة رسول الله | 13 | 03-22-2011 07:25 AM |
برنامج لاخفاء الاسماء برقم سري للجوال | جنون | نـور الـجـوال ومـلـحـقـاتـه | 1 | 01-21-2011 09:09 PM |
محيط العرب - معجم الاسماء العربية | الامير المجهول | نور الكمبيوتر وملحقاته | 8 | 12-15-2010 11:51 AM |
الاسلام والعلم الحديث | cdabra | الـنور الإسلامي العــام | 1 | 11-11-2010 01:25 PM |
جهز نفسك وكن مستعدا لرمضان مع موسوعة نور الاسلام 100 ميجا وملايين الحسنات | عابر الفيافي | نور الكمبيوتر وملحقاته | 1 | 10-22-2010 04:55 AM |