القفل لم يصنع لكي لا يفتحه أحد، إنما صنع لكي لا يفتحه أي أحد. ولذا فإن لكل قفل مفتاح، ولكل مشكلة حل، وطبيعة الحياة متاعب متلاحقة ومصاعب متتالية، ولكن النظرة اﻹيجابية من نفس متبصرة وبصيرة متنورة تعتبرها أبوابا مؤصدة الأقفال في طريق الهدف المنشود والغاية المرجوة.
لتنطلق رحلة البحث الجاد والسعي الحثيث من أجل تخطي العوائق واجتياز المضائق، فلا بد للطامح من مفاتيح تعينه على فك الرموز المبهمة وفتح الأقفال المغلقة؛ ليفهم الحياة ويساير الركب ويمضي قدما دونما توقف في محطات اليأس ومواضع الكسل.
ألا وإن من أهم اﻷسرار وأهم المفاتيح هي علاقة الإنسان بربه متصلا بخالقه، ملتزما أمره ومجتنبا نهيه في كل أموره الدنيوية، منهاجه قرآن كريم، ودليله سنة عطرة تضيء له الدرب وتنير له زوايا الحياة المظلمة.
وسلسلة المفاتيح التي يجب أن يمتلكها ذو نفس طموحة وهمة متوقدة الأخذ بالأسباب الموصلة نحو جادة الصواب ونحو قمم المجد، وقد تكون ثقة رائعة بالنفس وصبر عظيم أمام التحديات وتفاؤل لغد مشرق بالخير.
وإنه كما لكل جواد كبوة فإنه لكل طامح عثرة، والمجد بحاجة إلى تضحيات، والطموح بحاجة إلى عثرات، فكيف تتعلم إن لم تسقط وكيف تصل لغايتك إن لم تجتهد من أجلها، والعلاقة طردية بين حجم الغاية وصعوبة الدرب الموصل لها.
كما أن العلاقة كذلك طردية بين حجم الغاية ومدى البهجة والسعادة في حال تحقيقها. فيا أيها الطامح نحو أهدافك والساعي نحو آمالك اجتهد في فتح أقفال الحياة لتنتقل من مستوى أنت فيه الآن إلى المستوى الرفيع المقبل؛ فالمجد طبقات، والحياة مستويات، واسعَ لامتلاك مفاتيح النجاح والفوز بأسباب الفلاح؛ فالقفل لم يصنع لكي لا يفتحه أحد وإنما صنع لكي لا يفتحه أي أحد.