سؤال أهل الذكر 11 من شعبان 1425 هـ، 26/9/2004م--الموضوع :عام - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات


العودة   منتديات نور الاستقامة > الــنـــور الإسلامي > نور الفتاوى الإسلامية > حلقات سؤال أهل الذكر

حلقات سؤال أهل الذكر حلقات سؤال أهل الذكر,فتاوى الشيخ أحمد بن حمد الخليلي,فتاوى الشيخ سعيد بن مبروك لقنوبي,حلقات سؤال أهل الذكر كتابية مفرغة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
Post  سؤال أهل الذكر 11 من شعبان 1425 هـ، 26/9/2004م--الموضوع :عام
كُتبَ بتاريخ: [ 02-19-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية جنون
 
::مـشـرفـة::
::نـور الـصـحـة والعناية::


جنون غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 15
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : مكان ما
عدد المشاركات : 1,947
عدد النقاط : 154
قوة التقييم : جنون له تميز مدهش وملحوظ جنون له تميز مدهش وملحوظ


سؤال أهل الذكر 11 من شعبان 1425 هـ، 26/9/2004م

الموضوع :عام

السؤال (1)
نعلم جميعاً عظم حق النبي صلى الله عليه وسلّم ووجوب اتّباعه والتمسك بالهدي الذي جاء به ، لأنه يعبّر عن الإرادة الإلهية لهداية البشر وسعادة الإنسان في دنياه وأخراه ، يقول الحق جل وعلا ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم:3-4) ، ويقول أيضاً ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(الحشر: من الآية7) ، وما إلى ذلك من الآيات التي تدعو إلى اتّباع أوامره صلى الله عليه وسلّم واجتناب منهياته .
كيف يمكننا أن نوفق بين هذا وقول النبي صلى الله عليه وسلّم عندما قال ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) ؟
وكيف يمكن أن نفرّق بين ما يمارسه النبي صلى الله عليه وسلّم ويدعو إليه باعتباره من صميم الدين ولب الرسالة ، وما يمارسه صلى الله عليه وسلّم باعتباره بشراً يمارس شأناً من شئون الحياة اليومية ؟

الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :

فما من ريب أن اتّباع النبي صلى الله عليه وسلّم من صميم الإيمان ، بل اتّباعه عليه أفضل الصلاة والسلام هو تجسيد من العبد لحبه لربه ، وهو باب لدخوله إلى حب ربه له ، فإن الله تبارك وتعالى يقول ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31)، فأوقع اتباع النبي صلى الله عليه وسلّم بين طرفي الحب ، بين حب العباد لله الذي يأتي هذا الاتباع له عليه أفضل الصلاة والسلام تجسيداً وترجمة ، وبين حب الحق سبحانه وتعالى لعباده الذي هو مُسَبب عن اتباعه صلوات الله وسلامه عليه .

والله سبحانه وتعالى يقول ( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (النور:54) ، ويقول سبحانه وتعالى أيضاً ( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ)(آل عمران: من الآية32) ، ويقول سبحانه وتعالى ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (النساء:80)، ويقول سبحانه وتعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء:59) .

إن اتّباع النبي صلى الله عليه وسلّم هو اتّباع لأمر الله سبحانه وتعالى وانقياد لحكمه ، إذ طاعة الله تعالى موقوفة على طاعة عبده ورسوله صلى الله عليه وسلّم ، فمن أطاع الرسول فقد أطاع الله ، ومن أعرض عن طاعة الرسول فقد أعرض عن طاعة الله ، لأن الله تعالى هو الذي أمرنا بطاعته .

على أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلّم جاءت مطلقة غير مقيدة عندما قال سبحانه وتعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُول)(النساء: من الآية59) ، وإنما عطف طاعة أولي الأمر على طاعة الرسول ، وقيّد ذلك بأن يكون في حدود طاعة الله وطاعة رسوله عندما بيّن سبحانه وتعالى أنه مع الاختلاف لا بد من الاحتكام إلى الله والاحتكام إلى رسوله صلى الله عليه وسلّم وذلك عندما قال عز من قائل ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)(النساء: من الآية59) .

وفي عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم الرد إلى الله إنما هو بما يُتلقى من وحي الله سبحانه الذي ينزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلّم ، وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلّم بالتلقي عن الرسول صلى الله عليه وسلّم مما يأمر به أو ينهى عنه .

أما بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلّم فإن الاحتكام إنما يكون إلى الكتاب العزيز وإلى السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، وبهذا يتميز الحق من الباطل ، ويُفرّق بين الهدى والضلال ، وبين الرشد والغي ، وبين الصلاح والفساد ، وبين الاعوجاج والاستقامة .

نعم إننا أُمرنا بالطاعة المطلقة لرسول الله صلى الله عليه وسلّم ، وبُيّن لنا بأن ذلك إنما هو من طاعة الله سبحانه وتعالى ، ولكن لا ريب أن الرسول صلى الله عليه وسلّم هو بشر يمارس أمور الحياة كما يمارسها غيره من البشر . هذه الممارسة لأمور الحياة قد تكون بتوجيه من الله تعالى سواءً كان ذلك بوحي أوحاه إليه أو كان ذلك بإلهام من الله سبحانه وتعالى .

وقد يكون ذلك ناشئاً عن اجتهاده صلى الله عليه وسلّم ومحاولته الأخذ بتجارب هذه الحياة كما يأخذ غيره بتجارب الحياة ، ولذلك عندما أمر أصحابه أن لا يؤبروا النخل فشاصت ، أخبرهم بأنهم هم أخبر بأمور دنياهم وما أخبرهم به عن الله تعالى فهو حق .
الذي أخبرهم به عن الله هو حق ، أما أمور الدنيا فهم أخبر بها ، لأنهم يمارسونها ، أي ما كانوا يمارسونه دونه صلى الله عليه وسلّم ولم ينزل عليه فيه وحي من الله سبحانه وتعالى ، ففي هذا يكونون هم أولي خبرة في ذلك المجال .

هذا لأن أمور الحياة إنما هي موكولة إلى تجارب البشر عندما لا يكون فيها شرع من عند الله ، أما عندما يكون فيها شرع من عند الله ، عندما يكون هنالك أمر من قبل الله تعالى أو أمر من قبل الرسول صلى الله عليه وسلّم وهو أمر جازم وليس أمر إرشاد فحسب يسوغ للناس أن يأخذوا بتجارب حياتهم .

ويُمَيز ما بين الأمور التي لا يجوز للإنسان أن يخرج فيها عن توجيه النبي صلى الله عليه وسلّم والأمور الأخرى التي يمكن أن يأخذ فيها بتجاربه في حياته ولو كانت للنبي صلى الله عليه وسلّم في ذلك تجربة .
فمن الأمور التي لا يجوز للإنسان أن يعدل فيها عما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلّم ما كان متعلقاً بخطاب التكليف ، ما كان متعلقاً بالأمر أو النهي ، ما كان متعلقاً بالإيجاب أو التحريم أو الندب أو الكراهة أو الإباحة ، ما كان متعلقاً بهذا كله لا يجوز للإنسان أن يعدل فيه عن توجيه النبي صلى الله عليه وسلّم .

وكذلك ما كان من خطابه متعلقاً بخطاب الوضع كالصحة والبطلان إنما يجب أن يلتزم الإنسان فيه بأمر الرسول صلى الله عليه وسلّم .

أما ممارسة شئون الحياة كبناء أو لبس - إن لم يخرج هذا اللبس عن حدود الشرع - أو ركوب أو غير ذلك ، هنا يسوغ للإنسان أن يركب ما لم يركبه النبي صلى الله عليه وسلّم ، وأن يسكن ما لم يسكنه النبي صلى الله عليه وسلّم .

النبي صلى الله عليه وسلّم لم يسكن بيتاً كهذه البيوت التي نسكنها الآن ، ولا يعد ذلك خروجاً عن أمره صلى الله عليه وسلّم .

كذلك بالنسبة إلى اللبس قد يكون لبسه يختلف نوعاً ما عن لبسنا ، لأن اللباس من العادات لا من العبادات إلا ما كان فيه توجيه من النبي صلى الله عليه وسلّم ، كنهيه عليه أفضل الصلاة والسلام عن لبس الحرير ونهيه عن لبس الذهب بالنسبة إلى الرجال ، هذا من الأمور التي لا يجوز تجاوزها .
أما بالنسبة إلى سائر اللباس ما لم يكن هذا اللباس خارجاً عن الحد الذي حده الله تعالى أو حده الرسول صلى الله عليه وسلّم فيسوغ للناس أن يلبسوا أنواعاً من اللباس التي لم يلبسها النبي صلى الله عليه وسلّم ، مثال ذلك البشوت التي نلبسها الآن ما لبسها النبي صلى الله عليه وسلّم ، نعم لبس الجبة ولبس القميص ولبس الرداء ولبس الإزار ، ولكن هذا لا يعني أن من لبس شيئاً من هذه البشوت خارجاً عن الهدي الذي كان عليه أفضل الصلاة والسلام .

كذلك بالنسبة إلى الركوب ، النبي صلى الله عليه وسلّم ما ركب طائرة ولا ركب سيارة ولا ركب قطاراً ولا ركب شيئاً من هذه المركبات الجديدة ، بل لم يركب النبي صلى الله عليه وسلّم سفينة ، فهذا لا يعني أنه لا يسوغ للإنسان أن يركب هذه المركبات الحادثة باعتبارها بدعة لم تكن موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم .
هذه ليست من الأمور الدينية حتى تعد بدعة ، نعم إنما الإنسان يؤمر ندباً أن يتقيد بهدي النبي صلى الله عليه وسلّم في ركوبه كأن يبدأ الركوب باليمين مثلاً ، وكذلك بالنسبة إلى الدخول والخروج أن يقدّم بالنسبة إلى المسجد الرجل اليمنى في دخوله والرجل اليسرى في خروجه ، وعكس ذلك دورات المياه والأماكن التي فيها النجاسات ، إنما يكون دخوله فيها بعكس ذلك ، هذا من اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلّم .

فالأمور إنما هي دقيقة ولا بد من مراعاة ذلك .
النبي صلى الله عليه وسلّم من ناحية هو رسول ، ورسالته صلى الله عليه وسلّم تعني أنه عليه أفضل الصلاة والسلام طبعه الله تبارك وتعالى بأحسن الطبائع وفطره بأحسن الفطر وزكاه تزكية ، زكى ظاهره وباطنه وروحه وجسمه وعقله وقلبه ومشاعره وأحاسيسه ، إلا أنه مع ذلك لا يخرج عن كونه بشرا يجرب هذه الحياة ، يتعالج كما يتعالج غيره ، يتداوى كما يتداوى الآخرون ، فكل ذلك مما لا يعد خروجاً عن هدي النبي صلى الله عليه وسلّم .
لو تداوى أحد في وقتنا هذا بما لم يتداو به عليه أفضل الصلاة والسلام لم يعد ذلك خروجاً عن هديه صلى الله عليه وسلّم .
في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم ما كانت هنالك عملية جراحية تجرى للإنسان ، وأحدثت هذه العمليات الجراحية وأقرها المسلمون ، أقرها علماء الأمة من غير خلاف فيما بينهم .
كذلك بالنسبة إلى ما يحدث من العلاج كالعلاج بالليزر هذا مما يسوغ ، بل هذا كله مما يدخل في عموم قول الله سبحانه وتعالى ( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ)(الجاثـية: من الآية13) ، فإن كل ما يمكن أن ينتفع به مما هو في هذا الكون يسوغ للإنسان أن ينتفع به ، فلا يعد شيء من ذلك خروجاً عن هديه عليه أفضل الصلاة والسلام .

السؤال(2)
أنا شاب أبلغ من العمر واحداً وعشرين عاماً ، كنت مهملاً في شئون ديني كثيراً ، وكنت أستغفر الله تعالى عن هذا التهاون في صلاتي وفي أمور دينية أخرى ، كنت أقضي معظم وقتي على الانترنت على المحادثات واختراق أجهزة الناس والتجسس عليهم إلى أن شاء القدر وساقني للتحدث مع فتاة عن طريق المحادثة الكتابية ، فتاة طيبة الخلق متمسكة بدينها وعاقلة ورزينة ، وكانت تنصحني يومياً بالصلاة وبأمور الدين ، والحمد لله رب العالمين كانت الهداية من الله تعالى عن طريقها ، فأصبحت أهتم بأمور ديني وباتت صلواتي جميعها في المسجد ومواظباً على قراءة القرآن وحفظه والأحاديث الشريفة ومدارسة مسائل الفقه وما شابه ذلك ومتابعة البرامج والمحاضرات الدينية ، والفضل يعود لهذه الفتاة بعد الله سبحانه وتعالى والحمد لله .
ومع الوقت بدأت أعجب بها وقمت بالسؤال عنها وعن عائلتها واتضح لي بأنهم من عائلة محافظة جداً ونسبهم يشرف والحمد لله ، ووجدتها الزوجة المناسبة ودعوت الله أن تكون شريكة حياتي في المستقبل على سنة الله ورسوله ، حتى أصبح الاعجاب متبادلاً والحمد لله ، لا زلنا نتحدث كتابياً ولكن لم نخالف الشرع في ما نكتب . ماذا يمكن أن تقول سماحة الشيخ .

الجواب :
نحن ذكرنا أكثر من مرة بأن دور المرأة في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى لا يقل عن دور الرجل عندما يوفقها الله وتستمسك بحبله المتين وتتبع نوره المبين وتسلك صراطه المستقيم ، وهذا واضح في قول الله تعالى ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة:71)، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي صفة المؤمنين والمؤمنات ، لا يختص بها الرجل دون المرأة بدليل هذه الآية الكريمة .

ومجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالنسبة إلى المرأة مجال واسع ولا سيما في هذا العصر ، ومن جملة وسائله هذه الوسيلة التي هيأئها الله سبحانه وتعالى .

وهي مشكورة على هذا الجهد الطيب ، وعلى هذا العمل الصالح ، وعلى هذا التوجه السليم .

وإنما ندعوهما معاً إلى أن يتعجلا الارتباط فيما بينهما بحبل الزوجية ، حتى لا تكون بينهما حواجز ، وحتى يمكنهما أن يتعاونا على البر والتقوى ، وأن لا يكون هنالك حرج في اتصال بعضهما ببعض ، لأن اتصال الرجل بالمرأة مهما كان قد يفضي به إلى أمر خطير ، نسأل الله تعالى لهما السلامة ، وإلا قد يفضي الأمر إلى أن يهدما ما بنيا من قبل .
فلذلك نحن نحذرهما من الاستمرار في هذه العلاقة من غير أن يكون بينهما زواج .

أنا أعجب ما الذي يمنعها أن تتزوج من أول الأمر ، وما الذي يمنعه ؟
ما ينبغي لشاب وقد بلغ هذا العمر أن يتأخر عن الزواج وهو يجد سبيلاً إليه وقد وجد من هي في مخيلته شريكة حياته ، كذلك بالنسبة إلى الفتاة أيضا لا ينبغي لها أن تتأخر عن ذلك ، بل كل منهما ينبغي أن يبادر إلى هذا ، فالنبي صلى الله عليه وسلّم يقول : يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه الصوم فإنه له وجاء .
فما داما قادرين على الزواج ما الذي يحول بينهما وبين هذا الزواج ؟ ولماذا يؤخرانه من ساعة إلى أخرى ومن زمن إلى آخر .

إنما يجب – لا أقول ينبغي فحسب – بل يجب أن يسارعا إلى هذا الزواج ليقطعا على الشيطان الطريق ، وليسدا عليه المنافذ حتى لا يستطيع أن يلج عليهما من أي باب من الأبواب ، ومن أي نافذة من النوافذ ، وبهذا يكونان قد أحرزا دينهما وضمنا حياتهما ، ونسأل الله تبارك وتعالى لهما التوفيق .

السؤال (3)
ما حكم رسم الهيكل العظمي لإنسان أو حيوان لأغراض تعليمية .

الجواب :
حقيقة الأمر الهيكل العظمي بنفسه ليست فيه صورة تمثل حياً ، إنما هو هيكل لشيء داخل ، لا تقوم به الحياة وحده ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى إذا كان ذلك لأسباب تعليمية بحيث إنه يتوقف تعليم الطب أو تهيئة لتعليم الطب على ذلك فهذا من الأمور التي ينبغي التسامح فيها .

السؤال (4)
ما حكم الفحص الطبي قبل الزواج ، وهل يتنافى مع التوكل على الله ؟

الجواب:
الفحص الطبي قبل الزواج مما يدخل في المصالح المرسلة ، ولا سيما مع انتشار العدوى وكثرة البلوى ووجود الأمراض السلالية التي تتسلسل في الأعقاب .
ينبغي أن يكون هنالك فحص عندما يتصور أو عندما يخشى ويحذر أن يكون هذا المرض موجوداً في الزوجين أو موجوداً في أحد الزوجين مع إمكان الإضرار بالطرف الآخر ، لا مانع من الفحص بل ذلك مما ينبغي ، ولا ينافي ذلك التوكل على الله ، فإن الأخذ بالأسباب مما لا ينافي التوكل على الله .

السؤال(5)
شخص أخذ كتاباً من شخص آخر وجعله وقفاً للمسجد فجاء هذا الشخص صاحب الكتاب يطالب الآن بكتابه ؟

الجواب :
عليه أن يرد إليه كتابه ، ولا تثبت الوقفية إن وقف الواقف شيئاً مما لا يملكه ، فإن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : لا نذر فيما لا يملك ابن آدم . هذا مع أن الله تعالى وصف المؤمنين بأنهم يوفون بالنذر ، لكن إن نذر ناذر بشيء لا يملكه فإنه يسقط عنه هذا النذر ، ولا يجب عليه الوفاء به ، بل ولا يجوز له أن يفي به ، لأنه نذر بما لا يملك ، وتصرف في مال غيره ، ولا يجوز لأحد أن يتصرف في مال غيره .

ولئن كان هذا في النذر مع أن الوفاء بالنذر أمر واجب لأن النبي صلى الله عليه وسلّم يقول : من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه .
النذر الوفاء به واجب ، ولكن مع ذلك عندما يكون بمال الغير لا يجب ، بل ولا يجوز الوفاء به . فكيف إذا كان وقفاً ، الوقف من أصله هو غير واجب ، وإنما هو مرغب فيه عندما يكون الإنسان يقف ماله بنفسه في وجوه البر ، لا يقف مال غيره ، فإن الوقف صدقة جارية ولكن كيف يتصدق الإنسان بما لا يملك أو بما يملكه غيره ، هذا من التصرف في مال الغير ، والتصرف في مال الغير لا يجوز سواء كان أكلاً أو غير أكل .
الوعيد على أخذ أموال الناس وعيد شديد كما جاء في القرآن الكريم وفي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلّم ، وإن عُبّر عنه في القرآن بالأكل فإن ذلك لا ينحصر في الأكل ، بل أي تصرف في مال الغير سواءً كان إتلافاً أو كان اختلاساً إن كان عطاءً أو كان أي نوع من أنواع التصرف إنما هو محرم .

وكذلك أحاديث النبي صلى الله عليه وسلّم شددت في هذا كثيراً ، فالنبي صلى الله عليه وسلّم يقول : القليل من أموال الناس يورث النار . وهو عليه أفضل الصلاة والسلام يقول : ردوا الخيط والمخيط ، وإياكم والغلول فإن عار على أهله يوم القيامة . وفي حديث آخر جاء عنه صلى الله عليه وسلّم أنه قال : لا يحل لأحد أن يأخذ عصا أخيه بغير طيب نفسه . كل ذلك مما يدل على أن للأموال حرمات ، ولا يجوز للإنسان أن يتعدى هذه الحرمات .
فكيف بهذا يتصرف في مال غيره ، إن هذا تصرف أرعن ، ولا يصدر إلا من أرعن ، عليه أن يتقي الله ، وأن يرد هذا الكتاب إلى صاحبه .

السؤال(6)
ما هي أفضل الأوقات لقيام الليل ؟

الجواب :
الليل مإنة للقيام ، كله قيامه خير فالله تعالى يقول ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً) (الإسراء:79)، ولكن كلما تأخر القيام إلى آخر الليل كان أفضل ، فإن كان بعد منتصف الليل فهو أفضل ، وإن كان بعد مضي ثلثي الليل أي إن كان في الثلث الأخير من الليل فذلك أفضل وأفضل .

السؤال(7)
ما حكم الحجامة ومن يقوم بها ؟

الجواب :
الحجامة مما ثبت بالسنة القولية والفعلية عن النبي صلى الله عليه وسلّم ، فقد احتجم وأرشد إلى الحجامة ، ولكن لا بد من مراعاة أن تكون هذه الحجامة ممن يتقنها ، وممن يعرف الدم الذي فيه ضرر بالجسم حتى يستخرجه ، لا أن يخرج الدم الذي به قوام الجسم .
فإتقان الحجامة من ضرورات الاحتجام . أما إذا كان الإنسان لا يتقن الحجامة فليس له أن يحجم غيره ، وليس لغيره أن يحتجم إليه أيضا .

السؤال (8)
ما معنى الأثر الوارد ( من تطبب من غير أن يُعرف منه التطبب فهو ضامن ) ؟

الجواب :
لا ريب أنه ضامن ، من تطبب بغير علم فهو ضامن ، لأنه عرّض غيره للخطر ، فقد يكون الطب عندما يكون من شخص لا يتقنه سبباً لهلاك أنفس ، فقد يتسبب هذا الذي يتطبب بغير علم في إهلاك أنفس ، وقد يتسبب في زيادة أمراض أنفس ، لذلك كان من الضرورة بمكان أن يكون الطبيب متقناً ، وأن لا يقدم على الطب إلا بعد الإتقان .
وفي كل شيء لم يتبين له الضرر من النفع عليه أن يتوقف عنه ، فالمؤمن وقاف ولا سيما في مثل هذه الأحوال ، فإن منافع الأبدان كمنافع الأديان ، فالإنسان عليه أن يتصرف فيها عن علم وعن حكمة لا عن جهل وعن غباوة .
فقد يكون حتى من جرعة دواء عندما تكون هذه الجرعة غير مصادفة لداء قد تتحول إلى سم قد يكون قاتلاً أحياناً وقد يكون يزيد في الضرر ، لذلك يجب على الإنسان أن لا يُقدم على العلاج إلا بعد المعرفة .

السؤال(9)
ما معنى قول الله تعالى ( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)(آل عمران: من الآية173) ؟

الجواب :
معنى ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) كافينا الله تعالى ، الحسب هنا بمعنى الكافي ، بمعنى الحسيب وهو الكافي .
فالله تعالى حسيب بمعنى هو كاف لعباده .
أصل حسب بمعنى الكفاية ، ولكن استعمل بمعنى الحسيب ، فالله تبارك وتعالى فهو كافينا .
وهو نعم الوكيل لأن من وكل إليه أمره كان كافياً له .
وهذه كلمة قالها المؤمنون في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم عندما حاول المشركون أن يرجفوا بهم وأن يزيدوهم خوفاً ورعباً بعدما حدث مما حدث في غزوة أحد ، فأشاعوا عنهم أنهم أعدوا العدة المرعبة لمواجهة المسلمين ، فقال المسلمون متوكلين على الله ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) ، وذهبوا إلى حمراء الأسد كما تواعدوا مع المشركين وأيدهم الله سبحانه وتعالى ونصرهم وألقى الرعب في قلوب أعداءه ، الله تعالى يقول ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران:173-175).
فهكذا كان شأن أولئك ، وهكذا من يتوكل على الله ويستمسك بحبله ويأوي إلى ركنه فالله تعالى يحميه ويعيذه من كل شر .

السؤال (10)
هل الاتصال عن طريق الهاتف يغني عن زيارة الأرحام خاصة في شهر رمضان المبارك ؟

الجواب :
زيارة الأرحام من الأمور التي تعد في مقدمة الصلة ، لأن الصلة إما أن تكون زيارة مع وصلهم بالهدايا والعطايا ، وإما أن تكون الصلة بمجرد إرسال الهدايا إليهم ، وإما أن تكون الصلة بإرسال رسائل إليهم ، وإما أن تكون الصلة بإبلاغهم السلام ، هذه هي الصلة الضعيفة ، أقل الصلات أن يرسل الإنسان سلاماً عند من يلتقي بأرحامه ، هذه أضعف الصلات ، ولكن مع ذلك هي صلة .
ولا ريب أن المراسلة والمكالمة عبر الهاتف تعد صلة ، فهي من جملة السؤال عن الأحوال والاطمئنان وإدخال الأنس في قلوب الأقربين وإدخال الأنس في قلب المحبين .
فينبغي للإنسان أن لا يفرط في ذلك ويؤجر على ذلك إن شاء الله ، ولكن إن تمكن من وصلهم بنفسه فذلك أفضل ، وإن لم يتمكن فلا حرج عليه إن اقتصر على مكالمتهم عبر الهاتف .

السؤال (11)
هل يجوز حرق القرآن المبعثر على الأرض على شكل أوراق ، وإذا لم يجز فما هي أفضل طريقة للتخلص من أوراق المصحف المبعثرة إذا لم يستطع صاحبها الاحتفاظ وخشي عليها من الضياع ، وما عقاب من قام بحرق القرآن الكريم ؟

الجواب :
حقيقة الأمر القرآن الكريم لا ريب أن له حرمات ولذلك اختار كثير من العلماء أن يكون التخلص من التبعية أو من المسئولية عن المحافظة على القرآن الكريم عندما تتعذر هذه المحافظة قالوا بأنه ينبغي أن تكون إما بإلقاء هذه الأوراق المبعثرة المقطعة في آبار مهجورة بعد وضعها في أكياس لأجل صونها ، وإما أن تدفن على أسس مساجد أي أسس أماكن معظمة مقدسة ، وإما أن تلقى في البحر ، وإما أن تدفن في أماكن بعيدة في الصحاري بحيث تكون بعيدة عن وضع الأقدام ، ولكن إن تعذر ذلك كله فلا مانع من الإحراق ، وقد وقع الإحراق في عهد الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، وإن كان من الناس من أنكر ذلك ، وقع ذلك في أيام الخليفة الثالث عثمان بن عفان عندما أراد أن يتخلص من المصاحف التي أراد أن لا تتشعب القراءات بها ، وأن يجتمع الناس على مصحف واحد حتى لا يقول بعض الناس قراءتي خير من قراءتك ، تخلص من هذه المصاحف بإحراقها وأيده في ذلك الكثير ، ولا نرى حرجاً في الأخذ بذلك مع الضرورة .

السؤال (12)
ما يوجد الآن في المكاتب من آلات تمزيق وتقطيع الأوراق هل يغني ذلك عن الحرق والدفن ؟

الجواب :
مهما قطعت هذه الأوراق ما دامت هي أوراق مصاحف تبقى لها حرماتها ، لا يكفي أن تقطّع وترمى في الأماكن التي يمكن أن تدوسها فيها الأقدام وأن تنتهك فيها حرماتها ، وإنما عندما تُقطّع إن رأوا أن يلقوها في آبار مهجورة فذلك خير أو يدفنوها تحت أسس مساجد مثلاً أو نحو هذا .

السؤال(13)
امرأة قصّر زوجها في النفقة عليها ولديها أولاد منه ، وفي يوم احتاجت لبعض المال ورفض أن يعطيها ، ومرت ثلاثة أشهر وهي بلا نفقة فقالت له : إذاً اضطر إلى الذهاب إلى بيت أهلي . فقال لها : إذا ذهبت إلى بيت أهلك تكونين طالقة بالثلاث . فاشتدت بها الحاجة للذهاب إلى بيت أهلها لجلب بعض الأغراض اللازمة ، وقبل الذهاب اتصلت به في العمل وفاتحته في نفس الموضوع ، فقال لها : الكلام واحد ولن أتراجع عنه . فذهبت . فما الحكم في هذه المسألة ؟

الجواب :

أعوذ بالله من هذا التصرف الأرعن ، ومن هذه القلوب القاسية ، ومن هذا المزاج المنحرف .

الرجل عليه أن يتقي الله تعالى في أهله ، وأن يحسن معاملة أهله ، ( فخيركم خيركم لأهله ) كما يقول النبي صلى الله عليه وسلّم ، ويقول ( وأنا خيركم لأهلي ) ، أي هو عليه أفضل الصلاة والسلام أحسن الناس في معاملة أهله .
فما كان للذي يريد أن يكون على هدي الرسول صلى الله عليه وسلّم أن يعامل أهله هذه المعاملة القاسية مع أن المرأة لها حقوق على الرجل ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوف)(البقرة: من الآية228) ، ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)(النساء: من الآية19) .
لا يجوز للرجل أن يهضم المرأة حقها ، لا يجوز أن يقتر عليها في النفقة حتى يضايقها ويلجئها إلى أن تسلك مسالك .
ثم مع ذلك لا يجوز أن يجعلها عرضة للطلاق بمثل هذه الكلمات الحمقاء وهذا التصرف الأرعن ، عليه أن يتقي الله تبارك وتعالى في ذلك كله ، وأن يحافظ على حرمات أهله .

ولا ريب أن تعليق الطلاق يؤدي إلى وقوع الطلاق عندما يقع المعلق عليه .
فالطلاق المعلق كالطلاق المنجز يقع بوقوع المعلق عليه ، فإن علقه على أمر ما ففعلته فإنها في هذه الحالة تطلق كما قال .
إن علق على فعل ذلك الشيء طلاقاً واحداً فهي طلقة واحدة ، وإن علق عليه ثلاث طلقات فهي ثلاث طلقات ، كما أن الطلاق المنجز يقع كذلك .
ولا يلومن إلا نفسه فإن هذا التصرف الأرعن هو الذي أدى إلى ذلك ، هذا إن كان أطلق القول ولم يقيده بلفظ يدل على التقييد ، ولم يقيده بقصد .
أما كان قيد ذلك في قرارة نفسه بأن يكون قاصداً لو سارت في تلكم الساعة أو في ذلك الوقت الذي هاجت فيه العواطف إلى أهلها فإنها تطلق ثلاثاً ، فلا تطلق إن سارت بعد ذلك بعدما سكنت عاطفته .
أو كان قصده بذلك إن سارت بغير إذنه ثم أذن لها في المسير .
أما إذا كان لم يكن له قصد فإنها تطلق كما قال ، ولا ينظر إلى أي شيء آخر إن لم يكن هنالك تقييد لفظي ولا تقييد قلبي ، والله تعالى أعلم .

السؤال(14)
هل كونها حائض في ذلك الوقت له أثر في وقوع الطلاق أو عدمه ؟

الجواب :
نحن نرى أن طلاق الحائض واقع ، وهذا الذي عوّل عليه جمهور الأمور ودرج عليه السلف ، حتى أن منهم من حكى الاتفاق عليه ، درجوا على أن الطلاق واقع ، ويدل على ذلك حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ، إذ جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلّم فقال له : يا رسول الله إن عبدالله طلق امرأته وهي حائض . فقال له : مره فليراجعها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر فإن شاء أمسك وإن شاء طلق فتلك العدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء .
لو كان الطلاق غير واقع لقال له مره فليراجعها وكفى . فلماذا حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر . بحيث لم يبح له أن يطلقها بعد طهرها من تلك الحيضة ، وإنما لا بد من أن يمسكها طهراً آخر ، إلى أن تحيض مرة أخرى ثم تطهر ، إنما ذلك لئلا تكون هذه المراجعة من أجل الطلاق ، وإنما تكون هذه المراجعة من أجل إمساكها في وقت يتمكن فيه من الاستمتاع بها ، ما كان يدعوه إلى أن يمسكها حتى تحيض حيضة أخرى ثم بعدما تطهر من تلك الحيضة يطلقها ، ما كان الداعي إلى ذلك لو كان هذا الطلاق غير واقع .

السؤال(15)
ما معنى قول الله تعالى عن الصلاة ( وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ)(البقرة: من الآية45) ؟

الجواب :
نعم الصلاة كبيرة أي شاقة إلا على الخاشعين ، فإن الخاشعين هم الذين يلتذون في صلاتهم وينعمون بمناجاتهم لربهم ، ويحسون بعظم الموقف الذي يقفونه ، فيجدون فيه من المتعة بجانب ما يجدونه من الخشية وما يجدونه من الخوف من الله تبارك وتعالى ، لكنهم يجدون في ذلك متعة لأنهم يتلذذون بمناجاة الله تبارك وتعالى .

أما الذين هم غير خاشعين بحيث تكون ألبابهم مشغولة عندما يقبلون على صلاتهم بحيث يكون هذا الاقبال بالجسد وحده لا بالروح والعقل والقلب فإنهم لا يجدون هذه اللذة ولذلك تشق عليهم الصلاة ، تكون كبيرة عليهم أي شاقة عليهم إذ لا يجدون فيها المتعة التي يجدها الخاشعون فيها .

السؤال(16)
رجل أوصى لفقراء الأقربين ، فمن هم الأقربون ؟

الجواب :
حقيقة الأمر الناس كثير ما يقعون في خطأ عجيب عندما يظنون بأن هذا الحق للفقراء ويقيدون هذه الوصية بالفقراء دون غيرهم مع أن هذه الوصية لا يراد بها إعطاء الفقراء فقط وإنما هي صلة لجميع الأقربين سواءً كانوا أغنياء أو فقراء ، ولو كان منهم من هو أغنى الأغنياء فإن هذه الوصية حق له لأن الله تبارك وتعالى يقول ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ) (البقرة:180).

نعم ، ( كتب عليكم ) كتب بمعنى فرض ، وقال ( حقا ) أي حق ذلك حقا أي صار واجباً من الحقوق الواجبة . وقوله ( على المتقين ) لا يعني ذلك أنه يسوغ لأحد أن يترك ذلك باعتباره من غير المتقين فإنه يجب على كل أحد أن يكون من المتقين . وقوله ( حقاً على المتقين ) إنما هو لأجل إلهاب الحماس لامتثال هذا الأمر والاستجابة لهذا الداعي .
فلذلك كان من الواجب على الإنسان عندما يحضره الموت أن يوصي لأقربيه الذين لا يرثونه .
هذه الوصية بطبيعة الحال شرعت لأجل الصلة .
والوالدان هنا من الناس من قال بأن حقهما نسخ بما فُرض من حقهما في الإرث ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : لا وصية لوارث . وانعقد الاجماع على الأخذ بذلك الحديث . فالحديث مجمع عليه ولا يسوغ الخلاف فيه .
ومنهم من قال بأن المراد بالوالدين هنا الوالدان غير الوارثين ، وهما الوالدان اللذان هما على غير ملة الإسلام ، إذ لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم ، لا يرث أحدهما الآخر . فكونهما على ملة الكفر لا يمنع أن يصلهما بعد مماته كما لا يمنع ذلك أن يصلهما في حياته ، بل حقهما واجب في حياته وبعد مماته ، وهذا قول قاله بعض المحققين وهو من القوة بمكان ، فإن هذا القول يقتضي من أن يكون هذا باب العام الذي أريد به الخاص أو باب به المطلق الذي أريد به المقيد فلا بد من الأخذ بهذا الاعتبار ، لا بد من هذا القيد حتى لا يكون هنالك تصادم ما بين هذه الآية الكريمة وبين الحديث الشريف الذي يقول (لا وصية لوراث ) ، والحديث أيضاً دل عليه القرآن الكريم فإن الله سبحانه وتعالى قسّم المواريث بين عباده بعدله لم يكلها إلى نبي مرسل ولا إلى ملك مقرب ثم أتبع ذلك قوله ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) (النساء:13-14)، فهذا يدل على أنه لا يجوز للإنسان أن يتصرف في أمر المواريث بغير ما شرع الله سبحانه وتعالى لأن ذلك يعتبر من تعدي حدود الله ، ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ) كأنما هي بنفسها حدود الله لأجل المبالغة في التشديد فيها بحيث لا يجوز للإنسان أن يخرج فيها عما شرعه الله تبارك وتعالى من حكم .
فيجمع ما بين هذا وذاك وتعتبر هذه كلها قرائن تدل على أن الوالدين المقصودين هنا هما الوالدان اللذان لا يرثان لشركهما ، وكذلك إن كانا رقيقين يمكن أن يوصي لهما بل يؤمر أن يوصي لهما بحيث لو عتقا مثلاً يكونان حقيقين بهذا الذي أوصى لهما به من صلة بعد موته ، هكذا يتبين من معنى الآية الكريمة .

والمقصود بالأقربين كل من هو قريب ولا يرث ، واختلف العلماء إلى أي جد يكون ذلك سواء من قبل الأب أو من قبل الأم ، منهم من قال الأقربون هم الذين يلتقون بهم من ثلاثة جدود فنازلاً ، ومنهم من قال من يلتقي بهم من خمسة جدود ، ومنهم من قال من يلتقي بهم إلى سبعة ، ومنهم من قال ما لم يفصل الشرك ما دام النسب معروفا ، والله تعالى أعلم .

السؤال(17)
ما حكم من كان يستعمل أدوات ثم يبيعها بحجة أنه لا يظهر عليها أثر الاستعمال ؟

الجواب :
هو غاش لهؤلاء الذين باعهم هذه الأدوات ، والغش يتنافى مع الإيمان فإن النبي صلى الله عليه وسلّم يقول : من غشنا فليس منا .
فعلى هذا الإنسان أن يتقي الله ، وأن يتخلص إلى هؤلاء بأن يدفع إليهم القيمة التي تفرق ما بين أصل ذلك المبيع لو بيع كما هو من غير أن يستعمله وبين ثمنه بعد الاستعمال ، لا بد من أن يدفع إليهم ذلك .
وإن لم يجدهم بحيث كانوا موتى فيدفع ذلك إلى ورثتهم ، وإن تعذر عليه ذلك فيوصي لهم ، وإن لم يمكن أن يعرفهم بحيث صاروا مجهولين وتعذر الوصول إليهم وتعذرت معرفتهم فهو مال مجهول الأرباب ، وما جهل أربابه فالتخلص منه بأدائه إلى فقراء المسلمين .

تمت الحلقة بعون الله تعالى وتوفيقه


schg Hig hg`;v 11 lk aufhk 1425 iJK 26L9L2004l--hgl,q,u :uhl 1425 lhgl,q,u lil lk hg`;v aufhk schg uhl





توقيع :

رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
11 , 1425 , مالموضوع , مهم , من , الذكر , شعبان , سؤال , عام , هـ،


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سؤال أهل الذكر 21 من صفر 1425هـ ، 11/4/2004م-- الموضوع : عام عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-19-2011 05:07 PM
سؤال أهل الذكر 30 من شعبان 1423هـ ، 6/11/2002 م,,الموضوع : الصيام وفضله وأحكامه عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-18-2011 12:10 AM
سؤال أهل الذكر 20 من شعبان 1423هـ ، الموضوع : وسائل الاتصالات والانترنت عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-18-2011 12:08 AM
سؤال أهل الذكر الموضوع : السحر عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-17-2011 11:32 PM
سؤال أهل الذكر ...... الموضوع : السحر عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 2 12-05-2010 06:36 PM


الساعة الآن 05:06 PM.