الموسوعة الكبرى في فتاوى الصوم لسماحة الشيخ أحمد الخليلي - الصفحة 3 - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   الاتصالات والمجموعات   التقويم   مشاركات اليوم   البحث
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات


العودة   منتديات نور الاستقامة > الــنـــور الإسلامي > نور الفتاوى الإسلامية

نور الفتاوى الإسلامية [فتاوى إسلامية] [إعرف الحلال والحرام] [فتاوى معاصرة] [فتاوى منوعة]


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
كُتبَ بتاريخ : [ 12-23-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 21 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



القضاء والإطعام والكفارة :


السؤال :
امرأة أفطرت في نهار رمضان عمداً ، ماذا يلزمها في ذلك؟


الجواب:
عليها التوبة والقضاء والكفارة وهي عتق رقبة فإن لم تجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم تستطع فإطعام ستين مسكيناً.


السؤال :
شخص لم يصم رمضان عدة سنوات وبدون عذر شرعي، فكيف تتسنى له التوبة والتكفير عن تلك المعصية؟


الجواب:
عليه أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى توبة نصوحاً ، وأن يأخذ في قضاء ذلك الصيام الذي أفطره ، وأن يكفر عن ذلك، وأقل ما في ذلك كفارة واحدة ، ويقضي الصيام بحسب وسعه، ولو أن يقضي في كل عام شهراً واحداً.


السؤال :
تقولون بأنّ رمضان فرائض، فلماذا يكون القضاء بالتتابع؟


الجواب:
لأنّ قضاء رمضان مقيس على الأصل وهو رمضان، ولأنّ الروايات التي تفيد التتابع أقوى من الروايات التي تفيد عكس ذلك.


السؤال :
هل يشترط أن يكون قضاء أيام شهر رمضان متتالياً؟


الجواب:
يشترط التتابع في قضاء رمضان على القول الصحيح ، وإن كانت المسألة فيها قولان، بدلائل روايات متعددة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما يستثنى من ذلك إذا كان هنالك عذر كمرض أو سفر أو نحو ذلك.


السؤال :
ما هي الأمور التي تقطع التتابع في قضاء الصيام أو صيام الكفارة؟


الجواب:
يباح للحائض والمريض ترك التتابع إن شق عليه، أما السفر فهو مبيح للفطر في غير صيام الكفارة أما في صيام الكفارة فلا على المشهور وكذلك صيام النذر، والله أعلم.


السؤال :
في حالة إصابة المرأة بمرض ولا تستطيع قضاء الصيام متتابعاً ، فهل يصح لها الصيام مفرقاً؟


الجواب:
نعم لأجل هذه الضرورة، والله أعلم.


السؤال :
هل يجوز للمرأة صوم قضاء رمضان في شهر شعبان؟


الجواب:
نعم ، وهكذا كان صنيع أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ فكانت تؤخر صيام القضاء إلى شهر شعبان لأجل أن يتفق صومها مع صوم النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصوم في شعبان.


السؤال :
امرأة حاضت في شهر رمضان وعندما انتهت مدة الحيض وفي آخر يوم من أيامها صامت ذلك اليوم دون أن تغتسل واغتسلت ليلاً ، فهل يعتبر ذلك اليوم ديناً عليها يجب قضاؤه؟


الجواب:
هل رأت الطهر في النهار، أو في الليل؟ فإن كانت رأت الطهر بعدما أصبحت فإنها لا تطالب بصوم ذلك اليوم وإنما تطالب بقضائه، وأما إن كانت رأت الطهر قبل الصبح فعليها أن تغتسل وعليها أن تصبح صائمة ، فإن فرطت في الاغتسال فقد فرطت في الصلوات وفي الصوم لأنها لا يصح لها أن تصلي ولا أن تصوم إلا مغتسلة ، فعليها أن تقضي صلواتها وصيامها مع التوبة إلى الله من تفريطها ولا تلزمها الكفارة لأجل الشبهة.


السؤال:
فتاة اغتسلت من خمسة أيام في رمضان وفي اليوم السادس صامت وقبل صلاة المغرب أتاه شيء من الصفرة وأيضاً في اليوم السابع تكرر عندها نفس الشيء ولكنها تابعت صومها ولم تغتسل، وقضت خمسة أيام ولم تقض اليومين الآخرين؟


الجواب:
إن كانت رأت الطهر بعد الخمسة الأيام واغتسلت وكانت هذه هي عادتها أو لم تكن لها عادة من قبل، فإنها لا تلتفت إلى هذه التوابع، لأنّ التوابع حكمها حكم ما قبلها.


السؤال:
إن عدّتي سبعة أيام ولكن في شهر رمضان جاء الحيض سبعة أيام ثم اغتسلتُ، وبعدما اغتسلتُ رأيت في اليوم الثامن والتاسع توابع فأفطرت في هذين اليومين، فما الحكم في إفطاري فيهما؟


الجواب :
هو خطأ، وعليكِ ألاّ تعودي لمثل ذلك، وعليكِ قضاء الصلوات التي تركتِها في هذين اليومين وكذلك الصوم.


السؤال:
امرأة أفطرت ثلاثة أيام من أول رمضان وأفطرت سبعة أيام من نهايته ، وأرادت أن تقضي هذه الأيام كيف تقضيها هل كلها مرة واحدة أم تفرقها؟


الجواب:
إن أمكنها أن تقضيها مرة واحدة قضتها مرة واحدة ، وإلا فالأيام الأولى تقضيها مجتمعة ، ثم تقضي الأيام الأخرى بعد ذلك مجتمعة. والله تعالى أعلم.


السؤال:
هل يجوز قضاء أيام الصيام على فترات متقطعة ، فمثلاً حاضت امرأة عشرة أيام في رمضان ، فهل يجوز صيامها في فترات متقطعة؟


الجواب:
القول الذي نعتمده ونأخذ به أن القضاء يجب فيه التتابع كما يجب في الأداء ، ولكن إن كان هناك ضرورة داعية كمرض أو ضعف لا تستطيع المرأة معه أن توالي القضاء متتابعاً فلا مانع من أن تقضيه متفرقاً، ولغير ضرورة عليها أن تقضيه متتابعاً.


السؤال:
عن امرأة كانت تقضي ما عليها من شهر رمضان وفوجئت بالدورة الشهرية ، فهل عليها أن تستمر بعد اكتمال الدورة الشهرية فوراً أو لها أن تتأخر؟


الجواب:
قضائ شهر رمضان يجب أن يكون متتابعاً، وبسبب ذلك فإن على المرأة إذا جاءتها الدورة الشهرية وهي في قضاء رمضان أن تواصل بعد انتهاء الدورة فوراً وتبني على ما تقدم ، وليس عليها أن تصوم ما صامته من قبل.


السؤال:
ذكرت فتاة في أواخر شهر شعبان بأن عليها قضاء يوم ولم تستطع ذلك، فما حكم الشرع في ذلك؟


الجواب:
إذا كانت ناسية وذكرته في ذلك الوقت ولم تتأخر عمداً فعليها أن تصوم رمضان الحاضر ثم تقضي ذلك اليوم من بعد ، أما إذا كانت مهملة فعليها أن تصوم رمضان وتطعم مسكيناً مكان ذلك اليوم وتقضي بعد ذلك ، وإطعام المسكين هو كفارة للإهمال.


السؤال:
امرأة أخرت قضاء رمضان إلى رمضان آخر، فمرت عليها عدد من السنوات لم تصم ذلك القضاء ، فهل عليها كفارة في القضاء أم ماذا تفعل؟


الجواب:
عليها أن تصوم وأن تطعم عن كل يوم مسكيناً كفارة لتهاونها، والله أعلم.


السؤال:
امرأة عليها أربعة أيام قضاء رمضان ، فصامت يومين ثم أفطرت بسبب الدورة الشهرية ثم بنت وصامت اليومين الأخيرين، فهل عليها شيء؟


الجواب:
كان عليها أن تصوم القضاء في أيام لا يتخللها الحيض ، أما وأنها صامتها حيث كانت تنتظر الحيض ثم بنت على ما صامته بعد طهرها فلا إعادة عليها. والله أعلم.


السؤال:
فتاة عدتها ستة أيام من رمضان وبعد قضاء أربعة أيام أفطرت لأنها تريد الخروج لرحلة مع أهلها ثم أكملت بعد هذا اليوم بقية الأيام فما حكم صيامها؟


الجواب:
أخطأت في ذلك وعليها ألا تعود لمثله، والله يتقبل منها فيما مضى، والله أعلم.


السؤال:
امرأة حدث لها نزيف دم في شهر رمضان وهي حامل ، فهل يصح لها أن تصوم بتلك الحالة ، وما القول في صلاتها؟


الجواب:
هذا النزيف ليس من الحيض في شيء، وإنما هو استحاضة تصوم معه المرأة وتصلي إلا أن تكون عاجزة وتتضرر من الصوم، فلها أن تفطر على أن تقضي ما أفطرت في أيام أُخر . والله أعلم.


السؤال:
يحدث عند كثير من النساء في رمضان أنها إذا أحست بالآلام الولادة في الليل بيتت نية الإفطار وأصبحت فاطرة ، بحجة أنها قد تلد في النهار وتضيع عليها اليوم، فهي تأخذ اليوم من أوله ما حكم هذا التصرف؟


الجواب:
هذا التصرف خاطيء ، ولكن لها أن تفطر بسبب المرض إن كانت تعاني تعباً من ذلك ، لأن الله تعالى أباح الفطر للمريض مع القضاء.


السؤال:
امرأة كانت على وشك الولادة فصامت اليوم الأول من رمضان فقط وأفطرت ستة أيام فما حكم هذه الأيام؟


الجواب:
عليها قضاؤها فقط، لأنها لها أن تفطر إن كان الصيام يشق عليها أو خشيت منه مضرة على نفسها أو مضرة على جنينها، والله أعلم.


السؤال:
والدتي صادفها كثيراً شهر رمضان وهي حامل ، فلم تصمه ولم تستطع قضاءه ، وهي الآن مسنة، هل يمكن دفع فدية قضاء عن هذه الأيام؟ وما قيمتها ؟ وهل ندفعها لدار أيتام أم للتبرع لإنشاء مسجد أم إلى ماذا؟


الجواب:
الفدية هي إطعام مسكين عن كل يوم {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ } (البقرة: 184) ، وهذا للعاجز عن الصيام ، وتعطى للمساكين كما نص عليه القرآن، والله أعلم.


السؤال:
امرأة جاءها دم يشبه دم الحيض وفي موعد انتظارها لقدوم الدورة الشهرية وكانت صائمة في رمضان، فأفطرت لذلك، وعندما ذهبت للمستشفى أخبرتها الدكتورة بأنه نزيف، فماذا يلزمها الآن؟


الجواب:
تعيد صيامها والله يتقبل منها ، والله أعلم.


السؤال:
ما هو الحكم الشرعي في امرأة لم تصم شهر رمضان في سنتين متتاليتين ، وذلك بسبب النفاس، مع العلم بأنه عليها صوم شهر نذر تصوم فيه؟


الجواب:
عليها أن تصومه الأول فالأول إن تركت ذلك لعذر. والله أعلم.


السؤال:
امرأة بلغت السبعين من عمرها ولم تصم رمضان لمدة عشرين سنة ظناً منها أن الحامل والمرضع لا تصوم، فماذا عليها في هذا السن؟


الجواب:
عليها أن تتقي الله وأن تقضي ما أضاعته من صيام رمضان، وعليها على الأقل كفارة واحدة، وهي عتق رقبة فإن لم تستطع فصيام شهرين متتابعين فإن لم تستطع فإطعام ستين مسكيناً ، وإن عجزت عن صيام الأشهر التي أضاعتها فلتطعم عن كل يوم مسكيناً، والله أعلم.


السؤال :
امرأة كانت صائمة قضاء ولكن أصبحت جنبا من غير جماع، وتقاعست عن الغسل مع العلم أنها كانت تعلم بأنها جنب، فهل تعيد القضاء من جديد على قولكم بالتتابع ؟ وماذا عليها في حالتها هذه؟


الجواب:
ليس عليها أن تعيد من جديد، لأنّ ذلك لا يزيد على حكم ما لو أصبحت على جنابة في شهر رمضان فإنها عليها أن تعيد يومها فحسب.


السؤال:
ما حكم الإسلام في امرأة عاشت في دولة أجنبية، وأفطرت في شهر رمضان بسبب المرض الذي دام ثلاث سنوات، وعندما عادت إلى الوطن ماتت، فهل يجب عليها كفارة؟


الجواب:
جاء في حديث عائشة عند الشيخين عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: << من مات وعليه صيام صام عنه وليه>> ، فليصم عن هذه المرأة أحد أوليائها، وأولادها هم أولى يصوموا عنها.


السؤال:
ما قولكم في امرأة طريحة الفراش لمدة خمسة عشر يوماً وافاها الأجل خلال شهر رمضان الفضيل، فهل عليها صيام فترة المرض أم الشهر كله؟


الجواب:
الصيام الذي يجب عليها إنما هو المدة التي أفطرتها، وبعد انتقالها إلى الدار الآخرة لا يكون عليها شيء من الواجبات ، لأنه يرفع التكليف عن الميت بمجرد موته. والله تعالى أعلم.


السؤال:
امرأة كانت أمها في المستشفى ومضى عليها شهر رمضان فلم تصم منه شيئاً وبعد خروجها من المستشفى استمرت سبع سنوات تعاني من المرض ولم تقض ذلك الشهر إلى الآن فأرادت أن تقضيه الآن فهل عليها مع ذلك كفارة؟


الجواب:
لا كفارة عليها لأنها عاجزة ، فهي معذورة ، وعندما يكون الإنسان في مثل هذه الحالة ويجد أن المرض من الصعب الشفاء منه ، أو أنه في العادة مرض مستمر فله أن يعدل مع العجز عن الصيام إلى الإطعام ، وذلك من تيسير الله تعالى لمن لا يطيق الصيام، والله تعالى أعلم.


السؤال:
امرأة أفطرت في رمضان عشرة أيام بأمر الطبيب فلم تستطع أن تقضيهن بعد انتهاء رمضان بسبب مرضها، فهل تجب عليها الكفارة؟ وما نوعها إذا وجبت؟


الجواب:
هذه المرأة عليها أن تعمل بقول الله تعالى : {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (البقرة: 184) ، فعليها أن تقضي ، وأما إذا عجزت عن القضاء فإنها تدخل في قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} (البقرة : 184) ، بمعنى وعلى الذين يتكلفونه ـ بحيث يشق عليهم ـ فدية طعام مسكين، ولكن متى تفتدي؟ تنتظر إلى أن يأتي رمضان آخر فإن استمر عجزها عن الصيام فتفتدي عن صيام رمضان الماضي، فإن مَنَّ الله عليها بالعافية من بعد فلتقضِ وإن استمر مرضها لا قدر الله فإن الفدية تجزيها، والله تعالى أعلم.


السؤال:
رجل هلك بعد صراع مع المرض وقد أفطر من رمضان خمسة عشر يوماً، هل يجب على الورثة قضاؤها؟ وإذا كان يجب عليهم هل يجوز تقسيم الخمسة عشر يوماً بينهم؟ وهل يجوز لهم التأخير بصيام هذه المدة؟ وهل يجوز لهم إطعام المساكين؟ وكم مسكيناً عن هذه المدة والمبلغ المستحق؟


الجواب:
أما التأخير فهو وإن وجد في كتب الفقهاء لم ترد به سنة ، إذ لم يرد في السنة النبوية أنه يصوم أحد عن أحد إلا القريب عن قريبه كما في رواية عائشة ـ رضي الله عنها ـ : <<من مات وعليه صيام صام عنه وليه>> وعلى هذا فهؤلاء يؤمرون بأن يصوموا عن ميتهم، ولا نقول بالوجوب اللهم إلا إن وجب ذلك على الميت ، بحيث تمضي عليه مدة يمكنه فيها الصيام، كأن يكون عوفي من مرضه ولكن تأخر عن المبادرة بالقضاء حتى عاد إليه المرض مرة أخرى ومات، أما في هذه الحالة المذكورة في السؤال فيرجى له العذر، ولكن كان يجب إن كان له مال في حياته أن يقدم فدية إلى المساكين بحيث يُطعم مسكيناً عن كل يوم ، وقد اختلف العلماء فيما إذا مات الإنسان وعليه حق مالي يتعلق بماله، أو بذمته وليس حقاً للمخلوقين بل هو حق لله تعالى ولم يوص به، هل يجب على الورثة أن يخرجوه من ماله أو أن ذلك لا يجب؟ والراجح الوجوب ، بدليل حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: << فاقضوا فدين الله أحق بالقضاء>> فكلمة أحق تدل على التفضيل ، ولأن كان حق الله مفضلاً على حق المخلوقين فأولى أن يُراعى تقديمه لا أن يسقط إن كان لم يوص به الميت، فإن كان حق المخلوق يخرج من ماله ، أوصى به أو لم يوص، فكيف يُتساهل في حق الله الذي نص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه أحق القضاء؟ وعلى هذا فإن كان الورثة سيقومون بالصيام ـ وهذا أمر فيه خير ـ فالفقهاء قالوا بأنه يوزع بينهم بحسب ميراثهم إن لم يتحمله أحدهم ، أما إن تحمله أحدهم فذلك خير، فمن كان له السدس مثلاً من الميراث يتحمل صيام سدس تلك الأيام، ومن كان له الثلث فكذلك ، ومن كان له الربع فكذلك وهكذا، ولكن تُقدم النساء لما يعتريهن من الأحوال الطبيعية التي تمنعهن من القيام بالصيام في بعض الأيام.


السؤال:
امرأة أفطرت يوماً من رمضان لشدة العطش في الصحراء وهي في بداية سن البلوغ وقد أطعمت ستين مسكيناً عن طريق دفع مبلغ وهو ستين ريالاً فهل هذا جائز إن كان عليها كفارة أصلاً؟


الجواب:
إن كانت لم تفطر إلا وهي مضطرة فلا كفارة عليها، وإنما عليها القضاء، فإن الله يريد بعباده اليسر ولا يريد بهم العسر { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}(البقرة: من الآية185) ، فالله سبحانه وتعالى لم يكلف عسيرا وإنما كلف يسيرا ، لذلك لا تجب الكفارة على من أفطر مضطراً ، ومن هنا كان ترخيص الله تبارك وتعالى للمسافرين والمرضى أن يفطروا في نهار رمضان وأن يقضوا فيما بعد وهكذا كل مضطر يعطى هذا الحكم ، وإن كانت غير مضطرة فالكفارة عليها واجبة وهي الترتيب على الصحيح ولكن إن أخذت بالقول الآخر توسعاً فلا تكلف إعادتها والله تعالى أعلم.


السؤال:
امرأة صامت نافلة وأثناء نهار صومها أصيبت بتعب فأفطرت، هل يلزمها قضاء ذلك اليوم؟


الجواب:
في وجوب إعادة صيام النفل خلاف ، ومن رخص استدل برواية <<الصائم امير نفسه>> ، فلا عليها إن أخذت بهذا الرأي، وإن أرادت الاحتياط فذلك خير. والله أعلم.


السؤال:
فيمن يصوم قرب عيد الأضحى الكفارة ويفصل العيد في هذا الصيام، هل يتجاوز أيام التشريق أم يصوم بعد العيد مباشرة؟


الجواب:
ليس له ان يصوم مع القاطع، بل عليه أن يؤخر الصيام إلى ما بعد أيام التشريق ، فيبدأ الصيام في وقت لا يمنعه مانع من مواصلة صيامه فيه، لأن صيام الكفارة فيه تواصل من غير أن يتخلله فاصل إلا أن كانت ضرورة لا محيص عنها ، كمرض ونحوه . والله أعلم.


السؤال:
خلال الشهرين لو أنه أفطر متعمداً في يوم من الأيام ماذا عليه؟


الجواب:
عليه أن يبدأ الصيام من جديد.


السؤال:
وهل تلزمه النية في كل يوم؟


الجواب:
ذلك مختلف فيه بناء على الاختلاف في النية هل تجب في أول الصيام أو تجب لكل ليلة، وسبب الاختلاف هو هل كل يوم هي فريضة مستقلة أو الشهر ـ مثلاً في شهر رمضان ـ كله فريضة، والنية هي القصد بالقلب، وليست باللسان.


السؤال:
فتاة بدأ حيضها في سن مبكرة فعندما أتى شهر رمضان منعها أبوها من الصوم، باعتبار أنها صغيرة علماً بأنها تعيش مع أبيها فقط، فاستحيت أن تخبره فلم تصم ذلك الشهر، فما حكم ذلك وما يتوجب عليها؟


الجواب:
عليها القضاء والتوبة والكفارة، والكفارة هي عتق رقبة ـ والرقبة لا توجد الآن ـ فمن لم يجد فصيام شهريين متتابعين فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً . وبئس الأب الذي يمنع ابنته من فريضة واجبة عليها، ولو قدرنا أنها غير بالغة مثلاً ، فإن عليه أن يدربها على أداء الواجبات ، فكيف يمنعها من ذلك وهي تريد بنفسها الصيام، فقد عرض ابنته للوقوع في المعصية
.

السؤال:
امرأة أفطرت في شهر رمضان وكان عمرها اثنا عشرة سنة، فما الحكم؟


الجواب:
لا تخلو إما أن تكون بلغت الحلم أو لم تبلغه، فإن كانت بلغت الحلم فهي متعبدة بما تعبد به كل بالغ عاقل، وإن كانت لم تبلغ الحلم فهي لم تتعبد بعد بالتكاليف الشرعية، والذي نأمرها به احتياطاً أن تصوم ذلك اليوم قضاء وأن تستغفر الله تعالى مما أقدمت على فعله وأن تكفر، والكفارة هي عتق رقبة إن وجدتها فإن لم تجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم تستطع فإطعام ستين مسكيناً، ونسأل الله تعالى القبول والعافية.


السؤال :
امرأة بدوية ألزمها خالها برعي الغنم وسحب الماء من البئر فلم تستطع الصوم وقتاً من الزمن ومنذ أن بلغت إلى أن صامت فوتت أربعة رمضانات ، ثم توفيت المرأة بعد أن أخبرت ابنتها بذلك ، فما الذي يجب على البنت للتكفير عن والدتها فيما ضيعت؟


الجواب:
يا ليت هذه المرأة تداركت أمرها وهي في حياتها ، وقضت ما كان لازماً عليها من صيام الشهر بنفسها ، ولكن بما أنها أفضت إلى ربها فالله سبحانه وتعالى هو يتولى أمرها ، إلا أنه مما ينبغي للبنت أن تصوم إن قدرت عنها لحديث عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ مرفوعاً: <<من مات وعليه صيام صام عنه وليه>> . وإن شاءت أن تطعم عن كل يوم مسكيناً عنها فذلك خير ، وإن أرادت أن تحتاط أكثر فتكفر عنها على الأقل كفارة واحدة فذلك أسلم، وفي هذه الحالة تكون الكفارة عنها إطعام ستين مسكيناً لأنها لا تجد الرقبة ، وأما الصيام فلأن المرأة التي يكفر عنها غير موجودة فلا مانع من أن يطعم عنها مقدار ستين مسكيناً كما هو الواجب في الإطعام في الكفارة ، والله تعالى أعلم.


السؤال :
ما حكم من وجبت عليها كفارة صيام شهرين ولكنها الآن ترضع وتخشى الضرر إن صامت ولا تنتهي مدة الرضاع إلا بعد سنة هل يجب عليها الآن، وإن أرادت أن تتعجل في أداء ما عليها هل يجوز لها أن تطعم ستين مسكيناً بدلاً من الصيام؟


الجواب:
إن كانت الكفارة منوطة بالصيام فعليها أن تصوم ولو بعد حين، وإنما تؤخر ذلك إلى فراغها من هذا الشاغل إلا عندما تكون غير راجية للفراغ من هذا الشاغل بحيث إنها لو خرجت من الرضاع تتوقع الحمل وتستمر هكذا أحوالها فلا تستطيع الصيام، ففي هذه الحالة لها أن تطعم ستين مسكيناً فيما يجوز فيه الإطعام . والله تعالى أعلم.


السؤال :
من العادات التي انتشرت بين الناس عن كفارة صيام الشهرين المتتابعين يصوم الناس يومان وليلة بدون إفطار اختصاراً للشهرين، فما حكم ذلك؟


الجواب:
هذا من فعل أهل البدعة وليس ذلك من الحق في شيء.


السؤال :
يقول البعض بأن المرأة إذا بلغت سن اليأس فإنها تصوم شهرين متتابعين ككفارة؟


الجواب:
الكفارة لا تجب إلا بسبب يترتب حكمها على وجوده ، أما بدون مسبب فلا تجب ، فالكفارة المغلظة تجب إما بسبب الظهار كما نص عليه في كتاب الله، وكفارة الظهار هي عتق رقبة فمن لم يجد فعليه صيام شهرين متتابعين فمن لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكيناً ، أو بسبب قتل النفس خطأ سواء كان المقتول مؤمناً أم مشركاً غير حربي بحيث يكون بينه وبين المسلمين عهد وذلك على قول بعض أهل العلم وهو من معنى آية القتل الخطأ ، وكفارة القتل هي عتق رقبة مؤمنة فمن لم يجد فعليه صيام شهرين متتابعين، هذا وقد نصت السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام على أن من انتهك حرمة صيام رمضان بفطر متعمد فعليه أن يعتق رقبة فإن لم يجد فعليه أن يصوم شهرين متتابعين فإن لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكيناً ، أما أن يلزم أحد غير هؤلاء بشيء من هذا الصيام من غير بينة ولا دليل شرعي فذلك مما لا نستطيع أن نقوله، فإن الإنسان ليس له أن يشرع حكماً من تلقاء نفسه، إذ الله تعالى يقول : {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} (الشورى : 21) فالكفارات إنما تُثبت بالنصوص، ولذلك نحن نقتصر على ما جاء به النص سواء نصاً قرآنياً أو كان حديثاً نبوياً على صاحبه أفضل الصلاة والسلام، أما أن يفرض الإنسان من تلقاء نفسه ما لم يفرضه الله وما لم يفرضه رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك أمر فيه حرج كبير، وعلى أنه لا يُمنع الإنسان ذكراً كان أو أنثى أن يحتاط لدينه خشية أن يكون قد وقع منه شيء من موجبات الكفارات ولكن من غير أن يكون دائناً بأن ذلك واجب عليه أو واجب على غيره من الناس وإنما يأتي به على سبيل الاحتياط . والله تعالى أعلم.


السؤال :
امرأة توفي أبوها وعليه قضاء رمضان فأرادت أن تصوم إلا أن زوجها رفض، فماذا تصنع؟


الجواب:
إن كان الزوج سيدفع الفدية بدلاً من الصيام فقد أحسن وأجاد ، ولتطع زوجها. والله تعالى أعلم.


السؤال :
شخص أقرض شخصاً آخر مائة ريال وذلك الشخص فقير وله عائلة كبيرة ، فهل يجوز أن يعتبر هذه المائة عن كفارة يتنازل عنها لذلك الشخص؟


الجواب:
أما الكفارة فلها أوصاف، فهي لا تُعطى لشخص واحد، اللهم إلا أن تكون فدية يستحقها ولو مسكين واحد، كأن تكون فدية صيام ، لأن الصيام كل يوم منه مستقلة ، فيمكن للإنسان أن يجمع الفدية الواجبة عليه في خلال ثلاثين يوماً ويدفعها لمسكين واحد، على أن كثيراً من هذه الكفارات لا يُخير الإنسان فيها ما بين العتق والصيام والإطعام ، بل كثيراً منها يجب فيه العتق ثم الصيام إن لم يجد ما يعتق بعد الصيام الإطعام، ككفارة الظهار وكفارة الصيام ، وأما كفارة القتل فليس فيها إطعام إنما هي ما بين العتق والصيام على الترتيب، بحيث لا ينتقل من وجب عليه من العتق إلى الصيام إلا مع تعذر العتق عليه، وكفارة اليمين هي إطعام عشرة مساكين من أوسط الطعام أو كسوتهم أو تحرير رقبة، ففيها التخيير ما بين هذه الأمور الثلاثة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ، فلابد في الكفارة من مراعاة العدد ففي كفارة الظهار والصوم لابد من إطعام ستين مسكيناً لمن عجز عن الصيام ، وعلى هذا فلا يمكن أن تكون هذه المائة كلها كفارة لشخص واحد ، إذ العدد لابد من اعتباره ، وإلا فما معنى تحديد الشارع لهذا العدد؟!



توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-23-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 22 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



الاعتكاف:


السؤال:
ما معنى الاعتكاف؟ وأين يتم؟ وهل يجوز أثناءه الأكل؟


الجواب:
الاعتكاف هو ملازمة المسجد، وهو مأخوذ من عكف بالمكان بمعنى أقام فيه أو عكف على الشيء بمعنى لازمه، والفعل اعتكف يدل على المبالغة لأن أفتعل يأتي بمعنى فعل لأجل تأكيده، ولذلك يقول كثير من علماء العربية بأن زيادة المبني تدل على زيادة المعنى، والاعتكاف الشرعي هو: ملازمة المسجد في وقت محدود ، ويشترط له عندنا وعند جماعة من أصحاب المذاهب الأخرى الصيام، فلا يجوز لأحد ان يعتكف وهو غير صائم، وعلى هذا فإن أقل مدة يجوز فيها الاعتكاف هي قبل طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، وإن أراد أن يكمل اليوم كله ، فليدخل قبل غروب الشمس ليواصل اعتكافه إلى ان تغرب الشمس في اليوم التالي ، فيكون قد اعتكف يوماً وليلة، وإن أراد اعتكاف عدة أيام فيدخل قبل غروب الشمس من الليلة التي أراد أن تكون أول اعتكافه، ويستمر بعد ذلك إلى غروب شمس آخر يوم قصد فيه الاعتكاف ، فمن قصد اعتكاف العشر الأواخر تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم فليدخل في معتكفه قبل غروب الشمس من اليوم العشرين ليكون في ليلة الحادي والعشرين ـ التي هي أول ليلة من الليالي العشر الأخيرة من رمضان ـ داخل معتكفه، ويستمر على ذلك إلى أن يرى هلال شوال .
واستحب بعض العلماء له أن يبقى في معتكفه إلى أن يصلي الفجر صبيحة العيد، والاعتكاف يُباح فيه الأكل لأنه من ضرورات الحياة فلو منع الإنسان أن يأكل في معتكفه، فكيف سيفعل في العشر الأواخر أيبقى طوالها غير آكل لشيء، وهل يستطيع الحياة بذلك؟ ولكن تمنع فيه مواقعة النساء وجميع مقدمات الوقاع كالقبلة ونحوها، فإن كان المعتكف رجلاً فعليه أن يعتزل أهله، وكذلك إن كانت المعتكفة امرأة عليها أن تمنع من الوقاع في خلال هذه الأيام، ومقدمات الوقاع ـ كما قلنا ـ ممنوعة، لئلا تجر إلى الوقوع فيما هو أعظم منها وهو الوقاع، والدليل على حرمة الوقاع قوله تعالى: {وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} (البقرة : 187) ، هذا وقوله سبحانه وتعالى { فِي الْمَسَاجِدِ} دليل على أن المساجد هي أماكن الاعتكاف ، وإنما رخص للمرأة إن كانت لاتجد مكاناً خاصاً لائقاً بها في المسجد تعتكف فيه بعيداً عن الرجال، أن تخصص مكاناً في بيتها من أجل الذكر والصلاة لتعتكف فيه، فيكون ذلك المكان مصلى تصلي وتذكر الله تبارك وتعالى وتتهجد وتتلو كتاب الله فيه، حتى تنتهي الأيام التي نوت اعتكافها. والله تعالى أعلم.


السؤال:
ما هو فضل الاعتكاف؟


الجواب:
إنّ النّفس البشرية وهي تواجِهُ هذه الحياة ومشكِلاتها وتَحدِّياتها وتَخوضُ غِمارَها وتتلطَّخ بِأدْرانها جَديرة بِأن تَحرِص على الانغماس في أنهار الطُّهر حتى تَخرُج من هذا العالَم وما فيه من التّناقضات إلى عالَم آخر مليءٍ بِالأنوار الربانية وبِالإشراقات الروحانية، ولذلك شرع الله سبحانه وتعالى عبادات تَجعل الإنسان موصولا بِربه، إذ يَتركُ وراءَ ظهرِه همومَ هذه الدنيا وأوزارَها، ولا ريب أنّ الإنسانَ كلَّما كان أكثرَ حِرصا على الاتصال بِالعالَم الأخروي وعلى الصِّلة بِربه سبحانه وتعالى كان ذلك أدعى إلى رسوخِ إيمانه وقُوَّةِ يَقينه وتَوقُّدِ عزيمته، وقُوَّةِ مَلَكَاته التي يُواجِه بها تَحدِّيات هذه الحياة، فلِذلك جعل الله سبحانه وتعالى أوقاتا يُقَضِّيها الإنسان جميعا في عبادة الله تعالى وذِكْرِه، بِحيث يَتجرَّد فيها عن هموم هذه الدنيا وتَبِعاتِها ويَشتغِل بِذِكْر ربه سبحانه وتعالى وبِذِكْر الدار الآخرة، لِيكون ذلك تَخليصاً له من هذه التبِعات الدنيوية، ولِيكون له في ذلك تزيد من الزّاد الأخروي الذي يَتزوَّده لِلقاء ربه سبحانه وتعالى ، وهو زاد التقوى، الذي يقول فيه الحقّ سبحانه وتعالى {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ}(البقرة: من الآية197) مِن أجل ذلك شُرِعَ الاعتكاف، والاعتكاف لا يَنحصِر في وقت معيّن كشهر رمضان وحده، وكالعشْرِ الأواخر من شهر رمضان، ولكنّ العشْرَ الأواخر بِما أنها مَظِنَّة لليلةِ القدر هي أوْلى بِأن يَحرِص فيها الإنسان المسلم على الاعتكاف، لأنّ خيرَها خيرٌ عظيم، فهي خيرٌ من ألفِ شهر، مَن حُرِم خيرَها فَقَد حُرِم، فالإنسان الذي تَمرّ عليه هذه الليلة المباركة وهو متجَرِّد مِن هموم الدنيا، مقبِلٌ على الله سبحانه وتعالى بِقلبه وقالَبه، بِجسمه وروحه، بِعقله وفكره، بِضميره وغرائزه، بِكلِّ ما احتواه كِيانه لا ريب أنّ يَكون رابِحا خيرَ هذه الليلة أكثرَ مِن غيره، وهذا التجرد إنما يَكون بِالاعتكاف في مساجد الله تعالى التي هي بيوته في أرضه مُتَنَزَّل رَحماته، والأفقُ الذي يُشرِق مِنه نورُه، هذا الاعتكاف يُؤدّي بِالإنسان إلى أن يَكون قوي الصِّلة بِالله سبحانه وتعالى أكثرَ فأكثر، ولِذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على الاعتكاف في جميع سِنِي عُمُرِه بعدما فُرِض عليه صيام شهر رمضان، ومن المعلوم أنّ ليلة القدر هي في تَضاعيف ليالي الشهر الكريم، ولكنّ الله تعالى أخفاها لِحكمة بَالغة، وذلك لِيَشتغل الإنسان بِالعبادة في جميع ليالي الشهر حتى يَربَح خيرَ ، فإنه لو كان عارِفاً بهذه الليلةِ أيُّ ليلةٍ هي مِن ليالي الشهر لأدى به ذلك إلى التقاعس عن القيام بِالعبادة في سائر الليالي، فلذلك جعل الله سبحانه وتعالى إخفاءها أمراً فيه رحمة بِالعباد، كما أُخفِيَت ساعة الإجابة من يوم الجمعة، والصلاة الوسطى من بين الصلوات الخمس، والنبي صلى الله عليه وسلم في بادئ الأمر يَعتكِف - كما جاء عنه - في العشْر الأولى، فأتاه جبريل فأخبره: " إنّ الذي تَطلبُ أمامَك " فاعتكف العشر الوسطى، ثم أتاه جبريل وقال له: " إنّ الذي تَطلبُ أمامَك " فاعتكف العشْر الأخيرة، وظلّ يَعتكِف العشْرَ الأواخر حرصاً على هذا الخير العظيم، وتَحسُّبا لِهذه الليلة المباركة التي هي خير من ألفِ شهر ، ومما يَنبغي أن يَدورَ بِبال كلِّ أحد أنّ الاعتكافَ لا يَعني البقاء في المسجد فحسب، إذ البقاء في المسجد وحده من غير أن يكون الإنسان موصولاً بربه سبحانه وتعالى لا قيمة له، وكثير مِن الناس قَد يَأتون إلى المساجد ويَبقَون فيها أوقاتاً ولكنهم يُفَوِّتُون أجورهم، وذلك لأنهم يَشغَلون أوقاتهم بِذِكْر الدنيا وأمورها، ويُحَوِّلُون أسواق الدنيا إلى المساجد، مع أنّ المساجد إنما هي أسواقُ البضاعةِ الأخروية، وليست أسواقا البضاعة الدنيوية، فالإنسان إن كان معتكِفاً في المسجد وهو يَقضي سحابةَ نهارِه في الَتحدَّث بِأمور الدنيا والاَشتغال بِبعض القضايا التي ربما أدّت به إلى الوقوع في المعاصي فذلك لا ريب أنه يُحبِط أجرَ اعتكافه، بل يَعود بِالأوزار بَدلاً مِن أن يَعود بِالأجور، وهذا أمر فيه خطر عظيم، فلذلك نحن نوصي إخوانَنا الذين يَقضُون أوقاتهم في الاعتكاف أن يَحرِصوا على أن يَقضُوها في ذكر الله سبحانه وتعالى ، بِحيث يَكونون بين صلاةٍ وتلاوةٍ لِلقرآن ودعاءٍ وابتهالٍ إلى الله وتَعلُّمٍ للعلم النافع وتَعليمه ،فإن ذلك مِن القُرُبات التي تَرفَع منزلةَ الإنسان.


السؤال:
كم أقل مدة للاعتكاف؟


الجواب:
القول الذي نأخذ به أنّ أقلّ موعد لِلاعتكاف هو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، نظراً إلى أنّ الاعتكاف لابد فيه من الصيام على القول الصحيح عندنا ، وهو قول جماعة من علماء المذاهب الإسلامية الأخرى، ولما كان لابد فيه من الصيام فأقلُّه وقتٌ يَكون فيه الإنسان صائماً من أوّله إلى آخره وذلك لا يتأتى في أقل من حين طلوع الفجر إلى غروب الشمس، فيَدخل معتكَفه قبل انشقاق الفجر ويَخرج من معتكَفه بعد غروب الشمس.


السؤال:
يود بعض المعتكفين أن يستحم وأن يغتسل في ملاحق المسجد فهل يخرج ليغتسل غير الاغتسال الواجب في الملاحق هذه؟ وكيف إذا ما أراد أن يتسوك؟


الجواب:
إذا كان هذا الاغتسال لأجل النظافة التي لابد منها فلا حرج في ذلك، لأنّ الإنسان مطالَب بِأن يَتنظَّف ، فعندما يَخرج لقضاء حاجته يَغتسل في ذلك الوقت بحيث يَستنجي ثم يَغتسِل ويَعود، وهكذا السواك، لأنّ السِّواك سنّة.


السؤال:
إنسان نوى أن يعتكف خمسة أيام ثم بدا له بعد ثلاثة أيام أن يقطع الاعتكاف لينصرف في عمل ضروري، فهل يجوز له ذلك؟


الجواب:
أما العمل الضروري فإنه يقطع اعتكافه من أجله ، واختلف العلماء في وجوب قضاء الاعتكاف فقيل يجب عليه أن يقضي ما تبقى من أيامه وقيل : لا يلزمه القضاء، ونحن نختار له أن يأخذ بالأحوط، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قضى في شهر شوال اعتكافه الذي فاته في شهر رمضان.


السؤال:
هل هنالك ضرورات تبيح للمعتكف أن يخرج من معتكفه؟


الجواب:
نعم، والضرورة التي لا خلاف فيها حاجة الإنسان، وأما ما عداها فالناس مختلفون فيه بين التوسيع والتضييق، وروي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بأنه خرج من معتكفه لأجل قضاء حاجة أحد إخوانه من المسلمين.


السؤال:
ما هي مفسدات الاعتكاف؟


الجواب:
الاعتكافُ يُفسِده الوطْء، وقد قال العلماء بِأنه تَجب الكفارة إن وَطِئ في اعتكافه ولو ليلاً، كما تَجب الكفارة إن وَطِئ في نهار رمضان، لأنّ الله تعالى شدَّد في ذلك في القرآن حيث قال : { وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}(البقرة: من الآية187) ، وكذلك عندما يخرج الإنسان من اعتكافه لغير داع ولا ضرورة تُلجئه إلى الخروج يكون بذلك قد أفسد اعتكافه.


السؤال:
هل هناك صفة معينة للمسجد الذي يعتكف فيه الإنسان؟


الجواب:
المسجد الذي يَعتكِف فيه المعتكِف هو المسجد الذي تُقام فيه الصلوات الخمس في جماعة، أما إذا كان المسجد لا تُقام فيه صلاة الجماعة فهذا يُؤدِّي إلى أن يَلزَم المعتكِف فيه أن يَخرج، ولا يَنبغي له أن يَخرج ، لأن هذا يَتنافى مع الاعتكَاف، فلِذلك لابد مِن أن يَكون المسجد الذي يَعتكِف فيه المعتكِف تُقام فيه صلاة الجماعة، وإن كان تُقام فيه صلاة الجمعة فذلك أفضل وأفضل، حتى لا يَخرج لأداء صلاة الجمعة إلى خارج المسجد، ولكن لا يُمنَع إن كان المسجد الذي اعتكَف فيه لا تُقام فيه صلاة الجمعة، بِحيث لم يَتيسَّر له الاعتكاف في الجامع أن يَعتكِف حيث تُقام الصلوات الخمس وإذا جاء وقت صلاة الجمعة خرج إليها وبعد أداء فرضه عاد إلى معتكَفه.


السؤال:
كيف يقسم المعتكف وقته في المسجد؟


الجواب:
يكون المعتكف بيْن صلاةٍ وذِكْرٍ لله تبارك وتعالى وتلاوةٍ لِكتابه ودراسةٍ لِلعلم وتدريسٍ له، وهذا لا يَمنع أن يأخذ قِسْطا مِن الراحة، فإنّ الإنسان يُطالَب أن يُريح جسمه، فللجسم حقّ عليه، ومِن حقّه أن يُريحه بالنوم، إذ لو أرهَق نفسه بِحيث قَضَّى وقته كلَّه في العبادة مِن غير ينام ولا قليلا لأدّى ذلك إلى أن يَنقطِع بِه السير، والمنْبَت لا أرضاً قَطَع ولا ظَهْراً أبقى، لأنه لا يَصِل إلى مكان وإنما يُرهِق نفسه التي هي بِمثابة مَطِيته، ولذلك يَنبغي لِلمعتكِف الذي يَعتكِف في شهر رمضان المبارَك أن يَأخذ قِسْطاً من الراحة بِحيث ينام في أوائل الليل بعد صلاة التراويح لِيَستعدَّ لِلتهجد، فإنّ صلاة التهجد صلاة حَرِية بِأن يُحافَظَ عليها، وقد قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: "والتي ينامون عنها هي أفضل" يعني أن صلاة التهجد أفضل من صلاة التراويح لأنّ فيها مشقّة ولأنها تُصادِف الثلثَ الأخير من الليل، الذي هو مَظنَّة استجابة الدعاء ورفع الدرجات وتحقيق الأمنيات، وقد أثنى الله تعالى على المستغفِرين بِالأسحار، وبعد صلاة الفجر يَنبغي له أن يَتلو ما تَيسّر مِن كتاب الله ، فإذا جاء وقتُ الضحى صلى صلاة الضحى، ثم بَعد ذلك لا حرج عليه في قراءة كتبِ العلم ككتبِ الفقه، والتفسير، والحديث ، حتى ولو اشتغَل بِتأليف شيءٍ مِن الكتب وهو في معتكَفه فإن ذلك لا يَتنافى مع اعتكافه، لأنّ هذا الاشتِغالَ نفسَه عبادة وقُرْبَة إلى الله تعالى، وكذا لو كان يُجيب على الفتاوى وهو في معتكَفه ، أو كان قاضياً وارتفع إليه الخصوم وهو في معتكَفه فإنه يَفصِل ما بينهم، لأنّ ذلك مِن القُرُبات إلى الله تعالى، إذ إيصال ذي الحق إلى حقِّه مِن القُرُبات التي تُقَرِّب الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى، ويأخذ في النهار أيضاً قِسْطا مِن الرّاحة بِقدر ما يُرِيح جسدَه، كما يُحافِظ على الدعاء أدبارَ الصلوات، وفي وقتِ السَّحَر وفي الأوقاتِ التي هي مَظنَّة الإجابة، كآخر ساعة مِن يوم الجمعة، فإنّ في يوم الجمعة ساعة يُستجاب فيها الدعاء، والعلماء مختلِفون فيها إلى نحو خمسين قولاً، ولعلّ أكثرَهم يُرجِّح أنها آخرُ ساعة، وهذا من باب الترجيح فحسبُ، إذ لا دليلَ يَقطَع بِذلك، لأنها أُخفِيَتْ ،وكذلك إن كان المعتكِف عنده قدرة على تعليم العلم النافع وتوجيهِ الناس إلى الخير فإن ذلك مما يُطلَب مِنه، ومِمّا يُعدُّ مِن القُرُبات التي تُقَرِّبُه إلى الله ، ويجب عليه أن يَتجنَّب إقحامَ أمور الدنيا في إهتماماته وهو في معتكَفه، فإنّ ذلك يُؤدِّي بِه إلى أن يَقع في المحظور، وإلى أن يَخسَر أكثرَ مِمّا يَربَح، أو ألاّ يَعودَ بِشيءٍ مِن الربح فلا يُوازِي ربحه خسارتَه؛ والله المستعان.


السؤال :
كيف يكون اعتكاف المرأة ؟


الجواب:
نساءُ النبي صلى الله عليه وسلم كُنَّ يَعتكِفن في مسجده صلى الله عليه وسلم ، وكن يَنصِبْن خِيَامًا فيه مِن أجل الاعتكَاف ، وبإمكان المرأة الآن أن تعتكف في المساجد التي فيها أماكن مخصصة للنساء.


السؤال :
كيف وأين يكون اعتكاف المرأة؟


الجواب:
الأصل في الاعتكاف أن يكون في المسجد، فإن كان في المسجد قسم مخصص للنساء فليكن اعتكافها في ذلك القسم، وإن لم يتيسر لها ذلك فلا حرج أن تعتكف في مكان تخصصه في بيتها كغرفة تكون خاصة من أجل قيامها بذكر الله تبارك وتعالى فيها وقيامها بتلاوة كتابه والتقرب إلى الله تعالى بالصلوات وغيرها. والله تعالى أعلم.


السؤال:
إذا اعتكفت المرأة في بيتها ولكنها تضطر إلى إعداد الطعام لزوجها وأبنائها ، فهل يؤثر ذلك على اعتكافها؟


الجواب:
إن تعذر أن يُوجد من يقوم بهذا العمل الذي لا مناص عنه فإنه يُتسامح فيه، أما إن وجد غيرها ليقوم به فإنها يلزمها أن تلنزم معتكفها وأن لا تخرج عنه.


السؤال :
كيف تعتكف طالبة العلم ، وهل لها أن تذهب للدراسة ثم تعود لتعتكف في بيتها؟


الجواب:
ذهب أكثر العلماء إلى أن المعتكف لا يخرج من معتكفه إلا للضرورة، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم عندما يعتكف لا يخرج إلا لحاجته الضرورية ، ومن العلماء من ترخص فبعضهم ترخص في تشييع الجنائز إذا كانت جنازة يتولى المعتكف تشييعها ومنهم من ترخص أيضاً في عيادة المرضى، ومنهم من ترخص في غير ذلك من الأمور، فعلى رأي المرخصين فإن للإنسان أن يخرج من معتكفه لما لابد له منه ، ومن بين ذلك ما إذا كان يخرج لطلب علم هو بحاجة إليه على أن يرجع فوراً إلى معتكفه بعد ذلك، أما المتشددون فيمنعون من ذلك، وهؤلاء آخذون بالأحوط ، لأن هذا هو مسلك الرسول صلى الله عليه وسلم ـ وإن لم يصرح بمنع الخروج لغير ذلك ـ ، وهديه فيه تعليم لأمته ما يفعلونه في عبادتهم التي وردت الأدلة فيها بطريقة إجمالية ، ومن ناحية أخرى فإن الاعتكاف هو افتعال من عكف على وزن فعل وافتعل يأتي بمعنى فعل لأجل تأكيد مضمونه ، والعكوف ملازمته ، فعكف على هذا الشيء بمعنى لازمه، واعتكف بمعنى بالغ في ملازمة الشيء بحيث صار أبلغ في الملازمة ، فمعنى الاعتكاف بموجب دلالة هذه الكلمة نفسها أن يكون الإنسان ملازماً لمسجده ، وإذا كانت المرأة تعتكف في بيتها فإنها تكون ملازمة لذلك البيت . والله تعالى أعلم.


السؤال:
هل هناك من بأس في استعمال الهاتف النقال في المسجد وخاصة بالنسبة للمعتكف حيث سمعنا أن الاتصال عبارة عن معاملة بين المتصل والشركة ، وهل يؤثر على الاعتكاف خاصة أن من يستعمله يرغب بالاتصال بأهله لطلب الطعام وغيره من الطلبات التي قد يحتاجها الإنسان في حالة اعتكافه أو وجوه في المسجد؟


الجواب:
قبل الإجابة على هذا السؤال أنا أريد أن أنبه على ما يجب من احترام المسجد، فمما يؤسف له أننا كثيراً ما نكون صافين في الصلاة متوجهين إلى الله تعالى وإذا بهذه الهواتف النقالة تزعجنا من هنا وهناك وكأننا في مكان فيه ضوضاء وجلبة ، وبعض هذه الهواتف فيها أصوات موسيقية كأنما في حلبة موسيقية نسمع فيها الكثير من الأصوات الصاخبة، هذا أمر يزعج المصلين ولا ينبغي أن يفعله الناس .
ما لهؤلاء الذين يأتون إلى بيوت الله سبحانه يأتون بهذه الهواتف النقالة وهي مفتوحة ويتركونها كذلك لتزعج الناس وتشغلهم عن الصلاة مع أن في الصلاة شغلاً ، فإن صلاة الإنسان تعني إقبال العبد على ربه وتركه هموم الدنيا وجميع مشاغل النفس ، ولكن مع الأسف الشديد هؤلاء الذين لا يقدّرون للصلاة قيمتها ، ولا يعرفون منزلتها عند الله سبحانه وتعالى لا يبالون بهذا ، وهذا أمر يجب أن يتنبهوا له ، وأما إن كان مجرد طلب حاجة من غير أن يترك الهاتف شغّالاً ليزعج الناس في المسجد فلا مانع منه، وأما أن يعقد الصفقات مع هذا أو هذا وهو في المسجد فلذلك غير جائز ، وإنما يتحدث في الهاتف في غير أوقات الصلاة بقدر ضرورته فحسب ، والضرورة تقدر بقدرها.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-23-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 23 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



مسائل طبية في الصيام:


السؤال:
من لديه موعد عند الطبيب لتنظيف الأسنان ، هل يؤثر ذلك التنظيف على الصيام؟


الجواب:
لا يؤثر تنظيف الأسنان ولا قلعها على الصوم، إن لم يلج شيء من الدم إلى داخل الجوف، ولكن من باب الاحتياط ينبغي للإنسان أن يقوم بذلك في الليل.


السؤال:
أردت أن أخلع سناً في نهار رمضان ويسبق ذلك تخدير موضع الألم ، فهل يؤثر ذلك على الصيام؟


الجواب:
إن كان تخديراً موضعياً فحسب ولا يلج من المادة التي يكون بها التخدير إلى الجوف شيء فلا يؤثر ذلك في الصوم، وقلع السن إن لم يلج شيء من الدم الذي يخرج بسبب قلعها إلى الجوف لا مانع منه، وليس المحذور وصول شيء إلى الدم وإلا فمن المحتمل أن يصل الماء إلى داخل الجلد من خلال المناسم وأن يستفيد الدم منه عند استحمام الإنسان ، وإنما المحذور أن يلج شيء إلى الجوف ، وقد قالوا إن الحقن لا يلج منها شيء إلى الجوف إلا الحقنة التي تكون من الدبر ولذلك أفتى جمهور الأمة بأنها مفطرة، وإنما ذهب الإمام أبونبهان ـ رحمه الله ـ بأنها مع الاضطرار إليها لا مانع منها، ولعله بنى رأيه هذا على أن الحقنة في الدبر لا تعد كالأكل ، فالمولج ليس هو نفس مولج الطعام ثم إن المادة ليست مغذية ، ولكن القول بأن غير المغذي مما يلج إلى الجوف لا يفطر قول مهجور بل هو محكوم عليه بالشذوذ، وعلى كلٍ فإن كانت حقنة توصل إلى الجوف بحسب الطرق المتبعة في وقتنا هذا، فإنها تعد مفطرة، ولذلك يحكم بتفطير السقاية إن استعملت للمريض وهو في حالة صيام . والله أعلم.


السؤال:
ما حكم استخدام المعجون المحتوي على مادة الفلوريد قبل الإفطار؟


الجواب:
استعمال المعجون فيه مخاطرة، لأن الإنسان لا يأمن أن يلج إلى جوفه شيء مما يتحلل منه، والأولى الاحتياط في حالة الصيام، وإن كنا لا نقول بأنه مفطر إن لم يصل إلى الجوف شيء.


السؤال:
ما حكم صيام من أجرى عملية غسيل الأذن في نهار رمضان حيث يتم رش قناة الأذن بسائل معين لتنظيفها.


الجواب:
لا مانع من ذلك، لأن للأذن حواجز تمنع من وصول الماء إلى الكوف ، اللهم إلا إن كانت تاطبلة منشقة أو مثقوبة.والله أعلم.


السؤال:
عندنا شخص مريض بفشل الكلى يقوم بتغسيلها في كل أسبوع ، فما حكم صوم؟


الجواب:
هو معذور عن الصيام بسبب مرضه ، لقول الله تبارك وتعالى : { أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (البقرة : 84) ، فليفطر في يوم التغسيل ، ثم إن قدر بعد ذلك على القضاء فليقض في يوم آخر. وهذا أمر فيه سعة والحمد لله.


السؤال:
والدتها لديها فشل كلوي وفي رمضان أفطرت ثلاثة أيام ووزعت عن كل يوم طعاماً فهل يكفيها ذلك أم تبدل؟


الجواب:
إن كانت قادرة على القضاء فعليها القضاء لقوله تعالى :{ أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}(البقرة: من الآية184)، وإن كانت غير قادرة فإن ذلك يجزيها ، لما دلت عليه الآية، والله تعالى أعلم.


السؤال:
هل قطرة العين ناقضة للصيام؟


الجواب:
قناة العين تؤدي إلى الحلق قطعاً، فإن كان أحس بطعم القطور في حلقه فعليه قضاء الأيام التي قطر فيها عينيه . والله أعلم.


السؤال:
امرأة مصابة بمرض السكري وتتناول العلاج أثناء النهار في أوقات محددة ، فماذا تفعل في صيام رمضان؟


الجواب:
إن عجزت عن الصيام وأحست بأن الصيام يضرها؛ فلتطعم عن كل يوماً مسكيناً، والله أعلم.


السؤال:
ما حكم استخدام علاج الربو عن طريق البخار في نهار رمضان؟


الجواب:
البخاخ إما أن يفرز مادة تصل إلى الجوف أو لا ، فإن كان يفرز مادة فلا ريب إنه مُفطر، وإن كان لا يفرز مادة فهو غير مُفطر، وحضرنا دورة من دورات مجمع الفقه الإسلامي وقد حضرها بعض الأطباء الخبراء من المسلمين وبعض الفقهاء ، وحسب ما فهمت منهم أنهم يرون أنه لا نقض باستعمال البخاخ ، ولكن مع ذلك أرى من الأحوط لهذا الذي استعمل البخاخ أن يُطعم مسكيناً خروجاً من الريبة وهذا إن كان مضطراً لاستعماله . والله أعلم.


السؤال:
رجل مريض بالقلب ويتعاطى علاجاً من قبل الطبيب منها حبة يضعها تحت اللسان عندما يشعر بالوجع في صدره، فما حكمه الشرعي إذا أخذها في نهار شهر رمضان عندما يحس بالوجع في الصدر مع أن الطبيب رخص له أخذها في نهار رمضان وهو طبيب عربي مسلم؟


الجواب:
لا دخل للعروبة وغيرها، فالشعوب كلها في ميزان الإسلام واحد والإسلام لم يأت بعنصرية، فإن الله تبارك وتعالى يقول: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } (الحجرات: 13) ولم يخاطب الله تعالى عباده في القرآن بقوله يا أ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌيها العرب وإنما قال: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ } ، وفي هذا الخطاب يدخل العربي والأعجمي.
هذا وإن اضطر الإنسان إلى استعمال هذه الحبة فلا حرج عليه ولكن ينظر هل يتحلل منها شيء يسيل مع اللعاب إلى الجوف أو لا ؟ فإن كان يتحلل منها شيء يلج إلى الجوف مع اللعاب فعليه إما أن يقضي إن كان قادراً على القضاء، أو يطعم مسكيناً عن كل يوم إن كان غير قادر على القضاء. والله تعالى أعلم.


السؤال:
فتاة عندها نوع من أمراض فقر الدم يسمى (ثلاسيميا) فهذا المرض لابد أن تأخذ حقنة أو إبرة تحت الجلد تفرز مادة تعمل على تخفيض الحديد في جسم الإنسان وتستمر هذه الحقنة معها يوميا وطوال الشهور وطوال السنين ، فما حكم صيامها؟


الجواب:
يتقبل الله تعالى صيامها، فإنها مضطرة ولا تستطيع الفكاك من هذا الأمر ، ثم إن هذه المادة التي تفرزها الحقنة لا تصل فيما أحسب إلى الجوف وإنما تصل إلى الدم لتنقيته، والمُفطر هو ما وصل إلى الجوف لا ما وصل إلى الدم ، لذلك لا أجد ما يقتضي أن يكون عليها شيء بناء على ما ذكرته. والله تعالى أعلم.


السؤال:
امرأة يأتيها في حلقها حموضة وفي بعض الأحيان هذه الحموضة تَجد أثَر دَم في الحلق، في هذه الحالة كيف يكون صيامها؟


الجواب:
عليها أن تصوم وإن خرجت هذه الحموضة فليس لَها أن تَقطَع صيامها ولكن عليها أن لا تَتعمَّد بَلْعَ شيءٍ مِمّا يُمكِنها إخراجه، أما ما لم يُمكِنها إخراجه فإنها غيرُ مُتَعَبَّدَةٍ بِإخراجه، فإن الإنسان لا يُتَعَبَّدُ إلا بِما كان في استطاعته، فالله تعالى يقول : {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا}(البقرة: من الآية286)، ويقول : { لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا مَا آتَاهَا}(الطلاق: من الآية7) ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلّم: <<إذا أمرتكم بِشيء فأتوا منه ما استطعتم >>؛ والله تعالى أعلم.


السؤال:
ما حكم استعمال التحاميل عن طريق الشرج أو المهبل في نهار رمضان؟


الجواب:
أما ما كان عن طريق المهبل فلا إشكال فيه، وأما ما كان عن طريق الشرج فإن كان يفضي إلى الجوف فهو ناقض في قول الأكثر, وذهب بعض أهل العلم إلى أن هذا ليس كتناول الطعام والشراب ، إذ لا تكون تغذيته من هذا الطريق ولم يجد فيه مانعاً من استعماله. والله أعلم.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-23-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 24 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



العيد:


السؤال:
ما هو مغزى العيد ومقاصده في الإسلام؟


الجواب:
العيد مأخوذ من العود ، لأن العيد مناسبة تعود وتتكرر، وهي مناسبة حولية فلذلك سمي العيد عيدا، وقد هاجر النبي صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة المنورة ووجد للأنصار في أيام جاهليتهم يومين يلعبون فيهما فأخبرهم النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بأن الله أبدلهم بذينك اليومين يومي عيد الفطر وعيد الأضحى، فكان في هذين اليومين الشريفين بديل عما كان للناس في أيام الجاهلية.
ويوم عيد الفطر هو يوم الجائزة لأن المؤمنين كدوا نفوسهم وأتعبوها في الصيام والقيام ، فقضوا شهر رمضان بين صيام وقيام صاموا نهاره وقاموا ليله، وتقربوا إلى الله في ليلهم ونهارهم بأصناف الطاعات وصنوف القربات، كتلاوة كتابه الكريم، والصدقات وصلة الأرحام وزيارة إخوانهم وجيرانهم ، وهذا كله يفهم من سيرة النبي صلى الله عليه وسلّم، فالنبي عليه أفضل الصلاة والسلام كان يجمع في شهر رمضان المبارك بين العناية بالقرآن والعناية بفعل الخير، فمن عنايته بالقرآن أنه كان يدارسه جبريل عليه السلام فيعرض عليه القرآن في شهر رمضان، وكان في هذه الحالة أجود بالخير من الريح المرسلة ـ كما جاء ذلك من طريق ابن عباس رضي الله عنهما ـ ، فعندما يفعل المؤمن ذلك اقتداء بفعل النبي عليه الصلاة والسلام يكون قد شغل نفسه في شهره بهذه الطاعات العظيمة، الطاعات البدنية التي تتمثل في الصيام والتهجد والاعتكاف وتلاوة كتاب الله ، والطاعات المالية من خلال الصدقات التي يتصدقها على الفقراء والمساكين وذوي الحاجات ومن خلال الصلات التي يصل بها جيرانه ويصل بها أرحامه فلذلك كان حرياً بهذه الجائزة، وقد جعل الله سبحانه وتعالى يوم عيد الفطر يوم الجائزة، لينعم عباده الصالحون بهذه الفرحة بعدما أدوا ما أدوه، ولا ريب أنهم تغمرهم السعادة عندما يلتقون في مصلى العيد متصافين متصافحين متوادين متعاطفين متراحمين، على أن يكون هذا اللقاء في ظل العبودية لله سبحانه وتعالى، فهي أمر ملازم لهم فكما كانوا في شهر رمضان يجسدون عبوديتهم لله تعالى بطاعتهم لله في الصيام والقيام والاعتكاف وأنواع القربات وصنوف الطاعات كذلك تتجسد عبوديتهم لله سبحانه وتعالى في يوم العيد في افتتاح أعماله بزكاة الفطر ثم بالصلاة لتكون العبادات المالية والعبادات البدنية مصاحبة لهم، فزكاة الفطر من صنوف العبادات المالية، والصلاة من صنوف العبادات البدنية.
كما أن ذكر الله تعالى يلازمهم فإن من رأى هلال العيد كان حقاً عليه كما جاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن يلزم التكبير والتحميد والتهليل حتى يخرج الإمام إلى المصلى، ومن هنا ينبغي للناس عندما يخرجون إلى المصلى أن يخرجوا مكبرين الله تبارك وتعالى ومهللين ليكون ذلك شعاراً لهم في هذا اليوم العظيم، ثم مع هذا كله فإن قلوب العباد تتأثر بالمؤثرات الكثيرة من خلال احتكاك الناس بعضهم ببعض، ولربما تركت الآثار في النفس أوغاراً وأحقاداً ولكن عندما يؤدي أبناء البلد الواحد صلاة العيد جميعاً فإن هذه القلوب تتصافى بهذا اللقاء الطيب مع هذه الفرحة الغامرة التي تعم الصغير والكبير والغني والفقير والقريب والبعيد فينعم الكل بما ينعمون به من البهجة الغامرة والمصافاة والتواصل، فيذهب هذا إلى ذاك وذاك إلى هذا ليتم التواصل بينهم باستمرار، وليكون في هذا ربط بين المسلم وأخيه حتى لا تنفصل هذه العروة التي تشد كل واحد من المسلمين إلى الآخر، فهذه بعض حكم مشروعية العيد .


السؤال :
ما هي الأعمال التي ينبغي الحرص عليها يوم العيد؟


الجواب:
يوم العيد هو يوم مبارك ، يوم يجمع شتيت عباد الله تعالى المؤمنين ، فينبغي للمسلم أن يستعد للصلاة في ذلك اليوم، بأن يهيئ نفسه فيغتسل ويتطيب بما حضر من الطيب . وإن كان العيد عيد الفطر فليأكل قبل ذهابه إلى المصلى تمرات ، أما إن كان العيد عيد الأضحى فليمسك عن الأكل حتى يصلي ، ثم ليذهب إلى الصلاة وليكثر من ذكر الله من تكبير وتهليل وتسبيح وتحميد إلى أن يخرج الإمام ، فإذا خرج الإمام انقطع التكبير وعندئذ تقام الصلاة ثم بعد ذلك تكون التحية فيما بينهم، فيحي بعضهم بعضاً بتحية الإسلام ويهنئ بعضهم بعضاً، ويسن في ذلك اليوم أن يزور الإنسان أرحامه ويصل جيرانه ، وأن يوسع على أهله ، وأن يجود بالمعروف بقدر ما يمكنه، ثم من المعلوم أن ذلك اليوم هو يوم منحه الله تبارك وتعالى لعباده لأجل أن يعوضهم عما كانوا ألفوه في الجاهلية ، فقد أبدل الله تبارك وتعالى المسلمين بالأيام التي كانت مألوفة لهم يحتفلون فيها ويلعبون فيها في الجاهلية بهذين اليومين المباركين العظيمين، ليكونا عيداً للمسلمين، فيهما الفرحة والبهجة والسرور والتلاقي والتواد والتراحم والتعاطف والسخاء، وبذل المعروف من القريب لقريبه، ومن الجار لجاره، ومن الغني للفقير ، ومع هذا أيضا ينبغي للإنسان بل يتأكد عليه أن يشكر نعمة الله التي أنعمها عليه فلا ينسى حق الله تعالى بخلاف ما يفعله الفسقة العصاة الذين يجعلون من العيد فرصة لهم في ارتكاب الموبقات من معاقرة الخمور وغير ذلك مما يأتونه من معاصي الله سبحانه ، فهذه الأمور مع كونها محرمة يتأكد في يوم العيد تحريمها، لأن شكر نعمة الله تعالى لا يكون بمقارفة معصيته، وإنما يكون باستخدامها في طاعة من أنعم بها ، وهذا خلاف النظرية التي رددها بعض الشعراء عندما قال:
رمضان ولى هاتها يا ساقي *** مشتاقة تسعى إلى مشتاق
بالأمس قد كنا أسيري طاعة *** واليوم مَنَّ العيد بالإطلاق
فالعيد لا يعني أن يطلق للإنسان الحبل ليرتكب ما يشاء من الموبقات والمعاصي ، بل عليه أن يزم نفسه بزمام التقوى وأن يصلح ظاهره وباطنه، وأن يستديم شكر نعمة الله التي أسبغها عليه ، والله تعالى الموفق.


السؤال:
ما هي الأعمال التي يصنعها المسلم في يوم العيد بداية من الصباح إلى أن يؤدي الصلاة؟


الجواب:
ينبغي للإنسان عندما يصبح أن يستحم ويتنظف، ويتناول شيئاً من الطيب، ويتوضأ، وأن يؤدي زكاة الفطر إن كان لم يؤدها في ليلة العيد، وأن يخرج إلى المصلى وهو يردد تكبير الله تعالى وتهليله وتحميده، ثم بعد ذلك ينتظر في المصلى وهو يردد التكبير حتى يخرج الإمام، فإذا جاء الإمام إلى المصلى فلتصطف الصفوف وليؤدوا الصلاة ثم يكون بعد ذلك التصافح بين الناس بحيث يظهر بعضهم لبعض البشاشة والفرحة والبهجة، ثم بعد ذلك تكون الزيارات فيما بينهم فيتزاور الأقارب والجيران والأصدقاء من أجل أن يشعر الكل بأن الفرحة غمرت الجميع، وأن الكل ينظر إلى غيره نظرته إلى نفسه، بحيث تكون المشاعر متحدة والعواطف جياشة، كل ذلك رغبة في التواد والتراحم والتلاحم.


السؤال:
ما مدى مشروعية التكبير عند الخروج لصلاة العيد؟


الجواب:
قال الله سبحانه وتعالى بعدما ذكر أحكام الصوم والفطر: { وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} (البقرة " 185) ، قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ :"حق على من رأى هلال عيد الفطر أن يكبر الله حتى يصل الإمام المصلى " ، ومن هذا الباب رأى أهل العلم التكبير في حال الخروج إلى صلاة العيد، إحياء لهذا الشعار الذي أشار إليه القرآن الكريم ، وكان عليه السلف الصالح، ومثل عيد الفطر في ذلك عيد الأضحى.


السؤال:
ما حكم التكابير بعد صلاة الظهر من يوم العيد والتي تستمر حتى عصر يوم الثالث عشر؟


الجواب:
ذلك مما يدخل في الذكر الذي عناه قول الله تبارك وتعالى : {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} (البقرة:203)، فالتكبير في هذه الأيام المباركات مأثور عن السلف الصالح من الصحابة فمن بعدهم ، فكان ابن عمر ـ رضي الله تعالى عنهما ـ يكبر حتى في السوق ، وكان المكبر يكبر في مكان فيسمعه من حوله فيتجاوب معه ويكبر ويسمعه الآخرون ويكبرون وهكذا ترتفع الأصوات بالتكبير ، فلا ينبغي للإنسان أن يقصر فيه ، وخير مناسبة يكبر لها إتمام الصلوات ، فينبغي التكبير أدبار الصلوات، قيل من صبيحة اليوم التاسع وقيل من صلاة الظهر يوم النحر إلى أواخر أيام التشريق ، لأن هذه الأيام أيام مباركات، فهي الأيام المعدودات التي ذكرها الله تعالى، فينبغي للإنسان ألا يترك التكبير فيها ، وإن كان روي عن بعض العلماء أنه صلى بغير تكبير ومن بينهم موسى بن علي ـ رحمه الله تعالى ـ ،إلا أنا نختار رفع هذا الشعار المبارك على الألسن وأن يجهر به حتى يبقى قائماً بين المسلمين ، وفي هذا إحساس النفوس بعظمة هذه الأيام وقدسيتها وما لها من مكانة عند الله تبارك وتعالى.


السؤال:
التكابير التي تكون بعد الصلوات هل لها صيغة معينة؟


الجواب:
ليس للتكبير صيغة معينة، فلو قال المكبر: الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر كبيرا ، الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر تكبيرا ، الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد حمداً كثيرا ، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده ، فهو حسن، وإن زاد على ذلك: لا إله إلا الله نعبده مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ، لا إله إلا الله نعبده مخلصين له الدين ولو كره المشركون ، لا إله إلا الله نعبده مخلصين له الدين ولو كره المبطلون ، كان ذلك خيرا ، وإن زاد على ذلك: لا إله إلا الله إله واحداً فرداً صمداً ما اتخذ ربنا صاحبة ولا ولدا ، فذلك أيضاً خير ، وكل من ذلك ذكر لله تبارك وتعالى .


السؤال:
هل التكبير مختص بالرجال وحدهم أم أن المرأة أيضاً مطالبة به؟


الجواب:
أما رفع الصوت فهو خاص بالرجال، ، وأما ذكر الله تعالى فالمرأة مأمورة به في نفسها مع خفوت صوتها من غير أن ترفع عقيرتها به كما يصنع الرجل لأنها مأمورة بخفض صوتها.


السؤال:
هل التكبير أيام التشريق واجب على النساء؟


الجواب:
التكبير غير واجب، ولا مانع منه للنساء من غير رفع صوت، وتكابير أيام التشريق أدبار الصلوات تبدأ من ظهر يوم العيد وتنتهي عصر الثالث عشر من ذي الحجة. والله أعلم.


السؤال:
من العادة التي ألفناها أثناء الخروج لصلاة العيد خروج الناس بالتطبيل عوضاً عن التكبير فما هي نصيحتكم؟


الجواب:
العادات تغير لتتفق مع السنة، ولا تمات السنة من أجل المحافظة على العادات، فلذلك أنصح هؤلاء الذين ألفوا التطبيل بدلاً من التكبير أن يتركوا ما ألفوه، وأن يحيوا ما أميت عندهم من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بحيث يخرجون وهم يكبرون كما دل على ذلك القرآن الكريم، فإن الله تبارك وتعالى يقول: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} (البقرة:185)، فالتكبير مشروع بهذا النص القرآني فلا ينبغي العدول عنه إلى غيره، بل يجب ترك غيره لإحياء ما أميت مما دل عليه القرآن والسنة النبوية.


السؤال:
هل ورد في السنة ما يدل على أن الأطفال يهدوا هدايا أو ما يسمى بالعيدية في يوم العيد؟


الجواب:
ورد في السنة ما يدل على تفريح الأطفال، ومن جملة التفريح تقديم الهدايا إليهم، فهذا من إدخال البهجة على قلوبهم، فلذلك ينبغي للإنسان أن يفعل ذلك ليؤجر عليه.


السؤال:
قد يفهم البعض العيد على أنه فرصة للنفس لتمارس من الأعمال ما كانت ممنوعة عنه من قبل وتطلق لنفسها العنان في ممارسة اللهو الذي تشاء احتجاجاً بأن العيد فرحة وبهجة، وبأن الإنسان لا ينبغي أن يكبت نفسه أو أن يصدها عما تشتهيه في مثل هذا اليوم، فهل فرحة العيد في الإسلام تعني هذا كله؟


الجواب:
فرحة العيد لا تعني الانفلات من حدود الدين وأحكامه، بل يجب ألا تخرج الفرحة عما شرع الله تبارك وتعالى إلى ما لم يشرعه، نعم هذه الفرحة يكون معها ما كان ممنوعاً من الطعام والشراب والصلة بين الأزواج، فكل من ذلك مباح بعد أن كان في نهار رمضان ممنوعاً، إذ لا يجوز الصيام في يوم العيد بالإجماع لأنه يوم ضيافة الله تبارك وتعالى، وفي صيامه رد لهذه الضيافة من الله العزيز العليم، ولكن لا يعني أن يبيح الإنسان لنفسه المحجورات ، أما تلكم الفكرة التي تراود الناس الغافلين عن ذكر الله تبارك وتعالى من أن العيد فرصة لأن يرتمي الإنسان في أوحال الشهوات الدنيئة وأن يرتكب ما يرتكب من المحظورات، فهي فكرة مردودة على أصحابها ومن بين أولئك الشاعر الذي قال:
رمضان ولّى هاتها يا ساقي *** مشتاقة تسعى إلى مشتاق
بالأمس قد كنا أسيري طاعة *** واليوم منّ العيد بالإطلاق
فالطاعة على الإنسان أن يصاحبها في كل الأوقات وإلا فما فائدة صيامه رمضان، مع أن صيام شهر رمضان يكتسب به الصائم تقوى الله تبارك وتعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:183) ، فلما كانت الغاية من الصيام التقوى فما بال الإنسان يفرط في التقوى بعد أن ينتهي شهر رمضان بل في أول يوم يستقبل فيه أيام الفطر، فهذه خسارة ليست بعدها خسارة، ومن قال مثل ذلك القول يعد من الأغبياء غباوة لا تزيد عليها غباوة.


السؤال:
ما هي نصيحتكم للنساء اللواتي يتبرجن في يوم العيد بحجة أن اليوم يوم عيد ويجوز فيه كل شيء حتى مصافحة الأجانب؟


الجواب:
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، يوم العيد لا يعني هدم ما بناه العبد في شهر رمضان المبارك، وإنما هو يوم الفرحة لإحراز مكاسب شهر رمضان المبارك، فما للإنسان يعرض هذه المكاسب للتلف؟!
إن يوم العيد يوم تجب فيه طاعة لله والتقيد بأوامره وعدم الوقوع في مناهيه كسائر الأيام ، ولا يعني العيد إطلاق النفس لترعى في المراعي الوبيئة، فالمرأة مطالبة بألا تتبرج تبرج الجاهلية، إذ الحجاب الشرعي واجب عليها سواء كان ذلك في يوم العيد أو في غيره، يقول الله تبارك وتعالى: { وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (النور:31)، ويقول سبحانه : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الأحزاب:59) ، فلا معنى لإباحة أن تتبرج المرأة ، ولإباحة أن تصافح رجلاً أجنبياً، لأن المصافحة من أسباب الفتنة ما بين الرجل والمرأة خصوصاً عندما تكون بين رجل وامرأة شابة أو بين شابين من الجنسين، فالمصافحة ما بين الجنسين ممنوعة إلا أن تكون مصافحة بين رجل وذات محرم منه، أما المرأة الأجنبية فلا يجوز له أن يصافحها، ولا يجوز لها أن تصافحه، ثم مع ذلك كله نحن نجد في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلّم أمر النساء عندما يخرجن إلى صلاة العيد أن تستعير المرأة من جارتها جلباباً إن لم يكن عندها جلباب، ذلك كله لأجل الصون والستر، فلو كان التبرج مباحاًلما كان معنى لأمرهن بأن يستعرن الجلابيب، كذلك نجد أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلّم نهى النساء عندما يشهدن صلاة العيد أن يخرجن متزينات أو متطيبات، كل هذا مما يدل على أن يوم العيد حكمه كحكم غيره من الأيام، لا يباح فيه ما حرم في غيره من الأيام من إبداء المرأة زينتها لغير زوجها وذوي محارمها، والله تعالى أعلم.


السؤال:
بالنسبة للزيارات في يوم العيد نجد ظاهرة ملموسة على أرض الواقع وهو أن الزيارات تقتصر على الكبار في حين أن فئة الشباب تنطلق هنا وهناك ولا يعرفون للزيارة طعماً ولا رائحة فكيف يربي الآباء أبنائهم على الزيارات وأهميتها خاصة للأرحام؟


الجواب:
هذه القضية من مشكلات العصر الحاضر، ولعل هذه ضريبة من الضرائب التي تؤديها الأمة للحضارة المعاصرة، فمع الأسف الشديد كادت الصلات بين الناس تنعدم، وأنا رأيت سابقاً في كتاب ألفه الأستاذ الأديب الشهير أحمد أمين عن ترجمة حياته بعنوان ( حياتي ) يقول: بأنه نشأ في حي من الأحياء وكان هذا الحي يتكون من ثلاثين بيتاً وبه ثلاث طبقات، الطبقة العليا بيت واحد والطبقة الوسطى تسعة بيوت والطبقة الدنيا عشرون بيتاً، ثم تكلم عن الأحوال الاجتماعية ولكن في النهاية قال بأن الكل كانوا يعيشون كالأسرة الواحدة فلو مرض طفل في أقصى هذه الحارة لعرف عنه وعاده الجميع، هذا يحمل إليه دواء وهذا يحمل إليه هدية ، ثم يقول شاء الله أن أعيش حتى أرى الناس يعيشون في عمارة واحدة في شقق متجاورة ولا يعرف بعضهم بعضا، فهذه مصيبة، ومما يؤسف له أن كثيراً من الناشئة أصبحوا لا يعرفون أرحامهم ولربما تساءلوا في دهشة ما هي العلاقة بيننا وبين فلان ، ما الذي يربطنا بفلان، مع أن فلاناً من أرحامهم الأقربين ومن ذوي الحقوق عليهم، ولكنهم لا يعرفون هذه الحقوق ، ولا كيف تكون الصلة بينهم، لأنهم اشتغلوا بأمور جانبية وتركوا الأمور الضرورية التي يجب أن يشتغل بها في الحياة، فتقطعت الأواصر الاجتماعية بينهم وبين ذويهم وقراباتهم. فمن هنا كانت الضرورة أن يحرص الأب من أول الأمر على أن يصطحب أولاده الكبار و الصغار عندما يزور أرحامه ليغرس فيهم حب أرحامهم، وتعلقهم فينشأوا على ما نشأ عليهم آباؤهم من تقدير الأرحام وزيارتهم والاعتناء بهم والقيام بشؤونهم والحرص على التلاحم معهم، فهذا من الضرورة بمكان وهو الذي أوصي به، والله تعالى الموفق.


السؤال :
الزوجة في يوم العيد قد يحصر البعض دورها في إعداد الطعام وتجهيزه وفي أمور كثيرة خدمة الزوج، في حين أنها لا تجد طعم العيد لأن الزوج مهتم في ذلك اليوم بنفسه فلا يقدم لها ما يبهجها وما يجعلها تشاركه هذه الفرحة، فهل هنالك توجيهات معينه في هذا الجانب؟


الجواب:
لا ينبغي أن يكون الأمر محصوراً في إعداد الطعام والشراب وفي إجهاد النفس بمثل هذه الأمور وحدها، فهناك أيضاً لقاء بين الزوجين، وفرحة غامرة متمثلة في اللقاء بين الأب والأولاد، فينبغي للإنسان أن يشعر الآخرين بالرحمة وبالشفقة وبالسرور لسرورهم، ويحرص على إدخال البهجة عليهم بقدر المستطاع، حتى تكون الأسرة أسرة متفاعلة، يتعاون بعضها مع بعض ، وتظل مترابطة برباط الإيمان والتقوى.


السؤال:
من عادات الناس أنهم إذا خرج الرجال إلى صلاة العيد فإن المرأة لا تنظف البيت حتى يعود الرجل، اعتقاداً أن ذلك سيضره؟


الجواب:
هذه المعتقدات فاسدة ولا أساس لها في العقل ولا النقل ، فلا يُعول على شيء منها، إنما يجب التعويل على ما في كتاب الله وعلى ما ثبت من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يلتفت إلى مثل هذه الشائعات التي تشيع عند الناس وليس لها مصدر إلا الأوهام.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-23-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 25 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



فتاوى متنوعة في الصوم:


السؤال:
ما معنى كلمة رمضان ؟


الجواب:
رمضان اسم لهذا الشهر ، سمي بذلك لأنه وافق ـ على القول الصحيح ـ رمض الفصال وهي شدة الحر ، لأن أسماء الشهور عندما سميت وافقت مناسبات معينة وسميت بذلك ، فشوال شالت به أذناب الإبل طلباً للقاح فسمي شوالاً ، والقعدة لأجل قعود الناس عن القتال فيه ، والحج لأن العرب كانت تحج فيه ، وهلم جراً في بقية الشهور ، فتسمية رمضان سابقة على مشروعية صيامه التي جاءت في كتاب الله ، فقد كان الناس يسمون هذا الشهر بذلك قبل أن يفرض الله تبارك وتعالى صيامه.


السؤال:
ما هي الطريقة المثلى في تعامل المسلم مع القرآن في شهر رمضان ؟


الجواب:
المسلم يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا ريب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصاً على القرآن في جميع أوقاته لا في شهر رمضان فحسب ، ولا يهجر القران – حاشاه عن ذلك – في أي وقت من زمانه بل هو الذي يشكو إلى الله هجران قومه له: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً } ( الفرقان:30) ، ولكن مع ذلك كان يضاعف اجتهاده في تدبر القرآن وتأمله ودراسته في شهر رمضان المبارك، ففي الحيث المروي من طريق ابن عباس – رضي الله عنهما – قال :<< كان رسول الله صلى اله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة وكان أجود ما يكون في رمضان عندما يلقى جبريل فيدارسه القرآن >> ، وفي رمضان من العام الذي توفي فيه صلى الله عليه وسلم عرض القرآن الكريم مرتين على جبريل ، فالمؤمن حريص على الإقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام فيعكف في ليله ونهاره على تلاوة القرآن الكريم في كل أوقات فراغه قدر مستطاعه ومع ذلك لا يقرأه قراءة استرسال من غير تدبر وتأمل ، بل يقف عنده لتأمله وتدبره والاستنارة بهديه والمشي على دربه ، ليتمكن من أن يكيف نفسه حسب تعاليم القرآن ، فهو يتأمل أمره ونهيه ومواعظه وأمثاله وقصصة وأخباره ووعده ووعيده لينصب ذلك كله في وعاء قلبه فيتكيف قلبه وفق هداية القرآن ليصلح بصلاحه جسده ، فإن القلب هو الذي يصلح به الجسد إن صلح ويفسد به الجسد إن فسد ، كما جاء في الحديث عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام: << ألا وإن في الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب >> ، والله تعالى الموفق.


السؤال:
هل يلزم الإنسان أن يقوم للسحور ؟


الجواب:
السحور من السنة ، وهو بركة ، ومن تركه لا يؤثر ذلك على صيامه .


السؤال:
ما هي أنواع الفجر ؟


الجواب:
هما فجران : الفجر الكاذب وهو الفجر المستطيل الذي يشبه ذنب السرحان – أي الذئب – يظهر ثم يختفي ، والفجر الصادق وهو الفجر المستطير : أي المنتشر الذي يبدأ في الظهور ويأخذ في الانتشار ولا يختفي بعد بداية ظهوره .


السؤال:
هل يجوز الإفطار لأذان التلفاز؟


الجواب:
الإفطار إنما يكون بتحقق الغروب ، فإذا غربت الشمس وتحقق غروبها أبيح للأنسان الإفطار سواء أذّن المؤذن أم لم يؤذن، أما بالنسبة إلى التلفاز فهل هنالك ضبط للوقت في الآذان الذي يبث في التلفاز؟ ثم من ناحية أخرى لا بد من اعتبار الفارق بين الوقت، فهنالك فارق كبير مثلا بين مسقط وصلالة بالسلطنة فقد يتقدم الآذان في مسقط خصوصاً في أوقات الشتاء أكثر من نصف ساعة عنه في صلالة ، فينبغي أن ينظر في ذلك وأن لا يفطر الإنسان بالآذان الذي يبث في التلفاز من غير أن يعتبر الفارق في التوقيت بين منطقة وأخرى.


السؤال:
أثناء أذان الفجر هل يمكن للصائم أن يشرب أم يمتنع عن الأكل والشرب قبل الأذان بدقائق؟


الجواب:
الأكل والشرب أبيحا إلى انشقاق أول شعاع للفجر ، لما دل عليه قول الله تعالى : { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}(البقرة: 187) ومعنى الخيط الأبيض هو انشقاق أول شعاع للفجر فعندما ينشق أول شعاع للفجر يمتنع عندئذ الأكل والشرب، وأما قبل ذلك فهو مباح ، فهب أن المؤذن أذن قبل انشقاق الفجر بساعة أيحرم الأكل بسبب أذانه ؟ وهب أن المؤذن أخر الأذان حتى مضى نحو ربع ساعة أو نصف ساعة بعد انشقاق الفجر هل يقال بأنه ما لم يؤذن يباح الأكل والشرب في ذلك الوقت؟ الجواب: لا وإنما ميقات بداية الصيام طلوع الفجر.


السؤال:
رجل استيقظ من نومه في ليل رمضان فظن الليل باقياً فأكل وشرب ثم ذهب إلى المسجد فوجدهم قد صلوا الفجر، فما حكم ذلك اليوم؟


الجواب:
هذه المسألة من المسائل المختلف فيها بين العلماء، فمن العلماء من قال : بأن من أخطأ فأكل وشرب والفجر قد طلع فعليه أن يبدل يوماً مكان يوم، ومن العلماء من قال ليس عليه حرج، لأنه مستصحب للأصل، ويستدلون بقوله سبحانه وتعالى: { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } (البقرة : 187) ، وذلك بأنهم قالوا إن الذي أكل وشرب وهو يحسب بقاء الليل لم يتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، والأصل إباحة الأكل والشرب كما ينص قوله تعالى: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ }، وأما أصحاب القول الأول فقد قالوا إن التبين لا يجب أن يكون تبينا لكل أحد في ذات نفسه ، فالأعمى لا يمكن أن يتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر لأنه أعمى، وإنما هو تبين في الواقع ، فإذا تبين في الواقع حصل الحد الذي تنتهي عنده إباحة الأكل والشرب ، كما أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم :<<صوموا لرؤيته>> لا يعني ان يراه كل احد، وإنما يكفي أن يكون مرئياً في الواقع، فحملوا هذا الحكم في الآية على مثل الحكم في الحديث الشريف، إلا أننا نقول: إن استصحاب الأصل من قواعد الفقه الإسلامي، فما دام الإنسان مستصحباً الأصل، والله سبحانه وتعالى أعطاه قدرة على التبين وحاول التبين فلم يتبين له فليس عليه حرج في ذلك، وهذا هو القول المختار فلا يلزمه قضاء.


السؤال:
شخص استيقظ وشرب دون أن يعلم أن وقت الإمساك قد بدأ إلا بعد أن سمع أذان الفجر بعد أن انتهى من الشرب ؟ فما حكم صيامه؟


الجواب :
العبرة بحال الأذان ، إن كان الأذان عند انبلاج الفجر فليس له أن يشرب بعد انبلاج الفجر ، لأن الله ناط الأكل والشرب إلى ميقات معين ، وهو أن يستطيع الإنسان أن ينظر إلى الفجر الصادق متميزاً من بين الظلام ، بحيث يبدو الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، فإن كان الأذان في هذه الحالة فهذا قد أكل بعدما تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود فعليه إن تعمد الشرب التوبة والقضاء والكفارة ، وإن كان غير متعمد وإنما كان ذلك على طريق السهو أو النسيان أو الجهل فعليه القضاء وعليه أن يستغفر الله من صنيعه.


السؤال:
ماذا لو قام فشرب وهولا يدري هل أذن الفجر أم لم يؤذن، فماذا عليه؟


الجواب:
إن كان لا يدري بذهاب الليل ولم ير للفجر أثراً واستصحب الأصل، فاستصحاب الأصل يسقط عنه حكم القضاء وغيره حتى يتبين الفجر.


السؤال:
المسافر من عمان إلى بريطانيا فيمسك هنا على توقيت عمان ثم يسافر إلى بريطانيا وتكون الساعات أطول ، فعلى توقيت من يفطر؟


الجواب:
الله تعالى يقول : { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ }(البقرة: 187) ، فالإنسان مطالب أن يمسك إذا تبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم يستمر على إمساكه عن الطعام والشراب حتى يأتي الليل، سواء تقدم الليل عن ميقات البلد الذي بدأ الإمساك فيه أو تأخر، فكل من ذلك سواء.


السؤال:
امرأة عندها أخ في هولندا، عندهم مشكله في تحديد الإفطار لا يدرون متى يأتي وقت الإفطار لعل الساعات هناك تكون طويلة من طلوع الشمس إلى غروبها أو النهار قصير، لكن هناك أيضا أشخاص آخرين من دول الخليج كل واحد يفطر على دولته ما هو حل هذه القضية؟


الجواب:
أنا أعجب من هذه الحالة، فإن هولندا في أوروبا، والفصل الآن قريب من الشتاء، ومن عادة الأيام في فصل الشتاء أن يكون نهارها قصيراً لا سيما في تلك المناطق الشمالية، فأي مشكلة في هذا ، كيف لا يصومون حتى تغرب الشمس عندهم، فإن الله تعالى ناط الإفطار بالليل ، والليل إنما يتحقق بغروب الشمس { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ }(البقرة: 187) ، أما أولئك الذين يفطرون بحسب التوقيت في بلادهم وهم في بلاد أخرى فهم قد انغمسوا في الجهل حتى غرقوا إلى الأذقان، كيف يكون الصيام بحسب ساعات النهار في بلدهم وهم في بلد أخرى؟
فهم ليسوا متعبدين بحسب البلدان التي هم منتمون إليها ، وإنما هم متعبدون بحسب الأوقات في البلد الذي هم فيه ، أريتم صلاة الظهر متى يصلونها هل يصلونها في وقت الصباح هنالك لأن ذلك هو وقت الظهر في بلدهم؟ وكذلك صلاة العصر هل يصلونها فيما قبل وقت الظهر مثلا، وكذلك صلاة المغرب هل يصلونها قبل وقت العصر أو وقت الظهر، هذا أمر غريب ، فما بال هؤلاء الناس يتصرفون هذا التصرف مع أن الله تبارك وتعالى ناط الصيام بطلوع الفجر وناط الإفطار بإقبال الليل، فعليهم أن يمسكوا عن الطعام عند طلوع الفجر وعليهم أن يفطروا عند غروب الشمس وأن لا يلتفتوا إلى الحالة التي في بلادهم، فإنهم في بلد آخر وعليهم أن يتكيفوا في واجباتهم بحسب الأوقات في ذلك البلد الذي هم فيه، وعليهم إن لم يكونوا قادرين على التحكم في معرفة الوقت أن يلجئوا إلى الخبراء الفلكيين، فإن الخبراء الفلكيين بإمكانهم أن يحددوا لهم وقت غروب الشمس بدقة، ومن خلال ذلك يتمكنون من الإفطار في الوقت للذي أباح الله تعالى فيه الإفطار ، أما الذي يفطر قبل غروب الشمس فهو مفطر في النهار، ومن أفطر في النهار فقد هدم صومه.


السؤال:
الناس في القطب الشمالي، النهار لديهم قد يطول إلى أربع وعشرين ساعة، كيف يتمكنون من الصيام؟


الجواب:
من كانوا في أمثال تلك الأماكن التي يطول فيه النهار طولاً يتعذر فيه الصوم يرجعون إلى الحساب بالساعات.


السؤال:
هل يجوز للصائم أن يفطر أثناء سفره في الطائرة، مع أنه ليس هناك مشقة من ذلك لوجود وسائل الراحة التامة؟


الجواب:
نعم جائز له ، ولكن غير واجب عليه ، والأولى له أن يصوم مع وجود الراحة.


السؤال:
إذا جاء المرأة الحيض في نصف النهار هل تمسك إلى الليل أم تفطر مباشرة؟


الجواب:
لا معنى للإمساك، لأنها أتاها ما قطع حبل صيامها، فهي في نفس الوقت تأكل وتشرب وتمتنع عن الصلاة.


السؤال:
مجموعة من الطالبات يدرسن بالإمارات صمن ثلاثين يوماً إذا جئن إلى عمان وما زال رمضان في ليلة الثلاثين معنا هل يكملن الصيام إلى واحد وثلاثين أم لا؟


الجواب:
المسألة فيها خلاف مع ثبوت الرؤية في البلد الآخر، قيل إذا ثبتت الرؤية لا يلزم الإنسان أن يصوم أكثر من ثلاثين وهذا القول قاله كثير من مشايخنا الذين تتلمذنا عليهم وانتفعنا بعلمهم ، ومنهم من قال بأن عليه أن يكمل العدة حسب رؤية البلاد الذي وصل إليه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:<<الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون>>، وهذا القول ذهب إليه ابن تيمية وجماعة من العلماء وهو أيضاً قول وجيه، ولكن يبدو أن الزيادة على الثلاثين غير مشروعة، وذلك مشروط بثبوت رؤية الهلال حيث كان المرء.


السؤال:
فيمن يصوم في دولة تقدمت عنا بيوم ثم جاء إلى هنا وفي حال أننا صمنا ثلاثين يوماً سيصوم هو واحداً وثلاثين يوماً؟


الجواب:
هذه المسألة اختلف فيها العلماء فمنهم من قال بأنه إن انتقل إلى بلد فعليه أن يصوم بصيام ذلك البلد ولو زاد الصيام على ثلاثين يوماً، وحجة هؤلاء قول النبي صلى الله عليه وسلم :<<الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون>>، ومنهم من قال بأن الصيام لا يزيد على ثلاثين يوماً، وعلى هذا فإن تيقن دخول الشهر بحيث قامت الحجة الشرعية بدخول الشهر في البلد الذي كان فيه وانتقل إلى بلد آخر وزاد صيام ذلك البلد عن ثلاثين يوماً باعتبار صيامه هو الذي بدأه في البلد الآخر فعليه أن يفطر بعد مجاوزة الثلاثين، وكلا القولين له وجه من النظر ، والله تعالى أعلم.


السؤال:
إذا أفطر الصائم قبل أذان المغرب ظناً أن المؤذن قد أذن، مع وجود فارق الزمن فهل يكمل إفطاره؟


الجواب
إذا كان إفطاره بعد غروب الشمس وبعدما أدبر النهار من جهة المغرب وأقبل الليل من جهة المشرق فلا حرج عليه، لأن الإفطار لا يتقيد بالأذان ، وإنما يتقيد بغروب الشمس ، فلعل المؤذن يؤخر الأذان أو يقدمه ، والله سبحانه وتعالى قال: { ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} (البقرة : 187)، وقد فسر ذلك الليل النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :<<إذا أدبر النهار من هاهنا وأقبل الليل من هاهنا أفطر الصائم>>..


السؤال:
عن امرأة تأتيها العادة أو الدورة وتزيد عن الأيام المعتادة لها وفي بعض الأحيان تصل إلى عشرة أيام وقد تتجاوز إلى أربعة عشر يوماً ، وم ذلك تأخذ العلاج لمكافحة هذه الزيادة فما حكم صيامها؟


الجواب:
يجب على المرأة بقدر استطاعتها أن تعرف ميقات حيضها وطهرها ، فإن ضبط ذلك واجب عليها، وبمقدار هذا الضبط تستطيع أن تؤدي العبادات ، فلو عرض لها عارض من استحاضة فإنها بضبطها أوقات حيضها وضبطها أوقات طهرها المعتادة تتمكن من رد كل شيء إلى أصله، ومن ناحية أخرى تؤمر المرأة أن تفرق بين الدماء الثلاثة : دم الحيض ودم النفاس ودم الاستحاضة ، وكذلك على المرأة أن تعرف أقل مدة الحيض وأكثرها ، فأقل مدة الحيض على ما دل عليه حديث أنس عند الإمام الربيع هو ثلاثة أيام وأكثره عشرة أيام، وقيل : أقله يوم وليلة وأكثره خمسة عشر، ومنهم من قال أقله دفعة ومنهم من قال أقله يومان، ومنهم من قال أكثره سبعة عشر، ولكن الذي دل عليه الحديث هو ما تقدم، أما أصحاب الأقوال الأخرى فإنهم جعلوا الحديث دال على الحالة الغالبة في طبائع النساء من غير حصر، ولكن مع هذا كله نحن نسمع من الأطباء وهم ذوو خبرة في هذا المجال أن الحيض لا يقل عن ثلاثة أيام ولا يزيد على عشرة أيام كما جاء الحديث، هذا ما سمعته من أكثر من طبيب ومن هؤلاء الأطباء الدكتور محمد على الباز الذي هو من كبار الأطباء في المملكة العربية السعودية وله بيان وتفضيل فيما يتعلق بهذا الجانب فيما سمعته منه، فلذلك ما دامت الأيام لم تتجاوز العشرة وهي لم تكن لها عادة مستقرة سابقاً فعليها في خلال العشر أن تجعل الدم جميعاً دم حيض ، وهذا إن كان هذا الدم بدأ بالسواد، بحيث تكون فيه صفات دم الحيض وهذا مما يجب على المرأة أن تعرفه، لأن دم الحيض أسود غليظ له رائحة بخلاف دم الاستحاضة فإنه دم أحمر رقيق وقد يميل أحياناً إلى الصفرة وليس له رائحة دم الحيض، فلما كان الحيض متميزاً بهذه الصفات فبإمكانها أن تميز بين دم الحيض وبين دم الاستحاضة إلا أن الدم إذا جاء إلى المرأة في وقت أمكن أن تجعله للحيض وكان دماً أسود ثم جاء بعده الدم الحمر فإنها تجعله في حكم دم الحيض إلا إذا خرج عن الأوقات المعتادة فإنها لا تعطيه للحيض وتجعله استحاضة، أما إن كان في الوقت المعتاد بحيث لا يتجاوز أيام عدتها فإن حكمه حكم ما قبله ، لأن الصفرة والكدرة والترية وسائر أنواع التوابع تجعلها المرأة تابعة للدم، ففي الحديثرعن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ :<لا تطهر المرأة من حيضها حتى ترى القصة البيضاء" وفي حديث أم عطية : "كنا لا نعد الصفرة والكدرة شيئاً" ، أي لا نعد الصفرة والكدرة شيئاً زائداً على ما سبقه، فإن كانت مسبوقة بدم فهي حيض وإن كانت مسبوقة بطهر فهي طهر، وكذلك جميع التوابع لها هذا الحكم ، فعلى هذه المرأة أن تضبط أوقاتها أولاً ، ثم إن الدم في خلال الأيام العشر إن لم تكن لها عادة مستقرة بأيام معلومة تجعله دم حيض ولا تجعله دم استحاضه ، أما إن خرج عن العشر أو تجاوز أيامها المعتادة ـ إن كانت لها عادة ـ أو تجاوز أيام الانتظار التي تؤمر المرأة أن تنتظر فيها فإنما تجعله عندئذ دم استحاضة، وفي دم الاستحاضة تؤمر أن تغتسل وأن تصوم إن كانت في فترة الصيام. والله أعلم.


السؤال:
ما حكم المرأة التي ترى الدم وهي في سن الستين؟


الجواب:
القول المعتمد أن المرأة إذا بلغت الستين من عمرها فهي آيس ، وليست في حكم من يأتيها الحيض، فإن رأت الدم حمل ذلك على أنه دم استحاضة وعليها أن تصوم في هذه الحالة . والله أعلم.


السؤال:
امرأة في أول نفاس لها كان اليوم الثامن والثلاثين من نفاسها هو يوم التاسع والعشرين من شعبان فرأت الجفاف في هذا اليوم فاغتسلت وأصبحت صائمة في اليوم التالي، إلا أنها عند المغرب من أول يوم رمضان رأت دما قد خرج ثم رأت الجفاف عند العشاء فجمعت المغرب والعشاء تلك الليلة ، وفي تلك الليلة استمر الجفاف ليومين آخرين عاشرها زوجها خلالها أي في اليوم الثالث والأربعين إلا أنها تعاقب عليها بعد ذلك الصفرة أحيانا والجفاف أحيانا أخرى، ولم تعرف أطهرت أم لا ، وفي اليوم الخامس من رمضان رأت القصة البيضاء فاغتسلت للاحتياط، ولكنها لم تعرف متى طهرت بالضبط، وما هو الحال فيما صامت في رمضان علما بأنه أول نفاس لها؟


الجواب:
إن كانت رأت الجفاف فالجفاف الذي يلي الدم لا تعطيه حكم الطهر اللهم إلا إن اعتادت المرأة أن يكون طهرها بالجفاف لا بالقصة البيضاء ، فإنها تعتبر الجفاف طهرا، وإن استمر بها الدم ثم لواحق الدم وهي التوابع من الصفرة والكدرة أو الترية أو الجفاف إلى ما بعد الأربعين تعتبر الأربعين هي النفاس، ولا حرج على زوجها أن يواقعها بعد الأربعين في غير فورة الدم ولو كان الدم مستمرا وعليها أن تغتسل وأن تصلي بعد الأربعين لأن الصحابيات كن يقعدن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أربعين يوما، وذلك لا يكون إلا بتوجيه من النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم ، فلذلك أخذ العلماء بهذا الرأي واعتمدوه، وإن كانت هنالك حالات تخالف هذه الحالة فهي حالات شاذة لا يحمل عليها الحكم العام ، والله تعالى أعلم.


السؤال:
هل يجوز للفتاة استعمال حبوب منع الحمل أثناء شهر رمضان؟


الجواب:
أما في شهر رمضان فلا، لأن الله تعالى جعل لها مخرجاً وذلك بان تقضي ما أفطرته، واستعمال هذه الحبوب يؤدي إلى مضاعفات بدنية خطيرة، ذلك لن فيها معاكسة للفطرة ، وشهر رمضان يتكرر في كل عام، فإن استعملت هذه الحبوب في كل عام فقد يفضي بها ذلك إلى ضرر شديد، لأن في استعمالها حبساً لفضلات طبيعية، وهذه الفضلات تتعاكس مع البدن، ويؤدي ذلك بالتالي إلى نتائج سلبية ، بخلاف الحج ، لأن الحج لا يتكرر، كما يتكرر شهر رمضان الكريم، ولأن هناك ضرورة داعية وذلك عندما تخشى المرأة أن تفوتها الرفقة بانتظارها الطهر لتطوف طواف الإفاضة ، لأن طواف الإفاضة ركن في الحج لا يصح الحج إلا به.


السؤال:
ما قولكم فيمن تستخدم حبوب منع الحيض في شهر رمضان حتى تصوم شهر رمضان كاملاً؟


الجواب:
لا ينبغي ذلك، بل هذا كثيراً ما يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية وإلى اختلال الطبيعة، لأن الدورة إفراز طبيعي جعله الله تبارك وتعالى من أجل راحة الجسم، ولا ينبغي أن يُحقَن هذا الدم في الجسم، فإنه يؤدي إلى الضرر، والإضرار بالجسم غير جائز ، وقد جعل الله لها مخرجاً وهو القضاء فلا معنى لاستعمال ذلك ، نعم هذا يباح لأجل الضرورة وذلك في الحج والعمرة إن خشيت أن تفوتها الرفقة إن بقيت تنتظر طهرها من أجل طواف الإفاضة في الحج وطواف الركن في العمرة.


السؤال:
إذا أخذت المرأة حبوب منع العادة الشهرية في شهر رمضان فهل عليها أن تبدل الأيام التي أكلت فيها الحبوب؟


الجواب:
عليها أن تبدل إن أكلت الحبوب أو غيرها في نهار رمضان، أما إذا كانت أكلت الحبوب بالليل فليس عليها البدل، ولكن استعمال هذه الموانع التي تحول بين الطبيعة وجريانها في مجراها، أمر فيه ضرر بالجسم فلذلك لا نرى جواز استعمال ذلك في شهر رمضان المبارك ، لأن الله سبحانه وتعالى جعل للمرأة فيه مخرجاً وهو القضاء لما أفطرته من أيام بنص حديث رسول صلى الله عليه وسلم ، وليس للإنسان أن يضر بجسمه ، وبجانب ذلك أيضاً قد تتأثر عادة المرأة بحيث تكون أيامها غير منتظمة في الحيض والنفاس بسبب استعمالها لهذه الحبوب ، فلا يجوز لها الاستعمال لأجل هذا الغرض . والله تعالى أعلم.


السؤال:
بعض الفتيات يلتزمن بالحجاب في رمضان ثم يهملن ذلك في غير رمضان ، هل من نصيحة لهن؟


الجواب :
صيام رمضان إذا أدي على الوجه المشروع هو سبب لتقوى الله سبحانه وتعالى ، وإن لم يثمر الصيام التقوى فهو غير مؤثر ولا قيمة له، بل هو صيام يصدق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: <<من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه>>، ولا ريب أن الصيام الصحيح يؤدي إلى أن يصطحب الإنسان تقوى الله في سائر العام، فما بال الصائم يحرص في شهر الصوم على تجنب الموبقات وعلى التقيد بقيود الفضائل والأخلاق وعلى التحلي بمحاسن الطباع ولكن إذا انفلت من صيامه كان كالطائر الذي أطلق من قفصه يترنح حيث يشاء ويقع فيما يريد ، كأنما سمع صوت الشاعر وتأثر به:
رمضان ولى هاتها يا ساقي *** مشتاقة تسعى إلى مشتاق
بالأمس قد كنا أسيري طاعة *** واليوم مَنَّ العيد بالإطلاق
فما معنى هذا الصيام إذن؟!!
فهذه الفتاة التي تلتزم الحجاب الشرعي في شهر رمضان عليها أن تلتزمه في سائر الأيام ولا تتقيد به في شهر الصيام فقط، إذ الله تبارك وتعالى عندما خاطب المؤمنات بالحجاب لم يقيد ذلك بحالة الصوم ، فقال تعالى : { وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (النور : 31)، وقال سبحانه : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} (الأحزاب : 59)، ومثل هذا حال كثير من الناس الذين تتقيد نساؤهم بلباس الاحتشام عندما يكن معتدات بعدة الوفاة، أما في غير عدة الوفاة فلا يبالين بما يفعلن، وهذا أمور عجيبة وجهالة بلغت الغاية، فعلى الرجال والنساء معاً أن يتقوا الله تعالى وأن يقيسوا آثار الصيام بما ينعكس من هذه الآثار على سلوكهم وأخلاقهم وأفعالهم في سائر العام.


السؤال:
هل يبطل صيام الفتاة غير المتحجبة في شهر رمضان؟


الجواب:
نسأل الله تعالى العافية ، ونسأله أن يهدينا إلى سواء السبيل، وإن من ضمن ما يتطلبه صيام رمضان غض النظر وهذه تفتح الأبصار على نفسها؟ فيجب عليها أن تتوب وترعوي، فإن تابت فإن الله تعالى يقبل من عباده المتقين وأما قبل ذلك فهي غير متقية.


السؤال:
امرأة تصوم عن زوجها المتوفي وهو ليس عليه صيام فهل أجر الصيام يصل إليه؟


الجواب:
ليس في ذلك دليل شرعي ، ولا ينبغي لها أن تفعل ذلك، وإنما الأولى أن تتصدق عنه، فإن الصيام عن الغير إنما هو فيمن مات وعليه صيام كما جاء في حديث عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله تعالى عنها ـ :<< من مات وعليه صيام صام عنه وليه>>، والله تعالى أعلم.


السؤال:
هل يحوز في شهر رمضان أن تقوم الخادمة غير المسلمة بطهي الطعام؟


الجواب:
الطعام لا يختلف بين رمضان وغيره، ولكن ينبغي للإنسان أن يأكل طعام المسلمين لا طعام غيرهم، وإنما أبيح طعام الذين أوتوا الكتاب لأن رطوباتهم غير مؤثرة.


السؤال:
من أفطر في رمضان من غير تعمد ، فما حكمه؟


الجواب:
من أفطر نسياناً فهو معذور، فالله سبحانه وتعالى أطعمه وسقاه، كما جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم ، هذا هو القول المعول عليه، وهو يعتضد بعذر الناسي والمخطئ، فهذا ناس وهو لا يجري عليه القلم، وإن أكل ولو شيئاً يسيراً بعدما تنبه بأنه صائم يكون بذلك قد هدم صومه.


السؤال:
متى أبدأ بتربية وتدريب أبنائي على الصوم ؟ وما هي الطريقة المثلى لذلك؟


الجواب:
البدء يكون عند قدرتهم على تحمل مشاق الصوم، ويؤمرون بالصيام تدريجياً حسب طاقتهم ، فمن استطاع أن يصوم يوماً فيوما فليصم ومن استطاع أن يصوم يومين فيومين فليصم وهكذا. والله أعلم.


السؤال:
عندي أطفال صغار ما بين 4 و 9 سنوات وأريد أن أعمل لهم برنامجاً رمضانياً يستفيدون منه. فهلا أرشدتموني لذلك؟


الجواب:
تعليمهم ما ينفعهم وتحفيظهم كتاب الله، وتذكيرهم بالله واليوم الآخر، وإخبارهم بفضل صيام رمضان وفضل العمل الصالح ، وإخبارهم بمضاعفة الأجور في رمضان ونحو ذلك، والله أعلم.


السؤال:
تلجأ الكثير من النساء إلى ملء المائدة أثناء الإفطار بالكثير من المأكولات بحيث ينشغل الرجال عن أداء فريضة المغرب في جماعة، فهل تعتبر المرأة محاسبة ومسؤولة عن هذا التضييع؟


الجواب:
لا ينبغي فعل ذلك، وإنما ينبغي الاقتصار على التمر وحده ، والموائد تكون بعد صلاة المغرب ، والله أعلم.


السؤال:
نلاحظ أن الكثير من النساء يشاهدن الشاشة الصغيرة في شهر رمضان سواءً في النهار أو الليل مع ما فيها من محظورات شرعية، فما الحكم في ذلك؟


الجواب:
ما كان محرماً أن تنظر إليه فهو مؤثر على صيامها إن كان في نهار رمضان وعليها أن تعيده بناءاً على انتقاض الصيام بالمعصية. والله أعلم.


السؤال:
هل يجوز للمرأة قبل صلاة التراويح أن تأم النساء في فريضة العشاء أم فقط سنة التراويح؟


الجواب:
اختلف في إمامة المرأة في الفريضة والراجح جوازها، والله أعلم.


السؤال:
تجتمع المرأة مع جاراتها في ليل شهر رمضان وذلك لتناول القهوة دون أهداف أخرى، فما نصيحتكم لمثل هذه المجالس؟


الجواب:
نصيحتي لهن أن يحرصن على إبلاغ كلمة الحق والدعوة الهادئة الهادفة ، والتذكير بالله واليوم الآخر ، ولتكن تلك المجالس مشغولة بالتذكير بمرور الحياة ومضي الليالي والأيام، وانتظار كل أحد لريب المنون واستعداده للقاء الله تعالى. والله أعلم.


السؤال:
هنالك بعض الأزواج يُلزمون زوجاتهم بعمل أكلات رمضانية معينة بحيث تأخذ وقتاً وجهداً من المرأة ، فما نصيحتكم لهؤلاء الرجال؟


الجواب:
أدعوهم أن يتقوا الله وأن يراعو نساءهم بأداء حقوقهن وتوفير الوقت لهن بما يتمنينه من التقرب إلى الله بصالحات الأعمال من النوافل والطاعات وعليهم أن يساعدوهن في ذلك ولا يضيقوا عليهن ، والله أعلم.


السؤال:
تلجأ الكثير من النساء للمباهاة بالأكلات الرمضانية مع جاراتها من قبيل التنافس ، فما رأي سماحتكم في هذه العادة؟


الجواب:
هذا من التنافس المذموم، فعليهن أن يتقين الله في ذلك وأن يتجنبن هذا الأمر ، والله أعلم.


السؤال :
سماحة الشيخ بعض الناس يستثمرون شهر رمضان الكريم في تحقيق مآربهم الخاصة، فالبعض يستثمره في النوم والبعض الآخر وخاصة الشباب يستثمره في السهر الطويل إلى الفجر وهناك أيضاً من يستثمر هذا الشهر في متابعة القنوات الفضائية التي تبث برامج ربما لا تليق بهذا الشهر الكريم وكثير من المسلمين يستغلون الفرصة، فما هي نصيحتكم لهؤلاء؟


الجواب:
شهر رمضان شهر مغفرة ورحمة لمن تعرض لها، فهو شهر تنافس وتسابق في كل مجال من مجالات الخير ، فالإنسان مطالب أن يسارع فيه إلى الطاعات ، وأن يحرص فيه على حسن عبادة ربه، وذلك بأن يؤدي الفروض وما يمكنه من النوافل، لا سيما الليل، فإن قيام رمضان من أعظم القربات التي تقرب الإنسان إلى ربه سبحانه وتعالى ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر الأواخر يشد مئزره ويوقظ أهله ويحي ليله ، ومعنى ذلك أنه يستمر يحي الليل كله ، وشد مئزره كناية عن شدة حزمه في هذا الأمر بحيث يقبل إليه بجهده كله ، فمن هنا كان حرياً بالمسلم أن ينافس في هذا الميدان وأن لا تفوته فرصة من ليله ولا نهاره يستطيع أن يفعل فيها طاعة إلا ويتقرب إلى الله تبارك وتعالى بتلك الطاعة فيها.


السؤال :
ما حكم مشاهدة المسلسلات في نهار رمضان ، وما نصيحتكم لمن يصرف وقته في مشاهدتها؟


الجواب:
نحن ندعو إخواننا المسلمين جميعاً إلى أن يحرصوا على الوقت، فإن الوقت ثمين ، فهو فرصة الإنسان الذهبية التي إن فوّتها فاته الخير الكثير ، وهو مما يسئل عنه يوم القيامة، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم : <<لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس، عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله ما أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وماذا عمل فيما علم؟>> فيسأل عن عمره فيم أفناه لأن العمر هو الموهبة الكبرى التي تترتب عليها المواهب الأخرى، فكل نعمة من نعم الله سبحانه ينعمها على عبده تترتب على نعمة الحياة ، لأن الحياة هي وعاء هذه النعم جميعا ، فلذلك كانت المحافظة على هذه الحياة وجميع أجزائها من واجب هذا الإنسان، بحيث يصرف وقته فيما يرضي الله تبارك وتعالى من أنواع الطاعات والقربات ومنافع الإنسان في دينه ودنياه ، كطلب العلم ولو كان دنيوياً ينتفع به أو مدارسة القرآن الكريم ، أو في الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، أو في الاستفادة مما ينفع من كسب حلال لا أن يميت الوقت فيما لا يعود عليه بالمنفعة فإن ذلك مما يضر به ، ولئن كان العمر كله نعمة كبرى من الله سبحانه وهو وعاء النعم الأخرى كما ذكرنا فإن الشباب في عمر الإنسان هو المرحلة الذهبية لما يتميز به من الفتوة والقوة والطموح ، فلذلك كان حرياً بالإنسان وهو في شبابه أن يستغل فرصة الشباب، لأنه يقوى فيه على ما لا يقوى عليه في غيره ، فيقوى في شبابه على إتيان كثير من الطاعات وفعل كثير من الخير مما لا يقوى عليه بعد فوات مرحلة الشباب ، فلذلك كان يسأل عن شبابه سؤالاً خاصاً بجانب كونه يسئل عن عمره كله سؤالاً عاما ، هذا من ناحية الوقت ، أما من ناحية الحكم فإن العبرة بما في هذه المسلسلات هل فيها ما لا يحمد كرؤية المناظر الشائنة القبيحة، وذلك نحو أن يرى النساء المتبرجات الكاسيات العاريات ، أو يرى شيئاً مما لا يجوز النظر إليه ، أو يسمع شيئاً مما لا يجوز له الإصغاء إليه فإن كان كذلك فإن ذلك مما يتنافى كل التنافي مع ما يطلب منه في رمضان وفي غيره، على أن الصيام داعية التقوى، فإن الله تبارك وتعالى يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:183) ، ويقول في آخر آيات الصيام {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}(البقرة: من الآية187) ، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم : <<من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه>> . وفي حديث آخر : <<ولا صوم إلا بالكف عن محارم الله>>.
ومعنى ذلك أنه لا بد من أن ينضبط الصائم في جميع تصرفاته وأعماله حتى تكون وفق شريعة الله سبحانه وتعالى فلا يستعمل العين إلا فيما يجوز النظر إليه ، ولا يستعمل الأذن إلا فيما يجوز الإصغاء إليه ، ولا يستعمل اليد إلا فيما يجوز تناوله أو دفعه أو البطش به ، ولا يستعمل الرجل إلا في المشي الحلال ، ولا يستعمل أي جارحة إلا فيما أباحه الله . أما أن يقضي سحابة نهاره وهو في ممارسة المحرمات فذلك مما يتنافى كل التنافي مع الصيام ومع حكمته ومع الغاية من مشروعيته ، والله تعالى أعلم.


السؤال:
أريد نصيحة للشباب الذين يحيون ليالي رمضان باللعب وما شابهه؟


الجواب:
النصيحة الموجهة إلى أولئك أن يعرفوا قيمة العمر ، وقيمة الشباب ، وقيمة الأوقات التي خصها الله تعالى بمزيد الفضل كليالي شهر رمضان المبارك ، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم << لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وماذا عمل فيما علم>> ، فيسأل عن عمره لأن العمر هو النعمة الكبرى التي تترتب عليها النعم الأخرى ، فكل نعمة من نعم الحياة إنما هي مبنية على هذه النعمة العظيمة وهي نعمة العمر، ثم إن هذا العمر يتميز جزء منه على جزء فالشباب متميز على بقية المراحل، فهو متميز على المرحلة التي سبقته وهي مرحلة الصبا ومتميز على المرحلة التي تلحقه وهي مرحلة الكهولة والشيخوخة ، فلذلك كان للشباب وضع فيسأل عنه الإنسان سؤالا خاصا، هذا وقد فضّل الله بعض الأوقات على بعض ومن بين هذه الأوقات المفضلة أوقات رمضان فكلها ذات فضل عظيم ليله ونهاره، كيف وقد جاء في الحديث ما يدل على أن من أدى في رمضان نافلة كان كمن أدى في غيره فريضة ، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى في غيره سبعين فريضة ، فكفى بها ميزة ، ثم مع هذا نجد أيضا أن الأعمال تضاعف أجورها وترقى درجاتها في شهر رمضان المبارك، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لأم سنان الأنصارية ـ رضي الله عنها ـ << إذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة في رمضان تعدل حجة معي >> ، فجدير بالإنسان أن يحرص على استغلال كل وقت من أوقات هذا الشهر ، وأن لا يفوته في ما لا يعود عليه بجدوى ، لذلك كان على أولئك الذين يقضون لياليهم في السمر والحديث الضائع الذي لا يجدي شيئا والقيل والقال والهراء من القول، ويقضون أوقاتهم نهارهم في اللعب إلى غير ذلك من الأحوال التي لا تحمد عليهم أن يتقوا الله، وأن يقدروا هذه النعمة وأن يعرفوا المسئولية أمام الله تعالى.


المصدر :
كتاب "المرأة تسأل والمفتي يجيب ، لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان ، ج1 ص (235 ـ 340 )، اعداد وترتيب: بدرية بنت حمد الشقصية ، مكتبة الجيل الواعد ، ط1 ، (1428هـ ـ 2007م).

يتبع.. موسوعة الفتاوى

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-23-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 26 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



فتاوى الصوم لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي حفظه الله
المصدر : موسوعة فتاوى سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي(http://www.ftawaa.net/)


أهمية شهر رمضان الكريم بالنسبة للمسلم :



السؤال :
ما هي أهمية هذا الشهر الكريم بالنسبة للمسلم ، وما هي الثمرات التي يرتجيها المسلم من هذا الشهر؟


الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإني أهنئ جميع الأخوة والأخوات المسلمين والمسلمات المستمعين والمستمعات والمشاهدين والمشاهدات بهذه المناسبة مناسبة حلول شهر رمضان المبارك ، سائلاً الله تبارك وتعالى أن يمن علينا فيه باليمن والنصر والتأييد والتوبة من الآثام وإخلاص العمل لله سبحانه وتعالى ، وأن يعيده على الأمة جميعاً وعلينا بصفة خاصة بما فيه اليمن والخير والعزة والكرامة والنصر والتأييد.
هذا ولا ريب أن الله سبحانه وتعالى يفضّل ما يشاء على ما يشاء ، فيفضّل بعض عباده على بعض ، ويفضّل بعض الأمكنة على بعض ، ويفضل بعض الأزمنة على بعض ، ومن ذلك تفضيله لشهر رمضان المبارك على غيره من سائر شهور العام ، وما ذلك إلا لمزيته الكبرى ومكانته السامقة وقدره العظيم ذلك لأن الله تبارك وتعالى جعل هذا الشهر الكريم ميقاتاً لحدث فيه تحويل مجرى حياة الإنسان من الشر إلى الخير ومن الفساد إلى الصلاح ومن التشتت إلى الاجتماع ومن الضلال إلى الهدى ، ومن الغي إلى الرشد ومن الظلمات إلى النور ، فقد أنزل الله سبحانه وتعالى فيه القرآن الكريم على قلب عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلّم نوراً وهدى للناس يقول الله سبحانه : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} (البقرة: من الآية185) .
وقد بيّن الله سبحانه وتعالى شرف الليلة العظيمة التي نزل فيها القرآن على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلّم ، أي التي كانت بداية لنزوله على قلبه فقال في بيان فضلها وشرفها وعظم منزلتها { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } (الدخان :3-5) ، وقال : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} (سورة القدر).
فما أعظم شأن هذه الليلة التي ينوه الله سبحانه وتعالى بشرفها وقدرها في فاتحة سورة الدخان ، وينزل فيها سورة بأسرها تدل على ما لها من قدر عند الله وشأن عظيم عنده وما لها من الفضل الذي من أحرزه أحرز خيراً عظيماً بحيث صارت خيراً من ألف شهر ، ومن أجل هذا نرى في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم ما يدل على أن قيام تلكم الليلة فضله فضل عظيم يقول النبي صلى الله عليه وسلّم << من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه >> فلذلك كان حرياً بالمسلم أن ينافس في هذا الميدان ، وأن يسارع إلى هذا الخير ، وأن يسابق في هذه الحلبة التي يتسابق فيها المتسابقون.
هذا ولا ريب أن نزول القرآن على قلب النبي صلى الله عليه وسلّم حدث ترتب عليه ما ترتب من خير هذه الأمة وإنقاذ هذه الإنسانية من ورطتها والوصل بين المخلوق وخالقه العظيم سبحانه وتعالى ، والوصل بين الدنيا والآخرة ، والوصل بين الأرض والسماء وبين الإنسان والملأ الأعلى بحيث إن هذا الإنسان من خلال دراسته للقرآن الكريم يطلع على الحقائق الكونية فهو الترجمة الصادقة لسنن الكون ونواميسه ، وهو المرآة التي تعكس حقائق الوجود ، وجاءت جميع الاكتشافات العلمية لتؤكد ذلك ، ولذلك آذن الله سبحانه وتعالى عباده بهذه الاكتشافات وأنها ستأتي مصدقة لما في القرآن مؤيدة له وذلك عندما قال : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ * سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ *ألا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ } ( فصلت : 52-54).
هذا ولا ريب أن الله سبحانه وتعالى لم ينزل القرآن ليكون وسيلة للتسلّي ، وإنما أنزله ليكون منهج حياة ، ليسير بهذا الإنسان في دروب الخير ويجنب الإنسان الوقوع في مزالق الردى ، فذلك كان من الضرورة أن يأخذ الإنسان بحجزة القرآن الكريم ، ويلتزمه في كل جزئية من جزئيات حياته فضلا ًعن كلياتها ، وهذا أمر يتوقف على العزيمة والإرادة.
وقد جعل الله سبحانه وتعالى في صيام هذا الشهر الكريم صقلاً لهذه العزيمة وتقوية لهذه الإرادة فلذلك نجد الربط بين امتنانه على عباده بإنزاله هذا الكتاب الكريم في هذا الشهر الكريم وبين فرضية صيامه وذلك عندما قال : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}(البقرة: من الآية185) ، وكفى دليلاً على هذا الربط ما بين الأمرين وجود الفاء التي تقتضي ربط ما بعدها بما قبلها.
على أن هذا كله لأن في الصيام ما يدفع الإنسان إلى التقوى والاستمساك بحبل الله وذلك مما يسهل عليه الالتزام التام بجميع ما في القرآن من أوامر الله سبحانه تعالى وتوجيهاته ليفيض هذا القرآن نوراً على هذا الإنسان ، على أن الصيام نفسه يهيئ روح الإنسان ومشاعره لأن تتلقى هذا النور ، فإن الصيام يضفي على الروح البشرية الشفافية وذلك لأن الإنسان يكابر شهواته من خلال صيامه فتكون نفسه متهيئة لتلقي نور الله ، ولذلك يسهل على الإنسان أن يمارس جميع ما في القرآن من أوامر وتوجيهات مع التزامه الصيام ، ومن هنا نرى الربط بين فرضية الصيام وبين تقوى الله تبارك وتعالى وذلك عندما قال سبحانه وتعالى في فاتحة آيات الصيام : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:183) ، ثم قال بعد ذلك أي بعد تبيان أحكام الصيام في خاتمة آيات الصوم {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}(البقرة: من الآية187) ، فإذن الغاية هي تقوى الله ، وبتقوى الله يتحقق للإنسان الاضطلاع بأمانة القرآن والقيام بواجباته والسير بمنهاجه ، والله تعالى ولي التوفيق
[التصنيف : فتاوى الصوم].

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-23-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 27 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



تعريف التقوى ولمن يقال له بأنه متقي:


السؤال :
إذا وقفنا عند التقوى ، التقوى ربما تفهم في هذا السياق على أنها الصيام نفسه كذلك أيضاً في سياق الآيات الأخرى التي تحث على العبادات كالصلاة والحج وغيره البعض يفهم من التقوى خشعة في القلب ترافقها دمعة تنساب من العين ، في حين اللسان يلغ في أعراض المسلمين والواقع العملي طافح بالسيئات ، من الذي من الذي يمكن أن يقال له بأنه متقي ؟ ما هي التقوى ؟


الجواب :
حقيقة الأمر التقوى قبل كل شيء عقيدة في النفس ، عقيدة متحكمة في نفس الإنسان تقود الإنسان إلى الخير وتنعكس آثارها في كل جزئية من جزئيات حياته ، فالله تبارك وتعالى يبين صفات المتقين في قوله عندما وصف الكتاب الكريم {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }( البقرة : 2-5).
فالله تعالى أول ما وصف المتقين وصفهم بالإيمان ، ثم بين بعد ذلك بأنهم يؤمنون بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلّم وما أنزل من قبله ومعنى ذلك أنهم لا يفرقون بين رسالة وأخرى وبين رسول وآخر فإنهم يؤمنون برسالات الله جميعا ويتقونه عز وجل ، ولذلك ذكر الله سبحانه تعالى الصلاة من ضمن أوصافهم أي إقامتها وأنهم مما رزقهم الله تعالى ينفقون أي أنهم يجمعون بين العبادات البدنية والعبادات المالية غير مترددين في شيء من ذلك ومع هذا أيضاً نجد أنه سبحانه وتعالى يبين صفات المتقين عندما وصف الأبرار وبين حقيقة البر ، وبين أن هؤلاء الذين يلتزمون البر هم المتقون أي تنحصر صفات التقوى فيهم وحدهم ، وذلك عندما قال عز من قائل :{ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } ( البقرة : 177) فالله تعالى يبين أن هؤلاء هم الصادقون وأنهم هم المتقون.
وقد وصفهم الله سبحانه وتعالى أولاً بالإيمان بالله واليوم الآخر وملائكته وكتبه ورسله والنبيين ، فمعنى هذا أن ركيزة التقوى الإيمان ، ثم إننا نجد أن الله سبحانه وتعالى بعد هذا يصف المتقين بما يصفهم به من الصفات التي ترتفع بهم إلى أوج الفضائل الشامخ فهم متصفون بكل صفات الخير ، هم أولاً متمكنون من أنفسهم بحيث يقودونها إلى الخير ، ومن أعظم ما يؤثر على الإنسان ويقلب مجرى حياته إلى الشر حبه للمال ، وقد وصف الله تعالى هؤلاء بأنهم يؤتون المال مع حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل وذلك من غير الزكاة بدليل قوله :{ وأقام الصلاة وآتى الزكاة } ، ثم ذكر في تعاملهم مع الناس أنهم يوفون بالعهد وهذا شامل لتعاملهم أيضاً من ربهم سبحانه وتعالى ، ووصفهم الله سبحانه وتعالى بالصبر في البأساء والضراء وحين البأس ، وحصر صفات التقوى في هذا الجنس من الناس ، وهذا كله مما يدل على أن كلمة التقوى مدلولها واسع ، ويؤكد ذلك ما نجد في سورة آل عمران { قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } ( آل عمران : 15) ، ثم وصف هؤلاء الذين اتقوا بقوله :{ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } ( آل عمران :16) ، كما وصفهم بقوله :{ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} ( آل عمران :17).
وكذلك عندما بشّر الله تعالى هؤلاء المتقين بجنة عرضها السموات والأرض بيّن عزوجل أن هذه الجنة لأولئك الذين يجمعون بين صفات الخير عندما قال :{ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ } ( آل عمران :133-135).
فهذه الآيات القرآنية تدل جميعاً على أن كلمة التقوى لها مدلول شامل يتناول جانب التخلي وجانب التحلي مع أن مدلولها اللغوي إنما هو مدلول سلبي أي مدلول يتعلق بالترك لا بالفعل لأن أصل أتقى بمعنى تجنب يقال اتقى الشيء بمعنى تجنبه ، اتقيت هذا الشيء بمعنى تجنبته كما يقول الشاعر:
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه *** فتناولته واتقتنا باليد
أي اتقت رؤيتنا لها بوضع يدها على وجهها حتى لا تمتد إليها أبصارنا فنراها.
والمدلول الشرعي هو مدلول فعلي وتركي أو هو مما يشمل جانب التخلي وجانب التحلي ، جانب التخلي بمعنى التخلي عن جميع معاصي الله حتى لو أن أحداً قارف معصية من معاصي الله فإنه سرعان ما يدّكر ويرجع ويتوب إلى الله كما يقول سبحانه وتعالى أيضاً في وصف المتقين :{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} (الأعراف:201) . فالمتقون لا يسترسلون في غيهم ، المتقي من شأنه أن يدّكر فإذا أراد الشيطان أن يلم به وأن يغويه وأن يبعده عن مسلك الحق ادّكر فرجع إلى ذلكم المسلك ، والله تبارك وتعالى هكذا يصف هؤلاء المتقين بهذه الأوصاف ، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم تدل على ذلك والآثار المحكية عن السلف الصالح أيضاً تصب في هذا المصب نفسه
[التصنيف : فتاوى في العقيدة].

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-23-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 28 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



عقد نية الصيام :


السؤال:
من المعتاد عند العمانيين في السابق أن تجتمع العائلة وأن يقوم رب الأسرة بتلقين العائلة نية الصيام ( عقد رمضان ) ، والمشكلة إلى الآن بعض الأسر تعمل بهذا فهل يصح هذا وهل هناك طريقة أخرى ؟


الجواب :
النية المطلوبة هي القصد بالقلب ، وليست النية المطلوبة هي كلمات تقال باللسان وإنما أحدثت هذه الكلمات بعد الرعيل الأول بعد عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم وبعد عهد الصحابة رضوان الله تعالى عليهم بل بعد عهد التابعين أحدثت هذه الألفاظ من أجل أن تكون وسيلة لعوام الناس وجهلتهم حتى يتقنوا ما يستحضرونه من النية عندما يتلفظون بها بألسنتهم أي عندما يترجمون هذه النية بألسنتهم ، أحدث ذلك من أحدثه من العلماء ولكن هذه الوسيلة الآن أصبحت هي الغاية ولم تعد هي وسيلة فحسب ، وغاب المقصد في خضم العناية بالوسيلة.
فالناس لا يحسبون أن هناك نية بالقلب وإنما يحسبون أن النية باللسان فلذلك يرددون هذه الألفاظ من غير استحضار لمعانيها وهذا خطأ عظيم.
فعلى الناس أن يستحضروا أنهم قادمون على العبادة التي هم قادمون عليها وأنهم يبتغون بذلك وجه الله فإن ذلك هو الإخلاص والله تعالى يقول :{ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}(البينة: من الآية5) ، ويقول سبحانه :{ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}(الكهف: من الآية110) ، وهذه هي النية المطلوبة التي دل على قول الرسول صلى الله عليه وسلّم :<< إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه >> على أن هذا الذي هاجر إلى الله ورسوله لم يكن يقول ذلك بلسانه وإنما ذلك قار في قرارة نفسه ، وكذلك الذي هاجر إلى امرأة يتزوجها أو إلى دنيا يصيبهالم يكن يقول ذلك بلسانه أنني مهاجر من أجل أتزوج فلانة أو أن أصيب كذا من الدنيا ولكن كان ذلك في قرارة نفسه ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصيام ].

السؤال:
بالنسبة للنية التي تحمل هذه الاحتمالات كأن يقول إن أصحبت معافى أصبحت مريضاً أصبح صائما ، ما حكمها ؟


الجواب:
هو ينوي أن يصوم ، وإن اعتراه مرض فإنه يفطر من أجل مرضه
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

السؤال:
طالب يدرس وعمره خمسة عشر عاماً وأصابه مرض وفي الليل قال إن أصبح علي الصباح وأنا مريض فسوف أفطر ، وأصبح عليه الصباح وهو معافى ولكنه الساعة الثامنة أفطر ، فماذا عليه ؟


الجواب:
أما إن كان أفطر بغير مسوغ ففي هذه الحالة عليه التوبة والقضاء والكفارة ، والكفارة هي معلومة كما كررنا ذكرها مراراً هي عتق رقبة لمن وجدها فإن لم يجدها فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

السؤال:
من المعتاد عند العمانيين في السابق أن تجتمع العائلة وأن يقوم رب الأسرة بتلقين العائلة نية الصيام ( عقد رمضان ) ، والمشكلة إلى الآن بعض الأسر تعمل بهذا فهل يصح هذا وهل هناك طريقة أخرى ؟


الجواب:
النية المطلوبة هي القصد بالقلب ، وليست النية المطلوبة هي كلمات تقال باللسان وإنما أحدثت هذه الكلمات بعد الرعيل الأول بعد عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم وبعد عهد الصحابة رضوان الله تعالى عليهم بل بعد عهد التابعين أحدثت هذه الألفاظ من أجل أن تكون وسيلة لعوام الناس وجهلتهم حتى يتقنوا ما يستحضرونه من النية عندما يتلفظون بها بألسنتهم أي عندما يترجمون هذه النية بألسنتهم ، أحدث ذلك من أحدثه من العلماء ولكن هذه الوسيلة الآن أصبحت هي الغاية ولم تعد هي وسيلة فحسب ، وغاب المقصد في خضم العناية بالوسيلة.
فالناس لا يحسبون أن هناك نية بالقلب وإنما يحسبون أن النية باللسان فلذلك يرددون هذه الألفاظ من غير استحضار لمعانيها وهذا خطأ عظيم.
فعلى الناس أن يستحضروا أنهم قادمون على العبادة التي هم قادمون عليها وأنهم يبتغون بذلك وجه الله فإن ذلك هو الإخلاص والله تعالى يقول :{ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}(البينة: من الآية5) ، ويقول سبحانه { فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}(الكهف: من الآية110) ، وهذه هي النية المطلوبة التي دل على قول الرسول صلى الله عليه وسلّم :<< إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه >> على أن هذا الذي هاجر إلى الله ورسوله لم يكن يقول ذلك بلسانه وإنما ذلك قار في قرارة نفسه ، وكذلك الذي هاجر إلى امرأة يتزوجها أو إلى دنيا يصيبها لم يكن يقول ذلك بلسانه أنني مهاجر من أجل أتزوج فلانة أو أن أصيب كذا من الدنيا ولكن كان ذلك في قرارة نفسه ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-23-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 29 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



رؤية الهلال :


السؤال :
سألت بعض المتخصصين في علم الفلك فأوضح لي بأن الشفق الأحمر يختلف طول وقته باختلاف القرب والبعد عن خط الاستواء وحسب اختلاف الفصول كذلك . وفي منطقتنا نحن يغيب الشفق الأحمر في الشتاء بعد ساعة ونصف تقريبا بعد غروب الشمس ، ويغيب في الصيف بعد ساعة وخمسين دقيقة من الغروب ، والمشكلة أننا في منطقتنا نصلي العشاء وعلى مدار السنة ساعة بعد المغرب إلا في شهر رمضان فما الحكم في هذا ، وإذا كان هذا التوقيت غير شرعي فما حكم الصلوات الماضية ؟ وما العمل إذا كان تصحيح ذلك شبه مستحيل ؟ وهل يعتبر كل ذلك الوقت ما بين المغرب والعشاء وقتاً لصلاة المغرب ؟


الجواب :
هذه المسألة تحتاج إلى نظر من علماء المنطقة أنفسهم ، لأن الشفق الأحمر هو المعتبر في خروج وقت المغرب ودخول وقت العشاء ، وكما قيل بأن الشفق الأحمر كلما كانت البلاد أبعد عن خط الاستواء كان استمراره لعله أطول لأن الشفق الأبيض أيضاً يستمر حتى أنه في بعض البلدان التي هي بعيدة عن خط الاستواء لا يكاد يغيب الشفق الأبيض طوال الليل لا يكاد يغيب حتى يظهر الفجر هكذا سمعت ، وهذا واضح لأن الشمس تكون قريبة منهم فلذلك يكون شيء من الشعاع ممتداً في الأفق فيتولد منه الشفق الأبيض.
فعلماء المنطقة ينبغي أن يدرسوا هذه القضية وأن يحلوا هذه المشكلة. ولا ينبغي التسرع في صلاة العشاء قبل وقتها . ولا ينبغي التعجيل في وقت العشاء إلا بعد دخول الوقت . والنبي صلى الله عليه وسلّم كان من سنته أن يؤخر صلاة العشاء ، وقال لولا أن أشق على أمتى لأمرتهم بأن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل أو إلى نصف . هكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلّم يحرص على تأخير وقت العشاء . وقد فعل ذلك حيث أخّر ليلة من الليالي صلاة العشاء فخرج إلى أصحابه بعد مضي ثلث الليل وقال لهم مثل هذا الكلام بعدما نعس الناس وكادوا ينامون.
فينبغي أن تراعى هذه المشكلة . على أن هناك بعض البلدان التي لا يغيب فيها الشفق والتي يقع الناس فيها في إشكال كثير من هذه الناحية أجبناهم بأن لهم أن يجمعوا بين المغرب والعشاء لأجل مراعاة هذا الجانب ، لأن الجمع بين المغرب والعشاء أو بين الظهر والعصر في وقت الحاجة يجوز ولو كان ذلك في الحضر ولم يكن في السفر فقد أخرج الإمام الربيع رحمه الله في مسنده عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس رضي الله عنهم قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم الظهر والعصر معاً والمغرب والعشاء الآخرة معاً من غير خوف ولا سفر ولا سحاب ولا مطر . وروى هذا الحديث الشيخان وغيرها من طريق عمرو بن دينار عن الإمام أبي الشعثاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وجاء في هذه الرواية صلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم الظهر والعصر معاً والمغرب والعشاء معاً من غير خوف ولا سفر . وفي رواية من غير خوف ولا مطر. وجاء أن ابن عباس سئل ماذا أراد بذلك ؟ فقال : أراد ألا يحرج أمته. وجاء في هذا الحديث كما قلنا أن ابن عباس رضي الله عنهما عندما سئل ما أراد بذلك ، أي ما أراد النبي صلى الله عليه وسلّم بذلك ؟ قال ؟ أراد ألا يحرج أمته . ومعنى هذا أن أوقات الحرج هي جديرة بأن يراعى فيها هذا الترخيص وأن يباح للناس الجمع فيها.
فعندما يكون الشفق لا يغيب في بعض المناطق ويقع الناس في حرج ويكون الليل قصيراً جداً كبعض المناطق الشمالية النائية البعيدة عن خط الاستواء كذلك الجنوبية النائية البعيدة عن خط الاستواء في هذه الحالة لا يمنع الناس أن يجمعوا ما بين الصلاتين لأجل مراعاة هذه الحاجة ومراعاة العسر إن لم يجمعوا.
وفي الصلوات السابقة التي صلوها من غير مراعاة الدقة في دخول وقت العشاء هم معذورون ، لكن ينبغي لهم أن يرفعوا أمرهم إلى العلماء ، علماء أقطارهم ليجتمعوا ويتدارسوا القضية وينظروا في أمر الشفق حتى لا يصلوا الصلاة قبل وقتها لأن الله تبارك وتعالى يقول :{ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً}(النساء: من الآية103) فهي موقوتة بأوقات محددة لا يجوز تقديمها على وقتها كما لا يجوز تأخيرها عن الوقت ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتوى في الأهلة ].

السؤال :
فيمن يرى الهلال ويتشكك في رؤيته فلا يحمله ذلك على الإبلاغ وإنما يقول أنا لا أستطيع أن أتحمل هذه المسئولية ، فهل يجوز له ذلك ؟


الجواب :
لا ، لا ، لا ، هذه أمانة في عنقه فعندما يرى الهلال يجب عليه أن يبلغ المسؤولين حتى ينظروا في شهادته إما أن تكون مقبولة وإما أن تكون مردودة ولعل شهادته تتعزز بشهادة غيره ، الله تعالى أعلم
[التصنيف : فتوى في الأهلة ].

السؤال :
هل هناك مسافة معتبرة فلكياً تفصل بين بلدة وأخرى بحيث أنها تعني اختلافاً في المطالع ؟


الجواب :
حقيقة الأمر نحن نرى حديث ابن عباس الذي رواه كريب رضي الله تعالى عنه يدل على أن المسافة إذا تباعدت كبعد الشام عن الحجاز يعتبر هذا التباعد ، وإن كان العلماء قد اختلفوا في ذلك اختلافاً كثيراً كما أوضحه الحافظ ابن حجر في فتح الباري ذكر اختلافاً للعلماء منهم من قال بأن الفرق إنما يكون باختلاف الأقاليم ، ومنهم من قال باختلاف أي البلدان بين بلد وآخر ، ومنهم من قال بقدر مسافة القصر ، ومنهم من قال باختلاف المناطق سهلاً وجبلا.
الخلاف موجود بين العلماء ولكن الاختلاف إنما يراعى الاختلاف الطبيعي الذي يترتب عليه الاختلاف في الرؤية فحديث كريب جاء فيه : أرسلتني أم الفضل بنت الحارث والدة عبدالله ابن عباس إلى معاوية بالشام فاستهل علي هلال رمضان وأنا بالشام فلما قضيت حاجتها ورجعت إلى المدينة . ثم قال لي: متى رأيتم الهلال ؟ فقلت : رأيناه ليلة الجمعة . فقال لي : أنت رأيته ؟ فقلت : نعم ورآه الناس وصاموا وصام معاوية . فقال : ولكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نرى الهلال . فقلت : أو ما تكتفي برؤية معاوية وصيامه ؟ فقال : لا ، هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
ومثل هذا القول عندما يصدر من الصحابي يعطى حكم الرفع ، إذ الصحابي لو قال كنا نؤمر أو كنا ننهى لكان ذلك بطبيعة يدل على أن الآمر أو الناهي إنما هو رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام فكيف وقد صرح بأن النبي صلى الله عليه وسلّم هو الذي أمر.
وحقيقة الأمر أنا لا خبرة لي بعلم الفلك ، وهذا أمر ينبغي للإنسان أن لا يقحم فيه نفسه إلا بعد ما يكون به خبيرا ، ولذلك أقول دائماً بأن أصحاب كل اختصاص هم أولى باختصاصهم ، فالفلكيون هم أولى بأن يعتبر ما يقولون في هذا ، وكذلك في المجالات الاقتصادية وغيرها لا يبت فيها الفقهاء إلا بعدما يفهمون ما عند هؤلاء الخبراء في القضايا الاقتصادية وهكذا في القضايا الطبية لا بد من تتلاقح الأفكار بناء على تلاقح الخبرات في هذا.
ووجدت لبعض الفلكيين أن مسافة خمسمائة ميل تؤدي إلى التفاوت في الرؤية ، ولعل المراد بخمسمائة ميل ، خمسمائة ميل جوي لأن خمسمائة ميل أرضي تختلف باختلاف طبيعة الأرض من حيث التضاريس والجبال وغيرها فقد تكون خمسمائة أحياناً مسافتها قصيرة وقد تكون مسافتها ممتدة ولكن في ما أحسب بأن هذه مسافة خمسمائة ميل جوي أو خمسمائة بحري بحيث يكون السير مستوياً لا تعارج فيه ، هذه المسافة تؤدي إلى الاختلاف في رؤية الهلال حسب ما وجدت لبعض الفلكيين ، والفلكيون هم أولى بفنهم هذا ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتوى في الأهلة ].

السؤال:
يقول النبي صلى الله عليه وسلّم :<< فإذا غم عليكم فاقدروا له >> ، على التسليم بهذا الحديث ألا يفسره الحديث الآخر وهو قول النبي صلى الله عليه وسلّم: <<نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب >> فلو كان علم الفلك متطوراً في زمن النبي صلى الله عليه وسلّم وبهذه الدقة التي عليها اليوم أما يعوّل عليه النبي صلى الله عليه وسلّم بدلاً من الرؤية ؟


الجواب :
قبل كل شيء علينا أن ندرك أن الدين يسر ، ومن يسر الدين أن الله تبارك وتعالى ناطه بما هو معروف عند جميع الناس بحيث لا يكلف الإنسان عسرا ، فكما ناط الله تبارك وتعالى صلاة الظهر بزوال الشمس وزوال الشمس أمر معروف عند جميع الناس يعرفه الصغير والكبير والمرأة الرجل والشيخ والشاب والمتعلم وغيره لا فرق بين المتعلم والأمي في ذلك فكذلك أمر الصيام ، نيط الصيام برؤية الهلال لأن رؤية الهلال مما يشترك فيه الكل ، يشترك فيه الذكور والإناث والصغار والكبار والأميون والعلماء الكل مشترك في ذلك فلا فرق بين هذا وذاك بخلاف الحساب الفلكي فإن حساب الفلك إنما هو خاص بأناس. نحن نقدر شعباً مقدار سكانه مليون شخص كم من الذين يتقنون الفلك ما بين هؤلاء ؟؟ لا ريب أنه لا يوجد إلا النزر اليسير اليسير ، بل الشاذ ما بين هذا الجمع الكبير من هو متقن لعلم الفلك ، مع أنه هذه العبادة تُعبد بها الجميع تعبد بها الصغير والكبير والغني والفقير والمتعلم والجاهل كل متعبد بعبادة الصيام ، فلذلك كان من فضل الله تعالى أن نيطت هذه العبادة بأمر معروف عند الكل بخلاف لو كان ذلك منوطاً بحساب الفلك لكان أمراً فيه عسر بالغ.
هذا والنبي صلى الله عليه وسّلم عندما قال :<< فإن غم عليكم فاقدروا>> بيّن معنى ذلك في رواية أخرى عندما قال : << فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين >> . فإنه في هذا الحديث بيّن المراد بقوله << فاقدروا >> ولم يبق هنالك شك في معنى ذلك ، وقول النبي صلى الله عليه وسلّم :<< نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب >> إنما ذلك بالنظر إلى الجمهور إلى الدهماء والكل متعبد ، فلذلك كما قلنا نيط هذا الأمر بقضية معروفة عند الجميع.
أما ما يشكك الناس من أجله أو أن يكون الهلال مرتفعاً أو أن يكون الهلال كذا أو كذا فهذا أيضاً أمر محسوم في السنة النبوية كما جاء رواية مسلم من طريق ابن عباس أنهم كانوا في سفر إلى مكة فلما كانوا بذات نخلة رأوا هلال ذي الحجة ، فمنهم من قال هو لليلتين ومنهم منى قال هو لثلاث . يعني رأوه مرتفعاً جداً فقال بعضهم هو لليلتين وقال بعضهم هو لثلاث ، فقال ابن عباس : هو لليلة رأيتموه فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلّم يقول : إن الله عظّمه لكم لتروه.
ومعنى هذا أن النبي صلى الله عليه وسلّم بقوله هذا أراد أن يقطع دابر الشك حتى لا يدخل الناس في التخمينات التي من خلالها يكونون مغالين في أمر دينهم إذ الغلو غير محمود ، ونحن لا نشك أن هنالك دقة في الحساب الفلكي في وقتنا هذا ولكن لا ينبغي الخروج عن مقتضي السنة ، بل ينبغي الجمع بين هذا وذاك ، بين معطيات العلم الحديث وبين السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، والجمع إنما هو بالأخذ بالحديث في الصوم برؤية الهلال والإفطار برؤية الهلال ومع الغيم يكون الإكمال كما أمر الحديث ، وفي نفس الوقت يؤخذ بالحساب الفلكي في دفع شهادة الشهود عندما يدّعون رؤية الهلال مع استحالة أن تتحقق هذه الرؤية ، فإنه مع كونه غير مولود أو ولد ولا يمكن أن يُرى لأجل أنه مع الشمس أو وراءها بالمرة وقد خفي بسبب ضوء الشمس في هذه الحالة يتعذر أن يُرى الهلال في هذه الحالة فينبغي أن يجمع بين هذا وذاك وبهذا نأخذ وعليه نعول ، والله تعالى المستعان
[التصنيف : فتوى في الأهلة ]

السؤال:
نحن طلبة عمانيين ندرس في بريطانيا وقد انقسمنا إلى فريقين فريق صام مع أغلبية الناس هنا وفريق نصح أن يتم شعبان ثلاثين يوما فصام بعد يوم من معظم المسلمين في بريطانيا أي في نفس اليوم الذي صام فيه الناس في السلطنة وقد أعلن العيد هنا بأنه سيكون يوم غد ، ماذا يجب علينا مع العلم بأنه لا يمكن أن نفطر غداً مع باقي المسلمين في بريطانيا لأننا صمنا فقط ثمانية وعشرين يوماً وتتعذر مشاهدة الهلال هنا لسوء الأحوال الجوية .


الجواب:
في هذه الحالة إذا كان الإنسان في بلد آخر فإنه حكمه حكم أهل ذلك البلد ، لا يكون حكمه حكم أهل بلدته لأنه خرج من بلدته، فحكمه حكم أهل البلد الآخر في كل شيء في مواقيت الصلاة وفي مواقيت الصيام، لأن هذه الفرائض نيطت بأحوال طبيعية كما قلنا ذلك مراراً، هي منوطة بأحوال كونية طبيعية معروفة.
فلا معنى لئن يتقيد الإنسان بصيام أهل بلده أو بفطر أهل بلده أو أن يتقيد بميقات الصلاة في بلده أو ميقات الصيام في بلده ، أي طلوع الفجر في بلده وغروب الشمس في بلده، فإن هذه الأمور ليست معقولة قط فضلاً عن أن تكون مشروعة، هو في بلد آخر وقد نيطت هذه الأعمال بأمور طبيعية فعليه أن يتقيد بما فرض عليه من التقيد به من مراعاة هذه الأمور الطبيعية، وعليه فإن ثبتت رؤية الهلال هناك فعليه أن يفطر بطبيعة الحال كما أن ثبوت رؤية هلال رمضان تقتضي أن يصوم ولا معنى لتأخره عن صيام أهل ذلك البلد لأجل مراعاة الصيام في بلده.
أما مع عدم ثبوت ذلك ومع تعذر ثبوت ذلك بأن تكون السماء غائمة باستمرار ففي هذه الحالة ينبغي أن يؤخذ بما يوازي ذلك البلد من المناطق التي فيها الصحو، يؤخذ برؤية أقرب بلد إلى ذلك البلد من الجهة الجنوبية مثلاً إذا كان هذا البلد شمال خط الاستواء وهناك غيم، يؤخذ بما ثبت ما يوازي ذلك البلد من الناحية الجنوبية ويعوّل على ذلك، وبهذا ينتفي الريبة ولا يكون ذلك عسر إن شاء الله، وعندما يتعذر ذلك عندما يكاد يكون ذلك كله مستحيلا فهنا لا مانع من الأخذ بما دل عليه الحساب الفلكي المتفق عليه من غير اختلاف بين الفلكيين، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

السؤال:
إذا صمنا نحن ثلاثين يوماً وبعض الأخوة صاموا في دول أخرى فهل يصوموا معنا اليوم الحادي والثلاثين ؟


الجواب:
هذه المسألة اختُلف فيها وهذا كله منوط برؤية ثبوت هلال رمضان في تلكم البلدان ، فمع ثبوت ذلك ثبوتاً شرعياً إذا انتقل إلى بلد آخر تأخر صيامه واستمر الناس على الصيام حتى جاء اليوم الحادي والثلاثين بالنسبة إليه ففي هذه المسألة خلاف بين أهل العلم، منهم من قال بأنه يفطر ولا يصوم أكثر من ثلاثين يوماً لأن الشهر إما أن يكون تسعة وعشرين وإما أن يكون ثلاثين وهو في حكمه قد مضى شهره لأن صام ثلاثين يوماً، ومنهم قال لا، بل عليه أن يستمر على صيامه نظراً إلى أنه انتقل إلى بلد آخر وبانتقاله إلى البلد الآخر كان حكمه حكم أهل ذلك البلد وهذا مما استدل له القائلون به بقول النبي صلى الله عليه وسلّم : الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون. ولكل واحد من القولين وجه وجيه، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

السؤال:
شخص يعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة وسيكون غداً في وطنه عمان إلى الساعة التاسعة صباحاً وسوف يستأنف عمله في الإمارات في الساعة الواحدة ظهراً وفي حالة ثبوت رؤية الهلال وكان يوم غد يوم عيد في الإمارات هل يواصل إمساكه أم يفطر عندما يصل إلى هناك ويقوم بإبدال هذه اليوم ؟


الجواب:
إن كان صام ثمانية وعشرين يوما وثبتت الرؤية في البلد الذي انتقل إليه ثبوتاً شرعياً ففي هذه الحالة يفطر ثم يقضي بعد ذلك يوماً مكان ذلك اليوم
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

السؤال:
نحن طلبة ندرس في الخارج في بريطانيا ولم يتأكد لدينا ثبوت الهلال فبعض الجماعة يقولون بأن اليوم هو الثلاثون من شعبان والبعض يقول غير ذلك والبعض يقول يستحيل أن يرى الهلال لأن الفلك لا يصدق ذلك على أي حال حصل خلاف فبعض الأخوة صاموا والبعض لم يصم ، فما قول سماحتكم في هذه المسألة ؟


الجواب:
الصيام منوط برؤية الهلال ، وإن تعذرت الرؤية في ذلك البلد بسبب غيم أو نحوه فالأصل هو الإكمال ، ولكن إن كانت الشهور هكذا عليهم أن ينظروا إلى أقرب بلد من ذلك أي مما يسامت ذلك البلد ويختلف معه في الطلوع والغروب ، فعليهم أن يرجعوا إلى ذلك البلد ، وأن يصوموا بصيامه
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
سماحة الشيخ وردت علينا عدة أسئلة تشكك في أن اليوم كان مفترض أن يكون صياماً ، وقد شاع أيضاً عند الناس أننا لا بد أن نقضي هذا اليوم لأن اللجنة قد أخطأت.
أحدهم يقول : لقد رأيت اليوم بعد صلاة المغرب الهلال ، والواضح من حجمه وشكله أنه هلال اليوم الثاني لرمضان وليس الأول ، وبما أنه لم ترد إلى اللجنة المكلفة بالاستطلاع أية بلاغات برؤيته ، والواضح أن عدم رؤيته كان بسبب السحب ، فماذا علي أن أفعل بعد أن تأكدت أن اليوم الثلاثين من شعبان يوم أمس كما أعلن ليس هو إلا غرة رمضان المبارك .


الجواب :
إن الله سبحانه وتعالى ناط الصوم برؤية الهلال ، وجاءت الأحاديث عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام ، والرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، جاءت لتؤكد ذلك بألفاظ متعددة منها أنه صلى الله عليه وسلّم قال : << صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاقدروا له >> ، وفي رواية << فأكملوا العدة ثلاثين >> ، وهي تفسر رواية<<فاقدروا له >> ، وجاء في رواية أخرى << لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين >> . إلى غيرها من الروايات الكثيرة التي تدل على أن الصيام والإفطار كل منهما نيط برؤية الهلال أو تمام عدة الشهر ثلاثين يوما ، ومعنى هذا أن الشهر إن كان في آخر شعبان غيم أو في آخر رمضان غيم فإنه تكمل العدة في هذه المدة ثم بعد ذلك يبتدأ الإنسان في الصيام أو يبتدأ في الفطر من غير التفات إلى أمر آخر.
ودل الحديث على أن النظر في حجم الهلال لا عبرة به ، وهذا كله من أجل قطع دابر الشك فالنبي صلى الله عليه وسلّم عندما يأمر بهذا إنما يأمر بقطع دابر الشك حتى لا يأخذ الناس في الشكوك ، فقد جاء في حديث عند مسلم من رواية ابن عباس رضي الله عنهما أن جماعة من المسلمين كانوا في سفر إلى الحج فلما كانوا بذات نخلة ترآى الناس هلال ذي الحجة فمنهم من قال هو لليلتين ، ومنهم من قال هو لثلاث ليال ، أي رأوه مرتفعاً وكبيراً جداً حتى أن منهم من قال هو لثلاث ليال ، ومنهم من قال هو لليلتين ، فقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : هو لليلة رأيتموه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول : إن الله عظّمه لكم لتروه . ومعنى ذلك أن الله جعله كبيراً من أجل أن تتيسر لكم رؤيته ، هو لليلة رأيتموه لا تجعلوه لليلتين أو لثلاث ليال ، فلا معنى لذلك ، وهذا من أجل قطع دابر الشك.
فإذن نحن مستمسكون بهذا النهج ، نهج الرسول صلى الله عليه وسلّم الذي أمرنا به { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينا}(الأحزاب:36) ، والله تعالى الموفق
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-23-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 30 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



الصوم في السفر:


السؤال:
في هذه الحالة إذا أفطر هو في سفره هل مطالب بأن يواصل قضاء هذه الأيام بعد نهايته أم يسع أن يؤخر ؟


الجواب:
نفس الإفطار في السفر من العلماء من شدّد فيه ، فالإمام أبو إسحاق إبراهيم بن قيس الحضرمي مثلاً رحمه الله لا يرى جواز الفطر في السفر لمن كان يصوم الكفارة ، وحكى ذلك الإمام السالمي رحمه الله بقوله ( وحجر الأصل على المكفر *** وصائم النذور فطر السفر ) .
ومن العلماء من رخّص ، وبناء الترخيص فإنه يصوم ذلك اليوم بعد إتمام العدة من أيام صيامه مباشرة من غير تأخير
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
الصوم في السفر هل يشمل أيضاً الكفارة ؟


الجواب:
لو أراد أن يصوم في السفر فلا مانع من ذلك إذ لم يكن هنالك دليل على منع الصيام في السفر وإنما أبيح للمسافر أن يفطر في نهار رمضان لأجل التوسعة له ، ولو صام فذلك الصيام خير كما جاء ذلك في حديث أنس رضي الله تعالى عنه
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
رجل سافر من عمان باتجاه المغرب العربي مع العلم أن الفارق الزمني قد يصل إلى أربع ساعات بين البلدين ، فما قولكم في توقيت إفطار هذا الصائم وهو في الجو وكلما ذهب إلى الغرب كلما امتد الوقت ؟


الجواب:
الله تبارك وتعالى ناط الحكم بغروب الشمس وبالليل قال تعالى:{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} (البقرة: من الآية187) ، فيؤمر الإنسان أن يتم الصيام إلى أن تغرب عليه الشمس ، فإذا غربت عليه الشمس في أي مكان كان فهو انتهى صومه سواء طال الوقت أو قصر ، فقد ينتقل الإنسان من المغرب إلى المشرق ويقصر الوقت وقد يكون بعكس ذلك ، وإنما عليه أن يستمر على صيامه إلى نهاية الوقت الذي حدده له الشارع ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ].

السؤال:
المسافر إذا كان مقيماً في سفره ثم أراد أن يفطر فما حكمه ؟


الجواب:
لا ينهدم الصيام الذي صامه المسافر في حال سفره بفطره الذي يفطره من بعد ويدل على ذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلّم إذ صام وصام أصحابه حتى بلغوا الكديد فأفطر ثم أمر أصحابه بالإفطار
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

السؤال:
أنا الآن موجود في تونس وإقامتي هنا غير محددة قد تستمر شهر رمضان أو لا تستمر ، فهل يجوز لي الإفطار في هذه المدة أم لا ؟


الجواب:
بما أنه على سفر فله حق الإفطار إن أراد ، ولكن الصوم أفضل له ما دام هو مستقراً هنالك أي ليس هو على ظهر وإنما هو باقٍ هنالك ولو بضعة أيام فإن الصيام أفضل له وإن كان يَسوغ له الفطر.
وتختلف الظروف بين مسافر ومسافر ، فقد يكون المسافر الفطر خير له عندما يكون يلقى صعوبة ومشقة في صيامه ، وهذا معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ليس من البر الصيام في السفر.
وقد اختلف العلماء في ذلك اختلافاً كثيراً منهم من حمله على معنى ليس من البر الذي يجب أن يُعتنى به وإنما يسوغ غيره ويكون أيضاً برا.
ومنهم من حمله على حالة معين إذا وصل إليها الصائم وذلك أنه جاء في الحديث كما في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلّم وجد رجلاً قد ظُلِّل عليه في سفره فسئل عليه أفضل الصلاة والسلام عن حاله فقيل له بأنه مسافر ، فقال صلى الله عليه وسلّم : <<ليس من البر الصيام في السفر>> . أي في من كانت حالته كذلك ، وهذا الذي استظهره ابن دقيق العيد وقال بأن هذا ليس من باب قصر عموم اللفظ على خصوص السبب ، فإن عموم اللفظ إنما يُجرى كما هو ولو كان هنالك سبب خاص إلا إن كانت هنالك قرائن تدل على أن ذلك اللفظ الذي أطلقه الشارع إنما أراد به ذلك السبب الخاص أو ذلك الوضع الخاص فإنه يُحمل كلام الشارع على ما تفيده هذه القرائن التي تحف بالقضية كما في هذه المسألة ، وهذا واضح جدا.
فينبغي في من كان يشق عليه الصيام وهو في سفره أن يفطر ، أما من كان مرتاحاً بحيث لا يجد صعوبة ولا حرجاً في صيامه فإن الأفضل في هذه الحالة أن يصوم { وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ}(البقرة: من الآية184).
وقد جاء في حديث الإمام الربيع رحمه الله من طريق أنس رضي الله تعالى عنه أنه قال : سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم فلم يَعب الصائم من المفطر ، ولا المفطر من الصائم . هذه رواية الربيع ، وقد رواه الشيخان وغيرهما بلفظ (فلم يَعب الصائم على الفطر ولا المفطر على الصائم ) وعلى كلتا الروايتين فإنه يعطى الحديث حكم الرفع ، أما على رواية الربيع فذلك ظاهر ، وأما على الرواية الأخرى فإن ذلك كان على مرأى ومسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقد أقر هؤلاء وهؤلاء على ما هم فلم يعب أحد على أحد . وإنما تراعى الأحوال . النبي صلى الله عليه وسلّم في العام الفتح خرج ومعه أصحابه وكانوا صياماً حتى بلغوا الكديد ، فأفطر وأمر أصحابه بالإفطار ، هكذا جاء في رواية ابن عباس رضي الله عنهما في المسند الصحيح وفي الصحيحين وغيرهما ، ولكن في رواية أبي سعيد الخدري التي جاءت في صحيح مسلم ما يدل على ذلك الظرف الذي أمر فيه النبي صلى الله عليه وسلّم بالإفطار ، فقد جاء في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلّم صام وصام أصحابه حتى بلغ الكديد ، وقال لهم إنكم ملاقوا عدوكم والفطر أقوى لكم فكانت رخصة فمنهم من أفطر ومنهم من صام ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلّم بعد ذلك إنكم مصبّحوا عدوكم . فأمرهم بالإفطار بسبب أنهم سيلاقون العدو قال أبو سعيد فكانت عزمة . أي كان الإفطار عزيمة لأن النبي صلى الله عليه وسلّم أمر به . وهذا لا يعني أن الصيام في السفر غير مشروع بعد ذلك الموقف ، بل هو مشروع كما دل على ذلك كلامه بأنهم بعد ذلك سافروا مع النبي صلى الله عليه وسلّم فمنهم من صام ومنهم من أفطر ، وإنما تراعى الظروف كما قلت ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

السؤال:
أود الاستفسار حول صيامي حيث إنني على نية سفر إلى ألمانيا وسوف تقلع الطائرة الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ، وكما تعلمون فإن فارق التوقيت بين السلطنة وألمانيا ثلاث ساعات ، والوصول إلى ألمانيا يكون في الساعة الرابعة بتوقيت السلطنة والواحدة بتوقيت ألمانيا ، علماً بأن الفجر هناك يكون في الساعة الواحدة بتوقيت ألمانيا فكيف يكون صيامي في هذه الحالة ، وهل يجوز لي الإفطار ذهاباً وإياباً حيث إنني أمكث في ألمانيا لمدة يومين ؟


الجواب:
الله تبارك وتعالى وسّع ولم يضيّق ، فقد قال عز من قائل :{ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر}(البقرة: من الآية184) ، أي فالواجب عدة إن أفطر من أيام أخر ، فالمريض والمسافر كل منهما يَسوغ له الفطر ، وبما أن هذا السائل عاقد العزم على السفر ، والسفر في منتصف الليل بحيث يصبح مسافراً فإنه لا خلاف بين العلماء على جواز الفطر له متى ما أراد الفطر ، فلا حرج عليه أن يفطر في ذهابه وفي إيابه ، بل وفي المدة التي يبقى فيها هنالك لأن تلك المدة أيضاً هي مدة سفر ، ويقضي بعد ذلك عدة من أيام أُخر بقدر ما أفطر في سفره ، لا حرج في ذلك.
أما إن صام فإنه يصوم عندما يطلع الفجر في المكان الذي هو فيه ويستمر على الصيام إلى أن تغرب الشمس في المكان الذي انتقل إليه ، لأن الحق سبحانه وتعالى قال :{ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ }(البقرة: من الآية187)، وعندما ينتقل الإنسان من مكان إلى آخر ينتقل حكمه بانتقاله بنفسه ، فلا يكون حكمه حكم المكان المنتَقَل عنه ، وإنما حكم المكان المنتَقَل إليه ، والله تعالى أعلم
[التصنيف : فتاوى الصوم ]..

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
محمد , لسماحة , الموسوعة , الخليلي , الشيخ , الصوم , الكبرى , فتاوى


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الآن ...الموسوعة الإسلامية الإباضية الشاملة ..أكثر من 600 عنوان !! عابر الفيافي المكتبة الإسلامية الشاملة 11 03-19-2012 09:09 AM
كتاب : الفتاوى كتاب الصلاة ج1 لسماحة الشيخ أحمد الخليلي عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 8 10-26-2011 09:29 PM
الشيخ محمد بن شامس البطاشي (رحمه الله) جنون علماء وأئمة الإباضية 4 12-19-2010 06:42 AM
الشيخ أبو مسلم البهلاني في سطور ذهبية بلسم الحياة علماء وأئمة الإباضية 3 11-30-2010 06:30 PM
الفتاوى كتاب الصوم ج1 لسماحة الشيخ أحمد الخليلي عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 0 10-08-2010 10:40 AM


الساعة الآن 05:33 AM.