الموسوعة الكبرى في فتاوى الصوم لسماحة الشيخ أحمد الخليلي - الصفحة 2 - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات


العودة   منتديات نور الاستقامة > الــنـــور الإسلامي > نور الفتاوى الإسلامية

نور الفتاوى الإسلامية [فتاوى إسلامية] [إعرف الحلال والحرام] [فتاوى معاصرة] [فتاوى منوعة]


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
كُتبَ بتاريخ : [ 12-23-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 11 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



القضاء و الإطعام و الكفارة:


السؤال:
هل يشترط في القضاء التتابع؟


الجواب:
يجب التتابع في القضاء إلا في حالة الضرورة، كالسفر أو المرض أو الضعف، والله أعلم.


السؤال:
ما قولكم فيمن لم يتمكن من صيام رمضان لمرض ألم به، فأراد أن يقضيه ولكنه لا يستطيع أن يصومه متتابعاً؟


الجواب:
من شقَّ عليه أن يقضي رمضان متتابعاً، فلا حرج عليه أن يقضيه مقطوعاً، والله أعلم.


السؤال:
ما قولكم فيمن عليه صيام يومين متتاليين من شهر رمضان المبارك وصامهما متفرقين؟


الجواب:
لابد من تتابع قضائهما ـ على الراجح ـ إلا لعذر، والله أعلم.


السؤال:
رجل عليه بدل أيام من رمضان فجزأها على فترتين، عن جهل باشتراط التتابع، فماذا عليه؟


الجواب:
نظراً إلى أنه قضى ما أفطره لا أرى عليه الإعادة، وإن كان أخطأ بعدم مواصلة القضاء إلى أن تتم عدة الأيام التي أفطرها، والله أعلم.


السؤال:
أنا طالب عماني أدرس في بريطانيا، واليوم في أيام الصيام في شهر رمضان طويل يبلغ 19 ساعة ونصف، فهل يجوز لي الإفطار والبدل فيما بعد؟


الجواب:
إذا ثبت حكم السفر جاز الفطر في رمضان؛ لقوله تعالى: { فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَو عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌرمِّن أَيَّامٍ أُخَرَ } (البقرة: 184)، وإنما يلزمكم القضاء عندما تعودون إلى وطنكم، والله أعلم.


السؤال:
فيمن أراد أن يطعم عشرة مساكين كفارة يمين مرسلة، فهل يصح أن يدفعها إلى مسكين واحد؟


الجواب:
لا، بل إلى عشرة مساكين، والله أعلم.


السؤال:
صام رجل كفارة رمضان، وبعد مضي نصف المدة عزم على أن يطعم عما تبقى منها فهل ذلك جائز؟


الجواب:
لا تكون الكفارة مركبة بين صيام وإطعام، فإن قدر على الصيام فليصم، وإن عجز فليطعم ستين مسكيناً، والله أعلم.


السؤال:
رجل عليه صوم قضاء رمضان فصام بعضه، وفي خلال صومه عرض عليه عيد الأضحى، فهل يواصل الصيام أيام التشريق؟


الجواب:
من كان عليه صيام قضاء رمضان فعليه أن يتحرى الزمن العاري من القواطع لوجوب تتابع صوم القضاء عند الأكثرين، اللهم إلا لعذر كمرض أو سفر، ومنهم من لا يرى السفر عذراً، أما أيام التشريق فالصوم فيها مكروه، والعبادة يشرع أداؤها في غير الزمن المكروهة فيه، والله أعلم.


السؤال:
ما حكم من أسلم وسط النهار في شهر رمضان، هل يجب عليه قضاؤه؟


الجواب:
من أسلم في نهار رمضان فليمسك عن المفطرات في سائر اليوم الذي أسلم فيه ثم ليعده، والله أعلم.


السؤال:
من أسلم في منتصف رمضان، هل يلزمه قضاء ما سبقه من أيام رمضان؟


الجواب:
في ذلك خلاف، بناءً على الاختلاف في رمضان، هل هو فريضة واحدة أو أن كل يوم منه فريضة مستقلة؟ فعلى الأول: يلزمه، وعلى الثاني: لا يلزمه وهو الأرجح، والله أعلم.


السؤال:
ما قولكم في صائم تمضمض لغير الوضوء، فساغ شيئاً من الماء بغير اختيار، هل عليه قضاء يومه أم لا؟


الجواب:
اختلف في إساغة الماء أو نحوه حالة الصوم خطأ، هل يلزمه بمثله القضاء أم لا؟ والأحوط القضاء في غير الوضوء، والله أعلم.


السؤال:
وجب علي قضاء أربعين يوماً من عدة رماضين ثم قضيتهن، ولم أدفع الكفارة، فهل يجب عليّ ذلك لأجل التمادي في القضاء؟


الجواب:
القضاء واجب، وفي الكفارة خلاف إن تمادى المفطر في القضاء إلى رمضان آخر، والراجح وجوبها، وهي إطعام مسكين عن كل يوم، ويجزئ في ذلك نصف صاع لكل مسكين، والله أعلم.


السؤال:
رجل سافر في شهر رمضان وأفطر خمسة أيام، ثم عاد من سفره وانسلخ الشهر الكريم ولم يقض ما أفطره حتى دخل رمضان في السنة القادمة، فماذا عليه؟


الجواب:
من أفطر في سفره أو مرضه ثم عاد وبرئ ولم يقض، حتى دخل عليه رمضان آخر، وجب عليه مع القضاء أن يطعم عن كل يوم أفطره مسكيناً كفارة لتهاونه؛ وذلك للحديث الذي أخرجه الدار قطني من طريق أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ ورواه البخاري موقوفاً، والله أعلم.


السؤال:
هل يرخص في تأخير صيام القضاء من رمضان؟ وهل يجوز تجزئة صيام الكفارة؟


الجواب:
إن اضطر إلى تأخير قضاء رمضان فلا حرج عليه، وإنما يؤمر بأن يطعم عن كل يوم مسكيناً احتياطاً عندما يأتيه رمضان ثان. وأما صيام الكفارة فلابد من تتابعه إلا في حالات الاضطرار كمرض أو حيض أو نفاس، وكذلك السفر على الراجح، ثم بعد ارتفاع العذر تجب مواصلة الصيام من غير تأن، والله أعلم.


السؤال:
ما قولكم في جمع أيام القضاء من رمضان مع الست الأيام من شوال بنية واحدة؟


الجواب:
لابد من فرز صيام القضاء عن صيام النفل، والله أعلم.


السؤال:
هل الكفارة المغلظة هي الإطعام؟


الجواب:
الكفارة المغلظة: قد تكون عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين، وقد تكون أيضاً إطعام ستين مسكيناً، وقد يكون الانتقال فيها من العتق إلى الصيام ثم إلى الإطعام تخييراً وقد يكون تدريجياً، وتكون الكفارة المغلظة بسبب قتل الخطأ وهي عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، وتجب بالظهار قبل المس بنص القرآن، وهي عتق رقبة، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، وتجب لفطر المتعمد ـ من غير عذر ـ في نهار رمضان، وهي أيضاً بالترتيب المذكور آنفاً، والله أعلم.


السؤال:
ما قولكم فيمن زاد على كمية الإطعام، فأعطى كل فقير صاعاً كاملاً، فهل عليه حرج؟


الجواب:
لكل مسكين نصف صاع، ويقدر بكيلو غرام وعشرين غراماً، ومن ضاعف ضاعف الله له، والله أعلم.


السؤال:
ما قولكم في دفع القيمة بدل الإطعام، لا سيما لمن يملك الطعام ويحتاج إلى القيمة؟


الجواب:
الأصل إخراج الطعام فإنه الذي دلت عليه السنة، ولا يصار إلى النقود إلا مع تعذر قبول الطعام من قبل الفقراء، وفي هذه الحالة تخرج قيمة الطعام المفروض، ولا تحدد القيمة بمقدار من النقد؛ لأنها تعلو وتنخفض بحسب غلاء الأسعار ورخصها، وتختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة، والله أعلم.


السؤال:
إني عماني قضيتُ حقبة ليست باليسيرة في الدول الأوروبية، كانت نتيجتها ترك الصوم في شهر رمضان لمدة ثلاثة عشر عاماً، فهل لي العدول عن القضاء إلى الإطعام، أو الكسوة؟


الجواب:
ما دمت قادراً على الصوم فلا عذر لك في تركه، والعدول عنه إلى الإطعام لقوله تعالى: { فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَو عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّن أَيَّامٍ أُخَرَ }(البقرة : 184) ، وإنما الفدية على من عجز عن الصوم، وعليه فاقض ولو في عام شهراً واحداً، والله يعينك على الخير , والله أعلم.


السؤال:
امرأة وجبت عليها الكفارة والمغلظة وهي لا تستطيع الصوم؛ لأنها بين حمل ورضاعة لا تنفك عنهما، وهي كذلك غير واجدة للرقبة، فهل لها أن تطعم؟


الجواب:
نظراً إلى حالها يجوز لها الإطعام في الكفارة، والله أعلم.


السؤال:
امرأت وضعت حملها بداية شهر رمضان، وبعد الطهر قامت بالتكفير بدل الصيام؟


الجواب:
عليها أن تقضي ما أفطرته وليس عليها أن تكفر، والله أعلم.


السؤال:
سماحة الشيخ: امرأة لديها ولد ترضعه، هل يجوز لها الإفطار؟ وكذلك الحامل إذا كانت في شهرها الأخير؟


الجواب:
يباح للحامل والمرضع الإفطار مع الفدية، إذا خافتا على الجنين والرضيع، أما إذا لم يكن هنالك محذور، فإن الصوم واجب عليهما، والله أعلم.


السؤال:
امرأة عليها بدل صيام تسعة أيام من شهر رمضان، ولم تقض حتى رمضان الثاني، وصامت الثاني فماذا يجب عليها؟


الجواب:
عليها أن تقضي الأيام التسعة، وأن تطعم عن كل يوم مسكيناً، والله أعلم.


السؤال:
امرأة عليها أربعة أيام قضاء رمضان، فصامت يومين ثم أفطرت بسبب الدورة الشهرية، ثم بنت وصامت اليومين الأخيرين، فهل عليها شيء؟


الجواب:
كان عليها أن تصوم القضاء في أيام لا يتخللها الحيض، أمَا وأنها صامتها حيث كانت تنتظر الحيض ثم بَنَت على ما صامته بعد طهرها، فلا إعادة عليها، والله أعلم.


السؤال:
امرأة حل بها النفاس في أول رمضان فأفطرت، ثم نسيت القضاء حتى صامت رمضان من السنة الأخرى، فهل عليها مع القضاء الإطعام؟


الجواب:
عليها أن تصوم الحاضر وتقضي ما فاتها من بعد، ولا حرج عليها؛ لأنها ناسية، ولا حرج على الناسي، والله أعلم.


السؤال:
هل يجوز أن تستعمل المرأة حبوب منع الحيض في شهر رمضان؟


الجواب:
قد جعل الله لهن مخرجاً وهو القضاء، فلا ضرورة لاستعمال حبوب منع الحيض، وفي هذه الحبوب ما لا يخفى من المضار، والله أعلم.


السؤال:
رجل منع زوجته عن صيام شهر رمضان المبارك الواجب عليها صومه، وكذلك عن حج بيت الله الحرام، والسبب في ذلك خوفاً على رضيعها؟


الجواب:
إن كان الصوم يؤدي إلى ضرر بها أو برضيعها، فلتفطر وتطعم عن كل يوم مسكيناً، والخلاف في وجوب القضاء مع ذلك، وكذلك الحج لا مانع من تأخيره إلى وقت استغناء الطفل عنها، والله أعلم.


السؤال:
طالبة صامت لتقضي ما عليها من رمضان الماضي، فأفطرت في إحدى الأيام صباحاً من أجل مشاركة زميلاتها في رحلة تسافر فيه إلى مسقط، فما حكم إفطارها مع أنها جاهلة للحكم؟


الجواب:
بما أنها جاهلة للحكم، وقد أفطرت لأجل السفر، فما عليها إلا قضاء اليوم الذي أفطرت فيه، والله أعلم.

السؤال:
ما قولكم فيمن صام شهر رمضان، وفي ليلة إستيقظ لتناول السحور ثم أحس بغثيان فقاء ما في جوفه، وكان الفجر قد بزغ ضوؤه، فنوى الإفطار، فماذا يلزمه؟


الجواب:
إذا كان مضطراً إلى الإفطار لمرض أو جوع لا يطيق معه الصوم فما عليه إلا قضاء يومه، وأما إذا كان غير مضطر فحكمه حكم العامد، وعليه فيلزمه قضاء ما صامه من الشهر مع اليوم الذي أفطر فيه [ هذا القول بناء على ما كان يفتي سماحته سابقاً أن رمضان فريضة واحدة] ، كما تلزمه كفارته لهتك حرمة صومه، والله أعلم.


السؤال:
رجل لم يصم مدة عشر سنوات بدون سبب، فماذا عليه؟


الجواب:
عليه قضاء العشرة الأشهر التي لم يصمها، وعليه الكفارة، قيل: لكل يوم كفارة، وقيل: لكل شهر، وقيل: تجزئ كفارة واحدة، وهذا أوسع الأقوال، وهي عتق رقبة، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، والله أعلم.


السؤال:
ما قولكم فيمن أكل يوم الشك متعمداً بعد صحة الخبر؟


الجواب:
من أكل في اليوم الذي يشك فيه بعد ثبوت هلال رمضان فقد باء بوزره، وعليه ما على من تعمد الأكل في رمضان من القضاء والكفارة، وهي إما عتق رقبة، أو صوم شهرين متتابعين، أو إطعام ستين مسكيناً [هذا القول بناء على كان يفتي به سماحته أن الكفارة على التخيير ]، هذا إن كان عامداً مع ثبوت هلال رمضان عنده، أما إذا لم يتعمد الأكل في نهار الصوم، وإنما أكل لعدم قيام الحجة عنده بهلال الشهر، فعليه القضاء دون الكفارة، والله أعلم.


السؤال:
رجل في سن الخمسين أفطر يوماً من رمضان في أيام شبابه، فماذا عليه؟


الجواب:
عليه قضاء ما أفطر مع الكفارة، وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، والله أعلم.


السؤال:
ما حكم استخدام بُخاخات الاستنشاق عن طريق الفم لمرضى الربو؟


الجواب:
إن كان لابد من استعمالها في كل يوم، فليستعملها مع إطعام مسكين عن كل يوم، والله أعلم.


السؤال:
ما قولكم في الرجل الكبير في السن والملازم للمرض، ورمضان مقبل على الأبواب، فكيف يفعل في حالة الإطعام، وما هوالمقدار الذي يوزعه على الفقراء من الطعام، وإذا أراد دفع مبالغ فما هو المقدر مع سماحتكم لكل يوم؟ نرجو الإفادة ولكم من الله عظيم الأجر والثواب، والسلام عليكم.


الجواب:
إن عجز عن الصيام فليدفع فدية، وهي إطعام مسكين عن كل يوم غذاءه وعشاءه أو فطوره وسحوره، وإن أعطى له طعاماً ما فمقداره نصف صاع لكل واحد، ويقدر بكيلو جرام وثمانين جراماً، وإن أراد دفع النقد فذلك مما ينبغي الاحتياط فيه؛ لأنه لم يقله أحد من العلماء السابقين، فهي رخصة، والرخص تحتاج إلى احتياط، لذلك نرى أن يدفع لكل مسكين ريالاً عمانياً ونصف ريال، والله أعلم.



المرجع :
الفتاوى (الصلاة _ الزكاة _ الصوم _ الحج) الكتاب الأول سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان ، ص 309 _ 357 ، ط1 ، ذو القعدة 1421 ـ فبراير 2001م ، مكتبة الأجيال ، سلطنة عمان .


يتبع.. المرأة تسأل والمفتي يجيب

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-23-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 12 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



أهمية الشهر والنية :


السؤال :
ما هي أهمية الشهر الكريم بالنسبة للمسلم ، وما هي الثمرات التي يرتجيها المسلم منه؟


الجواب :
ولا ريب أن الله سبحانه وتعالى يفضّل ما يشاء على ما يشاء ، فيفضّل بعض عباده على بعض ، ويفضّل بعض الأمكنة على بعض ، ويفضل بعض الأزمنة على بعض ، ومن ذلك تفضيله لشهر رمضان المبارك على غيره من سائر شهور العام ، وما ذلك إلا لمزيته الكبرى ومكانته السامقة وقدره العظيم، ذلك لأن الله تبارك وتعالى جعل هذا الشهر الكريم ميقاتاً لحدث عظيم ، تحول فيه مجرى حياة الإنسان من الشر إلى الخير ومن الفساد إلى الصلاح ومن التشتت إلى الاجتماع ومن الضلال إلى الهدى ، ومن الغي إلى الرشد ومن الظلمات إلى النور ، فقد أنزل الله سبحانه وتعالى فيه القرآن الكريم على قلب عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلّم نوراً وهدى للناس يقول الله سبحانه { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} (البقرة: من الآية185) ، وقد بيّن الله سبحانه وتعالى شرف الليلة العظيمة التي بدأ فيها نزول القرآن على قلب عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلّم ، فقال في بيان فضلها وشرفها وعظم منزلتها { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} (الدخان :3-5) ، وقال { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} (سورة القدر)، فما أعظم شأن هذه الليلة التي ينوه الله سبحانه وتعالى بشرفها وقدرها في فاتحة سورة الدخان ، وينزل فيها سورة بأسرها تدل على ما لها من قدر عند الله وشأن عظيم عنده، وما لها من الفضل الذي من أحرزه أحرز خيراً عظيماً، بحيث صارت خيراً من ألف شهر ، ومن أجل هذا نرى في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم ما يدل على أن قيام تلكم الليلة فضله عظيم، فالنبي صلى الله عليه وسلّم يقول : << من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه >> فلذلك كان حرياً بالمسلم أن ينافس في هذا الميدان ، وأن يسارع إلى هذا الخير ، وأن يسابق في هذه الحلبة التي يتسابق فيها المتسابقون.
هذا ولا ريب أن نزول القرآن على قلب النبي صلى الله عليه وسلّم حدث ترتب عليه ما ترتب من خير هذه الأمة وإنقاذ هذه الإنسانية من ورطتها ، والوصل بين المخلوق وخالقه العظيم سبحانه وتعالى ، والربط بين الدنيا والآخرة ، وبين الأرض والسماء وبين الإنسان والملأ الأعلى بل وبين الإنسان والكون كله ، بحيث إن هذا الإنسان من خلال دراسته للقرآن الكريم يطلع على الحقائق الكونية كأنما يشاهدها عن كثب لأن القرآن هو الترجمة الصادقة لسنن الكون ونواميسه ، وهو المرآة التي تعكس حقائق الوجود ، وقد جاءت جميع الاكتشافات العلمية لتؤكد ذلك ، ولذلك آذن الله سبحانه وتعالى عباده بهذه الاكتشافات وأنها ستأتي مصدقة لما في القرآن ومؤيدة له ، وذلك عندما قال :{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ * سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * ألا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ } ( فصلت : 52-54) .
والله سبحانه وتعالى لم ينزل القرآن ليكون وسيلة للتسلّي وإنما أنزله ليكون منهج حياة ، ليسير بهذا الإنسان في دروب الخير ويجنبه الوقوع في مزالق الردى ، فذلك كان من الضرورة أن يأخذ الإنسان بحجزة القرآن الكريم ، ويلتزمه في كل جزئية من جزئيات حياته فضلا ًعن كلياتها ، وهذا أمر يتوقف على العزيمة والإرادة، وقد جعل الله سبحانه وتعالى في صيام هذا الشهر الكريم صقلاً لهذه العزيمة وتقوية لهذه الإرادة ، فلذلك نجد الربط بين امتنانه على عباده بإنزاله هذا الكتاب الكريم في هذا الشهر الكريم وبين فرضية صيامه ، وذلك عندما قال { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}(البقرة: من الآية185) ، وكفى دليلاً على هذا الربط ما بين الأمرين وجود الفاء التي تقتضي ربط ما بعدها بما قبلها.
هذا والصيام الذي يسموا بهذه النفس الإنسانية عن دركات الفساد والانحلال والهبوط حتى ترتفع إلى الأوج الشامخ والذرى السامقة ـ ذرى الفضائل والقيم ودرجات القرب من الله سبحانه وتعالى ـ هو الصيام الذي يؤدى على النحو الذي يرضي الله سبحانه وتعالى ، وهو الذي يدل عليه الحديث الذي أخرجه الإمام الربيع من طريق ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ مرفوعاً :<< لا إيمان لمن لا صلاة له ، ولا صلاة لمن لا وضوء له ن ولا صوم إلا بالكف عن محارم الله >> ، وكذلك الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري من طريق أبي هريرة ـ رضي الله تعالى عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : <<من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه >> ، فإذا هذا الشهر الكريم هو ميقات خير وليس ميقات جوع وظمأ فحسب، نعم الجوع والظمأ هما وسيلة إلى هذه الغاية المبتغاة ، لأن النفس الإنسانية نفس شرهة فينبغي أن تربى على مقاومة هذا الشره، فلذلك شرع فطمُها عن الشهوات في هذه الأيام ليتربى ضميرها وليتقوى على جانب الشهوات والغرائز ، وهذا واضح ، فإن الإنسان يتعلم من هذا الشهر ومن هذه العبادة المقدسة كيفية مراقبة النفس إذ قد يكون بمأمن عن الناس لا تمتد إليه أنظارهم ولا تصاخ نحوه أسماعهم ، وهو في هذه الحالة يتمكن من قضاء وطره ويتمكن من الطعام والشراب ، وكبده صادئة إلى هذا الشراب ونفسه مشتاقة إلى هذا الطعام ولكنه ينهنه نفسه عن ذلك ويباعد بينها وبين الوقوع فيما حرم الله تعالى عليه، وبهذا يتجرد من ضمير الإنسان رقيبا على أفعاله فيتعود صنع الخير والكفاف عن الشر ، وكذلك قد تكون مع الرجل شريكة حياته وهما جميعا في ميعة الشباب وزهوته والرغبة تتأجج في نفس كل منهما تجاه الآخر ولكن مع ذلك يفصل بينهما هذا الحاجز الروحاني ـ حاجز هذه العبادة المقدسة ـ ، فلا يصدر منه ما يؤدي به إلى نقض صيامه ، وهذا كله من باب تربية الضمير وتقوية الإرادة في جانب النفس الإنسانية حتى تكون معتادة على الخير بعيدة عن الشر، كما أن الجوع والظمأ فيهما تذكير للإنسان بحال الجياع، الذين قد يقضي أحدهم سحابة نهاره في وهج الشمس وفوق الرمضاء من أجل السعي لتحصيل لقمة العيش لنفسه وعياله ويصبر على الظمأ وعلى الجوع والتعب طوال نهاره ، فالصائم يتذكر بالجوع هؤلاء وأمثالهم وهذا مما يؤدي به إلى الرفق بالناس والتلطف معهم ومواساتهم وبسط اليد لهم بما آتاه الله من خير ، وبجانب ذلك أيضاً يتربى الصائم على كف إرادة الانتقام التي تنبعث من نفسه تجاه من أساء إليه، كما يدل على ذلك حدبث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: << الصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم>>، فالصيام يقتضي أن يمتنع الصائم لا عن إيذاء الغير فقط ، بل عن مقابلة الأذى بالأذى ، بل يؤمر بسبب صومه أن يقابل الأذى بالصبر، فلا يقابل أذى الغير إلا بقوله إني صائم ، وفي الصيام ما يدفع الإنسان إلى التقوى والاستمساك بحبل الله، وذلك مما يسهل عليه الالتزام التام بجميع ما في القرآن من أوامر الله سبحانه تعالى وتوجيهاته ليفيض هذا القرآن نوراً على حياته جسما وروحا، على أن الصيام نفسه يهيئ روح الإنسان ومشاعره لأن تتلقى هذا النور ، فإن الصيام يضفي على الروح البشرية الشفافية، وذلك لأن الإنسان يكابر شهواته من خلال صيامه فتكون نفسه متهيئة لتلقي نور الله ، ولذلك يسهل عليه أن يمارس جميع ما في القرآن من أوامر وتوجيهات بالتزامه الصيام ، ومن هنا نرى الربط بين فرضية الصيام وبين تقوى الله تبارك وتعالى، وذلك عندما قال سبحانه وتعالى في فاتحة آيات الصيام : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:183) ، ثم قال بعد تبيان أحكام الصيام في خاتمة آياته :{كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}(البقرة: من الآية187) ، فالغاية هي تقوى الله ، وبتقوى الله يتحقق للإنسان الاضطلاع بأمانة القرآن والقيام بواجباته والسير بمنهاجه ، والله تعالى ولي التوفيق.


السؤال :
إذا وقفنا عند التقوى ، فإنها ربما تفهم في هذا السياق وكذلك أيضاً في سياق الآيات الأخرى التي تحث على العبادات كالصلاة والحج وغيره أنها خشعة في القلب ترافقها دمعة تنساب من العين، في حين أن اللسان يلغ في أعراض المسلمين، والواقع العملي طافح بالسيئات، فمن الذي يمكن أن يقال له بأنه متقٍ؟ وما هي التقوى؟


الجواب :
التقوى عقيدة متحكمة في نفس التقي تقوده إلى الخير وتنعكس آثارها في كل جزئية من جزئيات حياته ، فالله تبارك وتعالى يبين صفات المتقين في قوله عندما وصف الكتاب الكريم {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ }( البقرة : 2-4) ، فقد وصف المتقين بالإيمان بالغيب، ثم بين بعد ذلك بأنهم يؤمنون بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلّم وما أنزل من قبله ، ومعنى ذلك أنهم لا يفرقون بين رسالة وأخرى وبين رسول وآخر، بل يؤمنون برسالات الله جميعا ويتقونه عز وجل ، ولذلك ذكر الله سبحانه تعالى من ضمن أوصافهم إقام الصلاة وأنهم مما رزقهم الله تعالى ينفقون، أي أنهم يجمعون بين العبادات البدنية والعبادات المالية غير مترددين في شيء من ذلك.
كما بين الله سبحانه وتعالى صفات المتقين عندما وصف الأبرار وبين حقيقة البر ، وأن الذين يلتزمون البر هم المتقون الذين تنحصر صفات التقوى فيهم وحدهم ، وذلك عندما قال عز من قائل : { لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } ( البقرة : 177) فوصفهم الله سبحانه وتعالى أولاً بالإيمان بالله واليوم الآخر وملائكته وكتبه ورسله ، وهذا يدل على أن ركيزة التقوى الإيمان ، ثم وصف الله سبحانه وتعالى المتقين بما وصفهم به من الصفات التي ترتفع بهم إلى أوج الفضائل الشامخ ، فوصفهم بأنهم متمكنون من أنفسهم بحيث يقودونها إلى الخير ، ومن أعظم ما يؤثر على الإنسان ويقلب مجرى حياته إلى الشر حبه للمال ، وقد وصف الله تعالى هؤلاء بأنهم يؤتون المال مع حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل، وذلك من غير الزكاة بدليل قوله : { وأقام الصلاة وآتى الزكاة } ، ثم ذكر في تعاملهم أنهم يوفون بالعهد وهذا شامل لتعاملهم أيضاً مع ربهم سبحانه وتعالى ومع الناس، ووصفهم سبحانه وتعالى بالصبر في البأساء والضراء وحين البأس ، وحصر صفات التقوى في هذا الجنس من الناس ، وهذا كله مما يدل على أن كلمة التقوى مدلولها واسع ، ويؤكد ذلك ما نجد في سورة آل عمران : { قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } ( آل عمران : 15) ، ثم وصف هؤلاء الذين اتقوا بقوله : { الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } ( آل عمران :16) ، كما وصفهم بقوله :{ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} ( آل عمران : 17).
وكذلك عندما بشّر الله تعالى هؤلاء المتقين بجنة عرضها السموات والأرض بيّن عز وجل أن هذه الجنة لأولئك الذين يجمعون بين صفات الخير عندما قال : {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ } ( آل عمران :133-135).
فهذه الآيات القرآنية تدل جميعاً على أن كلمة التقوى لها مدلول شامل يتناول جانب التخلي وجانب التحلي، مع أن مدلولها اللغوي إنما هو مدلول سلبي يتعلق بالترك لا بالفعل، لأن أصل اتقى بمعنى تجنب، يقال اتقى الشيء بمعنى تجنبه ، اتقيت هذا الشيء بمعنى تجنبته كما يقول الشاعر:
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه
فتناولته واتقتنا باليد
أي اتقت رؤيتنا لها بوضع يدها على وجهها حتى لا تمتد إليها أبصارنا فنراها.
أما المدلول الشرعي فهو مدلول فعلي وتركي فهو يشمل جانب التخلي وجانب التحلي ، وجانب التخلي بمعنى التخلي عن جميع معاصي الله، حتى لو أنه قارف معصية من معاصي الله فإنه سرعان ما يدّكر ويرجع ويتوب إلى الله كما يقول سبحانه وتعالى أيضاً في وصف المتقين : { إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} (الأعراف:201) . فالمتقي لا يسترسل في غيه ، وإذا أراد الشيطان أن يلم به وأن يبعده عن مسلك الحق ادّكر فرجع إلى ذلكم المسلك ، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم تدل على ذلك ، والآثار المحكية عن السلف الصالح تصب في هذا المصب نفسه والله أعلم.


السؤال :
من المعتاد عند الناس في السابق أن تجتمع العائلة وأن يقوم رب الأسرة بتلقين العائلة نية الصيام أو عقد رمضان وإلى الآن بعض الأسر تعمل بهذا ، فهل يصح هذا؟ وهل هناك طريقة أخرى؟


الجواب :
النية المطلوبة هي القصد بالقلب ، وليست النية كلمات تقال باللسان وإنما أحدثت هذه الكلمات بعد الرعيل الأول عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم وعهد الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ بل بعد عهد التابعين، وأحدثها العلماء من أجل أن تكون وسيلة لعوام الناس وجهلتهم حتى يتقنوا ما يستحضرونه من النية عندما يتلفظون بها بألسنتهم، ولكن هذه الوسيلة أصبحت الآن هي الغاية ولم تعد هي وسيلة فحسب ، وغاب المقصد في خضم العناية بالوسيلة، فالناس لا يحسبون أن هناك نية بالقلب وإنما يحسبون أن النية باللسان، فلذلك يرددون هذه الألفاظ من غير استحضار لمعانيها ، وهذا خطأ عظيم، فعلى الناس أن يستحضروا أنهم قادمون على العبادة التي هم قادمون عليها وأنهم يبتغون بذلك وجه الله تعالى، فإن ذلك هو الإخلاص ، فإن الله تعالى يقول : { وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}(البينة: من الآية5) ، ويقول سبحانه : { فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}(الكهف: من الآية110) ، وهذه هي النية المطلوبة التي دل عليها قول الرسول صلى الله عليه وسلّم : << إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه >>، على أن هذا الذي هاجر إلى الله ورسوله لم يكن يقول ذلك بلسانه، وإنما ذلك قار في قرارة نفسه ، وكذلك الذي هاجر إلى امرأة يتزوجها أو إلى دنيا يصيبها لم يكن يقول ذلك بلسانه أنني مهاجر من أجل أن أتزوج فلانة أو أن أصيب كذا من الدنيا، ولكن كان ذلك في قرارة نفسه ، والله تعالى أعلم.


السؤال:
النية في بداية الشهر أم في كل يوم؟


الجواب :
اختلف العلماء هل رمضان فريضة واحدة أو أن كل يوم منه فريضة؟ فبناء على أنه فريضة واحدة تجزي النية في بداية الشهر، وبناء على أن كل يوم فريضة مستقلة فلابد من النية في كل ليلة من الليالي، إلا أن الذي يقوم من الليل ليتسحر أليس في قرارة نفسه أن يصبح صائماً ؟ وهذه هي النية ، لأن النية هي ما انطوى عليه القلب، أو هي القصد إلى الشيء تقرباً إلى الله ، فمن كان في قرارة نفسه أن يصبح صائماً متقرباً إلى الله سبحانه وتعالى فلا ريب أنه قام بالنية الواجبة ، ولا يجب أن تترجم هذه النية إلى القول ، بل لم يكن ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد الصحابة والتابعين ، وإنما حدثت هذه الألفاظ عند بعض الناس فيما بعد والله أعلم.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-23-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 13 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



رؤية الهلال :


السؤال:
يتبادر في أذهان بعض الأوساط المثقفة لماذا لا يتوحد المسلمون في صيام شهر رمضان بحيث تصوم الأمة معاً وتفطر جميعا في يوم واحد وبمعنى آخر لماذا لا يتوحدون في هذه الفريضة كتوحدهم في فريضة الحج؟


الجواب :
هذه العبادة نيطت بأمور طبيعية ن لأن الله تبارك وتعالى أراد من فرضها على عباده أن يُذكّر عباده بمرور الزمن، وألا يكون اتصالهم بنظام هذا الكون اتصالاً سطحياً أو مادياً وإنما يكون اتصالاً روحياً ، فالكون بأسره تسبح كل ذرة من ذراته بحمد الله وتسجد لجلاله ، فالله تعالى يقول : { تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } (الإسراء : 44)، ويقول : { سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (الحديد: 1) ، ويقول : { يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} (الجمعة : 1) ، ويقول : { أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ }( الحج : 18) ، فمن أجل هذا جعل الله تبارك وتعالى بعض العبادات مرتبطة بظواهر طبيعية تكون في هذا الكون، كالصلاة التي نيطت بأحوال يمر بها الإنسان في يومه وليلته ، والتي دل على توقيت الصلاة بمواقيتها في قوله سبحانه وتعالى : { أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً (78) وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً} (الإسراء : 78 ـ 79) ، وقال تعالى : { فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ} (الروم : 17 ـ 18) ، وكالصيام الذي نيط برؤية الهلال ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : << صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته>> ، وفي رواية : << لا تصوموا حتى تروا الهلال ، ولا تفطروا حتى تروه>> . وظهور الهلال ظاهرة طبيعية وهو ميقات زمني يتجدد به الزمن في كل وحدة زمنية معلومة، بحيث ينقضي بذلك شهر ويأتي شهر بمشيئة الله سبحانه وتعالى ، فلذلك لا يجوز تقديم الصوم على رؤية الهلال ولا تأخيره عن رؤية الهلالن فإن صام الناس جميعا في وقت واحد ، فلا ريب أنه يلزم أن يصوموا إما قبل أن يروا الهلال وإما أن يصوموا بعد رؤيته، بحيث يصوم هذا الفريق قبل أن يرى الهلال بمجرد أن يراه فريق آخر من البشر ، لأنه من المعلوم أن رؤية الهلال تختلف بين مكان وآخر باختلاف المواقيت الزمنية : مواقيت الليل والنهار التي تلف على الكرة الأرضية، لأن الأرض هي الكرة ، ولما كانت كرة فإن الليل يتقدم في مكان ويتأخر في مكان ، فقد يكون في جزء من الأرض ليل وفي جزء آخر منه نهار ، وقد تشترك كثير من البلدان في جزء من الليل وفي جزء من النهار، وقد لا يكون هناك اشتراك ، بحيث يكون هنالك ليل عند طائفة من أول ما يكون النهار عند طائفة أخرى إلى أن ينتهي النهار عندهم لينتقل إلى الأولين ، ذلك لأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ، كما أخبر بذلك عندما قال سبحانه وتعالى : { أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }(لقمان: 29)، وقال تعالى : { يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً } (الأعراف : 54) ، فالنهار يغشيه الليل وهو وراءه يطلبه طلبا حثيثا، ولما كان الأمر كذلك فإن رؤية الهلال تختلف بين مكان وآخر ، لأنه من المعلوم أن البلاد إذا كانت أقرب إلى جهة الغرب كانت رؤية الهلال فيها أمكن في الوقت المتقدم كلما تأخر الليل، لأن البلاد التي تكون في الشرق يتقدم فيها الليل ويسقط الهلال بسرعة أو يتقدم الشمس ولا يمكن أن يكون في هذه الحالة مرئيا، فكيف يلزم هؤلاء بأن يصوموا برؤية هؤلاء، مع أن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واضح في ذلك ن فقد أخرج مسلم وغيره من طريق كريب قال: أرسلتني أم الفضل بنت الحارث والدة عبدالله بن العباس إلى معاوية بالشام ، فقضيت حاجتها واستهل عليَّ هلال رمضان وأنا بالشام، فلما رجعت إلى المدينة سألني ابن عباس قال: متى رأيتم الهلالن قلت : رأيناه ليلة الجمعة ، فقال: أنت رأيته، قلت: نعم ورآه الناس وصاموا وصام معاوية ، فقال: ولكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نرى الهلال ، فقلت : أو ما تكتفي برؤية معاوية وصيامه ، قال: لا، هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن المعلوم أن معاوية كان يومئذ على رأس الحكم في البلاد الإسلامية ، ثم بجانب ذلك لم تكن هذه الرؤية خاصة بمعاوية وحده وإنما كانت رؤية مطبقاً عليها ، كما يدل على ذلك قول كريب: ورآه الناس وصاموا وصام معاوية، وقوله بعد ذلك : (أو ما تكتفي برؤية معاوية وصيامه) ، فدل هذا على أن هناك أمرا من قبل النبي صلى الله عليه وسلم بأن يمسك الناس عن الصيام والإفطار حتى يروا الهلال عندما يكون هنالك سبب لإمكان حجب الرؤية عن أهل منطقة من المناطق مع إمكانها بالنسبة إلى منطقة أخرى، وقول الصحابي : (هكذا أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم) لا شك بأنه له حكم الرفع، وهو يدل على أنه سمع ذلك حكماً صريحاً من النبي صلى الله عليه وسلم، ولئن كان العلماء يقولون بان قول الصحابي : (كنا نؤمر) أو (كنا ننهى) يعطي حكم الرفع ، فكيف بقوله : (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم)، حيث نص على أن الآمر هو النبي صلى الله عليه وسلم ، فلذلك حكم الرفع قطعا وكفى. والله تعالى أعلم.


السؤال:
من شك بين آخر شعبان واول رمضان أو في حالة عدم ثبوت الهلال، فبنى على أنه آخر شعبان ثم صامه استحباباً ، ثم تبين له بعد مدة أن ذلك اليوم الذي شك فيه كان أول رمضان ، فما حكم صيامه لذلك اليوم؟


الجواب :
صيام يوم الشك غير جائز على القول الصحيح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصوم في اليوم الذي يشك فيه، وجاء عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أن من صام في اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم" ، فعليه أن يبدل يوماً مكان هذا اليوم.


السؤال :
يقول البعض أن الأمة الإسلامية توحدت في كثير من الأشياء ، توحدت في عقيدتها ، وفي منهاجها وفي حجها، ولكن بعض المناطق اختلفت في صيام شهر رمضان المبارك، ويرى البعض أن الأمة الإسلامية ينقصها هذا التوحد في صيام شهر واحد في يوم واحد، ويشكك بعضهم في أنباء رؤية الهلال معنا هنا في السلطنة ويقولون كيف لم نصم مع الآخرين الذين يحيطون بنا؟


الجواب :
لم نصم لأن علماء الفلك قالوا بأنه تتعذر الرؤية ، ولم يره أحد مع أن بعض المناطق كانت صحوا ، وعلى أي حال نحن ندعو إلى وحدتها ، ولكن علينا أن نعرف ما هي مقومات وحدة الأمة، الأمة لا يوحدها أن تجتمع في هلالها ، ولا يوحدها أن تجتمع في صلاة تؤدى في وقت واحد ، بحيث تؤدى صلاة الظهر من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب في وقت واحد ، وإنما تتوحد الأمة بوحدة المشاعر والأحاسيس ، ووحدة الآلام والآمال ، ونحن نأسف كثيرا أن نرى الأمة الإسلامية يصفق بعضها لمصاب بعض ، ولا يبالون بالجرح الذي يصيب طائفة منهم ، مع أن هذا مما يخالف ما أرشد إلية القرآن الكريم ، إذ الله تبارك وتعالى يقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (الحجرات:10 ) ، وما أرشدت إليه السنة النبوية. على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. حيث قال : <<ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر>>، أين هذه المشاعر وهل هي موجودة الآن في الأمة المسلمة؟ ليتها تكون موجودة فيها فتنهض بعد عثرتها وتعز بعد ذلها وتقوى بعد ضعفها ، فلو كان الأمر كذلك لما طمع فيها عدوها.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-23-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 14 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



الصوم في السفر :


السؤال:
من المعلوم أنة إذا أراد الصائم أن يسافر لابد أن يبيت النية للإفطار من الليل ، ولكن فاجأه سفر في النهار، ماذا يصنع؟


الجواب :
عليه في هذه الحالة أن ينظر هل هو مضطر إلى الإفطار أم غير مضطر ، فمن أضطر فلا حرج عليه أن يفطر ، ومن كان غير مضطر فليُمسك.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-23-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 15 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



الإجارة بالصوم :


السؤال:
امرأة عجوز لا تستطيع الصوم فأرادت أن تؤجر صوم شهرين تطوع عنها ، فما قولكم؟


الجواب:
لا تؤجر ، ولكن تتصدق بما أرادت التأجير به فذلك خير لها . والله أعلم.


السؤال:
هل يجوز أن تستأجر المرأة صيامهاً عن رجل أجنبي هالك؟


الجواب:
يجوز ذلك عند من أباح للأجنبي أن يصوم عن الميت بأجرة . والله أعلم.


السؤال:
الصائمة بالأجرة إذا أتاها الحيض فهل ينهدم ما تقدم من صيامها؟


الجواب:
أولاً علينا أن ندرك أن الصيام بالأجرة مما لم يرد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما الوارد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم الصيام عن الغير إن كان الصائم ولياً لذلك الذي صِيم عنه ، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في رواية عائشة – رضى الله عنها – عند الشيخين -: << من مات وعليه صيام صام عنه وليه>> ، فينبغي أن يحصر صيام الشخص عن غيرة فيما وردت به السنة ، ولا مانع من أن تصوم المرأة إذا كانت ولية للميت كأن تكون ابنته أو أمه عنه ، وينبغي أن تتحرى الأوقات التى لا تأتيها فيها الدورة ، وإن صامت وأتتها الدورة الشهرية ، فهي ليست أشد من الدورة التي تأتي في صيام شهر رمضان ، فإن كانت تفطر في رمضان فأحرى أن يجوز لها الإفطار هنا .

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-23-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 16 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



المريض والعاجز عن الصوم :


السؤال:
إذا قرر الطبيب وهو كافر أن المريض يجب عليه الإفطار فهل نأخذ بنصيحته أم ماذا؟ وماذا إذا كان كتابيا ؟


الجواب:
لا عبرة بكونه كتابيا أو غير كتابي وإنما العبرة بصدقه وأمانته ، وكما يقال: العاقل طبيب نفسه. فإذا أحس بالضرر على نفسه واستأنس بكلام الطبيب واطمأن إلى صدقه فلا حرج في فطره ، ولكن الأولى أن يسأل الطبيب المسلم ، والله أعلم.


السؤال:
امرأة حامل في الأشهر الأولى ودائما تتقيأ وحملها صعب ، وهي لا تأكل جيدا ؛ لأن الوحم شديد عليها ، وقد نقص وزنها من ذلك ، فهل يحق لها الإفطار في رمضان ؟


الجواب:
نعم تفطر وتطعم عن كل يوم مسكينا ، وإذا استطاعت القضاء فلتقض ، والله أعلم.


السؤال:
امرأة لديها ولد ترضعه ، هل يجوز لها الإفطار؟ وكذلك الحامل في شهرها الأخير؟


الجواب:
يباح للحامل والمرضع الإفطار إذا خافتا على الجنين والرضيع ، وعليهما عن كل يوم إطعام مسكين وقضاء يوم مكانه ، أما إذا لم يكن هنالك محذور فإن الصوم واجب عليهما. والله أعلم.


السؤال :
ما تقول في المرأة التي عندها ولد ترضعه هل يجوز لها الصوم أم لا ؟ وكذلك الحامل هل يجوز لها الصوم ، وهي في الشهر الأخير من الحمل؟


الجواب :
الصوم لا يتنافى مع الحمل والرضاع، وإنما يباح للحامل والمرضع أن تفطرا وتفديا إذا خافتا على الجنين أو الرضيع ، أما إذا لم يكن هنالك محذور فإن الصوم واجب عليهما. والله أعلم.


السؤال :
رجل منع زوجته من صيام شهر رمضان المبارك الواجب عليها صومه والسبب في ذلك خوفاً على رضيعها، وكذلك منعها من تأدية الحج لنفس السبب هل له ذلك؟


الجواب:
إن كان الصوم يؤدي إلى ضرر بها أو برضيعها فلتفطر وتطعم عن كل يوم مسكيناً والخلاف في وجوب القضاء مع ذلك ، وكذلك الحج لا مانع من تأخيره إلى وقت استغناء الطفل عنها. والله أعلم.


السؤال :
طفل عمره تسع سنوات ويصر على الصوم ويصر على الصوم علما بأنه معوق ولم يستطع التحكم في التبول والإخراج؟


الجواب:
إن كان قادراً على الصيام فليصم، فإن في ذلك خيراً له إن شاء الله، وعسى أن يجعل صيامه هذا سبباً للعافية، والخيرة فيما يختار الله، فالأولى أن ينشأ على طاعة الله قبل بلوغه.


السؤال :
إذا كانت الجدة وصلت مرحلة من العمر لا تستطيع معها الصيام وولدها يسكن عنها بعيدا مسافة تقطع في ست ساعات بالسيارة، هل يجوز أن يطعم عنها وهو بعيد عنها؟


الجواب :
لا مانع من ذلك سواء أطعم عنها في المكان الذي هي فيه أو في المكان الذي هو فيه ، والله تعالى أعلم.


السؤال :
امرأة عجوز مضى عليها خمسة أعوام لم تصم شهر رمضان لعجزها عن صيامه، فماذا يجب عليها؟


الجواب :
تطعم عن كل يوم مسكيناً لعجزها عن الصيام وإن عجزت عن الإطعام سقط عنها أيضاً {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} (البقرة : 286) ، والله أعلم.


السؤال :
عندى جدة كبيرة في السن وسنها يقارب المائة سنة ولا تتناول الأكل في الليل ، وعندما نقول لها أفطري تقول: لا ، وتكمل الصيام، فهل يجوز لها الإفطار؟ وما حكمها؟


الجواب :
أولاً هل هي ذات وعي وعقل ، أو أنها لكبرها وضعفها وشيخوختها فقدت العقل ، فإن كانت فاقدة للعقل فالتكليف ساقط عنها، وإذ كل من كان غير عاقل ولا واع لا يكلف {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} (البقرة : 286) ، وهذا الذي فقد العقل والوعي ليس بإمكانه أن يتحمل تبعات التكليف، فلذلك كان من حكمة الله تعالى ألا يُكلف ، أما إن كانت على وعي وإدراك وعقل ففي هذه الحالة تطالب بالصيام إلا إذا عجزت عنه، فإن كانت عاجزة عن الصيام لشيخوختها وكبرها فينتقل الحكم من الصيام إلى الإطعام ، بحيث تُكلف أن تطعم عن كل يوم مسكيناً واحداً ، لقول الله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} (البقرة: 184) ، بناءاً على التفسير الذي فسره ترجمان القرآن أن معنى يطيقونه يتكلفونه ، فمن كان يتكلف الصيام ويشق عليه بسبب كبره فحكمه أن يطعم كل يوماً مسكيناً وإن لم تجد لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا سقط عنها أيضاً.


السؤال :
امرأة مسنة تعاني من أمراض ـ شفاها الله تعالى منها ـ مثل القرحة الحادة في المعدة وأمراض الكبد والطحال منذ زمن بعيد ، وإذا صامت أكثر من ثلاثة أيام تتأثر كثيراً وتتدهور صحتها ولا تقوى على الصيام وتضطر إلى أن تذهب إلى المستشفى . فهل يجب عليها الصيام وهي على هذه الحالة؟ وإذا كان لا يجب عليها الصيام فماذا يجب عليها ؟ وهل يجزيها أن تطعم مسكيناً واحداً لكل يوم من الأيام التي أفطرتها؟ وما هو المقدار الذي يجب عليها إذا كان الإطعام نقوداً أو طعاماً؟


الجواب :
إن كانت عاجزة عن الصيام بسبب أن الصيام يزيد في مرضها أو يؤخر برءها أو أنها تصاب بإعياء شديد من جرائه بحيث لا تطيقه ، ففي هذه الأحوال جميعاً لها أن تأكل وتطعم عن كل يوم مسكيناً إن كانت العلة مزمنة فيها، والإطعام على القول الراجح هو نصف صاع ، لأن حديث كعب بن عجرة دل على أن المسكين يُطعم نصف صاع، والله أعلم.


السؤال :
امرأة فقدت الوعي ويقال لها هذا رمضان فتذهب للإفطار، فما حكمها؟


الجواب :
من فقد الوعي سقط عنه التكليف، لأن التكليف له ثلاثة شروط هي: أن يكون الإنسان عاقلاً ، بالغاً ، قادراً على إتيان المُكلف به، أما من لم يكن بالغاً أو لم يكن عاقلاً فالتكليف ساقط عنه، والله تعالى أعلم.


السؤال :
امرأة عندها أم مريضة منذ زمن وفي شهر رمضان المبارك من كل عام تُطعم مسكيناً في كل يوم أي الفطور والعشاء والسحور ، فهل تدفع هذه المبالغ في يوم معين أو في كل يوم من أيام الشهر، حيث أنها كانت تدفع هذه المبالغ في ليلة السابع والعشرين من الشهر الفضيل؟


الجواب :
ذلك فضل وخير، ولكن علينا أن ندرك بأن فريضة الصيام وغيرها من الفرائض إن عجز عنها الإنسان مع العجز عن البديل عنها لا ينتقل ذلك الفرض إلى شخص آخر، فالله تبارك وتعالى يقول: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} (البقرة : 286) ويقول : { لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا } (الطلاق : 7) ، فواجب الصيام لا ينتقل عن المُكلف به إلى شخص آخر عندما يكون عاجزاً عنه، بل يجب على المُكلف أن يُطعم ، فإن عجز عن الإطعام بحيث لم يكن له مال فإطعام ولده عنه إنما هو فضل وخير، ولا أرى لزوم ذلك وإن قال به بعض أهل العلم، وهذه الفدية إما أن تكون في كل يوم بحيث يفتدى من كان غير قادر على الصيام بإطعام مسكين في نفس اليوم الذي وجب عليه صيامه وعجز عنه ، أو تكون فدية عن جميع الشهر في آخره، ولا تقدم فدية يوم لم يحضر بعد قبل حضوره ، فإن الصيام يجب في وقت موقوت وكذلك الفدية التي هي بديل عن الصيام إنما تدفع في نفس ذلك الوقت أو بعده، لتكون قضاءً بعد الوقت ، والمقدار الذي نأخذ به ما دل عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في إطعام المسكين، وذلك في حديث كعب بن عجرة ـ رضي الله عنه ـ عندما أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يفتدي ، بإطعام كل مسكين نصف صاع من طعام، وإن رأى أن يطعم المسكين فطوراً وسحوراً فذلك خير.


السؤال :
امرأة مريضة منذ سنة ولا تعرف أولادها فهي شبه فاقدة للوعي فهل عليهم أن يطعموا عنها كل يوم مسكيناً في رمضان؟


الجواب :
لا، لأن الواجب سقط عنها بسبب فقدانها عقلها، والعقل هو مدار التكليف ، فمع فقدانه يسقط التكليف، والله تعالى أعلم.


السؤال :
الذي يُطعم عنه كل يوماً مسكيناً ، هل يجوز أن تجمع هذه المبالغ أو يجمع هذا الطعام إلى نهاية الشهر فيعطى لفقير واحد؟


الجواب :
نعم ، يجوز ذلك، لأن كل يوم مستقل بنفسه ، فيمكن أن يطعم نفس المسكين في كل يوم، ويمكن أن يجمع هذا الطعام كله ليعطى إياه آخر الشهر، والله تعالى أعلم.


السؤال :
وإذا لم يجب عليها الصيام فهل تصلي التراويح وصلاة السحر؟


الجواب :
لا مانع من ذلك، لأن هذا لأجل الشهر وليس هو لأجل الصيام.


السؤال :
المريض الذي لا يستطيع الصيام، إذا أراد أولاده أن يتصدقوا عن صيامه، هل يجوز أم لا؟ وإذا كان يجوز فكم مقدار الصدقة؟


الجواب :
المرض إن كان يرجى له برء فإنه يفطر ثم بعد ذلك يقضي كما نصت الآية ، في قوله تعالى : {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } (البقرة : 184) ، ثم جاء الحكم مرة ثانية في قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (البقرة : 185)، وأما إن كان المريض لا يرجى له برء فهذا حكمه في قوله تعالى : {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} (البقرة : 184) ، بناءً على أن الآية محكمة غير منسوخة، وتفسير "يطيقونه" بمعنى يتكلفونه، كما فسره بذلك ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، ويدخل في ذلك الشيخ الهرم والمرأة العجوز اللذان يعجزان عن الصوم بسبب كبرهما، والمريض الذي لا يرجى له برء، فيباح لهم أن يأكلوا ويشربوا ويفتدوا بإطعام مسكين عن كل يوم، ولا بأس إن أخرج الأولاد عن آبائهم وأمهاتهم الفدية، فإذا كان الشهر ثلاثين يوماً فالفدية إطعام ثلاثين مسكيناً وإن كان تسعة وعشرين يوماً فالفدية إطعام تسعة وعشرين مسكيناً، والمسكين يفطر بمقدار ما يكفيه من طعام حتى يشبعه مع إدام، وهذا يتراوح ما بين ريال عماني وريال ونصف ومن ضاعف ضاعف الله له.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-23-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 17 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



صيام النفل :


السؤال:
هل يجوز الصيام في ثاني يوم من شوال أو من منتصفه؟


الجواب:
النبي صلى الله عليه وسلم يقول :<< من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كمن صام الدهر >> ، والأولى بأن يكون ـ مع اليسر ـ في اليوم الثاني ، ولكن إذا أخر الإنسان الصوم وصام الست في أثناء شهر شوال فلا مانع من ذلك ، بل أباحها بعض العلماء متفرقة وذلك بأن يصومها يوما يوما ، أو يومين يومين.


السؤال:
هل يجوز صيام الست قبل صيام الواجب على المرأة كأيام رمضان؟


الجواب:
هذه المسألة فيها خلاف، فبعض العلماء يقولون بأن من وجب عليه قضاء شهر رمضان لا يصوم غيره قبله، وقيل بجواز ذلك، وهذا هو الأظهر ، لأن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ كانت تؤخر قضاء شهر رمضان إلى شهر شعبان، وليس من المعقول أن تبقى طوال أيام السنة لا تصوم فيها نفلاً.


السؤال:
بعض الناس اعتادوا أن يصوموا الأيام البيض فهل يجوز لهم صيامها في أيام الحج؟


الجواب:
لا يصوم الإنسان في اليوم الثالث عشر، لكراهة الصيام في أيام التشريق، وإنما يصوم من الرابع عشر فصاعداً.


السؤال:
ما حكم صيام العشر الأول من ذي الحجة؟


الجواب
الأيام العشر هي أيام مباركات ، ولها شأن عظيم عند الله تبارك وتعالى ، ولذلك أقسم الله تبارك وتعالى بلياليها تنويهاً بقدرها وتبياناً لعظم شأنها عنده حيث قال :{ وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ } (الفجر:1-2) ، والمراد بها العشر الليالي التي تسبق يوم النحر، وجاء في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلّم بأنه ما من أيام فيها العمل أحب إلى الله تبارك وتعالى منه في هذه الأيام العشر ، ولها شأن عند الله سبحانه وتعالى ويندرج في ذلك الصيام، فإن الصيام من جملة الأعمال التي يتقرب بها العباد إلى الله ، ولذلك يسن صيام هذه الأيام جميعاً ، ومن لم يتمكن من صيامها جميعاً فليصم اليوم التاسع ، لأن صيام اليوم التاسع أجره أجر عظيم وقدره قدر جسيم ، والله تبارك تعالى أعلم.


السؤال:
ما هو فضل صيام يوم عرفة؟


الجواب:
يوم عرفة يوم عظيم وصيامه فيه الأجر الكبير إلا الواقف في عرفة إن كان يخشى أن يضعف ، فينبغي له ألا يصوم حتى لا يضعف عن الوقوف، فإن ذلك اليوم يوم يضاعف فيه أجر الذكر للذاكرين في ذلك الموقف العظيم ، فلا ينبغي للإنسان أن يضعف نفسه بصيامه ، والنبي صلى الله عليه وسلّم لم يصم في ذلك اليوم، فلا ينبغي لأحد أن يصوم حتى لا يضعف عن الذكر.


السؤال:
هل يصام يوم عرفة منفرداً أو أنه يحتاج إلى صيام يوم قبله أو بعده خاصة إذا صادف يوم الجمعة؟


الجواب:
إن صام يوماً قبله فلا حرج ، لكن أن يصوم يوماً بعده فلا فإن اليوم العاشر هو يوم عيد ، ويوم العيد لا يجوز صيامه بإجماع المسلمين سواء كان عيد الأضحى أو كان عيد الفطر ، لأن يوم العيد هو يوم ضيافة الله ، فمن صامه فقد رد ضيافة الله تبارك وتعالى.
أما يوم الجمعة فإنه ينهى عن صيامه وحده إلا أن يصادف يوماً يصومه أحدكم ـ كما جاء في الحديث ـ فمن صادف يوماً اعتاد الإنسان صيامه فلا حرج عليه أن يفرده بالصيام ، وعليه فلو صادف يوم الجمعة يوم عرفة فلا حرج أن يصومه من اعتاد أن يصوم يوم عرفة ، وكذلك لو صادف يوم الجمعة يوم عاشوراء فلا حرج أن يصومه من اعتاد أن يصوم يوم عاشوراء ، ويوم عاشوراء ينبغي أن يصوم معه التاسع، لأن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يفرده بالصيام وحده إلا أنه قال قبل وفاته : <<لئن بقيت إلى العام القابل لأصومن التاسع والعاشر>> ، فينبغي أراد الأجر أن يجمع بين التاسع والعاشر ، والله تعالى أعلم.


السؤال:
من نوى أن يصوم عرفه ولكن ظروفه حالت دون ذلك فهل عليه أن يصوم؟


الجواب:
من نوى أن يصوم عرفة ولم يدخل في صيامه فليس عليه أن يقضي صيامه قولاً واحداً، ولكن من نوى أن يصوم ذلك اليوم وأصبح صائماً ثم طرأ عليه ما سبب إبطاله لصيامه، فهل عليه أن يعيده؟ في ذلك خلاف، بناء على الاختلاف في صيام النافلة، هل من شرع فيه لزاماً عليه أن يتمه أو ليس عليه أن يتمه ، فالذين قالوا بالقول الأول نظروا إلى قول الله تبارك وتعالى: { وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} (محمد: 33)، فإن الآية الكريمة تنهى عن إبطال العمل، فمن دخل في عمل فعليه أن يستمر عليه وأن لا يبطله، والذين قالوا بالرأي الآخر عولوا على الحديث الذي جاء فيه << صائم النفل أمير نفسه>> ، والله تعالى أعلم.


السؤال:
ما حكم صوم شهر رجب؟ وهل صحيح أن بالجنة باباً يسمى باب رجب؟


الجواب:
صيام شهر رجب كصيام غيره من الأشهر ، فلا يختص بحكم عن غيره ، وأما ما ورد من الأحاديث فيه فهي أحاديث لم تصل إلى درجة الصحة.


السؤال:
هل صيام الإسراء والمعراج من السنة؟ وما حكمه؟


الجواب:
أما ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فلم يثبت، وقد رويت أحاديث كثيرة في صيام شهر رجب ، ولكنها لم تثبت، وإنما هو كسائر الشهور ، ويوم الإسراء والمعراج هو كسائر الأيام، على أنه مما يجب أن يعلم بأنه ليس هنالك من دليل نستوحي منه أن يوم الإسراء والمعراج هو يوم كذا، فلذلك اختلف العلماء كثيراً متى كان الإسراء والمعراج ، فمنهم من قال كان في اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأول، ومنهم من قال كان في اليوم السابع والعشرين منه، ومنهم من قال كان في اليوم السابع والعشرين من شهر رجب ، ومنهم من قال في شهر رمضان إلى غير ذلك من الأقوال الكثيرة، فلا يمكننا أن نجزم بشيء، وإنما شاع في أوساط الناس أن الإسراء والمعراج كانا في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب من غير أن يكون هناك دليل يُستند إليه، ومثل هذه الأشياء لا يُبت فيها إلا بالدليل، وأنى لنا به! ولكننا مع هذا نقول بأن هذا يوم من أيام الله من فعل فيه خيراً فالله سبحانه وتعالى يجزيه الخير ، بشرط أن لا يقطع بأنه هو نفس اليوم الذي يرتبط بليلة الإسراء، وأن لا يجزم بأن لهذا اليوم خصوصية، لأن الجزم بمثل ذلك أمر يتوقف على الدليل، والدليل لم يأت به. والله تعالى أعلم.


السؤال:
هل يجوز الصيام في يوم الإسراء والمعراج وفي يوم المولد الشريف؟


الجواب:
لا يمنع الصيام في هذه الأيام، ولا دليل أيضاً على استحباب الصيام في هذين اليومين، إنما جاءت روايات ـ ولكنها ضعيفة ـ في يوم الإسراء والمعراج.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-23-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 18 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



ما يفسد الصيام:


السؤال:
ما حكم صوم الصائم إذا دخل جوفه شيء غير الطعام كأن يبتلع دبوساً أو قطعة صغيرة من الورق؟


الجواب:
قول جمهور الأمة أن غير المطعوم ناقض للصوم كالمطعوم وذلك كالحديد والشعر والجلد والورق. والله أعلم.


السؤال:
ما هو حكم الاستياك بالمعجون في نهار رمضان؟


الجواب:
اختلف العلماء في حكم الاستياك ، فطائفة كبيرة منهم كرهوا السواك في نهار الصيام ، منهم من كرهه من أول النهار إلى آخره ، ومنهم من كرهه بعد الزوال ، ومنهم من كرهه للرطب دون اليابس ، وهؤلاء ـ الذين قالوا بالكراهه ـ استندوا إلى حديث << لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك>>، قالوا لأن المستاك بسواكه يقضي على الخلوف، مع أنه ينبغي له أن يحرص على استبقائه حتى لا يزول، فلما كان بقاؤه مستحبا كان زواله مكروهاً.
وذهبت طائفة أخرى من العلماء إلى أن السواك لا يمنع منه الصائم سواء كان في أول النهار أو في وسطه أو في آخره ومن غير كراهة، وهذا القول استدل له بروايات متعددة منها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :<<لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة وعند كل وضوء>> ، وهذا عام سواء في حالة الصيام أو في غير حالة الصيام ، والعام يجري على عمومه ما لم يرد مخصص يخصصه، ومنها رواية لبعض الصحابة رضي الله عنهم : "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستاك بالرطب واليابس وهو صائم ما لا أحصي" . إلى غير ذلك من الأدلة التي استدلوا بها ، وهذا هو أقوى حجة، لأن حديث الخلوف لا يدل على منع السواك لا من قريب ولا من بعيد، إذ لم يتعرض لذلك قط، وإنما غاية ما فيه أن الصيام محبوب وكل ما يترتب عليه محبوب، فالخلوف الذي يكرهه الصائم هو أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، وهذا الطيب لا لذات الخلوف ولكن من أجل الصيام، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن السواك لا يقضي على الخلوف، فلذلك لا ترى التمسك بهذا الدليل وترك الأدلة الصريحة في استحباب السواك، أما بالنسبة للمعجون فإنه لا يؤمن أن يتسرب منه شيء إلى الحلق، فلذلك من الأحوط للصائم أن يتجنب السواك به، وأن يقتصر على السواك بالمسواك المعتاد فحسب ، والله تعالى أعلم.


السؤال:
الغيبة هل تؤثر على الصائم؟


الجواب:
جاء في الحديث عن رسول الله صلى عليه وسلم : << الصيام جنة >> وفي بعض الروايات: << الصيام جنة ما لم يخرقها بكذب أو غيبة >> وقد جاء في حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في مسند الإمام الربيع بن حبيب ـ رحمه الله ـ : << الغيبة تنقض الوضوء وتفطر الصائم >>، وهذا الذي نعمل به، وهو يعتضد بالروايات الأخرى، من بينها رواية أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن الإمام البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: << من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجه في أن يدع طعامه وشرابه >> ، فعلى المغتاب أن يعيد يومه وتسقط عنه الكفارة لشبهة الخلاف. والله تعالى أعلم.


السؤال:
ما حكم من كذب في نهار رمضان؟


الجواب:
الكذب يتنافى مع الإيمان ، فإن الله تعالى يقول : { إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَاذِبُونَ} (النحل: 105) ، وقد توعد الله تعالى على الكذب ، إذ قال في حديثه عن المنافقين : {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} (البقرة : 10)، وكذلك نجد أن الله تعالى يقول: { قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ } (الذاريات: 10) ، وفُسر الخراصون بالكذابين، وفي الحديث عن النبي ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ أنه قال: << يطبع المؤمن على الخلال كلها ، ليست الخيانة والكذب>> أي ليس من شأن المؤمن أن يكون كذاباً، وعندما ذكر النبي صلوات الله وسلامه عليه خصال النفاق بدأ ذلك بالكذب فقال: << إذا حدث كذب>> ، زمن المعلوم أن الكذب هو من قول الزور، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: <<من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه>>، أي لا قيمة لتركه الطعام والشراب مع عدم تركه قول الزور والعمل به ، وعندما سئل النبي عليه أفضل السلام عن المؤمن أيكون كذاباً قال: <<لا>> ، والصيام إنما هو التزام تام، فمن كذب متعمداً فقد هتك حرمة صومه ، ومن هتك حرمة صومه فلا صوم له. والله تعالى أعلم.


السؤال:
ما حكم العادة السرية؟ وهل تفطر الصائم في رمضان.


الجواب:
العادة السرية هي من استعمال الفرج في غير ما أذن الله تعالى به، والله تعالى عندما وصف المؤمنين قال: { وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } (المؤمنون : 5 ـ 6) ، فمن استعمل العادة السرية فهو لم يستعمل فرجه في زوجته ولا فيما ملكت يمينه وإنما استعمل فرجه في نفسه، فلذلك عُد هذا العمل حراماً ، ثم أنه من ناحية أخرى نجد الحديث الشريف الذي يحض على الزواج جاء فيه :<< يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء>>، فترون أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا أولاً إلى الزواج لما فيه من إعفاف النفس بطريق الفطرة والاستجابة لداعيها وإشباع الرغبة وإرواء الغريزة وإسكان شهوة النفس، وما ينبع عن ذلك من الثمرة الطيبة التي هي استمرار النسل وبقاء الحياة إلى أن يأذن الله بانتهائها من على هذه الأرض ، ومن تعذر عليه الزواج لعدم توفر المؤونة التي تمكنه منه فإنه يؤمر أن يعدل إلى الصيام، ولم يشر النبي صلى الله عليه وسلم إلى إرواء هذه الغريزة بهذه الطريقة الشاذة ، لما فيها من الشذوذ ومنافاة الأخلاق الفاضلة، ولما فيها أيضاً من آثار نفسية سلبية، إذ استعمال هذه العادة كثيراً ما يفضي بالإنسان إلى أمراض نفسية واضطرابات وعدم استقرار، بل وإلى أمراض جسدية أيضاً، فلذلك لا يجوز للإنسان أن يمارس هذه العادة، أما حكمها في نهار رمضان فهي بمثابة المواقعة، بل لو استمنى الإنسان بطريقة مباحة: وذلك بأن يستمني عن طريق زوجته من غير أن يباشرها مباشرة تامة، لكن بأن تمارس معه أسباب إخراج المني لكان لذلك حكم المواقعة، وعلى هذا فإن من وقع منه ذلك في نهار رمضان فعليه أن يتوب إلى الله تعالى، وعليه أن يقضي ذلك اليوم، وعليه بجانب ذلك أن يكفر كفارة الصيام ، وهي عتق رقبة فإن لم يجد فليصم شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فليطعم ستين مسكيناً . والله تعالى أعلم.


السؤال:
فتاة روعت أختها وهي آمنة، هل يؤثر ذلك على صيامها؟


الجواب:
إن روعتها من غير أن يكون هنالك سبب شرعي لهذا الترويع، فهذا مما يدخل تحت قوله صلى الله عليه وسلم : <<من روع مسلماً روعه الله>>، وهذا يدل على أنها معصية متوعد عليها، وما توعد عليه فهو كبيرة، وما كان كبيرة فهو ناقض للصيام.


السؤال:
ما قولكم في مصافحة المرأة الأجنبية في نهار رمضان هل تبطل الصيام أم لا؟


الجواب:
نحن لا نستطيع أن نقول بإبطال الصيام، ولكن نقول بأن مصافحة المرأة الأجنبية أمر جاء التشديد فيه في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول:<< لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد في رأسه خير له من أن يمس امرأة ليس له عليها سبيل>>، وشدد أصحابنا فيما إذا كان نظره إليها بشهوة، وأولى إذا كان مسه لها بشهوة أن يكون ذلك مفطراً بناء على أن الصيام يقتضي أن يمتنع الإنسان من مواقعة أي شيء من محارم الله، عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : <<من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه>>.


السؤال:
عن المعاصي وتأثيرها في الصوم؟


الجواب:
بناء على قول النبي صلى الله عليه وسلم: <<لا صوم إلا بالكف عن محارم الله>> وقوله: <<من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه>>، فالكبائر تنقض الصيام، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى : {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(البقرة:183) أما الصغائر فلا نقوى على القول بأنها ناقضة. والله تعالى أعلم.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-23-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 19 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



الجنابة والجماع في رمضان :


السؤال:
امرأة أرادت الاغتسال من الجنابة في شهر رمضان لكنها سمعت أذان الفجر وهي تبدأ بصب الماء على جسدها ، ولم تكمل الاغتسال بعد ، فماذا يلزمها؟


الجواب:
رخص بعض أهل العلم في ألا يلزمها القضاء إن كانت أدركت غسل رأسها وفرجها قبل طلوع الفجر، وإن كانت لم تدرك غسلهما فعليها قضاء يومها. والله أعلم.


السؤال:
امرأة وطئها زوجها في نهار رمضان . ما الحكم إذا وافقته أو لم توافقه؟


الجواب:
بئس ما فعل وعليه التوبة والقضاء والكفارة ، وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً ، أما هي فإن كان أجبرها بحيث لم تطاوعه قط ولكنه غشيها كرهاً فليست عليها كفارة، وعليها قضاء يومها، وإن كان ذلك بموافقة منها له ومطاوعة فعليها ما عليه من التوبة والقضاء والكفارة. والله أعلم.


السؤال:
شخص صام شهرين متتابعين كفارة عن تركه الصلاة وفي أحد أيام هذين الشهرين نام على جنابة على نية أن يقوم قبل أذان الفجر ولكن هذا الشخص لم يقم إلا عند شروق الشمس؟


الجواب:
الذي نعتمده القول بعدم وجوب الكفارة على من ترك الصلاة لعدم إتيان ما يدل على ذلك، ولكن بجانب ذلك نستحب لهذا الإنسان محافظة على صيامه أن يعيد صيام يومه.


السؤال:
هل هناك حدود للمداعبة بين الزوجين في نهار رمضان؟


الجواب:
هذه المسألة تختلف فيها أحوال الناس باختلاف طبعهم، فمن الناس من هو شهواني تستثار شهوته لأتفه سبب من الأسباب، ومنهم من يقدر على ضبط نفسه ويتحكم في عواطفه وغرائزه ، ولذلك ينبغي أن يختلف الحكم باختلاف الناس، وهذا معنى ما روي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه أتاه سائل فسأله عن القبلة للصائم فرد عليه بالجواز وأتاه آخر فرد عيه بالمنع، مع أن السؤال عن نفس المسألة ، ولوحظ أن الذي أفتاه بالجواز كان شيخاً والذي أفتاه بالمنع كان شاباً ، وذلك لأن الشباب مظنة هيجان الغريزة فلذلك حرص على منعه ، أما الشيخ فإن غريزته وعاطفته أكثر برودة ولذلك يُتسامح فيه ما لا يُتسامح في غيره، مع أنه قد يوجد شواذ في الشباب وشواذ في الشيوخ ، والنلب صلى الله عليه وسلم كان يُقبل وهو صائم كما جلء ذلك في حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ ، ومثل ذلك أيضاً في حديث أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ ، ولكن كما قالت أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ : " إنه كان أملك لإربه" بخلاف عامة الناس فإنهم لا يملكون آرابهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يملك إربه، ولذلك ينبغي للإنسان ولا سيما من كان يعرف من نفسه هيجان الشهوة أن يتجنب ذلك وإن كان بخلاف ذلك فلا مانع ، ولكن مع هذا كله فهنالك مساحة واسعة للاحتياط ينبغي للإنسان أن لا يحوم حولها. والله أعلم.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-23-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 20 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



ما لا يفسد الصيام :


السؤال:
هل يجوز الشرب أثناء أذان الفجر والمؤذن لم ينته بعد؟


الجواب:
لا عبرة بالأذان ، بل العبرة بانشقاق الفجر فإن كان الأذان عند انشقاق الفجر فلا يجوز لأحد أن يشرب، أما إذا كان الأذان قبل الفجر، كأن يؤذن قبل الفجر بساعة فلا عبرة بالأذان، لأن الله سبحانه وتعالى قال: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ} (البقرة: 187)، فقد ناط سبحانه إباحة الأكل والشرب بتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر.


السؤال:
ما قولكم في امرأة أكلت حبوباً في أيام رمضان ، وأذن المؤذن لصلاة الفجر في ذلك الوقت؟


الجواب:
إن أكلتهن قبل انشقاق الفجر فلا حرج عليها، أما إذا كان الفجر قد انشق فتبين لها ذلك فلتعد صيام يومها.


السؤال:
في بعض الأحيان يقوم الشخص بتغسيل العين بمادة تنظف العين لاستخدام العدسة اللاصقة . فهل يؤثر ذلك على الصيام؟


الجواب:
إن كانت تلك المادة تلج إلى الحلق ثم إلى الجوف، فما وصل إلى الجوف فهو مفطر وإلا فلا.


السؤال:
هل يصح للصائم أن يفطر قبل الأذان إذا جاء وقت الإفطار؟


الجواب:
الإفطار منوط بالليل، فالله تعالى يقول: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} (البقرة : 187)، فإذا حضر الوقت جاز الإفطار أذن المؤذن أو لم يؤذن ، أرايتم لو أخر المؤذن الأذان إلى وقت العشاء أكان الناس لازماً أن ينتظروا إلى حضور وقت العشاء؟


السؤال:
إذا تقيا الصائم فهل له أن يفطر يومه ذلك على أن يقضيه بعد ذلك؟


الجواب:
القيء غير المتعمد لا ينتقض الصوم، فمن قاء لم يلزمه قضاء يومه، أما إن تعمد القيء أو تعمد أن يرجع شيئاً منه إلى فيه ، فعليه أن يعيد صيام ذلك اليوم ، ولكن لا يباح له الفطر.


السؤال:
إذا كانت المرأة حامل تتقيأ كل يوم في أيام رمضان، هل يبطل الصوم؟


الجواب:
القيء غير مُبطل للصوم، إنما يُبطل الصوم أن يتعمد الإنسان التقيؤ، بإدخال إصبعه في حلقه أو نحو ذلك، أما من ذرعه القيء أي أتاه من غير أن يتسبب له أو يستجلبه فإن صيامه صحيح، فما على هذه المرأة الحامل إلا أن تتم صومها ، والله تعالى يتقبل منها.


السؤال:
هل بلع الريق يبطل الصيام؟


الجواب:
بلع الريق إن لم يتحلل فيه شيء لا يبطل الصوم، أما إن مازجه شيء كأن يمازجه دم أو طعام أو غير ذلك فإن ذلك يؤدي إلى بطلان الصوم إن تعمد الإنسان بلعه.


السؤال:
امرأة تشتكي من خروج الدم من بين أضراسها باستمرار، وعندما تنام يتسرب شيء منه إلى حلقها مما تضطر إلى عدم النوم في نهار رمضان فما حكمها؟


الجواب:
لا ، عليها أن تنام ، ولا يلزم أن يتسرب الدم يتسرب إلى الحلق عندما تنام فقد يعصمها الله تعالى من ذلك، ولئن وقع ذلك في غير اختيار بل اضطراراً فإن الله تعالى لا يؤاخذها بما وقع عليها اضطراراً، وإنما عليها أن تحترس مع إمكانها فحسب ، والله تعالى أعلم.


السؤال:
ما حكم نزول بقايا الطعام من بين الأسنان للجوف في نهار رمضان؟


الجواب:
يؤمر الإنسان بأن يخلل أسنانه حتى لا تبقى فيها بقايا لئلا يتسرب شيء منها، أما إن ترك ذلك من غير إهمال بل كان غافلاً فلم يُرَع إلا وحبة من طعام ولجت إلى الجوف بدون اختياره فذلك يُعد أمراً غالباً ولا يمكن دفعه، هذا إن كان غير مهمل كما قلنا، أما في حالة الإهمال فلا يعذر.


السؤال:
رجل مبتلى في أغلب يومه بخروج دم من بين أسنانه ماذا عليه أن يفعل، حيث لا يقدر إلا أن يخرج ريقه طوال الوقت فهو يحاول قدر المستطاع وحتى في نومه أن يضع بعض المناديل الورقية بحيث لا يدخل شيء في جوفه ما حكم ذلك؟


الجواب:
الله تبارك وتعالى لم يكلف عباده بما فيه ضيق عليهم، ومن القواعد الفقهية أن الشيء إذا ضاق اتسع وإذا اتسع ضاق، فهو إذا ضاق اتسع حكمه وإذا اتسع ضاق حكمه ، فيباح للإنسان في حالة الاضطرار ما لا يباح له في حالة الاختيار، فإن كان بإمكانه أن يحترس من ذلك فليحترس وغن تعذر عليه الاحتراز فالله تعالى لا يكلفه مالا طاقة له به، {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} (البقرة : 286) ، { لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا } (الطلاق : 7).


السؤال:
امرأة خلعت سناً واستمر النزيف إلى اليوم التالي، فما حكم صيامها؟


الجواب:
النزيف لا يؤثر شيئاً على الصوم ، وإلا لأثرت الاستحاضة ، مع أن الاستحاضة غير ناقضة للصيام، والله تعالى أعلم.


السؤال:
صائم يعاني من وجود البلغم في حلقه طوال النهار، ليس نخامة غليظة ولا ريقاً كالذي يخرج من حلق الإنسان وهو يحاول أن يتنحنح ولكن إن حاول إخراجه مرة سيقع في حرج كبير ، إذ يكون ذلك همه طول النهار، وماذا إذا ابتلعه مع إمكانية أن يطرحه؟


الجواب:
ينبغي أن نفرق بين حالة الشدة وحالة الرخاء وبين حالة الضيق وحالة السعة، وهذه المسألة مختلف فيها من أساسها، لأن العلماء اختلفوا في ما إذا عارض الإنسان وهو في صلاته أو في صيامه شيء من ذلك، فمنهم من قال بأن كل ما نزل من الرأس أو صعد من الصدر ينقض الصلاة والصيام جميعاً إذا ابتلعه وكان قادراً على إخراجه لأن المصلي ليس له أن يتناول شيئاً مما يدخل جوفه وهذا أدخل جوفه شيئاً غير الريق الطبيعي، وكذلك من كان في صيامه ، ومنهم من قال ما صعد هو الناقض، بخلاف النازل من الرأس، ومنهم من قال بعكس ذلك أي ما نزل من الرأس هو الناقض، ومنهم من قال أن ما نزل من الرأس ينقض الصلاة دون الصيام وما ارتفع من الصدر ينقض الصيام دون الصلاة، ومنهم من قال عكس ذلك ، أما الريق فلا يستطيع أن يتخلص منه إلا إذا كان مشوباً بدم، ففي هذه الحالة ليس له أن يولجه إلى جوفه وكذا إن كان مشوباً بمادة أخرى، والذي نراه أن في حالة السعة ينبغي التشديد في هذا الأمر ، وفي حالة الضيق فإن المشقة تجلب التيسير، ومن القواعد الفقهية عند بعض الفقهاء أن الأمر إذا ضاق اتسع وإذا اتسع ضاق والله تعالى أعلم.


السؤال:
هل قلع الأسنان يفطر الصائم؟


الجواب:
لا يفطر قلع الأسنان إن لم يبتلع الدم، والله أعلم.


السؤال:
بعد صلاة الفجر في يوم من أيام رمضان الكريم انتابتني حمى وكحة فوضعت بعض المسكنات (مرهم) على صدري وبعد وضع ذلك المرهم أحسست بأن رائحته دخلت في حلقي، فماذا علي في صيام ذلك اليوم ، وهل الصيام صحيح أم لا؟


الجواب:
هذا لم يضعه في فيه ولا أنفه ولا عينه ، إنما وضعه على صدره ، وإنما سرت الرائحة إلى الحلق، فليس عليه حرج إن شاء الله.


السؤال:
هل العيدان التي تستخدم لتنظيف الأذن تفطر أم لا؟


الجواب:
إدخال الإنسان إصبعه في فيه أو أنفه أو أذنه أو عينه غير مفطر ، فللإنسان أن يتمضمض ويدخل إصبعه لينظف أسنانه أثناء مضمضته من غير أن يؤثر ذلك على صيامه ، وكذلك له أن يدخل إصبعه في خياشيم أنفه في حال استنشاقه ولا يؤثر ذلك شيئاً على صيامه ، وكذلك لو أدخل إصبعه في عينيه لما كان ذلك مؤثراً على صيامه.
بل للإنسان أن يستاك ، فالنبي صلى الله عليه وسلم روي عنه بأنه كان يستاك بالأخضر واليابس وهو صائم، وجاءت الرواية مرغبة في السواك قبل الوضوء وقبل الصلاة فالنبي صلى الله عليه وسلّم قال كما في حديث أبي هريرة : <<لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة وعند كل وضوء>> . ولم يكن ذلك مؤثراً على الصيام قط ، وإنما كره بعض العلماء السواك من بعد الزوال ليفطر الإنسان على خلوف فيه لئلا تذهب الرائحة الحاصلة من أثر الصوم ، ولكن الصحيح بأنه لا يكره السواك سواء قبل الزوال أو بعده ، سواء كان بالرطب أو باليابس، وقد جاء في الرواية عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله تعالى عنه ـ أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلّم : هششت فقبّلت وأنا صائم . فقال له النبي صلى الله عليه وسلّم : <<أرأيت أن لو وضعت في فيك ماءاً ثم مججته أكان ذلك ناقضاً لصومك ؟>> قال له : لا . قال : <<ففيم إذن>> . ومعنى هذا أن النبي صلى الله عليه وسلّم علّم عمر رضي الله عنه قياس القبلة التي هي مقدمة للجماع على المضمضة التي هي مقدمة للشرب، فكما أن المضمضة التي هي مقدمة للشرب لا تفطر الصيام فكذلك القبلة، هذا مع أن الأذن غير موصلة إلى الجوف ـ إن كانت أذناً سليمة ـ لأن هنالك ما يسد وصول أي شيء إلى الجوف ما لم تكن الطبلة مخترقة ، فالإنسان قد يضع ماءاً في أذنه ويبقى فترة طويلة حتى إذا قام وجد ذلك الماء على حاله لم ينزل منه شيء داخل أذنه ، وهذا مما يدل على أن الأذن غير موصولة إلى الجوف. وعلى هذا فلا حرج من وضع قطوراً فيها فضلاً عن أن ينظفها بعيدان ونحوها، فإن ذلك لا يؤثر على صيامه قط ، والله تعالى أعلم.


السؤال:
هل يضر الصائم إذا دخل ماء في أذنه أثناء الاستحمام؟


الجواب:
الأذن غير موصلة إلى الجوف حسب ما قرر الأطباء ، إلا إن كانت الطبلة منخرقة، أما إن لم تكن الطبلة منخرقة فلا يصل إلى الجوف من خلال الأذن شيء.


السؤال:
هل يجوز قص الأظافر في نهار رمضان؟


الجواب:
لا مانع من قص الأظافر وإزالة الشعر المعتاد في نهار رمضان، ولا يؤثر ذلك في الصيام.


السؤال:
هل تنقض السباحة في نهار رمضان؟


الجواب:
السباحة لا تنقض الصوم سواءاً سبح الإنسان في حوض أو في نهر ، وسواءاً ارتمى هو في الماء أو كان الماء يخر عليه.


السؤال:
ما حكم من ينفخ البخور وهو صائم؟ وما حكم من يضع اللبان في دورات المياه، إذ يقول البعض: "بعدم الجواز؛ لأنه بخور الأنبياء"؟


الجواب:
إن لم يدخل في حلقه من البخور في حال صومه شيء فلا حرج عليه، ولا مانع من تبخير دورات المياه باللبان، ودعوى أنه بخور الأنبياء لا دليل عليه، وهبْ ذلك صحيحاً، فإن الماء أيضاً شراب الأنبياء، فهل يحرم إدخاله دورات المياه، والتطهر به؟ والله أعلم.


السؤال:
ما حكم البخور في نهار رمضان؟


الجواب:
إن كان لا يلج إلى الخياشيم والفم شيء منه فهو غير ناقض، وذلك بأن تصل رائحته من غير أن يلج شيء من بخاره أو دخانه إلى الخياشيم، أما إن وصل شيء إلى الخياشيم وولج إلى الجوف فحكمه حكم التدخين من حيث نقضه للصيام، لأن الصيام ينتقض بكل ما يصل إلى الجوف.


السؤال:
ما حكم التطيب والكحل وقص الأظافر في رمضان؟


الجواب:
كل ذلك جائز ، فالتطيب لا بأس به ما لم يلج شيء منه إلى الجوف من طريق الفم أو الحلق، والكحل يمنع لأنه جامد وليس سائلاً فلا يتحلل ويصل إلى الجوف ولو بواسطة الدمع، وأما قص الأظافر وإلقاء التفث في نهار رمضان فهو مباح كسائر الأيام . والله تعالى أعلم.


السؤال:
هل يجوز الاكتحال في رمضان؟


الجواب:
لا مانع من ذلك، لأن الكحل غير مانع بخلاف المائعات التي تجري بواسطة القناة الدمعية وتصل إلى الحلق.


السؤال:
هل يجوز الكحل في العين واستنشاق رائحة العطر في نهار رمضان؟


الجواب:
أما الكحل فلا يمنع، لأنه وإن كانت في العين قناة دمعية تفضي في النهاية إلى الحلق، إلا أن الكحل غير سائل فلا ينتقل إلى الحلق بسهولة، بخلاف السوائل والدواء المر الذي يوضع على العين فيحس مباشرة بالمرارة في حلقه ، أما الطيب فلا ينقض صيام الصائم ولا يمنع من أن يستخدمه أو أن يشمه.


السؤال:
امرأة استخدمت العطر وهي صائمة فأحست منه بشيء في حلقها، فماذا عليها؟


الجواب:
إن كانت لم تقصد ذلك وإنما وصل إلى حلقها خطأ ، وحاولت أن تتنحنح وتبصق بعد ذلك لإخراج آثار ذلك العطر الذي وصل إلى حلقها فأرجو أن لا يكون عليها حرج إن شاء الله.


السؤال:
هل يصح للصائم أن يفطر بالطعام المعالج بالنار؟


الجواب:
ليس في ذلك حُرمة، ولا يؤثر ذلك على الصيام في شيء، إنما يُؤمر الإنسان أن يأكل تمرات أو فاكهة إن لم تحضره تمرات أو يشرب ماء إن لم تحضره تمرات ولا فاكهة في بداية فطوره، حتى لا يبدأ بطعام مسته النار كما جاء ذلك في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من أجل المحافظة على الصحة، فإن المعدة عندما تكون غير مشتغلة بطعام وارد من قريب، ثم يرد إليها طعام مسته النار فقد يكون مُؤثراً عليها.


السؤال:
أنا امرأة متزوجة وزوجي يعاني من بعض الأمراض ، هل يجوز لي التكشف عليه في نهار رمضان ، وما حكم صيامي ، علماً بأنه كبير في السن ولا يستطيع قضاء أموره لوحده؟


الجواب:
لا مانع من أن تقومي بخدمته بل أنت مأجورة على ذلك، ولا يؤثر ذلك على الصيام، بل ولو لم يكن هنالك عذر ولا ما يدعو إلى هذا كأن يكون الزوج صحيحاً لا يشكو مرضاً ولا ضعفاً فإن رؤية المرأة لزوجها على أي حال لا ينقض صيامها، فلو أبصرته عارياً لما كان ذلك ناقضاً لصيامها، بل ولو وقعت يدها على شيء من سوأته لما كان ذلك ناقضاً لصيامها ، وإنما ينقض الصيام مما يكون بين الزوجين الجماع وحده، والله تعالى أعلم.


السؤال:
امرأة تراعي والدتها المسنة الضعيفة جداً ، هل يجب عليها قضاء أيام رمضان التي اضطرت فيها التكشف على والدتها.


الجواب:
لا يلزمها ذلك، وليس ذلك من الدين في شيء، بل هو من المغالاة في الدين، إذ قيامها ببر والدتها أمر مفروض، ورؤيتها لما لا يحل لها أن تراه في حالة الاختيار إنما هو لأجل الضرورة، ولا يؤاخذ الله تعالى الناس بما يضطرهم إليه.


السؤال:
لدينا رجل معوق ومتخلف عقلياً، فهل يجوز لزوجة أبيه أن تتكشف عليه عند استحمامه ، علماً أن والده غير موجود في المنزل بصفة دائمة، فهل يبطل صومها؟


الجواب:
لا بطلان للصوم بذلك، وليس عليها حرج إن لم تجد من يقوم بشأنه ، وإنما تتفادى النظر إلى عورته بقدر استطاعتها.


السؤال:
إذا جلس الشخص بجانب شخص يدخن هل يفطر ذلك أم لا؟


الجواب:
مما يؤسف له أن الناس الذين اعتادوا التدخين اعتادوا سوء الأخلاق والعياذ بالله، فهم لا يبالون في الإضرار بغيرهم ، مع أن التدخين ليس مضراً بالمدخن وحده فحسب بل هو مضر بمن يجلس حوله، وينبغي للإنسان أن يتفادى الجلوس مع المدخنين في كل وقت من الأوقات لما يسببه ذلك من الضرر ، ويتأكد ذلك إن كان صائماً ، لئلا يلج إلى حلقه شيء من الدخان الذي يخرج من أفواه المدخنين أو الذي ينبعث من السجائر، ولكن مع تفادي دخول ذلك من الأنف أو الفم فإنه لا يتأثر صيامه بذلك، والله تعالى أعلم.


السؤال:
ما حكم مصافحة غير المسلم في نهار رمضان؟


الجواب:
لا تؤثر مصافحة غير المسلم في نهار رمضان ولا في ليله شيئاً على الصيام، فإن المصافحة ليست طعاماً يتناوله الإنسان، والمسلم مأمور بأن يظهر للناس جميعاً الوجه الحسن والمعاملة الطيبة ، فلذلك لا يمنع من مصافحة غير المسلم.


السؤال:
منذ ما يُقارب من أربعة وعشرين عاماً كنت مُرضعاً لطفلة، وكنت في رمضان فشعرت بعطش شديد نتيجة الإجهاد والتعب ونتيجة لأعمال شاقة قمت بها، فشربت كوب ماء، فما حكم ذلك؟


الجواب:
إن كان الشرب لضرورة بحيث أحسست بتعب شديد وإرهاق بالغ لا تتحملينه لو لم تشربي فلا مانع من شربك، والله تبارك وتعالى أحق أن يعفو ولا سيما أنك مرضعة.


السؤال:
طهرت امرأة بعد صلاة العصر في شهر رمضان، فهل تمتنع عن الأكل والشرب أم لا؟


الجواب:
الراجح أن لا تمنع من الطعام والشراب لأنها لم تبدأ ذلك اليوم بصيام ولم يكن واجباً عليها صيامه. والله أعلم.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
محمد , لسماحة , الموسوعة , الخليلي , الشيخ , الصوم , الكبرى , فتاوى


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الآن ...الموسوعة الإسلامية الإباضية الشاملة ..أكثر من 600 عنوان !! عابر الفيافي المكتبة الإسلامية الشاملة 11 03-19-2012 09:09 AM
كتاب : الفتاوى كتاب الصلاة ج1 لسماحة الشيخ أحمد الخليلي عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 8 10-26-2011 09:29 PM
الشيخ محمد بن شامس البطاشي (رحمه الله) جنون علماء وأئمة الإباضية 4 12-19-2010 06:42 AM
الشيخ أبو مسلم البهلاني في سطور ذهبية بلسم الحياة علماء وأئمة الإباضية 3 11-30-2010 06:30 PM
الفتاوى كتاب الصوم ج1 لسماحة الشيخ أحمد الخليلي عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 0 10-08-2010 10:40 AM


الساعة الآن 12:14 AM.