غزوة بدر نصر وتفاؤل - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات



أرشيف 1432هـ جو إيماني,, فيه ندرج ما يختص بشهر رمضان المبارك {فتاوى,مقالات رمضانية,خطب,محاضرات,أخبار,تواقيع}


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
افتراضي  غزوة بدر نصر وتفاؤل
كُتبَ بتاريخ: [ 08-17-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية الامير المجهول
 
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
الامير المجهول غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913
قوة التقييم : الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع


منذر السيفي : الحل ليس التباكي على أمجاد أضعناها وإنما علينا أن نستفيد من هذه الأحداث العظيمة لحل قضيانا
الاستعانة بالله عز وجل و اللجوء إليه و الإلحاح بالدعاء وإعداد العدة سببا للانتصار

الجهاد: من أفضل الأعمال التي ينبغي أن يتقرب بها المسلم إلى ربه
أجرى اللقاء ـ أحمد بن سعيد الجرداني :شهر رمضان المبارك يعلمنا الصبر والجهاد والتفاؤل رغم منعصات الحياة فقد كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم كلها تفاؤل وما دخل التشأوم إلى قلبه طرفة عين ولم يكن صلى الله عليه وسلم متشككاً في نصر الله تعالى إياه ، ونحن في هذه الأيام نعيش أجواء تاريخية حول غزوة بدر الكبرى ؛ لما لهذه الحادثة من دروس وعبر حيث كان لنا هذا اللقاء مع منذر بن عبدالله السيفي إمام وخطيب وواعظ بولاية نزوى ...
أفضل الأعمال
بما إننا نعايش هذه الأيام ذكرى غزوة بدر الكيرى ما هي أفضل الأعمال التي ينبغي للمسلم القيام بها في رمضان؟
إن أفضل الأعمال التي ينبغي أن يتقرب بها المسلم إلى ربه و أجل القربات هي : الجهاد في سبيل الله تعالى لأعلى كلمة الله في الأرض ورفع راية الدين و التوحيد إذ أنة ذروة سنام الإسلام قال تعالى " إن الله أشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقاً في التورية و الإنجيل و القرءان ومن أوفا بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذين بايعتهم به وذلك هو الفوز العظيم " ويقول " يا أيها الذين امنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين " وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله أي العمل أفضل قال " الإيمان بالله و الجهاد في سبيله وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها وكم من آية في كتاب الله تعالى وكم من حديث شريف حثا على الجهاد في سبيل الله ولا غرابة أن يتنافس الصحابة و الصحابيات تنافساً ملئه الإيمان من أجل رفع راية التوحيد في الأرض فانتشر الإسلام كالنار على الهشيم في أصقاع كثيرة من الأرض وما هذا إلا بفضل تلك النفوس التي باعت أنفسها رخيصة في سبيل دينها و إسلامها فرزقها الله ما تمنت ولسان حالهم ينادي :
كل عيش قد أراه نكداً غير ركن الرمح في ظل الفرس
وقيام في ليال دجن حارساً للناس في أقصى الحرس

الحل ليس بالتباكي
إن رمضان موسم العزة و الكرامة ومدرسة تربى فيها القادة وفي تجديد الذكريات تجد النفوس سلوتها وهي نستذكر تاريخها التليد وإنتصارتها المباركة وحسبنا في هذا والسؤال كيف نستفيد من هذه الحادثة ؟
دأب كثير من المسلمين عند حلول السابع عشر من شهر رمضان المبارك على سرد أحداث غزوة بدر الكبرى كيف حدثت ولماذا حدثت ومن قتل فيها غير أن ذكر هذه الأحداث وسردها لا يشبع نهم الأمة الإسلامية ولا يقيم لها عزة ولا كرامة فقد ملئت المكتبة الإسلامية بالكثير من المؤلفات و المنشورات عن هذه المعركة إلا أنه مازالت الأمة متخلفة رجعية مهزومة و أنها ثكلى بالمشكلات فالحل ليس التباكي على أمجاد أضعنها عند حلولها وإنما علينا أن نستفيد الدواء الناجح لحل قضيانا من تلك الأحداث العظيمة وهذا ما يترفع عنه الناس في زماننا هذا والله المستعان .

الاستعانة بالله عز وجل
ما هو السر الذي جعل غزوة بدر الأساس لانتصارات المسلمين المتوالية وكيف انتصروا وهم لم يتجاوز عددهم ثلاثمائة وثلاثة عشر ؟
السر في ذلك هو الاستعانة بالله عز وجل و اللجوء إليه و الإلحاح بالدعاء وإعداد العدة بقدر المستطاع ؛ إذ أن الكفة غير متوازية بين الطرفين حيث لم يكن متوقعاً أن ينتصر المسلمون على كفار قريش إذ أن المقاييس المادية و النظرية تؤكد انتصار العدد و العدة ولكن أمضى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الجمعة كلها وهو يدعوا الله أن ينصر تلك الفئة المستضعفة ومن شدة ما كان صلى الله عليه وسلم يلجأ إلى الله بالدعاء كان الرداء يسقط من على منكبيه فيرفعه سيدنا أبوبكر ويحاول التخفيف عنه هذا هو السر في انتصار المسلمين آنذاك ونحن في وقتنا هذا تقاعسنا وتكاسلنا عن عبادة الدعاء قال تعالى " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان " ويقول " ادعوني استجب لكم " وجاء عنه صلى الله عليه وسلم " الدعاء هو العبادة " وجاء كذلك عنه " الدعاء مخ العبادة ".

التفاؤل
علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التفاؤل في الأمور كلها وعدم التشاؤم حيث قال " تفألوا ولا تتشأموا" فهل هناك ما يؤكد تفاؤل النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر؟
نعم فحياة النبي صلى الله عليه وسلم كلها تفاؤل وما دخل التشاؤم إلى قلبه طرفة عين ولم يكن صلى الله عليه وسلم متشككاً في نصر الله تعالى إياه و الدليل على تفاؤل النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخبر أصحابه بمصارع القوم كما ثبت في السنة أنه أشار إلى بعض الأماكن وقال هذا مصرع فلان وهذا مصرع فلان وهذا مصرع فلان " وكلهم من صناديد قريش وكبرائها وشيوخها و أعوانها وكل من أشار إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم قتلوا في هذه الغزوة وفي نفس المكان الذي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إذا ما فائدة التضرع و الدعاء مادام النبي صلى الله عليه وسلم يعلم بنصر الله تعالى له؟
لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد منا أن نأخذ بالأسباب التي تعين على نصر الله تعالى للأمة و الدعاء سبب من أسباب نصر الله تعالى وكذلك لكل شيء ثمن وثمن هذا النصر اللجوء إلى الله و التذلل إليه ومعه أصحابه الأبرار فتحقق نصر الله لهم .
ما هي الأمور التي تنقصنا اليوم وحالت بيننا وبين نصر الله ؟
مصيبة الأمة اليوم لا تكمن في قلة العدد و العدة ولا قل الموارد أو التقنية ولكن المصيبة أن المسلم محجوب عن مولاه وخالقة فهم عباد دينا منغمسين في الملذات و الشهوات يعبدون المال و الدنيا أكثر من أن يعبدوا الله نسوا عالم الآخرة وهي أمة لا تبالي بدينها ولم تتمسك بسنة بنيها ليلهم نيام ونهارهم بطال أمة منغمسة في الخرافات مبتعدة عن عبادة الله صدها كل ذلك عن صراط الله القويم من تمسك به هدي إلى صراط المستقيم وأدخل جنة النعيم والمصيبة المدلهمة بالأمة الإسلامية إذا مرت بها مثل هذه الذكريات العطرة نسمع من يخطب الخطب الرنانة ويصف الكلام صفاً وكأنه عقد لؤلؤي وينافس في سبك الكلام وكأن هؤلاء الناس خير من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في التقييد بأحكام الدين وفي الانقياد إلى أوامر الله والعض عليها بالنواجذ ولكن إذا اخترقت الظواهر ودخلت إلى البواطن تجد أن كل ما قيل ما هو إلا سبك لسان أما القلوب والسلوك فبعيد كل البعد عن منظومة التطبيق " يا أيها الذين ءامنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون فأمثال هؤلاء ليس لهم أي أصل ولا نسب فيما رفعوا أصواتهم فيه أما أصحاب رسول فأناس صدقوا ما عاهدوا الله عليه وصدقوا الله فصدقهم فمن يسبح في أو حال الرذيلة لا خير فيهم قال تعالى " أو لما أصبتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شي قدير"
من وجهة نظركم ما هي الأسباب التي تعين على نصر الله تعالى للمسلمين وهم بحاجة إليه وخصوصاً أنهم يعانون من انتكاسات خطيرة هنا وهناك وعدم استقرار في أوطانهم وبلدانهم ؟
لا يكفي أن يدعى عامة الناس إلى التوبة إلى الله و الرجوع إليه و التبدل إليه ولبس لجلباب الذل و التخشع و التذلل دون أن يدعى إلى هذا الفعل من يمسك بزمام الحكم وهو على رقاب المسلمين فلا بد من تكون له زمام الأمور أن يكون قدوة لشعبه ملتزماً لمنهج مولاه مقتديا بسيرة الحاكم الأول رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كانت له اليد الطولى في التأثير على مشاعر المسلمين قاطبة كان يقود المسلمين في دعائهم وصلاتهم وما يشكل عليهم من قضايا يحلها لهم أما قادة المسلمين في وقتنا هذا لم يتعرفوا على هويتهم لأنهم لا يريدون أن ينزلوا من أبراجهم العاجية وسيارتهم الفاخرة وخدمهم وحشمهم فلا يكفي أن يتضرع الناس في المساجد والمصليات ويأتي من يأمر بالصلاة ولا يصلي فبما أن الفساد و الفجور موجود في بقعة من أي قطر من الأقطار فلا ينتظر نصر قال تعالى " إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ولا يتم هذا النصر إلا بطاعة الله و التزام أمره وعدم التهاون في أحكامه و العمل بالقرآن و السنة قال صلى الله عليه وسلم "تركت فيكم شيئين من إن تمسكتم بهما لن تصلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي وإنه حينما تحل هذه المناسبات يجب أن يضع كل مسؤول نصب عينيه أهمية تعليم الناشئة العلوم الدينية و القيم الإنسانية و الأخلاق السامية ويجب أن يدركوا أن عاقبة الاستكبار مآله إلى زوال وإن طريق التذلل إلى الله طريق ينبغي أن يسلكه كل من أراد العزة و التمكين لدين الله سبحانه وتعالى ومهما أصاب الإنسان في هذا الطريق من أشواك وفعل من معاصي فليبادر إلى التوبة و الافتقار إليه سبحانه كل هذا يمحوا ما فعله المرء من ذنوبه " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن كثير .
حسبنا هذه اليوم ولنا بقية تابعونا...

y.,m f]v kwv ,jthcg fpv y.,m ,jthcg kav





توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس

كُتبَ بتاريخ : [ 08-18-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



منذر السيفي: ما يحصل للمسلمين في هذا العصر من انتكاسات وهزائم إنما يعود إلى عدم نصرتهم لدين ربهم وإشتغالهم باللهو واللذات والشهوات
الغاية والهدف من التضحيات .. ابتغاء مرضات الله ونيل الشهادة في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى
الشورى من أسباب انتصار الإسلام على الكفر
على المسلم أن يجعل من هذه الغزوة انتصارا على نفسه من الشهوات والمعاصي

أجرى اللقاء ـ أحمد بن سعيد الجرداني :
شهر رمضان المبارك يعلمنا الصبر والجهاد والتفاؤل رغم منغصات الحياة فقد كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم كلها تفاؤل وما دخل التشاؤم إلى قلبه طرفة عين ولم يكن صلى الله عليه وسلم متشككا في نصر الله تعالى إياه، ونحن في هذه الأيام نعيش أجواء تاريخية حول غزوة بدر الكبرى؛ لما لهذه الحادثة من دروس وعبر نواصل ما تبقى من هذا اللقاء مع منذر بن عبدالله السيفي إمام وخطيب وواعظ بولاية نزوى ...

الغاية والهدف والتوكل
ما هي الغاية من التضحيات التي قدمتها الطائفة المؤمنة من مهاجرين وأنصار في غزوة بدر الكبرى؟
الغاية والهدف من تلك التضحيات ابتغاء مرضاة الله ونيل الشهادة في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى في الأرض ودخولهم منازل الشهداء في جنات عدن مفتحة لهم الأبواب وما عند الله خير وأبقى
.
في غزوة بدر ظهر صدق التوكل كيف كان ذلك ؟
ظهر صدق التوكل عند المؤمنين إصرارهم على مواجهة المشركين الذين يفوقونهم عددا وعدة وفي العرف النظري أن العدد الكبير يفوق العدد الصغير ولكن هؤلاء القوم أشربت قلوبهم إيمانا وحبا لنصرة دين الله بالإضافة إلى كل هذا رفض النبي صلى الله عليه وسلم الاستعانة بالمشركين على المشركين أنفسهم مع مسيس الحاجة إليهم تقول السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة وشجاعة ففرح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم به فلما أدركه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم جئت لأتبعك وأصيب معك قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " تؤمن بالله ورسوله " قال : لا قال " فارجع فلن استعين بمشرك " قالت ثم مضى حتى إذا كنا بالشجرة أدركه الرجل فقال له كما قال أول مرة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كما قال له في المرة الأولى " فارجع فلن استعين بمشرك " قالت : ثم مضى حتى إذا كنا بالشجرة أدركه الرجل فقال كما قال أول مرة ورد عليه صلى الله عليه وسلم بمثل مارد عليه أول مرة . قالت ثم رجع فأدركه بالبيداء قال له كما قال أول مرة " تؤمن بالله ورسوله " قال نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فانطلق" ومما يدل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وحسن توكله أنه كان يبشر أصحابه بالنصر المبين على كفار قريش المكذبين.

الأسباب
ما سبب انتصار المسلمين في غزوة بدر وما سبب خسارة المشركين ؟
سبب ذلك أن بعض المشركين تولى كبره ولم يأخذ بالنصيحة ومن جملة هؤلاء أبو جهل حينما نصحهم رجل من أكابر قوادهم وأشرافهم وسادتهم واسمه عتبة بن ربيعة فنهاهم عن القتال وقال يا قوم إني أرى قوما مستميتين لا تصلون إليهم وفيكم خير يا قوم اعصبوها اليوم برأسي وقولوا جبن عتبة بن ربيعة وقد علمتم أني لست بأجبنكم " فلما سمع ذلك أبو جهل فقال " انت تقول هذا والله لو غيرك يقول لأعضضته قد ملأت رئتك أي جوفك رعباً فقال عتبة إياي تعير يا مُصفر استه ستعلم أينا الجبان " ومعنى مصفر استه قيل أنها عبارة عن الترفه وهذا ما ذهب إليه الزمخشري وقال ابن الأثير " رماه بالأنبة وأنه كان يزعفر استه وقيل هي كلمة تقال للمتنعم المترف الذي لم تحنكه التجارب والشدائد وقيل قصد بهذه العبارة المبالغة ثم قال أبو جهل في غرور وكبرياء "انتفخ والله سحره حين رأى محمدا وأصحابه إنما محمد وأصحابه كأكلة جزور ولو قد التقينا " فقال عتبة ستعلم من الجبان المفسد لقومه أما والله إني لأرى قوما يضربونكم ضربا أما ترون كأن رؤوسهم الأفاعي وكأن وجوههم السيوف " أما سبب نصر المؤمنين أخذهم بالمشورة فقد أخذ رسول الله صلى الله عليه سلم بمشورة بعض أصحابه في الاستلاء على بئر بدر والدعاء حيث كان صلى الله عليه وسلم يدعوا ربه بهذا الدعاء " الله أنجز لي ما وعدتني اللهم آت ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض " ومع هذا الإلحاح نزل قول الله تعالى " إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين " فأمد الله أتباعه بالملائكة.

لا تمثل الطاقة العسكرية!
من وجهة نظركم هل القوات التي صاحبت النبي صلى الله عليه وسلم في الغزوة تمثل الطاقة العسكرية ؟ولماذا؟
لا القوات التي خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمثل الطاقة العسكرية كلها للمسلمين والسبب أن رسول الله صلى عليه وسلم لم يخرج أصلا للقتال وإنما خرج لاعتراض قافلة تجارية قادمة من الشام ومما يدل على ذلك قول سيد المرسلين " هذه عير قريش فيها أموالهم فأخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها " ولم يكن يعلم المسلمون أن نتيجة هذا الخروج سينتج عنه مواجهة قريش وحلفائها الذي يبلغ تعدادهم ألفا معهم مائتا فرس يقودونها إلى جانب جمالهم ومعهم القيان يضربن بالدفوف ويغنين بهجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من حين لم يكن مع المسلمين إلا فرسان وكان معهم سبعون بعيرا يتعاقبون عليها .

هل حدث انشقاق بين المشركين بعد أن وصلهم خبر سلامة القافلة من استيلاء النبي صلى الله عليه وسلم لها ؟
نعم حدث انشقاق فقد انشق بنو زهرة وبني هاشم وعادوا إلى مكة نصحهم الأخنس بن شريق أما بنو هاشم كان يقودهم طالب بن أبي طالب وكانت قريش قد اتهمتهم بأن هواهم مع محمد صلى الله عليه وسلم .

ما هو الأسلوب الجديد الذي انتهجه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن معهودا عند العرب في غزوة بدر وما الهدف منه ؟
تنظيم النبي صلى الله عليه وسلم جيشه على هيئة صفوف والهدف منه تقليل خسائر الجيش ويعوض عن قلة العدد أمام العدو ويمكن من إحكام السيطرة .
بدأت الغزوة بالمبارزة بين الطرفين هل كان لهذه المبارزة تأثير على الطرفين المتحادين ؟
نعم كان لهذه المبارزة تأثير على الطرفين حيث بدأ القتال بمبارزات فردية فقد خرج من جانب المشركين عتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة بن ربيعة وشيبة بن عتبة بن ربيعة ومن جهة المسلمين خرج عم النبي صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب وصهره وإبن عمه علي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث وفي هؤلاء نزل قوله تعالى ".


} هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ
مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ {19} يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ {20} وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ {21} كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ
{22} إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ {23}

قبل أن نختم لقاءلنا هذا ما هي توجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه في هذه الغزوة ؟
" إذا أكثبوكم فارموهم واستبقوا نبلكم ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم " ومن ثم حرضهم على الجهاد .
إذن في نهاية لقاء هذا ما هي الدروس والعبر المستخلصة من هذه الغزوة المباركة ؟
إن من الدروس العظيمة المستفادة من هذه الغزوة أن المسلمين إنما يقاتلون أعدائهم بهذا الدين وإنهم إنما ينصرون بنصرهم لله وإقامة دينه وشرعه " يا أيها الذين ءامنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " وإن ما يحصل للمسلمين في هذه العصور من انتكاسات وهزائم إنما يعود إلى عدم نصرتهم لدين ربهم وإشتغالهم باللهو واللذات والشهوات قال تعالى " وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم " وحري بالمسلم أن يجعل من هذه الغزوة انتصارا على نفسه من الشهوات والمعاصي وأن يستبدل معصية ربه بطاعته سبحانه كما حقق الله تعالى النصر للمسلمين في هذه الغزوة والإنسان في حرب مع نفسه والشيطان والهوى فعليه أن يجاهد من أجل أن ينتصر عليها ولا يكون ذلك إلا بشحذ الهمم والتوبة إلى الله واستغلال الوقت في كل نافع ومفيد فمن لم يشغل نفسه بطاعة الله شغلته بالمعصية والله تعالى المستعان ومن الدروس ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم بقتلى المشركين وأسراهم الذين أذوه وسبوه وطردوه من مكة المكرمة وعذبوه وعذبوا أصحابه ومع ذلك كله يأمر بدفن أمواتهم ثم يأمر صلى الله عليه وسلم بإكرام أسراهم ويوصي بهم خيرا ويقبل منهم الفدية لأن ديننا يعلمنا أن الحرب في الإسلام فضيلة وتعاليم الإسلام فوق تصفية الحسابات ومن الدروس أن كل من لجأ إلى الله كفاه وحفظه ووقاه إذ أن الدعاء هو سلاح المؤمن الذي ينبغي أن يتسلح به أمام كل مدهلمة تنزل على المرء مهما كان حجمها ونحن نجد في هذه الغزوة مدى إلحاح النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء واللجوء إليه سبحانه وتعالى لكشف الغماء ومن الدروس أنه لابد لليل أن ينجلي وللنهار أن يسفر وإن مهما اشتد من عسر فإن اليسر يلحقه وإن النصر لا يكون بالعدد والعدة وإنما بالإيمان الصادق وإخلاص النية له سبحانه وتعظيم ما أمر الله والانتهاء عما نهى الله عنه .

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بحر , غزوة , وتفاؤل , نشر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير سورة التوبة ص 19 (القرطبي) الامير المجهول علوم القرآن الكريم 0 05-23-2011 02:23 AM
الموسوعه من السؤال والجواب ف الثقافه الاسلاميه cdabra الـنور الإسلامي العــام 0 02-24-2011 07:53 AM
تفسير سورآل ة عمران ص 17(القرطبي) الامير المجهول علوم القرآن الكريم 0 01-08-2011 01:25 PM


الساعة الآن 07:46 PM.