أسماء الله الحسنى للشيخ محمد راتب النابلسي - الصفحة 2 - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات


العودة   منتديات نور الاستقامة > الــنـــور الإسلامي > الـنور الإسلامي العــام

الـنور الإسلامي العــام [القرآن الكريم] [اناشيد اسلاميه صوتيه ومرئيه] [السيره النبويه] [اناشيد اطفال] [ثقافة إسلامية]


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
كُتبَ بتاريخ : [ 04-10-2013 ]
 
 رقم المشاركة : ( 11 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



إلزام الله عز وجل ذاته العلية برزق العباد:
أحياناً الله عز وجل يرزق إنسان مكانة، بهذه المكانة تحل مشكلات كبيرة، هذا رأسمالك، أي الناس يهابونك، ينصاعون لأمرك، استخدم هذه الهيبة في خدمة الناس، في حلّ مشكلاتهم، في إنقاذ من يحتاج إلى إنقاذ، والآية الكريمة:
﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ﴾
( سورة هود الآية: 6 )
على، متى جاءت على ؟ مع لفظ الجلالة، معنى ذلك أن الله ألزم نفسه ذاتياً برزق العباد ﴿ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ﴾
بعدها ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ ﴾
تفيد استغراق أفراد النوع.
لو دخل معلم إلى صف، وقال: أيها الطلاب لكم عندي هدية، يعني لهؤلاء الذين أمامه، أما لو قال: ما من طالب في هذا الصف إلا وله عندي هدية، هذه من تشمل حتى الغائب، حتى الذي لم يتح له أن يأخذها الآن، ما من طالب في هذا الصف إلا وله عندي هدية، هذه من تفيد استغراق أفراد النوع.
ما قال: ما دابة إلا على الله رزقها، قال: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ ﴾
يعني نملة تمشي على صخرة صماء، في الليلة الظلماء، على الله رزقها.
وعل يعيش في قمم الجبال، هناك ينابيع مياه في قمم الجبال، في القمم أي مستودع في جبل أعلى، تمديد مذهل من أجل الوعول، هناك وعول تعيش في قمم الجبال هناك ينابيع ماء لها، معنى ذلك أن هذه الينابيع تمديداتها تحت الجبال إلى جبال أعلى، يوجد بأرواد نبع، هذا النبع لا تكفي أمطار أرواد لهذا النبع، هذا النبع مستودعه في طرطوس وممدد تحت البحر، يوجد بإندونيسيا ثلاث عشرة جزيرة، ما من جزيرة إلا وفيها نبع ماء عذب، من آيات الله الدالة على عظمته.
إذاً ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى ﴾
يعني ألزم الله ذاته العلية برزق العباد. بطولة الإنسان أن يأكل رزقه الذي كتبه الله له من طريق مشروع:

حتى الطعام الحرام الذي يتناوله الإنسان هو رزق من الله، يعني أضرب هذا المثل الذي أردده كثيراً:
بستان فيه شجر تفاح، الشجرة السابعة، الفرع الثالث، الغصن الرابع، التفاحة الخامسة، هذه لفلان، هذه له، فلان قد يشتريها بماله، وقد يأكلها ضيافة، وقد يأكلها هدية وقد يسرقها، وقد يتسولها، التسول، والسرقة، والهدية، والضيافة، والشراء اختياره، أما هي له.
فالبطولة أن تأكل رزقك الذي كتبه الله لك من طريق مشروع، هنا جاء الحديث مرة ثانية:
(( نفث روح القدس في روعي أن نفساً لن تخرج من الدنيا حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فأجملوا في الطلب ))
[ أخرجه الطبراني عن أبي أمامة الباهلي ]
لا تذل نفسك، لا تتضعضع أمام غني، ولا أمام قوي.
(( اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بالمقادير ))
[ ابن عساكر عن عبد الله بن بسر بسند ضعيف]
والله مرة زارني أخ متقدم بالسن، قدمتُ له ضيافة متواضعة، فقطع أول لقمة من هذه الضيافة، وقبل أن يأكلها قال: سبحان من قسم لنا هذا، ولا ينسى من فضله أحدا.
اعتقد هذا الاعتقاد، الله عز وجل لا ينسى من فضله أحداً، هو خلقك، تكفل لك بالرزق، تكفل لك بالزواج، تكفل لك بالعمل، لا تضجر، لا تقلق، لا تيأس، لا تتشكى، سبحان من قسم لنا هذا، ولا ينسى من فضله أحداً.
حتى أهل الدنيا الذين يسرقون، هو رزق الله عز وجل اختاروا أن يأخذوه سرقة محاسبون عليه، أما هو لهم. إحباط الأعمال في آخر الزمان نتيجة:

أخوانا الكرام، أحياناً الإنسان يعجب، الأمور تجري خلاف صالح العالم الإسلامي، هم يعيشون على ثروات هائلة، يحتلون موقعاً استراتيجياً مذهلاً، ومع ذلك هذه الثروات ليست لهم، يأتي من يأخذها منهم عنوة، فقد روى عبد الله بن عمر عن النبي الكريم قال:
(( أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ، لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا ))
[ ابن ماجه و البزار و البيهقي عن عبد الله بن عمر ]
1 ـ انتشار الفاحشة:

الآن الشاذون بالعالم لهم منظمات، ولهم قيادات، ولهم مرجعيات، ومعهم بطاقات، ويطالبون الحكومة بأن يعاملوا كغيرهم من المواطنين، وهناك حكومات كثيرة جداً لهم، أحياناً يكون في سفير دولة عظمى يقام له حفل وداع في العاصمة، يحضر معه شريكه الجنسي، وهناك قانون في بعض البلاد الغربية الشريك الجنسي يمنح الجنسية، لو شخص معه شريك جنسي من بلد متقدم جداً شريكه الجنسي يستحق الجنسية، وهناك تعويضات.
الآن قال:
(( حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا ))
[ ابن ماجه و البزار و البيهقي عن عبد الله بن عمر ]
الشذوذ انحراف خطير، يتناقض مع الفطرة، في بلاد كثيرة وضمن القوانين معترف به، فصاحبه محترم، وله كل ميزات المتزوج. 2 ـ انتشار الأمراض:
(( لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ ))
[ ابن ماجه و البزار و البيهقي عن عبد الله بن عمر ]
الإيدز يعني، كان قديماً إذا إنسان سافر وطرق بابه ليلاً يقشعر جلده خوفاً من الله ولا يفتح الباب، والآن يقشعر جلده ولكن خوفاً من الإيدز. ﴿ فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ ﴾
( سورة الأحزاب الآية: 19 )
3 ـ انتشار الغش:

(( وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ ))
الغش، أنوع الغش.
(( وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوّاً مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ ))
[ ابن ماجه و البزار و البيهقي عن عبد الله بن عمر ]
بأول حرب سبعمئة مليار نُقلت من بلادنا إلى بلاد الغرب، وكل حرب تنقل ألوف المليارات من بلادنا إلى بلاد الغرب. 4 ـ عدم الحكم بكتاب الله:
(( وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ))
[ ابن ماجه و البزار و البيهقي عن عبد الله بن عمر ]
الحروب الأهلية.
(( وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ))
عدو يتسلط عليهم، يأخذ ما في أيديهم.
(( مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ ))
[ ابن ماجه و البزار و البيهقي عن عبد الله بن عمر ]
هذه كلها من الأخطاء الذي يرتكبها المسلمون في آخر الزمان. المعرفة أشرف الرزقين رزق الأبدان و رزق الأرواح:

العلماء قالوا: رزق الأبدان بالأطعمة، ورزق الأرواح بالمعرفة، المعرفة رزق، والمعرفة أشرف الرزقين، فإذا خصك الله بدخل وفير أكلت به أطيب الطعام، وخصّ عبداً آخر برزق المعرفة فاعلم علم اليقين أن العبد الآخر أكثر حظوة عند الله منك، لأنه منحه رزق النفوس، ورزق الأرواح، وهي المعارف، قال تعالى:
﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾
( سورة القصص )
والنبي عليه الصلاة والسلام قال:
(( أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني ))
[ مسلم عن أبي هريرة]
أحياناً يكون بعض الأخوة في مجلس، مجلس مبارك فيه تجلٍّ، فيه نور، فيه سرور، فيه مودة، فيه محبة، فيه ذكر لله، يقول لك: جلست جلسة لا أنساها مدى الحياة، قُدم كأس شاي فقط، وأحياناً طعام نفيس، ألوان، أنواع منوعة، يقول لك ما ارتحنا، ما سررنا.
وقال بعض العلماء: "الرازق" من غذى نفوس الأبدان بتوفيقه، وحلّ قلوب الأخيار بتصديقه، الرزق رزقان، رزق الأبدان، ورزق النفوس، نحن بحاجة إلى رزق الأبدان، لكن لا تنسوا حاجتكم العظمى لرزق النفوس، إلى العلم بالله. ﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾
( سورة النساء )
والحمد لله رب العالمين

للتحميل


http://www.nabulsi.com/blue/ar/downl...t=4156&type=vd

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 04-10-2013 ]
 
 رقم المشاركة : ( 12 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
من أسماء الله الحسنى:(الرازق):
أيها الأخوة الأكارم، لا زلنا في اسم "الرازق".
تثبيت الله عز وجل القوانين التي لا تعد ولا تحصى من أجل أن يطمئن الإنسان:
قبل أن نمضي في الحديث عن هذا الاسم لابدّ من التنويه إلى أن الله سبحانه وتعالى ثبت ملايين ملايين القوانين في الكون، ثبات هذه القوانين يوحي بالاستقرار، يوحي بالنظام، فالقوانين ثابتة، الذهب ذهب، والفضة فضة، والحديد حديد، خصائص المواد هي هي، هذه القوانين التي لا تعد ولا تحصى والتي ثبتها الله عز وجل من أجل أن يطمئن الإنسان.
أنت حينما تشيد بناء الحديد الذي فيه لو غيّر خصائصه لانهار البناء، أن حينما تشتري سبيكة ذهب تبقى ذهب ما دامت عندك، لو أنها تحولت إلى معدن خسيس خسرت كل مالك، ثبات خصائص المعادن، وأشباه المعادن، القوانين، قوانين الحركة، قوانين الفيزياء، الكيمياء، هذا الثبات يوحي بالنظام، يوحي بالاستقرار.

ولكن الله جلّت حكمته حرك موضوعين خطيرين، حرك الصحة، وحرك الرزق، الرزق ليس ثابتاً، والصحة ليست كذلك.

تحريك الله تعالى الصحة و الرزق لحكمة بالغة:
يبدو أن هذين الموضوعين الخطيرين، حينما تحركا ليؤدب الله بهما الإنسان، فالإنسان مهما ملك من ثروات طائلة كل استمتاعه بالحياة مبني على صحته، على قطر شريانه التاجي، على نمو خلاياه، على سيولة دمه، لو تجمد الدم في العروق لمات الإنسان احتشاء، لو نمت الخلايا نمواً عشوائياً ورم خبيث، لو ضاقت الشرايين ذبحة صدرية، هناك أمراض وبيلة قاتلة.
فالصحة ليست ثابتة، وكذلك الرزق، أحياناً تنقطع الأمطار، يموت النبات، يموت الحيوان، يهاجر الإنسان.

نحن آمنا أن الله سبحانه وتعالى وحده هو "الرازق" لكن بعد هذا الإيمان بيّن في قرآنه، والنبي المعصوم بيّن في سنته أسباب زيادة الرزق، وما منا واحد على وجه الأرض إلا حريص على صحته، وعلى رزقه.

الأسباب التي وردت في القرآن الكريم والتي جعلها الله سبباً لزيادة الرزق:
1 ـ تقوى الله عز وجل:
ما دمنا في اسم "الرازق" ما الأسباب التي وردت في القرآن الكريم، والتي جعلها الله سبباً لزيادة الرزق، الله عز وجل في أول سبب من أسباب الزيادة قال تعالى:
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾
( سورة الطلاق )
ضاقت فلما استحكمت حلقاته ا فرجت وكان يظن أنها لا تفرج
* * *

كن عن هـــمومك معرضا وكل الأمور إلى الــــقضا
وابشر بخـــــير عاجل تنسى به ما قد مضــــى
فلــــــرب أمر مسخط لك في عواقبه رضـــــا
* * *

وربما ضــــاق المضيق ولربما اتسع الفضـــــا
الله يفعل ما يشــــــاء فلا تكن معترضــــــا
الله عودك الــــــجميل فقس على ما قد مضـــى
* * *

الإنسان المؤمن لا يقنط ولا ييأس بل يتجه إلى الله عز وجل:
والله أيها الأخوة، لو لم يكن في كتاب الله إلا هذه الآية لكفتني ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾
من اسم شرط جازم، اسم الشرط الجازم يحتاج إلى فعلين، الفعل الأول فعل الشرط، والثاني جوابه وجزاؤه، هذه الصيغة توحي بالقانون، من يجتهد ينجح، من سار على الدرب وصل ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾
ماذا تعني كلمة مخرج ؟ أمامه الأبواب كلها مغلقة، أنت متى تقول أين المخرج ؟ حينما تحاول أن تخرج ولم تجد باباً تقول أين المخرج ؟.


توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 04-10-2013 ]
 
 رقم المشاركة : ( 13 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



كلمة ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾
توحي أن أبواب الأرض أغلقت، تقدم طلباً لا يوافق له، يقدم بعثة مرفوض، يبحث عن عمل لا يجد، يحاول أن يستأجر دكاناً لا يستطيع، الأبواب كلها مغلقة، ولحكمة بَالغةٍ بالغةٍ بالغة أحياناً يكون هذا الامتحان الصعب يغلق الله كل أبواب الأرض، ويفتح لك أبواب السماء، فالإنسان المؤمن لا يقنط ولا ييأس يتجه إلى الله.
وكان عليه الصلاة والسلام إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة، في أي شأن، في شأن عملك، في شأن صحتك، في شأن زواجك، مشكلة لاحت لك بالأفق، مصيبة قريبة منك، شبح فقر، شبح مرض لابد من أن تقول:
الله عودك الــــــجميل فقس على ما قد مضــــى
* * *

﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾
والله أيها الأخوة، لولا ضيق الوقت لكان هناك مئات القصص التي إذا رويت يقشعر البدن، كيف أن الأبواب كانت مغلقة ثم فتحت.
إذاً أول أسباب زيادة الرزق تقوى الله عز وجل، الإنسان حينما يرى الأمور معسرة الأبواب مغلقة، الأمل أصبح صفراً، يطرق باب السماء، ليتقِ الله
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾
أحياناً مرض عضال يتم الشفاء الذاتي، أحياناً فقر مدقع يتم الغنى الذي هو فضل من الله عز وجل، أحياناً عدو متربص كيف يلين الله قلبه، وينصرف عنه ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾
من عظمة القرآن الكريم أن الآية فيه لها ثلاثة معان سياقي سباقي و لحاقي:
بالمناسبة: عظمة القرآن الكريم أن الآية في القرآن لها معنى سياقي، ومعنى سباقي، ومعنى لحاقي، الآية لها مكان، هناك معنى يؤخذ من سياقها، أما إذا نُزعت وحدها لها معنى آخر، هذه الآية وردت في سورة الطلاق، بالسياق:
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ ﴾
في تطليق زوجته ثلاث مرات ﴿ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾
إلى إرجاعها، هذا المعنى السياقي، انزعها من سياقها هي قانون، في أي موضوع، في أي موضوع على الإطلاق ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾
2 ـ صدق التوكل على الله:
أحد الأسباب لزيادة الرزق صدق التوكل على الله:
﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾
( سورة الطلاق الآية: 3 )
لكن التوكل من عمل القلب، وليس من عمل الجوارح، المسلمون حينما تخلفوا في فهم دينهم جعلوا التوكل بالجوارح، لا يفعل شيئاً، يقول سلمت أمري إليك يا رب، لا يتحرك، مع أن الله عز وجل يقول:
﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا ﴾
( سورة التوبة الآية: 105 )
(( إِن الله يَلُومُ على العَجْز، ولكن عليكَ بالكَيْس، فإِذا غَلَبَك أَمر، فقل حَسبيَ الله ونعم الوكيل ))
[أخرجه أبو داود عن عوف بن مالك ]
لا يسعى، ولا يتحرك، ولا يدرس، ولا يستطلع، ولا يفعل شيئاً إلا أنه يقول أنا توكلت على الله.
سيدنا عمر رأى أناساً يتكففون الناس في الحج، قال: من أنتم ؟ قالوا: نحن المتوكلون، قال: كذبتم، المتوكل من ألقى حبة في الأرض ثم توكل على الله.
سيدنا عمر، رأى رجلاً مع جمل مريض، قال: يا هذا ماذا تفعل بهذا الجمل ؟ قال: أدعو الله أن يشفيه، قال له: هلا جعلت مع الله قطراناً ؟.
التوكل محله القلب و ليس الجوارح:
فالسبب الآخر هو صدق التوكل على الله، التوكل محله القلب، تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، هذه البطولة أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، عندك سفر طويل، ومعك مركبة، تراجعها مراجعة كاملة، تراجع العجلات، المكابح، الزيت، تراجع كل شيء، وحينما تكون جاهزة تتوجه من أعماق قلبك إلى الله، يا رب أنت المسلم، أنت الحافظ، تدرس وتتوكل، تدرس طبيعة السوق وتتوكل، أي شيء تشبعه دراسة عميقة، وتتخذ قراراً وبعدها تتوكل، هكذا أفلح السلف الصالح، أما نحن لم نأخذ بالأسباب.
الطرف الآخر أخذ بالأسباب واعتمد عليها وألهها، ونسي الله فوقع بالشرك ، ونحن ندعي أننا مؤمنون، لم نأخذ بها أصلاً، وتوكلنا على الله توكلاً ساذجاً أي تواكلاً فوقعنا في شرّ عملنا، ينبغي أن تأخذ بالأسباب، وكأنها كل شيء، وأن تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء.

3 ـ صلة الرحم:
أحد أسباب زيادة الرزق صلة الرحم، يقول عليه الصلاة والسلام:
(( مَن سَرّه أن يَبْسُط الله له في رزقه ـ من اسم الباسط ـ وأن يَنْسَأ له في أَثَره فلْيَصِلْ رحمه ))
[ أخرجه البخاري والترمذي عن أبي هريرة ]
الإنسان حينما يتفقد أخواته البنات، المتزوجات، يتفقد من يلوذ به، التفقد بالضبط يعني ما يلي، أن تزورهم، أن تتفقد أحوالهم المعيشية، والتربوية، والدينية، وأن تمد لهم يد العون، وأن تأخذ بيدهم إلى الله، صلة الرحم من أعظم الأعمال، وكأن هذه الصلة صلة الغني للفقير، والقوي للضعيف، والعالم للجاهل. 4 ـ الشكر:
أيها الأخوة، من أسباب زيادة الرزق الشكر، قال تعالى:
﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾
( سورة إبراهيم الآية: 7 )
ما دمت تشكر نعم الله، هذه النعم لن تزول، بل تزيد، أنت حينما تدخل بيتك، يا رب لك الحمد آويتني بهذا البيت، لك عمل يا رب لك الحمد أكرمتني بهذا العمل ، معك شهادة عليا يا رب لك الحمد يسرت لي هذه الدراسة، أمامك زوجة، تحبك وتحبها ملء السمح والبصر يا رب لك الحمد أكرمتني بهذه الزوجة، فأنت حينما ترى نعم الله، وتشكر الله عليها هذه النعم لن تتحول عنك، سوف تزيد، ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾
وبالشكر تدوم النعم، لكن الملمح الدقيق قال تعالى:
﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾
( سورة إبراهيم الآية: 34 )
يعني ممكن أن أعطيك ليرة واحدة، وأقول لك عدها، ما هذا الطلب ؟ كيف أعد ليرة واحدة ؟ معنى الآية لو أمضيت حياتك في معرفة بركات نعمة واحدة لم تستطع.
بعض الكتّاب في مصر فقد بصره، يمضي الصيف في سويسرا، كان تعليقي لو كان أمضى الصيف بالصعيد في غرفة مكيفة كأنه في سويسرا، لأنه فقد البصر، نعمة البصر، ترى الجبال، ترى السهول، ترى ابنك الجميل، كل هذه النعم فقدها الإنسان
﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾
5 ـ الاستغفار و التوبة:
الآن الاستغفار والتوبة أحد أسباب زيادة الرزق.
﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً ﴾
( سورة نوح )
أحد أسباب زيادة الرزق، سيد الاستغفار، وما أمرك الله أن تستغفره إلا ليغفر لك.
أيها الأخوة، بيت تؤدى فيه الصلوات من أهل البيت، محل تجاري تؤدى فيه الصلوات، أي مكان تؤدى فيه الصلوات هذا مكان له رزق خاص، والدليل:
﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾
( سورة طه )
قد نجد محلاً تجارياً مرزوقاً، الموظفون جميعاً يصلون، صاحب المحل يصلي، لا يوجد كلمة غلط مع من تشتري، لا يوجد نظرة غلط، هناك انضباط، محل باب رزق، إذاً مثل هذا المحل أصحابه يؤدون الصلاة شكراً لله عز وجل، وصاحب المحل يتقي الله في البيع والشراء، هذا المحل له معاملة خاصة.
أعرف محلاً تجارياً، ترتكب فيه الفواحش، احترق أول مرة والثانية، هناك تفسير دقيق، حينما ترتكب الفاحشة، احترق المحل، أول مرة، وثاني مرة.

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 04-10-2013 ]
 
 رقم المشاركة : ( 14 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



6 ـ الصدقة:
أيها الأخوة، أحد أسباب زيادة الرزق الصدقة، قال تعالى:
﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾
( سورة البقرة )
(( أنفق بلالُ ولا تخش من ذي العرش إقلالاً ))
[أخرجه الطبراني عن بلال ]
(( يا ابن آدم، أنفقْ أُنفِقْ عليك ))
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة ]
بالصدقة تستدر الرزق من الله عز وجل، وداوها التي كانت هي الداء، أنت في شدة بالغة، في فقر مدقع، تصدّق، أنت بالصدقة تستدر رزق الله عز وجل، ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾
أيها الأخوة، هذه الآية مذهلة، أي عمل صالح تجاه أي مخلوق، نملة على المغسلة أنت تريد أن تتوضأ، لو فتحت الصنبور لغرقت، أما إن انتظرتها حتى ابتعدت عن الماء، هذا عمل صالح، لا يوجد عمل صالح مهما بدا دقيقاً إلا والله عز وجل يؤجرك عليك، وعده قرضاً له ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً ﴾
لو أطعمت هرة، لو داويت كلباً صغيراً كُسرت يده، أخذته إلى مستوصف بيطري وعالجته، لك عند الله أجر كبير، أي خدمة لأي مخلوق هو صدقة جارية لك.
حتى هذه البغي التي سقت كلباً يأكل الثرى من العطش غفر الله لها.
7 ـ قراءة القرآن الكريم:
الآن قراءة القرآن الكريم، يقول عليه الصلاة والسلام:
(( إن البيت الذي يقرأ فيه القرآن يكثر خيره، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره ))
[أخرجه البزار عن أنس بن مالك ]
بيت فيه قرآن، ما فيه أفلام فيه قرآن، فيه توجيه، فيه مجلس علم صغير، فيه ذكر لله عز وجل، هذا البيت مرزوق. 8 ـ التوسعة على العيال في الإنفاق:
الشيء الذي يلفت النظر أنك إذا وسعت على عيالك في الإنفاق الله عز وجل كافأك برزق وفير.
(( يا ابن آدم، أنفقْ أُنفِقْ عليك ))
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة ]
(( ليس منا من وسع الله عليه ثم قتر على عياله ))
[ الديلمي عن عائشة ]
من تمام الطاعة لله، أن الله إذا وسع عليك وسع على أهلك، لبِّ حاجتهم المشروعة طبعاً من دون إسراف، من دون تبذير، من دون خيلاء، من لهم غيرك ؟ الآخرون أنت لهم، وغيرك لهم، أما أولادك، زوجتك، أقرباؤك من لهم غيرك ؟ فإذا وسع الله عليك وسع على عيالك، والتوسعة على العيال أحد أسباب زيادة الرزق. 9 ـ النكاح:
الآن الشيء العجيب أن الزواج يحتاج إلى إنفاق كبير، يحتاج إلى بيت، يحتاج إلى تأسيس البيت، شيء لا يعلمه إلا من دخل في هذا المشروع، يقول عليه الصلاة والسلام:
(( ثلاثة حقّ على الله عَوْنُهم: المجاهدُ في سبيل الله، والمُكَاتِبُ الذي يريد الأداءَ، والناكحُ الذي يريد العَفَافَ ))
[أخرجه الترمذي والنسائي عن أبي هريرة ]
والله يوجد بالجامع الصغير مجموعة أحاديث تبدأ بكلمة حق، حق الآباء على الأبناء، حق المسلم على المسلم، حق الجار على جاره، حق الأب على ولده، حق الزوجة على زوجها، الكتاب عبارة عن سلسلة مرتبة على الأبجدية، لكن هناك حديث إذا قرأته يقشعر جلدك حق المسلم على الله، معكوسة، أن يعينه إذا طلب العفاف، يعني الله عز وجل أنشأ للشاب المسلم حقاً عليه أنه إذا أراد العفاف أن يعينه.
فالنكاح أحد أسباب زيادة الرزق.
10 ـ الهجرة في سبيل الله:
الآن الهجرة، إنسان مقيم ببلد غربي، دخله فلكي، مركبته، بيته، دخله، بلاد جميلة، حريات كاملة، حاجاته مؤمنة، لكن فسق وفجور لا يعلمه إلا الله، خاف على أولاده، خاف على بناته، خاف على مستقبل أولاده، فأنهى أعماله، وعاد إلى بلده، البلاد النامية فيها متاعب كثيرة، فرص العمل قليلة، بيوت غالية جداً، هناك تعقيدات بالحياة، هذا شأن الدول النامية جميعاً، فضحى بكل ميزات العالم الغربي، ووضع هذا تحت قدمه، وعاد إلى بلده صوناً لأولاده، وأسرته، ولمستقبل بناته، هذا الذي هاجر في سبيل الله حق على الله أن يغنيه، اسمعوا الآية:
﴿ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً ﴾
( سورة النساء الآية: 100 )
والله أخوة كُثر كانوا في أعلى دخل في البلاد الغربية، لكن خافوا على بناتهم وعلى أولادهم، فعادوا إلى بلدهم، عانوا من شدة في بادئ الأمر ولكن بعد ذلك فتح الله عليهم أبواب الرزق الواسعة، مكافأة لهم على خوفهم على أولادهم وعلى بناتهم ﴿ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً ﴾
من طلب العلم تكفل الله له برزقه:
أيها الأخوة الكرام، مرة قرأت عن أبي حنيفة رحمه الله تعالى، أن الذي دفعه إلى طلب العلم بصدق ما بعده صدق حديث قرأه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا هو الحديث:
(( من طلب العلم تكفل الله له برزقه ))
[الديلمى وابن عساكر عن زياد بن الحارث الصدائى]
يعني لا تفهموا هذا الحديث أن شخصاً طلب العلم فوجد تحت الوسادة ليرة ذهبية كل يوم، لا، ليس هذا هو المعنى، المعنى: من طلب العلم، الله هيأ له رزقاً، وقته قليل ودخله وفير، هناك أرزاق متعبة، أحياناً عشر ساعات وصياح بالأسواق، حتى يكسب قوت يومه، و هناك أرزاق جهدها قليل، ودخلها كبير، كأن الله سبحانه وتعالى تعهد لطالب العلم أن يرزقه رزقاً ميسوراً بجهد كبير، ما دام اقتطع من وقته وقتاً لمعرفة الله، ولتعريف الناس بالله، فهذا العمل يقتضي من الله مكافأة، ييسر له رزقاً حلالاً، دخل معقول يغطي حاجاته.
مرة سألت شخصاً، قلت له: كيف حالك ؟ قال لي: والله مستورة ـ أي دخله يغطي نفقاته، لكن زيادة لا يوجد ـ قلت له: معنى ذلك أصابتك دعوة رسول الله، أصابه قلق، قال لي: بماذا دعا ؟ ما فعلت شيئاً، لكن النبي قال:
(( اللهم من أحبني فاجعل رزقه كفافاً ))
[ورد في الأثر]
كفافاً: لا تعني أنه فقير، و لا تعني أنه غني، يعني دخله يغطي نفقاته.
قال ملك لوزيره: من الملك ؟ قال له: أنت، قال له: لا لست أنا، الملك رجل لا نعرفه ولا يعرفنا، له بيت يؤويه، وزوجة ترضيه، ورزق يكفيه، إنه إن عرفنا جهد في استرضائنا، وإن عرفناه جهدنا في إحراجه، الملك الذي لا يعرفنا ولا نعرفه، له بيت متواضع، له زوجة تحبه ويحبها، له دخل يغطي نفقاته.
فلذلك:
(( من طلب العلم تكفل الله له برزقه ))
[الديلمى وابن عساكر عن زياد بن الحارث الصدائى]
والحمد لله رب العالمين

للتحميل

http://www.nabulsi.com/blue/ar/downl...t=4157&type=vd

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 04-10-2013 ]
 
 رقم المشاركة : ( 15 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
من أسماء الله الحسنى:(القادر):
أيها الأخوة الأكارم، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى والاسم اليوم "القادر".
ورود اسم القادر في القرآن الكريم:
سمّى الله ذاته العلية بالقادر في القرآن الكريم، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل الإطلاق والإضافة، ففي القرآن الكريم قوله تعالى:
﴿ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ﴾
( سورة المرسلات )
وقد ورد الاسم معرفاً مطلقاً على وجه المدح والكمال والتعظيم في قوله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ ﴾
( سورة الأنعام الآية: 65 )
يعني الصواعق، وحديثاً الصواريخ. ﴿ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ﴾
( سورة الأنعام الآية: 65 )
الزلازل، وحديثاً الألغام. ﴿ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً ﴾
( سورة الأنعام الآية: 65 )
الحرب الأهلية.
﴿ وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴾
( سورة الأنعام الآية: 65 )
بطولة الإنسان أن يغفر لمن جاء القضاء والقدر على يديه:
أيها الأخوة، الحقيقة الزلازل مصيبة كبيرة، والصواعق مصيبة أكبر، ولكن أكبر المصائب أن يذوق الإنسان بأس أخيه، حينما يأتي القضاء والقدر من الله مباشرة، هو مؤلم أشد الألم لكن من الله مباشرة، أما حينما يأتي القضاء والقدر على يد إنسان فلابد من صبر أشد، لأن الله عز وجل حينما قال:
﴿ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾
( سورة لقمان الآية: 17 )
لكن في آية ثانية:
﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾
( سورة الشورى )
هذه اللام لام المزحلقة، أو لام التوكيد، حينما يأتي القضاء والقدر من الله مباشرة أنت ينبغي أن تصبر والصبر ﴿ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾
أما حينما يأتي القضاء والقدر على يد إنسان أنت ينبغي أن تعرف أن هذا قضاء الله وقدره، وأن تغفر لمن جاء هذا القضاء والقدر على يديه.
إنسان لا سمح الله ولا قدر وقع ابنه من الشرفة، فنزل ميتاً، هذا قضاء وقدر، جاءك من الله مباشرة، أما حينما يموت الطفل على يد سائق يقود مركبة، أمامك إنسان تتمنى أن تنتقم منه، لذلك الآية الثانية:
﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾
تحتاج إلى صبر أشد، وإلى يقين أشد. كل شيء وقع أراده الله و كل شيء أراده الله وقع:
كل شيء وقع أراده الله، و إرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة، و الحكمة المطلقة متعلقة بالخير المطلق.
(( لكل شيء حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ))
[أخرجه الطبراني عن أبي الدرداء ]


توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 04-10-2013 ]
 
 رقم المشاركة : ( 16 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



هذا هو التوحيد، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد.
﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴾
فالقادر من أسماء الله الحسنى.
وعند الإمام أحمد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قيل:
(( يا رسول الله ! كيف يحشر أهل النار على وجوههم ؟ قال: إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر أن يمشيهم على وجوههم ))
[ أحمد عن أنس بن مالك]
الله عز وجل قدرته مطلقة، قدرته متعلقة بكل ممكن، أي شيء وقع الله عز وجل أراده، وأي شيء أراده الله وقع، وهو: ﴿ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴾
( سورة هود )
القادر في اللغة:
الآن "القادر" في اللغة، "القادر" اسم فاعل، من فعل قَدْر، يقدِر، ويقدُر، يقدِر عين المضارع جاءت مكسورة، وقد تأتي مضمومة، قَدَر، ويقدِر، قدْراً، وقدّراً لغة العرب واسعة جداً، يقال قدرت الأمر أقدره إذا نظرت فيه ودبرته، وقدر كل شيء ومقداره مقياسه، وقَدر الشيء بالشيء، وقدّرَهُ قاسه، والتقدير التروية والتفكير في تسوية الأمور، ويقال قَدْرتُ لأمر كذا إذا نظرت فيه ودبرته، وقايسته، هذا في شأن اللغة، واللغة العربية لغة واسعة جداً.
ومن بعض الأمثلة: أن فعل نظر، يعني أن تنظر إلى الشيء، لكن لمح نظرت وأعرضت، مفتوح باب، رأيت امرأة وأنت مؤمن، فغضضت بصرك عنها، لمحتها، لا تقل نظرت إليها، لمحتها، أما إذا رأيت طائرة بين الغيوم تقول لاحت طائرة، الشيء المنظور ظهر واختفى، أما إذا قلت حدجته ببصري التحديج النظر مع المحبة، حدث القوم ما حدجوك بأبصارهم.

أما إذا قلت نظرت شذراً، مع الاحتقار، أما إذا قلت شخصت نظرت مع الخوف.

﴿ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾
( سورة الأنبياء الآية: 97 )
أما إذا قلت: تمطيت، أي نظرت مع التمطي، أما إذا قلت: استشرف الشيء أي نظر إليه وقد تمدد قليلاً، استشف نظر إلى الشيء وقد لمسه بيده، أما إذا قلت: رنا، نظر مع المتعة، رنوت إلى المنظر، أما إذا قلت: رأى، هذه رؤيا قلبية، فالعربية واسعة جداً في التعبير، ولكن مع الأسف الشديد تضعف اللغة أحياناً بضعف أهلها، وتقوى اللغة بقوة أهلها. من معاني القادر:
1 ـ التقدير:
الآن "القادر" سبحانه وتعالى، هو الذي يقدر المقادير في علمه، وعلمه هو المرتبة الأولى في قضائه وقدره، فالله عز وجل قدّر كل شيء قبل صنعه، في خطة.
الآن البناء الشامخ العملاق، ناطحة السحاب تبدأ بورق، بخارطة.

و "القادر" هو الذي نظم أمور الخلق، قبل إيجادهم وإمدادهم، لذلك فإن القدر عند علماء العقيدة مبني على التقدير والقدرة، هناك علم وهناك قدرة، فبدايته في التقدير، قل تعالى:

﴿ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً ﴾
( سورة الأحزاب )
قدر مقدور، مخطط له، يسبقه علم دقيقٌ دقيق، وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ﴾
( سورة الطلاق )
أي من التقدير، ومن ثم إن "القادر" هو الذي يقدر المقادير قبل الخلق والتصوير، لكن نحن كبشر حينما نبني بناء، نأتي بكذا ألف متر من البلاط، لكن لا يوجد إنسان على وجه الأرض، ولا يوجد مهندس يقدر أن يقول لك نحتاج إلى ثلاثة و ثمانين ألف متر وسبع بلاطات، هذا التقدير فوق طاقة البشر، أما نشتري كمية من البلاط، قد يزيد أو قد ينقص، أما أن يأتي تقدير المساحة بالسنتيمتر مئة بالمئة هذا فوق طاقة البشر. 2 ـ القدرة:
الله عز وجل من معاني "القادر" فضلاً عن التقدير يأتي معنى "القادر" من القدرة علم دقيق دقيقٌ دقيق، وقوة خارقة، علم مخطط، وقدرة تنفذ، هذا معنى "القادر"، لذلك قال تعالى:
﴿ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ﴾
( سورة يس )
وقال أيضاً:
﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ * عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ﴾
( سورة المعارج )
أيها الأخوة، الآيات تتعلق بإمكانية تحقيق المقدر. ﴿ وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴾
( سورة المؤمنون )
من يتقِ الله عز وجل يجعل له مخرجاً من كل ضيق:
الآن الله عز وجل وعد الناس، وعد المرابي بالدمار، وعد العاصي بالهلاك ، لكن قد يتاح لك أن ترى وعد الله ووعيده محققاً، وقد لا يتاح، بل إن النبي عليه الصلاة والسلام مع أنه سيد الخلق وحبيب الحق، قال تعالى:
﴿ وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ ﴾
( سورة يونس الآية: 46 )
يعني أنت حينما لا يسمح لك عمرك المحدود أن ترى مصير الطغاة، يجب أن توقن يقيناً قطعياً أن الله سيدمره ولكن بعد حين، فسيدنا ابن عباس قال:
(( كنتُ خَلْفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، فقال لي: يا غلام، إِني أُعَلِّمك كلمات احفظ الله يحفظك ))
[ الترمذي عن عبد الله ابن عباس]
احفظ أمر الله يحفظك، ابتعد عما نهى الله عنه يحفظك، اجعل دخلك حلالاً يحفظك، عامل الزوجة بالإحسان يحفظك، ربِّ أولادك على طاعة الله يحفظك من عقوقهم ، اجعل دخلك حلالاً يحفظ مالك من الدمار، اجعل علاقاتك علاقات إيمانية يحفظك من العدوان.
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾
( سورة الطلاق )
الآية كما قلت لها معنى سياقي، ولها معنى آخر، مستقل عن سياقها، يعني من اتق الله في اختيار زوجته يجعل الله له مخرجاً من الشقاء الزوجي، اختارها ذات دين، من يتقِ الله في تربية أولاده يربيهم في وقت مبكر على طاعة الله يجعل الله له مخرجاً من عقوقهم، من يتق الله فيكسب ماله يجعل الله له مخرجاً من إتلاف المال، من يتقِ الله في علاقاته الاجتماعية يجعل الله له مخرجاً من الدمار الاجتماعي. عزة النفس من صفات المؤمن:
لذلك:
(( احفظ الله يَحْفَظْك، احفظ الله تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ))
[أخرجه الترمذي عن عبد الله بن عباس ]
إذا كنت معه كان معك، إذا حفظت أمره حفظك، إذا كنت وقافاً عند حدوده حفظك، إذا سألت فاسأل الله، هو الذي يستحق أن يُسأل، وما سوى الله فقير مثلك، ضعيف مثلك، مقيد مثلك، إذا سألت فاسأل الله.
كان أحد الخلفاء الأمويين في الحرم المكي، فالتقى عالماً جليلاً، قال له: سلني حاجتك ؟ قال: والله إني أستحي أن أسأل حاجتي في بيت الله لغير الله، مستحيل أنا في بيت الله، فسكت هذا الخليفة، التقاه خارج الحرم، قال له: سلني حاجتك ؟ قال له: والله ما سألتها من يملكها أفأسألها من لا يملكها ؟ قال له: سلني حاجتك ؟ قال: أنقذني من النار، وأدخلني الجنة، قال له: هذه لا أملكها، قال له: إذاً ليس لي عندك حاجة.
لذلك عزة النفس من صفات المؤمن، ابتغوا الرفعة عند الله.
(( إِذا سألتَ فاسألِ الله، وإِذا استعنت فاستَعِنْ بالله ))
[أخرجه الترمذي عن عبد الله بن عباس ]
علاقة الإنسان مع الله وحده:
الآن دقق في التوحيد:
(( واعلم أن الأمة ـ يعني أهل الأرض ـ لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إِلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إِلا بشيء قد كتبه الله عليك ))
[أخرجه الترمذي عن عبد الله بن عباس ]
هذه الحقيقة، علاقتك مع الله وحده، لذلك:
(( إِذا سألتَ فاسألِ الله، وإِذا استعنت فاستَعِنْ بالله ))
وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد.
(( رُفِعَتِ الأقلام، وجَفَّتِ الصُّحف ))
[أخرجه الترمذي عن عبد الله بن عباس ]
تقنين الله عز وجل تقنين تأديب لا تقنين عجز:
الله عز وجل يقول:
﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ﴾
( سورة الحجر )



توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 04-10-2013 ]
 
 رقم المشاركة : ( 17 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



لله غني، في جفاف، هذا التقنين في الأمطار تقنين تأديب لا تقنين عجز ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ ﴾
كنت مرة في عاصمة في بلد إفريقي، قيل لي: أمطارها في الشتاء أربعمئة ميليمتر في الليلة الواحدة، يعني ضعف ما ينزل من الأمطار في العام كله في دمشق ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ ﴾
نهر الأمازون كثافته ثلاثمئة ألف متر مكعب في الثانية ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ﴾
وقال تعالى:
﴿ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴾
( سورة يس )
﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾
( سورة القمر )
من خلال هذه الآيات كلمة "القادر" من التقدير، وكلمة "القادر" من القدرة ، تخطيط وتنفيذ، علم وعمل، تصميم وتنفيذ، من التقدير ومن القدرة. القضاء و القدر:
نحن في القضاء والقدر، والقضاء والقدر يتضح جلياً في هذا الحديث الصحيح، عن عمر رضي الله عنه، لما رجع عن البلد التي فيها طاعون:
(( فقال أبو عُبَيْدَة بنُ الجراج رضي الله عنه: أَفِرارا من قَدَرِ اللَّه ؟ فقال عمر: لو غيرُك قالها أبو عُبَيْدَة ؟ نعم نَفِرُّ من قَدَرِ اللَّه إلى قَدَرِ اللَّه، أرأيتَ لو كانت لك إبلُ، فَهَبَطَتْ وَادِيا له عُدْوتَان: إحداهما خِصْبَةُ، والأخرى جَدْبة أليس إن رَعَيْتَ الخِصْبةَ رَعَيْتَها بقَدَرِ اللَّه، وإن رعيتَ الَجدْبة رعيتها بقدر اللَّه ؟ نعم نَفِرُّ من قَدَرِ اللَّه إلى قَدَرِ اللَّه ))
[أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود ومالك عن عبد الرحمن بن عوف ]
المرض قدر الله، والصحة قدر الله، نفر من المرض عن طريق الأدوية إلى قدر الله وهو الصحة.
(( فجاء عبد الرحمن بن عوف - وكان مُتغيبا في بعض حاجاته - فقال: إن عندي من هذا عِلما، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا سمعتم به بأرض: فلا تَقْدمُوا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها: فلا تخرجوا فِرارا، قال: فَحَمِدَ اللَّه عمرُ بن الخطاب، ثم انصرف ))
[أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود ومالك عن عبد الرحمن بن عوف ]
إن رعيت هذه الأرض الجدباء ترعاها بقدر الله، وإن رعيت هذه الأرض المخصبة ترعاها بقدر الله، ونحن نفر من قضاء الله إلى قضاء الله، ومن قدر الله إلى قدر الله.
أخوانا الكرام، أحياناً الأمور تتعقد، والدين بسيط، الدين ينبغي أن يكون كالهواء نستنشقه بيسر، الدين يحتاجه كل إنسان، يحتاجه المثقف ثقافة عالية، يحتاجه الأمي ، يحتاجه البسيط، لذلك قالوا: الانتفاع بالشيء ليس أحد فروع العلم به، يعني إنسان أميّ لا يقرأ ولا يكتب، يشتري مكيفاً يفتح مفتاح التشغيل، يأتيه الهواء البارد، انتفع به، لكنه يجهل آلية العمل بهذا المكيف، ويأتي إنسان يحمل دكتوراه في التكييف، يشتري مكيفاً ويدير مفتاح التشغيل يأتيه الهواء البارد، فالانتفاع بالشيء ليس أحد فروع العلم به، يعني القضاء والقدر بشيء مبسط من أجل أن نعرف الله، من أجل أن نحبه.
الإيمان بالقدر يذهب الهم والحزن:
القضاء هو الحكم، والقدر هو التقدير، فحينما يحكم الله على عبد بالانحراف عن منهجه يقدر له تدبيراً حكيماً يرده إليه، قال تعالى:
﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾
( سورة السجدة )
يعني إنسان يقف في شرفة، وأمام الشرفة ساحة، والساحة يتفرع منها عدة طرق فله شخص عزيز في هذه الساحة، مشى في طريق خطرة، علم هذا الذي وقف في الشرفة أن هذا الإنسان مشى في طريق مؤذية، ينتهي بملاهٍ ساقطة، فأرسل له من يقنعه أن يعود من هذا الطريق، فالقضاء والقدر، القضاء حكم، والقدر تقدير حكيم، تدبير.
الآن هذه الحقيقة الدقيقة سأقربها بمثل آخر، نقول: يطلع الطبيب على مؤشرات ضغط الدم لدى مريض، فيرى الضغط مرتفعاً، يعني 16 ـ 18، الإطلاع على ضغط الدم المرتفع هذا قضاء حكم، الآن الطبيب يتخذ قراراً، يمنع المريض من تناول الملح، ويعطيه دواءً مدراً بمقادير دقيقة، فاطلع على ضغطه المرتفع قضاء، أمر بإيقاف الملح في الطعام وإعطاء دواء مدراً، هذا القدر، القضاء والقدر.
الآن الطبيب نفسه بعد حين اطلع على هذا المريض، اطلع على مؤشر الضغط لدى هذا المريض رآه طبيعياً، هذا هو القضاء، هذا هو الحكم، فقال: أوقفوا حمية الملح، قدموا له طعاماً مع الملح، ويخفض مقدار الدواء المدر، هذا هو القدر.
فالقضاء والقدر علم دقيق، وأمر حكيم، الإيمان بالقدر يذهب الهم والحزن.
(( لكل شيء حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ))
[أخرجه الطبراني عن أبي الدرداء ]
الدين شيء عظيم جداً ينبغي أن نبسطه و نعطيه تفسيراً معقولاً:
أخوتنا الكرام: هذا الدين العظيم حاجتنا إليه كحاجتنا إلى الهواء، يجب أن نبسطه، ويجب أن نعقلنه، ويجب أن نطبقه حتى نقطف ثماره، والتعقيد ليس في صالح المؤمنين أحياناً ترى الأمور معقدة جداً، يعني إنسان أراد أن يسلم على يد شيخ من شيوخ تقلديين، أبقاه بأحكام المياه ستة أشهر، حكم الوضوء بماء الحمص، حكم الوضوء بماء العدس، حكم أنواع المياه، القلة والقلتان حتى خرج هذا الإنسان من جلده، وترك هذا الدين، التقى بعالم آخر الأمور عنده بسيطة، قال: الماء الذي تشربه توضأ منه.
أنا أرى أن هذا الدين شيء عظيم جداً، لكن ينبغي أن نبسطه، ينبغي أن نعطيه تفسيراً معقولاً، مقبولاً.

لذلك هذا الذي التقى بالجالية الإسلامية في بريطانيا، قال: أنا لا أصدق أن يستطيع العالم الإسلامي اللحاق بالغرب على الأقل في المدى المنظور لاتساع الهوة بينهما، ولكنني مؤمن أشد الإيمان أن العالم كله سيركع أمام أقدام المسلمين لا لأنهم أقوياء، ولكن لأن خلاص العالم في الإسلام، ولكن بشرط ـ هنا الشاهد ـ أن يحسنوا فهم دينهم، أن يحسنوا تطبيقه، أن يحسنوا عرضه على الطرف الآخر.

والحمد لله رب العالمين


للتحميل

http://www.nabulsi.com/blue/ar/downl...t=4094&type=vd

توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 04-10-2013 ]
 
 رقم المشاركة : ( 18 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
من أسماء الله الحسنى:(القادر):
أيها الأخوة الأكارم، لا زلنا في اسم "القادر".
التعرف إلى أسماء الله الحسنى و التخلق بها:
كما تعلمون قوله تعالى:
﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾
( سورة الأعراف )
لابدّ من التذكير لأن الإنسان إذا تعرف إلى أسماء الله الحسنى أقبل عليه، لأنه من أعجب العجب أن تعرفه ثم لا تحبه، ومن أعجب العجب أيضاً أن تحبه ثم لا تطيعه.
لذلك الإسلام إن صحّ التعبير يمثل هرماً، يقع في قسمه الأعلى العقيدة، وأهم موضوع في العقيدة معرفة الله، وأبرز طريق لمعرفته أن تعرف أسماءه الحسنى، وصفاته الفضلى
﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾
تعرفوا إليها من أجل أن تقبلوا عليها هذا المعنى الأول.
المعنى الثاني: ما من طريق للتقرب إلى الله عز وجل إلا أن تتخلق بكمال من كمالاته، تتقرب بهذا الكمال إليه، أوضح مثل، الله عز وجل رحيم، فإذا رحمت عباده تتقرب إلى الرحيم.
(( إن كنتم تريدون رحمتى فارحموا خلقي ))
[رواه أبو محمد بن عدى في كتاب الكامل ]
الله عز وجل عدل، يمكن إذا كنت منصفاً، وقلت كلمة الحق ولو على نفسك أن تتقرب إلى الله بهذا الإنصاف. معرفة الله و عبادته علة وجود الإنسان في هذه الدنيا:
إذاً:
﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾
تعرفوا إليها ثم تخلقوا بها، هذا أبرز ما في الأسماء الحسنى، لذلك التطبيق العملي لاسم "القادر" أن تكون قوياً، لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
(( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف ))
[أخرجه مسلم عن أبي هريرة ]
السبب، مرة قلت لكم: حينما تذهب إلى مدينة، ولك في هذه المدينة هدف واحد أن تلتحق بجامعتها، وأن تنال الدكتوراه، نقول: علة وجودك في هذه المدينة أن تنال هذه الشهادة، فقط علة واحدة، وعلة وجودك في الدنيا من أجل أن تعرفه وأن تعبده، إنك إن عرفته وإن عبدته دفعت ثمن الجنة، جاء بك إلى الدنيا كي تدفع ثمن جنة عرضها السماوات والأرض فيها:
(( ما لا عين رأتْ ولا أذن سمعتْ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ ))
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة ]
حجم الإنسان عند ربه بحجم عمله الصالح:
دفع ثمن الجنة يحتاج إلى عمل، الآن فرص العمل الصالح أمام القوي أضعاف مضاعفة عن فرص العمل الصالح أمام الفقير، مؤمنان، الأول غني لكن في أعلى درجة من الإيمان، بإمكانه أن ينشئ ميتماً، مستوصفاً، معهداً شرعياً، يزوج شباباً، يؤمن فرص عمل، يعمل مشروعاً ضخماً، يحتاج إلى ألف عامل.
كلما كنت قوياً بالمال، أو قوياً بالمنصب بجرة قلم تحق حقاً، وتبطل باطلاً، أو قوياً بالعلم، فرص العمل الصالح التي أمامك لا تعد ولا تحصى.
بالمناسبة: حجمك عند الله بحجم عملك الصالح، لذلك تطبيق اسم "القادر" أن تسلك طريق القوة، ولكن بشرط أن يكون هذا السلوك وفق منهج الله، هناك من يصبح قوياً على حساب دينه، على حساب مبادئه، على حساب قيمه، على حساب نجاحاته الأخرى إذا كان طريق القوة قوة المال، أو قوة العلم، أو قوة المنصب سالكاً وفق منهج الله يجب أن تكون قوياً لا من أجل أن تستمتع بالقوة، أو أن تستمتع بالسيطرة، لا، أبداً، من أجل أن تستطيع فعل الأعمال الصالحة بكم كبير جداً.
أيها الأخوة:
(( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف ))
[أخرجه مسلم عن أبي هريرة ]
لكن النبي عليه الصلاة والسلام جبار الخواطر، قال:
(( وفي كلّ خير ))
[أخرجه مسلم عن أبي هريرة ]
يعني أي مؤمن على العين والرأس. التنوع بالأحكام تنوع رحمة لا تنوع تضاد:
يذكرني هذا بحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( يطبع المؤمن على الخلال كلها ))
[أخرجه الإمام أحمد عن أبي أمامة الباهلي ]
قد تجد مؤمناً أنيقاً أناقة زائدة، تجد مؤمناً يعتني ببيته عناية فائقة، قد تجد مؤمناً يعتني بمركبته، قد تجد مؤمناً يحب السفر، قد تجد مؤمناً يحب الإقامة، قد تجد مؤمناً يحب العلاقات الخارجية، مؤمناً منطوياً على نفسه، كل هذه الطباع على العين والرأس، الله عز وجل من قضائه وقدره اختلاف الناس في طباعهم، اختلاف الطباع لا يعد مدحاً ولا ذماً، فلان مزاجه عصبي، سيدنا موسى كان عصبياً، حينما أخذ برأس أخيه هارون وجره إليه، وهناك مؤمن حليم حلماً فائقاً، وهناك مؤمن يعتني بمن حوله، عنده ذكاء اجتماعي، في مؤمن هو وربه، كل هذا مقبول، لذلك الحديث:
(( يطبع المؤمن على الخلال كلها ))
[أخرجه الإمام أحمد عن أبي أمامة الباهلي ]


توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 04-10-2013 ]
 
 رقم المشاركة : ( 19 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



هناك تنوع، أنا أرى دائماً أن التنوع يسمى تنوع غنى لا تنوع تضاد، وهذا ينسحب على الأحكام الفقهية، أحياناً تجد بالفقه في رحمة واسعة، أضرب على هذا مثلاً:
امرأة بقي عليها طواف الإفاضة، ودخلت في العذر الشرعي، ماذا تفعل ؟ عند بعض المذاهب عليها بدنة، إن ذبحت بدنة أجزأتها عن طواف الإفاضة، عند الأحناف، وفي بعض المذاهب تغدو أميرة الركب، ينتظرها قومها إلى أن تطوف، وفي مذهب آخر تطوف البيت ولا شيء عليها، أنت دقق، امرأة موسرة، نقول لها: قدمي بدنة للفقراء والمساكين هذا يجزئك عن طواف الإفاضة، امرأة لها ابن مقيم بجدة، نقول لها: اجلسي عند ابنك أياماً سبعة وبعدها تطهرين وتطوفين بالبيت، أما امرأة فقيرة جداً، لا تملك ثمن بدنة، ولا ينتظرها الفوج سبعة أيام، نقول لها: أنت على المذهب المالكي، طوفي البيت ولا شيء عليك.
هذا التنوع بالأحكام تنوع رحمة لا تنوع تضاد، تنوع غنى، فلذلك الحديث:
(( يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب ))
[أخرجه الإمام أحمد عن أبي أمامة الباهلي ]
الإنسان لمجرد أن يكذب، أو أن يخون فقد إيمانه. من طغى وبغى على شريكه ليس مؤمناً:
أخوتنا الكرام، هناك آيات دقيقة جداً، الله عز وجل قال:
﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾
( سورة ص الآية: 24 )
﴿ الْخُلَطَاء ﴾
الشركاء ﴿ الْخُلَطَاء ﴾
الزوجان ﴿ الْخُلَطَاء ﴾
القريبان ﴿ الْخُلَطَاء ﴾
الأخوان ﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾
تتمة الآية: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ﴾
( سورة ص الآية: 24 )
لله درّ الإمام الشافعي، استنبط الإمام الشافعي أن المؤمن لا يطغى على قرينه، ولا على شريكه، ولا على خليطه، قال: ومن طغى وبغى على شريكه ليس مؤمناً، الآية واضحة ﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾
واضحة ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ﴾
فاستنبط أن الذي يبغي على خليطه ليس مؤمناً.
حينما قال بعضهم:
﴿ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ﴾
ردّ الله عليهم: ﴿ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ﴾
( سورة المائدة الآية: 18 )
استنبط الإمام الشافعي أن الله لا يعذب أحبابه، إن كنت محباً له صادقاً، وأكدت هذه المحبة بطاعتك له لن تُعذب. من أخلص في عبادته و طبق أمر الله عز وجل أنشأ الله له حقاً عليه ألا يعذبه:
أخوتنا الكرام هناك بعض الأحاديث تملأ القلب طمأنينة، حينما أردف النبي عليه الصلاة والسلام سيدنا معاذ خلفه قال له:
(( يا معاذ ما حقّ الله على عباده ؟ قال: الله ورسوله أعلم، سأله ثانية وثالثة ثم أجابه، قال: يا معاذ حق الله على عباده أن يعبدوه، وألا يشركوا به شيئاً، بعد حين قال له: يا معاذ ما حقّ العباد على الله إذا هم عبدوه ؟ ))
[ أخرجه البخاري عن معاذ ]


توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 04-10-2013 ]
 
 رقم المشاركة : ( 20 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



يا الله ! من نحن ؟ كائن ضعيف، ينشئ الله لك حقاً عليه.
(( قال: يا معاذ ما حق العباد على الله إذا هم عبدوه ؟ فجاء الجواب ألا يعذبهم ))
هل تصدقون أنك إذا أخلصت في عبادتك، وطبقت أمر ربك، يمكن أن تطالب الله بحقك، ألا يعذبهم.
من هنا قال تعالى:
﴿ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ﴾
( سورة التوبة الآية: 51 )
لم يقل علينا. من تعرف إلى الله و عقد معه عقداً إيمانياً هو مستثنى مما يصيب عامة الناس:
أنا أتمنى أن يكون المؤمن متفائلاً، أنت غالٍ على الله، سلامتك وسعادتك أحد خصوصياتك، أنت حينما تعرفت إلى الله، وعقدت معه عقداً إيمانياً، والله عز وجل خاطبك فقال: يا أيها الذين آمنوا أنت مستثنى مما يصيب عامة الناس.
﴿ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾
( سورة الأنبياء )
﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
( سورة غافر الآية: 51 )
لذلك:
(( المؤمن القويُّ ))
كتطبيق عملي لاسم "القادر" جاء الحديث الشريف:
(( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف ))
[أخرجه مسلم عن أبي هريرة ]
ولأن النبي جبار الخواطر قال:
(( وفي كلّ خير ))
على العين والرأس، أحياناً يقول لك الداعية: عندي أخوة كُثر، قلة منهم يحملون معي، وكثرة منهم أنا أحملهم، يعني عليه أن يحل مشكلاتهم، أن يساعد ضعيفهم، فرق كبير بين من يحمل معك، وبين من تحمله (( وفي كلّ خير ))
هذا الأدب مع الله عز وجل. من سأل الله صادقاً أعطاه الله عز وجل سؤله:
(( احرِصْ على ما ينفعك، واستعن بالله ))
[أخرجه مسلم عن أبي هريرة ]
من هو البخيل ؟ الذي بخل أن يسأل الله شيئاً، منك السؤال ومنه العطاء، ينتظر أن تسأله، وصدقوا أيها الأخوة، ما منا واحد يسأل الله صادقاً إلا أعطاه الله سؤله والدليل: ﴿ كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً ﴾
( سورة الإسراء )
عن أحد، لمجرد أن تسأله صادقاً، فالله عز وجل يعطيك سؤلك بشرط الصدق. الصدق و العدل كلمتان تحكمان العلاقة بين العبد و ربه:
لذلك من أروع ما قرأت عن قوله تعالى:
﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً ﴾
( سورة الأنعام الآية: 115 )
يعني يا عبادي، كلمتان تحكم العلاقة بيني وبينكم، منكم الصدق، ومني العدل تتفاوتون عندي بالصدق وأنا أعدل بينكم، من هنا: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾
( سورة الحجرات الآية: 13 )
لو الإيجابية و لو السلبية:
(( احرِصْ على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجزْ ))
[ أخرجه البخاري عن معاذ ]
هذا كلام عامة الناس، انتهينا، من قال لك انتهينا ؟ الله عز وجل موجود، وأنا أقول دائماً استمع إلى الأخبار ما في مانع، وأصغِ إلى التحليلات، ولا تنسى لثانية واحدة أن الله موجود، وأن الله قادر أن يغير كل المعادلات، كن فيكون، زل فيزول.
(( واستعن بالله ولا تعجزْ، وإن أصابك شيء فلا تَقُل: لو أنَّي فعلتُ لكان كذا وكذا ))
يعني كلمة لو محذوفة من قاموس المؤمن.
(( فلا تَقُل: لو أنَّي فعلتُ لكان كذا وكذا، ولكن قل: قَدَّر الله وما شاءَ فَعَل ـ الله قادر ـ فإن لو تفتحُ عَمَلَ الشيطان ))
[ أخرجه البخاري عن معاذ ]


توقيع :

إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم


]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للشيخ , محمد , أسماء , الله , الحسنى , النابلسي , راتب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب : الفتاوى كتاب الصلاة ج1 لسماحة الشيخ أحمد الخليلي عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 8 10-26-2011 09:29 PM
فتاوى الحج للشيخ سعيد القنوبي عابر الفيافي نور الحج والعمرة 3 06-08-2011 03:08 PM
تفسير سورة البقرة ص 29(القرطبي) الامير المجهول علوم القرآن الكريم 3 06-02-2011 10:40 PM
الموسوعه من السؤال والجواب ف الثقافه الاسلاميه cdabra الـنور الإسلامي العــام 0 02-24-2011 07:53 AM
تفسير سورة الفاتحة (القرطبي) الامير المجهول علوم القرآن الكريم 0 12-31-2010 08:29 PM


الساعة الآن 12:50 AM.