هذا هو معاوية - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات



نور صحابة رسول الله [صحابة رسول الله [الخلفاء الراشدين] [السيره النبويه] [المبشرين بالجنة] [عظماء الإسلام][علماء] [ثقافة إسلامية]


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
265  هذا هو معاوية
كُتبَ بتاريخ: [ 09-20-2010 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية عابر الفيافي
 
عابر الفيافي غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363
قوة التقييم : عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ما وضع الحلم عن شريف شرفه، ولا زاده إلا كرماً‏
ترجمة معــاويـــة بن أبي سفيان وذكر شيء من أيامه وما ورد في مناقبه وفضائله

ذكر النبي صلى الله عليه وسلم معاوية فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به‏)‏‏)‏‏
قال مجاهد: لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهـــــدي
قال عبد الله بن المبارك تراب في أنف معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز

• نسبه:

هو معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، القرشي الأموي، أبو عبد الرحمن، وكاتب وحي رسول رب العالمين‏.‏
وأمه‏:‏ هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس‏.‏

• إسـلامـه:
أسلم معاوية عام الفتح، ورُوي عنه أنه قال‏:‏ أسلمت يوم القضية، ولكن كتمت إسلامي من أبي، ثم علم بذلك فقال لي‏:‏ هذا أخوك يزيد وهو خير منك على دين قومه، فقلت له‏:‏ لم آلَ نفسي جهداً‏.‏
قال معاوية‏:‏ ولقد دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في عمرة القضاء وإني لمصدق به، ثم لما دخل عام الفتح أظهرت إسلامي فجئته فرحب بي، وكتبت بين يديه‏.‏
قال الواقدي‏:‏ وشهد معه حنيناً، وأعطاه مائة من الإبل، وأربعين أوقية من ذهب، وزنها بلال، وشهد اليمامة‏.‏
وزعم بعضهم أنه هو الذي قتل مسيلمة، حكاه ابن عساكر، وقد يكون له شرك في قتله، وإنما الذي طعنه وحشي، وجلله أبو دجانة سماك بن خرشة بالسيف‏.‏
وكان أبوه من سادات قريش، وتفرد بالسؤدد بعد يوم بدر، ثم لما أسلم حسن بعد ذلك إسلامه، وكان له مواقف شريفة، وآثار محمودة في يوم اليرموك وما قبله وما بعده‏.‏
وصحب معاوية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتب الوحي بين يديه مع الكتّاب، وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في ‏(‏الصحيحين‏)‏ وغيرهما من السنن والمسانيد، وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين‏.

• مناقبه وفضائله:‏

قال أبو بكر بن أبي الدنيا‏:‏ كان معاوية طويلاً، أبيض، جميلاً، إذا ضحك انقلبت شفته العليا، وكان يخضب‏.‏
عن أبي عبد رب قال‏:‏ رأيت معاوية يصفر لحيته كأنها الذهب‏.‏
وكان حليماً وقوراً رئيساً سيداً في الناس، كريماً عادلاً شهماً‏.‏
وقال بعضهم‏:‏ لما عزيت هند في يزيد بن أبي سفيان - ولم يكن منها - قيل لها‏:‏ إنه قد جعل معاوية أميراً مكانه، فقالت‏:‏ أو مثل معاوية يجعل خلفاً من أحد‏؟‏ فوالله لو أن العرب اجتمعت متوافرة ثم رُمي به فيها لخرج من أي أعراضها - نواحيها - شاء‏.‏
نظر أبو سفيان يوماً إلى معاوية وهو غلام فقال لهند‏:‏ إن ابني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق أن يسود قومه‏.‏
فقالت هند‏:‏ قومه فقط، ثكلته إن لم يسد العرب قاطبة‏.‏
ولما مات يزيد بن أبي سفيان سنة بضع عشرة، وجاء البريد إلى عمر بموته، رد عمر البريد إلى الشام بولاية معاوية مكان أخيه يزيد فلم يزل معاوية نائباً على الشام في الدولة العمرية والعثمانية مدة خلافة عثمان‏.‏
وافتتح في سنة سبع وعشرين جزيرة قبرص وسكنها المسلمون قريباً من ستين سنة في أيامه ومن بعده، ولم تزل الفتوحات والجهاد قائماً على ساقه في أيامه في بلاد الروم والفرنج وغيرها‏.‏
فلما كان من أمره وأمر أمير المؤمنين علي ما كان لم يقع في تلك الأيام فتح بالكلية، لا على يديه ولا على يدي علي، وطمع في معاوية ملك الروم بعد أن كان قد أخشاه وأذله، وقهر جنده ودحاهم‏.‏
فلما رأى ملك الروم اشتغال معاوية بحرب علي تدانى إلى بعض البلاد في جنود عظيمة وطمع فيه، فكتب معاوية إليه‏:‏ والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك يا لعين لأصطلحن أنا وابن عمي عليك ولأخرجنك من جميع بلادك، ولأضيقن عليك الأرض بما رحبت‏.‏
فعند ذلك خاف ملك الروم وانكف، وبعث يطلب الهدنة‏.‏
ثم كان من أمر التحكيم ما كان، وكذلك ما بعده إلى وقت اصطلاحه مع الحسن بن علي ، فانعقدت الكلمة على معاوية، وأجمعت الرعايا على بيعته في سنة إحدى وأربعين كما قدمنا‏.‏
فلم يزل مستقلاً بالأمر في هذه المدة إلى هذه السنة التي كانت فيها وفاته، والجهاد في بلاد العدو قائم، وكلمة الله عالية‏.‏
والغنائم ترد إليه من أطراف الأرض، والمسلمون معه في راحة وعدل، وصفح وعفو‏.‏
وقد ثبت في ‏(‏صحيح مسلم‏)‏‏:‏ من طريق عكرمة بن عمار، عن أبي زميل سماك بن الوليد، عن ابن عباس‏.‏
قال‏:‏ قال أبو سفيان‏:‏ يا رسول الله ثلاثاً أعطنيهن‏.‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏نعم‏)‏‏)‏
قال‏:‏ تؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين‏.‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏نعم ‏!‏‏)‏‏)‏
قال‏:‏ ومعاوية تجعله كاتباً بين يديك‏.‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏نعم‏)‏‏)‏‏:‏ وذكر الثالثة، وهو أنه أراد أن يزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنته الأخرى عزة بنت أبي سفيان، واستعان على ذلك بأختها أم حبيبة‏.‏
فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏إن ذلك لا يحل لي‏)‏‏)‏ ‏.‏
والمقصود منه‏:‏ أن معاوية كان من جملة الكتّاب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يكتبون الوحي‏.‏
وقال الإمام أحمد‏:‏ عن العرباض بن سارية السلمي‏ قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا إلى السحور في شهر رمضان‏:‏ ‏(‏‏(‏هلم إلى الغداء المبارك‏)‏‏)‏، ثم سمعته يقول‏:‏ ‏(‏‏(‏اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب‏)‏‏)‏، تفرد به أحمد‏.‏
وفي رواية بشر بن السري‏:‏ ‏(‏‏(‏وأدخله الجنة‏)‏‏)‏‏.‏
عن عبد الرحمن بن أبي عميرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر معاوية فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به‏)‏‏)‏‏.‏
قيل لابن عباس‏:‏ هل لك في أمير المؤمنين معاوية‏؟‏
فإنه ما أوتر إلا بواحدة ‏!‏
قال‏:‏ أصاب، إنه فقيه‏.
قال البخاري عن الزهري حدثني عروة أن عائشة قالت‏:‏ ‏(‏‏(‏جاءت هند بنت عتبة - امرأة أبي سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فقالت‏:‏ يا رسول الله ما كان على ظهر الأرض من أهل خباء أحب إليّ من أن يذلُّوا من أهل خبائك‏.‏
ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحب إليّ أن يعزوا من أهل خبائك‏.‏
فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏وأيضاً والذي نفسي بيده‏)‏‏)‏‏.‏
فقالت‏:‏ يا رسول الله إن أبا سفيان رجل مِسِّيك، فهل عليّ من حرج أن أطعم من الذي له عيالنا‏؟‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏لا إلا بالمعروف‏)‏‏)‏‏.‏
فالمدحة في قوله‏:‏ ‏(‏‏(‏وأيضاً والذي نفسي بيده‏)‏‏)‏، وهو أنه كان يود أن هنداً وأهلها وكل كافر يذلوا في حال كفرهم، فلما أسلموا كان يحب أن يعزوا فأعزهم الله - يعني‏:‏ أهل خبائها -‏.‏
لما قدم عمر بن الخطاب الشام تلقاه معاوية في موكب عظيم، فلما دنا من عمر قال له‏:‏ أنت صاحب الموكب‏؟‏
قال‏:‏ نعم يا أمير المؤمنين‏.‏
قال‏:‏ هذا حالك مع ما بلغني من طول وقوف ذوي الحاجات ببابك‏؟‏
قال‏:‏ هو ما بلغك من ذلك‏.‏
قال‏:‏ ولم تفعل هذا‏؟‏ لقد هممت أن آمرك بالمشي حافياً إلى بلاد الحجاز‏.‏
قال‏:‏ يا أمير المؤمنين إنا بأرض جواسيس العدو فيها كثيرة، فيجب أن نظهر من عز السلطان ما يكون فيه عز للإسلام وأهله ويرهبهم به، فإن أمرتني فعلت، وإن نهيتني انتهيت‏.‏
فقال رجل‏:‏ يا أمير المؤمنين ما أحسن ما صدر الفتى عما أوردته فيه‏؟‏ ‏!‏
فقال عمر‏:‏ لحسن موارده ومصادره جشمناه ما جشمناه‏.‏
دخل معاوية على عمر وعليه حلة خضراء؛ فنظر إليها الصحابة، فلما رأى ذلك عمر وثب إليه بالدرة فجعل يضربه بها، وجعل معاوية يقول‏:‏ يا أمير المؤمنين الله الله فيّ‏.‏
فرجع عمر إلى مجلسه فقال له القوم‏:‏ لم ضربته يا أمير المؤمنين‏؟‏ وما في قومك مثله‏؟‏
فقال‏:‏ والله ما رأيت إلا خيراً، وما بلغني إلا خير، ولو بلغني غير ذلك لكان مني إليه غير ما رأيتم، ولكن رأيته - وأشار بيده - فأحببت أن أضع منه ما شمخ‏.
خرج معاوية على ابن عامر وابن الزبير، فقام له ابن عامر ولم يقم له ابن الزبير‏.‏
فقال معاوية لابن عامر‏:‏ اجلس ‏!‏ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏‏(‏من أحب أن يتمثل له العباد قياماً فليتبوأ مقعده من النار‏)‏‏)‏‏.‏
ورواه أبو داود والترمذي من حديث حبيب بن الشهيد‏.‏ وقال الترمذي‏:‏ حديث حسن‏.‏
عن راشد بن سعد المقري الحمصي، عن معاوية‏ قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏(‏إنك إن تتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم‏)‏‏)‏‏.‏
قال‏:‏ كلمة سمعها معاوية نفعه الله بها‏ - يعني‏:‏ أنه كان جيد السيرة، حسن التجاوز، جميل العفو، كثير الستر رحمه الله تعالى.
وقال الليث بن سعد‏:‏ فتح معاوية قيسارية سنة تسع عشرة في دولة عمر بن الخطاب‏.‏
وقال غيره‏:‏ وفتح قبرص سنة خمس‏.‏
قالوا‏:‏ وكان عام غزوة المضيق - يعني‏:‏ مضيق القسطنطينية - في سنة ثنتين وثلاثين في أيامه، وكان هو الأمير على الناس عامئذ‏.‏
وجمع عثمان لمعاوية جميع الشام‏.‏
لما جاء خبر قتل علي إلى معاوية جعل يبكي‏.‏
فقالت له امرأته‏:‏ أتبكيه وقد قاتلته‏؟‏
فقال‏:‏ ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم‏

• ثناء الصحابة و كبار التابعين و العلماء عليه:

واستقضى معاوية فضالة بن عبيد بعد أبي الدرداء، ثم كان ما كان بينه وبين علي بعد قتل عثمان، على سبيل الاجتهاد والرأي، فجرى بينهما قتال عظيم كما قدمنا، وكان الحق والصواب مع علي، ومعاوية معذور عند جمهور العلماء سلفاً وخلفاً، وقد شهدت الأحاديث الصحيحة بالإسلام للفريقين من الطرفين - أهل العراق وأهل الشام -كما ثبت في الحديث الصحيح‏:‏ ‏(‏‏(‏تمرق مارقة على خير فُرقة من المسلمين، فيقتلها أدنى الطائفتين إلى الحق‏)‏‏)‏ فكانت المارقة الخوارج وقتلهم علي وأصحابه‏.‏ثم قُتل علي، فاستقل معاوية بالأمر سنة إحدى وأربعين، وكان يغزو الروم في كل سنة مرتين، مرة في الصيف ومرة في الشتاء، ويأمر رجلاً من قومه فيحج بالناس، وحج هو سنة خمسين.
عن بشر بن سعيد أن سعد بن أبي وقاص قال‏:‏ ما رأيت أحداً بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب - يعني‏:‏ معاوية
وقال عبد الله بن الزبير‏:‏ لله در ابن هند، إن كنا لنفرقه وما الليث على براثنه بأجرأ منه، فيتفارق لنا، وإن كنا لنخدعه وما ابن ليلة من أهل الأرض بأدهى منة فيتخادع لنا، والله لوددت أنا متعنا به ما دام في هذا الجبل حجر - وأشار إلى أبي قبيس -‏.
وقال ابن عباس:‏ ما رأيت رجلاً كان أخلق بالملك من معاوية‏.‏
عن مجاهد أنه قال‏:‏ لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي‏.‏
عن يونس بن ميسرة بن حلبس‏ قال‏:‏ رأيت معاوية في سوق دمشق وهو مردف وراءه وصفياً عليه قميص مرقوع الجيب، وهو يسير في أسواق دمشق‏.‏
عن عمر بن عبد العزيز‏قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، وأبو بكر وعمر جالسان عنده، فسلمت عليه وجلست، فبينما أنا جالس إذ أُتي بعلي ومعاوية، فأدخلا بيتاً وأجيف الباب وأنا أنظر، فما كان بأسرع من أن خرج علي وهو يقول‏:‏ قضي لي ورب الكعبة‏.‏ ثم ما كان بأسرع من أن خرج معاوية وهو يقول‏:‏ غفر لي ورب الكعبة‏.
وقال ابن وهب‏:‏ عن مالك، عن الزهري قال‏:‏ سألت سعيد بن المسيب عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي‏:‏ اسمع يا زهري، من مات محباً لأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وشهد للعشرة بالجنة، وترحم على معاوية، كان حقاً على الله أن لا يناقشه الحساب‏.‏
وقال سعيد بن يعقوب الطالقاني‏:‏ سمعت عبد الله بن المبارك يقول‏:‏ تراب في أنف معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز‏
وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي وغيره‏:‏ سئل المعافى بن عمران أيهما أفضل‏؟‏
معاوية أو عمر بن عبد العزيز‏؟‏
فغضب وقال للسائل‏:‏ أتجعل رجلاً من الصحابة مثل رجل من التابعين‏؟‏ معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحي الله‏.‏
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏(‏دعوا لي أصحابي وأصهاري، فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين‏)‏‏)‏‏.‏
وقال الميموني‏:‏ قال لي أحمد بن حنبل‏:‏ يا أبا الحسن إذا رأيت رجلاً يذكر أحداً من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام‏.‏
قال محمد بن سيرين‏:‏ كان معاوية إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتهم‏.‏
وقال الفضل بن زياد‏:‏ سمعت أبا عبد الله "أحمد بن حنبل" يسأل عن رجل تنقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال له رافضي‏؟‏
فقال‏:‏ إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء، ما انتقص أحد أحداً من الصحابة إلا وله داخلة سوء‏.‏
عن إبراهيم بن ميسرة‏ قال‏:‏ ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب إنساناً قط إلا إنسان شتم معاوية، فإنه ضربه أسواطاً‏.‏
وقال بعضهم‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية، إذ جاء رجل فقال عمر‏:‏ يا رسول الله هذا يتنقصنا، فكأنه انتهره رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
فقال‏:‏ يا رسول الله إني لا أتنقص هؤلاء ولكن هذا - يعني‏:‏ معــاويـة -‏.‏
فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏ويلك أوليس هو من أصحابي‏؟‏‏)‏‏)‏ قالها ثلاثاً، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حربة فناولها معاوية فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏جابها في لبته‏)‏‏)‏‏.‏
فضربه بها وانتبهت فبكرت إلى منزلي فإذا ذلك الرجل قد أصابته الذبحة من الليل ومات، وهو راشد الكندي‏.‏
وقال علي بن المديني‏:‏ سمعت سفيان بن عيينة يقول‏:‏ ما كانت في علي خصلة تقصر به عن الخلافة، ولم يكن في معاوية خصلة ينازع بها علياً‏.‏
عن أبي زرعة الرازي، أنه قال له رجل‏:‏ إني أبغض معاوية‏.‏
فقال له‏:‏ ولم‏؟‏
قال‏:‏ لأنه قاتل علياً‏.‏
فقال له أبو زرعة‏:‏ ويحك إن معاوية رحيم، وخصم معاوية خصم كريم، فإيش دخولك أنت بينهما‏؟‏ رضي الله عنهما‏.‏
وسئل الإمام أحمد عما جرى بين علي ومعاوية فقرأ‏:‏ ‏{‏تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 134‏]‏‏.‏
وكذا قال غير واحد من السلف‏.‏

• حـلمــه و جـوده:

‏ أسمع رجل معاوية كلاماً سيئاً شديداً، فقيل له‏:‏ لو سطوت عليه‏؟‏
فقال‏:‏ إني لأستحيي من الله أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي‏.‏
قال معاوية‏:‏ إني لأستحيي أن يكون ذنب أعظم من عفوي، أو جهل أكبر من حلمي، أو تكون عورة لا أواريها بستري‏.‏
وقال الشعبي والأصمعي‏:‏ عن أبيه قالا‏:‏ جرى بين رجل يقال له‏:‏ أبو الجهم وبين معاوية كلام فتكلم أبو جهم بكلام فيه غَمْرٌ لمعاوية، فأطرق معاوية‏.‏
ثم رفع رأسه فقال‏:‏ يا أبا الجهم إياك والسلطان فإنه يغضب غضب الصبيان، ويأخذ أخذ الأسد، وإن قليله يغلب كثير الناس‏.‏
ثم أمر معاوية لأبي الجهم بمالٍ‏.
كان معاوية يبعث رجلاً يقال له أبو الجيش في كل يوم فيدور على المجالس يسأل هل ولد لأحد مولود‏؟‏ أو قدم أحد من الوفود‏؟‏
فإذا أخبر بذلك أثبت في الديوان - يعني‏:‏ ليجري عليه الرزق -‏.‏
وقال غيره‏:‏ كان معاوية متواضعاً ليس له مجالد إلا كمجالد الصبيان التي يسمونها المخاريق فيضرب بها الناس‏.‏
وقال ابن أخته عبد الرحمن بن أم الحكم لمعاوية‏:‏ أن فلاناً يشتمني‏.‏
فقال له‏:‏ طأطئ لها فتمر فتجاوزك‏.‏
وقال ابن الأعرابي‏:‏ قال رجل لمعاوية‏:‏ ما رأيت أنذل منك‏.‏
فقال معاوية‏:‏ بلى من واجه الرجال بمثل هذا‏.‏
وقال أبو عمرو بن العلاء‏:‏ قال معاوية‏:‏ ما يسرني بذل الكرم حمر النعم‏.‏
وقال‏:‏ ما يسر بي بذل الحلم عز النصر‏
قال معاوية‏:‏ يا بني أمية فارقوا قريشاً بالحلم، فوالله لقد كنت ألقى الرجل في الجاهلية فيوسعني شتماً وأوسعه حلماً، فأرجع وهو لي صديق، إن استنجدته أنجدني، وأثور به فيثور معي، وما وضع الحلم عن شريف شرفه، ولا زاده إلا كرماً‏.‏
وقال‏:‏ آفة الحلم الذل‏.‏
وقال‏:‏ لا يبلغ الرجل مبلغ الرأي حتى يغلب حلمه جهله، وصبره شهوته، ولا يبلغ الرجل ذلك إلا بقوة الحلم‏.‏
وقال رجل لمعاوية‏:‏ من أسود الناس‏؟‏
فقال‏:‏ أسخاهم نفساً حين يسأل، وأحسنهم في المجالس خلقاً، وأحلمهم حين يستجهل‏.‏
وقال معاوية‏:‏ أفضل الناس من إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا غضب كظم، وإذا قدر غفر، وإذا وعد أنجز، وإذا أساء استغفر‏.‏
وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى‏:‏ كان معاوية يتمثل بهذه الأبيات كثيراً‏:‏
فما قتل السفاهة مثل حلمٍ * يعود به على الجهل الحليم
فلا تسفه وإن ملِّئت غيظاً * على أحدٍ فإن الفحش لوم
ولا تقطع أخاً لك عند ذنبٍ * فإن الذنب يغفره الكريم
وعن ابن عباس أنه قال‏:‏ قد علمت بم غلب معاوية الناس، كانوا إذا طاروا وقع، وإذا وقع طاروا‏.‏
وقال غيره‏:‏ كتب معاوية إلى نائبه زياد‏:‏
إنه لا ينبغي أن يسوس الناس سياسة واحدة باللين فيمرحوا، ولا بالشدة فيحمل الناس على المهالك، ولكن كن أنت للشدة والفظاظة والغلظة، وأنا للين والألفة والرحمة، حتى إذا خاف خائف وجد باباً يدخل منه‏.‏
وقال عبد الملك بن مروان يوماً وذكر معاوية فقال‏:‏ ما رأيت مثله في حلمه واحتماله وكرمه‏.‏
وقال قبيصة بن جابر‏:‏ ما رأيت أحداً أعظم حلماً ولا أكثر سؤدداً ولا أبعد أناة ولا ألين مخرجاً، ولا أرحب باعاً بالمعروف من معاوية‏.‏
قال‏:‏ قضى معاوية عن عائشة أم المؤمنين ثمانية عشر ألف دينار، وما كان عليها من الدين الذي كانت تعطيه الناس‏.‏
ووفد إليه مرة الحسن والحسين فأجازهما على الفور بمائتي ألف، وقال لهما‏:‏ ما أجاز بهما أحد قبلي‏.‏
فقال له الحسين‏:‏ ولم تعط أحد أفضل منا‏.‏
وروى الأصمعي قال‏:‏ وفد الحسن وعبد الله بن الزبير على معاوية فقال للحسن‏:‏ مرحباً وأهلاً بابن رسول الله، وأمر له بثلاثمائة ألف‏.‏
وقال لابن الزبير‏:‏ مرحباً وأهلاً بابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر له بمائة ألف‏.‏
وقال أبو مروان المرواني‏:‏ بعث معاوية إلى الحسن بن علي بمائة ألف فقسمها على جلسائه، وكانوا عشرة، فأصاب كل واحد عشرة آلاف‏.‏
وبعث إلى عبد الله بن جعفر بمائة ألف فاستوهبتها منه امرأته فاطمة فأطلقها لها، وبعث إلى مروان بن الحكم بمائة ألف فقسم منها خمسين ألفاً وحبس خمسين ألفاً، وبعث إلى ابن عمر بمائة ألف ففرق منها تسعين واستبقى عشرة آلاف‏.‏
وقال ابن دآب‏:‏ كان لعبد الله بن جعفر على معاوية في كل سنة ألف ألف، ويقضي له معها مائة حاجة، فقدم عليه عاماً فأعطاه المال وقضى له الحاجات، وبقيت منها واحدة، فبينما هو عنده إذ قدم أصبغهند سجستان يطلب من معاوية أن يملكه على تلك البلاد، ووعد من قضى له هذه الحاجة من ماله ألف ألف‏.‏
فطاف على رؤوس الأشهاد والأمراء من أهل الشام وأمراء العراق، ممن قدم مع الأحنف بن قيس، فكلهم يقولون‏:‏ عليك بعبد الله بن جعفر، فقصده الدهقان فكلم فيه ابن جعفر معاوية فقضى حاجته تكملة المائة حاجة‏.‏
وأمر الكاتب فكتب له عهده، وخرج به ابن جعفر إلى الدهقان فسجد له وحمل إليه ألف ألف درهم‏.‏
فقال له ابن جعفر‏:‏ اسجد لله واحمل مالك إلى منزلك، فإنا أهل بيت لا نبيع المعروف بالثمن‏.‏
فبلغ ذلك معاوية فقال‏:‏ لأن يكون يزيد قالها أحب إليّ من خراج العراق، أبت بنو هاشم إلا كرماً‏.‏
وقال ابن السماك‏:‏ قال معاوية‏:‏ كل الناس أستطيع أن أرضيه إلا حاسد نعمة فإنه لا يرضيه إلا زوالها‏.‏
قال معاوية‏:‏ المروءة في أربع‏:‏ العفاف في الإسلام، واستصلاح المال، وحفظ الإخوان، وحفظ الجار‏.‏

• ذكـــر وفـاتـه:

عن محمد بن الحكم، عمن حدثه أن معاوية لما احتضر أوصى بنصف ماله أن يرد إلى بيت المال.
لما نزل بمعاوية الموت قال‏:‏ يا ليتني كنت رجلاً من قريش بذي طوى، ولم ألِ من هذا الأمر شيئاً‏.‏
لما حضرت معاوية الوفاة تمثل بقول الشاعر‏:‏
إن تناقش يكن نقاشك يا رب * عذاباً لا طوق لي بالعذاب
أو تجاوز تجاوز العفو واصفح * عن مسيءٍ ذنوبه كالتراب
وقال بعضهم‏:‏ لما احتضر معاوية جعل أهله يقلبونه‏.‏
فقال لهم‏:‏ أي شيخ تقلبون‏؟‏ إن نجاه الله من عذاب النار غداً‏
وقال محمد بن سيرين‏:‏ جعل معاوية لما احتضر يضع خداً على الأرض ثم يقلب وجهه ويضع الخد الآخر ويبكي ويقول‏:‏ اللهم إنك قلت في كتابك‏:‏ ‏{‏اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 48‏]‏ اللهم فاجعلني فيمن تشاء أن تغفر له‏.‏
لما مات معاوية صعد الضحاك بن قيس المنبر فخطب الناس - وأكفانُ معاوية على يديه -
فقال بعد حمد الله والثناء عليه‏:‏ إن معاوية الذي كان سُور العرب وعونهم وجدهم، قطع الله به الفتنة، وملكه على العباد، وفتح به البلاد، إلا إنه قد مات وهذه أكفانه، فنحن مدرجوه فيها ومدخلوه قبره ومخلون بينه وبين عمله‏.‏ ثم هول البرزخ إلى يوم القيامة، فمن كان منكم يريد أن يشهده فليحضر عند الأولى‏.‏
ولا خلاف أنه توفي بدمشق في رجب سنة ستين‏.‏
قال محمد بن إسحاق والشافعي‏:‏ صلى عليه ابنه يزيد، وقد ورد من غير وجه أنه أوصى إليه أن يكفن في ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كساه إياه، وكان مُدَّخراً عنده لهذا اليوم، وأن يجعل ما عنده من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلامة أظفاره في فمه وأنفه وعينيه وأذنيه‏.
وكان عمره إذ ذاك ثمانياً وسبعين سنة‏.‏ وقيل‏:‏ جاوز الثمانين وهو الأشهر والله أعلم‏.‏

رحم الله معـــاويــــــة صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم و كاتبه وأمينه على وحي الله‏ و صهره و رضي الله عنه

بتصرف يسير من كتاب البداية والنهاية لإبن كثير.

i`h i, luh,dm i`h


الموضوع الأصلي: هذا هو معاوية || الكاتب: عابر الفيافي || المصدر: منتديات نور الاستقامة



توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس

كُتبَ بتاريخ : [ 11-21-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



تشكر على الطرح الرائع

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 11-21-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 3 )
:: عــضــو  ذهبي ::
رقم العضوية : 190
تاريخ التسجيل : Nov 2010
مكان الإقامة : عـــمـــ الحبيـــبـــة ــــــان
عدد المشاركات : 1,343
عدد النقاط : 110

N@zwani.99 غير متواجد حالياً



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

توقيع :

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 02-03-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 4 )
رقم العضوية : 448
تاريخ التسجيل : Feb 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 53
عدد النقاط : 10

maramlove غير متواجد حالياً



جزاك الله خير

في ميزان حسناتك

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 02-03-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 5 )
رقم العضوية : 176
تاريخ التسجيل : Oct 2010
مكان الإقامة : ابراء
عدد المشاركات : 493
عدد النقاط : 20

cdabra غير متواجد حالياً



تسلم الله يعطيك الصحة والعافية

توقيع :

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
معاوية , هذا , هو


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قراءة في سيرة الشيخ سعود بن سليمان الكندي عابر الفيافي علماء وأئمة الإباضية 5 04-23-2013 09:29 AM
كسوة الكعبة.. تاريخ وتشريف عابر الفيافي الـنور الإسلامي العــام 4 12-13-2010 10:07 PM


الساعة الآن 11:48 PM.