طلب كتاب القرآن قرآن - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات



المكتبة الإسلامية الشاملة [كتب] [فلاشات] [الدفاع عن الحق] [مقالات] [منشورات]


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
افتراضي  طلب كتاب القرآن قرآن
كُتبَ بتاريخ: [ 10-01-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
 
سووف غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 2154
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 4
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : سووف على طريق التميز


السلام عليكم
الاخوة الكرام
أتمنى الحصول على كتاب (((القرآن قرآن)))للشعبني
نسخة أليكترونية من موقعكم المبارك هذا
والسلام عليكم

'gf ;jhf hgrvNk rvNk /‚'±'¢/† /ƒ'ھ'§'¨ 'gf '§/„/‚'±'¢/† '·/„'¨ rvNk


الموضوع الأصلي: طلب كتاب القرآن قرآن || الكاتب: سووف || المصدر: منتديات نور الاستقامة



رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 10-01-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



للأسف لم أجد الكتاب,,ولكن سأورد سيرة الدكتور ومقتطفات من الكتاب,,, ولست مسؤولاً عن ما كتبه الدكتور,,إنما أنا أقوم بالنسخ واللصق

تعريفٌ بالدكتور مبارك بن مسلم الشعبني ومقتطفاتٌ من كتابه القرآن قرآن


الإسم: مبارك بن مسلم بن مسعود بن راشد الشعبني
مواليد عام: 1969م
العنوان: نيابة طيوي- ولاية صور- المنطقة الشرقية- سلطنة عمان
التخصص العلمي: دكتوراة في التفسير وعلوم القرآن
العمل الحالي: خبير بمكتب المستشار الخاص لجلالة السلطان للشؤون الدينية والتاريخية، ديوان البلاط السلطاني، ومشرفا عاما على مكتبة معالي السيد محمد بن أحمد بن سعود التاريخية.
المسيرة التعليمية:
- الابتدائية والإعدادية: مدرسة طيوي الإعدادية- طيوي
- الثانوية: مدرسة أحمد بن ماجد الثانوية- صور
- الجامعية:- جامعة السلطان قابوس- مسقط- كلية العلوم – الأحياء
- معهد القضاء الشرعي والوعظ والإرشاد- إجازة عالية في الشريعة.
- جامعة اليرموك- المملكة الأردنية الهاشمية- كلية الشريعة والعلوم الإسلامية- ماجستير في التربية في الإسلام.
- الجامعة الإسلامية العالمية- ماليزيا- كلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية- دكتوراة في التفسير وعلوم القرآن، بتقدير ممتاز مع رتبة الشرف.

من المؤلفات:
- طريق الفرار إلى الله: كتاب وعظي.
- المنهج القرآني في تربية اليقين: دراسة قرآنية تربوية.
- المنهج القرآني في الحذر وتوقي الضرر: دراسة قرآنية توجيهية وإرشادية.
- القرآن قرآن: دراسة قرآنية تأصيلية.
- قم فأنذر: دراسة قرآنية توجيهية.
- وربك فكبر: دراسة قرآنية وعظية.
- دلالات ومضامين في سورة من القرآن المبين: دراسة قرآنية تربوية.
- ديوان شعر وعظي.
- طيوي(دراسة تاريخية)
- الرسول(مولده- الإسراء به- هجرته- مكانته): دراسة قرآنية.
- المكانة السيادية الربانية للإنسان: دراسة تربوية.

من الأعمال التي عني بها في المسيرة العملية، الأساسية منها والجانبية:
- العمل في مؤسسات صحية معنية بالمختبرات العلمية وذلك في فترة الدراسة الجامعية الأولى(مستشفى خولة قسم الدم- مستشفى الجامعة قسم الكائنات الدقيقة).
- إمام وخطيب: في جوامع مؤسسة حي الرحبة بمسقط(جامع الحاجر- وجامع سلمى).
- رئاسة لجنة اختبارات الوظائف الدينية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.
- مدقق لغوي لنشرات الأخبار والبرامج في إذاعة سلطنة عمان.
- انتداب لفترة للتدريس في تنزانيا.
- واعظ: في الوزارة.
- مدير دائرة القرآن الكريم بالوزارة.
- إدارته في فترات للمديرية العامة للمساجد ومدارس القرآن الكريم بالوزارة.
- محاضر بمعهد العلوم الشرعية: قسم الطالبات.
- خبير وعظ: معني بإعداد الدراسات لتنمية الجانب الوعظي.
- خبير بديوان البلاط السلطاني(وفق مكرمة سامية في نقله لذلك عام 2008م)

الأنشطة والمشاركات:
- كاتب مقالات دعوية دورية في جريدة الوطن العمانية.
- إعداد وإدارة ندوات تلفزيونية.
- مراجعة وإشراف على العديد مما يراد طباعته من المؤلفات الدينية والفكرية.
- إعداد وتقديم برامج إذاعية متسلسلة بإذاعة سلطنة عمان، منها؛ برنامج فقه التدليل والتهذيب، وبرنامج دلالات ومضامين في آي الكتاب المبين، وغيرها.
- دروس دعوية دورية عامة.
- المشاركة والحضور في مؤتمرات وأعمال داخلية وخارجية.
- التشرف بإعداد تلاوة قرآنية للإذاعة برواية حفص عن عاصم.

نبذة عن بعض المؤلفات، إصدار مكتبة الضامري للنشر والتوزيع:
1- كتاب"المنهج القرآني في تربية اليقين ودلالاته التربوية": ومعني بإبراز المنهج الذي ربى الله به أنبياءه وأولياءه، والمتمثل خلاصته في أهمية مجاهدة النفس في سبيل رسوخ اليقين، بوسائل حددها الكتاب المؤلف من 191 صفحة.
2- كتاب "المنهج القرآني في الحذر وتوقي الضرر": وهي دراسة أصل فيها المؤلف قرآنيا منهج توخي السلامة وتوقي المضار في هذه الحياة، من خلال أساليب بينت شمول القرآن الكريم لكل ما يصلح الإنسان في حياته الدنيوية فضلا عن الأخروية، يتكون من 314 صفحة.
3- كتاب "القرآن قرآن": وقد اهتم بتبين أن القرآن الكريم هو المصدر الأول والأساس في التشريع والعلم، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم يأتي مفصلا ومبينا، عدا أنه صلى الله عليه وسلم لا يشرع تشريعا يناقض ويصادم ما في القرآن من أحكام، وأن أمر الاجتهاد مفتوح لمسائل لا يوجد فيها نص. في دراسة تتكون من 380 صفحة.
4- كتاب"قم فأنذر": عني بتوضيح أهمية الدعوة والوعظ والإرشاد والنصح والتوجيه، ويقع في 72 صفحة من الحجم المتوسط.
5- كتاب"وربك فكبر": كتاب عني بتقديس الله سبحانه وتنزيهه، وتبيين شيء من دلالات بعض أسماء الله الحسنى، وعدد صفحاته 144 صفحة من الحجم المتوسط.

الكتاب في سطور:


- دراسةٌ اعتمدت جلُّها – كمصدر- على القرآن الكريم، كون أفضل ما يفسر القرآنَ الكريمَ القرآنُ نفسُه، وهدفت إلى التأكيد على أهمية أخذ كتابِ الله سبحانه، القرآنِ الكريم بقوة، وبالتالي إعادة النظر فيما جاء من روايات فيها عقائد وأحكام مناقضة لما فيه.
- هذه الدراسة انطلقت من عدة منطلقات، منها الآتي
:
1. من منطلق كون القرآن الكريم موصوفا من قِبَل الله سبحانه بأسمى الأوصاف وأعلاها: فهو المحفوظ، وهو الحق، وهو النور، وهو المبارك، وهو المنزل من الله، وهو أحسن الحديث...، ولذلك فهذه الدراسة دعوة لقارئ القرآن الكريم ليدَّبَّر بحق القرآن الكريم- أي يعقل ما فيه ويفهمه- بكل استقلالية وتجرد وموضوعية حتى تأتي قيمته كاملة في قلبه، بحيث لا يعلي شيئا عليه، ليجعله بعد ذلك مغربِلا لكل ما يأتي من هنا وهناك، مما ينسب إلى الله سبحانه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم . وإيمانا مني بمدى إيمان المسلم بالقرآن الكريم فإني على يقين بتقديمه على ما سواه، مما أحيل إليه من الروايات المصادمة له، وما هي إلى فترة شرود ذهني عن الطريق كان عليها، لا يلبث أن يعود إلى الجادة بعد ما يتبين له.
2. من منطلق كون الرسول محمد صلى الله عليه وسلم رسولا أمينا: فهو بكل ما تعنيه كلمتا الرسول والأمانة من معنى، والرسول الأمين يبلِّغ ما أرسله به مرسلُه دون اعتراض منه ولا مصادمة لما يأمره به، بل يدعومحمد صلى الله عليه وسلم إلى ربه، أي بما يأمر به القرآن، بمعنى أنه يدعو ليكون الناس ربانيين.
3. من منطلق كون المسلم مستهدَفا في دينه: فليس بمستبعد من أعداء الدين أن يلبسوا على المسلمين دينهم، فقد كشف الله لنا شيئا مما أردوه من قبل، ولا يزالون، فلما لم يستطيعوا على القرآن الكريم تبديلا وتحريفا أتوه من شروحه والروايات، مع علمنا أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين رضي الله عنهم منعوا كتابة غير القرآن الكريم، ولم تُكتب الروايات إلا فيما تأخر من زمان، وتحديدا في زمن عمر بن عبد العزيز رحمه الله، وليتهم اكتفوا بما يوافق القرآن الكريم بل صادموه، وأُخِذ عنهم دون تمحيص بتطاول الأمد والعهد حتى غدا ما جاءوا به من أقوال منسوبة إلى الرسول المبلغ الأمين هي الحق، فقد أوصل بعض منهم إلى أنها ناسخة حتى للقرآن الكريم نفسه.
4. من منطلق أن مصاحف القرآن الكريم لم تكن منتشرة الانتشار التي هي عليه الآن، وغير متوفرة لندرتها، مما جعل الناس أقرب إلى ما يمكن تسميته برهائن وأسرى لأراء وأقوال فئة محدودة من الناس، أما وإن الأمور قد تغيرت بحمد الله فقد غدت المسؤولية على كل مسلم على حدة، لئن يتدبر ويتأمل ويحكم.
5. من منطلق أن أهل العلم اليوم لديهم من طول البال ما يعذرون فيه من يخالفهم، فهم يشجعون البحث العلمي الهادف، متوجا كل ذلك برجوعهم - خوفا من الله - إلى الحق، دون مكابرة ولا استنكاف، شريطة دعم ما يقال بالدليل الدامغ المقنع، مقتنعين أن الساحة ساحة صراع أفكار لا صراع أشخاص، وذلك بخلاف ما كان عليه الأمر في السابق من الأزمان، فما أن يشذ رأي عن المعهود إلا وسلقوه بألسنة حداد، أو أوغروا عليه حقدا قلوب العباد – إلا من رحم الله منهم-.
- لترابط العديد من نقاط الموضوع في هذه الدراسة، يحسن عدم اقتطاع نقاط منه دون أخرى عند القراءة، إذ ذلك سيولد ركاكة في الفهم، وعدم وضوح للمراد إيضاحه في الدراسة.
- يقدِّر هذه الدراسة أهلُ العلم الربانيون المقدِّرون لكتاب الله سبحانه، الباحثون عن الحقيقة الدامغة، غير المستنكفين الرجوع إلى ما يرونه حقا بعد اتضاحه، كونهم كما وصفهم الله في قوله: ﴿وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ سبأ6، ولا يقدرها الصادون عن آيات الله عن قصد أو عن غير قصد، المحذَّرين نحن المسلمين عن فريق منهم في قوله سبحانه: ﴿وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ القصص87.
- من أهم ما يمكن أن تفيده الدراسة وتؤكد عليه، والله وحده الموفِّق والمستعان، هو أن القرآن الكريم هو مصدر العلم والعمل لا ما سواه مما يناقضه، وأن الرسول، وبأمر من الله هو أول "قرآني"- من اهتم بالقرآن تلاوة وعملا ودعوة إليه- يقول سبحانه لنبيه: ﴿فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ الزخرف43، والذي ليس إلا القرآن الكريم كما في قوله: ﴿.. وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ .. ﴾ الأنعام19، ويقول سبحانه عن مكانته: ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)﴾ العنكبوت 51. كما تؤكد أن خير مؤلف للقلوب وموحد للمسلمين هو كتاب الله سبحانه، وما تمزق كيان الأمة المسلمة إلا لمـَّا اتبع كلٌ إماما له، وما أتى به من رأي، تعصب له تابعوه دون تمحيص، ونُسي أن إمام هذه الأمة هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، والمنهج المفترض اتباعه هو ما ثبت قطعا إتيانه به من ربه، القرآن الكريم المفصَّل والمحكَم والمبين والشفاء لما في الصدور والهدى والرحمة، والذي لا تناقض فيه البتة: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً﴾ النساء82.
- تلك الدراسة يُفترض من قارئها أن تفتح لديه باب عذر وعدم تكفير ولا تضليل لكل من يُرى عليه عدم التمسك بروايات أدت إلى الفتن والنزاعات بين أهل الدين أنفسهم، مما أحدثه بعض المتعصبين لتلكم الروايات في بعض البلدان، والذين يخشى عليهم إثم التقوُّل على الله سبحانه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
- عنيت هذه الدراسة مما عنيت به التوضيح من أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم غير مشرع شرعا يناقض ما شرعه الله في كتابه، وأن لا نسخ في القرآن الكريم، وأن روايات تناقض القرآن الكريم ينبغي غربلتها بالقرآن الكريم كونه الحق، وأن التشدد فيما سكت عنه القرآن يعد من قبيل إثارة الفتن والتعصب للآراء، وما الأدلة المستَند إليها إلا إسقاط لعموم الآيات على ما ليست له، أو روايات لا ينبغي أن يعول إليها لعدم القطع بصحتها، كما أن في ذلك التشدد غير المبرر سلبا لأهم خاصية في الدين وهي السهولة واليسر، والتي بسببها دخل الناس في دين الله أفواجا.
- الدعوة إلى القرآن الكريم وما لا يتصادم معه من الروايات هي الدعوة إلى الله سبحانه، فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم كغيره من الرسل لم يكن يدعوهم لشخصه الكريم، تقديسا له، ولكن ليكونوا ربانيين، أي لله سبحانه طاعة واستجابة، وما طاعة المرء للرسول إلا لأن الرسول نموذج في الطاعة لله وما يأمره به ربه سبحانه، يقول سبحانه في أمره لنبيه بذلك: ﴿ ...، فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آَمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15)﴾، وقوله سبحانه عن من سبقه، وهو داخل في نطاقه: ﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ﴾ آل عمران79.
- صنف من الناس بالرغم أنهم لا يمكنهم القسم يمينا بصحة ما يخالف القرآن الكريم على أنه من الله سبحانه وتعالى، إلا أنهم لا يرجعون عما هم عليه من إكبار للروايات، بالرغم من صراحة الآيات- كما سيتبين في الدراسة- حتى ولو أتاهم الرسول نفسه، إذ ردهم عليه كما قال أحد الكتاب المتدبرين كلاما ما معناه: إنك قد نسيت ما قد قلتَه يا رسول الله، فقد أتيت بكلام غير القرآن أيضا، وقد قام السلف بتأصيله وتبويبه، وتصنيف علوم تحفظه وتنقحه، تذكَّر يا رسول الله، وهو يقول لهم: ﴿قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ﴾ الأنعام19!!.(انتهى معنى كلامه). وليت ذلك في روايات لا يصادَم فيها قول الله سبحانه، من روايات فسرت أو بينت أو حثت على سلوك وخلق حميد، مما هو مجمل في القرآن الكريم. وما ذاك إلا لأن الخدعة المفتراة من قبل قد انطلت عليهم – بكل أسف- فصدقوهم والعياذ بالله.
- المؤمن مرجعيته كتاب الله سبحانه، وذلك إن أراد الحرية من ربقة التبعية لمخلوق- إلا تبعيته للرسول صلى الله عليه وسلم من خلال ما جاء به من كتاب مبين-، وقد تنبهت فرقة إسلامية من فرق المسلمين من قبل في ذلك، فجل استدلالات السابقين منهم، سواء كان في مراسلاتهم أو مؤلفاتهم إنما كانت كتاب الله سبحانه، وما يتوافق معه مما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قدوتهم في ذلك الرسول نفسه الذي أسلم وجهه لله وحده، وكذلك من اتبعه من الصحابة، وقد أُمروا هم – أي الرسول وصحبه- بذلك بنص القرآن الآمر لهم بذلك. وما لم يرد فيه نص من كتاب الله ولم يتأت للمستنبطين منه ما يريدونه أحالهم القرآن إلى الشورى، وقد كان الرسول وصحبه كذلك في ذلك، امتثالا لأمر الله في ذلك، وهو ما سمي لاحقا بالإجماع، وما سواه من طرق ووسائل التشريع المعتبرة المعلومة، القائمة في أساسها على الشورى من قبل أولي العلم.
- يُخشى على من تقوم قائمته تشنيعا وسبا على من يدعو إلى القرآن الكريم تلاوة وتطبيقا واسترشادا، وترك ما عداه مما يصادمه ويعارضه من الروايات، يخشى عليه الانضمام إلى قائمة من قاموا بمثل ذلك من قبل؛ ممن طلبوا عدم سماع القرآن الكريم خشية التأثر، بل وطلبوا اللغو فيه صدا للناس عنه، المذكورين في قوله سبحانه: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ فصلت26.
- هذه الدراسة طرحٌ للنظر ومزيد البحث، لكل مطلع على حده، لا يلزم أن يكون مؤلفها متبنيا لكل ما فيها، إذ أدلة الآخرين فيها من الوجاهة ما فيها.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 10-01-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 3 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



: الحياة في البرزخ، نفيا أو إثباتا- نموذج لمسألة عقدية-


لقد طال التحريف الذي قصده أهل الكتاب والمشركون عن عمد منهم هذا الجانب من الاعتقاد، جانب ما بعد الموت، القبر؛ من حيث قولهم بوجود عذاب أو نعيم فيه، وذلك بإدخالهم على المسلمين كلاما نسبوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يوثقوا كلامهم، إلباسا منهم على المسلمين، وصدا منهم لهم عن سبيل الله، إذ في الاعتقاد بوجود عذاب أو نعيم في القبر، إضافة إلى معارضته إلى قطعية النصوص النافية لما قالوه، هو أيضا فتنة للمسلمين من حيث ما جره القول بذلك من خرافات – كما سيأتي ذكرها-.
إن من أهم أسباب قبول المسلمين لهذا المعتقد هو عدم تدبرهم لكتاب الله الحق الذي يعلمونه، وقدموا على صريح الآيات – كما سيأتي- أقوالا زُعم أنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بالرغم من اليقين من أن الرسول صلى الله عليه وسلم أنّى له أن يعارض ما أرسله به ربه إلى الناس.

إن القرآن الكريم الحق والنور والمبارك يؤكد في كل آياته أن الحساب؛ ثوابا وعقابا، إنما يكون يوم القيامة وليس في القبر، إذ القبر في نظر القرآن الكريم ليس إلا حجزا بين حياتي الدنيا والآخرة لا غير، وهو ما أسماه بمصطلح البرزخ، أي الحاجز. والذي يكون فيه المرء مخدرا عن أي إحساس، فهو ميت، أي بدون أي حس يحسه، وهو أي هذا الموت هو الذي يطلبه المعذَّبون- والعياذ بالله- وهم في النار، لإدراكهم أن الموت هو الانقطاع للحس بالكلية- فقد جربوا كنهه-، وذلك كما أخبر الله عنهم في ذلك إذ قال سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ﴾ فاطر36. وذلك بالرغم من طلبهم له أنفسهم: ﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ﴾ الزخرف77، فهم يطلبون الموت الذي فيه راحة لهم مما هم فيه من عذاب، وذلك لانقطاع الحس، فلو كان الحس بالموت- كما يقول القائلون بعذاب القبر ونعيمه- موجودا لما طلبوه، لأنهم لا محالة سيعذبون، أو للبى لهم ربهم طلبهم على أن يعذبهم بعد موتهم، كما عذبهم في القبر- على قول القائلين به-.
إن أكبر مؤثر على النفس، ويدفعها لتستقيم على دين الله هو اعتقادها بأن في انتقال المرء من الحياة بالموت من الحياة الدنيا هو انتقال مباشر إلى الدار الآخرة، حيث الحساب ورؤية نتيجة العمل، كما قال الله في ذلك: ﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ﴾ الزلزلة6، انتقالا لا يشعر المرء بمداه الزمني، فهو ما إن يغمض جفنه عن الحياة متوفى حتى يجد نفسه في الآخرة، حيث أهوال القيامة بأنواعها. فهو كالنائم نوما عميقا لا يشعر فيه بالزمن الذي استغرقه، والنوم آية من الله سبحانه، سماه الله وفاة: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ الأنعام60. أو كمن خدر (بالبنج) لإجراء عملية جراحية، أو أغمي عليه، فهو بمجرد أن يصحو يظن نفسه لم يستغرق في رقدته تلك إلا قليلا، بالرغم من أنه قد يكون لابثا في رقدته تلك ساعات أو أياما أو ربما أشهرا، وما ذلك إلا لفقده الإحساس بذلكم الإغماء أو التخدير.
كذلك هو الحال لمن يموت من هذه الحياة، لا يشعر حتى يبعث لفقده الإحساس، ولا كم عددا من السنين لبث في قبره، وهذا ما يدفعه إلى التساؤل يوم القيامة، كما يسأل المخدَّر أو المغمى عليه في الحياة، يقول سبحانه في ذلك: ﴿قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ﴾ المؤمنون112، فيأتي جوابهم لعدم إحساسهم بالفترة الطويلة التي لبثوها في قبورهم: ﴿قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ﴾ المؤمنون113، إن الكفار ينظرون إلى ظاهر الأمور ولا يؤمنون بالغيب، بل بما يشاهدونه ويحسونه فحسب، فإنهم قد أقسموا قسما بأنهم لم يلبثوا في القبر إلا وقتا يسيرا، يقول سبحانه في ذلك: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ﴾ الروم55. إذ أن أعقلهم قد قال الله على لسانه في رده على فترة المكوث في القبر: ﴿نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً﴾ طه104.

- أهل العلم والإيمان مختلفون في النظرة إلى البرزخ عن الكفار:


إن الله سبحانه يخبرنا في كتابه الحق عن أن أهل العلم واليقين الذين يعلمون يقينا أن القبر والبرزخ فترة حجز طويلة، ولكن لعدم الإحساس بما يحدث فيه هو الذي دفع الكفار إلى القول بقصر الفترة تلك، يخبرنا أن ردهم كان مختلفا، فنظرتهم موافقة لما يقوله القرآن الكريم، فمن أوتي العلم والإيمان تيقنوا بما في القرآن، وما أخبرهم الله به مسبقا، من أن الفترة طويلة، ولكنها مطوية بقدرة الله لإزالته الإحساس بها، إذ توقف الزمن في البرزخ- إن صح التعبير-، قال الله عن ردهم في ذلك على الكفار يوم القيامة: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ الروم56، كذلك يلحظ أن الله سبحانه يخبرنا أن الشغل الشاغل لأهل الإيمان هو البعث المقطوع بوقوعه فهم يستجيرون بالله منه، ومن ذلك قوله سبحانه: ﴿رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ آل عمران194، وكذلك يلحظ – كما سيأتي تفصيله- دعاءهم ربهم في قوله: ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ آل عمران9، فهو الموعد المحدد للحساب، وقوله على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ﴾ إبراهيم41. وقوله سبحانه على لسان الصالحين من عباد الرحمن: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً، إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً﴾ الفرقان65، 66، فأين الاستجارة من عذاب القبر؟!، إلا ما لفَّقه الملفقون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبعهم من تبعهم ممن رجحوا قولهم -تسرعا - على قول الله سبحانه الحق.

- القيامة تأتي بغتة، وذلك لأن البرزخ حجز للروح ليوم البعث، وعليه من مات قامت قيامته:


إن الفترة الزمنية طويلة جدا، فقد استغرقت من وقت الوفاة في الحياة الدنيا وحتى يوم البعث للحساب، يوم القيامة، إذ منهم قد مات من عهد آدم عليه السلام وهذا أمر يعلمه أهل العلم والإيمان، دون إنكار منهم على أن الفترة الزمنية في البرزخ قد مرت سريعا، فهم مثلهم قد أحسوا بسرعة مرورها، ما إن غمضت أعينهم متوفين من الحياة الدنيا إلا ورأوا أنفسهم في الآخرة للحساب دون شعور منهم بالبرزخ. فهم مؤمنون بالغيب. ورب العالمين أخبر أن ذلكم هو شأن الساعة من حيث المباغتة والسرعة في الإتيان، فهي لا تحس: ﴿وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ النحل77، وكيف تفسر تلكم السرعة والمباغتة إلا بذلك؟، وفي آية أخرى يقول سبحانه: ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ﴾ الأنعام31، وقوله جل في علاه: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ الأعراف187، وقوله سبحانه: ﴿بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ﴾ الأنبياء40، وقوله جل شأنه: ﴿فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ﴾ محمد18. فماذا تفسر تلكم البغتة؟ إن لم تكن بغتة بالنسبة لكل فرد قد مات وانتقل منتظرا لها دون شعوره بزمن الانتظار، فهو في رقدة عميقة، كما قال الله على لسان الكفار منكري البعث إذ سموها رقدة: ﴿قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾ يس52. ولا يوجد مسوغ لأن يحال معنى الرقدة المذكور في الآية عن معناها إلى معنى متكلف فيه، مما يقوله مثبتوا الحياة في البرزخ. ويخبرنا سبحانه عن الكفار المنكرين للبعث أنهم ما إن يبعثوا يوم القيامة للحساب إلا وظنوا أنهم لم يلبثوا في القبر إلا عشية أو ضحاها، أي في نفس يوم الوفاة، وما ذلك إلا لسرعة انطواء الفترة الزمنية عنهم، فهم ليسوا في حالة يسمح لهم بمعرفة مرور الزمن ولو أقل من الثانية، فالزمن عندهم متوقف البتة، يقول سبحانه: ﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا﴾ النازعات46.
إن مثبتي الحياة في البرزخ قد جعلوا حياة بين الحياة الدنيا والآخرة، وجعلوا حسابا بعد الموت و قبل يوم الحساب في الآخرة، في وقت لا توجد فيه أية آية صريحة في ذلك، بل الآيات صريحة في نفي ذلك – كما سيأتي-.
إن مثبتي الحياة في البرزخ في القبر لم ينظروا إلى عبارة ((يُبعَثُون)) وما تعنيه، وذلك في قوله جل شأنه: ﴿.. وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ المؤمنون100، أكثر من أنهم نظروا إلى كلمة برزخ، ففي الآية إخبار من الله عن انتهاء فرصة العمل، ودخول المتوفى بالموت في مرحلة انقطاع عن العمل، وهي فترة البرزخ، أي القبر، وهي ذاتها مرحلة انتظار للبعث من أجل الحساب، ولا يوجد فيها ما يدل على أنها، أي مرحلة البرزخ، مرحلة عقاب أو ثواب. إن كلمة برزخ في القرآن الكريم جاءت بمعنى الحاجز بين أمرين، حاجزا ليست له صفة أي من الأمرين، كالحاجز بين البحرين، والذي ذكر في سورة الرحمن.
إن مما يؤيد أن فترة البرزخ لا شعور فيها البتة بالرغم من طول فترتها، وأنها بالرغم من أن طولها التي عبر عنها القرآن بالدهر ليست إلا جمودا ووجوما عن الحياة، هو تسمية الله سبحانه لها ووصفه إياها بالسكرة، والتي ستظل مصاحبة للمرء إلى يوم النفخ في الصور، والسكر عندما ذكر في القرآن الكريم قد أريد به غياب الوعي البتة، عن أن يعرف السكران شيئا مما يحيط به، أو ما يحدث له، وهو تشبيه تقريبي للفهم، وإلا فالموت أكبر بكثير من حيث الفقد للوعي والإحساس، يقول سبحانه موضحا أن لا حياة بعد السكرة المباغتة للمرء إلا الحياة الآخرة، يوم القيامة: ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) ﴾. سورة ق~ 19-22، فأين الحياة الوسط المسماة بحياة البرزخ؟! إن الله سبحانه شاءت إرادته أن يرينا في الدنيا حال السكران وما يدور له حال سكره، فهو ما إن يفيق إلا ويظن نفسه أنه لم يفقد وعيه، ويذكر حال يقظته من كان بصحبته قبل سكره، وإن طالت تلكم السكرة، هذا إن كانت السكرة بمعناها من حيث الثقل- كما يصفها الواصفون-.

يتبع



توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 10-01-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 4 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



- عقيدة القول بحياة البرزخ لم تكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم:


إن مما يدل على أن عقيدة وجود حياة في القبر، عقيدة مختلقة مفتراة قيلت بعد عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بل وعهد الصحابة أيضا، هو عدم وجود ذكر لها في عهده صلى الله عليه وسلم ، فالكفار لم يسألوا عنها قط، وإلا لو كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد ذكرها من ضمن الغيبيات لتساءلوا عنها من ضمن ما تساءلوا عنه، ولكنهم لم يسألوا إلا عن يوم البعث والحساب المحدد بفترة ما بعد البعث والخروج من القبور لا في القبور، وما ذلك إلا لأن الله سبحانه لم يتحدث ولا حتى رسوله عن ذلك البتة، يقول سبحانه على لسان الكفار متسائلين: ﴿وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً﴾ مريم66، فسؤالهم عن ما ينتظرونه بعد الموت والانتقال من الحياة الدنيا، وهو الخروج للبعث والحساب، فلو كان معتقَدُ العذاب في القبر موجودا لقالوا متسائلين: أئذا ما مت لسوف أعذَّب في القبر؟!. ولكننا نجد من خلال القول الحق، القرآن الكريم الذي نؤمن به، هو سؤالهم دائما عن يوم الحساب الحق، وليس يوم الحساب المتوهَّم، يقول سبحانه في أسئلتهم عن يوم الحساب يوم البعث: ﴿وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ﴾ السجدة10، فالقرآن في سؤالهم ذلك يقر مسألة ضلالهم في الأرض، وتبعثر أجزاء جسدهم في الأرض، وتحوله إلى تراب هنا وهناك، إذ لا حساب في تلكم المرحلة، مرحلة البرزخ، ولكنه يرد عليهم بالتوكيد على بعثهم للحساب يوم القيامة، كيفما كانت حالة أجسادهم التي قد تكون متحولة حتى إلى حديد أو حجارة: ﴿قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً﴾ الإسراء50، أو خلقا أكبر من ذلك في التحول: ﴿أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً﴾ الإسراء51. فيوم الإعادة كما هو في الآية هو يوم الحساب يوم القيامة، وهو الذي يسألون عن موعده منكرين ومستهزئين، وفي أي مكان من بقاع الأرض كانوا: ﴿.. أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ البقرة148. وكذلك في لفظ آخر لهم يخبرنا الله صلى الله عليه وسلم عنه، وفيه إخبار عن ما سيحدث لهم في القبر بعد موتهم إلى حين موعد بعثهم، وذلك في قوله سبحانه: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ سبأ7، فالشغل الشاغل لهم هو ما أخبرهم عنه الله صلى الله عليه وسلم على لسان رسوله وهو يوم الحساب، يوم خلقهم من جديد، يوم القيامة، وفي القبر سيكونون كما قالوا ممزقي الأجساد والأوصال، ومعروف في أن العذاب يخبرنا الله سبحانه عنه أنه سيكون في الأجساد الحية، ولذلك سوف يبدل الله سبحانه جلود المعذبين كلما نضجت. إن في عدم سؤال الكفار عن ما يحدث في القبر دليلا على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتكلم قط عن مثل ذلكم الأمر، وإنما هو أمر منسوب إليه ظلما وبهتانا والعياذ بالله، فالقبر مرحلة وسط بين حياتين، الدنيا والآخرة، و لا توجد حياة وسطى بينهما، وإلا لأخبرنا الله بها، كما أخبرنا عن الغيبيات الأخرى.

- قدرة الله سبحانه مطلقة، ولكن ليست في أمر نفى الله وقوعه، أو لم يقر حدوثه:
لا يمكن أن ينكر المرء المسلم قدرة الله سبحانه في تعذيب أو إكرام المرء بعد وفاته وقبل بعثه، أي وهو في قبره، أو حتى في بطون السباع والحيتان، فقدرته عظمية سبحانه، ومطلقة غير محدودة، ولكن الله سبحانه لم يخبر بوجود مثل ذلك، وقيامه فعل ذلك، والمرء متعبد بالإيمان بما أخبر به القرآن الكريم، وبما ثبت عن رسول الله سبحانه بما يوافق القرآن، إذ لا يمكن أن يصادم الرسول ما كُلِّف بتبليغه، فكيف يَنسِب إلى الله ما لم يقله، ولم يشر إليه. وأينا في ذلك نطيع ونصدق في حدث يأتي فيه قولان متناقضان، قول الله الحق الذي لا ريب فيه، وقول لا نضمن صحة نسبته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ولا متأكَّدٍ من ثبوته، بل هو أقرب إلى الخطأ لمناقضته صريح الثابت؟! . إن قدرة الله شيء، وأمر وجود حياة بعد الموت وقبل البعث- أي بينهما- شيء آخر. إن ربط الأمرين- القدرة الربانية وجعل حياة بين الدارين لم يذكرها الله لنا نصا بل نفاها- إنما هو كربط قدرة الله على فعل كل شيء، وقدرته على خلق شريك معه- والعياذ بالله-. فالله جلت قدرته قد نفى أن يجعل شريكا له، وتمدح بالتفرد والوحدانية، فهل يسوغ لمؤمن أن يقول أن قدرته تستطيع فعل إيجاد شريك معه- سبحانه جل جلاله وأعظم شأنه-. إضافة إلى أن القدرة الربانية قد ذكرها الله صلى الله عليه وسلم في ذلكم الأمر في سياق قدرته بعث الناس بعد موتهم للحساب، وطيه فترة البرزخ عنهم بحيث لا يشعرون بها البتة، وذلك في قوله: ﴿وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ النحل77، وكذلك في سياق جمعهم من أي مكان من الأرض كانوا فيه، أي دفنوا فيه، وذلك في قوله: ﴿.. أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ البقرة148 ، وسياق قدرته على بعثهم وخلقهم مرة أخرى وذلك للحساب كما خلقهم أول مرة: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ العنكبوت20 ، ولم يذكر بل لم يشِرْ أنه قادر على حسابهم في القبر، إلا لأنه لا حساب فيه ولا عذاب، وإلا فقدرته سبحانه لا يمكن أن يماري فيها عاقل.

- أخبر الله سبحانه عن نماذج ماتت وحجزت روحها إلى حين بعثها:

إن الله سبحانه أخبرنا في كتابه، الذي يؤمن به المؤمنون الصادقون، من أنه أمات أصحاب الكهف ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا، وبين لنا من خلال القصة أنهم لم يشعروا بالفترة الزمنية التي عاشوها بين الفترتين، حياتهم الأولى وحياتهم بعد بعثهم من موتتهم، فقد أخبرنا سبحانه أنهم تساءلوا عن فترة موتتهم وفقدهم للحياة، وذلك في قوله جل شأنه: ﴿وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ .. ﴾ الكهف19، أليس في ذلك دليل يخبرنا الله مؤكدا به على ما يحدث لمن يمته ويتوفاه؟. خاصة وأنه سبحانه يعقب على هذه الحادثة بعد ذكرها بقوله: ﴿وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا .. ﴾ الكهف21 ، وهو نفس ما حدث لصاحب الحمار في سورة البقرة، الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه، فظن تلكم الفترة يوما أو بعض يوم، وذلك كما حكى عنه سبحانه في قوله: ﴿أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ البقرة259. إن هاتين الحادثتين يرينا الله من خلالهما- ونحن المؤمنون بصدق وقوعهما- أن معنى الموت هو بداية حجز روح المرء حتى يبعثه الله سبحانه للبعث، حجزا لا يوجد فيه أي حس. وكذلك نجد أن الله سبحانه لم يخبرنا على لسان من قُتل من بني إسرائيل ومن ثم ضرب بلحم البقرة أو عظمها في سورة البقرة أنه قد حوسب بعد موته مقتولا، فهو بمجرد أن بعث الله فيه الروح لم يخبر إلا عن قاتله، فهو يتذكر آخر ما يتذكره ذلكم الأمر الشنيع، أمر مقتله، وليس عذابا أو نعيما بعد موته. وكذلك الحال مع القوم الذين قال لهم الله موتوا ثم أحياهم، المذكورة قصتهم في سورة البقرة أيضا، إلا إذا اشترط القائلون بثبوت الحياة في البرزخ بالدفن في الأرض!. امرؤ أماته الله بعد ما أحياه الحياة الأولى، وسيحييه الحياة الأخرى في الآخرة. كانت الروح موجودة قبل أن تدخل في الجسد الطيني، فنفخت في الجسد الطيني، فقضى ذلكم الجسد الطيني بالروح أجلا، ثم أرجع الله الروح إليه إلى أجل مسمى عنده، ثم يرجعها سبحانه يوم النفخ في الصور للخروج من الأجداث والقبور للحساب، يوم القيامة، يقول سبحانه: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ﴾ الأنعام2. إن ذلكم الأجل المسمى عنده سبحانه لا يعمله إلا الله سبحانه.



يتبع

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 10-01-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 5 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



- فرق في المعنى بين الموت والحياة:


إن نقيض الموت هو الحياة، والشخص الميت هو غير الحي، وذلك كما وصف الله صنفا من الناس في قوله، في آية يتضح فيها معنى الموت بجلاء و ذلك في قوله: ﴿أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾ النحل21. فيفهم أن الناس الأموات كما أخبر الله عنهم في مرحلة البرزخ أموات غير أحياء، لا يشعرون إلا يوم بعثهم، والذي هم أنفسهم لا يعرفونه متى، فكيف يقول مثبتوا الحياة في البرزخ بأنهم في حياة، نعيما أو جحيما، ورب العزة يخبرنا بأنهم أموات، فهم غير أحياء؟ !.
إن الموت لفظةً تعني أقوى معاني فقدان الوعي والإحساس، قرب سبحانه للأفهام معناه فسماه الرقْدة والسكْرة، ولذلك فرب العالمين يضرب به المثل لصنف من الناس في عدم إحساسهم ووعيهم بما يراد منهم في الحياة من إيمان وطاعة، يقول سبحانه: ﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ﴾ النمل80، وقوله سبحانه في سورة الروم: ﴿فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ﴾ الروم52. وفي آية أخرى في بيان منه أن صنفا من الناس سيسمعون لو كان من في القبور يسمعون ، وذلك في بيان لشدة الإنكار والكفر: ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ﴾ فاطر22.
إن مثبتي الحياة في القبر لكأنه لا يعترف بأن المرء قد مات، بمعنى فقدانه كل معاني الحس والإدراك، فهو قد ساواه بالحي، إذ جعل له حياة أخرى وسطا، وهي حياة القبر، والله تعالى يفرق نصا بين الحي والميت، فالميت في المفهوم عند الله كلغة ومعنى هو الفاقد للحياة، ولذلك يقول: ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ.. ﴾ فاطر22، ويقول جل شأنه لتبيان الفرق- وإن كان الاستشهاد هنا في غير المراد-: ﴿أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ .. ﴾ الأنعام122.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 10-01-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 6 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



- القرآن يخبرنا أن الساعة قريب موعدها، وليس ذاك إلا بمعنى حجز الروح :

يخبرنا جل شأنه أن أمر الساعة كلمح البصر أو هو أقرب، وأن غير المؤمنين من منكري البعث يرونه بعيدا في حين أنه قريب عند الله، وذلك بقدرته سبحانه على حجز الروح من غير إحساس حتى يوم البعث، فالموتة هي التي تفصل عن الجنة أو الجحيم والعياذ بالله، وحياة الرقدة في البرزخ يجعلها رب العزة كلمح البصر، حتى لكأن المرء يذكر من كان بجانبه حال موته من الدنيا، وقد يسأل عنه لولا رؤيته تغير الأحوال ووجود أهوال في يوم القيامة، وانشغال كل امرئ بنفسه، فهو يوم كما وصفه سبحانه: ﴿يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾ الانفطار19، ووصفه سبحانه في قوله: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ إبراهيم48.
إن بالموت ودخول البرزخ يكون المرء قد دخل مرحلة يضم فيها الجسد في الثرى، وتنتقل فيها الروح إلى بارئها، راضية مطمئنة كانت أو غير ذلك، إلى يوم النفخ في الصور يوم القيام للحساب، ولو كان في البرزخ حساب لما كان معنى لآيات الحساب- أستغفر الله-، وإعطاء الله الناس الكتاب، فيوم الحساب يوم تجد ما عملت فيه النفس من خير أو شر، لا قبل ذلك: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ﴾ آل عمران30، إن القائل بثبوت حياة في القبر يقول رادا على الآية، أنه يوجد يوم آخر قد وجدت فيه كل نفس ما عملت، وهو يوم البرزخ والقبر!!، وقد أحضر لها فيه نتاج ما عملت – أستغفر الله-!! في حين أن المقصود في الآية هو اليوم الآخر لا قبله.
إن الله سبحانه كثيرا ما يتوعد منكري البعث، ولذلك فخطابه كثيرا ما يأتي فيهم، رادا عليهم وإنكارهم، وأخبر عنهم أنهم سيفاجؤون بيوم الحساب بغتة، توعدا لهم، وذلك لعدم إيمانهم به، أما المؤمنون فلم يكن الخطاب مباشرا فيهم لإيمانهم به سلفا، كما وصفهم ربهم في قوله: ﴿لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً﴾ النساء162، فذكر سبحانه البرزخ في سياق مخاطبته لمنكري البعث المشركين، ذاكرا فيه حقيقة سرعة مروره وتفاجئهم بالبعث للحساب، وذكر سبحانه سرعة مرور فترة البرزخ في سياق ذكره لهم أيضا، يقول سبحانه: ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ﴾ يونس45، وفي آية أخرى: ﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا﴾ النازعات46، فرب العزة يقرر حقيقة مفادها أن من مات قامت قيامته.
إن على المرء المسلم أن لا يستبعد يوم القيامة إثر رؤيته للقبور أمامه منذ أزمان الدهور الغابرة، لأن في استبعاده سيجعله يقول بوجود عذاب أو نعيم في القبر حتى يتأثر ويؤثر على الآخرين، إذ ذلك من ضمن الأسباب والدواعي التي دعت القائلين – أي المسلمين منهم، ورضوا بما وجدوه مكتوبا من السابقين - بقول وجود الحياة في القبر، بالرغم من إنكار الله سبحانه ذلك، فعلى المرء المسلم أن لا يستبعد البعث مثلهم، وذلك حتى لا يتحقق فيه ما اتصف به منكروا البعث إذ استبعدوا البعث والجزاء، يقول سبحانه فيهم وقولهم ذلك: ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً﴾ المعارج6، ولذلك فهم يتساءلون كثيرا عن موعد البعث، ويستبعدون تحققه لرؤيتهم قبور آبائهم وأسلافهم أمامهم: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَـذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ يونس48، وقوله سبحانه: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ الأعراف187، وقوله سبحانه: ﴿وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ، أَوَ آبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ﴾ الواقعة47، 48 . بل وصل الأمر باستبعادهم ذلك أن طلبوا بعث آبائهم أمامهم: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ الجاثية25.



يتبع

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 10-01-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 7 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



- يوم القيامة هو يوم الحساب:


إن يوم الحساب هو يوم القيامة فحسب، والنعيم الأخروي مقصود به نعيم الجنة بعد البعث والحساب، والعذاب الأخروي يقصد به عذاب النار بعد البعث والحساب، فلا نعيم ولا عذاب في فترة البرزخ، إذ عقيدة القرآن الحق تثبت أن كل ذلك بعد النفخ في الصور، والبعث من القبور، والوقوف في أرض المحشر يوم النشور، وبعد تسلم كل امرئ كتابه وقراءته له، وهو ما طولبنا الإيمان به والاستعداد له، دون ذكر لمرحلة ما بين الحياة الدنيا والآخرة، وهو ما أنذر الرسل به الناس: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ .. إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) ﴾ سورة النازعات. وحتى نبين أن عقيدة حياة في البرزخ ليس من الإسلام في شيء، إنما حالها حال غيرها مما اختلق في الدين من أجل اللبس فيه- والعياذ بالله-، نورد بإجمال تلكم الآيات التي لا تُفهم إلا بالتدبر المتأني، وسؤال الله الهداية في ذلك وشرح الصدر والتفهيم والتعليم، والتجرد عند التدبر من كل السوابق المؤثرة والحائلة دون الفهم والاستيعاب، والنظر إلى الآيات القرآنية بموضوعية، مع النظر في الآيات القرآنية نفسها لأنها نور من الله وواضحة المعاني وسهلة الفهم، وعدم إسلام العقل إلى من كتب فيها مفسرا لها ممن قبلنا، ممن لا ندري وجهتهم، ولا الظروف التي كتبوا فيها، وهل هم الذين كتبوا أم لا؟ ولا نلجأ إلى ما قالوه إلا بقدر الاستئناس، ومن تلكم الآيات القرآنية الكريمة القائلة بأن الثواب والعقاب الأخروي يقصد به في يوم القيامة فحسب؛ الآتي:
- قوله سبحانه: ﴿... فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ البقرة85، فهذه الآية الكريمة ذكرت عذابا دنيويا وهو الخزي أي الذلة والهوان- وهذا من سنن الله في خلقه في الحياة الدنيا لمن يعصه ويحاربه- ، وذكرت العذاب الأخروي، وحددت موعده وهو يوم القيامة، وهو كما يلاحظ لم يرد ذكر لعذاب في فترة البرزخ البتة.
- قوله سبحانه: ﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ آل عمران180، في هذه الآية الكريمة يبين الله فيها أن مانعي الزكاة من البخلاء سوف يعذبهم الله بعذاب حدد ماهيته متوعدا لهم، فقد قال سبحانه في آية أخرى: ﴿يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ﴾ التوبة35 ، فحدد سبحانه موعد ذلكم العذاب بأن جعله يوم القيامة لا في فترة البرزخ، كما يقول مثبتوا الحياة في القبر، وذكرهم في ذلك أقوالا نسبوها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم اختلقوا فيها تعذيب البخيل بثعبان أسموه الشجاع الأقرع. وهم قصدوا بمثل تلكم القصص كما قال قائلهم : إننا نكذب لرسول الله لا نكذب عليه!.
- قوله سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ آل عمران185، فتلكم الآية تحدد موعدا لنيل الجزاء، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، وهو يوم القيامة، دون ذكر البتة لمرحلة ما بين الانتقال من الدنيا إلى ذلكم اليوم.
- قوله سبحانه: ﴿ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالْسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ النحل27، في هذه الآية الكريمة بيان ليوم الخزي الأكبر الكافرين والعذاب الأشد، وقد حدد بيوم القيامة لا سواه، وذلك بعد ذكره سبحانه سنته الدنيوية في الذين ظلموا، بأن عذبهم في الدنيا بأن هدم عليهم باطلهم من أساسه، مهما كان قوته وتحصنهم فيه: ﴿قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ﴾ النحل26 ، فلا ذكر في الآيتين لعذاب في البرزخ. ووجود عذاب في الحياة الدنيا ليس معناه عذاب القبر، بل هو العذاب الدنيوي الذي سوف يأتي ذكره لاحقا، وهو نفسه ما ذكر نصا في الآية القرآنية: ﴿لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِن وَاقٍ﴾ الرعد34.
- قوله سبحانه: ﴿وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً﴾الإسراء13، وفي هذه الآية الكريمة تحديد من الله لموعد الحساب، ورؤية ما كسبت اليد، من خلال قراءتهم لما أحصاه الله ونسوه هم من العمل الذي اقترفوه في الدنيا. فلا ذكر في الآية ولا إشارة إلى أنهم على علم مسبق واطلاع على نوع الجزاء الذي سيلاقونه، فضلا عن أنهم قد عذبوا جزءا منه في القبر ، كما يقول مثبتوا الحياة في القبر.
- قوله سبحانه: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾ الأنبياء47، الآية الكريمة فيها موعد الحساب الحق، وأنهم سوف يحاسبون على كل شيء ولو كان دقيقا، ولم يقل أنهم قد حوسبوا شيئا منه في البرزخ.
- قوله سبحانه: ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ العنكبوت13، فالآية الكريمة فيها تبيان أن السؤال والحساب عما افتروه في الدنيا إنما هو يوم القيامة لا قبله.
قوله سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ فصلت40، في الآية الكريمة بيان لموعد الجزاء ومنها مجيء المؤمن الصالح آمنا وحصوله على النعيم هناك، أي يوم القيامة، مع تعذيب الكافر الملحد في آيات الله سبحانه. فلا ذكر لعذاب في فترة ما قبل البعث وبعد الموت من الحياة الدنيا- أي بينهما-.
- قوله سبحانه: ﴿قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكَثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ الجاثية26، في الآية الكريمة بيان أن بعد ذلكم الموت الذي يموته الناس في الحياة الدنيا ليس إلا الجمع ليوم القيامة للحساب، ويوم القيامة ذلك يوم لا ريب فيه ولا شك، ولم يرد في الآية ذكر لحياة في البرزخ البتة. وفي آية أخرى والتي جاءت بصيغة دعاء يخبرنا الله سبحانه وتعالى فيها من أن الناس مجموعون فحسب إلى يوم المعاد للحساب، وفترة الجمع تلك في هذه الآية هي فترة البرزخ، وهم مجموعون ليوم الجمع – كما سيأتي تحليله - وذلك في قوله: ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ آل عمران9، وسمي يوم المعاد لوعد الناس فيه لرؤية جزاء ما يعملون في الدنيا، ولا سؤال قبل ذلك اليوم ولا حساب، إلا ما أوجدها المتقولون على رسول الله صلى الله عليه وسلم - عن قصد أو عن غير قصد -. واليوم الذي استُخدم في بيانه أسلوب الالتفات في الآية هو ما ينبغي أن يعمل له الناس، ويكون شغلهم الشاغل، والدعاء ما داموا أحياء في الحياة الدنيا للنجاة من أهواله وكربه، وليس ساعة الدفن التي يقول فيها بكل أسف من يقرأ القرآن الكريم، ويؤمن بأن لا قول فوق قول القرآن الكريم الحق ويقول: (اسألوا لصاحبكم الثبات فإنه الآن يُسأل)!!، وقبل ذلك تراه وهو في القبر يزيل الكفن عن إحدى عيني الميت ليرى مقعده، أفي الجنة كان أم في النار!!، بل ويوجب بعضهم على المغسلين تغسيل الميت بماء دافئ، حتى لا يتأثر الميت بالماء البارد أو الحار!!.
- قوله سبحانه: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ المجادلة7، في الآية تحديد صريح بموعد محاسبة الناس وإعلامهم وإخبارهم من قبل الله سبحانه بما عملوه في هذه الحياة الدنيا، وقد كان ذلكم اليوم هو يوم القيامة، فلا ذكر لبرزخ فيها، بل القول بالبرزخ وأنهم قد حوسبوا من قبل وعذبوا على إثر ذلكم الحساب، أو أن عملهم قد رأوه في القبر كل ذلك يناقض نص تلكم الآية، ومحاولة الجمع بين القولين فيه من التكلف ما فيه، فالله سبحانه قال صراحة: (ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
- قوله سبحانه: ﴿هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ﴾ ص53، هذه الآية الكريمة حددت ثواب المتقين، بأن لا يكون الثواب حسب الوصف المذكور في الآيات من 49 وحتى الآية 54 من سورة ص، إلا يوم القيامة، المسمى في السورة بيوم الحساب، في إشارة إلى أن لا حساب في البرزخ، وعليه لا نعيم فيه، كما أنه لا عذاب فيه أيضا.
- قوله سبحانه: ﴿الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ غافر17، ويقصد بذلكم اليوم في الآية هو يوم القيامة، فالجزاء فيه، ثوابا كان أو عقابا، لا قبله.
- قوله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ البقرة،254، اليوم المقصود في هذه الآية هو اليوم الآخر، يوم الحساب، أمر الله المؤمنين بالاستعداد له قبل انتقالهم إليهم، وتفاجئهم به، حيث لا ينفعهم شيء إلا ما قدموه من حسن عمل مرتضى عند الله سبحانه.
- قوله سبحانه: ﴿وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾ البقرة281، وهذا اليوم ليس إلا يوم القيامة، والذي بدايته انتقالهم من هذه الحياة بالموتة، التي سوف يجدون أنفسهم مباشرة في يوم القيامة، إذ سيحجز الله روحهم طول فترة بقاء الدنيا، وحتى ينفخ في الصور، دون شعور منهم ولا إحساس حتى عودة الروح إليهم مرة أخرى.
- قوله سبحانه: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾ آل عمران106، وهذه الآية لا تعني إلا يوم القيامة، يوم الحساب، وانقسام الناس إلى شقي وسعيد.
- قوله سبحانه: ﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ الأعراف8، هذه الآية تحدد يوما توزن فيه الأعمال، أي يوما يعرف فيه المرء نفسه أشقي هو أم سعيد، وهذا اليوم المعني ليس إلا يوم القيامة. فكيف إذن يحاسَب المرء قبل ذلكم اليوم، كما يقول مثبتو الحياة في القبر؟!.
- قوله سبحانه: ﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) ﴾ سورة الزلزلة 6-8. ورؤية الناس عملهم إنما يكون يوم القيامة عندما يصدرون أشتاتا.
- قوله سبحانه: ﴿أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)﴾ سورة العاديات 9-11. والآية الكريمة تدل على أنه وبعد أن تبعثر القبور يوم القيامة يحصَّل ما في الصدور، بمعنى حسابهم، والقائلون بوجود عذاب في القبر وفترة البرزخ يقلبون الآيتين، ويحدثون فيهما تقديما وتأخيرا، فلسان حالهم يقول: و(حصِّل ما في الصدور- أي في القبر-، وبعثر ما في القبور).

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 10-01-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 8 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



- الإنسان لا يكون إنسانا ذا كيان إلا بوجود الروح في الجسد:

يخبرنا سبحانه وتعالى في كتابه، من أنه ما أسجد ملائكته على آدم إلا بعد اكتماله كمخلوق ذي حياة، وذلك بعد نفخ الروح فيه، وذلك حال إخباره لهم بذلك في قوله: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ﴾ الحجر29، فهو معتبر الخلقة معتد به كمخلوق ذي شأن بعد نفخ الروح فيه لا قبله، فقد شاء الله سبحانه أن يجعل ذلكم الجسد السوي الخلقة، القويم البنيان مَرْكبا للروح يحملها وتحمله في آن، إذ جسد بلا روح ليس إنسانا، ولذلك يلحظ أن الله سبحانه كثيرا ما يخبرنا عن جمعه عظام الناس النخرة وأجسادهم المتمزقة والضالة في الأرض تفرقا، وربما المتصلبة والمتحولة إلى أصلب من الحديد ونفخ الروح في ذلكم الجسد المتكون من جديد وبعثه إنما يكون يوم القيامة. فبالموت خرجت الروح من الجسد وعادت إلى بارئها بكيفية لا يُعرف كنهها، فأمر الروح تفرد الله بعلمه، ويوم القيامة وبعد أن يعيد الله تلكم الروح في الجسد، يحيى الجسد الذي كان رميما، يقول سبحانه: ﴿قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ﴾ يس79 ، ويخرج من القبر مسرعا للحساب، يقول سبحانه: ﴿يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ﴾ المعارج43، فكيف يقال أنه يعذب وتُدَخَّل القدرة الربانية في أمر لم يخبرنا الله سبحانه بحدوث ما يقوله المثبتون بل أخبرنا بخلافه، من أن الحساب إنما يكون للإنسان روحا وجسدا، إذ شاء الله سبحانه وتعالى سبحانه أن يكون تلذذ الإنسان وتحسسه بالجسد الحي، فهو الذي فيه الحواس التي تحس بالنعيم والجحيم، ولذلك يقول سبحانه عن عذابه للكفار وهم في النار: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً﴾ النساء56 ، ويقول في آية أخرى ذاكرا وجوههم، وتعذيب الله لهم والمراد بها أجسادهم كلها: ﴿يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا﴾ الأحزاب66، فأين هذه الجلود ذات الحواس في القبر؟!، فضلا عن أن تلكم الجلود التي عادت حية بعد جمعها يوم القيامة ونفخت الروح فيها هي من يسألها الإنسان بعد أن يستنطقها الله شاهدة عليه، يقول سبحانه: ﴿وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ فصلت21، إن اللجوء إلى التأويل لأدلة تثبت عدم وجود إحساس للميت في القبر، فيه ما فيه من التكلف الواضح.



توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 10-01-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 9 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



كما قلت,,أنا لا أملك خلفية كبيرة عن الكتاب,,ولكن نقلت ما وجدته,,ويجب أن تحكم عقلك جيداً وأن تفرق بين الحق والباطل وأن تكون قوياً
ومما قرأته أن الشيخ الخليلي والقنوبي وكهلان الخروصي قد قرأوا الكتاب وأجازوا طبعه,,,ولكن الله أعلم بصحة المعلومة,,وبلغني أيضاً أن الكتاب موجود في مكتبة الضامري
بوركت

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 10-01-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 10 )
رقم العضوية : 2154
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 4
عدد النقاط : 10

سووف غير متواجد حالياً



حياك الله وشكرا جزيلا لك
شكرا للتجاوب وسرعة الرد
أتمنى الحصول على الكتاب ألكترونيا .
تقبل تحياتي

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القرآن , ظ‚ط±ط¢ظ† , ظƒطھط§ط¨ , طلب , ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† , ط·ظ„ط¨ , قرآن , كتاب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرياضيات البحتة دليل المعلم +كتاب الطالب 12 عابر الفيافي الرياضيات 4 08-05-2012 06:17 AM
كتاب : الفتاوى كتاب الصلاة ج1 لسماحة الشيخ أحمد الخليلي عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 8 10-26-2011 09:29 PM
الموسوعه من السؤال والجواب ف الثقافه الاسلاميه cdabra الـنور الإسلامي العــام 0 02-24-2011 07:53 AM
تفسير سورة الفاتحة (القرطبي) الامير المجهول علوم القرآن الكريم 0 12-31-2010 08:29 PM
الفتاوى كتاب الصوم ج1 لسماحة الشيخ أحمد الخليلي عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 0 10-08-2010 10:40 AM


الساعة الآن 12:44 AM.