خطب الجمعة مكتوبة لمختلف المناسبات للشيخ الصوافي - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات


العودة   منتديات نور الاستقامة > الــنـــور الإسلامي > المكتبة الإسلامية الشاملة

المكتبة الإسلامية الشاملة [كتب] [فلاشات] [الدفاع عن الحق] [مقالات] [منشورات]


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
265  خطب الجمعة مكتوبة لمختلف المناسبات للشيخ الصوافي
كُتبَ بتاريخ: [ 01-04-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية عابر الفيافي
 
عابر الفيافي غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363
قوة التقييم : عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

خطب الجمعة مكتوبة لمختلف المناسبات للشيخ الصوافي
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله رب العالمين الحمد الله الذي خلق الإنسان وعلمه البيان وجعل له السمع والبصر والجنان سبحانه أمر بالعدل والإحسان ونهى عن الظلم والطغيان وحذر من الغيبة والبهتان نحمَدُهُ ونسْتعِينُهُ ونستَهْدِيهِ ، ونؤمِنُ بِهِ ونتوكّلُ عليهِ ، ونسْتَغفِرُهُ ونتُوبُ إليهِ ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أنفُسِنَا وسيّئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ ، وأشْهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ ، وحْدَهُ لا شريكَ لهُ ، لهُ المُلْكُ ولهُ الحمدُ ، يُحيِى ويُمِيتُ وَهُوَ حيٌّ لا يَموتُ ، بِيدِهِ الخيرُ وَهُوَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ، وأشْهدُ أنَّ سيّدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، أرسلَهُ بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى اللهِ بإذنِهِ وسراجاً مُنيراً ، أرسلَهُ رحمةً للعالَمينَ ، وسراجاً للمُهتدِينَ ، وإماماً للمُتقينَ ، فبلَّغَ الرِّسالةَ ، وأدّى الأمانةَ ، ونصَحَ الأُمَّةَ ، وكشَفَ الغُمَّةَ ، وجاهدَ في سَبيلِ ربِّهِ حتى أتاهُ اليقينُ ، صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، وعلى آلِهِ وصحْبِهِ أجمعينَ .

أمّا بعدُ:
فيَا عِبادَ اللهِ أُوصِيكم ونفْسِي بتقوى اللهِ ، والعملِ بما فيهِ رِضاهُ ، فاتقوا اللهَ وراقبوهُ ، وامتثِلُوا أوامِرَهُ ولا تعصُوهُ ، واذكُرُوهُ ولا تنسوهُ ، واشكُرُوهُ ولا تكفُرُوهُ واعلموا أن من أجل النعم التي أنعم الله سبحانه وتعالى بها على الإنسان نعمة السمع والبصر والجنان واليد والرجل واللسان (وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) ، (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ) ، (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ).

إن هذه الجوارح من حقها أن يشكر عليها المنعم بالاستعانة بها على مرضاة الله عز وجل باستعمالها في طاعته وكفها عن معصيته وقد بين سبحانه وتعالى أن الإنسان مسئول عن هذه الجوارح يوم القيامة وأنها ستشهد عليه في ذلك اليوم الرهيب وفي ذلك الموقف العصيب في ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم يقول عز من قائل : (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .

ويقول سبحانه : (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) ، ويقول عز وجل : (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) .

وأعظم هذه الجوارح شؤما وأشدها خطرا على الدين هو اللسان هذه الجارحة الصغيرة التي يتبين بها الإيمان من الكفر فلا يستقيم إيمان الرجل حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه هذه الجارحة الصغيرة التي تناشدها جوارح الإنسان كل يوم تقول اتق الله فينا فإنك إن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا هذه الجارحة الصغيرة التي إذا تكلمت بالكلمة الطيبة أكسبت صاحبها الخير والسعادة وإذا تكلمت بالكلمة السيئة أدت بصاحبها إلى الشر والشقاوة " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله بها رضوانه وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يظن أن تبلغ ما بلغت يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب" .

ومن حديث معاذ من جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بلسانه وقال كف عليك هذا قال يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به قال ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم " وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم المهاجر من هجر السوء والمجاهد من جاهد هواه والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أمن جاره بوائقه " وجاء عنه صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت " .

أيها المسلمون :
إن للسان آفات كثيرة خطيرة ينبغي معرفتها للاحتراز منها والابتعاد عنها فمن آفات اللسان التي وجب إنكارها والتنبيه عليها والتحذير منها والتنفير عنها هي الغيبة التي تفشت في أوساط كثير من المجتمعات والغيبة هي ذكرك أخاك بما يكره لأجل التنقيص قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما الغيبة ؟ قال : الغيبة ذكرك أخاك بما يكره قيل له : فإن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بَهَتَّه " والغيبة كبيرة من كبائر الذنوب نهى الله سبحانه وتعالى عنها في قوله عز من قائل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) .

لقد صور الله سبحانه وتعالى الإنسان الذي يغتاب إخوانه المسلمين بأبشع صورة مثله بمن يأكل لحم أخيه ميتا ويكفي قبحا أن يجلس الإنسان على جيفة أخيه يقطع من لحمه ويأكله (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) ويقول سبحانه : (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) ، ويقول جل شأنه: (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ).

وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم " كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " وجاء عنه صلى الله عليه وسلم: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تَتَبَّعوا عوراتهم فإنه من اتَّبع عوراتهم يتَّبع الله عورته ومن يتَّبع الله عورته يفضحه في بيته " وجاء عنه صلى الله عليه وسلم " الغيبة تفطر الصائم وتنقض الوضوء " وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال " مررت ليلة أسري بي بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذي يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم " .


فاتقوا الله يا عباد الله واحفظوا ألسنتكم فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت " (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ، (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه.
******
الحَمْدُ للهِ ربِّ العالمينَ وأشْهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وليُّ الصالحينَ وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا محمداً عبدُهُ ورسُولُهُ خاتَمُ النبيينَ والمرسَلِيْنَ وسيدُ الأوَّلِينَ والآخِرِيْنَ وقَائِدُ الغُرِّ المحَجَّلينَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أجمعِينَ أمَّا بعدُ فيا عبادَ الله إنَّ أصْدَقَ الحديثِ كتابُ اللهِ عزَّ وَجَلَّ وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وشَرَّ الأمُورِ محدثَاتُها وكلُّ محدَثَةٍ بدْعَةٍ وكلُّ بدعَةٍ ضَلالَةٌ .

أيها المسلمون :
اتقوا الله تعالى واعلموا أن من آفات اللسان التي يجب التنبيه عليها والتنفير منها والتحذير عنها التقول على الله بغير علم (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) ، " من أفتى مسألة أو فسر رؤيا بغير علم كان كمن وقع من السماء إلى الأرض فصادف بئرا لا قعر لها ولو أنه أصاب الحق " والتقول على الله بغير علم كبيرة من كبائر الذنوب كيف لا وقد قرنها الله سبحانه وتعالى بالشرك في قوله عز من قائل (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) .

وقد بين سبحانه وتعالى أن التقول على الله بغير علم من الأشياء التي يأمر بها الشيطان يقول عز من قائل (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) .

وقد روي أن رجلا من الصحابة أصيب بشجة في رأسه فأجنب في يوم بارد فامتنع من الغسل فأمر به فاغتسل فمات فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قتلوه قتلهم الله ماذا عليهم لو أمروه بالتيمم ألا سألوا إذا لم يعلموا فإنما شفاء العِيِّ السؤال" وفي الحديث تحريم الفتوى بغير علم وأن المخطئ في ذلك غير معذور وأن الدال على الشيء كفاعله في الإثم فاتقوا الله يا عباد الله وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)، (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .

اللهم صلى وسلم على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت وسلمت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين أنك حميدا مجيد


o'f hg[lum l;j,fm glojgt hglkhsfhj ggado hgw,htd ggado l;j,fm hglkhsfhj hg[lum hgw,htd





توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس

كُتبَ بتاريخ : [ 01-04-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً





الوقوف بعرفة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله ربِّ العالمينَ الحمدُ لله الذي بنعمَتِهِ تتِمُّ الصَّالحاتُ وبالعملِ بطاعَتِهِ تطيبُ الحياةُ وتَنْزِلُ البركاتُ سبحانَهُ جعلَ للعبادِ مواسِمَ يتقرَّبُونَ إليهِ فيها بصنُوفِ الطاعاتِ ويتنافَسُونَ فيها بأنْواعِ القُرُبَاتِ ويتسَابقُونَ فيها إلى الباقِيَاتِ الصالحاتِ ويتطَهَّرونَ فيها من أدْرانِ السَّيِّئاتِ نحمَدُهُ ونستَعِيْنُهُ ونسْتَهْدِيهِ ونؤْمِنُ بِهِ ونتوَكَّلُ عليهِ ونستَغفِرُهُ ونتوبُ إليهِ ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنَا ومن سيئاتِ أعمالِنَا من يهدِهِ اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يُضلِلْ فلا هادِيَ له وأشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ يُحيى ويُميتُ وهو حيٌّ لا يَموتُ بيدِهِ الخيرُ وهو على كل شيءٍ قديرٌ .

وأشهدُ أنَّ سيدنَا ونبينَا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ أرسَلَهُ بشيراً ونذيراً وداعياً إلى اللهِ بإذنِهِ وسرَاجًا منيراً أرسَلَهُ رحمةً للعالمينَ وسراجاً للمهتدينَ وإماماً للمتقينَ فبلَّغَ الرسالةَ وأدَّى الأمانةَ ونصحَ الأمةَ وكشَفَ الغمَّةَ وجاهَدَ في سبيلِ ربِّهِ حتى أتَاهُ اليقينُ صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.

أمَّا بعدُ:
أوصيكُمْ ونفسِيْ بتقوى اللهِ والعملِ بما فيه رضَاهُ فاتقُوا اللهَ وراقِبُوهُ وامتثِلُوا أوامِرَهُ ولا تعصُوهُ واذكُرُوهُ ولا تنْسَوهُ واشكُرُوهُ ولا تكْفُرُوهُ واعلمُوا أنَّ من أركَانِ الحجِّ التي لا يتِم ُُّإلا بها الوقوفَ بعرفَةَ فمن لم يقفْ بعرفَةَ فلا حَجَّ له إجماعاً ووقتُ الوقوفِ بعرفَةَ بعدَ زوالِ الشمسِ إلى غروبِها في اليومِ التاسِعِ من ذِي الحِجَّةِ ، ففي اليومِ الثامنِ وهو يومُ الترويَةِ يذهبُ الحاجُّ إلى مِنَى ويبيتُ بهَا ويُصلِّي فيها الصلواتِ الخمسَ الظهرَ والعصرَ والمغربَ والعشاءَ والفجرَ وبعدَ طلوعِ الشمسِ يذهبُ إلى عرفاتٍ ويُكثرُ في مسيرِهِ من التلبيةِ والذكرِ فإذَا زالتْ الشمسُ من هذا اليومِ وهو اليومُ التاسِعُ من ذي الحجةِ خطَبَ الإمامُ وبعدَ الخطبَةِ يؤذنُ المؤذنُ ثم يصَلُّونَ الظهرَ والعصرَ جمْعَ تقدِيمٍ وبعدَ الفراغِ من الصلاةِ يتجهُونَ إلى اللهِ عزَّ وجَلَّ مستقبلِينَ للقبلةِ ويكثِرُونَ من الدعاءِ والابتهالِ والتضرُّعِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ والذكرِ والاستغفارِ والإكثارِ من قول لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو على كل شيءٍ قديرٌ فإنَّ يومَ عرفَةَ يومٌ مباركٌ وهو أفضَلُ أيامِ الدنيَا يومٌ نزلَ فيه قولُ اللهِ تعالى (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) اليومُ الذي قالَ فيه رسولُ صلى الله عليه وسلم " يومُ عرفَةَ ويومُ النَّحرِ وأيَّامُ التشريقِ عيدُنَا أهلَ الإسلامِ " اليومُ الذي قالَ فيه رسولُ صلى الله عليه وسلم " أفضلُ أيامِكُمْ يومُ عرفَةَ وأفضلُ ما قُلْتُ أنا والنَّبِيُّونَ من قبْلِي عشِيَّةَ عرفَةَ لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ له لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو على كل شيءٍ قديرٌ " في يومِ عرفَةَ مشهَدٌ عظيمٌ يباهِيْ اللهُ سبحانهُ وتعالى بالواقِفِينَ فيهِ أهلَ السماءِ يقولُ " انظروا إلى عبادي جاءُوني شُعْثاً غُبْراً " مشهدٌ عظيمٌ يجتمعُ في المسلمونَ من مشَارِقِ الأرضِ ومغارِبِهَا على طاعَةِ اللهِ مشهدٌ عظيمٌ تُسْكَبُ فيه العبراتُ وتُقَالُ فيه العثَرَاتُ وتُكَفَّرُ فيهِ السيئاتُ وتُرْفَعُ فيهِ الدرجَاتُ وتُسْتَجَابُ فيهِ الدعواتُ فمِنْ نَادِمٍ على تَضْيِيْعِهِ لفرائضِ اللهِ ومِنْ باكٍ على انتِهَاكِهِ لحرمَاتِ اللهِ ومِنْ خائِفٍ سَطْوَةَ الملِكِ الدَّيَانِ ومِنْ رَاجٍ عفواً ومغفرةً وفضلاً من المنَّانِ ، وإذا وقَفُوا بعرفَاتٍ وضَجَّتِ الأصْوَاتُ بالحاجَاتِ باهَى اللهُ بهِمْ ملائِكَةَ سبعِ سَمِواتٍ ، وعلى الحاجِّ أنْ يقِفَ بعرفَةَ حتى تَغْرُبَ الشمسُ وليسَ لهَ أنْ يُفيضَ من عرفَةَ إلى المزدَلَفَةَ قبلَ غروبِهَا فالرسولَ صلى الله عليه وسلم يقولُ " خُذُوا عَنِّي مناسِكَكُمْ ولم يُفِضْ عليه الصلاة والسلام من عرفَةَ إلى مزدَلَفَةَ إلا بعدَ غروبِ الشمسِ وقالَ " إنَّ أهلَ الشركِ والأوثَانِ كانُوا يَدْفَعونَ من عرَفَاتٍ إذا صارَتْ الشمسُ على رؤوسِ الجبالِ كأنَّها عمائِمُ الرجالِ في وجوهِهِم ويدفَعُون من المزدَلَفَةِ إذا طلَعَتْ الشمسُ على رؤوسِ الجبالِ كأنَّها عمائِمُ الرجالِ في وجوهِهِم وإنا لا ندفَعُ من عرفاتٍ.

حتى تغرُبَ الشمسُ ويُفطِرَ الصائمُ وندفَعُ من المزدَلَفَةَ غداً إن شاءَ اللهُ قبلَ طلوعِ الشمسِ هَدْيُنَا مخالِفٌ لهدْيِ أهْلِ الشِّرْكِ والأوْثَانِ " فإذا غربَتْ الشمسُ فليُفِضْ الحاجُ من عرفاتٍ إلى المزْدَلَفَةَ وليُصلِّ بهَا صلاةَ المغربِ والعشاءِ جمْعَ تأخيرٍ وليَبِتْ بها إلى طلوعِ الفجْرِ فإذا صَلَّى الفجرَ فليَقِفْ عندَ المشعَرِ الحرامِ وليُكْثِرْ من الدعاءِ والذكرِ فالرسولُ صلى الله عليه وسلم وقفَ عندَ المشعَرِ الحرامِ وقالَ وقفتُ ها هنا وجَمْعٌ كلُّها مَوقِفٌ " وقبلَ طلوعِ الشمسِ يدفَعُ إلى مِنَى ولْيُكْثِرْ في مَسِيْرِهِ من التَّلبيةِ والذكرِ ولا يقطَعُ التلبيةَ حتى يَصِلَ جمرةَ العَقَبَةِ (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202) وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).

عن جابر بن زيد قال :اصطحبَ محمدُ بن أبي بكْرٍ وأنَسِ بنِ مالكٍ من مِنَى إلى عَرَفاتٍ فقال محمدُ بنُ أبي بكْرٍ كيفَ تصنَعُونَ في مثلِ هذا اليَومِ وأنتُم معَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: يُهِلُّ منَّا المهِلُّ فلا يُنْكَرُ عليه ويُكَبِّر المكَبِّرُ فلا يُنْكَرُ عليه وعن عبدِ الرحمنِ بن يَعْمُر أنَّ ناساً منْ أهْلِ نَجْدٍ أَتَوا رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو واقِفٌ بعرَفَةَ فسَأَلُوهُ فأَمَرَ مُنَادِياً يُنَادِي الحجُّ عرَفَةَ مَنْ جاءَ ليلةَ جَمْعٍ قبلَ الفجْرِ فقَدْ أدْرَكَ أيامِ مِنَى ثلاثَةَ أيامٍ " وأَرْدَفَ رجلاً يُنَادِي بِهِنَّ .

عن أبي سعيدٍ الخدْرِي قالَ: اختلَفَ ناسٌ عندَ أمِّ الفَضْلِ بنتِ الحَارِثِ وهي والِدَةِ عبدِاللهِ ابنِ عباسٍ في يومِ عرَفَةَ في صيامِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ قائلونَ هو صائِمٌ وقالَ آخرونَ ليسَ بصائِمٍ فأرْسَلَتْ إليهِ أمُّ الفَضْلِ بِقَدَحِ لَبَنٍ وهو واقِفٌ على بَعِيرِه فشَرِبَهُ " وعن أبي أيوبٍ الأنصارِيِّ صاحِبِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ صلَّيْتُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الودَاعِ المغربَ والعشاءَ بالمزدَلَفَةَ جميعاً " وعن جابرِ بن زيدِ قالَ سُئلَ أسامةُ بنُ زيدٍ كيفَ كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يسيرُ في حَجَّةِ الوَدَاعِ حينَ دَفَعَ قالَ كانَ يسيرُ العَنَقَ فإذا وَجَدَ فُرْجَةً نَصَّ " والنَّصُ فوقَ العَنَقِ والعَنَقُ هو السُّرْعَةُ في السيرِ فاتقوا اللهَ يا عبادَ اللهَ وتمسَّكُوا بتعَاليمِ دينِكُمْ عَضُّوا عليها بالنَّوَاجِذِ وإيَّاكُم ومُحْدَثَاتِ الأمورِ وتآمَرُوا بالمعْروفِ وتَنَاهَوا عنِ المنْكَرِ (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ، (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .

وصلوا وسلموا على خاتم النبيين والمرسلين وسيد الأولين والآخرين وقائد الغر المحجلين وأفضل خلق الله أجمعين (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً).

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت وسلمت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدا مجيد .


توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 01-04-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 3 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً




الغسل من الجنابة

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين ، الحمدُ للهِ الذي بنعمتِه تتمُّ الصالحاتُ ، وبالعملِ بطاعتِه تطيبُ الحياةُ وتنزلُ البركاتُ ، سبح الغسل من الجنابة انه يقولُ في كتابِه المبينِ ، نحمَدُهُ ونسْتعِينُهُ ونستَهْدِيهِ ، ونؤمِنُ بِهِ ونتوكَّلُ عليهِ ، ونسْتَغفِرُهُ ونتُوبُ إليهِ ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أنفُسِنَا ومِنْ سيِّئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ ، وأشْهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ ، وحْدَهُ لا شريكَ لهُ ، لهُ المُلْكُ ولهُ الحمدُ ، يُحيِي ويُمِيتُ وَهُوَ حيٌّ لا يَموتُ ، بِيدِهِ الخيرُ وَهُوَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ ، وأشْهدُ أنَّ سيِّدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، أرسلَهُ بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى اللهِ بإذنِهِ وسراجاً مُنيراً ، أرسلَهُ رحمةً للعالَمينَ ، وسراجاً للمُهتدِينَ ، وإماماً للمُتقينَ ، فبلَّغَ الرِّسالةَ ، وأدَّى الأمانةَ ، ونصَحَ الأُمَّةَ ، وكشَفَ الغُمَّةَ ، وجاهدَ في سَبيلِ ربِّهِ حتى أتاهُ اليقينُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، وعلى آلِهِ وصحْبِهِ أجمعين، أمَّا بعدُ :
فيَا عِبادَ اللهِ أُوصِيكم ونفْسِي بتقوى اللهِ ، والعملِ بما فيهِ رِضاهُ ، فاتقوا اللهَ وراقبوهُ ، وامتثِلُوا أوامِرَهُ ولا تعصُوهُ ، واذكُرُوهُ ولا تنسَوهُ ، واشكُرُوهُ ولا تكفُرُوهُ .

واعلموا أنَّ للصلاةِ شروطاً لابُدَّ من فعلِها ، وأنَّ الصلاةَ لا تتمُّ إلا بها ، فمِن شروطِ الصلاةِ : الطهارةُ من الحدَثِ والخبثِ ، يقولُ عزَّ من قائلٍ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ، وجاءَ عن النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنّه قالَ : « مِفتاحُ الصلاةِ الطُّهورُ »وجاءَ عنه عليه الصلاةُ والسلامُ أنَّه قالَ : « لا تُقبلُ صلاةٌ بغيرِ طُهورٍ » وعن ابنِ عباسٍ عن النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ : « لا إيمانَ لمن لا صلاةَ له ولا صلاةَ لمن لا وضوءَ له ولا صومَ إلا بالكفِّ عن محارمِ اللهِ » وعن ابنِ عباسٍ عن النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ : « المنيُّ والمذْيُ والوَدْيُ ودمُ الحيضةِ ودمُ النفاسِ نجسٌ ، لا يُصَلَّى بثوبٍ وقعَ فيه شيءٌ من ذلك حتى يُغسلَ ويزولَ أثرُه ».

والطهارةُ في اصطلاحِ الفقهاءِ: هي فعلٌ يترتبُ عليه إزالةُ خبَثٍ أو رفعُ حدَثٍ ، فالخبثُ : هو العَينُ المستقْذَرَةُ التي أمَرَ الشارعُ بنظافتِها ؛ كالقيءِ ، والقلَسِ ، والدمِ ، والبولِ ، والغائطِ ، والمنيِّ ، والمذْي ، والوَدْي ، إلى غيرِ ذلك من أنواعِ النجاساتِ ، والحدَثُ : هو معنى قائمٌ بالنَّفْسِِ ، مانعٌ من أداءِ بعضِ العباداتِ كالصلاةِ والطوافِ ونحوهِما من العباداتِ التي يُشترطُ فيها الطهارةُ ، والحدَثُ قسمانِ : حدَثٌ أصغرُ ، وحدثٌ أكبرُ ، فالحدَثُ الأصغرُ : هو الذي يُوجِبُ إعادةَ الوضوءِ ، والحدَثُ الأكبرُ : هو الذي يُوجِبُ غُسْلَ جميعِ الجسدِ كالجنابةِ والحيضِ والنفاسِ ، فيجبُ الغسلُ من الجنابةِ بسببينِ : السببُ الأوَّلُ : خروجُ المنيِّ بجِمَاعٍ أو غيرِه ، في نومٍ أو يقظةٍ ، من ذكَرٍ أو أنثى ، يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : « الوضوءُ من المذْي ، والغُسلُ من المنيِّ » ، وجاء عنه r أنه قال: « الماءُ من الماءِ » .

أي يجبُ الغسلُ بالماءِ بخروجِ الماءِ ، وهو المنيُّ ، وسألت امرأةٌ رسولَ اللهِ r فقالتْ : برحَ الخفاءُ يا رسولَ اللهِ ، المرأةُ ترى في النومِ ما يرى الرجلُ ؟ فأجابَها ـ عليه الصلاةُ والسلامُ ـ بقولِه : « عليها الغسلُ إذا أَنْزَلَتْ » ، وسألَتْهُ امرأةٌ أخرى فقالتْ : يا رسولَ اللهِ ، إنَّ اللهَ لا يستحي من الحقِّ ، هل على المرأةِ من غُسْلٍ إذا هي احتلمتْ ؟ فأجابَها ـ عليه الصلاةُ والسلامُ ـ بقولِه : « نعم إذا رأتِ الماءَ » . السببُ الثاني : التقاءُ الختانينِ ولو من وراءِ حائلٍ ، أنزلَ الرجلُ أو لم يُنزِلْ ، أنزلتِ المرأةُ أو لم تُنزِلْ ، ويتحقَّقُ التقاءُ الختانين بغيبوبةِ حشَفَةِ الذكَرِ ، « إذا التقى الختانان وجبَ الغسلُ » .

وصفةُ الغُسلِ من الجنابةِ : أن يغسلَ يديه أوَّلاً ثلاثَ مرَّاتٍ إلى الرُّسْغَين ، ثمَّ يزيلَ النَّجَسَ من موضعِه ، ثمّ يتوضَّأَ كما يتوضَّأُ للصلاةِ ، ثمَّ يحثوَ على رأسِه ثلاثَ مرَّاتٍ بالماءِ ، ثمَّ يغسلَ جميعَ جسدِه من رأسِه إلى طَرَفِ قدميه بادئاً بالأيمنِ ثمَّ الأيسرِ ، ولا بدَّ مِنْ تعميمِ الجسدِ بالماءِ مع مرورِ اليدِ عليه ، « تحتَ كُلِّ شعرةٍ جنابةٌ ، فبلُّوا الشعرَ ، وأنقُوا البَشَرَ » ، وهذا الغسلُ بعينِه يجبُ على الحائضِ إذا طهُرت من حيضِها ، وعلى النُّفساءِ إذا طهُرت من نِفاسِها ، غيرَ أنَّ المرأةَ في حالِ الغسلِ من الجنابةِ لا يلزمُها أن تنقضَ ظفائرَ شعرِ رأسِها ، بل يكفيها أن تحثيَ عليه ثلاثَ حثياتٍ بالماءِ ، وأن تغمُزَ قرونَها عند كلِّ حثيةٍ ، أما في حالِ الغسلِ من الحيضِ والنفاسِ فعليها أن تنقضَ ظفائرَ شعرِ رأسِها ، ولابُدَّ من النيةِ لغسلِ الجنابةِ والحيضِ والنفاسِ ،"إنما الأعمال بالنيات ,وإنما لكل امرئ ما نوى" ومن وقعتْ في جسدِه نجاسةٌ ، ولم يعلمْ موضعَها ؛ وجبَ عليه أن يغسلَ جميعَ جسدِه حتى يتيقَّنَ إزالتَها ؛ إذْ لا يزولُ اليقينُ إلا بيقينٍ ، اللهمَّ اجعلْنا من التوَّابين ، واجعلْنا من المتطهرين ، واجعلْنا من عبادِك الصالحين ، نفعني اللهُ وإياكمْ بِهدْي كتابِهِ .
* * *
الحمدُ للهِ ربِّ العَالَمينَ ، وأشْهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وليُّ الصَّالحينَ ، وأشْهدُ أنَّ سيِّدَنا ونبيَّنَا محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ ، خاتَمُ النبيِّينَ والمُرسَلينَ ، وسيِّدُ الأوَّلينَ والآخِرينَ ، وقائدُ الغُرِّ المُحجَّلِينَ ، وأفضلُ خلْقِ اللهِ أجْمعينَ r، وعلى آلِهِ وصحْبِهِ أجْمعِينَ ، أمَّا بعْدُ:
فيَا عِبادَ اللهِ إنَّ أصْدقَ الحدِيثِ كِتابُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ، وخيْرَ الهدْي هَدْيُ مُحمَّدٍ r، وشَرَّ الأمُورِ مُحدَثاتُها، وكُلُّ مُحدَثةٍ بِدعةٌ ، وكُلُّ بِدعةٍ ضَلالةٌ.

أيُّها المسلِمُونَ :
اتقوا اللهَ تعالى واعْلَمُوا أنَّ هنَاك خصالاً تُمْنَعُ مِنْها الحائضُ والنفساءُ والجنبُ، فمنها: الصلاةُ والصيامُ والاعتكافُ والطوافُ بالبيتِ ودخولُ المسجدِ وقراءة القرآنِ ومَسُّ المصحفِ وسجدةُ التلاوةِ كُلُّ ذلك ممنوعٌ على الحائضِ والنفساءِ والجنبِ .

عنْ عائشةَ أمِّ المؤمنينَ -رضيَ اللهُ عنها- أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: " وَجِّهُوا هذه البيوتَ عن المسجدِ فإني لا أُحِلُّ المسجدَ لحائضٍ ولا جنب "، وعنْ أمِّ سَلَمَةَ قالتْ: دَخَلَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم صَرْحَ هذا المسجدِ فَنادى بأعلى صَوتِه أن المسجدَ لا يحلُّ لحائضٍ ولا لجنب "، وعن جابرِ بنِ زيدٍ قالَ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الجنبِ والحائضِ والذين لم يكونوا على طهارة: " لا يَقرأونَ القرآنَ ولا يَطَأوُن مصحفاً بأيديهم حتى يكونوا متوضئين "، ومما ينبغي التنبيهُ عليه والانتباهُ له أن وَطْىءَ الحائضِ حرامٌ حتى تتطهرَ مِنْ حَيضِها وَتَتطهرَ بالماءِ، .

عن أبي هريرةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مَنْ أَتَى حائضا أو امرأةً في دُبُرِها أو كَاهِناً فقد كَفرَ بما أُنْزِلَ على محمدٍ صلى الله عليه وسلم " ، والنُّفَسَاءُ حُكْمُها حُكْمُ الحَائِضِ؛ لأنَّ النِّفَاسَ حَيْضٌ طَالَتْ أَيَّامُه ، وقد رُوِي عنْ عثمانَ بنِ أَبي العَاصِ أنه قال لامرأةٍ: أَلَمْ أُخْبِركِ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أَمَرَنَا أنْ نَعْتَزِلَ النُّفَساءَ أربعينَ لَيلةً " ، فاتقوا اللهَ يا عبادَ الله وتَمسكوا بتعاليمِ دينِكُم الحنيفِ ، عَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ ، وإيَّاكُم وَمُحْدَثَاتِ الأمورِ ، وَتَأَمَّرُوا بالمعروفِ وَتَنَاهَوا عن المنكرِ ، (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ، (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .

وصلوا وسلموا على خاتم النبيين والمرسلين وسيد الأولين والآخرين وقائد الغر المحجلين وأفضل خلق الله أجمعين (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً).

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت وسلمت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدا مجيد .



توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 01-04-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 4 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً




خطبة عيد الأضحى (1429هـ )

بسم الله الرحمن الرحيم

الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ما تحركت قلوب الحجاج إلى بيت الله الحرام الله أكبر ما لبوا وكبروا ولبسوا ثياب الإحرام الله أكبر ما طافوا وسعوا بين الصفا والمروة وصلوا خلف المقام الله أكبر ما وقفوا بعرفة وباتوا بالمزدلفة ودعوا الله عند المشعر الحرام الله أكبر ما رموا وحلقوا وذكروا الله عند المشعر الحرام الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا آله الله والله أكبر الله أكبر ما هلل مهلل وكبر الله أكبر ما قرأ الناس قول الله تعالى: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) الله أكبر الله أكبر الله لا آله الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر كبيرا والحمد الله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا الحمد الله رب العالمين الحمد الله الذي من علينا بالإسلام وشرفنا بمحمد عليه أفضل الصلاة والسلام نحمده ونستعينه ونستهديه ونؤمن به ونتوكل عليه ونستغفره ونتوب إليه .

ونعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أنفُسِنَا ومِنْ سيّئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ ، وأشْهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ ، وحْدَهُ لا شريكَ لهُ ، لهُ المُلْكُ ولهُ الحمدُ ، يُحيِى ويُمِيتُ وَهُوَ حيٌّ لا يَموتُ ، بِيدِهِ الخيرُ وَهُوَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ ، وأشْهدُ أنَّ سيّدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، أرسلَهُ بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى اللهِ بإذنِهِ وسراجاً مُنيراً ، أرسلَهُ رحمةً للعالَمينَ ، وسراجاً للمُهتدِينَ ، وإماماً للمُتقينَ ، فبلغَ الرِّسالةَ ، وأدّى الأمانةَ ، ونصَحَ الأُمَّةَ ، وكشَفَ الغُمَّةَ ، وجاهدَ في سَبيلِ ربِّهِ حتى أتاهُ اليقينُ ، صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ، وعلى آلِهِ وصحْبِهِ ، وعلى كُلِّ مَنِ اهْتدى بهدْيهِ ، وسارَ على نهجِهِ ، واستنَّ بسُنَّتِهِ ، ودعا بدعْوتِهِ إلى يومِ الدِّينِ ، أمّا بعدُ:

فيَا عِبادَ اللهِ أُوصِيكم ونفْسِي بتقوى اللهِ ، والعملِ بما فيهِ رِضاهُ ، فاتقوا اللهَ وراقبوهُ ، وامتثِلُوا أوامِرَهُ ولا تعصُوهُ ، واذكُرُوهُ ولا تنسوهُ ، واشكُرُوهُ ولا تكفُرُوهُ.

واعلموا أن يومكم هذا يوم عظيم وعيد شريف جليل يوم رفع الله قدره وسماه يوم الحج الأكبر أعز الله فيه دينه والمسلمين وتبرأ ورسوله من الشرك والمشركين هو يوم الحج الأكبر وهو يوم الأضحى والنحر هو يوم الحج الأكبر لأن حجاج بيت الله الحرام يؤدون فيه معظم مناسك الحج يرمون فيه الجمرة وينحرون الهدايا ويحلقون رؤوسهم ويطوفون بالبيت ويسعون بين الصفا والمروة وهو عيد الأضحى والنحر لأن المسلمين يضحون فيه وينحرون فيه هداياهم والضحية يا عباد الله هي سنة أبيكم إبراهيم ونبيكم محمد عليهما أفضل الصلاة والتسليم وأصل الضحية أن إبراهيم عليه السلام رأى في المنام يذبح فلذة كبده وقرة عينه وثمرة فؤاده ولده إسماعيل عليه السلام فأخبر ولده بذلك قال: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)، فاستسلم الابن لقضاء الله وانقاد لحكمه وأذعن لطاعته قال: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ).

وأسرع الوالد الحنون إلى إنفاذ أمر الله ولكن عناية الله وألطافه تداركتهما ففدي إسماعيل عليه السلام بذبح عظيم فاعتبروا رحمكم الله بهذه الحادثة العظيمة وأحيوا هذه السنة الكريمة والضحية سنة مرغب فيها وفيها فضل عظيم وثواب جزيل ينبغي للقادرين عليها أن يحيوها وأن لا يتساهلوا فيها فيحرم من ثواب الله عز وجل فما عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلى الله من إراقة دم وإن للمضحي بكل شعرة حسنة (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ).

الله أِكبر الله أكبر الله أكبر لا آله الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد عباد الله إن للضحية شروطا ينبغي للمضحي معرفتها والالتزام بها الشرط الأول أن تكون من النعم وهي الإبل والبقر والغنم الشرط الثاني أن تكون سالمة من العيوب التي تمنع الأجزاء كالمريضة البين مرضها والعوراء البين عورها والعرجاء البين ضلعها والمهزولة التي لا مخ لها الشرط الثالث أن تكون قد بلغت السن المعتبر شرعا عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن " الشرط الرابع أن تقع في الوقت المحدد للضحية ووقتها بعد الفراغ من صلاة العيد إلى غروب الشمس من اليوم الثالث عشر ومن ذبح قبل الصلاة فذبيحته ليست بضحية إنما هي شاة لحم عن البراء بن عازب قال ضحى خال لي يقال له أبو بردة قبل الصلاة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم شاتك شاة لحم قال يا رسول الله إن عندي داجنا _ جذعة من المعز – قال اذبحها ولا تصلح لغيرك ثم قال من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين" وندب لمريد ذبح ضحيته أن يمسح ظهرها بيده اليمنى قائلا اللهم هذه ضحيتي فتقبلها مني وعند الاستقبال بها يقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا آله الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد

عباد الله إن الله سبحانه وتعالى أنعم عليكم بنعم كثيرة ظاهرة وباطنة لا تعد ولا تحصى ولا تحد ولا تستقصى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ، (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .

وصلوا وسلموا على خاتم النبيين والمرسلين وسيد الأولين والآخرين وقائد الغر المحجلين وأفضل خلق الله أجمعين (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً).

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت وسلمت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدا مجيد .






توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 01-04-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 5 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً




عبادة الله

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِينَ ، الحمدُ للهِ الذي أمر بالعدل والإحسان ونهى عن الفحشاء والمنكر والطغيان سبحانه خلق الخلق لعبادته وأمرهم بتوحيده وطاعته نحمَدُهُ ونسْتعِينُهُ ونستَهْدِيهِ ، ونؤمِنُ بِهِ ونتوكّلُ عليهِ ، ونسْتَغفِرُهُ ونتُوبُ إليهِ ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أنفُسِنَا ومِنْ سيّئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ ، وأشْهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ ، وحْدَهُ لا شريكَ لهُ ، لهُ المُلْكُ ولهُ الحمدُ ، يُحيِى ويُمِيتُ وَهُوَ حيٌّ لا يَموتُ ، بِيدِهِ الخيرُ وَهُوَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ ، وأشْهدُ أنَّ سيّدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، أرسلَهُ بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى اللهِ بإذنِهِ وسراجاً مُنيراً ، أرسلَهُ رحمةً للعالَمينَ ، وسراجاً للمُهتدِينَ ، وإماماً للمُتقينَ ، فبلَّغَ الرِّسالةَ ، وأدّى الأمانةَ ، ونصَحَ الأُمَّةَ ، وكشَفَ الغُمَّةَ ، وجاهدَ في سَبيلِ ربِّهِ حتى أتاهُ اليقينُ صلى الله عليه وسلم ، وعلى آلِهِ وصحْبِهِ أجمعين، أمّا بعدُ:

فيَا عِبادَ اللهِ أُوصِيكم ونفْسِي بتقوى اللهِ ، والعملِ بما فيهِ رِضاهُ ، فاتقوا اللهَ وراقبوهُ ، وامتثِلُوا أوامِرَهُ ولا تعصُوهُ ، واذكُرُوهُ ولا تنسَوهُ ، واشكُرُوهُ ولا تكفُرُوهُ واعلموا أن الإنسان في هذه الحياة الفانية لم يخلق عبثا ولم يترك سدى وإنما خلق لأشرف غرض وأفضل مطلب خلق لعبادة الله عز وجل خلق لتحقيق العبودية الحقة لله وحده .

أيها المسلمون :
إن العبادة التي أمرنا بها كلمة جامعة وعبارة شاملة ونطاق واسع ليست محصورة بعدد من الشعائر وليست محدودة بجملة من الأعمال بل هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة فهي بهذا التعريف تشمل كل ما يصدر من المسلم من الأعمال القلبية والبدنية والمالية المشروعة حتى العادات تتحول إلى عبادات إذا قارنتها نية صالحة "وفي بضع أحدكم صدقة " " وإنما لكل امريء ما نوى " ويظهر مفهوم العبادة جليا في الناحية العملية التطبيقية فهل عبد الله حق عبادته من أشرك معه غيره في عبادته يدعوه ويستغيث به ويعول في أموره عليه والله سبحانه وتعالى يقول: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) فيصدقهم فيما يقولون والرسول صلى الله عليه وسلم يقول :" من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " ويقول :" من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " وهل عبد الله حق عبادته من يغش في بيعه وشرائه ومعاملته لا يبالي من أي باب اكتسب المال والرسول صلى الله عليه وسلم يقول :" من لم يبال من أي باب اكتسب المال لم يبال الله من أي باب أدخلهما " وهل عبد الله حق عبادته من يتعامل بالربا ويتحايل .

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول :" إياكم والحسد والظن والبغي فإنه لا حظ في الإسلام لمن فعل ذلك ولا حظ في الإسلام لمن فيه إحدى هذه الخصال " وهل عبد الله حق عبادته من يشاهد زوجاته وبناته وأخواته يخرجن من بيوتهن غير محتشمات سافرات متبرجات مائلات مميلات يشاهد ذلك ولا ينكر والرسول صلى الله عليه وسلم يقول :" ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة مدمن الخمر والعاق لوالديه والديوث ".

والديوث هو الذي يرضى السوء في أهله وهل عبد الله حق عبادته من ضيع وقته وأمضى عمره في اللهو والمجون وفي فساد القول والعمل يتسكع في الطرقات وينغمس في الشهوات ويخوض في الشبهات ويتفنن في محاكات الفتيات أين نصيب العبادة في أوقات هؤلاء أنسوا أن الله سبحانه وتعالى سائلهم عن أعمارهم في ما أفنوها وعن أوقاتهم فيما شغلوها فاتقوا الله يا عباد الله واعبدوه حق عبادته وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ، (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .

وصلوا وسلموا على خاتم النبيين والمرسلين وسيد الأولين والآخرين وقائد الغر المحجلين وأفضل خلق الله أجمعين (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً).

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت وسلمت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدا مجيد .







توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 01-04-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 6 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً




زكاة المواشي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِينَ، الحمدُ للهِ الذي بنعمته تتم الصالحات وبالعمل بطاعته تطيب الحياة وتنزل البركات سبحانه يقول في كتابه المبين: "وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأركعوا مع الراكعين"، نحمَدُهُ ونسْتعِينُهُ ونستَهْدِيهِ ، ونؤمِنُ بِهِ ونتوكّلُ عليهِ ، ونسْتَغفِرُهُ ونتُوبُ إليهِ ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أنفُسِنَا ومِنْ سيّئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ ، وأشْهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ ، وحْدَهُ لا شريكَ لهُ ، لهُ المُلْكُ ولهُ الحمدُ ، يُحيِى ويُمِيتُ وَهُوَ حيٌّ لا يَموتُ ، بِيدِهِ الخيرُ وَهُوَ على كُلِّ شيءٍ قدير وأشْهدُ أنَّ سيّدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، أرسلَهُ بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى اللهِ بإذنه وسراجا منيرا، أرسله رحمة للعالمين وسراجا للمهتدين وإماما للمتقين، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة، وجاهد في سبيل ربه حتى أتاه اليقين، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله والعمل بما فيه رضاه فاتقوا الله وراقبوه، وامتثلوا أوامره ولا تعصوه واذكروه ولا تنسوه واشكروه ولا تكفُرُوهُ.

واعلموا أن من النعم التي امتن الله سبحانه وتعالى بها على الإنسان بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم خلقها الله سبحانه وتعالى للإنسان وسخرها لمنافعه وقضاء مصالحه ففي لحومها وألبانها غذاء طيب له وفي جلودها وأصوافها وأوبارها وأشعارها أثاث له ومتاع وسكن إلى غير ذلك مما تقوم به في حياتها من منافع ومصالح شتى تعود إلى هذا الإنسان وقد امتن الله سبحانه وتعالى بهذه النعمة العظيمة في غير آية من كتابه العزيز يقول سبحانه : (وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ) ، إلى غير ذلك من الآيات التي تتحدث عن هذه النعمة الجسيمة.
أيها المسلمون :
ينبغي للمسلم أن يقابل هذه النعمة بشكر المنعم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم لا يؤدي حقها إلا أقعد لها يوم القيامة بقاع قرقر تطؤه ذات الظلف بظلفها وتنطحه ذات القرن بقرنها ليس فيها يومئذ جماء ولا مكسورة القرن ".

فتجب الزكاة في الإبل إذا بلغت خمس سوائم فصاعدا إذا حال عليها الحول وهي بيد مالكها فإذا بلغت خمسا ففيها شاة وفي العشر شاتان وفي خمسة عشر ثلاث شياه وفي العشرين أربع شياه فإذا بلغت خمسا وعشرين ففيها بنت مخاض وهي من الإبل ما لها سنة ودخلت في الثانية وإن لم توجد بنت مخاض فابن لبون وهو ماله سنتان ودخل في الثالثة فإن بلغت ستا وثلاثين ففيها ابنة لبون فإذا بلغت ستا وأربعين ففيها حقة وهي مالها ثلاث سنين ودخلت في الرابعة فإذا بلغت إحدى وستين ففيها جذعة وهي مالها أربع سنين ودخلت في الخامسة فإذا بلغت ستا وسبعين ففيها لبونتان فإذا بلغت إحدى وتسعين ففيها حقتان فإذا بلغت مائة وإحدى وعشرين ففيها ثلاث بنات لبون فإذا بلغت مائة وثلاثين ففيها لبونتان وحقة ثم على هذا القياس كلما زادت عشر ففي كل أربعين بنت لبون وفي كل خمسين حقة وأما البقر فحكمها حكم الإبل في الزكاة في نصابها وفي القدر الذي يخرج منها لا فرق بينهما في شيء من ذلك إلا في التسمية فبنت السنة من البقر تسمى تبيعة، وبنت السنتين تسمى جذعة وبنت الثلاث تسمى ثنية وبنت الأربع تسمى رباعية وأما الغنم فتجب فيها الزكاة إذا بلغت أربعين شاة فصاعدا وحال عليها الحول وهي في ملك مالكها فإذا بلغت أربعين ففيها شاة واحدة إلى مائة وعشرين فإذا زادت واحدة وصار مائة وإحدى وعشرين ففيها شاتان إلى مائتين فإذا صارت مائتين وواحدة ففيها ثلاث شياه إلى ثلاثمائة وتسع وتسعين فإذا بلغت أربعمائة ففيها أربع شياه فإذا زادت ففي كل مائة شاة شاة إلى ما لا غاية له ولا شيء فيما بين الفريضتين.

والشاة التي تخرج في الزكاة يشترط فيها أن تكون سالمة من العيوب وأقل ما يجزي مالها سنة ودخل في الثانية ويجزي من الضأن ماله ستة أشهر إذا كان كبشا سمينا وينبغي للمسلم أن يخرج في زكاته الوسط وإن أخرج الأحسن فهو خير وأبقى .

قال أبو عبيدة نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يعمد الرجل إلى شر ماله فيزكي منه قال وخيركم عند الله من يخرج من ماله أحسنه " وقد نهي الساعي أن يأخذ كرائم الأموال وخيارها إلا إذا شاء رب المال فعن جابر ابن زيد قال: بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال للسعاة: لا تأخذوا من أرباب الماشية سخلة ولا رُبَّا ولا أكولة ولا فحلا ولا شارفة ولا ذات هزال ولا ذات عوار " وعن جابر بن زيد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لسعاته: لا تأخذوا حزرات الناس ولا الحافل " فالربا هي التي تربي ولدها والحافل هي ذات الضرع العظيم وحزرات الناس هي الخيار فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ وأدوا فرائض الله كما أمركم الله وتمسكوا بتعاليم دينكم الحنيف عظوا عليها بالنواجذ وأياكم ومحدثات الأمور وتآمروا بالمعروفِ وتناهوا عن المنكرِ (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ، (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .

وصلوا وسلموا على خاتم النبيين والمرسلين وسيد الأولين والآخرين وقائد الغر المحجلين وأفضل خلق الله أجمعين (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً).

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت وسلمت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدا مجيد .



توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 01-04-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 7 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً





زكاة النقود

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِينَ ، الحمدُ للهِ الذي بنعمته تتم الصالحات وبالعمل بطاعته تطيب الحياة وتنزل البركات سبحانه نحمَدُهُ ونسْتعِينُهُ ونستَهْدِيهِ ، ونؤمِنُ بِهِ ونتوكّلُ عليهِ ، ونسْتَغفِرُهُ ونتُوبُ إليهِ ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أنفُسِنَا ومِنْ سيّئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ ، وأشْهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ ، وحْدَهُ لا شريكَ لهُ ، لهُ المُلْكُ ولهُ الحمدُ ، يُحيِى ويُمِيتُ وَهُوَ حيٌّ لا يَموتُ ، بِيدِهِ الخيرُ وَهُوَ على كُلِّ شيءٍ قدير قصم الجبارين ببطشه بعد أمنه وأسبل على العاصين ستره بمنه وتكفل بأرزاق البرايا إنسه وجنه من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ، وأشْهدُ أنَّ سيّدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، أرسلَهُ بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى اللهِ بإذنِهِ وسراجاً مُنيراً ، أرسلَهُ رحمةً للعالَمينَ ، وسراجاً للمُهتدِينَ ، وإماماً للمُتقينَ ، فبلَّغَ الرِّسالةَ ، وأدّى الأمانةَ ، ونصَحَ الأُمَّةَ ، وكشَفَ الغُمَّةَ ، وجاهدَ في سَبيلِ ربِّهِ حتى أتاهُ اليقينُ ، صلى الله عليه وسلم وعلى آلِهِ وصحْبِهِ أجمعين، أمّا بعدُ:

فيَا عِبادَ اللهِ أُوصِيكم ونفْسِي بتقوى اللهِ، والعملِ بما فيهِ رِضاهُ ، فاتقوا اللهَ وراقبوهُ ، وامتثِلُوا أوامِرَهُ ولا تعصُوهُ ، واذكُرُوهُ ولا تنسَوهُ ، واشكُرُوهُ ولا تكفُرُوهُ .

واعلموا أن من أصناف المال التي تجب فيها الزكاة الذهب والفضة والأوراق النقدية وعروض التجارة فتجب الزكاة في الذهب والفضة على أي حال كانت، سواء كانت دراهم ودنانير أو كانت قطعا من الذهب والفضة أو كانت حليا وسواء كان الحلي ملبوسا أو غير ملبوس والمراد بالكنز هو المال الذي لم تؤد زكاته ولو كان على ظهر الأرض فإن أديت زكاته فليس بكنز ولو كان تحت سبع أرضين وعن أم سلمة قالت: كنت ألبس أوضاحا من ذهب فقلت: يا رسول الله أكنز هو؟ فقال:" ما بلغ أن تؤدى زكاته فزُكِي فليس بكنز " وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها ابنة لها وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب فقال لها: أتعطين زكاة هذا؟ قالت: لا قال: أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار قال: فخلعتهما فألقتهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: هما لله عز وجل ولرسوله " وتجب الزكاة في كل من الذهب والفضة إذا بلغا النصاب فنصاب الذهب عشرون مثقالا أي خمسة وثمانون جراما ونصاب الفضة خمس أواق والأوقية أربعون درهما والدرهم سبعة أعشار مثقال وعشرة الدراهم سبعة مثاقيل ومائة الدرهم سبعون مثقالا فنصاب الفضة بالمثاقيل مائة وأربعون مثقالا أي خمسمائة وخمسة وتسعون جراما .

تحمل الفضة على الذهب ويحمل الذهب على الفضة في الزكاة، فمن له نصاب من الذهب ومعه فضة لم تبلغ النصاب فعليه زكاتها حملا على الذهب، ومن له فضة قد بلغت النصاب ومعه ذهب لم يبلغ النصاب فعليه زكاته حملا على الفضة، ومن عنده ذهب لم يبلغ النصاب ومعه فضة لو حملت على الذهب لبلغ النصاب وجب عليه زكاتهما، ومن له فضة لم تبلغ النصاب ومعه ذهب لو حمل على الفضة لبلغت النصاب وجب عليه زكاتهما، ومن أراد معرفة صفة حمل الذهب على الفضة والفضة على الذهب فعليه أن يعرف أن المثقال الواحد من الذهب يقوم مقام سبعة مثاقيل من الفضة والسبعة المثاقيل من الفضة تقوم مقام مثقال واحد من الذهب، وتجب الزكاة في الأوراق النقدية كالريالات والجنيهات والدولارات وتحوها من الأوراق التي يتعامل بها الآن لأنها قامت .

في التعامل مقام الذهب والفضة منها تدفع المهور ومنها تدفع الأجور وبها يقع البيع والشراء فمن ملك شيئا من هذه الأوراق النقدية وقد بلغت النصاب فعليه زكاتها، ونصابها قيمة عشرين مثقالا ذهبا فإذا كانت قيمة المثقال من الذهب خمسة ريالات فنصاب هذه الريالات مائة ريال وإذا كانت قيمة المثقال من الذهب خمسة عشر ريالا فنصابها ثلاثمائة ريال وإذا كانت قيمة المثقال من الذهب خمسين ريالا فنصابها ألف ريال وكذا على حسب قيمة الذهب ارتفاعا وانخفاضا، وتجب الزكاة في عروض التجارة وهي المال الذي أعده مالكه للبيع تكسبا وانتظارا للربح سواء كان هذا المال أصولا أو عروضا يقول عز من قائل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ).

روي عن مجاهد أن المراد بما كسبتم التجارة الحلال وعن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" في الإبل صدقتها وفي الغنم صدقتها وفي البقر صدقتها وفي البز صدقته " والبز هو الثياب التي أعدت للبيع وعن سمرة بن جندب أنه قال: أما بعد فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن نخرج الصدقة من الذي نعده للبيع " فتجب الزكاة في عروض التجارة إذا بلغت النصاب بنفسها أو بضمها مع الذهب والفضة ونصاب التجارة قيمة عشرين مثقالا ذهبا أو مائة وأربعين مثقالا فضة ولا زكاة في شيء من هذه الأشياء حتى يحول عليه الحول " لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول" ويحسب الحول بالشهور القمرية فمن ملك نصابا تاما في شهر رمضان وحال عليه الحول فعليه زكاته في شهر رمضان ومن ملك نقودا بلغت النصاب في شهر رمضان واشترى بها بضاعة للتجارة في شهر المحرم فعليه زكاتها في شهر رمضان الشهر الذي ملك فيه النقود والمرأة إن دفع لها مهرها في شهر المحرم فاشترت به حليا في شهر رمضان فعليها زكاة حليها في شهر محرم وهو الشهر الذي دفع إليها فيه مهرها ومقدار زكاة الذهب والفضة والأوراق النقدية .

عروض التجارة ربع العشر فمن له عشرون مثقالا من الذهب فعليه نصف مثقال ومن له أربعة وعشرون مثقالا فعليه ستة أعشار مثقال ومن له من الفضة مائة وأربعون مثقالا فعليه ثلاثة مثاقيل ونصف مثقال ومن عنده ألف ريال عماني فعليه خمسة وعشرون ريالا عمانيا ومن بلغت تجارته مائة ألف ريال فعليه ألفان وخمس مائة ريال عماني ومن له دين على ملي وفي فعليه زكاته فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ وأدوا فرائض الله كما أمركم الله وتآمروا بالمعروفِ وتناهوا عن المنكرِ (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ، (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .

وصلوا وسلموا على خاتم النبيين والمرسلين وسيد الأولين والآخرين وقائد الغر المحجلين وأفضل خلق الله أجمعين (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً).

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت وسلمت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدا مجيد .


توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 01-04-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 8 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً





زكاة الثمار
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِينَ ، الحمدُ للهِ البر الكريم الرؤوف الرحيم ذي الفضل والتكريم والإحسان العميم سبحانه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولا ينفع ذا الجد منه الجد لا يفنى دوامه ولا تحصى أنعامه وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو وهو علام الغيوب المدبر لكل شيء والجامع لكل شيء والرازق لكل حي قدر الرزق المقسوم ووقت الأجل المعلوم الله لا إله إلا هو الحي القيوم نحمَدُهُ ونسْتعِينُهُ ونستَهْدِيهِ ، ونؤمِنُ بِهِ ونتوكّلُ عليهِ ، ونسْتَغفِرُهُ ونتُوبُ إليهِ ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أنفُسِنَا ومِنْ سيّئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ ، وأشْهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ ، وحْدَهُ لا شريكَ لهُ ، لهُ المُلْكُ ولهُ الحمدُ ، يُحيِى ويُمِيتُ وَهُوَ حيٌّ لا يَموتُ ، بِيدِهِ الخيرُ وَهُوَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ ، قصم الجبارين ببطشه بعد أمنه , وأسبل على العاصين ستره بمنه وتكفل بأرزاق البرايا إنسه وجنه من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه وأشْهدُ أنَّ سيّدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، أرسلَهُ بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى اللهِ بإذنِهِ وسراجاً مُنيراً ، أرسلَهُ رحمةً للعالَمينَ ، وسراجاً للمُهتدِينَ ، وإماماً للمُتقينَ ، فبلَّغَ الرِّسالةَ ، وأدّى الأمانةَ ، ونصَحَ الأُمَّةَ ، وكشَفَ الغُمَّةَ ، وجاهدَ في سَبيلِ ربِّهِ حتى أتاهُ اليقينُ صلى الله عليه وسلم ، وعلى آلِهِ وصحْبِهِ أجمعين، أمّا بعدُ:



فيَا عِبادَ اللهِ أُوصِيكم ونفْسِي بتقوى اللهِ ، والعملِ بما فيهِ رِضاهُ ، فاتقوا اللهَ وراقبوهُ ، وامتثِلُوا أوامِرَهُ ولا تعصُوهُ ، واذكُرُوهُ ولا تنسَوهُ ، واشكُرُوهُ ولا تكفروه واعلموا أن من النعم التي امتنّ الله سبحانه وتعالى بها على الإنسان ، نعمة المال ، فعلى المسلم أن يشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة ومِنْ شُكْرِ هذه النعمة تأديةُ الحقوق التي أوجبها الله سبحانه وتعالى في المال (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)..



شرع الله سبحانه وتعالى الزكاة في مال الأغنياء وجعلها حقاً واجباً للفقراء ومعونة لذوي الحاجات والضعفاء وحكمةً ألف الله سبحانه وتعالى بها بين قلوب العباد ، وأثبت بها المودة بين ذوي الفاقة والأغنياء في أقطار البلاد ليقع التعاون والتناصر بينهم على الحق وسبيل الرشاد.



سميت الزكاة زكاةً لأنها تزكّي المال ، أي تنمّيه وتطهره وتُنزل البركة فيه كما أنها تطهر النفوس من الشح والبخل وتمرنها على السماحة والبذل ، وهي ذريعة إلى تواصل الأنام وتطهير القلوب من درن الآثام ، وتكفير للذنوب والإجرام، ومثراة للمال ، وحصن حصين من الأهوال ، وتضعيف للحسنات في يوم المآل.



الزكاة قدر يسير يترتب عليها أجر كبير وخُلف من الله كثير، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة واستقبلوا أمواج أنواع البلاء بالدعاء " وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن الصدقة تطفئ النار " وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تصدقوا فإن الصدقة تقي مصارع السوء وتدفع ميتة السوء " وسميت الزكاة صدقة لأنها تُصدق وتحقق إيمان مُخرجها كما أن منع الزكاة هو العنوان على النفاق يقول سبحانه: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).



عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كثر ماله ولم يزكه جاءه يوم القيامة في صورة شجاع أقرع له زبيبتان موكل بعذابه حتى يقضي الله بين الخلائق " وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا صلاة لمانع الزكاة قالها ثلاثاً ، والمتعدي فيها كمانعها " والمتعدي هو الذي يدفعها لغير أهلها ، والزكاة في اللغة تطلق على النماء والطهارة والبركة والزيادة والمدح والصلاح ، وفي الشرع هي ما يخرج من مال عن مال أو بدن على وجه مخصوص لطائفة مخصوصة بالنية .



وهنا يأتي السؤال : هل تجب الزكاة في جميع الأموال ؟



والجواب : من فضل الله سبحانه وتعالى ونعمته على عباده أنه لم يوجب الزكاة في جميع الأموال ، وإنما أوجبها في أصناف معينة، فتجب الزكاة في الثمار وفي الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم وفي النقدين الذهب والفضة وفي الأوراق النقدية التي يتعامل بها الآن لأنها قامت في التعامل مقام الذهب والفضة ، منها تدفع الأجور ومنها تدفع المهور و بها يقع البيع والشراء ، وتجب الزكاة أيضا في التجارة وهي المال الذي أعده مالكه للبيع تكسباً وانتظاراً للربح ، أما عدا هذه الأصناف فلا زكاة فيها مهما كانت أثمانها إلا إذا اتخذت للتجارة ، أما الثمار التي تجب فيها الزكاة فهي كل ما يدخر ويقتات به كالتمر والزبيب والبر والشعير والذرة والسلت ونحوها من الحبوب التي تدخر ويقتات بها ، فتجب الزكاة في الثمار إذا بلغت النصاب ، ونصاب الثمار خمسة أوسق ، والوسق ستون صاعاً .



والصاع أربعة أمداد ، والمد رطل وثلث ، والرطل ستة وتسعون مثقالا يساوي ثلاثمائة وأربعة وثمانين جراماً فيكون نصاب الثمار بالكيلو ستمائة وأربعة عشر كيلوا وأربعمائة غرام ، إلا الفرض وما أشبهه في الثقل فإن نصابه بالكيلو ستمائة وواحد وتسعون كيلو ومائتا غرام ، ومقدار زكاة الثمار إذا كانت تسقى بالأنهار والعيون أو الأمطار أو كانت لا تحتاج إلى سقي ففيها العشر ، وإن كانت تسقى بالنزح أو النضح أو بالمضخات ففيها نصف العشر ، فمن له مزرعة يسقيها بالنهر وحصد منها ألف كيلو فعليه أن يخرج مائة كيلو ، وإذا كان يسقيها بالمضخة فعليه خمسون كيلو، ومن له نخل يسقيها بالنهر وحصد منها ألف كيلو فعليه أن يخرج مائة كيلو تمر ، وإن كان يسقيها بالمضخة فعليه خمسون كيلو ، وإذا اشترك اثنان أو ثلاثة أو أكثر في مزرعة وحصدوا منها نصاباً كاملاً برا فعليهم الزكاة ولو لم يبلغ نصيب كل واحد منهم النصاب ، وإن اشترك اثنان أو ثلاثة و أكثر في نخل فحصدوا منها نصاباً كاملاً تمراً فعليهم الزكاة ولو لم يبلغ نصيب كل واحد منهم النصاب ، لا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين متفرق خشية الصدقة (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ، (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).



(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .



وصلوا وسلموا على خاتم النبيين والمرسلين وسيد الأولين والآخرين وقائد الغر المحجلين وأفضل خلق الله أجمعين (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً).



اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت وسلمت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدا مجيد .



توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 01-04-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 9 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً




الربا

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِينَ ، الحمدُ للهِ الذي بنعْمتِهِ تتِمُّ الصَّالِحاتُ ، وبالعَمَلِ بطاعتِهِ تَطِيبُ الحياةُ ، وتَنْزِلُ البركاتُ ، سبحانه أمر بالعدل والإحسان ونهى عن الظلم والطغيان نحمَدُهُ ونسْتعِينُهُ ونستَهْدِيهِ ، ونؤمِنُ بِهِ ونتوكّلُ عليهِ ، ونسْتَغفِرُهُ ونتُوبُ إليهِ ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أنفُسِنَا ومِنْ سيّئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ ، وأشْهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ ، وحْدَهُ لا شريكَ لهُ ، لهُ المُلْكُ ولهُ الحمدُ ، يُحيِى ويُمِيتُ وَهُوَ حيٌّ لا يَموتُ ، بِيدِهِ الخيرُ وَهُوَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ ، قَصَمَ الجبَّارينَ ببَطشِهِ بعدَ أمنِهِ وأسبلَ على العاصِينَ سترَهُ بمنِّهِ وتكَفَّلَ بأرزاقِ البَرَايا إنسِهِ وجنِّهِ من ذَا الذي يشفَعُ عندَهُ إلا بإذنِهِ وأشْهدُ أنَّ سيّدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، أرسلَهُ بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى اللهِ بإذنِهِ وسراجاً مُنيراً ، أرسلَهُ رحمةً للعالَمينَ ، وسراجاً للمُهتدِينَ ، وإماماً للمُتقينَ ، فبلغَ الرِّسالةَ ، وأدّى الأمانةَ ، ونصَحَ الأُمَّةَ ، وكشَفَ الغُمَّةَ ، وجاهدَ في سَبيلِ ربِّهِ حتى أتاهُ اليقينُ صلى الله عليه وسلم وعلى آلِهِ وصحْبِهِ وعلى كل من اهتدَى هديَهُ وسارَ على نهجِهِ واستَنَّ بسنَّتِهِ ودعا بدعوتِهِ ِإلى يومِ الدينِ ، أمّا بعدُ:

فيَا عِبادَ اللهِ أُوصِيكم ونفْسِي بتقوى اللهِ ، والعملِ بما فيهِ رِضاهُ ، فاتقوا اللهَ وراقبوهُ ، وامتثِلُوا أوامِرَهُ ولا تعصُوهُ ، واذكُرُوهُ ولا تنسَوهُ ، واشكُرُوهُ ولا تكفُرُوهُ .واعلمُوا أنَّ من رحمةِ اللهِ سبحانَهُ وتعالى بعبادِهِ أنْ بيَّنَ لهم النَّافِعَ والضَّارَ والحلالَ الحرامَ وأحلَّ لهم الطيباتِ وحرمَ عليهم الخبائِثَ وأباحَ لهم التوسُّعَ في كسبِ المالِ من طريقٍ حلالٍ وحَرَّمَ عليهم الربا ذلكُمُ المرضُ الاجتماعِيُ الخطيرُ الذي يغرسُ في النَّفْسِ الرذَائِلَ التي على رأْسِها الأَنَانيَّهُ والاستغلالُ وامتصاصُ دماءِ العبادِ وحبُّ الكسلِ والعيشُ على حسابِ الآخرينَ ذلكُمُ الداءُ الوبيلُ الذي هو أقبحُ الفواحشِ وأعظمُ الجرائِمِ وأقوى عواملِ الذُلِّ والاستعبادِ وأكبرُ أسبابِ الفقرِ والدمارِ فكَمْ له من ضَحَايا وكم خَرَّبَ من بُيُوتٍ وكم جَرَّ من جَرائِرَ وكم جَلَبَ من مِحَنٍ وبَلايا حَذَّرَ اللهُ سبحانه وتعالى منه غايةَ التحذِيرِ ونَفَّرَ الناسَ من تعاطِيهِ بأَبْلَغِ الزواجِرِ نَهَى عن ارتِكَابِهِ وأعلَنَ الحربَ على مرتَكِبِهِ وتَوَعَّدَ متَعَاطِيَهِ بسوءِ العاقِبَةِ والمصيرِ والخلودِ في النارِ يقولُ عزَّ من قائلٍ (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) .

ومما تحدَّثَ بِهِ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليلةَ أُسرِيَ بِهِ أنْ قالَ " مرَرْتُ بقَوْمٍ بُطُونُهُم كالبيوتِ فيها الحيَّاتُ تُرَى من ظَاهِرِ بُطُونِهِم فقلتُ مَنْ هؤلاءِ يا جِبْرِيلُ قالَ هؤلاءِ أَكَلَةُ الرِّبَا " وعن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ " اجتَنِبُوا السَّبْعَ الموبقَاتِ قالوا يا رسولَ الله : وما هُنَّ قالَ الشركُ باللهِ والسحرُ وقتلُ النفسِ التي حرَّمَ اللهُ إلا بالحقِّ وأكلُ الرِّبا وأكلُ مالِ اليتيمِ والتَّوَلي يومَ الزَّحفِ وقذفُ المحصَنَاتِ الغافِلاتِ المؤمناتِ " وعن جابرِ بن عبدِاللهِ قالَ : " لَعَنَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم آكلَ الربا ومُوكِلَهُ وكاتِبَهُ وشاهِدَيهِ " .

عن أبي هريرةَ عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ " أربعةٌ حقٌ على اللهِ ألاَّ يُدْخِلَهُمُ الجنةَ ولا يُذيقَهُم نعيمَهَا مُدْمِنُ الخمرِ وآكلُ الرِّبا وآكلُ مالِ اليتيمِ بغيرِ حقٍّ والعَاقُّ لوالدَيهِ " والربا الذي يَظُنُّ الإنسانُ فيهِ النماءَ والزيادَةَ في المالِ إنما هو في الواقِعِ محقٌ في البَرَكَةِ من المالِ بل ومِنَ الأَنفُسِ أيضا فالربا يَمحَقُ البرَكَةَ ويَذهِبُ بالحلالِ ونتيجَةُ ذلك الإفلاسُ وسوءُ العاقبةِ والمصيرِ فما أكثَرَ أحدٌ من الربا إلا كانَ عاقبةُ أمرِهِ إلى قِلَّةٍ (وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) وهناك عقوبَةٌ جماعِيَّةٌ يستوجِبُهَا المجتمعُ إذا انْحَرَفَ في تيَّارَاتِ هذا الوباءِ " إذا ظَهَرَ الرَّبا والزَّنا في قريةٍ أَذِنَ اللهُ بهلاكِهَا " " ما مِنْ قومٍ ظَهَر فيهِمُ الرِّبا والزِّنا إلا أحَلُّوا بأنفسِهِم عذابَ اللهِ " " ما مِنْ قومٍ يَظْهَرُ فيهِم الربا إلا أُخِذُوا بالسِّنَة " أي بمَنعِ الغيثِ ونزولِ القحطِ فكيفَ مع ذلك يَتَجَرأُ أحدٌ على مُحَاربَةِ اللهِ ورسولِهِ والتَّعَرُّضِ لسخَطِ اللهِ وعذَابِهِ كيف يفعلُ ذلك منْ كانَ يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فاتقُوا اللهَ يا عبادَ اللهِ، اتقُوا اللهَ في بيعِكُم وشِرَائِكُم اتقُوا اللهَ في أخْذِكُم وعَطَائِكُم اتقُوا اللهَ في مُعَامَلاتِكُم اتقوا اللهَ في جميعِ نفَعَنِي اللهُ وإيَّاكُم بِهَدِي كِتَابِهِ.
*************************************
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وليُّ الصَّالحينَ وأشْهدُ أنَّ سيدَنَا ونبينَا محمداً عبدُهُ ورسولُه خاتَمُ النَّبيِّينَ والمُرسلينَ وسيِّدُ الأوَّلينَ والآخِرِين وقائدُ الغُرَّ المُحَجَّلينَ صلى الله عليه وسلم وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينِ أمَّا بعدُ فيا عبادَ اللهِ إنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله عزوجلَّ وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وشرَّ الأمُورِ محدثَاتُها وكلُّ محدثَةٍ بدعةٌ وكلُّ بدعةٍ ضلالَةٌ .

أيُّهَا المُسْلِمُونَ:
اتَّقُوا اللهَ تعالى واعلَمُوا أنَّهُ ممَّا يَجِبُ على كلِّ مسلمٍ أنْ يجتَنِبَ أيَّ بابٍ مِنْ أبْوابِ الرِّبَا ومما لا رَيْبَ فيهِ أنَّ الزيادَةَ التي تُسْتَمَدُ منَ البنوكِ إنَّما هي بابٌ منْ أبْوابِ الرِّبَا الصَّريحِةُ الواضحِةُ ومن أبْوابِ الربا بيعُ الجِنْسِ بِجِنسِهِ إذا كانَ غيرَ يدٍ بِيَدٍ ولو لم تَكُن هناكَ زيادةٌ كبيعِ الذهَبِ بالذهَبِ أو الفضَّةِ بالفضَّةِ أو الذهَبِ بالفضةِ وكاستِبْدَالِ الريالاتِ صرفَاً بَدَلَ الدَّرَاهِمَ أو الدَّرَاهِمَ بَدَلَ الريالاتِ أو الدنانيرَ بدَلَ الريالاتِ أو نحوَ ذلك مما هو مُتَّحِدُ الجِنْسِ فكلُّ هذا لا يجوزُ بيعُهُ إلا يداً بيدٍ، عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ قالَ قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم "الذهَبُ بالذهَبِ والفضةُ بالفضةِ والبُرُّ بالبُرِّ والشعيرُ بالشعيرِ والتمرُ بالتمرِ والمِلحُ بالمِلْحِ يداً بيدٍ فمنْ زادَ أو استَزَادَ فقَدْ أرْبَى الآخِذُ والمُعْطِي فيهِ سَواءٌ " وعن جابر بن زيدٍ قالَ بلغَنِي عن طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ أنَّهُ التَمَسَ منْ رجُلٍ صَرْفاً فَأَخَذَ طلحةُ الذهَبَ بِيَدِهِ يُقَلِّبُهُ فقالَ حتَّى يَجِيءَ خَازِنِيْ مِنَ الغَابَةِ وعمرُ بن الخطابِ رضي الله عنه حاضِرٌ يَسْمَعُ كلامَهُمَا فقالَ :واللهِ لا أُفَارِقُكُمَا حتى يَتِمَّ الأمْرُ بينَكُمَا فإنِّي سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ " الذهبُ بالوَرِقِ رباً إلا هَا وهَا والبُرُّ بالبُرِّ رباً إلا هَا وهَا والتَّمْرُ بالتَّمْرِ رباً إلا هَا وهَا والشعيرُ بالشعيرِ رباً إلا هَا وهَا وعن عُبادَةَ بنِ الصامِتِ قالَ : قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " لا تبيعُوا الذهبَ بالذهبِ ولا الفضةَ بالفضةِ ولا البُرَّ بالبُرِّ ولا الشعيرَ بالشعيرِ ولا الملحَ بالملحِ إلا مِثلاً بمثلٍ يداً بيدٍ سواءً بسواءٍ عيناً بعين " فاتقُوا اللهَ يا عبادَ اللهِ وإيَّاكُم والتعامُلَ بالربا وإيَّاكُم والتَّحَايُلَ عليهِ فإنَّ اللهَ سبحانه وتعالى لا تخفى عليهِ خافِيَةٌ لا تَخْفَى عليهِ حيلَةُ المحتالين فاتقوا الله يا عباد الله وتمسكوا بتعاليم دينكم الحنيف عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ، (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .

وصلوا وسلموا على خاتم النبيين والمرسلين وسيد الأولين والآخرين وقائد الغر المحجلين وأفضل خلق الله أجمعين (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً).

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت وسلمت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدا مجيد .








توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 01-04-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 10 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً




الحج

بسـم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وبالعمل بطاعته تطيب الحياة وتنزل البركات سبحانه أرشد الخلق إلى أكمل الآداب وفتح لهم من خزائن رحمته وجوده كل باب نحمده ونستعينه ونستهديه ونؤمن به ونتوكل عليه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله أرسله بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا أرسله رحمة للعالمين وسراجا للمهتدين وإماما للمتقين فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة وجاهد في سبيل ربه حتى أتاه اليقين صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعيــن 0

أمـــا بعـــــد :

فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله والعمل بما فيه رضاه فاتقوا الله وراقبوه وامتثلوا أوامره لا وتعصوه واذكروه ولا تنسوه واشكروه ولا تكفروه واعلموا أن السفر إلى حج بيت الله الحرام رحلة روحية رحلة لها أهدافها الخاصة والعامة يتجشم الحاج فيها الصعاب ويركب فيها الأخطار ويقطع الفيافي والقفار وينفق فيها الأموال ويفارق الأهل والخلان لينال بذلك ثواب الله ومغفرته ورضاه وجنته لذلك كان الحاج مأمورا بآداب ينبغي له أن يسارع إليها وأن يتحلى بها لينال الأجر العظيم والثواب الجزيل الذي ترتب على أداء هذا النسك العظيم "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه" "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" فمما يؤمر به من أراد الحج أن يتوب إلى الله عز وجل من جميع المعاصي توبة نصوحا لأن المعصية تكون سببا لعدم قبول الأعمال ومما يؤمر به من أراد الحج أن يتخلص من جميع التبعات عليه أن يقضي ديونه ويكفر أيمانه ويوفي بنذره ويرد المظالم إلى أهلها ويحسن إلى والديه ويصل أرحامه ويؤدي حقوق جيرانه ويخالق الناس بخلق حسن بل يؤمر بأن يصل من قطعه ويعطي من حرمه ويعفو عمن ظلمه ويحسن إلى ما أساء إليه تقربا إلى الله "أفضل الصلة صلة الرحم الكاشح " أي المضمر للعداوة لأن صلتك له مع عداوته لك دليل على حسن السيرة وطوية السريرة ومما يؤمر به من أراد الحج أن يوسع من الزاد ليتسع خلقه وتحسن معاملته فإن ذلك مما يجعله يحسن إلى المستضعفين ويواسي المحرومين وجدير بمن قصد مرضاة الله عز وجل أن يسارع إلى " الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء وتقي مصارع السوء " "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه " ومما يؤمر به من أرد الحج أن يتخير نفقته من كسب حلال ومن خير ماله وأطيبه فالله سبحانه وتعالى طيب لا يقبل إلا طيبا (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ).

"إذا خرج الرجل حاجا بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز وقال: لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك حلال وحجك مبرور غير مأزور وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فقال لبيك ناداه مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك زادك حرام ونفقتك حرام وحجك مأزور غير مبرور"

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ".

فاتقوا الله يا عباد الله وتمسكوا بتعاليم دينكم الحنيف عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ، (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .

وصلوا وسلموا على خاتم النبيين والمرسلين وسيد الأولين والآخرين وقائد الغر المحجلين وأفضل خلق الله أجمعين (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً).

اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت وسلمت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدا مجيد .







توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لمختلف , للشيخ , مكتوبة , المناسبات , الجمعة , الصوافي , خطة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فتاوى الصلاة للشيخ سعيد بن مبروك القنوبي عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 30 08-26-2013 02:24 PM
كتاب : الفتاوى كتاب الصلاة ج1 لسماحة الشيخ أحمد الخليلي عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 8 10-26-2011 09:29 PM
فتاوى للشيخ إبراهيم الصوافي بلسم الحياة نور الفتاوى الإسلامية 5 08-20-2011 10:00 PM
فتاوى الحج للشيخ سعيد القنوبي عابر الفيافي نور الحج والعمرة 3 06-08-2011 03:08 PM
لا تبكي الميت اذا مات .. وابكي عصر الجمعة اذا فات عابر الفيافي الـنور الإسلامي العــام 5 11-14-2010 01:06 PM


الساعة الآن 12:45 PM.