سؤال أهل الذكر 14 من صفر 1425هـ ، 4/4/2004م== الموضوع : الكذب و(كذبة إبريل) - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات


العودة   منتديات نور الاستقامة > الــنـــور الإسلامي > نور الفتاوى الإسلامية > حلقات سؤال أهل الذكر

حلقات سؤال أهل الذكر حلقات سؤال أهل الذكر,فتاوى الشيخ أحمد بن حمد الخليلي,فتاوى الشيخ سعيد بن مبروك لقنوبي,حلقات سؤال أهل الذكر كتابية مفرغة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
S (2)  سؤال أهل الذكر 14 من صفر 1425هـ ، 4/4/2004م== الموضوع : الكذب و(كذبة إبريل)
كُتبَ بتاريخ: [ 02-19-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية عابر الفيافي
 
عابر الفيافي غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363
قوة التقييم : عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز




سؤال أهل الذكر 14 من صفر 1425هـ ، 4/4/2004م

الموضوع : الكذب و(كذبةإبريل)


السؤال(1)
ورد في بعض الأحاديث أن المسلمقد يكون بخيلاً وقد يكون جباناً لكنه لا يمكن أن يكون كذّاباً ، لماذا استثنيتهاتان الصفتان ولم تستثن صفة الكذب ؟

الجواب :
بسم الله الرحمنالرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سدينا ونبينا محمد وعلى آلهوصحبه أجمعين أما بعد :

فإن الله تبارك وتعالى إئتمن الإنسان على كل جارحةمن جوارحه ليسخرها لما فيه رضا الله تعالى أولاً ثم لما فيه مصلحة بني جنسه ثانياً، ومن بين هذه الجوارح اللسان ، واللسان أخطر الجوارح جميعاً لأن اللسان قد يؤثرأثراً بالغاً ، فباللسان يمكن الإنسان أن يضل غيره ، وباللسان يمكنه أيضاً أن يهديغيره ، وباللسان يمكن أن يموه الحقيقة ويجعل من الحق باطلاً ، ومن الباطل حقا ، ومنالغي رشداً ، ومن الرشد غيا ، ومن الفساد صلاحاً ، ومن الصلاح فسادا ، ومن الانحطاطرقيا ، ومن الرقي انحطاطا ، وهكذا فإن اللسان عندما يتسلط على شيء ما ولم يكن صاحبهمسخراً إياه فيما يرضي الله تبارك وتعالى بحيث لم يكن مراقباً لله في تصرفاته وفيأعماله لا ريب أنه يؤدي إلى خطر كبير .
وهل كان ضلال الضُلال وانحراف المنحرفينوفساد الفاسدين إلا بتأثير من الألسنة الخبيثة التي انحرفت فحرفت ، والتي ضلت فأضلت، لأجل هذا جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم التنبيه على خطورة ما يأتيبه الإنسان من خلال نطقه ، فقد قال في نصيحته لمعاذ رضي الله تعالى عنه : ألا أدلكعلى ملاك ذلك كله ، إحفظ هذا . وأشار إلى لسانه . فقال يا رسول الله : أئنا مؤاخذونبما نقول ؟ قال له : ثكلتك أمك وهل يكب الناس على في النار على وجوههم أو قال علىمناخرهم إلا حصائد ألسنتهم .
وجاء في الحديث الشريف أن الرجل يتكلم بالكلمة مايتبينها تهوي به في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب .

وجاء في الحديث أنالرجل ليتكلم الكلمة من رضوان الله لا يحسبها تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى له بهارضوانه إلى يوم يلقاه ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يظنها أن تبلغ مابلغت يكتب الله تعالى عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه .

فهذا كله يدل علىخطورة الحديث ، ولا ريب إنه إن كان الإنسان مأموراً أن يحفظ لسانه بحيث لا يتركهيلغ في أعراض الناس ويقول الهجر من المقال ولا يأتي بالفاسد من الحديث فإنه من بابالأولى أن يكون مأموراً بأن يحفظ لسانه حتى لا يقول إلا الصدق ولا يُعبّر إلا عنالصدق بالصدق . ذلك لأن الكذب يؤدي إلى انقلاب الموازيين وتغير الأحوال والفساد فيالأرض ، فمن أجل هذا جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلّم ما يدل علىأن المؤمن ليس من شأنه أن يكذب ، فقد جاء عنه صلى الله عليه وسلّم : يطبع المؤمنعلى الخلال كلها ليس الخيانة والكذب .

وجاء أيضاً عنه صلى الله عليه وسلّم عندماسئل أيكون المؤمن جباناً قال نعم . أيكون بخيلاً . قال نعم - وذلك بطبيعة الحال معمكابرته هذا الطبع وإنفاقه مما فرض الله تعالى عليه الإنفاق منه - ولكن بالنسبة إلىالكذب يتعذر أن يبقى إنسان مؤمناً مع كذبه . كيف والله تبارك وتعالى يقول(إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِوَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) (النحل:105) ، فالذي يفتري الذي إنما هو الذي لايؤمن بآيات الله ، إذ الله تبارك وتعالى يأمر بالصدق والكون مع الصادقين ، ومعنىذلك التحذير حتى أن يكون الإنسان مع الكاذبين ، فالله سبحانه وتعالى يقول ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)(التوبة:119) ، يأمر عباده المؤمنين بأن يتقوه وأن يكونوا مع الصادقين وذلك بأنيلتزموا الصدق في كل حديثهم حتى لا تنفلت ألسنتهم بالكذب .

ومن المعلوم أنفي الكذب خطورة بالغة فإن النبي صلى الله عليه وسلّم يرشد إلى الصدق ويبين فضلهوميزته وأثره على حياة الإنسان ويحذر من الكذب ويبين كذلك خطورته ونذالته وأثرهالسيئ على حياة الإنسان ، فالنبي صلى الله عليه وسلّم يقول : إن الصدق يهدي إلىالبر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عندالله صديقا ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجلليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذّابا . فمعنى هذا أن الإنسان بتعوده الصدقوتحريه إياه والتزامه به وعدم خروجه عنه يستمر على الصدق دائماً فيكون الصدق سجيةمن سجاياه ، بينما هو إذا انفلت لسانه بالكذب وتعوده فإنه يتحول الكذب إلى أن يكونسجية من سجاياه ، فلذلك شُدّد تشديداً بالغاً في هذا الأمر ، وأمر الإنسان أن يحرصعلى أن لا يعثر إلا على الصدق منه .

ونحن نرى أن أهل الجاهلية وهم فيجاهليتهم كانوا يربئون بأنفسهم عن أن يسجل عليهم الكذب سواء الوثنيون أو غيرهم ،فنجد أهل الوثنية يحرصون على أن لا يعثر على كذب منهم ، عندما كان هرقل يسأل أباسفيان عن أحوال النبي صلى الله عليه وسلّم وكان أبا سفيان مشركا وكان شديد العداوةللنبي عليه أفضل الصلاة والسلام ولكن مع ذلك كان يجيبه بصدق وأمانة ، وترك هرقلوراء أبي سفيان أصحابه وقال لهم : إن كذبني فكذبوه . فأبو سفيان قال : لم يخش أنيكذبوه وإنما خشي أن يعثروا على كذب منه فيتحدث الناس عنه بأنه قد كذب مع أنه كانسيداً شريفاً في قومه ، فكان يحذر أن يوصم بهذه الوصمة ، هذا مع جاهليته مع كونه لايؤمن بثواب على الصدق ولا يؤمن بعقاب على الكذب عند الله تبارك وتعالى ولكن يخشىسوء الأحدوثة بأن يتحدث الناس عنه بأنه قد كذب .

وكذلك نجد السموأل وهويهودي ولكنه كان عربياً وبطبيعته العربية كان حذراً من أن يُتحدث عنه الحديث السيئ، نجده يقول :

إنا وإن مالت دواعي الهوى



وأنصت السامع للقائل


لا نجعلالباطل حقاً ولا



نلظ دون الحق بالباطل


نخاف أن تسفه أحلامنا



فنخمل الدهرمع الخامل



فهو لا يخاف عقاباً من الله ، ولكنه يخاف أن يسفه حلمه ، وأن يخمل فيطيات الدهر مع الخاملين بحيث لا يذكر إلا بهذه الحالة النذلة الخطيرة وهكذا .

ومن المعلوم أن الإنسان إذا صدق وتحرى الصدق ولم يعثر على كذب منه اطمأنالناس إلى قوله ووثقوا بحديثه وكان أيضاً موضع الثقة حتى في أمانته لأن الصدق يدعوهإلى الوفاء بالأمانة أما إذا كان كذابا فإن الأمر يكون بخلاف ذلك ، ومعنى هذا أنهمع وجود الكذابين في المجتمع يصبح الناس في قلق من أمرهم لا يثقون بأحد ، يتحدثالإنسان وهو صادق ولكن لا يوثق به لأجل أنهم اعتادوا الكذب منه .

من أجل ذلكعندما سأل هرقل أبا سفيان عن خصال النبي صلى الله عليه وسلّم كان مما سأله عنه هلكنتم تتهمونه بكذب قط ؟ فقال له : لا . ولما أخذ يحدد الموقف من بعد قال قلت لم يكنليذر الكذب على الناس ويكذب على الله ، أي لا يمكن أن يكون قد ترك الكذب على الناسومع ذلك يكون يكذب على الله تبارك وتعالى ، فهذا مما يدل على أن الصدق ركيزة يلتفحولها الذين يربئون بأنفسهم عن النذالات وأنه ركيزة الطمأنينة والثقة في المجتمعبخلاف الكذب ، فلذلك يؤمر الإنسان أن يكون متحرياً للصدق في جميع حديثه ، وأن يكونمتجنباً للكذب ، والله تعالى المستعان .

السؤال(2)
سماحة الشيخ ذكرتم في كتاب ( التحذيرمن كذبة إبريل ) عندما تحدثتم عن كذبة إبريل أن هذه الكذبة انتشرت في أوساط بعضالمسلمين نتيجة الضعف الفكري والثقافي والإيماني ونتيجة الانحطاط الحضاري وذكرتم فيالوقت نفسه أن هذه الكذبة أصلها كان بسبب سقوط غرناطة ، ماذا يعني هذا بالنسبةللمسلمين ؟

الجواب :
حقيقة الأمر المسلم يطلب منه أن يكون مؤثراًلا متأثراً ، وقائداً لا منقاداً ، وأن يكون بإسلامه يجتذب الناس إلى محاسن الإسلام، وهذا الذي كان في العهود الإسلامية المشرقة عندما كانت شمس الإسلام تتألق في سماءالعالم ، وكان الناس ينظرون إلى المسلمين نظرة إكبار وإجلال ، في ذلك الوقت أثرالإسلام تأثيراً بالغاً حتى في أعماق أوروبا وحصل ما حصل من التغير في المفاهيموالتغير في الأخلاق والتغير في العادات والتغير حتى في الأفكار ، بل قالوا بأن حركةلوثر الإصلاحية ما كانت إلا أثراً من آثار الإسلام الحنيف ، وكذلك وجد في أوروبا منكان ينهى عن تعظيم التماثيل وتقديسها بل واتخاذها وعدّوا ذلك وثنية وصدرت مراسيمبهذا وكان ذلك بتأثير الإسلام ، بل قالوا من بأن بين الأساقفة الذين كانوا يحاربونالتماثيل كولوديس أسقف تورين وقالوا بأنه نشأ وتربى وترعرع في الأندلس عندما كانتمسلمة عربية فكان ذلك سبباً لاقتباسه من المسلمين هذا الكره للتماثيل نتيجة ما كانعليه المسلمون من الالتزام بدينهم الحنيف وهكذا .

وأنا أذكر هنا كلمات قلتهامراراً وقلت بأن هذه الكلمات من المفروض على المسلمين أن يعوها وأن يفهموها وأنيدركوها ، وهي لبلاغتها ولقوة تأثيرها حقيقة بأن تكتب بماء الذهب ، وهذه الكلمات لميقلها رجل عاش حياته في البلاد الإسلامية وتعلم في البلاد الإسلامية ، بل قالها رجلقضى جانباً من حياته في أوروبا ودرس في أوروبا ، ولكن مع ذلك كما قال هو عن نفسهقال : اكتحلت بإثمد المدينة فلذلك لم يعش بريق الحضارة الأوروبية بصري . وهو الشاعرمحمد إقبال ، هذه الكلمات يبين فيها المنهج الذي يجب أن يكون عليه المسلم ، يقول :

(( إن المسلم لم يخلق ليندفع مع التيار ، ويساير الركبالبشري حيث اتجه وسار ، بل خُلق ليوجه العالم والمجتمع والمدينة ، ويفرض علىالبشرية اتجاهه ، ويملي عليها إرادته ، لأنه صاحب الرسالة وصاحب الحق اليقين ،ولأنه المسئول عن هذا العالم وسيره واتجاهه ، فليس مقامه مقام التقليد والاتباع ،إن مقامه مقام الإمامة والقيادة ، مقام الإرشاد والتوجيه مقام الآمر الناهي ، ولئنتنكر له الزمان وعصاه المجتمع وانحرف عن الجادة لم يكن له أن يخضع ويضع أوزارهويسالم ، بل عليه أن يثور عليه وينازله ويظل في صراع معه وعراك حتى يقضي الله فيأمره ، إن الخضوع والاستكانة للأحوال القاسرة والأوضاع القاهرة والاعتذار بالقضاءوالقدر من شأن الضعفاء والأقزام ، أما المؤمن القوي فهو نفسه قضاء الله الغالبوقدره الذي لا يرد))

ومعنى ذلك أن المسلم مطالب بأن يأمر بالمعروفوينهى عن المنكر ويحرص على تحويل الناس من الفساد إلى الخير ومن الاعوجاج إلىالاستقامة ومن الضلال إلى الهدى ومن الغي إلى الرشد من الانحطاط إلى الرقي ، وذلكما لا يتم أبداً إلا إذا كان هو صورة إيجابية تمثل الإسلام وتجسده كما كان ذلك عندالسلف الصالح ، ثم لا يكون ذلك أبداً إلا مع التزامه بقيم الإسلام ومواريثه وأفكارهوتاريخه وتراثه فإن ذلك مما يجعله مؤثراً لا متأثراً وقائداً لا منقادا .
أما معكون الإنسان يتزلزل ويتزعزع ويستجيب لكل داع ، ويتأثر بكل مؤثر ، ويستفزه كل مايلوح له فإن ذلك بطبيعة الحال يدعو الناس إلى عدم الثقة حتى ولو دعا هو إلى مكرمةأو نادى بخير وبصلاح وبإصلاح لكنه ما دام هو نفسه بهذه الحالة .

ونحن نرى أنالرسول صلى الله عليه وسلّم ربى هذه الأمة على الاعتزاز بمواريثها وبأفكارهاوبتاريخها وبكل قيمها وفضائلها ، رباها على اعتزازها بصلتها بالله تبارك وتعالى ،فلذلك كان يحذر هذه الأمة من التأثر بأي شيء مهما كان حتى في الأمور العادية ، هونفسه صلى الله عليه وسلّم كما جاء ذلك عنه .
كان من شأنه عندما يدفن ميتاً أنيقوم ويظل قائماً في حال دفن الميت ، ولكن بينما كان قائماً صلى الله عليه وسلّموكان أصحابه قياماً مر بهم أحد أحبار اليهود وقال : هكذا نصنع . فقعد النبي صلىالله عليه وسلّم وأمر أصحابه بالقعود وقال : خالفوهم خالفوهم . هذا لئلا يتأثرالمسلم في سلوكه لأن التأثر في السلوك يؤدي إلى التأثر في العبادات ويؤدي إلىالتأثر في العقيدة ويؤدي إلى التأثر في الشخصية الإسلامية بحيث تصبح شخصية متزعزعة، ومن تقهقر خطوة واحدة تقهقر بعدها خطوات .

لذلك كان المسلم مأموراً أن لايتقهقر أبداً أمام أي تيار من التيارات ، وأن يظل صامداً متمسكاً بإيمانه حريصاًعلى عبادته لربه ، وحريصاً على تميزه في أعماله وأقواله في عقيدته وتصوراته ، فيعاداته وعباداته ، في سلوكه وأخلاقه ، في مظهره ومخبره لئلا يكون هذا المسلم إمعةيقاد فينقاد ويدعى فيستجيب ، وإنما يؤمر أن يكون هو المؤثر على الآخرين ، وهكذا يجبأن يكون المسلمون جميعاً .

السؤال(3)
هنالك من الناس من يمارس الكذب دون أنيشعر أو قد يشعر بذلك ولكن يلتمس لنفسه عدداً من الأعذار من هذه الصور منسقوالمدارء ، فالمنسق دائماً ما يخبره المدير بأن يرد على الاتصالات فيقول لهم أنالمدير ليس موجوداً ، فالمنسق يقول أنا في حيرة إذا رفضت كلام المدير سأتعرض لمشكلةوإذا قلت للناس هكذا أكون قد كذبت ، فما الحكم ؟

الجواب :
أولاًقبل كل شيء هل بهذا يحجب الناس عن المصالح ، أما إذا كان يحجب الناس عن مصالحهمفذلك غير جائز لأن المدير وغيره مسئول عن قضاء حاجات الناس التي كلف بقضائها فيحدود مقدرته .

أما إذا كان هذا المدير يطالبه الناس بما ليس في وسعه ، بمالم يكن قادراً عليه بحيث يطالبونه بالخروج عن صلاحياته وتعديها إلى صلاحيات غيرهمثلاً وكان في إخبارهم بأنه موجود إحراج فبإمكانه أن يقول هو غير موجود ويعني أنهغير موجود أمامه في مكتبه الذي هو فيه لأن المدير يكون في مكتبه ومنسقه يكون فيمكتبه ، فبإمكانه أن يوري ( إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب ) ، أي يستعمل هذهالمندوحة بهذا القصد من غير أن يقصد بذلك الكذب على الناس إن كان ذلك ليس مساعدةلهذا المدير على ممطالته للناس وعدم قضائه مطالبهم ومصالحهم التي نيطت به ، إن كانيطالب بما لم ينط به فنعم للمنسق أن يتعاون معه بهذا الاسلوب مع هذه النية .


السؤال(4)
المعاريض هل لها ضوابط معينة؟

الجواب :
المعاريض أن يكون الكلام محتملاً لمعنى صحيح مع قصدذلك المعنى الصحيح الصائب الذي لم يخرج عن الكذب ، كما يقال إن رجلاً أبصر رجلاًفقال له أحد الناس أتعرف هذا ؟ قال له : نعم ، إن له قدماً وبيتاً ، يريد بقدمهالقدم الذي يطأ به ، ويريد بالبيت البيت الذي يسكنه .


السؤال(5)
بعض الموظفين يتعرضون لإحراجات فربما تؤدي إلى فصلهم أومعاقبتهم أو خصم رواتبهم فيضطرون – كما يقولون _ إلى الكذب تلافياً لهذه المشكلة ،فهل يجوز ذلك ؟

الجواب :
أنا لا أعرف ما هي هذه الإحراجات ، هل همأساءوا ، فإن كانوا أساءوا وخرجوا عن طريق الحق وغشوا الجهة التي يشتغلون فيهاويعلمون بها فذلك بطبيعة الحال غير جائز لأن على الإنسان أن لا يكون غشاشاً ، أنيكون أميناً في أقواله وفي أعماله ، أما إذا كان ذلك بخلاف هذا فإن للإنسان فيما هوحق له أن يستعمل الاسلوب الذي يرضي به الناس وفي نفس الوقت لا يسخط الله تباركوتعالى .


السؤال(6)
الناس يرغبون في أن يسلوا عن أنفسهموفي أن يخوضوا مع رفاقهم فرصاً للتسلية ويستخدمون المزاح ليكون فيه تسلية ، فهليجوز الكذب في المزاح ؟

الجواب :
هذا من أخطر الخطر فإن الحديث عنالنبي صلى الله عليه وسلّم يقول ويل للذي يتحدث إلى الناس ليضحكهم فيكذب ويل له ويلله . أي يريد أن يثير الضحك وأن يسبب شيئاً مما يعدونه تسلياً ويدفعه ذلك إلى أنيكذب توعده النبي صلى الله عليه وسلّم بهذا الويل ، وهذا الوعيد الذي يأتي على لسانالرسول صلى الله عليه وسلّم إنما هو وعيد الله إذ النبي صلى الله عليه وسلّم لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، ويل له ويل له . ليس ذلك من شأن المسلم المؤمنالذي يخشى الله تبارك وتعالى ويتقيه ، أولاً قبل كل شيء المسلم جاد ولا يميل إلىالهزل وإن أتى بالنكتة أو الفكاهة في كلامه فذلك في حدود الصدق ولا يتجاوز حدودالصدق إلى غيره ، لا يكون كذاباً بحال من الأحوال .


السؤال(7)
البعض يأتي بنكتة وينسبها إلى شخصية معروفة كجحا أو أبينواس ومن المعلوم أنه لم يقل تلك النكتة وإنما هو ينسبها إليه ثم يتبادلها معزملائه ، فما الحكم ؟

الجواب :
كل ذلك من الكذب المحرم وهو غيرجائز .


السؤال(8)
الآباء يمارسون الكذب مع أطفالهمتخلصاً من إزعاجاتهم أو غيره ، فهل يجوز ذلك ؟

الجواب :
لا ، لا ،الكذب على الطفل أخطر من الكذب على الكبير ، لأن الطفل هو كالمرآة التي تعكس كل مايقابها ، وهو كاللوحة الصافية التي لم تنقش فتنتقش كيفما نقشت ، فخلق الوالد لهتأثير على الطفل ، خلق الأم له تأثير على الطفل ، ولذلك عندما كانت امرأة عند النبيصلى الله عليه وسلّم وكانت تدعو ولدها وقالت له : تعال خذ . قال لها النبي صلى اللهعليه وسلّم : ما الذي تريدين أن تعطيه قالت : أريد أ، أعطيه تمراً . قال : أما لولم تريدي أن تعطيه شيئاً لكتبت كذبة . هذا لأن الطفل يتأثر ، فهو أحرى بأن يربىتربية لا يحس فيها أي شيء من مخالفة الأوامر الشرعية ، أما لو كان الطفل يفتح عينيهويجد أباه يكذب عليه ويجد أمه تكذب عليه فإنه يعد الكذب شطارة ومهارة ويحرص هوأيضاً أن يكذب عليهما كما يكذبان عليه ويحرص أيضاً أن يكذب على زملائه كما يكذبعليه ويحرص على أن يبرع في الكذب ليزداد بذلك شطارة ومهارة حتى يفوق الآخرين في ذلكوهذا بطبيعة الحال مما يؤدي إلى أن يعتاد ذلك حتى يكون سجية من سجاياه وخلقاً منأخلاقه وهذا هو الانحراف عن الحق ، والإنسان مسئول عن أولاده ( كل مولود يولد علىالفطرة وإنما أبواه هما اللذان يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) فكذلك هما اللذانيعودانه مساوئ الأخلاق ورذائل الأقوال والأعمال بحيث يجد فيهما القدوة السيئة التيتعوده ذلك ، والله تعالى المستعان .

السؤال(9)
ما هي ضوابط الكذب في الإصلاح بينالمتخاصمين ؟

الجواب :
في الإصلاح بين المتخاصمين الإنسان له أنيأتي بالكذب ، إن وجد مندوحة فليستعمل المندوحة ، وإن لم يجد مندوحة فلا بأس بأنيقول لأحد الخصمين بأن فلان الذي هو خصمه يذكرك في غيبتك بخير ولا يقول عنك إلاالخير الجميل وهو يقدرك وهو يحترمك وهو كذا وهو كذا مما يؤدي إلى أن يستل منهالسخائم والأحقاد لأن هذا الكذب ليس فيه مفسدة وإنما فيه مصلحة ولما كان لمصلحة فلامانع لأنه لا يعتبر غشاً ولا يقود إلا إلى التصالح والتراضي بين المتخاصمين فلذلكأبيح في الإسلام .


السؤال(10)
نرجو توضيح التورية معناهاوحدود استعمالها ، وهل هي المعاريض نفسها ؟

الجواب :
التوريةأيضاً هي من المعاريض . التورية في الأصل أن يكون هناك معنيان معنى قريب ومعنى بعيدويقصد الموري المعنى البعيد ، وهي تنقسم إلى تورية مرشحة وتورية مجردة وتورية مبينةكما قال ذلك علماء البلاغة ومن أمثلة التورية قول الشاعر :

لولا التطيربالخلاف وأنه



قالوا مريض لا يعود مريضا


لقضيت نحباً في جنابك خدمة



لأكونمندوباً قضى مفروضا



هذه تورية مرشحة ، الأصل أن المندوب معناه القريبالمفهوم عند الناس هو ما يقابل المفروض مما يؤمر به ، أي ما يكون بمعنى المأمور بهأمراً لا يترتب على تركه عقاب وإنما يترتب على فعله الثواب هذا هو المندوب المعروف، كما قال علماء الأصول والفقهاء بأن الواجب هو ما يثاب على فعله امتثالاً ويعاقبعلى تركه ، وقالوا في المندوب بأنه ما يثاب على فعله ولا يعاقب على تركه . ولكنه هولم يقصد هذا المعنى مع كونه قرنه بالمفروض ، وفي قرنه بالفروض ترشيح لهذه التوريةحيث ذكر معه ما يناسب المعنى البعيد الذي وري به ولم يأت بالمعنى الذي وري عنه ، لميأت بما يناسب المعنى الذي وري عنه ، وإنما جاء بما يناسب المعنى الذي وري به . فذكره المندوب مع المفروض كأنما يوحي بأن قصده أنه مندوب ، كيف يكون مندوباً أدىمفروضاً ، وإنما قصده لأكون ميتاً مندوباً يندبه أهله بعد موته وقد أدى فرضاً عليهحيث قام بخدمتك حتى لقي حمامه في القيام هذه الخدمة . هذه هي التورية .


السؤال(11)
الكذب في سبيل الحب حينما يريد الواحد أنيستعطف إنساناً وأن يكسب حبه فيقدم نفسه أمامه بأنه يمتلك كذا وأنه يحوز على كذاحتى يبادله ذلك الشخص شيئاً من الاحترام والمشاعر ، فما الحكم؟

الجواب :
أعوذ بالله ، هذا أولاً قبل كل شيء هو من التدليس علىالناس ، على أن ليس مقياس الفضل أن يملك الإنسان شيئاً أو لا يملك ، مقياس الفضل مايتحلى به من أخلاق وما يكون عليه من استقامة وما يكون عليه من هدى وبصيرة في أمردينه هذا هو مقياس الفضل .
ليس مقياس الفضل أن يحرز الإنسان الدنيا بحذافيرهاوإلا لكان قارون أولى بالفضل . هذا من الأمور التي فتن بها الناس والعياذ بالله ،والنبي صلى الله عليه وسلّم يقول : المتشبع بما ليس عنده كلابس ثوبي زور. الذييتشبع أي يدعي الشبع وهو في حالة جوع ، أي يدعي الغنى وهو في حالة فقر كلابس ثوبيزور . وهب أن الغير اغتر به إلى وقت فماذا عسى أن تكون النتيجة ، النتيجة أن ينكشفأمره ويسقط من أعين الناس فيما بعد لأنه كذب وادّعى زوراً بأنه يملك ويملك وهو لايملك شيئاً ، هذا مما يؤدى إلى قلى الناس له وإلى سخطهم عليه وإلى عدم اعتبارهمإياه شيئاً ، ونحن نرى كثيراً من الناس الآن يقعون في هذا الأمر ، يريدون أنيتظاهروا بمظهر العظمة ، يريد أحدهم أن يتظاهر بأنه عالم مثلاً أو يريد أن يتظاهربأنه غني أو يريد أن يتظاهر بأنه صاحب جاه أو صاحب منزلة عند الناس ويريد أن يتظاهربكذا وكذا مما ليس منه في قبيل ولا دبير ، ولكن هؤلاء الذين يصنعون ذلك لا يزدادونعند الناس إلا سقوطا ، هم بقدر ما يفعلون هذه الأمور يسقطون في أعين الناس عندماتنكشف حقيقتهم وتتبين دخائلهم وهكذا ، قد يدّعي الإنسان أنه على علم واسع وأنه كذاوأنه كذا ، هؤلاء الذين يحملون شهادات الزور ومع ذلك يحاولون التدليس على الناس كلذلك مما يؤدي إلى سقوطهم في النهاية في أعين الناس .


السؤال(12)
وعدت صديقتي أن أزورها في يوم معين فلما جاء ذلك اليومشغلتني بعض الشواغل العائلية فلم أقم بزيارتها الموعودة فلما قابلتها استحييت منهافاعتذرت بأن ضيوفاً قدموا عليّ فجأة فلم أتمكن من مغادرة المنزل ، فهل هذا اللون منالكذب حرام مع أنه لا يضر صاحبتي ولا يضرني وإنما خلصني من مأزق حرج بلطف ولهذايسمونه الكذب الأبيض ؟

الجواب :
ليس هنالك كذب أبيض ، كل الكذب هوكذب أسود ، الإنسان عليه أن يتحرى الصدق ، هي كان واجباً عليها بما أنها وعدتصديقتها وقد حصل لها ما حصل مما ثبطها عن الذهاب إليها أن تعتذر إليها في ذلك الوقتحتى لا تعطل أعمالها وتدعها تنتظرها ، كان هذا هو الواجب عليها ، وما أحلى الصدقوما أمر الكذب كيفما كان .

السؤال(13)
كيف أكفّر عن الكذب؟

الجواب :

عليها أن تصلح كل ما أفسدته بكذبها ففي هذه الحالةتكون قد كفّرت عن كذبها .


السؤال(14)
في بعض الأحيان يجدالإنسان أنه لو نقل الخبر كاملاً لشخص معين قد يؤثر على صحته أو قد يصدمه فيضطر إلىأن يورّي أو إلى أن يقول له بأن الرجل لم يمت مثلاً الذي يبلغه عنه وإنما هو مريضأو لا زال بخير وما شابه ذلك ، فهل هذا من الكذب ؟

الجواب :
ينبغيفي مثل هذا الموقف أنيستعمل الحكمة بقدر المستطاع ، وأن يتدرج في إخباره ، أولاًقبل كل شيء يخبره بأنه أصيب بوعكة ، ولا ريب أنه في حياته أصيب بوعكة ، إذ لا يمكنلأحد في حياته أن تمر حياته جميعاً من غير أن يصاب بوعكة ، ثم بعد ذلك يتدرج يقولله إنه أصيب بمرض ثقيل ، شيئاً فشيئاً حتى يهيئه لتلقي الخبر ، هذا لا يعد كذباً . لا يقول له بأنه حي ، يقول له أصيب بمرض ونرجو له الخير ، يرجى له الخير عند اللهلعله مات على توبة نصوح .


السؤال(15)
الطالب في المدرسةربما سيتعرض لو لم يكذب إلى ضرب من المدرس أو إلى عقاب يستهدف الإنقاص من درجاتهفيكذب ، فهل يصح له ذلك ؟

الجواب :
هو لماذا يقصر في الواجب عليه، ينبغي بالنسبة إلى الطلاب أن يشجعوا على الحرص على أداء الواجبات المدرسية من غيرتفريط فيها ، وإن كان هناك قصور بسبب الإهمال فهم أحقاء بالعقوبة ، أما إذا كانالأمر بخلاف ذلك بحيث يكون الطالب لم يقصر في شيء قط ففي هذه الحالة يستعمل شيئاًمن المعاريض ، وفي المعاريض مندوحة عن الكذب ، والله تعالى أعلم .


السؤال(16)
لي ابنة صغيرة تكذب ومشكلتها أنها تأخذ حاجيات أخواتها دونعلمهم وتنكر أنها أخذتها إلا بعد محاولات كثيرة وكل هذا ولا أريد أن أضربها فكيفأستطيع التعامل معها ؟

الجواب :
ينبغي أن تُحذّر من الكذب وأنيُبيّن لها أن الكذب يؤدي إلى سخط الله ، وأن سخط الله يؤدي إلى عقابه ، ويبين لهاأن التزام الصدق يؤدي إلى رضا الله وأن رضا الله يؤدي إلى ثوابه ، ويبين لها خطرالعقاب وعظم الثواب حتى تتشوف نفسها إلى ثواب الله وتخشى من عقابه ، يجب أن تغرسفيها خشية الله تعالى منذ صغرها .


السؤال(17)
ما هيالأبعاد الخطيرة لكذبة إبريل ؟

الجواب :
كذبة إبريلأولاً هي تقليد لغير المسلمين من ناحية ، ثم إن كذبة إبريل نشأت فيالغرب عند الأسبان عندما سقطت الأندلس ، عندما سقط آخر معقل من معاقل المسلمين وهوغرناطة في أيديهم كما قيل في أول يوم من شهر إبريل ، وكان ذلك نتيجة خديعة المسلمينالتي خدعوهم بها بحيث حبّبوا إليهم الشهوات واستطاعوا أن ينحرفوا بهم عن معاليالأمور فغرقوا في حب الشهوات وأخذوا يعاقرون الخمر ، ووصل الأمر إلى ما وصل إليه ،فاستطاعوا أن ينقضوا عليهم كانقضاض السبع على فريسته وأدى الأمر إلى سقوط هذاالمعقل وهو غرناطة وهو آخر معاقل المسلمين فكان نتيجة ذلك أن احتفى الغربيون في هذااليوم وخصوصاً الأسبان ، وكانت بداية ذلك عند الكاثوليك خاصة ثم انتقلت هذه العادةإلى غيرهم ، كانوا يحتفون بذلك اليوم يلقون كلمة يسمونها خدعة إبريل ثم تطورت بعدذلك إلى كذبة إبريل .

والمسلمون بسبب ضعفهم وبسبب هزيمتهم النفسية واغترارهمبما يشاهدون عليه الغرب الآن من مظاهر التقدم والمدنية إلى آخره انجرفوا وراء هذهالعادات وظنوا أنهم بذلك يرقون إلى درجات الكمال وأنهم بذلك يصعدون إلى معاليالأمور وأنهم بذلك سوف يشاركون الغرب في تقدمهم . هم استطاعوا أن يقلدوهم في هذهالسفاسف ولم يستطيعوا أن يقلدوهم في معالي الأمور ، لم يستطيعوا أن يقلدوهم فيالنظام ولم يستطيعوا أن يقلوهم في الإدارة ، مع أن النظام هو يعود إلى الإسلام ،أولئك اقتبسوا من الإسلام ، كل ما كان عندهم من مظاهر الحضارة والمدنية إنمااستمدوه من الإسلام وهذا باعترافهم بألسنتهم ومع ذلك المسلمون ما استطاعوا أنيحاكوهم في مثل هذه الأعمال ، وإنما اكتفوا أن يحاكوهم في الرذائل فكانت هذهالانتكاسة الخطيرة .

ثم هي تؤثر أثراُ خطيراً قد يصدم الإنسان أخاه أو قريبهأو أي أحد بأن يخبره عن فاجعة ألمت ويندهش ذلك ، وقد يسبب ذلك فاجعة تقع فعلاً ،فقد يخبر الإنسان بموت قريبه أو نحو ذلك وليس ذلك من الحقيقة في شيء ويفجع ويصدمصدمة عنيفة قد تؤثر هذه الصدمة على قلبه وقد تؤثر على عقله وقد تؤثر أيضاً عليه بأنيسوق سيارة مثلاً قاصداً إلى هذا الموضع بدون وعي فيصطدم نتيجة عدم تركيزه في قيادةالسيارة وعدم استجماع فكره واستجماع عقله وهكذا ، هذا كله ناتج عن هذا الكذب الخطيرفي هذا اليوم ، والله تعالى المستعان .

على أنه مما ينبغي إن كان الغربيونهم سادة الموقف وهم الذين يُتبعون ويقلدون فقد قرأنا العام الماضي بأن هناك جماعةفي فرنسا سمت نفسها الفكاهيين التائبين بدأت هذه الجماعة بمائة رجل ثم أخذت بعد ذلكتنمو حتى وصلت في العام الماضي إلى ستمائة شخص وقعوا جميعاً على وثيقة بأنهميترفعون عن الكذب في هذا اليوم ، أي في أول يوم من إبريل ، ويجعلون الكذب في ذلكاليوم من الأمور التي تنحرف بأصحابها عن النهج السليم ، وأنه يجب توقي هذا الكذبعلى كل أحد ، هكذا في معتقد أولئك وفي سلوكهم ، إذاً يتبعون في هذا الأمر إذا كانلا بد من اتباعهم فليتبعوا في هذا الأمر ، والله تعالى المستعان .


تمت الحلقة بعون اللهتعالى وتوفيقه

schg Hig hg`;v 14 lk wtv 1425iJ K 4L4L2004l== hgl,q,u : hg;`f ,(;`fm Yfvdg) 1425iJ H lil lk hgl,q,u hg`;v hg;`f wtv schg Yfvdg ,;`fm





توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
14 , 1425هـ , أ , مهم , من , الموضوع , الذكر , الكذب , صفر , سؤال , إبريل , وكذبة , ،


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سؤال أهل الذكر 6من محرم1424هـ ،9/3/2003م- الموضوع : الخشوع في الصلاة عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-18-2011 12:55 AM
سؤال أهل الذكر 15 من ذي الحجة 1423هـ ، 16/2/2003 م -الموضوع : عام عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-18-2011 12:51 AM
سؤال أهل الذكر 30 من شعبان 1423هـ ، 6/11/2002 م,,الموضوع : الصيام وفضله وأحكامه عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-18-2011 12:10 AM
سؤال أهل الذكر الموضوع : السحر عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-17-2011 11:32 PM
سؤال أهل الذكر ...... الموضوع : السحر عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 2 12-05-2010 06:36 PM


الساعة الآن 09:17 PM.