سؤال أهل الذكر 21 من صفر 1425هـ ، 11/4/2004م-- الموضوع : عام - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات


العودة   منتديات نور الاستقامة > الــنـــور الإسلامي > نور الفتاوى الإسلامية > حلقات سؤال أهل الذكر

حلقات سؤال أهل الذكر حلقات سؤال أهل الذكر,فتاوى الشيخ أحمد بن حمد الخليلي,فتاوى الشيخ سعيد بن مبروك لقنوبي,حلقات سؤال أهل الذكر كتابية مفرغة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
S (2)  سؤال أهل الذكر 21 من صفر 1425هـ ، 11/4/2004م-- الموضوع : عام
كُتبَ بتاريخ: [ 02-19-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية عابر الفيافي
 
عابر الفيافي غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363
قوة التقييم : عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز



سؤال أهل الذكر 21 من صفر 1425هـ ،11/4/2004م

الموضوع : عام



السؤال(1)
الذي يقلب صفحات العالم المعاصر يجد أن معظم مشكلاته إنماهي في بلدان المسلمين وديارهم وأراضيهم ، فما يكاد ينتهي حدث حتى يتبعه آخر ، حتىأصبحت أخباره مادة خصبة لوسائل الإعلام ، ومع ذلك يختلف مفكروهم حولالأسباب ،فمنهم من يرى أنها نتيجة حتمية لفرقتهم الفكرية والمذهبية ، ومنهم من يرى أنهممستهدفون ، ومع هذا أيضاً تمتلئ وسائل الإعلام بوجهات النظر المتناطحة ، ونحن اليومنطرح عليكم هذا السؤال :
كيف يفهم المسلمون هذه الأوضاع كلها؟

الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :

فإن ما يجري في الساحة في العالم الإسلامي داعٍ إلى الاعتبار وباعث علىالاستعبار ، وإذا قلّب الإنسان آيات الكتاب العزيز وأحاديث الرسول عليه وعلى آلهوصحبه أفضل الصلاة والسلام لم يكن بعيداً من إدراك الواقع كما هو ، فالأمة المسلمةفرض الله تعالى عليها الاتحاد ، الاتحاد المطلق في عقيدتها وتصوراتها ، في شعورهاوأحاسيسها ، في عباداتها وأفعالها ، في آلامها وآمالها بحيث تكون القلوب كلها تنبضبنبض واحد ، وتحس بمشاعر واحدة ، وتتألم بالآم واحدة ، وتأمل آمالاً واحدة ، هذا هوالمفروض على الأمة المسلمة وذلك من خلال الاطلاع على الدلائل الآيات القرآنيةوالأحاديث النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام فالله تعالى يقول ( يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاوَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاتَفَرَّقُوا)(آل عمران: 102-103) ، ويقول عز من قائل ( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَتَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (آل عمران:105) ، ويقول عز من قائل ( إِنَّمَاالْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الحجرات:10) .

ونجد أن الله سبحانه وتعالى يؤدبنافي كتابه بآداب كلها داعٍ إلى أن نحس بأن ما يصيب الفرد منا إنما يصيب المجتمع ومايصيب المجتمع إنما يصيب كل فرد من أفراده ، فكل ألم يتألمه أي فرد على كل فرد منأفراد المجتمع المسلم أن يتألم له ، فالله سبحانه وتعالى فرض علينا من الآداب مايدعو إلى التوقير والاحترام بين المسلمين يقول سبحانه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْوَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُواأَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَالأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّإِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْأَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّاللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّأَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:11- 13) ، في هذه الآيات الكريمة يوجهنا الله تعالى الوجهة المرضية التيتحفظ لهذه الأمة وحدة مشاعرها ووحدة أحاسيسها ووحدة آلامها وآمالها من حيث إنالإنسان مطالب بأن لا يقدم على أمر فيه أذى لأخيه المسلم أو أذى لأخته المسلمة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْيَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراًمِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ) لم يقل الله تعالى ( ولا تلامزوا ) وإنماقال (وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ) ، ومعنى ذلك أن كل واحد يلمز أخاه فإنه لامزلنفسه لأن ما يحل بأخيه يحل عليه ويقع به فلذلك عليه أن يتقي ذلك . وفي التعبيرباللمز ما يشير إلى أثر ذلك في النفس بحيث إنه طعن في النفس وليس طعناً في الجسمفلذلك كان حرياً بالإنسان أن يتوقاه .

وما ذكره الله تبارك وتعالى هنا منوجوب أن يحرص الإنسان على أن لا يحرص على اطلاعه على عورات أخيه ، وأن يحرص على عدماغتياب أخيه مع تمثيل ذلك بمن ينهش من لحم أخيه وهو ميت كل من ذلك يدعو هذا المسلمإلى أن يكون حريصاً على مشاعر أخيه ، حريصاً على أن لا يؤذي أخاه بشيء ، كل من ذلكمما يبعث على الوحدة .

وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم تقول ( ترىالمسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرالجسد بالحمى والسهر) .

نعم هذه هي مشاعر المؤمنين فيما بينهم ، فهل واقعنانحن يعكس هذه التوجيهات الربانية والتوجيهات النبوية ؟

هل نحن الآن فياتحادنا وفي إحساسنا بما يصيب الأمة الإسلامية على هذا النحو الذي يوجهنا إليهالقرآن وتوجهنا إليه السنة النبوية ؟

كلا . فمن أجل ذلك أوتينا من هذا ،فالله سبحانه وتعالى يحذرنا من الفرقة والاختلاف ويبين لنا آثارها عندما يقول(وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ )(الأنفال: من الآية46) ، نعمالتنازع بين الناس وسلوكهم طرائق قددا سواءً كان ذلك مما يعود إلى الاتجاهاتالفكرية والمذهبية أو كان ذلك مما يعود إلى المصالح السياسية والاقتصادية وغيرها كلمن ذلك أدى إلى أن تكون كلمة هذه الأمة كلمة متفرقة وبالتالي أصبح أمرها أمراًضائعا وأصبح العدو يطمع فيها .

والرسول صلى الله عليه وسلّم أنذرنا هذاالأمر الذي نحن نعايشه اليوم ، يقول عليه أفضل الصلاة والسلام : يوشك أن تتداعىعليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها . قالوا : أمن قلة يا رسول الله ؟ قال : لا . إنكم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله المهابة من قلوب أعدائكم ،وليقذفن الوهن في صدوركم . قيل له : وما الوهن يا رسول الله ؟ قال : حب الدنياوكراهة الموت .
فالأمة وقعت في هذا الأمر ومن جراء ذلك أصيبت بهذه النكايةالخطيرة ، وأصيبت بهذه الزراية بحيث ازدرى بها عدوها ولم يعد يحسب لها حسابا .

والمخلص من ذلك واضح ، والطريق بيّن ، فإن الأمة مطالبة بأن تعود إلى صفهافترصه ، ومطالبة بأن تعود إلى فئاتها فتجمع بينها ، ومطالبة إلى أن تتوحد في ظلالالقرآن وفي ظلال السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، ولئن تم ذلك تملهذه الأمة كل خير بمشيئة الله .

على أنها لا يمكن أن تتوحد إلا عندما تكونمحاسبة لنفسها الحساب الدقيق ، وليس هذا يعني أن كل واحد يشتغل فقط بأمر نفسه بحيثيحاسبها وحدها ولا يشتغل بغيرها ، إنما على كل واحد أن يحاسب نفسه وبجانب ذلك عليهأن يشتغل أيضاً بإصلاح غيره ، وعليه أن يشتغل بتوجيه غيره ، وأن يتقبل التوجيه منغيره .

فكل منا مطالب بأن يتقبل التوجيه من غيره وأن يقوم بتوجيه غيره إلىالطريق الأمثل ، فالله سبحانه وتعالى في معرض الدعوة إلى الوحدة والتحذير منالافتراق أمر بأن تكون هذه الأمة أمة دعوة ، أمة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ،فبعد أن قال سبحانه وتعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَحَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوابِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)(آل عمران: 102-103) ، ثم ذكّرهمالنعمة التي أنعم بها عليهم عندما قال ( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْإِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِإِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَاكَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)(آل عمران: منالآية103) ، بعد ذلك أتبع الله سبحانه وتعالى دعوة هذه الأمة إلى أن تكون أمة دعوةإلى الحق وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر عندما قال سبحانه ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْأُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِالْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران:104) ، وهذا لا يعني أنالمطالب بذلك إنما هم فئة من الأمة ، وإنما المطالب بذلك جميع الأمة ، فقوله ( منكم ) لا يعني التبعيض وإنما يعني البيان بدليل قوله سبحانه وتعالى ( وَأُولَئِكَ هُمُالْمُفْلِحُونَ) بحيث حصر الفلاح في هؤلاء الذين يقومون بهذا الشأن ، ومعنى ذلك أنمن لم يقم بذلك فليس من المفلحين ، والحصر إنما يستفاد من تعريف المسند والمسندإليه وتوسيط ضمير الفصل بينهما .

وبطبيعة الحال هذا نجده قبل التحذير منالتفرق الذي جاء من بعد في قوله سبحانه ( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواوَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌعَظِيمٌ) (آل عمران:105) ، على أن الله سبحانه بيّن شأن المؤمنين والمؤمنات وهو أنيكون بعضهم أولياء بعض حيث قال ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْأَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) .

لكن كيف تكون هذه الولاية ؟ وبأي طريق ؟ وما هيلحمتها ؟ وما هو سداها ؟ بيّن الله سبحانه وتعالى ذلك عندما قال ( وَالْمُؤْمِنُونَوَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِوَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَوَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) (التوبة:71) .

فالواجب إذاً على جميعالمؤمنين والمؤمنات أن يتآمروا فيما بينهم بالمعروف ، وأن يتناهوا عن المنكر ، وأنيكونوا مقيمين للصلاة ومؤتين للزكاة ومطيعين لله ورسوله ، عند ذلك يمن الله سبحانهوتعالى عليهم بالنصر والتمكين ، فإن الله سبحانه وتعالى يقول ( وَلَيَنْصُرَنَّاللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْمَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوابِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ) (الحج:40-41) .
وعلينا أن نستبصر ببصيرة سلفنا الصالح ، فالسلف الصالح إنماكانوا في مثل هذه المواقف حراصاً على محاسبة النفس ، والعود بها إلى سبيل الرشد ،والاعتصام بحبل الله ، والأخذ بأمره ، وسلوك صراطه ، والاهتداء بنوره ، فهذا خليفةالمسلمين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه عندما جنّد الأجنادلمواجهة امبراطورية فارس ماذا قال للجند ؟ بماذا وصّاهم ؟ إنما قال لقائد الجند :

(( أوصيك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال ، فإن تقوى الله أفضلالعدة في الحرب وأقوى المكيدة على العدو ، وأوصيك ومن معك من الأجناد بأن تكونواأشد احتراساً من المعاصي منكم من عدوكم ، فإن ذنوب الجند أخوف عليهم من عدوهم ،وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله ، فإن عددنا ليس كعددهم ولا عدتنا كعدتهم ،فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة ، وإلا ننتصر عليهم بفضلنا لمنغلبهم بقوتنا ، واعلموا أن في سيركم عليكم من الله حفظة يعلمون من تفعلون فاستحيوامنهم ، ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله ، ولا تقولوا إن عدونا شر منافلن يُسلّط علينا فرب قوم سُلّط عليهم من هو شر منهم كما سُلط على بني إسرائيل إذعلموا بمعاصي الله كفار المجوس فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولا ، واسألواالله العون على أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم أسأل الله ذلك لي ولكم )) .

بهذا انتصرت هذه الأمة ، وتمكنت من إظهار كلمة الحق ، وإعلاء دين اللهتعالى حتى ظهر في مشارق الأرض ومغاربها على الدين كله ولو كره المشركون ، واللهتعالى المستعان .

السؤال(2)
ترجع كثير من الآيات ما يصيب المسلمينإلى أنفسهم فمثلا في غزوة أحد عندما أصيب المسلمون وفيهم رسول الله صلى الله عليهوسلّم الآية ركزت على ما اقترفته أيدي المسلمين ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْمُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْعِنْدِ أَنْفُسِكُمْ )(آل عمران: من الآية165) والآية هنا لم تلتفت إلى العدو الآخرأو إلى الغير الذي داهمهم إنما ركزت على النفس ، فهل يعني هذا أن المسلمين عليهمبداية قبل أن ينظروا إلى غيرهم أن ينظروا إلى أنفسهم ؟

الجواب :
لا ريب أن المسلم عليه أنيلتزم إسلامه ، وأن يهيئ نفسه لأن يكون أهلاً لنصرةالله تبارك وتعالى وتأييده وتوفيقه وتسديده ، فإن الله تبارك وتعالى ينصر من نصرهوهذا وعد كتب الله تعالى على نفسه ولا بد من أن ينجزه ، فقد قال سبحانه ( إِنْتَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )(محمد: من الآية7) ،وقال عز من قائل ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَلَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )(الحج: من الآية40) ، وقال سبحانه وتعالى ( وَكَانَ حَقّاًعَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ )(الروم: من الآية47) ، وقال عز من قائل ( وَعَدَاللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِلَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْوَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْمِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً )(النور: من الآية55) .

فعلى المؤمنين أن ينظروا إلى وعد الله تعالى أنه لابد من أن ينجزه الله ولكن عندما يهيئون أنفسهم بأن يتحققوا بصفة الإيمان وصفة العملالصالح ، بأن يكون إيمانهم يتمثل في كل جزئية من جزئيات أعمالهم فضلاً عن كليتها ،ويتمثل في أخلاقهم ومعاملاتهم ، ويتمثل في اتحادهم وتعاونهم فيما بينهم وتناصرهم ،فإن كل ما هو بين المسلمين من خلاف لا يدعو إلى هذا التفرق .

الاختلاف فيالرأي ، والاختلاف في وجهات النظر أمر فطري في الناس ، لا يمكن للناس إلا أنيختلفوا ، هذه هي سنة الله تعالى في خلقه ، ولكن مع ذلك لا يعني أن يكونوا متفرقينمع هذا الاختلاف بحيث يكونون متنازعين متشرذمين بأسهم بينهم يشتغل بعضهم ببعض ،فعندما يتجردون من أهواء النفوس ، وينصب هم كل أحد منهم في يعود بالمصلحة على الأمةجميعا فالله تبارك وتعالى لا بد أن يحققه لهم .

هذا مع أن علينا إدارك ماذايتربصه بنا الآخرون ، هذه هي الحقيقة التي اخبر بها القرآن ، الله تبارك وتعالىيقول ( إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْأَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ) (الممتحنة:2) ، هذه هي حقيقة العدو ، عدو المسلمين أياً كان . هذه هي حقيقته التيلا يمكن أن ينفك عنها . فعلى المؤمنين أن يدركوا ذلك ، وأن يحرصوا دائماً على أن لايجد عدوهم ثغرة يلج إليهم من خلالها .


السؤال(3)
ما حكمالعمل مع أناس غير مسلمين بالرغم من وجود فئة قليلة منهم مسلمة؟

الجواب :
العمل لا يمنع إن كان عند غير المسلمين ولم يكن فيهضرر على المسلمين ولا غيرهم ، بحيث لا يضر أحداً من الناس .

العمل فيمايعود بالمصلحة على الناس مطلب شرعي ، واستجابة لسنن الكون ونواميس هذه الحياة ،فالإنسان لا يمنع من أن يعمل مع غير المسلمين وهذا حصل ، النبي صلى الله عليه وسلّمكانت بينه وبين غير المسلمين عقود في المعاملات ، من ذلك بينه وبين اليهود في خيبرمن عقد المساقاة التي حصلت بينه وبينهم ، وإن كانوا هم يعملون في ظل توجيهات النبيصلى الله عليه وسلّم إلا أن هذا لا يمنع أيضاً أن يكون المسلم كما حصل في عهودالصحابة رضوان الله تعالى عليهم عندما عمل المسلمون عند غير المسلمين في الوقت الذيكانوا فيه يختلطون بغير المسلمين ، ما كان هنالك ما يمنعهم من العمل عندهم على أنلا يكون في هذا العمل أي إضرار بالدين ولا بالدنيا .

السؤال(4)
لي زميلة في الدراسة وقعت في مشكلة وأريد أن أعرف هل هيأخطأت أم لا وهي تدرس في كلية خارج السلطنة ، حدث معها سوء تفاهم مع زميلتها فيالسكن وكانت زميلتها هي المخطئة ، وعندما رفضت مساعدتها في ظلمها قررت أن تنتقمفاتصلت بأخ زميلتها وقالت له : إن أختك تكلم شخصاً في الهاتف . مع أنها كلمته فقطمرة واحدة . وقالت له : أنا لا أريد أن أخوض في كلام مع الرجال وإن أردت خطبتيفعليك أن تتجه إلى أهلي . فهذه الزميلة نقلت الكلام على أنها تريد إحداث فتنة معأخيها بأنها تكلم الشباب وتقيم علاقات مع الرجال ، فقام أخوها بفصلها من الكليةوضربها وإهانتها وجعلها كالخادمة ولم يستمع إلى حججها . فهل يعتبر الأخ مخطئاً هنا، وكيف تحل مثل هذه المشكلة ؟

الجواب :
الله تبارك وتعالى أمرالمسلم أن لا يندفع وراء ما ينقل إليه ، أمره بأن يتثبت ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماًبِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات:6) ، وهذاالذي يقع فيه الذين يتسرعون ويتلقون كل ما ينقل إليهم من أي أحد بحيث تثار عواطفهمفيستجيبون لنداء العاطفة ، ولا يستجيبون لنداء العقل والحكمة ، لا يحكمون العقل فيعواطفهم ، بل يحكمون عواطفهم في عقولهم ، هذه خطورة ويترتب على ذلك ما يترتب منأسباب الندم ، فهو أخطأ في ذلك خطأً بيّنا ، وقد كان عليه أن يتبين وأن يتثبت ، وأنيحاول أن يعرف الحقيقة ، وأن يمحص هذا الأمر إلى أن يصل هذه الحقيقة .

وهؤلاء الذين يسعون هذا السعي بحيث يريدون التفريق ما بين الأقارب أو مابين الأصحاب أو ما بين ذوي العلاقات هؤلاء مشاءون بالنميم ، وهم مرتكبون لكبائرالإثم واقعون في مخاطر ، فالله تبارك وتعالى قال ( وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَالْقَتْلِ )(البقرة: من الآية191) وهذه هي الفتنة ، فالإنسان لا تؤمن فتنته إن لميكن متقياً لله تبارك وتعالى فيما ينقل من الكلام . وأمر هؤلاء أمر عظيم ، وقد حذّرالله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلّم من طاعة هؤلاء والاستماع إليهم عندما قالتعالى ( وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) (القلم:10-11) ، هؤلاء هم المشاءون بالنميم ، والله المستعان .

السؤال (5)
أنا فتاة عمري تسعة عشر عاماً قبل حوالي أربع سنواتتقريباً قمت بنقل كلاماً بين طرفين منه الصحيح والباقي أنا اخترعه بنفسي ، ودبتبينهم الفتنة والنزاعات دون أن أظهر أنا في الصورة ، وبعدها هدأ الوضع ولكنني ندمتأشد الندم على ما فعلته ، ومن ذلك اليوم وأنا أعاتب نفسي وأصبح هذا الموضوع يؤرقنيكثيراً وتبت مما فعلته وندمت ولكنني لم أستطع أن أبوح لهم بما فعلت من كثرة خجليبفعلتي ، فما حكمي أفيدوني فأنا في أشد الحاجة لمعرفة ذلك هل تقبل توبتي أم لا؟


الجواب :
عليك أن تتوبي إلى الله تعالى توبة نصوحا ، وأن تصلحيما أفسدتي ، فلا بد من السعي إلى الإصلاح بقدر ما سعيت إلى الإفساد ، وأن تجمعيالشمل وتوضحي الصورة للجميع حتى لا تكون فتنة بين هذه الأطراف فيما بعد ، وإذا كانترتب على ما وقع من فتن أذى في النفس أو نهب لمال أو شيء من ذلك فعليك ضمان ذلك كله، والله المستعان .

السؤال(6)
كيف يكون استدراك المكفوف إذا لم يتجهباتجاه القبلة ، وكيف تستدرك صلاة العشاء إذا دخل في الركعة الرابعة؟

الجواب :
التوجه إلى القبلة بالنسبة إلى المكفوف يطالب أن يتوجهكما يتوجه غيره ، ولكن ذلك في حدود استطاعته ، فقد ينحرف لغير قصد عن القبلة ولايؤاخذ بهذا الانحراف ، ولكن مع ذلك عندما يوجه بعد انحرافه فعليه أن يتجه ، وعليهأن يحرص على أن يكون متوجهاً إلى القبلة دائماً .

وبالنسبة إلى الاستدراكفمن استدرك الركعة الرابعة فإنه يأتي بالثلاث الركعات السابقة على الترتيب ، والذينأخذ به هو أن من استدرك فقددخل على الإمام في آخر صلاته ، وصلاته صلاة إمامه ،فهو يكون في آخر صلاته ويأتي بما سبقه به الإمام من قبل قضاءً على الصحيح ، وذلكلقول النبي صلى الله عليه وسلّم : ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا ، وفي روايةوما فاتكم فأتموا . ونحن نأخذ بهذه الدلالة دلالة ( وما فات ) فمعنى ذلك أن الركعاتالسابقة فاتت المأموم وبفواتها كان داخلاً على الركعة الأخيرة ، وهو يدل على أن ماأدركه المأموم من صلاة إمامه إنما هو آخر صلاته ، ويأتي بما فاته قضاءً لا أداءًفيكون الترتيب بحسب ما كان يصلي لو دخل أول مرة ، أي يأتي بالركعتين ثم يجلس للتشهدثم يقوم إلى الثالثة وبعد إتمامها يقعد ويسلم ، والله تعالى أعلم .


السؤال(7)
البعض يعتقد أن هنالك مؤامرة تحاك ضد الشعوب الإسلاميةوهؤلاء يرون أنه لا حول ولا قوة للمسلمين إلا أن يستسلموا ويرضخوا لمثل هذه الأمور، وبعض الناس يفهم أيضاً هذه الأمور على أنها قضاء وقدر ويستدلون على ذلك بحديثيوشك أن تتداعى عليكم الأمم ... وأحاديث أخرى بحيث يفهم أن المسلمين سيظلون بهذاالوضع ، فما هو توجيه سماحة الشيخ حول هذا الموضوع ؟


الجواب :
أولاً قبل كل شيء قضية المؤامرة لا بد من أن يحسب لها المسلم كل حساب ، وأنيدرك ذلك بعدما بيّن له القرآن الكريم ، وهذه هي طبيعة أعداء الإسلام لا بد من أنيتآمروا على المسلمين ، ومنذ كانت فئة على الحق وفئة على الباطل فإن الصراع بينالحق والباطل موجود بينهما ، ذلك موجود منذ كان الاختلاف بين ولدي آدم عليه السلام، عندما اختلف قابيل وهابيل وتجرأ قابيل على قتل هابيل ، وهكذا ظل الاختلاف بينالناس قرناً بعد قرن ، وظل الصراع بين الحق والباطل يأخذ مجراه في هذه الحياة إلىأن يرث الله الأرض ومن عليها ، وقد قال تعالى ( وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْحَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)(البقرة: من الآية217) .

هذه هي سنة الله تعالى في الخلق ، ومع هذا إنما على المسلمين أن يدركوا مايجب عليهم تجاه هذا الأمر بحيث يخططون ويعملون لما يصد عنهم هجمات أعدائهم ،ويعملون من أجل وحدة شملهم واجتماع كلمتهم وتآلف قلوبهم وتناصر فئاتهم حتى يكونوافئة واحدة في مواجهة هذه التحديات بأسرها .

هذا من ناحية أما من ناحيةالقضاء والقدر ، فإن الإيمان القضاء بالقدر لا يعني أن يكون الإنسان متخاذلاً ، أنيكون مستخذياً ، أن يكون ضعيفاً ، بل الإيمان بالقضاء والقدر يجب أن يجرد همةالإنسان ويقوي عزيمته ويبعثه على المضي قدماً بحيث يؤمن بأنه لن يصيبه إلا ما كتبهالله تعالى له أو عليه ، وأن هذه هي سنة الحياة ، ولذلك يوطن نفسه لكل المصائب ولكلالبلاوى ، ويتقبل ذلك برحابة الصدر مع عمله بأمر الله واستجابته لداعي الله ووقوفهعند حدود الله وأخذه بحجزة أمر الله سبحانه بحيث لا يفرط في أي جزئية من جزئياتأوامر الله ، لا أن يكون متخاذلاً غير قائم بأمر الله ، لا يبالي بما يصيبه من قبلأعداء الله ، وإنما عليه أن يجرد همته فالله تبارك وتعالى يقول ( وَقُلِ اعْمَلُوافَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ )(التوبة: من الآية105)، والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم تدل على هذا فإن النبي صلى الله عليهوسلّم دعا إلى العمل وقال ( كل ميسر لما خلق له ) .


السؤال(8)
كيف تصلى صلاة الاستخارة ؟

الجواب :
صلاةالاستخارة هي ركعتان ، يدعو العبد الله تبارك وتعالى في آخر صلاته قبل تسليمه أوبعد تسليمه ويقول : اللهم إني أستخيرك بخيرتك وأستقدرك بقدرتك فإنك تعلم ولا أعلموتقدر ولا أقدر ، اللهم إن كنت تعلم في أمري هذا ( ويذكر ذلك الأمر ) خيراً لي فيعاجل أمري وفي آجله ، في أوله وفي آخره ، في ظاهره وفي باطنه فيسره لي وأعني عليهواشرح صدري له . وإن كنت تعلمه شراً لي في عاجل أمري أو في آجله ، في أوله أو فيآخره ، في ظاهره أو في باطنه فباعد اللهم بيني وبينه وأغنني عنه بما هو خير لي منه .


السؤال(9)
تقام صلاة الجمعة في كندا وتكون الخطبةباللغة الانجليزية ، فهل تجزي الخطبة أم أنه يلزم أن تكون باللغة العربية ولو جزءبسيط منها ، وما حكم الصلاة في هذه الحالة ؟

الجواب :
الخطبة يرادبها إفهام الناس ، ولكن ينبغي أن تكون أركانها باللغة العربية بحيث تبدأ بحمد اللهوالشهادتين والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم والأمر بتقوى الله ولا بد منالإتيان فيها ولو بآية واحدة من كتاب الله .


السؤال(10)
ما حكم ألعاب الأطفال التي تكون على شكل إنسان أو حيوان ،وهل هناك فرق حسب المادة أو كونها تتحرك كالتي تتعمل بالبطارية؟

الجواب :

لا فرق بين مادة ومادة ، فهذه الألعاب على كل حال هيصور مجسمة وفيها وعيد جاء في الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم .

السؤال(11)
أتعامل بالأسهم في سوق المال وكماتعلم أن هناك أغلب الشركات لديها قروض ربوية وقد أفتى البعض بجواز المضاربة على هذهالشركات إذا لم يتجاوز رأس المال الربوي 25% . أرجو من سماحتكم الرد لأن أغلب رأسمالي الآن في السوق .

الجواب :

أولاً قبل كل شيء المعاملة بالأسهملا بد أن تكون على طريقة بينة ، فهذه الأسهم لا بد من أن تكون واضحة .
هي أسهمفي أي شيء ؟ ما هو رأس المال ؟ هل هو نقد أو هو مواد تباع وتشترى أو نحو ذلك . فلابد أولاً من معرفة حقيقة هذه الأسهم في أي شيء ، ثم مع ذلك عند البيع لا بد من أنتجرد هذه المبيعات بحيث تكون متميزة ويدخلها الحساب بدقة بحيث يعرف الإنسان ما الذييشتريه ، إذ لا يجوز له أن يشتري شيء غير ظاهر غير معروف ، وبعد ذلك أيضاً لا بد منأن يكون التعامل على أساس الشريعة الإسلامية ، فإن كانت هذه الشركة تحتوي على نقودفإن مقدار هذه النقود لا بد من أن يكون بيعه يداً بيد مثلاً مثلاً عملاً بما دلعليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، ومع ذلك فإنه يجب اتقاء الغش ، ويجباتقاء الربا ، ويجب اتقاء جميع محارم الله تعالى ، ولا عبرة بكون ذلك نسبة قليلةبحيث لا يشكل الأكثر ولو كان مقدار واحد في المليون فإن ذلك مما يعد حراما ، واللهتعالى أعلم .


السؤال(12)
هل يصح للنساء أن تشارك الرجالفي صلاة الاستسقاء ؟

الجواب :
لا مانع من ذلك . الناس يخرجونجميعاً رجالاً ونساءً وأطفالا ، وإنما تكون النساء في الخلف ويكن مستترات ولا يكنمتبخرات ، ويصلين مع الرجال ويشاركنهم في الدعاء بحيث يؤمن على دعاء الإمام عندمايدعو .


السؤال(13)
هل يصح اجتماع النساء في منزل أو مجلسلأداء صلاة الاستسقاء بمفردهن ؟

الجواب :
لا حرج في ذلك في المكانالذي لا يختلطن فيه بالرجال .


السؤال(14)
إمام يخطئ فيالقراءة ولكن المأمون يغتابونه بعد الصلاة ولا يقومون بنصحه كما أنه هو أيضاً يمارسالغيبة بعد الصلاة على الرغم من أنه يصلي بهم ماهو واجب الجميع؟


الجواب :
أولاً قبل كل شيء عليهم جميعاً أن يتقوا الله ، ولئنكان هو يخطئ في الصلاة فعليهم أن يعرفوه بخطئه ويبينوه له ، فإن أصر عليه فليقدمواغيره ، ومن المفروض على الجميع أن يحرص على أن يكون المتقدم حسب الأوصاف التي جاءتفي أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم بحيث يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله ، فإنأقرأهم لكتاب الله هو أولى بأن يؤمهم في الصلاة ثم يأتي بعد ذلك الأفقه في الدينوالأورع والأسن إلى غير ذلك من أوصاف الذين يتقدمون .

ومع هذا عليهم جميعاًأن يتجنبوا الغيبة ، هم عليهم أن يبينوا له الحقيقة وأن لا يغتابوه ، وبالنسبة إليهلا يجوز له الاغتياب ، وعليه أن يتقي الله تبارك وتعالى ، وأن لا يقول إلا قولاًسديداً ، وعليهم جميعاً أن يدركوا أنهم مسئولون عن فلتات ألسنتهم ، وأن هذه الفلتاتقد تقذف بهم في النار والعياذ بالله ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم : إنالرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبينها تهوي به في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب . وقال لمعاذ رضي الله تعالى عنه : وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال مناخرهمإلا حصائد ألسنتهم . فعليهم أن يتقوا الله وأن لا يغتاب بعضهم بعضاً ، والله تعالىالمستعان .


السؤال(15)
عندي بنت متزوجة وعاملة ومتدينةولكنني أنا ما راضية عليها لأنها لا تسأل عن أهلها وخاصة الوالدين وتستمر في ذلكأكثر من شهر ولا تعطيهم من راتبها ونصحناها أكثر من مرة ولكن دون فائدة ، مع العلمأننا إذا نصحناها ترد علينا ( أنا ما محتاجة لأهلي ) فما نصيحتكم لها ولأهلها؟


الجواب :

نحن ندعو الجميع إلى تقوى الله .
أما بالنسبة إليهافعليها أن تتقي الله ، وأن تبر والديها ، وأن تصل قرابتها ، وأن تعطف على أهلهاوخصوصاً الوالدين ، وأن تواسيهم بقدر ما تستطيع من مالها .
وبالنسبة إلىالوالدين نأمرهما ونأمر الجميع أن يتقوا الله ، وأن يعاملوها معاملة حسنة ، وأن لايطمعوا في مالها ، فقد يكون الطمع في المال هو الذي يؤدي إلى مثل هذه الخلافاتوالنزاعات والشقاق الذي يحصل بين الناس .


السؤال(16)
هليجوز للمعوقين أن يصلوا على الكراسي جماعة ؟

الجواب :
لا حرج . لامانع من ذلك .

السؤال(17)

ما هو مقدار السر والجهر في الصلاة؟
إذا أحس المصلي بحركة غير عادية أمامه فنظر إليها وعندما تذكر أنه في الصلاةقطع بصره فهل تنتقض صلاته ؟

الجواب :
أما بالنسبة إلى الجهر والسرفالجهر ما أسمعه غيره ، والسر ما كان دون ذلك بحيث لا يسمع إلا أذنيه .
أماالنظر إلى الأمام فلا ينبغي للإنسان أن ينظر إلى أبعد من موضع سجوده ، ولكن مع ذلكلا تنتقض صلاته حتى يرفع بصره إلى الأعلى ، فإن رفع بصره إلى أعلى أو نظر إلىاليمين أو نظر إلى اليسار ففي هذه الحالة يعيد صلاته .


السؤال(18)
أرجو منكمتوجيه نصيحة للشاب الذي إن تحدث عن الحياةالزوجية في المحاضرات وطريقة التعامل مع الزوجة تجد الجميع ينشرح لقوله ، وفي بيتهلا يطبق حرفاً واحداً مما يقول ، ويأمر الناس بتنظيم الوقت وهو يتأخر عن العمل بصفةيومية وبدون سبب . فما هي نصيحتكم لهذا الشاب ؟

الجواب :
نصيحتناله بأن يتقي الله ، وأن يقول قولاً سديدا ، وأن يطبق ما يقوله ، وأن لا يكون كالديكيؤذن ولا يصلي . عليه أن يكون عاملاً بما يأمر به وتاركاً لما ينهى عنه .



السؤال(19)
هل يؤجر الإنسان بقراءة القرآن دونتدبر ، وهل التدبر واجب ؟ وكيف يكون ؟

الجواب:
الله تعالى يقول(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24) فمعاستطاعته أن يتدبر بحيث يكون عارفاً لمعاني القرآن عليه أن يتدبر ، أما إن كان غيرمستطيع بحيث إنه لا يعرف لغة القرآن ولا يدرك معانيه فعليه أن يحس بخشوع ويحس بعظمةالقرآن الذي يتلوه وليس عليه إلا ذلك .


السؤال(20)
امرأةتستأذن زوجها في قيام الليل ويسمح لها في بعض الأحيان ولكنه تصدر منه كلمات جارحةلها على عبادتها ، فكيف تتصرف وما نصيحتكم له ؟

الجواب :
نقولبأنها لا تطيع زوجها إذا أمرها بترك فريضة أو فعل معصية ، أما في النفل فإنها تطيعزوجها فإن أذن لها فلتعمل بما أذن لها به من صيام ومن صلاة النفل ، وإن جرحها بكلامبعد ذلك فإن تبعة ذلك عليه ومسئوليته أمام الله عظيمة وهو محاسب على تصرفاته السيئة، وهي مأجورة إن شاء الله ، يؤجرها الله عز وجل على ما تعمل من خير وعلى ما يصيبهامن سوء المعاملة من قبل الزوج .


السؤال( 21)
أعاني منمرض دوالي الخصية مما قد يؤثر أو لا يؤثر على تأخير الإنجاب فهل علي أن أخبر خطيبتيبذلك علماً بأنني خطبتها منذ أكثر من عام ولم يتبق على الزواج سوى شهورا قليلة؟

الجواب :
إن كان ذلك لا يؤدي إلى التأخير فلا حرج في ذلك ، ولكنإن كان هنالك يقين بأن ذلك يسبب عدم الولادة في هذه الحالة لا بد من الإخبار حتى لايقدم على ما فيه غش لها .


السؤال(22)
ابني يريد الزواجمن بنت ليست من بلدنا وأبوه غير موافق وأنا لا أدري ماذا أفعل ، وفي الحقيقة أناأيضاً غير موافقة لهذا الزواج لأن تعارفهم ليس مبنياً على أصول الشريعة إنما تعرفعليها في الكلية فأنا الآن محتارة ما الذي أفعله مع هذا الولد ونحن من أسرة محافظة؟

الجواب :
ينبغي أن ينصح بحيث لا يقدم على شيء لا يراه أبوه ولاتراه أمه ، فإن أصر على ذلك فلا ينبغي للأبوين أيضاً أن يعضلاه لأنه قد يؤدي ذلكإلى اضطراب في حياته الزوجية ، وهذه الأخطاء قد يرتكبها بعض الآباء وبعض الأمهاتوتكون النتيجة نتيجة غير محمودة ، والله المستعان .


تمت الحلقة بعون الله تعالى وتوفيقه

schg Hig hg`;v 21 lk wtv 1425iJ K 11L4L2004l-- hgl,q,u : uhl 21 H lil lk hgl,q,u hg`;v wtv schg uhl





توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
1425هـ , 21 , أ , مهم , من , الموضوع , الذكر , صفر , سؤال , عام , ،


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سؤال أهل الذكر 6من محرم1424هـ ،9/3/2003م- الموضوع : الخشوع في الصلاة عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-18-2011 12:55 AM
سؤال أهل الذكر 15 من ذي الحجة 1423هـ ، 16/2/2003 م -الموضوع : عام عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-18-2011 12:51 AM
سؤال أهل الذكر 30 من شعبان 1423هـ ، 6/11/2002 م,,الموضوع : الصيام وفضله وأحكامه عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-18-2011 12:10 AM
سؤال أهل الذكر الموضوع : السحر عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-17-2011 11:32 PM
سؤال أهل الذكر ...... الموضوع : السحر عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 2 12-05-2010 06:36 PM


الساعة الآن 01:15 AM.