((الذهب)) فتاوى قيمة من حلق سؤال أهل الذكر . - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات


العودة   منتديات نور الاستقامة > الــنـــور الإسلامي > نور الفتاوى الإسلامية

نور الفتاوى الإسلامية [فتاوى إسلامية] [إعرف الحلال والحرام] [فتاوى معاصرة] [فتاوى منوعة]


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
افتراضي  ((الذهب)) فتاوى قيمة من حلق سؤال أهل الذكر .
كُتبَ بتاريخ: [ 04-09-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية عابر الفيافي
 
عابر الفيافي غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363
قوة التقييم : عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


يطيب لنا أن نوضح لكم هذه الأسئلة التي أجاب عليها سماحة الشيخ الجليل فيما يتعلق بالذهب .....
ونسألكم الدعاء ..
3



السؤال : إذا كانت الأم تزكي عنها وعن بناتها زكاة الذهب منذ أن كن صغاراً والبنات الآن كبرن وصارت كل واحدة منهن تتقاضى راتباً معيناً لكن الأم لا تزال تدفع زكاة الذهب عنهن ، فما الحكم هل تُلزم البنات بالزكاة عن ذهبهن ؟
الجواب :إن كانت الأم تدفع الزكاة بموافقة البنات ورضاهن واتفاقهن على ذلك فذلك يسقط الزكاة عنهن وإلا فلا

السؤال(16(امرأة عندها ذهب وبلغ النصاب وحال عليها الحول لكنها لا تملك مبالغ تزكي بها عن ذلك الذهب فهل تبيع جزءاً منه ؟


الجواب :هي مخيرة أن تدفع جزءاً من الذهب وهذا هو الأصل ، لأن زكاة الشيء من عينه ، الأصل في زكاة كل شيء من عينه ، فلذلك لو دفعت جزءاً من الذهب لكان ذلك مجزياً بل هو الأصل ، وإن أرادت أن تدفع القيمة فلا حرج في ذلك بحيث تدفع دراهم أو ريالات أو من أي عملة أخرى ما يساوي قيمة ما يجب عليها من زكاة ذلك الذهب ، ولئن باعته وأعطت الفقراء كان ذلك مجزياً عنها ، والله تعالى أعلم .

((hg`if)) tjh,n rdlm lk pgr schg Hig hg`;v > lil lk hg`if hg`;v ogr schg tjh,n rdgj





توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس

كُتبَ بتاريخ : [ 04-09-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



السؤال(13(ذهب المرأة المستخدم للزينة ، هل يزكى ؟



الجواب :نحن كررنا الحديث بأن الذهب والفضة إن بلغا النصاب يزكيان ولو كان حلياً للمرأة فإن الأدلة العامة تدل على عدم خروج الحلي من حكم وجوب الزكاة الذي جعله الله تبارك وتعالى حقاً معلوماً في الذهب والفضة . وهنالك أدلة خاصة بجانب هذه الأدلة العامة وهي وإن قوبلت بأدلة أخرى إلا أنها أقوى سنداً وأقوى دلالة من تلكم الأدلة التي تسقط الزكاة ، وبجانب كون أن هذه الأدلة معتضدة بالعمومات التي دلت على وجوب الزكاة في كل ذهب وفي كل فضة كقوله تعالى ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لانْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) (التوبة:34-35) ، وكذلك حديث : ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي حقهما إلا صفحت له يوم القيامة صفائح من نار . هذا وبجانب ذلك هنالك أحاديث أخرى تدل على وجوب الزكاة في الحلي كحديث المرأة صاحبة المسكتين الغليظتين وحديث عائشة رضي الله تعالى عنها وغيرها من الأحاديث .

السؤال(17)بالنسبة للحاج عندما يعود من الحج كيف ينبغي أن يكون ؟


الجواب :


الحج كغيره من العبادات شرع من أجل غرس روح التقوى في عباد الله ، ولئن كانت العبادات بأسرها تؤدي إلى هذه الغاية المطلوبة والقرآن الكريم يدل على ذلك ونبهنا على هذا مراراً ، فإننا نجد أن القرآن يؤكد اقتران الحج بالتقوى في كثير من آيات الكتاب أكثر من غيره فالله تبارك وتعالى يقول ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)(البقرة: من الآية196) ، ثم يختتم ذلك بقوله سبحانه ( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (البقرة:196) ، ثم على أثر ذلك يقول : ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ) (البقرة:197) ، ثم يقول ( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (البقرة:203) .


ثم نجد أن الله سبحانه وتعالى أيضاً يقول ( وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)(الحج: من الآية32) .


ويقول في البدن التي تساق إلى ذلك المكان المقدس ( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ )(الحج: من الآية37) .


فإذن الحج هو من هذه العبادات التي تغرس روح التقوى في نفس الإنسان وتثمر في سلوكه تقوى الله تبارك وتعالى بحيث يكون هذا الإنسان حريصاً على اتباع أمر الله ، فعندما ينقلب عليه أن يقلب صفحته من الشر إلى الخير ومن الضلال إلى الهدى ومن الغي إلى الرشد ومن الفساد إلى الصلاح ومن الانحراف إلى الاستقامة ومن النفرة من إخوانه إلى التآخي معهم ، ومن سوء الخلق إلى حسن الخلق ومن كل شر إلى كل خير .


كما أن هذا الإنسان يؤمر أيضاً وهو قد أكرمه الله سبحانه وتعالى بالوفادة إلى ربه سبحانه في تلكم الأماكن المقدسة أن يحرص على تذكر الانقلاب إلى الله تعالى في الدار الآخرة ، وأن يزن جميع تصرفاته وأعماله بموازيين الحق التي أنزلها الله سبحانه وتعالى ليكون مستعداً للانقلاب إلى ربه تبارك وتعالى وهو نظيف الجيب طاهر القلب والنفس نقي السلوك بعيد عن معاصي الله مستمسك بحكم الله تعالى المتين ناهج صراطه المستقيم ، وبهذا كان الحج ينفي الأوزار ينفي المعاصي كما جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم ( تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ) ، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم ( والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) ، فعلى الإنسان أن يحرص على أن يكون حجه مبروراً وعلامة بره أن يعود خيراً منه عندما ذهب ، والله تعالى الموفق .



السؤال(3(كم هو نصاب الذهب ، وهل على الحلي زكاة ؟


الجواب :نعم ، هذه المسألة وإن وقع فيها الخلاف بين علماء الأمة إلا أن القول الذي نأخذ به والذي تعضده الأدلة هو أن في الحلي زكاة ، لا فرق بين الحلي وغيره عندما يكون الحلي من أحد النقدين بحيث يكون ذهباً أو فضة ففيه الزكاة ، والأدلة على ذلك كثيرة منها قول الله تعالى ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ )(التوبة: من الآية34) ، وعموم حديث النبي صلى الله عليه وسلّم : ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي حق الله فيهما .. إلى آخر الحديث الشريف . فالحديث عام بجانب الأحاديث الخاصة التي دلت على نفس زكاة الحلي ، وهذه الأحاديث لم تعارض إلا بأحاديث أخرى أضعف منها متناً وأضعف منها سندا ، فلذلك أخذنا بالأحاديث الأقوى التي تعتضد بالعمومات .


ونصاب الذهب هو عشرون مثقالاً ، والعشرون مثقالاً بحسب التقديرات التي توصل إليها بعض علماء العصر رأوا أنها بحسب معايير العصر هي خمسة وثمانون جراماً ، فإذا وصل الذهب إلى هذا المقدار وجبت الزكاة فيه ، والله تعالى أعلم .

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 04-09-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 3 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



السؤال(18)


تشترط بعض محلات الذهب لتشتري الذهب القديم أن يقوم صاحب الذهب القديم بشراء الذهب منها ، فهل في هذا الشرط من باس ؟



الجواب :


هذا من باب البيعين في بيع ، فلا يجوز بيعان في بيع ، أن يكون بعني لأبيع لك ، هذا تشارط أن يكون بيع هذا لهذا مشروطاً ببيع ذلك لهذا ، هذا أيضاً من الشرط الفاسد الذي لا يجوز .

السؤال(13)

أنا أقلد القطب فما هي كتبه التي تنصحونني بها لأخذ منها أقواله ؟


الجواب :

نعم العالم ، وكتب قطب الأئمة رحمه الله تعالى كثيرة ، كان من أكثر العلماء تأليفا ، ألف في فنون كثيرة ، وفي مجالات متعددة ، فإن كان يسأل عن الكتب الفقهية ، بطبيعة الحال للقطب رحمه الله كتب كثيرة في الفقه وإنما من الكتب التي هي ميسرة ويمكنه أن يرجع إليها ( الذهب الخالص المنوه بالعلم القالص ) ، وكذلك ( شرح النيل وشفاء العليل ) ، وكذلك فتاوى القطب التي جمعت هنا في عمان من قبل بعض علماء عمان وسميت بكشف الكرب من أجوبة القطب ، وإن كان يمكنه أن يتوصل إلى الكتب التي لم تظهر في عالم الطباعة كحاشيته على الإيضاح وغيرها من حواشيه على الكثير من مؤلفات العلماء السابقين في المذهب فذلك خير ، ونرجو له التوفيق إن شاء الله


السؤال (4)

هناك حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أعظم الناس جرماً من سأل عن شيء ليحرم ) نريد إطلالة مختصرة حول ماهية السؤال ، ومعنى هذا الحديث .


الجواب :

هذا يرجع إلى ما ذكرناه من التنطع المذموم شرعا ، وذلك أن يأخذ الإنسان في السؤال عن شيء لم يأت به حكم من الله تبارك وتعالى سواء كان نصاً في القرآن أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلّم ، يأخذ في السؤال عنه وهو لم يحرم فيترتب على هذا السؤال أن يرد شرع بتحريمه.


هذا من التنطع ، فلذلك كان النبي صلى الله عليه وسلّم إشفاقاً على أمته يأمرهم أن يتركوه ما تركهم بحيث لا يسألون عن أشياء لم يرد فيها حكم بتحريمها . إذ قبل كل شيء الأصل فيما خلقه الله تبارك وتعالى وجعل فيه منافع للعباد أن تلك المنافع مباحة لهم ، إلا إن دل الدليل الشرعي على رفع هذه الإباحة بتحريم ، ثم من ناحية أخرى أن الأمور التي حرمت في الإسلام هي غالباً أمور محدودة أمور مقيدة أمور معدودة بخلاف الحِل ، فإن الحِل هو الأصل ، ولذلك كان الحل لا ينضبط ولا يتقيد بقيد والحرمة هي التي تتقيد .


الله تبارك وتعالى عندما ذكر المطعمومات استثنى أربعة أنواع من المطعومات ثم جاءت نصوص أخرى في القرآن الكريم كما ذكرنا تدل على تحريم بعضها ، وجاءت أيضاً نصوص قليلة من السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام تدل على تحريم بعضها وإلا فالأصل أن كل مطعوم نافع هو حلال ولا يحرم ، ثم كذلك نأتي إلى المنكوحات من النساء الله تبارك وتعالى بيّن ما يحرم نكاحه من النساء ثم قال ( وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ)(النساء: من الآية24) إلا ما جاءت السنة مبينة أنه يحرم فذلك مخصص بهذا العموم .


كذلك أيضاً أنواع اللباس أباح الله تبارك وتعالى الانتفاع بما خلقه في هذه الأرض( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً )(البقرة: من الآية29) ، ومن بين ذلك الملبوسات وإنما جاء تحريم الذهب وتحريم الحرير على الرجل وتحريم لبسة الخيلاء وهكذا فإذن المحرمات هي معدودة ، والأصل في الحل الإطلاق بخلاف الحرمة فالأصل فيها أن تكون مقيدة أن تكون غير مطلقة ، فلذلك يمنع أن يأتي الإنسان وهو يرى هذه الأدلة التي تدل على إطلاق الحل وتقييد الحرمة أن يأتي ويأخذ في التنقير والبحث حتى يترتب على سؤاله أن يرد نص شرعي بتحريم ما لم يكن حراماً من قبل فهذا هو الممنوع والله تعالى أعلم .

السؤال (8)

ما الحكمة من منع بيع الصرف إلا يداً بيد ، وإذا كان ذلك لأجل وجود الربا في بيع الصرف إلا يداً بيد فأين يحدث الربا في ذلك بالضبط ؟



الجواب :

الصرف دل الحديث الشريف على أن الصرف لا يجوز إلا يداً بيد وذلك في قصة عمر بن الخطاب عندما جاء أحد بذهب وكان طلحة بن عبيد الله يريد أن يأخذه بورق أي بفضة ، فكان يقلبه حتى يأتي خازني من الغابة ، فقال عمر رضي الله عنه : لا أبرح مكانكما فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول : الذهب بالورق ربا إلا ها وها . أي الذهب بالفضة ربا إلا ها وها . وذلك لأن الذهب والفضة بسبب اشتراكهما في النقدية صارا جنساً واحداً ، ومعنى ذلك أن النقود بسبب اشتراكها في النقدية وكونها جنساً واحداً لا يجوز بيع بعضها ببعض إلا يداً بيد ، ولو كانت بعضها من فضة وبعضها من ذهب ، أو كانت هذه النقود مثلاً نقوداً ورقية وكانت بعضها صرف دولة والأخرى صرف دولة أخرى فإنه لا بد من التقابض في المجلس وإلا كان ذلك ربا نسيئة وربا النسيئة مجمع على تحريمه من غير خلاف ، والله تعالى أعلم .

السؤال (8)

رجل اشترى بضاعة قديمة من صديق له وهي في الحقيقة بضاعة رجل آخر متوفى منذ فترة وتكفل هو ببيعها وتفاهموا على الثمن لكنه عندما أخذ البضاعة وجد فيها بعضاً من الذهب ، فهل يعيد الذهب إلى صاحبه ، ولا يدري هل صاحبه الذي باعه تلك السلعة يعلم بوجود الذهب أو لا يعلم ، وكيف يتصرف في هذه الحالة ؟


الجواب :

كيف باع الصديق هذه البضاعة ؟ ومن الذي مكّنه من بيعها وهي بضاعة لغيره ؟ فإن كان أميناً للورثة فلا حرج بيعه إياه ، أو كان محتسباً بحيث خشي عليها الضياع فباعها من أجل المحافظة على ثمنها حتى يأخذ ثمنها إلى هؤلاء أيضاً لا حرج في ذلك ، على أن يكون البيع بيعاً عادلاً ، بثمن عادل ، لا غبن فيه على هؤلاء الورثة .


وإن كان بخلاف ذلك فالأصل أنه ليس للإنسان أن يتصرف في مال غيره فيبيع مال غيره ، إنما يباح له أن يبيع ماله ، وأن يبيع المال الذي وكّل من بيعه إما بتفويض من مالكه أو بسبب مراعاة لمصلحة فيه واحتسابه في ذلك ، هذا هو الذي يباح للإنسان أن يتصرف فيه أما ما عدا ذلك فلا .


فإن كان باع هذا المبيع بسبب مراعاته لمصلحة هؤلاء الورثة ، أو بسبب تفويضهم إياه في بيعه فلا حرج في ذلك ، ولكن إذا كان وقع شيء مما لم يُتفق على بيعه في ضمن البضاعة التي بيعت كالذهب المشار إليه فإنه في هذه الحالة على المشتري أن يرد هذه العين التي اندست ما بين البضاعة المبيعة ، إما أن يردها بعينها ، أو يتفق مع بائعها على ثمن جديد لها ، إذ مما يطمئن إليه أن البائع لو كان عارفاً بوجود هذا الذهب في تضاعيف هذه البضاعة لزاد في ثمنها ولاشترط وجود الذهب في ذلك حتى يزيد المشتري في الثمن . من المعلوم ذلك .

السؤال(31)


من هم الفقراء الأقربون ، وهل هم يتساوون في الوصية ؟


الجواب :


هذا مما يؤسف له ونحن نبهنا كثيراً وقلنا كثيراً بأن هذه الوصية هي حق للأقربين وليست للفقراء منهم فحسب ، هي حق لكل قريب ولو كان أغنى غني في العالم وهو قريب فإن حقه في الوصية قائم إذ الله تعالى لم يقل ( كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت الوصية للوالدين ولفقراء الأقربين ) وإنما قال ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ)(البقرة: من الآية180) ، فهي حق لكل قريب ولو كان يملك القناطير المقنطرة من الذهب والفضة ، ويملك مساحات شاسعة من الأرض ، ويملك من العمارات ما لا يكاد يدخل تحت الحصر فبما أنه قريب هو حقيق بهذه الوصية ، إذ هذه الوصية ليست صدقة وإنما هي صلة ، صلة من الإنسان بعد موته كما أن الإنسان عليه أن يصل قريبه في حياته ولو كان من أغنى الأغنياء وأعظم العظماء ولكن بمجر كونه قريباً يكون حقه في الصلة قائماً ، كذلك هذه الصلة بعد الموت صلة واجبة فعلى الناس أن يتنبهوا لذلك .


فالأقربون هم كل قريب من قبل الأب أو من قبل الأم سواء كانوا من الأصول أو من الفروع ، كل قريب للإنسان من حيث النسب فإن حقه في هذه الوصية حق قائم ، وإنما يراعى تقديم الأقرب فالأقرب ، فإن كان له بنون فتعطى أولاد الأولاد أولاً ثم بعد ذلك أولاده ما تناسلوا ، وكذلك الأجداد والجدات من قبل الأب و من قبل الأم ، ثم كذلك بعد ذلك تعطى للأخوة وأولادهم ما تناسلوا ، وبعد ذلك للأعمام والعمات والأخوال والخالات ما تناسلوا وهكذا ، بعد ذلك أعمام الأب وأعمام الأم وأولادهم ما تناسلوا وهكذا ، قيل إلى أربعة جدود وقيل إلى خمسة وقيل إلى سبعة وقيل ما لم يفصل الشرك بينهم .

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 04-09-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 4 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



السؤال(2)

سماحة الشيخ ذكرتم في كتاب ( التحذير من كذبة إبريل ) عندما تحدثتم عن كذبة إبريل أن هذه الكذبة انتشرت في أوساط بعض المسلمين نتيجة الضعف الفكري والثقافي والإيماني ونتيجة الانحطاط الحضاري وذكرتم في الوقت نفسه أن هذه الكذبة أصلها كان بسبب سقوط غرناطة ، ماذا يعني هذا بالنسبة للمسلمين ؟


الجواب :

حقيقة الأمر المسلم يطلب منه أن يكون مؤثراً لا متأثراً ، وقائداً لا منقاداً ، وأن يكون بإسلامه يجتذب الناس إلى محاسن الإسلام ، وهذا الذي كان في العهود الإسلامية المشرقة عندما كانت شمس الإسلام تتألق في سماء العالم ، وكان الناس ينظرون إلى المسلمين نظرة إكبار وإجلال ، في ذلك الوقت أثر الإسلام تأثيراً بالغاً حتى في أعماق أوروبا وحصل ما حصل من التغير في المفاهيم والتغير في الأخلاق والتغير في العادات والتغير حتى في الأفكار ، بل قالوا بأن حركة لوثر الإصلاحية ما كانت إلا أثراً من آثار الإسلام الحنيف ، وكذلك وجد في أوروبا من كان ينهى عن تعظيم التماثيل وتقديسها بل واتخاذها وعدّوا ذلك وثنية وصدرت مراسيم بهذا وكان ذلك بتأثير الإسلام ، بل قالوا من بأن بين الأساقفة الذين كانوا يحاربون التماثيل كولوديس أسقف تورين وقالوا بأنه نشأ وتربى وترعرع في الأندلس عندما كانت مسلمة عربية فكان ذلك سبباً لاقتباسه من المسلمين هذا الكره للتماثيل نتيجة ما كان عليه المسلمون من الالتزام بدينهم الحنيف وهكذا .


وأنا أذكر هنا كلمات قلتها مراراً وقلت بأن هذه الكلمات من المفروض على المسلمين أن يعوها وأن يفهموها وأن يدركوها ، وهي لبلاغتها ولقوة تأثيرها حقيقة بأن تكتب بماء الذهب ، وهذه الكلمات لم يقلها رجل عاش حياته في البلاد الإسلامية وتعلم في البلاد الإسلامية ، بل قالها رجل قضى جانباً من حياته في أوروبا ودرس في أوروبا ، ولكن مع ذلك كما قال هو عن نفسه قال : اكتحلت بإثمد المدينة فلذلك لم يعش بريق الحضارة الأوروبية بصري . وهو الشاعر محمد إقبال ، هذه الكلمات يبين فيها المنهج الذي يجب أن يكون عليه المسلم ، يقول :


(( إن المسلم لم يخلق ليندفع مع التيار ، ويساير الركب البشري حيث اتجه وسار ، بل خُلق ليوجه العالم والمجتمع والمدينة ، ويفرض على البشرية اتجاهه ، ويملي عليها إرادته ، لأنه صاحب الرسالة وصاحب الحق اليقين ، ولأنه المسئول عن هذا العالم وسيره واتجاهه ، فليس مقامه مقام التقليد والاتباع ، إن مقامه مقام الإمامة والقيادة ، مقام الإرشاد والتوجيه مقام الآمر الناهي ، ولئن تنكر له الزمان وعصاه المجتمع وانحرف عن الجادة لم يكن له أن يخضع ويضع أوزاره ويسالم ، بل عليه أن يثور عليه وينازله ويظل في صراع معه وعراك حتى يقضي الله في أمره ، إن الخضوع والاستكانة للأحوال القاسرة والأوضاع القاهرة والاعتذار بالقضاء والقدر من شأن الضعفاء والأقزام ، أما المؤمن القوي فهو نفسه قضاء الله الغالب وقدره الذي لا يرد ))


ومعنى ذلك أن المسلم مطالب بأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحرص على تحويل الناس من الفساد إلى الخير ومن الاعوجاج إلى الاستقامة ومن الضلال إلى الهدى ومن الغي إلى الرشد من الانحطاط إلى الرقي ، وذلك ما لا يتم أبداً إلا إذا كان هو صورة إيجابية تمثل الإسلام وتجسده كما كان ذلك عند السلف الصالح ، ثم لا يكون ذلك أبداً إلا مع التزامه بقيم الإسلام ومواريثه وأفكاره وتاريخه وتراثه فإن ذلك مما يجعله مؤثراً لا متأثراً وقائداً لا منقادا .

أما مع كون الإنسان يتزلزل ويتزعزع ويستجيب لكل داع ، ويتأثر بكل مؤثر ، ويستفزه كل ما يلوح له فإن ذلك بطبيعة الحال يدعو الناس إلى عدم الثقة حتى ولو دعا هو إلى مكرمة أو نادى بخير وبصلاح وبإصلاح لكنه ما دام هو نفسه بهذه الحالة .


ونحن نرى أن الرسول صلى الله عليه وسلّم ربى هذه الأمة على الاعتزاز بمواريثها وبأفكارها وبتاريخها وبكل قيمها وفضائلها ، رباها على اعتزازها بصلتها بالله تبارك وتعالى ، فلذلك كان يحذر هذه الأمة من التأثر بأي شيء مهما كان حتى في الأمور العادية ، هو نفسه صلى الله عليه وسلّم كما جاء ذلك عنه .

كان من شأنه عندما يدفن ميتاً أن يقوم ويظل قائماً في حال دفن الميت ، ولكن بينما كان قائماً صلى الله عليه وسلّم وكان أصحابه قياماً مر بهم أحد أحبار اليهود وقال : هكذا نصنع . فقعد النبي صلى الله عليه وسلّم وأمر أصحابه بالقعود وقال : خالفوهم خالفوهم . هذا لئلا يتأثر المسلم في سلوكه لأن التأثر في السلوك يؤدي إلى التأثر في العبادات ويؤدي إلى التأثر في العقيدة ويؤدي إلى التأثر في الشخصية الإسلامية بحيث تصبح شخصية متزعزعة ، ومن تقهقر خطوة واحدة تقهقر بعدها خطوات .


لذلك كان المسلم مأموراً أن لا يتقهقر أبداً أمام أي تيار من التيارات ، وأن يظل صامداً متمسكاً بإيمانه حريصاً على عبادته لربه ، وحريصاً على تميزه في أعماله وأقواله في عقيدته وتصوراته ، في عاداته وعباداته ، في سلوكه وأخلاقه ، في مظهره ومخبره لئلا يكون هذا المسلم إمعة يقاد فينقاد ويدعى فيستجيب ، وإنما يؤمر أن يكون هو المؤثر على الآخرين ، وهكذا يجب أن يكون المسلمون جميعاً .

السؤال(6)

هل صح أن صلاة المرأة دون تحلٍ بالذهب باطلة ؟


الجواب :

هذا كلام لا يصح . وهل كل النساء تجد الذهب ! وما علاقة التحلي بالذهب بالصلاة ! هذا كلام لا يصح .

السؤال (24)

امرأة لديها ذهب زكته وزكت منه ثم باعته بالنقود فهل زكاته هذه المرة تبتدأ احتساب الحول من لحظة البيع أم من الزكاة الماضية ؟


الجواب :

من الزكاة الماضية لأن الذهب والنقود زكاتهما زكاة واحدة ، لا فرق بين الذهب والنقود في الزكاة ، والبديل له حكم بديله إن كان من جنسه ، والنقود هي من جنس الذهب والفضة .

السؤال :

رجل تسبب في وفاة آخر وكان هو المخطئ فدفع دية مقدارها ثمانين ألف دينار جزائري ، ما الحكم في هذا ؟



الجواب :

دية الإنسان بالنسبة إلى الرجل هي في الأصل مائة من الإبل ، وبالنسبة إلى المرأة هي خمسون من الإبل ، هذه هي الدية الشرعية المشروعة من أول الأول .

والدية تختلف بين منطقة وأخرى بحسب التقدير للقيم ، قدرت في عهد الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه ، فرض على أصحاب الإبل كما ثبت في السنة مائة من الإبل ، وعلى أصحاب الذهب ألف دينار ، وعلى أصحاب الدراهم أي أصحاب الفضة اثني عشر ألف درهم وهكذا ، فالدية إنما تقدر بحسب ما يراعى من القيم بين منطقة وأخرى ، والدية مشروعة فقد شرعت بنص القرآن الكريم ولا معنى للتردد في إقرارها فإنها أمر أقره الإسلام .

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 04-09-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 5 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



السؤال (1)

نعلم جميعاً عظم حق النبي صلى الله عليه وسلّم ووجوب اتّباعه والتمسك بالهدي الذي جاء به ، لأنه يعبّر عن الإرادة الإلهية لهداية البشر وسعادة الإنسان في دنياه وأخراه ، يقول الحق جل وعلا ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم:3-4) ، ويقول أيضاً ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(الحشر: من الآية7) ، وما إلى ذلك من الآيات التي تدعو إلى اتّباع أوامره صلى الله عليه وسلّم واجتناب منهياته .

كيف يمكننا أن نوفق بين هذا وقول النبي صلى الله عليه وسلّم عندما قال ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) ؟

وكيف يمكن أن نفرّق بين ما يمارسه النبي صلى الله عليه وسلّم ويدعو إليه باعتباره من صميم الدين ولب الرسالة ، وما يمارسه صلى الله عليه وسلّم باعتباره بشراً يمارس شأناً من شئون الحياة اليومية ؟



الجواب :

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :



فما من ريب أن اتّباع النبي صلى الله عليه وسلّم من صميم الإيمان ، بل اتّباعه عليه أفضل الصلاة والسلام هو تجسيد من العبد لحبه لربه ، وهو باب لدخوله إلى حب ربه له ، فإن الله تبارك وتعالى يقول ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31) ، فأوقع اتباع النبي صلى الله عليه وسلّم بين طرفي الحب ، بين حب العباد لله الذي يأتي هذا الاتباع له عليه أفضل الصلاة والسلام تجسيداً وترجمة ، وبين حب الحق سبحانه وتعالى لعباده الذي هو مُسَبب عن اتباعه صلوات الله وسلامه عليه .



والله سبحانه وتعالى يقول ( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (النور:54) ، ويقول سبحانه وتعالى أيضاً ( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ)(آل عمران: من الآية32) ، ويقول سبحانه وتعالى ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (النساء:80) ، ويقول سبحانه وتعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء:59) .


إن اتّباع النبي صلى الله عليه وسلّم هو اتّباع لأمر الله سبحانه وتعالى وانقياد لحكمه ، إذ طاعة الله تعالى موقوفة على طاعة عبده ورسوله صلى الله عليه وسلّم ، فمن أطاع الرسول فقد أطاع الله ، ومن أعرض عن طاعة الرسول فقد أعرض عن طاعة الله ، لأن الله تعالى هو الذي أمرنا بطاعته .



على أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلّم جاءت مطلقة غير مقيدة عندما قال سبحانه وتعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُول)(النساء: من الآية59) ، وإنما عطف طاعة أولي الأمر على طاعة الرسول ، وقيّد ذلك بأن يكون في حدود طاعة الله وطاعة رسوله عندما بيّن سبحانه وتعالى أنه مع الاختلاف لا بد من الاحتكام إلى الله والاحتكام إلى رسوله صلى الله عليه وسلّم وذلك عندما قال عز من قائل ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)(النساء: من الآية59) .



وفي عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم الرد إلى الله إنما هو بما يُتلقى من وحي الله سبحانه الذي ينزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلّم ، وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلّم بالتلقي عن الرسول صلى الله عليه وسلّم مما يأمر به أو ينهى عنه .



أما بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلّم فإن الاحتكام إنما يكون إلى الكتاب العزيز وإلى السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، وبهذا يتميز الحق من الباطل ، ويُفرّق بين الهدى والضلال ، وبين الرشد والغي ، وبين الصلاح والفساد ، وبين الاعوجاج والاستقامة .



نعم إننا أُمرنا بالطاعة المطلقة لرسول الله صلى الله عليه وسلّم ، وبُيّن لنا بأن ذلك إنما هو من طاعة الله سبحانه وتعالى ، ولكن لا ريب أن الرسول صلى الله عليه وسلّم هو بشر يمارس أمور الحياة كما يمارسها غيره من البشر . هذه الممارسة لأمور الحياة قد تكون بتوجيه من الله تعالى سواءً كان ذلك بوحي أوحاه إليه أو كان ذلك بإلهام من الله سبحانه وتعالى .



وقد يكون ذلك ناشئاً عن اجتهاده صلى الله عليه وسلّم ومحاولته الأخذ بتجارب هذه الحياة كما يأخذ غيره بتجارب الحياة ، ولذلك عندما أمر أصحابه أن لا يؤبروا النخل فشاصت ، أخبرهم بأنهم هم أخبر بأمور دنياهم وما أخبرهم به عن الله تعالى فهو حق .

الذي أخبرهم به عن الله هو حق ، أما أمور الدنيا فهم أخبر بها ، لأنهم يمارسونها ، أي ما كانوا يمارسونه دونه صلى الله عليه وسلّم ولم ينزل عليه فيه وحي من الله سبحانه وتعالى ، ففي هذا يكونون هم أولي خبرة في ذلك المجال .



هذا لأن أمور الحياة إنما هي موكولة إلى تجارب البشر عندما لا يكون فيها شرع من عند الله ، أما عندما يكون فيها شرع من عند الله ، عندما يكون هنالك أمر من قبل الله تعالى أو أمر من قبل الرسول صلى الله عليه وسلّم وهو أمر جازم وليس أمر إرشاد فحسب يسوغ للناس أن يأخذوا بتجارب حياتهم .



ويُمَيز ما بين الأمور التي لا يجوز للإنسان أن يخرج فيها عن توجيه النبي صلى الله عليه وسلّم والأمور الأخرى التي يمكن أن يأخذ فيها بتجاربه في حياته ولو كانت للنبي صلى الله عليه وسلّم في ذلك تجربة .

فمن الأمور التي لا يجوز للإنسان أن يعدل فيها عما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلّم ما كان متعلقاً بخطاب التكليف ، ما كان متعلقاً بالأمر أو النهي ، ما كان متعلقاً بالإيجاب أو التحريم أو الندب أو الكراهة أو الإباحة ، ما كان متعلقاً بهذا كله لا يجوز للإنسان أن يعدل فيه عن توجيه النبي صلى الله عليه وسلّم .



وكذلك ما كان من خطابه متعلقاً بخطاب الوضع كالصحة والبطلان إنما يجب أن يلتزم الإنسان فيه بأمر الرسول صلى الله عليه وسلّم .



أما ممارسة شئون الحياة كبناء أو لبس - إن لم يخرج هذا اللبس عن حدود الشرع - أو ركوب أو غير ذلك ، هنا يسوغ للإنسان أن يركب ما لم يركبه النبي صلى الله عليه وسلّم ، وأن يسكن ما لم يسكنه النبي صلى الله عليه وسلّم .



النبي صلى الله عليه وسلّم لم يسكن بيتاً كهذه البيوت التي نسكنها الآن ، ولا يعد ذلك خروجاً عن أمره صلى الله عليه وسلّم .



كذلك بالنسبة إلى اللبس قد يكون لبسه يختلف نوعاً ما عن لبسنا ، لأن اللباس من العادات لا من العبادات إلا ما كان فيه توجيه من النبي صلى الله عليه وسلّم ، كنهيه عليه أفضل الصلاة والسلام عن لبس الحرير ونهيه عن لبس الذهب بالنسبة إلى الرجال ، هذا من الأمور التي لا يجوز تجاوزها .

أما بالنسبة إلى سائر اللباس ما لم يكن هذا اللباس خارجاً عن الحد الذي حده الله تعالى أو حده الرسول صلى الله عليه وسلّم فيسوغ للناس أن يلبسوا أنواعاً من اللباس التي لم يلبسها النبي صلى الله عليه وسلّم ، مثال ذلك البشوت التي نلبسها الآن ما لبسها النبي صلى الله عليه وسلّم ، نعم لبس الجبة ولبس القميص ولبس الرداء ولبس الإزار ، ولكن هذا لا يعني أن من لبس شيئاً من هذه البشوت خارجاً عن الهدي الذي كان عليه أفضل الصلاة والسلام .



كذلك بالنسبة إلى الركوب ، النبي صلى الله عليه وسلّم ما ركب طائرة ولا ركب سيارة ولا ركب قطاراً ولا ركب شيئاً من هذه المركبات الجديدة ، بل لم يركب النبي صلى الله عليه وسلّم سفينة ، فهذا لا يعني أنه لا يسوغ للإنسان أن يركب هذه المركبات الحادثة باعتبارها بدعة لم تكن موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم .

هذه ليست من الأمور الدينية حتى تعد بدعة ، نعم إنما الإنسان يؤمر ندباً أن يتقيد بهدي النبي صلى الله عليه وسلّم في ركوبه كأن يبدأ الركوب باليمين مثلاً ، وكذلك بالنسبة إلى الدخول والخروج أن يقدّم بالنسبة إلى المسجد الرجل اليمنى في دخوله والرجل اليسرى في خروجه ، وعكس ذلك دورات المياه والأماكن التي فيها النجاسات ، إنما يكون دخوله فيها بعكس ذلك ، هذا من اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلّم .



فالأمور إنما هي دقيقة ولا بد من مراعاة ذلك .

النبي صلى الله عليه وسلّم من ناحية هو رسول ، ورسالته صلى الله عليه وسلّم تعني أنه عليه أفضل الصلاة والسلام طبعه الله تبارك وتعالى بأحسن الطبائع وفطره بأحسن الفطر وزكاه تزكية ، زكى ظاهره وباطنه وروحه وجسمه وعقله وقلبه ومشاعره وأحاسيسه ، إلا أنه مع ذلك لا يخرج عن كونه بشرا يجرب هذه الحياة ، يتعالج كما يتعالج غيره ، يتداوى كما يتداوى الآخرون ، فكل ذلك مما لا يعد خروجاً عن هدي النبي صلى الله عليه وسلّم .

لو تداوى أحد في وقتنا هذا بما لم يتداو به عليه أفضل الصلاة والسلام لم يعد ذلك خروجاً عن هديه صلى الله عليه وسلّم .

في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم ما كانت هنالك عملية جراحية تجرى للإنسان ، وأحدثت هذه العمليات الجراحية وأقرها المسلمون ، أقرها علماء الأمة من غير خلاف فيما بينهم .

كذلك بالنسبة إلى ما يحدث من العلاج كالعلاج بالليزر هذا مما يسوغ ، بل هذا كله مما يدخل في عموم قول الله سبحانه وتعالى ( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ)(الجاثـية: من الآية13) ، فإن كل ما يمكن أن ينتفع به مما هو في هذا الكون يسوغ للإنسان أن ينتفع به ، فلا يعد شيء من ذلك خروجاً عن هديه عليه أفضل الصلاة والسلام .

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مهم , من , الذهب , الذكر , خلق , سؤال , فتاوى , قيلت


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[كتاب إلكتروني] كتاب إلكتروني "جوابات الإمام السالمي" بأجزائه الستة عابر الفيافي الكتب الالكترونية والأعمال الأخرى 23 09-20-2015 11:18 AM
حل كل الأسئلة (الفصل وإختبر فهمك) لمادة الكيمياء صف11 عابر الفيافي كيمياء 5 11-03-2014 09:30 PM
الجزء الثاني- فتاوى الزكاة عابر الفيافي جوابات الإمام السالمي 0 03-10-2011 12:52 PM
سؤال أهل الذكر 30 من شعبان 1423هـ ، 6/11/2002 م,,الموضوع : الصيام وفضله وأحكامه عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-18-2011 12:10 AM
الموسوعة الكبرى في فتاوى الحج والعمرة عابر الفيافي نور الحج والعمرة 2 11-14-2010 12:05 AM


الساعة الآن 04:58 PM.