قررت العائلة الذهاب في نزهة آخر الأسبوع إلى إحدى الحدائق التي تبعد مسافة طويلة عن منزلنا, للأسف أن ذلك القرار كان هو الأخير من نوعه في هذا الصدد !!والسبب ببساطة هو أخي الصغير, ذو الخمس سنوات !فعندما وصل أهلي إلى الحديقة وهمّوا بالجلوس فوجئوا باختفاء أخي الصغير, بحثوا عنه في أرجاء الحديقة ولكن دون جدوى .مرت الساعة والساعتان والثلاث ولا أثر له جن جنون أهلي وأيقنوا أن مكروهاً قد حصل له وبدأ أخوتي في البكاء والبحث .اتصل أبي بالشرطة من إحدى (الكبائن ) وقرر إرجاع أهلي إلى البيت كي يتسنى له الذهاب إلى قسم الشرطة للبحث معهم وهكذا توالت الأحداث من نزهة عائلية مانعة ,إلى تدخل الشرطة لحسم القضية !!! أما أخي الضائع فقد كان وببساطة متناهية يطرق جرس الباب أثناء نوبة جنون أهلي من فرط الخوف عليه,ذلك أنه وبمجرد دخولهم الحديقة ضل الطريق , وبدلاً من أن يبحث عنهم داخل الحديقة (الصغيرة) ظن أنهم قد رجعوا إلى البيت , فخرج منها واتخذ طريق العودة إلى البيت مشياً على الأقدام !! ياساتر.
بين الشرق والغرب : خرجت برفقة أولادي في نزهة برية إلى إحدى الرياض الربيعية داخل منطقة صحراوية تبعد عن الخطوط المعبدة مسافة طويلة, وكان خروجي إلى هذه المنطقة لأول مرة وكنت قد استفسرت من أحد الإخوان عن طريقة الرجوع فأرشدني إلى الاتجاه شرقاَ حتى نصل إلى الطرق المعبدة ، وبالفعل عندما انتهينا من نزهتنا أردت الاتجاه شرقاَ ظناَ مني أن كلمة (west ) الموجودة في بوصلة السيارة بمعنى الشرق !... بينما هي في الحقيقة بمعنى الغرب وكان من المفترض أن أتبع (East ) !... طال الطريق وقرب الغروب وأوشك مخزون الوقود على الانتهاء وانقطع بث الاتصال وبدأت دقات القلب تتصاعد دون الوصول إلى الطريق المعبد المقصود !... بدأ أولادي يحسون بقلقي وبالتيه الذي وقعنا فيه، فذهبت عنهم روح الأنس والسعادة لخطورة الوضع !..وما هي إلا فترات حتى عاد البث من جديد لأتصل بصديقي الذي نبهني للخطأ وأنني متجه إلى الغرب وليس الشرق ..فجاء الفرج بإذن الله .