...🔛...في إحدى غابات الصين يُذكر عن شجرة أنها عاشت مئات السنين وقد أضحت من أعظم الأشجار وأطولها ، وقد واجهت على مدى مئات الأعوام جملة من المصاعب ، حيث الرياح العاتية والعواصف المدمرة والصواعق الحارقة ،،،
وبالرغم من كل هذه الكوارث بقيت صامدة واقفة بكل شموخ وكبرياء كالجبل الأشم وكالطود الثابت لم يتحرك لها غصن ولم يتزحزح فيها جذر ، ثم فجأة قُوبلت بهجوم ضارٍ من صغار الحشرات وهوام الأرض فلم تزل بها نخراً وقرضاً حتى نالت منها وأسقطتها...!
...🔚...كثير من البشر حاله كما هو حال تلك الشجرة تجده ثابتاً صلباً شامخاً أمام عظيم المصائب وجليل الرزايا ولكنه وبكل بساطة تراه يُستدرج من قبل توافه الأمور وصغائرها حتى تقضي على راحته وتجهز على سعادته ،،،
إن الإشكالية التي يعاني منها الكثير لا تكمن في المشكلات المعقدة ولا في العقبات الكؤود ، بل هي في دقيق الأمور وصغائرها ،،،
فتلك كلمة زل بها وذاك تصرف لم يوفق إليه وهذه قد زاد وزنها قليلاً وأخرى طفلها تصرف بشقاوة زائدة عند الضيوف أو زوجها تأخر عليها دقائق وهذا زوج أزعجه صغيره ، أمور لو تأمل فيها الإنسان لعرف أنها لا تستحق منّا كل تلك الآلام والمتاعب والسهر والضيق ، فما أروع أن نتجاوز سفائف الأمور وصغائرها لنحمي حياتنا من التوتر والضغوطات ونعيش حياة عابقة بالفرح والسعادة ،،،