ملخصات وشروحات المؤنس والمفيد ,, للثآني عشر - الصفحة 4 - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات


العودة   منتديات نور الاستقامة > الـنـور الـثـقـافـي والطلابي > المنتدى الطلابي > العربية

العربية حل أسئلة المؤنس-حل أسئلة المفيد-شرح قصائد المؤنس-شرح المفيد-اختبارات لغة عربية-بحوث لغة عربية-شرح جميع قصائد الصف 5,6,7,8,9,10,11,12


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
كُتبَ بتاريخ : [ 03-10-2015 ]
 
 رقم المشاركة : ( 31 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



الخيل والليل

الشاعر ( المتنبي
المتنبي أحد فحول الشعراء في العصر العباسي الثاني، حيث تلقى العلم والأدب في مدرسة الكوفة، وواظب على مجالس العلماء وانتقل بين القبائل في البادية، وحفظ كثيرا من الشعر وكانت له مدائح كثيرة في سيف الدولة الحمداني . ولما فسدت العلاقة بينهما، رحل إلى مصر يمدح كافورا الإخشيدي ولكنه لم يجد عنده ما كان يتوقعه ، فهجاه ورحل إلى بلاد فارس وعند عودته مر على أحد الأعراب الذين هجاهم، ودارت بينهما معركة قتل فيها المتنبي بعد أن هم بالفرار فثبته غلامه بقوله ألست القائل:
الخيل والليل والبيداء تعرفني

والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فثبت وقاتل حتى قتل عام 354 هـ
* مناسبة القصيدة :
كان المتنبي يتمتع بمكانة عند سيف الدولة فترة طويلة، ولكن حساده حسدوا عليه مكانته ووشوا به عند سيف الدولة حتى فسدت العلاقة بينهما، فأخذ يعاتب صديقه سيف الدولة قبل أن يرحل إلى مصر بهذه القصيدة.
* القصيدة :
واحـرَّ قلباهُ ممن قلـبُه شـَبــِمُ ومنْ بجسمي وحالي عِنَـدَهُ شَقَـمُ
مالي أُكَتّم حبّاً قد برى جسـدي وتدعي حـب ســيف الـدولة الأمــم
إن كان يجمعنا حـب لغـــرتـــِهِ فليــت أنـا بقــدر الحـبّ نقـتسـِمُ
يا أعدل الناس إلا في معاملتي فيك الخصامُ،وأنت الخصمُ والـحكمُ
أعيـذها نظـرات مـنك صائبــة أن تحسبَ الشحمَ فيمن شحمـه ورمُ
وما انتـفاع أخي الدنـيا بناظــرِهِِ إذ اســتوت عنده الأنـوار والظــلمُ
أنا الذي نظـر الأعـمى إلى أدبـي وأسمعت كلماتي مـن بـه صـمـم
فالخيل والليل والبــيداء تعـرفني والســيف والرمــح والقـرطاس والقلم
يا من يعـز عليــنا أن نفــارقهـم وجـداننا كـل شــيء بعـدكـم عـدم
إذا ترحـلت عن قوم وقد قـدروا ألاّ تفـارقهـــم فـالـراحـلـون هــم
شــر البلاد مكان لا صديق بــه وشـــر ما يكسب الإنسان مـا يصـم
هذا عـتابـك إلا أنـه مقـةٌ قـــد ضمـن الـدر إلا أنـه كـلمٌ
* تحليل النص
واحر قلباه ممن قلبه شـبم ومن بجسمي وحالي عنده سقم
• مفردات:
حر: لهب ونار. - شبم: بارد. - سقم: مرض
• شرح
:
يندب الشاعر حظه لأنه يحب الأمير والأمير يقسو عليه ولا يشعر بما يشعر به، وهذا الحب أصاب الشاعر بالضعف والهزال.
• بلاغة :
حر قلبا: استعارة مكنية حيث شبه الحزن في قلبه بنار تحرق وفيها تجسيم وتوضيح للمعنى برسم صوره له
والمحسن البديعي في ( حر - شبم ) نوعه طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد.
• الأسلوب :
(واحر قلباه ) إنشائي، غرضه إظهار الحزن والألم واللوعة

.................................................. .............................................
.
مالي أكتم حباً قد برى جسدي

وتدعى حب سيف الدولة الأمممفردات:
أكتم: أبالغ في كتمان حبي- برى جسدي: أضعفه وأضناه
شرح :
يتعجب الشاعر من نفسه حيث يكن هذا الحب في قلبه للأمير حتى أضعف جسده ، والمنافقون يدعون حبهم للأمير.
• بلاغة :
أكتم حبا: كناية عن شدة الحب وكثرته.
" حبا قد برى جسدي " استعارة مكنية شبه هذا الحب بالمرض.
وبين الشطرين مقابلة توضح حبه وادعاء المنافقين

……………………………………………………………


يا أعدل الناس إلا في معاملتي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
مفردات :
الخصام : النزاع بين المتنبي وخصومه . الحكم: القاضي .
شرح :
المتنبي يعاتب سيف الدولة عتاب المحب فيصفه بالعدل مع الجميع إلا معه لأن النزاع والخصام الذي بينهما هو طرف فيه؛ فأصبح سيف الدولة بذلك هو الخصم والحكم، ومن ثم لن يحكم لصالح خصمه المتنبي.
بلاغة :
يا أعدل الناس ) نداء غرضه العتاب)
فيك الخصام ) أسلوب قصر طريقته تقديم الخبر شبه الجملة على المبتدأ المعرفة للتخصيص
بين الخصم و الحكم) طباق يؤكد المعنى).

………………………………………………………………
أعيذها نظرات منك صادقة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
مفردات :
أعيذها: أحصنها وأنزهها. صائبة: صحيحة وصادقة.
الشحم : السمنة تحسب : تظن
ورم : انتفاخ الجسم بسبب المرض
.
شرح :
ويناشده بألا ينخدع بالمنافقين فيكون مثله كمثل الذي يرى المنفوخ فيحسبه قوي العضلات.ويبين له أن الذي لا يميز بين النور والظلام لم ينتفع بعينيه ، ويقصد بالنور من يحبه حبا حقيقيا وبالظلام من ينافقه ويدعي حبه ، فهو يريد أن ينبه سيف الدولة لحبه في عتاب رقيق .
بلاغة :
( أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم ) تشبيه ضمني - فهم من البيت دون تصريح به فقد شبه من يخطئ في رأيه كمن يرى ورم الإنسان فيحسبه شحما وقوة، سر جماله: توضيح الفكرة، ويوحي بظلم سيف الدولة، الطباق يبين

( شحم - ورم ) يوضح المعنى بالتضاد ويؤكده
.................................................. .............................................
.
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره إذا استوت عنده الأنوار والظلم


مفردات:
أخي الدنيا: المراد الإنسان. ناظره: بصره أو عينيه،
الظلم : تساوت. الظلم : جمع ظلمة - الظلام .
• الشرح :
يبين الشاعر أن الإنسان إذا تساوى عنده النور والظلام، فهو لم ينتفع بعينيه. ويقصد بذلك أن سيف الدولة إذا لم يستطع أن يميز بين من يحبه حبا صادقا ومن يحبه حبا لمصلحة أو نفاق فإن مثله كمثل من لم ينتفع بعينيه فلم يميز بين النور والظلام .
بلاغة :
(ما انتفاع أخي الدنيا بناظره) استفهام غرضه النفي - وهذا البيت للعتاب وليس للهجاء كما يتبادر إلى الذهن.
(إذا) تدل على التحقيق من أن الأمير صار لا يميز بين الصديق والعدو.
أخي الدنيا: كناية عن الإنسان.
بين الأنوار والظلم : طباق يؤكد المعنى.
……………………………………………………………

" فخر بالشعر والشجاعة معاً "
أنا الذي نظر الأعمى إلي أدبـي
وأسمــعت كلمــــاتي من بــه صمم
فالخليل والليل والبيداء تعرفـني والسيف والرمح والقرطاس والقلم
مفردات :
أدبي: الأدب، وهو: الجيد من الشعر والنثر، والجمع: آداب.
الأعمى: فاقد البصر - أعمى عميان.
صمم: فقدان السمع.
4-البيداء : الصحراء ، وتجمع على بيد .
5-القرطاس : الورق الذي يكتب عليه .
شرح :
يفخر الشاعر في البيتين بأدبه الذي عم الآفاق، حتى أن الأعمى نظر إليه فجعله مبصرا وكلماته سمعها الأصم فجعلته سميعاً : كما يفتخر بشجاعته وفروسيته ومهارته القتالية، فهو فارس تعرفه الخيل يقتحم الصحراء في الليل المظلم ومقاتل بارع في استعمال السيف والرمح
بلاغة :
( أنا الذي... أدبي ) أسلوب خبري غرضه الفخر وأتى بالضمير (أنا) ليدل على ذلك و التعبير كناية عن قدرته الأدبية وسر جماله الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم ومبالغة
( وأسمعت كلماتي من به صمم ) كناية عن قوة تأثير شعره حتى أسمع الأصم
وبين ( نظر أ— أعمى ) طباق ( أسمعت أ— صمم ) يؤكد المعنى بالتضاد
( الخيل والليل ..الخ ) أسلوب خبري للفخر ،
بين الخيل و الليل : جناس ناقص - له أثره الموسيقى في تحريك الذهن ،
والبيت كله كناية .وبين:عته وقوته .
وبين : القرطاس والقلم مراعاة نظير وهو ( ذكر الشيء وما يلازمه ) وهذا البيت كما يقول النقاد هو الذي قتل صاحبه .
الخيل والليل والبيداء تعرفني:شبه الخيل والليل بإنسان يعرف على سبيل الاستعارة المكنية.
………………………………………………………………
يا من يعز علينا أن نفارقهم وجداننا كل شيء بعدكم عدم
مفردات:
يعز: يصعب ويشق ومقابلها: يهون
وجداننا : إدراكنا عدم : لا قيمة له
الشرح :
يبين الشاعر أنه يعز عليه فراق الأمير لأنه يحب الأمير و لا قيمة لشيء بعدهم
• بلاغة :
( يا من يعز علينا أن نفارقهم ) أسلوب إنشائي نوعه نداء ، غرضه إظهار الحب والعتاب ( وجداننا كل شيء بعدكم عدم ) تعبير يدل على مكانة الأمير في قلب الشاعر ، وجداننا أ— عدم : بينهما طباق

………………………………………………………….. ..
شــر البلاد مكان لا صديق بــه وشـر ما يكسب الإنسان مـا يصـم

هذا عـتابـك إلا أنـه مقــــــــــةٌ قــــد ضمـن الــدر إلا أنـه كـلـــمٌ
مفردات:
شر : أسوأ
يكسب : يفعل وينال

يصم : يعيب
( مقة: محبة - وهو مصدر ( ومق ) ،
كلم : المفرد كلمة .
الشرح :
وإن شر البلاد مكان لا يوجد فيه صديق، وأقبح الأعمال ما يجلب لصاحبه المعرة، ويعلن أنه محب لسيف الدولة وهذا الحب هو الدافع للعتاب الذي ضُمِّنَ جواهر الكلام.
بلاغة :
شر البلاد......... ) أسلوب خبري غرضه إظهار الضيق والألم، ( مكان ) نكرة تفيد العموم، ( يكسب أ— يصم ) بينهما طباق يوضح المعنى بالتضاد - وهذا البيت والبيت السابق يجريان مجرى الحكمة.
(ضمن الدر ) الدر استعارة تصريحيه حيث شبه كلماته بالدر وحذف المشبه وصرح بالمشبه به - سر جماله التجسيم، وتوحي ببلاغة الشاعر وحبه للأمير

.................................................. ..............................................
التعليق على القصيدة

• الغرض الشعري :
العتاب والفخر - وهما من الأغراض القديمة ، ومما يميز المتنبي أنه لا ينسى نفسه في عتابه أو مدحه فهو ينتهز الفرصة ليفخر بشجاعته وأدبه

.................................................. ................................. .
• ملامح شخصية المتنبي :
1- أنه شاعر عبقري متمكن من وسائل الشعر
2- واسع الثقافة
فارس طموح
قوى الشخصية معتز بنفسه حريص على كرامته .
يمتاز بوفائه لسيف الدولة.
الخصائص فنية لأسلوب المتنبي


قوة الألفاظ وجزالة العبارة
روعة الصور ومزج الأفكار
عمق المعاني وترابطها والاعتماد على التحليل والتعليل
الاستعانة بالمحسنات غير المتكلفة

.................................................. ..............................................
• أثر البيئة في النص
1- التفاف الشعراء حول سيف الدولة والتنافس بينهم.
2- ظهور الدويلات في العصر العباسي كدولة الحمدانيين في حلب.
3- استخدام الخيل والسيف والرمح في الحرب والقرطاس والقلم في الكتابة.
4- استخدام الدر و اللؤلؤ في الزينة.

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صمم
فهذا البيت فيه نظر إلى بيتي عمرو بن عروة بن العبد، حيث يقول
أوضحت من طرق الآداب ما اشتكلت
دهرًا وأظهرت إغرابًا وإبداعا
حتى فتحت بإعجاز خصصت به
للعمي والصم أبصارًا وأسماعا
البيت:
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
نظر فيه المتنبي- كما يرى النقاد – إلى قول لابن العريان العثماني:
أنا ابن الفلا والطعن والضرب والسرى
وجرد المذاكي والقنا والقواضب
البيت:
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره
إذا استوت عنده الأنوار والظلم
نظر أو تصادى أو تقاطع وقول معقل العجلي:
إذا لم أميز بين نور وظلمة
بعيني فالعينان زور وباطل
ومثله قول محمد بن أحمد المكي:
إذا المرء لم يدرك بعينيه ما يرى
فما الفرق بين العمي والبصراء
ومن أحب أن يجد نماذج كثيرة فليعد إلى كتاب " الوساطة " للجرجاني و " المنصف " لابن وكيع و " الرسالة الموضحة " للحاتمي و " الصبح المنبي " للبديعي فثمة " أصول " أو تصاد أو تقاطع لمعظم الأبيات التي برّأها أو استثناها أدونيس منها .
آ· يقول أدونيس : " حرصت على اختيار ما رأيته يتصادى مع مشكلات العرب وهمومهم وتطلعاتهم ... "
إن نظرة دارسة للمختارات توصلني إلى أنها خلو مما يشي بعروبة المتنبي ، ولو كان الأمر متيسرًا له وديدنه حقًا ، فما أحرى أدونيس أن يورد هذين البيتين مثلا في مختاراته ( ص10 ) حيث يسخر المتنبي من الأعاجم :
في كل أرض وطئتها أمم
ترعى بعبد كأنها غنم
يستخشن الخز حين يلمسه
وكان يبرى بظفره القلم
بل إن أدونيس يحذف البيتين اللذين يحفظهما الكثيرون، وهما ينبضان عروبة:
مغاني الشعب طيبا في المغاني
بمنزلة الربيع من الزمان
ولكن الفتى العربي فيها
غريب الوجه واليد واللسان
آ· يقول أدونيس : " اختار ما لا يحتاج بالضرورة إلى شرح معجمي".
كم كنت أود لو شرح للجمهور العريض ما يحتاج إلى إبانة بدلا من هذا التحفظ ، ومع ذلك فقد كان في المختارات ألفاظ لم يشرحها في الصفحة الأخيرة ، نحو " إذا ضربن كسرن النبع بالغرب " (ص23)، " شهب البزاة سواء فيه والرخم " ( ص19)، " في سعة الخافقين مضطرب " (ص11) .
بينما شرح معاني أسهل منها نحو " رِدي، ينصدع"، " جراها "...
يغفل أدونيس – في رأيي - قصائم·™ لها روعتها كقصيدة المتنبي التي مطلعها " أرق على أرق ومثلي يأرق "، بل يتجاهل أبياتًا - في القصائد التي اختار منها - هي من غرر الشعر، على نحو المطلع:
ألا لا أري الأحداث مدحًا ولا ذما
فما بطشها جهلاً ولا كفها حلما

كما أنه لم يختر من قصيدة " واحرَّ قلباه " البيتين:
يا أعدل الناس إلا في معاملتي
فيك الخصام وأنت الخصم والحكم

بأي لفظ تقول الشعر زعنفة
تجوز عندك لا عرب ولا عجم

فالبيتان يفوقان بعض الأبيات التي اختارها كالبيت " سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا " ...
لقد أسفت على حظ عشرات الأبيات من عيون الشعر التي أغفلها صاحبنا، بيد أنه أثبت أقل منها حسنًا، ولكن لكل ذوقه.
*أما ترجمه سيرة المتنبي فقد وقعت فيها أخطاء طباعية، فمن الطباعية " وقد سماه أحمدا " وطباعة همزات القطع بدل من الوصل.
ومن الأخطاء في اللغة " لقبَه بأبي الطيب "، والصواب " كناه أبا الطيب "، فالفرق بين الكنية واللقب واضح.. ومنها " كتب الشعر وهو في حوالي العاشرة " فلفظة " حوالي " هي للدلالة المكانية، فنقول " زهاء العاشرة " ، و " يناهز العاشرة " الخ، وهو الأصوب.
وثمة خطأ في المعلومة التي وردت حول لقب المتنبي، إذ ظهر وكأن المتنبي لا قِبل له برد اللقب، وكأنه لقبه رغمًا عنه ، بينما ورد على لسان أبي العلاء المعري غير ذلك:
" وحدثت أنه كان إذا سئل عن حقيقة هذا اللقب قال هو من النبوة أي المرتفع من الأرض "
( انظر " أدباء العرب " ج2، بطرس البستاني، ص311 ) إن المتنبي- تبعًا لذلك يعتز باللقب ولا يعتذر بسببه.
* ثمة ملاحظات فنية:
لماذا تدون في الملحق- الكتاب – ترجمة الرسام العزاوي، ولا تدون سيرة أدونيس؟
لماذا لم تكن هناك منهجية في تعليق الشاعر على القصائد، فتارة يثبت السنة التي قيلت فيها القصيدة، وطورًا يغفلها ؟ ( انظر مثلا ص 24 ).
و من العجب أن أدونيس نقل ما دونه شراح المتنبي حرفيًا، نحو ما أثبته في ( ص 19 ) " من قصيدة قالها وقد جرى له خطاب مع قوم متشاعرين .. " فهل يوافق أدونيس على أن أبا فراس الحمداني متشاعر ؟ فلماذا نقتبس من غير أن نعمل الرأي والقناعة؟
وتبقى كلمة حق يجب أن تقال:
إن مشروع " كتاب في جريدة " هو مبارك ورائع يستحق القائمون علية كل ثناء، وخير جزاء، فتحية لكل من شد الأزر، وتحية لأدونيس الذي يظل منارة مضيئة في أدبنا.
[FONT='Arial','sans-serif'][/FONT]البحر الطويل

مـا أَبتَغي جَلَّ أَنْ يُسمَ


شرح البرقوقي
أَلاَ لا أُرِي الأَحــداث مَدحًـا ولا ذَمَّـا

فمــا بَطشُـها جَـهلاً ولا كَفُّهـا حِلْمـا
المفردات
الأحداث:
نوب الدهر ومصائبه. والبطش: الأخذ بغلبة وقوة.
كفها : منعها حلما : المقصود العقل
الشرح
لا أحمد الحوادث السارة ولا أذم الضارة ؟ فإنها إذا بطشت بنا أو آذتنا لم يكن ذلك جهلا منها وإذا كفت عن البطش والضرر لم يكن ذلك حلما.

إلـى مثـلِ مـا كـانَ الفَتَى مَرجِعُ الفَتَى

يعُـودُ كمـا أُبـدِي ويُكـري كما أَرمَىالمفردات

أبدي:
هي أبدئ: أي أبدأه الله: أي خلقه، فأصله الهمز، و لينه للضرورة
وأ كرى الشيء: نقص كما أنه بمعنى زاد- أتى بمعنى نقص، فهو من الأضداد، يقال أكرى الرجل: قل ماله أو نفد زاده.. وأرمى: أربى وزاد.
الشرح
إن كل واحد يرجع إلى مثل ما كان عليه من العدم ويعود إلى حالته الأولى ، فلا ذنب للحوادث حتى أذمها أو أحمدها.

لَــكِ اللّــهُ مـن مَفجوعَـةٍ بحبيبِهـا

قَتيلَــةِ شَـوْقٍ غَـيرِ مُلحِقِهـا وَصْمـا


لك الله
: دعاء لها، و (من) - من مفجوعة-: زائدة، ومفجوعة، في موضع نصب على التمييز والوصم: العيب وعنى بحبيبها: نفسه. يدعو لها
الشرح
هي مفجوعة قتلت بسبب شوقها إليه، وليس هذا الشوق مما يلحق بها عيبا، لأنه شوق الأم إلى ولدها.


بكَــيتُ عليهــا خِيفَـةٌ فـي حَياتِهـا

وذاقَ كِلانــا ثكْــلَ صاحبِــهِ قِدْمـا
المفردات

الثكل
: الفقد (أي فقدان الحبيب). وقدما: قديما.
الشرح
كنت أبكي عليها في حياتها خوفا من فقدها، وصرب الدهر من ضرباته وفرق بيننا وتغربت عنها فذاق كل واحد منا ثكل صاحبه قبل الموت



عَـرَفتُ الليـالي قَبـلَ مـا صَنَعَتْ بِنا

فلَمـا دَهتنـي لـم تَـزِدْني بِهـا عِلْمـا
المفردات
صنعت بنا : فعلت بنا ما تشاء دهتني : أصابتني
الشرح
كنت عالما بالليالي وتفريقها بين الأحبة قبل أن تصنع بنا هذا التفريق فلما دهتنا هذه المصيبة لم تزدني بها علما، قال العكبري.



أَتاهــا كِتــابي بَعـدَ يـأسٍ وتَرحَـةٍ
فمـاتت سُـرُورًا بـي فمُـتّ بهـا غَمَّا

المفردات
الترحة:
الاسم من الترح؛ وهو الحزن
الشرح
اشتد حزني عليها فكأني مت بها غما، و ماتت هي من شدة سرورها بحياتي بعد يأسها مني.


حَــرامٌ عـلى قلبـي السُّـرُورُ فـإنني

أَعُـدُّ الـذي مـاتَت بِـهِ بَعدَهـا سُـمّا
المفردات
السرور : الفرح والسرور أعد : أحسب وأظن الشرح
السرور حرام علي فإنني بعد موتها بالسرور أعده سما فأتجنبه وأحرمه على نفسي.


رَقـا دَمْعُهـا الجـاري وجَـفَّتْ جُفُونُها

وفـارَقَ حُـبّي قَلبَهـا بَعـدَ مـا أَدْمَـى
المفردات
رقأ الدمع والدم
: انقطع، فأصله الهمز ؛ ولكنه لينه هنا للضرورة
فارق : ابتعد عنها وتجنبها
الشرح
لما ماتت انقطع ما كان يجري من دمعها على فراقي ويبست جفونها عن الدمع وسليت عني بعدما أدمى حبي قلبها في حياتها.


ولــم يُســلِها إِلا المَنايــا وإِنَّمــا

أَشَـدُّ مِـنَ السُّـقْمِ الـذي أَذهَـبَ السُّقما
المفرداتالمنايا : جمع منية وهي الموت السقم : المرض
الشرح
لم يسلها عني إلا الموت وقد ذهب به ما نالها من السقم جزعًا على، ولكن الذي أذهب ذلك السقم كان أشد عليها من

وكُـنْتُ قُبيـلَ المَـوتِ أَسـتَعظِمُ النَّوَى

فقد صارَتِ الصُّغرى التَّي كانَتِ العُظْمى
المفردات


قبيل:
تصغير قبل والنوى : البعد والهجر
الشرح
كنت قبل موتها استعظم فراقها فلما ماتت صارت حادثة الفراق صغيرة وكانت عظيمة، يعني أن موتها أعظم من فراقها.

هَبِينـي أخـذتُ الثـأرَ فيـكِ مِنَ العِدَا

فكَـيفَ بـأخذِ الثـأرِ فيـكِ مـنَ الحُمَّىالمفردات
العدا : المقصود الأعداء الحمى : العلة والمرض
الشرح

اجعليني واحسبيني بمنزلة من أخذ ثأرك من الأعداء لو قتلوك فكيف آخذ ثأرك من العلة التي قتلتك، وهي العدو الذي لا سبيل


ومــا انسَـدَّت الدنيـا عـليَّ لِضيقِهـا

ولكِــن طَرفًــا لا أَراكِ بِـهِ أَعمَـى
المفرداتانسدت : ضاقت الدنيا : مفرد وجمعها دنا طرفا : ناحية
الشرح
إنه قد صار لفقدها كالأعمى فانسدت عليه المسالك لذلك، لا لأن الدنيا قد ضاقت.

تَغَــرَّبَ لا مُســتَعظِمًا غَـيرَ نَفْسـهِ

ولا قـــابِلاً إلاَّ لخالِقِـــهِ حُكْمــا
المفرداتتغرّب : عاش غريبا في بلد أخرى
الشرح
ولدت مني رجلا تغرب عن بلاده: أي خرج عن بلده إلى الغربة لأنه لا يستعظم غير نفسه، فأراد أن يغادر الذين كانوا يتعظمون عليه بغيراستحقاق، ولا يقبل حكم أحد عليه إلا حكم اللّه الذي خلقه


ولا ســـالكًا إِلا فـــؤَادَ عَجاجَــةٍ

ولا واجِـــدًا إلا لِمكْرُمَــةٍ طَعْمــا
[FONT='Times New Roman','serif']المفردات[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']العجاجة: [/FONT][FONT='Times New Roman','serif']الغباروالدخان[/FONT][FONT='Times New Roman','serif']. يقول. ولا أسلك طريقا إلا قلب غبار الحرب، ولا أستلذ طعم شيء إلا طعم المكارم: يعني لا أجد لذتي إلا في الحرب والمكارم[/FONT][FONT='Times New Roman','serif'].
يَقُولـونَ لـي مـا أَنْـتَ فـي كُـلّ بَلْدَةٍ ومـا تَبتغـي؟ مـا أَبتَغي جَلَّ أَنْ يُسمَى


ما أنت: قال بعض الشراح: أي ما أنت صانع. على حذف الخبر، أو ما تصنع على حذف الفعل وإبراز الضمير. وقال العكبري. (ما) واقعة على صفات من يعقل فإذا قال ما أنت، فالمراد أي شيء أنت فتقول كاتب أو شاعر أو فقيه. يقول: يقول الناس لي لما يرون من كثرة أسفاري: أي شيء أنت فإنا نراك في كل بلدة وما الذي تطلبه ؟ فأقول لهم: إن ما أطلبه أجل من أن يذكر اسمه، يعني قتل الملوك والاستِيلاء على ملكهم.

ومـا الجـمعُ بيـنَ الماءِ والنّارِ في يَدِي بِـأَصْعَبَ مِـنْ أَنْ أَجـمَعَ الجَـدَّ والفَهْما

الجد: الحظ والبخت. يقول: إن الفهم والعلم والعقل لا تجتمع مع الحظ في الدنيا، وليس الجمع بين الضدين كالماء والنار بأصعب من الجمع بين الحظ والفهم: أي فهما لا يجتمعان كما لا يجتمع الضدان، وهذا كالتفسير لقول الحمدوني:
إِنّ المُقَدِّمَ فِي حِذْقٍ بِصَنْعَتِهِ أَنّى تَوَجّهَ فِيهَا فَهُوَ مَحْرُومُ
وقد وفينا القول على هذا المعنى في غير موضع من هذا الشرح.

وإِنّــي لَمِــن قَــومٍ كـأنَّ نُفوسـهُم بِهـا أَنـفٌ أَنْ تَسـكُنَ اللحـمَ والعَظْمَـا


الأنف: الاستنكاف من الشيء. يقول: إني من قوم ديدنهم التعرض أبدا للحرب ليقتلوا، فكأن نفوسنا ترى السكنى في أجساد هي لحم وعظم عارا تأنف منه، ومن ثم تتطلع لسكنى غيرها لتتخلص من هذا العار: أي تختارالقتل على الحياة. قال الواحدي ولو قال: كأن نفوسهم لكان أوجه لإعادة الضمير على لفظ الغيبة، لكنه قال نفوسنا لأنهم هم القوم الذين عناهم، ولأن هذا أمدح.

كَـذَا أَنـا يـا دنْيـا إِذا شـئْتِ فـاذْهَبي ويـا نَفْسِ زيـدي فـي كَرائِههـا قُدمـا

الكرائه: جمع كريهة، فعيلة بمعنى مفعولة. يقول- للدنيا-: أنا كما وصفت نفسي لا أقبل ضيما ولا أسف لدنية، فاذهبي عني إن شئت فلست أبالي بك ؛ ويا نفس زيدي قدما- أي تقدما- فيما تكرهه الدنيا من التعزز والتعظم عليها وترك الانقياد لها. قال الواحدي: وإن شئت قلت في كرائهها- أي في كرائه أهلها- يعني زيدي تقدما في الحروب، وهي- الحروب- مكروهة عند أهل الدنيا، ولذلك تسمى الحرب الكريهة، فيكون الكلام من باب حذف المضاف.

فَــلا عَـبَرَت بـي سـاعَةٌ لا تُعِـزُّني ولا صَحِــبتني مُهجَـة تَقبَـلُ الظلْمـا


يقول: لا مرت بي ساعة- لحظة- لا أكون فيها عزيزا، ولا صحبتني نفس تقبل أن يظلمها أحد.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 03-10-2015 ]
 
 رقم المشاركة : ( 32 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



مـا أَبتَغي جَلَّ أَنْ يُسمَ

شرح البرقوقي
أَلاَ لا أُرِي الأَحــداث مَدحًـا ولا ذَمَّـا

فمــا بَطشُـها جَـهلاً ولا كَفُّهـا حِلْمـا




الأحداث: نوب الدهر ومصائبه. والبطش: الأخذ بغلبة وقوة. يقول: لا أحمد الحوادث السارة ولا أذم الضارة ؟ فإنها إذا بطشت بنا أو آذتنا لم يكن ذلك جهلا منها وإذا كفت عن البطش والضرر لم يكن ذلك حلما يعني أن الفعل في جميع ذلك ليس لها، وإنما تنسب الأفعال إليها استعارة ومجازا.

إلـى مثـلِ مـا كـانَ الفَتَى مَرجِعُ الفَتَى

يعُـودُ كمـا أُبـدِي ويُكـري كما أَرمَى




أبدي: هي أبدئ: أي أبدأه الله: أي خلقه، فأصله الهمز، و لينه للضرورة ؛ وأ كرى الشيء: نقص. وأرمى: أربى وزاد. يقول: إن كل واحد يرجع إلى مثل ما كان عليه من العدم ويعود إلى حالته الأولى كما أبدئ وينقص ما حدث فيه من الحياة كما زاد، وإذن لا ذنب للحوادث حتى أذمها أو أحمدها. هذا: وأكرى ؟ كما أنه بمعنى زاد- أتى بمعنى نقص، فهو من الأضداد، يقال أكرى الرجل: قل ماله أو نفد زاده. وقد أكرى زاده: أي نقص، قال لبيد:
كَذِي زادٍ مَتَى مَا يُكْرِ منهُ

فَليسَ وَرَاءهُ ثقةٌ بِزَادِ

وقال الآخر يصف قدرا:
يُقسم ما فيها فإنْ هي قَسمت

فذاكَ وَإن أَكْرَتْ فعن أهلها تكري

قسمت: عمت في القسم، وإن أكرت: أراد وإن نقصت، فعن أهلها تنقص: أي القدر.

لَــكِ اللّــهُ مـن مَفجوعَـةٍ بحبيبِهـا

قَتيلَــةِ شَـوْقٍ غَـيرِ مُلحِقِهـا وَصْمـا




لك الله: دعاء لها، و (من) - من مفجوعة-: زائدة، ومفجوعة، في موضع نصب على التمييز والوصم: العيب وعنى بحبيبها: نفسه. يدعو لها ويقول: هي مفجوعة قتلت بسبب شوقها إليه، وليس هذا الشوق مما يلحق بها عيبا، لأنه شوق الأم إلى ولدها.


بكَــيتُ عليهــا خِيفَـةٌ فـي حَياتِهـا

وذاقَ كِلانــا ثكْــلَ صاحبِــهِ قِدْمـا


الثكل: الفقد. وقدما: قديما. يقول: كنت أبكي عليها في حياتها خوفا من فقدها، وصرب الدهر من ضرباته وفرق بيننا وتغربت عنها فذاق كل واحد منا ثكل صاحبه قبل الموت، قالوا: وفي المصراع الأول نظر إلى بيت الحماسة:
فيبكِي إنْ نَأَوْا شَوْقًا إليهم

ويَبْكِي إنْ دَنَوْا خَوْفَ الفراقِ

(من أبيات جميلة منها:
وَماَ في الأرض أشقَى من مُحِبٍّ

وَإنْ وَجَدَ اَلهَوَى حلوَ المَذَاقِ
تراهُ باكِيا فيي كَلّ حِين

مخافةَ فُرْقَةٍ أو لاشتياَقِ

فيبكي................. البيت وبعده:
فتسخُن عينُهُ عند التَّنَائِي

وَتَسْخُن عينُهُ عند التلاقي





عَـرَفتُ الليـالي قَبـلَ مـا صَنَعَتْ بِنا

فلَمـا دَهتنـي لـم تَـزِدْني بِهـا عِلْمـا




يقول: كنت عالما بالليالي وتفريقها بين الأحبة قبل أن تصنع بنا هذا التفريق فلما دهتنا هذه المصيبة لم تزدني بها علما، قال العكبري : وهذا من قول الحكيم: من نظر بعين العقل ورأى عواقب الأمور قبل حولها لم يجزع بحولها. ومن قول أبي تمام:
حَلَّمَتْنِي زَعَمْتُمْ وَأَرَانِي

قَبْلَ هَذَا التَّحْلِيمِ كُنْتُ حَلِيمَا


ومن قول بعض العرب وقد مات ولده فلم يجزع فقيل له في ذلك، فقال أمر كنا نتوقعه، فلما وقع لم ننكره.




أَتاهــا كِتــابي بَعـدَ يـأسٍ وتَرحَـةٍ

فمـاتت سُـرُورًا بـي فمُـتّ بهـا غَمَّا





الترحة: الاسم من الترح؛ وهو الحزن يقول: اشتد حزني عليها فكأني مت بها غما، و ماتت هي من شدة سرورها بحياتي بعد إياسها مني.


حَــرامٌ عـلى قلبـي السُّـرُورُ فـإنني

أَعُـدُّ الـذي مـاتَت بِـهِ بَعدَهـا سُـمّا





يقول: السرور حرام علي فإنني بعد موتها بالسرور أعده سما فأتجنبه وأحرمه على نفسي.


رَقـا دَمْعُهـا الجـاري وجَـفَّتْ جُفُونُها

وفـارَقَ حُـبّي قَلبَهـا بَعـدَ مـا أَدْمَـى




رقأ الدمع والدم: انقطع، فأصله الهمز ؛ ولكنه لينه هنا للضرورة يقول: لما ماتت انقطع ما كان يجري من دمعها على فراقي ويبست جفونها عن الدمع وسليت عني بعدما أدمى حبي قلبها في حياتها.


ولــم يُســلِها إِلا المَنايــا وإِنَّمــا

أَشَـدُّ مِـنَ السُّـقْمِ الـذي أَذهَـبَ السُّقما




يقول: لم يسلها عني إلا الموت وقد ذهب به ما نالها من السقم جزعًا على، ولكن الذي أذهب ذلك السقم كان أشد عليها من السقم كما قال أبو تمام:
أَقُولُ وَقَدْ قَالُوا اسْتَرَاحَ بِمَوْتِهَا

مِنَ الْكَرْبِ رُوحُ الْمَوْتِ شَرٌّ مِنَ الْكَرْبِ

ومثله له:
أَجَارَكَ الْمَكْرُوهُ مِن مِثْلِهِ

فَاقِرةٌ نَجَّتْكَ مِنْ فَاقِرةٍ

(الفاقرة: الداهية الكاسرة لفقار الظهر.)


وكُـنْتُ قُبيـلَ المَـوتِ أَسـتَعظِمُ النَّوَى

فقد صارَتِ الصُّغرى التَّي كانَتِ العُظْمى




قبيل: تصغير قبل ؛ والنوى البعد. يقول: كنت قبل موتها استعظم فراقها فلما ماتت صارت حادثة الفراق صغيرة وكانت عظيمة، يعني أن موتها أعظم من فراقها.

هَبِينـي أخـذتُ الثـأرَ فيـكِ مِنَ العِدَى

فكَـيفَ بـأخذِ الثـأرِ فيـكِ مـنَ الحُمَّى




لَوْ كُنْتَ تُمْنَعُ خاض نَحْوَكَ فِتيَةٌ

مِنَّا بِحارَ عَوَامِلٍ وَشِفارِ



يقول: اجعليني واحسبيني بمنزلة من أخذ ثأرك من الأعداء لو قتلوك فكيف آخذ ثأرك من العلة التي قتلتك، وهي العدو الذي لا سبيل إليه قالوا وفيه نظر إلى قول عمران بن حطان:
وَلَمْ يُغْنِ عَنْكَ الْمَوْتُ يَا حَمْزَ إِذْ أَتَى

رِجَالٌ بِأَيْدِيهمْ سُيُوفٌ قَوَاضِبُ

(حمز: ترخيم حمزة، وقواضب: قواطع: ) وأحسن فيه أبوالحسن التهامي:
لَوْ كُنْتَ تُمْنَعُ خَاضَ نَحْوكَ فِتْيَةٌ

مِنَّا بِحَارَ عَوَامِلٍ وَشِفَارٍ

(عوامل: جمع عامل وعامل الرمح: صدره، والمراد الرماح نفسها، والشفار: جمع شفرة والشفرة ما عرض من الحديد وحدد، والمراد السيوف.)


ومــا انسَـدَّت الدنيـا عـليَّ لِضيقِهـا

ولكِــن طَرفًــا لا أَراكِ بِـهِ أَعمَـى


يقول: إنه قد صار لفقدها كالأعمى فانسدت عليه المسالك لذلك، لا لأن الدنيا قد ضاقت.

تَغَــرَّبَ لا مُســتَعظِمًا غَـيرَ نَفْسـهِ

ولا قـــابِلاً إلاَّ لخالِقِـــهِ حُكْمــا




يقول: ولدت مني رجلا تغرب عن بلاده: أي خرج عن بلده إلى الغربة لأنه لا يستعظم غير نفسه، فأراد أن يغادر الذين كانوا يتعظمون عليه بغيراستحقاق، ولا يقبل حكم أحد عليه إلا حكم اللّه الذي خلقه


ولا ســـالكًا إِلا فـــؤَادَ عَجاجَــةٍ

ولا واجِـــدًا إلا لِمكْرُمَــةٍ طَعْمــا




العجاجة: الغبار. يقول. ولا أسلك طريقا إلا قلب غبار الحرب، ولا أستلذ طعم شيء إلا طعم المكارم: يعني لا أجد لذتي إلا في الحرب والمكارم.
يَقُولـونَ لـي مـا أَنْـتَ فـي كُـلّ بَلْدَةٍ

ومـا تَبتغـي؟ مـا أَبتَغي جَلَّ أَنْ يُسمَى




ما أنت: قال بعض الشراح: أي ما أنت صانع. على حذف الخبر، أو ما تصنع على حذف الفعل وإبراز الضمير. وقال العكبري. (ما) واقعة على صفات من يعقل فإذا قال ما أنت، فالمراد أي شيء أنت فتقول كاتب أو شاعر أو فقيه. يقول: يقول الناس لي لما يرون من كثرة أسفاري: أي شيء أنت فإنا نراك في كل بلدة وما الذي تطلبه ؟ فأقول لهم: إن ما أطلبه أجل من أن يذكر اسمه، يعني قتل الملوك والاستِيلاء على ملكهم.

ومـا الجـمعُ بيـنَ الماءِ والنّارِ في يَدِي

بِـأَصْعَبَ مِـنْ أَنْ أَجـمَعَ الجَـدَّ والفَهْما


الجد: الحظ والبخت. يقول: إن الفهم والعلم والعقل لا تجتمع مع الحظ في الدنيا، وليس الجمع بين الضدين كالماء والنار بأصعب من الجمع بين الحظ والفهم: أي فهما لا يجتمعان كما لا يجتمع الضدان، وهذا كالتفسير لقول الحمدوني:
إِنّ المُقَدِّمَ فِي حِذْقٍ بِصَنْعَتِهِ

أَنّى تَوَجّهَ فِيهَا فَهُوَ مَحْرُومُ

وقد وفينا القول على هذا المعنى في غير موضع من هذا الشرح.

وإِنّــي لَمِــن قَــومٍ كـأنَّ نُفوسـهُم

بِهـا أَنـفٌ أَنْ تَسـكُنَ اللحـمَ والعَظْمَـا




الأنف: الاستنكاف من الشيء. يقول: إني من قوم ديدنهم التعرض أبدا للحرب ليقتلوا، فكأن نفوسنا ترى السكنى في أجساد هي لحم وعظم عارا تأنف منه، ومن ثم تتطلع لسكنى غيرها لتتخلص من هذا العار: أي تختارالقتل على الحياة. قال الواحدي ولو قال: كأن نفوسهم لكان أوجه لإعادة الضمير على لفظ الغيبة، لكنه قال نفوسنا لأنهم هم القوم الذين عناهم، ولأن هذا أمدح.

كَـذَا أَنـا يـا دنْيـا إِذا شـئْتِ فـاذْهَبي

ويـا نَفْسِ زيـدي فـي كَرائِههـا قُدمـا


الكرائه: جمع كريهة، فعيلة بمعنى مفعولة. يقول- للدنيا-: أنا كما وصفت نفسي لا أقبل ضيما ولا أسف لدنية، فاذهبي عني إن شئت فلست أبالي بك ؛ ويا نفس زيدي قدما- أي تقدما- فيما تكرهه الدنيا من التعزز والتعظم عليها وترك الانقياد لها. قال الواحدي: وإن شئت قلت في كرائهها- أي في كرائه أهلها- يعني زيدي تقدما في الحروب، وهي- الحروب- مكروهة عند أهل الدنيا، ولذلك تسمى الحرب الكريهة، فيكون الكلام من باب حذف المضاف.

فَــلا عَـبَرَت بـي سـاعَةٌ لا تُعِـزُّني

ولا صَحِــبتني مُهجَـة تَقبَـلُ الظلْمـا




يقول: لا مرت بي ساعة- لحظة- لا أكون فيها عزيزا، ولا صحبتني نفس تقبل أن يظلمها أحد.
لا تنسونا من خالص الدعاء



هـــذآ مآ استطعتـ أن أجدهـ لأني أيضآ كنت أبحث عن الشرح لأنّهـ غدآ سنبدأ بالدرس الأول م كتآب المؤنس ألآ وهو درس المتنبي

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للثآني , مميزات , المؤنس , عشر , والمفيد , وشروحات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:53 AM.