تنبيه هام |
الإهداءات |
أرشيف 1432هـ جو إيماني,, فيه ندرج ما يختص بشهر رمضان المبارك {فتاوى,مقالات رمضانية,خطب,محاضرات,أخبار,تواقيع} |
| أدوات الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
| ||||||||||||||||
| ||||||||||||||||
هذا الحديث الشريف نص في خصائص أمة الإسلام في شهر رمضان حيث امتازت هذه الأمة بفضل رسول الله على غيرها من أمم الدنيا كلها على طول مسيرة الإنسان بخمس خصال، أعطيت لها في هذا الشهر الفضيل، ولم تنلها أمة سبقت مهما علا كعبها في الطاعة. أول تلك الخصال: (أن خُلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) هذه جملة اسمية تفيد ثبات الحكم، واستمرار هذا الفضل؛ حيث إن فم الصائم بسبب طول فترة حبسه عن الطعام تتغير، وهذا طبع الإنسان، ولكن لما كانت الطاعة هي السبب في هذا التغير، وهذا الخلوف صارت في ميزان الله، ومنظور الشرع الحنيف أكثر طيبا من أغلى أنواع الروائح، وهو المسك، فـ (أطيب) أفعل تفضيل من الطيب، أي هي أكثر منه طيبا، وأجمل رائحة، وكذلك (عند الله) شبه جملة غاية في الأهمية؛ لأنه يبين مغايرة مفاهيم الناس للأمور، وأن مقياس السماء يباين مقياس الأرض، وأن نظرة الشرع ـ كما نقول دائما ـ تختلف عن نظرة الخلق، فهذا التغيُّر في الفم عند الله أطيب من ريح المسك الغالية التي يتمناها كل إنسان، هذه أول خصيصة وميزة. والثانية أن الحيتان في قاع البحار والمحيطات تستغفر للصائم طيلة اليوم حتى يأتي أوان فطره: (وتستغفر لهم الحيتان حتى يفطروا)، ولم يقل الحديث: (حين يفطروا)، وهذا يدل على امتداد زمن الدعاء، واتساع مساحة الاستغفار، حتى يشمل سحابة النهار إلى أن يُرْفَعَ الأذان، والإنسان يتعجب أن كل شيء يستغفر حتى الحيتان، ولماذا الحيتان؟ نعم، لأن الصائم ـ والله أعلم ـ يمتنع عن صيدها إلا بحق، ويوعِّي الناس على أهمية الحفاظ عليها، فإذا اصطيدت لا بد أن تستغَلَّ؛ لأننا نجد مذابح للحيتان في بعض البلدان من بعض الناس حتى تسيل الدماء أنهارا، ثم يلقون بها في البحار دون أن يحسنوا استغلالها، أو جعلها تؤدي رسالتها؛ ومن ثم فإن الحيتان تقدر هذا المسلك من الصائم، وتستغفر له، فالبحار لها في الإسلام قوانينُ وضوابطُ، لا يجوز التفلت منها، أو عدم الاكتراث بها، وفيها كناية عن سعادة الكون بكل مكوناته بالصائم، وتمثلت سعادته في الاشتراك في الاستغفار للصائمين؛ لأن خير الصائم ينعكس على كل تلك الكائنات، يسالمها، ويرعى حق الله فيها، ونحو ذلك. والميزة الثالثة التي يُعْطاها الصائم في هذا الشهر أن الله ـ عز وجل ـ بفضله وكرمه يزيِّن جنته كل يوم لأولئك الصائمين، وينادي تلك الجنان بقوله ـ عز من قائل ـ: "يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة، ويصيروا إليك"، وهو كناية عن قرب حلولهم تلك الجنان، وقِصَرِ الدنيا، وهو بيان لقدر الجهود التي يتحملها العبد الصالح في هذه الحياة، فهو ـ سبحانه. يمَنِّي تلك الجنان بوصول ذلك الإنسان الذي عطَّر بطاعته هذه الحياة، وتركها عامرة بالإيمان، ومملوءة بالطاعة، فاستأهل أن تزيَّن له الجنان، وأن تستعدَّ له.قال ـ تعالى ـ:"وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين". وأما تلك الميزة الرابعة وهي غاية في النعمة والهبة أن مَرَدَةَ الشياطين وهم الذين يدبرون المكائد للخلق، وينسجون شباك الوقيعة، والصيد للخلق يصفَّدُون، ويقيَّدون، ويُسَلْسَلونَ ويحجَّمون؛ ولذلك لا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه في غير رمضان، وهي فرصة كبرى للصائم الذي ينطلق دون قيد، يقرأ القرآن، ويسبح، ويحمد، ويذكر، ويشكر، ويعتكف، ويتهجد، دون أن يكون عليه من الشيطان سبيل، وهي منة المنن، ونعمة النعم أن يكون الإنسان حرَّ نفسِه في الطاعة، لا يوجد شيطان يدفعه عنها، ولا جان يؤذيه ويبعده عنها، أو يزين له، ويوسوس في صدره، فرمضان فرصة كبرى للاستكثار من الطاعة، وملء الصحائف بما يرضي الله ـ سبحانه ـ. وأما الخصلة الأخيرة أن الله ـ جلت قدرته، وكثر خيره ـ يغفر لهم في آخر ليلة، فبعد أنْ كان يغفر في كل ليلة لمن شاء، يعود فيغفر في آخر ليلة بعدد مَنْ غفر لهم في الليالي السابقة، وهذا محض فضل منه ـ سبحانه ـ حتى إن الصحابة سألوا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قالوا يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ يريدون أن يعلموا متى يحدث هذا حتى يجتهدوا في تحصيله، ويدخلوا ضمن أهله خوفا منهم على فواته، وحرصا منهم على تحصيله. فعاجلتهم الإجابة: "لا، وإنما العامل يوفى أجره إذا قضى عمله"، أي أن هذا ليس مقصورا على ليلة القدر، ولكنه آخر الشهر كما يعمل أحدنا عملا ما، ثم يتقاضى أجره في نهاية عمله، أي أنه لكل مسلم صائم، وليس لمن قام ليلة القدر فقط، فطمأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الصحابة أن جميع من عمل، واجتهد فإنه لا يحرم الأجر، نسأل الله أن يمتعنا بهذه الخصال الخمس، وأن يتقبل منا أعمالنا في رمضان، وفي غير رمضان، وكل عام وأنتم بخير. مها محمد البشير حسين نافع ماجستير في الشريعة الإسلامية من كلية دار العلوم - جامعة القاهرة vlqhk ,tqhzg hgvplk vlqhk
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الرحمن , رمضان , وفضائل |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مكتبة تواقيع وتصاميم رمضانية 2011 | عابر الفيافي | أرشيف 1432هـ | 0 | 07-31-2011 11:47 AM |
الجزء الثاني- فتاوى الصوم | عابر الفيافي | جوابات الإمام السالمي | 0 | 03-10-2011 12:54 PM |
تفسير سورة البقرة ص 27(القرطبي) | الامير المجهول | علوم القرآن الكريم | 0 | 01-05-2011 11:45 AM |
تفسير سورة الفاتحة (القرطبي) | الامير المجهول | علوم القرآن الكريم | 0 | 12-31-2010 08:29 PM |
الفتاوى كتاب الصوم ج1 لسماحة الشيخ أحمد الخليلي | عابر الفيافي | نور الفتاوى الإسلامية | 0 | 10-08-2010 10:40 AM |