6 شعبان 1423 هـ ، الموافق 13 أكتوبر 2002م ,,,الموضوع : تربية الأبناء - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات


العودة   منتديات نور الاستقامة > الــنـــور الإسلامي > نور الفتاوى الإسلامية > حلقات سؤال أهل الذكر

حلقات سؤال أهل الذكر حلقات سؤال أهل الذكر,فتاوى الشيخ أحمد بن حمد الخليلي,فتاوى الشيخ سعيد بن مبروك لقنوبي,حلقات سؤال أهل الذكر كتابية مفرغة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
Icon26  6 شعبان 1423 هـ ، الموافق 13 أكتوبر 2002م ,,,الموضوع : تربية الأبناء
كُتبَ بتاريخ: [ 02-17-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية عابر الفيافي
 
عابر الفيافي غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363
قوة التقييم : عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

6 شعبان 1423 هـ ، الموافق 13 أكتوبر 2002م
الموضوع : تربية الأبناء

السؤال :
ما أهمية الترابط الأسري والاحترام المتبادل والتعاون في تكوين نفوس أطفال صالحينمطمئنين وينتشرون في الحياة على أسس صحيحة ؟
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدناونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فإن الله تبارك وتعالى جعلالأسرة محضناً للأولاد ، كما جعلها لبنة في بناء المجتمع ومن خلال ذلك تبنى الأمة ،ولذلك كانت الأسرة بحاجة إلى أن تكون متينة الصلة حسنة العلاقة يشد بعضها إلى البعضالآخر حنان وعطف ومودة ، وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم عندما قال الله سبحانه ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُواإِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَة)(الروم: من الآية21) فإن السكونهنا إنما هو سكون القلب وطمأنينة النفس .
ولذلك كان الإنسان جديراً بأن يحرصعلى المحضن الصالح لذريته قبل أن يتكون المحضن ، ومعنى ذلك أن ذلك قبل أن تتكونالذرية ، ومن هنا كان التوجيه النبوي الشريف إلى أن يختار الرجل لنطفه ( اختاروالنطفكم فإن العرق دساس ) ، ومن أجل ذلك كان أيضاً التوجيه النبوي الشريف إلى أنيختار الرجل الزوجة الصالحة ذات الدين فقد قال عليهأفضل الصلاة والسلام ( تنكحالمرأة لمالها وجمالها وحسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) معنى ذلك أن الميزانإنما هو الدين ، وكذلك بالنسبة إلى المرأة إنما تؤمر أن تختار الرجل الصالح الذييعينها على الدين ، والذي يتجاوب معها في إطار الفطرة السليمة ويتعاطف معها كماأرشد القرآن الكريم ، وهذا ما دل عليه الحديث الشريف عندما قال عليه أفضل الصلاةوالسلام ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرضوفساد كبير) .

ولا ريب أنه إن كانت الأسرة يقوم بناؤها على المودة والرحمةوالتعاطف والتفاهم والتلاحم فإنه لجدير أن تكون هذه الأسرة حريصة على أسباب ذلك كلهبحيث تتفادى المشكلات فإن ثمرات ارتباط هذه الأسرة الذرية ، والذرية كما هو معروفهم أفلاذ الأكباد وثمرات الفؤاد ولذلك كان حرياً بالإنسان أن يحرص على راحة ذريتهوسلامتها واستقرارها ونشوؤها في ظلال الرحمة والمودة وإحساسها بالعطف والرحمة ،وعندما يكون تنافر بين الأب والأم فإن أثر ذلك ينعكس على الأولاد إنعكاساً سلبياًوقد يؤدي ذلك إلى أن ينشأ الولد شاذاً بسبب ما يراه من تنافر أبويه لأنه يسخط علىالواقع ومن خلال سخطه على الواقع يسخط على المجتمع ويسخط على الأمة ويسخط علىالحياة ، ولذلك يكون شاذاً في تصرفه وسلوكه وأعماله وهذا هو الذي يؤدي إلى وجودأقوام في هذه الحياة يكونون عبئاً على المجتمع من خلال تصرفاتهم ومن خلال أعمالهم .
فمن هنا كانت الضرورة إلى التفاهم وإلى المودة وإلى التعاطف ، وهذا معنى يجبأن يدركه الرجال والنساء معاً ذلك لأن كل واحد مسؤول من جانبه ، فالرجل مسؤولوالمرأة مسؤولة ، الأب مسؤول والأم مسؤولة .
فلذلك من كان من الضرورة أن يتعاونالأب والأم على تربية الأولاد تربية صالحة ، تربية تقوم على أساس المودة بينالأبوين وخشية الله تبارك وتعالى وحب الخير لأولادهما لينعكس أثر ذلك كله في حياةالأولاد ، فإن الولد كالمرآة الصافية ينعكس عليها كل ما يقابلها ، وماذا عسى أنتكون حالة هذه المرآة عندما تكون لا تعكس إلا الشقاق والنفرة والخلاف ، أو عندماتكون لا تعكس إلا الأمور الشاذة التي فيها مخالفة للفطرة ومخالفة لدين الله سبحانهوتعالى ، لا ريب أن ذلك مما ينغرس في نفسية الطفل ويؤدي به ذلك إلى أن يكون كما قلتناقماً على الحياة شاذاً في مجتمعه ، والله تعالى المستعان .

السؤال :
الخلاف طبيعة البشر وحتى عند الزوجين الخلاف حاصل لا محالة ، فإذا حدث شجار أو خلافكيف يكون التصرف ؟
الجواب :
لا شك أن الخلاف من سنن الحياة ولا يمكن أن تصفو الحياة دائماً، وقد أجاد الشاعرعندما قال في وصف هذه الحياة :
جُبلت على كدر وأنت تريدها *** صفواً من الأقذاروالأكدار
لا يمكن أن تكون الحياة صافية ، ولذلك كانت الأسر تتعرض للخلافات ،وما من أسرة إلا وقع فيها خلاف ، وهذا أمر معلوم ولكن هنالك أمور تعالج هذا الخلاف، في بيت النبوة كان خلاف ، كان شيء من الحساسية ، كان شيء من التجاذب والتدافع قدوقع ذلك بين أمهات المؤمنين ، ووقع ذلك بينهن وبين رسول الله صلى الله عليه وسلّمنفسه ، وقد آلى النبي صلى الله عليه وسلّم من أزواجه شهراً بسبب هذا الخلاف نفسهولأجل ردعهن ، ولكن مع هذا كله هنالك فطر سليمة ، هذه الفطر ترد هذه النفوس إلىالخير ، وتبعثها على العمل بما يرضي الله ، وتجعلها تدّكر ، وتجعلها ترعوي عن غيهاوتثوب إلى رشدها ، فمن الضرورة بمكان أن يكون كل واحد من الزوجين يحس بمسؤوليته ،ويعرف مدى ما تحمّله من أمانة الله تعالى من خلال هذه العلاقة الزوجية ، لأن هذهالأمانة ليست أمانة بشرية وإنما هي أمانة اللهتبارك وتعالى إذ كل واحد منهما مسؤولعن تربية الأسرة فيما بينه وبين الله سبحانه وتعالى ، ومسؤول أيضاً عن الحقوقالزوجية فيما بينه وبين الله ، فلذلك يؤمر الزوجان جميعاً أن يتقيا الله سبحانه ،فعندما ينشأ الخلاف لا بد من التذكير ، والمرأة بطبيعة الحال قد تكون أكثر حدةوأكثر نُفرة لما يطرأ عليها من أمور طبيعية من بينها الدورة الشهرية ، فإن للدورةالشهرية تأثيراً على سلوك المرأة وعلى طبيعتها ، ومن أجل ذلك أُمر الرجل أن يتقيالله في امرأته في خلال هذه الأيام ، ومن هذا أنه حَرُم عليه تطليقها إبان الدورةالشهرية لأنها قد تكون سريعة الانفعال في هذه الفترة ، وهذه بعض الحكم التي ينطويعليها التشريع الرباني في أن لا يطلق الرجل امرأته إلا في طهر لم يباشرها فيه ، أيأنه يحرم عليه أن يطلقها إبان عدتها ، وبسبب أن المرأة قد تتعرض لبعض هذه الحالاتالشاذة مع أن كثيراً من الرجال أيضاً قد يكونون ضيقي العطن ، تضيق صدورهم من أي شيءمن معاملات نسائهم مع أن الرجال من المفروض عليهم أن يكونوا أكثر احتمالاً .
لأجل هذا – أي لما ذكرته من طبيعة النساء – كان توجيه الأمر الرباني إلىالرجال عندما قال ( وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّوَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاتَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً)(النساء: من الآية34) ، يعني بما أن الرجل هوالقوّام جُعل له أن يعالج هذه الأمور التي تكون في بيته بالتدريج وذلك أن يبدأأولاً بالموعظة الحسنة ، فإن الموعظة تثير في النفوس الحساسية ، حساسية الخشية منالله تبارك وتعالى ومراقبة الله عز وجل ، فلذلك أُمر الرجل أن يعظ امرأته أولاً ،وأن يذكّرها بسوء العواقب في الدنيا وبسوء العواقب في العقبى .
ثم بعد ذلكإن استمرت هذه المرأة على غيها ولم تثب إلى رشدها وارتكبت ما ارتكبت من الحماقاتيؤمر الرجل بهجرها في المضجع لعل في ذلك تذكيراً لها .
فإن تمادت وأصرت علىما هي عليه ولم تقبل أن ترعوي وتزدجر ففي هذه الحالة يضربها ضرباً خفيفاً ، ضرباًغير مؤثر وغير مبرح ، ومعنى ذلك أن يكون هذا الضرب بقدر التأديب لا لأجل أن ينتقممنها ويتشفى منها ويشفي غليله منها فإن ذلك أمر غير محمود .
فإن استمرالشقاق بينهما ففي هذه الحالة تتدخل الأسرتان أسرة الرجل وأسرة المرأة ( وَإِنْخِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْأَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا)(النساء: منالآية35) ، كل ذلك لأجل تفادي الطلاق ، لأن الطلاق أمره أمر كبير ، الطلاق يؤدي إلىتشرد الأسر وضياع الأولاد ، فالولد يبقى مشرد الذهن لأنه يفقد إما حنان الأم الرؤوموإما رعاية الأب الحاني ، ولذلك يبقى فاقداً لجزء مهم فإما أن يكون مع أمه معفقدانه رعاية أبيه ، وإما أن يكون مع أبيه مع فقدانه حنان أمه ، وهذا أمر فيه كماقلنا الكثير من الخطأ والخطر بخلاف ما إذا كان الأبوان مجتمعين جميعاً ففياجتماعهما الخير الكبير ، وربما تزوجت الأم وتزوج الأب وكان زوج الأم لا يحتملأولاد امرأته ، أو كانت زوجة الأب لا تحتمل أولاد زوجها وهذا مما يؤدي أيضاً إلى أنيحس الأولاد بالغربة إما في بيت أبيهم وإما في بيت أمهم ، فمن هنا كانت الضرورة إلىأن يحرص الأبوان ما داما حيين على الألفة وعلى المودة وعلى حسن العشرة بقدرالمستطاع .

السؤال :
هل تنصحون إذا ما حدث هذا الخلاف ولم يلتزموا بهذه النقاط الذي ذكرتموها ، هلتنصحون الأبوين أن يكون بينهما اتفاق في تفريغ هذا الاحتقان بعيداً عن سمع ومرأىالأولاد ؟
الجواب :
نعم ، إن لم يكن هناك بد من المناقشة الحادة بين الأبوين ، المناقشة التي تثور فيهاالعواطف وتهيج فيها مشاعر الغضب فالأولى أن يكون ذلك في جو بعيد عن حضور الأولادحتى لا يشهد الأولاد مثل هذا الخلاف الحاد .

السؤال :
في وسط ما نراه الآن من انفتاح في العلاقات وما يراه الشباب في التلفزة ووسائلالإعلام ، ما الذي يجب على الآباء فعله لأبنائهم مع دخولهم سن المراهقة وحدوثتغيرات نفسية وفسيولوجية ؟
الجواب :
في هذه الحالة يجب على الآباء قبل كل شيء قبل هذه المرحلة أن يهيئوا أولادهم لهذهالمرحلة بالتربية الصحيحة السليمة من بداية نشوءهم وذلك أن يغرسوا فيهم تقوى اللهتبارك وتعالى والتعلق بالله عز وجل وذلك من خلال سلوك الأبوين نفسه ، فإن سلوكالأبوين كما قلت ينعكس على نفسية الأولاد ، فعندما ينشأ الولد وهو يرى الأب يتقززمن الأمور المنكرات ، ويرى الأم تتقزز من الأمور المنكرة ، ويرى كل واحد منهماحريصاً على الطهر والعفاف والنزاهة ، يرى كل واحد منهما يغض بصره عن الحرام ، ويحرصعلى تجنب مسالك الغي والضلال فإنه ولا ريب ينشأ هذا الطفل وهو يُعظّم القيم ويُجلالأخلاق ، ينشأ على حب الأخلاق الكريمة ، وينشأ على تقدير القيم السامية ، ومن ذلكأيضاً أن يكون الأبوان ملتزمين للصدق متجنبين للكذب حريصين على الحلال في قوتهماوفي كل شيء فإن هذا مما ينعكس أثره على الطفل ، فإذا جاء إلى هذه المرحلة - مرحلةالمراهقة - وكان الأبوان بهذا القدر فإنه ولا ريب هو يحرص أيضاً على تجنب ما عساهأن تُرميه إليه نفسه ويقوده إليه شيطانه .
ومن الضرورة بمكان والعالم كماقلنا أصبح الآن شبه قرية ، والإنسان وهو في داخل بيته في عقر داره وبين جدران حجرتهيغزوه غزو عالمي يقتحم عليه الحواجز ، ويتخطى السدود ، ويلج إلى داخل البيوت بدوناستئذان فمن هنا كانت الضرورة إلى البرمجة التي تجعل الأولاد لا يشاهدون ولا يسمعونمما يبث ومما يعرض من خلال الشاشات عبر التلفاز أو شبكات المعلومات أو غيرها إلا مافيه تهذيب للأخلاق وسمو بالنفس وتربية للضمير وإرهاف للحس بحيث لا يُرخى العنانهكذا لينظر الأولاد ما يشاءون وليتأملوا ما يريدون فإن عاقبة ذلك عاقبة خطيرة علىالأولاد أنفسهم وعلى مجتمعهم ، فالأب في هذه المرحلة يجب عليه أن يكون حساساً يراقبأولاده بدقة ، كذلك بالنسبة إلى الأم أيضاً عليها أن تكون حساسة وهي العين الناظرةعندما يكون الأب غائباً فعليها أن تتقي الله في أمانتها وأن تراقب هؤلاء الأولاد ،أن تراقب أفلاذ الأكباد مراقبة دقيقة لئلا يقعوا فيما لا تحمد عاقبته .

السؤال :
كيف يكون التصرف في مثل هذه المراقبة لأن علماء النفس وعلماء التربية يقولون أنالشاب إذا وصل إلى سن المراهقة وكذلك الفتاة فإن تغيرات فسيولوجية ستكون في حياتهمافيكون بينهم وبين الوالدين صراع حول القيم والمبادئ فلا يكون هناك انسجام ، فإذاكانت هناك مراقبة شديدة من الوالدين للشاب الذي يكون في سن المراهقة فإنه سينفرمنهما وسيذهب إلى أصدقاءه في الخارج ، فكيف تكون المراقبة ؟
الجواب :
هذا أمر يجب أن يوضع له أساس من قبل ، كما ذكرت أولاً يجب على الأبوين كليهما أنيمهدا للتربية في هذه المرحلة بالتربية فيما قبل هذه المرحلة

وينشأ ناشئالفتيان منا *** على ما كان عوّده أبوه
ينشأ الولد على ما عوده عليه أبوه ، وعلىما عودته عليه أمه ، فإن نشأ هذا الولد وهو يسمع الكلام الطيب من أبويه ويرى السلوكالطيب منهما ويرى الصورة المثلى في سلوكهما ويشدانه أيضاً بحديثهما إلى السلفالصالح فإنه ولا ريب تتهيأ نفسه لكل خير ، ومن المعلوم أن كل واحد من الأبوين لهأثر لكن الأم هي المدرسة الأولى
الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعددت جيلا طيبالأعراق

الأم هي المدرسة الأولى ، الأم جديرة بأن تعرف كيف تربي أولادها ،ونحن نرى في التاريخ كما قيل وراء كل عظيم امرأة كيف استطاعت الأمهات الصالحات أنيربين أولادهن على الصلاح وعلى الطهر وعلى النزاهة وعلى حب الخير ، ومن خير الأمثلةالتي تدل على ذلك قصة عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه التي ربته أمه ، وأمههي بنت عاصم بن عمر بن الخطاب ، وكما ذكرنا اختيار المحضن الصالح للأولاد أمر مهم ،هذه المرأة لها تاريخ صالح جدها أبو أبيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وأمها كانلها تاريخ عند عمر كان لها شأن ، فعمر بن الخطاب رضي الله عنه كان في أثناء الليليجوب طرق المدينة لينظر أحوال الناس ويكتشف ما عسى أن يقوم بإصلاحه من المنكروالفساد فلذلك كان يحرص على أن يجوب طرق المدينة في الليل ويتحسس أحوال الناسفبينما هو في ليلة من الليالي يمر إذا به يسمع صوت امرأة تقول لابنتها : امذقياللبن . أي اخلطي اللبن بالماء ليكثر هذا اللبن ولترتفع قيمته . فقالت لها : إنأمير المؤمنين نهى عن ذلك . فقالت لها : ومن أين أن يعلم أمير المؤمنين بشأنك . فردت عليها بأنه إن لم يعلم هو فربه هو العليم بذلك هو الذي لا تخفى عليه خافية ،فأعجب بمنطق هذه الفتاة وسأل عنها بعد ذلك وهل هي مشغولة أو غير مشغولة أي هلمتزوجة أو غير متزوجة ، فتبين له أنها غير متزوجة فأمر ابنه عاصماً أن يتزوجها ،وقال : أرجو أن تلد من يملأ الأرض عدلاً بعد أن تملأ جورا . فولدت لعاصم ابنتهاوهذا الابنة تزوجها عبد العزيز بن مروان ، وعبد العزيز هو معلوم من الأسرة الأمويةالحاكمة هو أخو عبد الملك بن مروان وكانت هذه الأسرة بلغت من الطغيان مبلغاً عظيماً، وبعد هذا كله ولد عمر بن عبد العزيز من ابنة تلكم الفتاة التي توسم عمر بن الخطابرضي الله عنه فيها الخير ، فلما ولد نشأ على تربية أمه وكانت تغذيه بسيرة جدهاالعظيم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتحدثه بمآثره وسلوكه ومواقفه فكان لذلك أثركبير عليه ، ولذلك عندما شب عشق سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وعندما أفضىإليه الأمر حرص على أن يطبق هذه السيرة وكان كما قال عبدالله بن الأهتم ، وكانعبدالله بن الأهتم من ضمن الذين وفدوا على عمر بن العزيز بعدما ولي الخلافة ولمادخل عليه لم يستأذنه وإنما وقف بين يديه خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبيصلى الله عليه وسلّم وصلى عليه ثم قال : أما بعد فإن الله خلق الخلق غنياً عنطاعتهم آمناً لمعصيتهم وهم في المنازل والرأي مختلفون ، والعرب بِشر تلك المنازل ،تستباح دونهم لذات الدنيا ورفاهتها حيهم أعمى وميتهم في النار ، فلما أراد اللهإكرامهم بعث الله إليهم رسولاً من أنفسهم عزيز عليه ما عنتوا حريص عليهم بالمؤمنينرؤوف رحيم ، فلم يمنعهم ذلك أن جرحوه في جسمه ولقبوه في اسمه .. إلى أن ذكر ما ذكر، ثم ذكر بعد ذلك ما كان بعده صلى الله عليه وسلّم من سيرة الخلفاء الراشدين ، ثمأشار إلى الانحراف الذي حصل ثم قال : ثم إنك يا عمر ابن الدنيا ولدتك ملوكهاوألقمتك ثديها ، فلما وُليّتها ألقيتها حيث ألقاها الله ، وآثرت ما عند الله ،فالحمد لله الذي جلا بك حوبتها ، وكشف بك كربتها ، فامض ولا تلتفت فإنه لا يغني عنالحق شيء . هكذا سار عمر هذه السيرة مع إنه ابن الملوك الذين ودوا بحب الدنيا ، وهونفسه عمر رضي الله عنه نشأ في بيئة فيها الترف إلا أن تربية أمه هي التي ارتفعت بهعن الهبوط في دركات ذلك الترف إلى أن عشق سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحاول أنيعكسها في حياته ، فإذا هكذا تربية الأم .
فالأب إذاً عندما يمهد لهذهالمرحلة بحسن التربية ، والأم تمهد لهذه المرحلة بحسن التربية من أول الأمر بحيثيغرسان العقيدة الصحيحة والقيم الرفيعة في أولادهما منذ بداية الأمر منذ بدايةالتعقل والفهم والإدراك لا ريب أن ذلك مما يجعلهما قادرين بعد ذلك على التحكم فيمايطرأ على أولادهما من العواطف الجياشة ومن أسباب الخلاف في مرحلة المراهقة ليتجاوزاهذه المرحلة بسلام إن شاء الله .

السؤال :
في بعض الأحيان يتعرض الأبوان لأسئلة محرجة من الأبناء فيما يخص العقيدة وكذلك فيمايخص الحياة الأسرية والحياة الجنسية فربما يسأل الولد أباه أين الله ؟ ولماذا لانراه ؟ وكيف شكله ؟ ، وربما يسأل من أتيت أنا ؟ فكيف يتعامل الوالدان مع هذهالأسئلة المحرجة ؟
الجواب :
بالنسبة إلى السؤال عن الله تبارك وتعالى الجواب ينبغي أن يكون بقدر عقلية هذاالطفل بحيث يغذى بالعقيدة السليمة ، ويقال له بأن الله تبارك وتعالى هو أجلّ من أنتكتنفه الأقطار ، وأسمى من أن يحل في مكان ، هو تبارك وتعالى قد كان قبل خلق الزمانوالمكان ، ولئن كنت أيها الطفل لا ترى عقلك ولا ترى روحك وهذه الروح ترى أثرها وهوهذه الحياة التي تدب في جسمك فأنى لك أن تستطيع أن تتوصل إلى إدراك خالقك العظيم ،فالعجز عن الإدراك هو الإدراك ، ينبغي أن يلقن هذه العقيدة بقدر المستطاع .
أما من أين أتيت أولاً قبل كل شيء يُعرّف بأن الذي خلقه إنما هو الله ولكنولدته أمه ، وأبوه هو الذي يرعاه ويقوم عليه ، لا يخبر بالأمور الجنسية التي قدتكون كبيرة عليه من أول الأمر وإنما يدرج في إخباره شيئاً فشيئا حتى يتوصل إلى دركالحقيقة ، والله تعالى الموفق .


السؤال :
في كثير من الأحيان يرتكب الآباء أخطاء فادحة في مسألة العقيدة نفسها فعندما يريدبعض الآباء أن يصور لابنه يوم القيامة وأن يبين له أن هناك جنة وأن هناك نار ،يستغل هذا في التربية فيزجر الولد بالنار ويقول له إن فعلت هكذا فإنك ستصطلي بالنارفدائماً ما يخوف الولد بالنار حتى صارت هذه عادة عند الأطفال فإذا رأى طفلاً يخالفهفي الأمر فإنه يقول ستكون من أهل النار فانكسر حاجز الخوف من النار بسبب هذه الأمورالتي تتردد على ألسنة الآباء مع أطفالهم حتى غدت العملية سهلة .
فإذا أرادالوالد أن يبين لولده صورة الجنة والنار ويوم القيامة ، فما هي الطريقة المثلى حتىتبقى هذه الأمور مخافة عند الولد في جانب النار ومرغوبة في جانب الجنة ؟
الجواب :
مما ينبغي أن يغرس في نفس الطفل أن الجنة ونعيمها أجلّ من أن يستطيع تصور ما فيهامن النعيم أحد ، وهذا هو الواقع فإن الله تبارك وتعالى يقول ( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌمَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (السجدة:17) ، فإذا انغرس في نفس الطفل أن هنالك نعيماً أعظم من مدارك البشر ،وأسمى من أن تكتنهه عقول الناس ، يكون دائماً متشوقاً إلى ذلك النعيم ، هذا مع أنهيغرس في نفسه بأن أي أحد لا يستطيع أن يقطع لنفسه بالسلامة والنجاة من النار والفوزبالجنة ، ولا يستطيع أن يحكم عليها أيضاً بأنها من أهل الشقاء وأنها من أهل الحرمانحتى يكون هنالك توازن بين الخوف الرجاء ، بين خوف العقاب والرجاء للثواب ، وبالنسبةإلى النار يذكّره ضعف الإنسان دائماً أن الإنسان لو آذته بعوضة يتأثر بإيذائها ،ولو لحقه لفح من نار الدنيا فإنه يتأذى بذلك ولا يطيق هذا اللفح فكيف لو صلي ناريوم القيامة ونار يوم القيامة أشد من نار الدنيا ، وعذابها عذاب أكبر ، ومن دخلهاخُلّد فيها ( وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ) (الانفطار:16) ، كل ذلك مما يجعلهيعيش بين التعلق بالجنة والرغبة في نعيمها والخوف من النار والإشفاق على نفسه منجحيمها ، مع غرس العقيدة الصحيحة فيه وهي أنه لا يُقطع لأحد بعينه لم يُنص عليهبأنه من أهل الجنة أو أنه من أهل النار فذلك لا يهدد أحداً بأنك ستدخل النار قطعالأن ذلك تدخل سافر في أمر الله تعالى إذ الله تعالى وحده هو الذي يعلم خواتيم عبادهوهو وحده الذي يعلم السعداء والأشقياء منهم.

السؤال :
ما هي نصيحتك سماحة الشيخ لأولياء الأمور الذين لا يهتمون بأولادهم ويهتمون بأنفسهم؟
الجواب :
هؤلاء لم يهتموا بأنفسهم ، لأنهم لو اهتموا بأنفسهم لاهتموا بأولادهم ، فإن كل أحديعلم أن بقاءه في الحياة بقاء محصور بقاء محدود وأن امتداد هذا البقاء إنما هو عبرالذرية المتسلسلة فيما بعد إذ الإنسان يبقى ذكره ببقاء ذريته ، هذه هي السنة ، سنةهذه الحياة ، ولذلك يحرص الإنسان على الذرية لأنه يرى بقاءه يمتد في وجودهم ، فيتسلسلهم من بعده إلى أن يشاء الله تبارك وتعالى نهاية ذلك ، وعلى هذا فإنه عندمايهتم بذريته يكون مهتماً بنفسه اهتماماً أكبر ، هذا من حيث التسلسل .
ثمأيضاً هو يكون مهتماً بنفسه من حيث إنه يحرص على أداء ما عليه إذ الإنسان المهتمبنفسه هو الذي يهتم بعاقبتها في الدار الآخرة وبسعادتها في تلك الدار ، وإذا كان هولا يهتم بذريته فمعنى ذلك أنه لا يهتم بما ينفع نفسه إذ هذه أمانة حُمّلها فإن لميتحملها كان عاقبة أمره خسرا ، فالله تبارك وتعالى يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُوَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَاأَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم:6) ، فما أجدر هذا الإنسان أنيهتم بأولاده وبسلامتهم من تلك النار ليكون هو أيضاً سالماً بأداء ما عليه منالواجب ، ثم إنه هو ولا ريب هذا الإنسان مهما كانت قسوته ومهما كانت شدته وفضاضتهلو رأى ولده يتعرض لنار تلفحه في هذه الدنيا أما كانت تثور في نفسه مشاعر الرحمة ،أما كان يثور في وجدانه إحساس بوجوب إنقاذ ولده من هذه الهلكة ، هذه هلكة الدنيافكيف بالهلكة يوم القيمة ، لذلك كان لزاماً على الإنسان العاقل أن يحرص على سلامةأفلاذ أكباده في الدار الآخرة بتربيتهم التربية الصحيحة وأمرهم بما فيه طاعة الله .

السؤال:
سائلة تقول : لا شك أن الصلاة عمود الدين فإذا كان الأب والأم غير مواظبين علىصلواتهم في أوقاتها فكيف الحال سيكون عند الأبناء أنا لا أريدهم أن يكونوا نسخة منيومن أبيهم فكيف أجعلهم أكثر حرصاً منا على صلواتهم علماً بأن أعمارهم بين التاسعةوالثانية عشر ؟
الجواب :
عليها قبل شيء أن تتقي الله تعالى في صلاتها ، أن تحافظ عليها محافظة تامة ، وعليهاأن تدعو زوجها إلى البر والتقوى والصلاح والاستقامة والمواظبة على الصلاة والحرصعلى كل خير ففي هذه الحالة تتمكن ويتمكن زوجها من تربية أولادهما على البر والصلاحوالخير والاستقامة والهدى والرشد والسداد .

السؤال :
شاب عنده أخ كثير الخروج من البيت خاصة في الليل يعني كثير السهر وعندما يقوم بنصحهتزعل الأم وتقول لأخيه الأكبر ( الناصح ) إنه لم يأت إليك ليطلبك وهو غير محتاجإليك ، فما نصيحتكم لهذه الأم ؟
الجواب :
على الأم أن تتقي الله ، وأن تعلم أن صلاحها ورشدها وسعادتها في استقامة ولدها ،وفي تربية ولدها على الاستقامة والصلاح والرشد ، ولتعلم أن أخاه عندما يدعوه إلىالبر والتقوى والصلاح والمواظبة على الخير والبعد عن الشر والبعد عن قرناء السوءفإنما يدعوه لما فيه مصلحته ، هو حريص على مصلحة أخيه ، ولو لم يكن حريصاً علىمصلحة أخيه لأهمله .

السؤال :
ما هو معيار لباس الأم أمام أطفالها ؟
الجواب :
الأم ينبغي لها أن تكون حريصة على الستر حتى ولو كان يجوز لها أن تظهر مفاتن جسمهاأمام أولادها إلا أن ذلك قد يكون ينعكس له أثر سلبي على نفسية الأولاد ، وعندمايرونها حريصة على التستر بقدر المستطاع ، بقدر ما لا يضايقها فإنهم يُجلّون هذهالقيم وينشأون على هذه الأخلاق .

السؤال :
ما هي الطرق المثلى التي يمكن للمسلم أن يتبعها في تربية أولاده في ظل متطلباتالحياة المغرية بحيث يستطيع أن يوازن بين التزامه بالتربية الإسلامية وبين عدمحرمان الأولاد من التمتع ببعض متطلبات العصر مع التسليم بأن التربية الصالحة تفوقأي اعتبار آخر ؟
الجواب :
لا ريب أن الله تبارك وتعالى لم يحرّم على عباده ما فيه منفعتهم وما فيه مصلحتهم ،وإنما حرّم عليهم ما فيه مضرتهم ، فالانتفاع بالحياة المعاصرة وغير المعاصرة لايتصادم مع الدين بشرط ألا يكون ذلك إلا في إطار ما أباحه الله تبارك وتعالى أي فيإطار الأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة ، فإن كان في هذا الإطار فمن الذي حرّم علىالناس أن ينتفعوا بمتع هذه الحياة ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِيأَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوافِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(الأعراف: من الآية32) ،فالله تعالى أباح لعباده أن ينتفعوا بمتع هذه الحياة التي ليس فيها ما حرّم عليهم ،وإنما حرّم الله سبحانه تعالى ما حرّم لأجل ما فيه من المضرة والمفسدة للعباد ،والإنسان يستطيع في هذا الوقت أن يوفر لأولاده ما تدعو إليه الحاجة سواءً ما كان منناحية التغذية أو كان من ناحية اللباس أو كان من ناحية مرافق الحياة أو كان منناحية الترفيه عليهم بشرط أن يكون ذلك كله في حدود الفضيلة ولا يتجاوزها إلى ماعداها .

السؤال :
هل يوم القيامة يُسئل كل والد عن ولده ، لأن كل إنسان سيكون بالغاً ويحاسب عن نفسه، فهل سيحاسب الوالد عن ولده في ذلك اليوم ؟
الجواب :
نعم ، يحاسب على تربيته لأولاده ، لأنه إن انحرف الولد نتيجة تربية الأب الفاسدةفإن ذلك مما يُسئل عنه الأب ، فإن من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلىيوم القيامة ، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ، فكلأحد مسئول عن نتائج أعماله ، من كان قدوة صالحة كان له ثواب صلاح غيره يعود مثلهإليه ، وكذلك من كان قدوة سيئة لغيره فعاقبة انحراف الآخرين يعود عقابها عليه بقدرما يعاقب أولئك لأنه كان السبب في ذلك .

السؤال :
في بعض الأحيان يخطئ الآباء في تربية أبناءهم فعندما يوبخون أبناءهم يسكبون عليهمجملاً من العبارات التوبيخية ولا يسكبون هذه العبارات على الفعل وإنما على الولدكقولهم أنت لا تنفع ، أنت ليس لديك ذكاء فيصاب الولد بإحباط ويحتقر نفسه؟
الجواب :
هذا أسلوب فاسد ، أسلوب جهلة ، أسلوب الذين لا يفرقون بين التمرة والجمرة ، ولا بينالفاسد والضار ، فلذلك لا حيلة لهم إلا أن يأتوا بهذه الأساليب التي ليس من وراءهاأي جدوى ، وإنما الأسلوب الحسن أن يعنّف على تركه ما هو قادر عليه من فعل الخير ،ويبين له أنه كان بإمكانه أن يفعل خيراً بدل من أن يفعل شرا ، وتثار في نفسه النخوةمن أجل فعل الخير ، هكذا ينبغي لا أن يوبخ ويقرع بما لا يعود عليه إلا بالإحباط .

السؤال :
لدي بنت أبعثها كل يوم إلى المدرسة وأحاول جاهداً أن تكون ملتزمة بالمبادئ والأخلاق، ولكن تعود من المدرسة محملة ببعض الأفكار من زميلاتها فيطالبنها بنوع معين مناللباس حتى يكون موضة في الفصل ، ويطالبنها كذلك بأن تشتري بعض الصور التي ترمز فيحقيقتها إلى أعداء الإسلام ، فأمام هذا الضغط الذي يأتي من المدرسة ومن المجتمعأيضاً كيف أتصرف مع ابنتي ؟
الجواب:
نعم ، في هذه الحالة ينبغي يربيها من أول الأمر على البعد عن الزميلات الفاسدات ،فعليه وعلى أمها أن يربياها على أن تنتقي الزميلات الصالحات اللواتي يُعِنَها علىالخير حتى إن كان بالإمكان أن ينقلها من هذه المدرسة إلى المدرسة الأخرى التي تجدفيها الزميلات الصالحات فذلك أولى من أن يتركها لتكون ضحية لهذه الزمالة الفاسدة .

السؤال :
أبوان ربيا أولادهما على القيم الأخلاقية النبيلة ولكن عند خروج الأولاد من البيتوعند زيارة أرحامهم يتعلمون السب والشم وما شابه ذلك فكيف تحل هذه المشكلة ؟
الجواب :
ينبغي أن يُعوّد الأولاد من أول الأمر على التقزز على الكلمات المستهجنة وألايُعودا إلا على الأخلاق الفاضلة .

السؤال :
أبوان عوّدا أبناءهما على تقبيل يديهما ورأسيهما عند الاستيقاظ أو عند مصافحتهما ،ولكن يقوم أجداد هؤلاء الأبناء بتأنيبهم بسبب هذا احتجاجاً بأن هذا ليس من الرجولةفما قولكم ؟
الجواب :
ليس في ذلك أي حرج ، ما كان ينبغي لأولئك الأجداد أن يفعلوا ذلك .

السؤال :
ما هو السن الأمثل الذي يكون فيه الطفل قادراً على استيعاب التربية العقدية ؟
الجواب :
ذلك يختلف باختلاف مدارك الأطفال ، فمن الأطفال من يكونوا مهيئين في مرحلة مبكرةعلى إدراك مثل هذه القضايا ، ومنهم من يكونوا بليدي الأذهان فتراعى هذه المداركوتفاوتها ، فمن كان ألمعياً قادراً على الاستيعاب يُغذى بالمعارف في مرحلة مبكرة ،ومن كان بخلاف ذلك يراعى فيه أيضاً هذا الجانب ويعطى من الجرعات بقدر ما تحتملهمداركه .

السؤال :
كثير من الآباء يستخدم وسيلة الضرب لتقويم سلوك الأبناء ، فهل الضرب وسيلة ناجعةللتربية ؟ وإذا لم تكن فهل هناك وسائل أخرى ؟
الجواب :
لا يصار إلى الضرب إلا مع عدم جدوى غيره ، والضرب يكون ضرب أدب ، ضرب غير مؤثر ولامبرح ، أما الضرب المؤثر والمبرح فهو من الخطأ وقد يعكس آثاراً نفسية سلبية فينفسية الطفل فلا ينبغي ذلك ، وينبغي أن يحس الطفل بإشفاق والديه عليه وحبهما لهورحمتهما به وأنهما يدفعانه إلى الخير دفعا .

السؤال :
كيف يمكن لنا أن نزرع في نفوس أبناءنا قوة الإرادة والثقة بالنفس ؟
الجواب :
إنما ذلك بما يرونه في الآباء أنفسهم ، فمن الضرورة أن يكون الأب نفسه قبل كل شيءقوي الشخصية ليغرس هذه الشخصية في نفسية أولاده .

السؤال :
ما هي الأبعاد النفسية التي تترتب على التفضيل بين الأبناء ؟
الجواب :
لا ريب أن كل نفس ترغب أن تكون سابقة وألا تكون مسبوقة ، وفي هذا تنافس بين جميعالناس ، الأولاد مع آبائهم ، والمرؤوسون مع رؤوسائهم والأتباع مع قادتهم ، الكليحرص على أن يكون سابقاً لا أن يكون مسبوقا ، فلئن كان هذا الولد غير مقصر في شيءويرى الآخر من الأولاد يقدم عليه لا لسبب إلا لكونه محبوباً وهو لم ينل هذه المحبةفإن ذلك مما يدعوه إلى الغيظ ، ويدعوه إلى أن يحس بالكراهية لذلك الذي ينافسهويتقدم عليه بغير موجب إلا لكونه محبوباً وهو لم ينل هذه المحبة وهذه الحظوة عندوالديه أو عند أحدهما ، فلذلك ينبغي للأبوين أن يحرصا على تآلف أولادهما وانسجامهمافي حياتهما وعدم إحساس أحد منهم بأنه مؤخر عن غيره بحيث يكون هؤلاء الأولاد يرونالأبوين يغمرانهم جميعاً بمشاعر الرحمة ، ويغمرانهم بالإحسان من غير أن يقدما أحداًعلى غيره .

السؤال :
نحن لو نزلنا إلى واقع الأسر نجد بعض الأبناء يبرون آبائهم أكثر من الآخرين فيقدمونللأب أو الأم خدمة جليلة مالية وغيرها من المساعدات فيميل الأب لذلك الذي يخدمه منأبناءه ألا يجوز له أن يفضله ولو بشيء من الهدايا ؟
الجواب :
نعم هذه مكافأة ، ليس ذلك إيثاراً ، وإنما هذه مكافأة على ما قدمه الولد ،والمكافأة على الإحسان محمودة ، وهذا مما يشجع الآخرين أيضاً على الإحسان .
السؤال :
ما مدى صحة القول بأن ربوا أبناءكم لزمان غير زمانكم حيث أصبحت التربية التقليديةالتي تربينا عليها لا تصلح لزمن التلفاز والانترنت وغيره من وسائل الإعلام المؤثرةعلى الطفل ، ما هي النصيحة التي تقدمها للأم والأب حتى يؤديا أمانتهما على أكمل وجه؟
الجواب :
هنالك ثوابت لا تختلف بين زمان وآخر ، وهناك متغيرات تراعى فيها ظروف الزمانوالمكان ، فالثوابت تجب المحافظة عليها من غير تفريط فيها ، والمتغيرات لا بد من أنتتغير بحسب اختلاف الأزمنة والأمكنة فإن ما يتطلبه الظرف الحالي والمرحلة الراهنةغير ما كانت تتطلبه الظروف السابقة من أجل ما هو معلوم من هذه الطفرة في التطورواختلاف نمط الحياة من وقت إلى آخر .
تمت الحلقة بعون الله تعالى وتوفيقه





6 aufhk 1423 iJ K hgl,htr 13 H;j,fv 2002l <<




توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
13 , 1423 , 2002م , 6 , أكتوبر , الأبناء , الموافق , الموضوع , ترتيب , شعبان , هـ , ،


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سؤال أهل الذكر29 رجب 1423 هـ ، الموافق 6 أكتوبر 2002 م,الموضوع : عام عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-17-2011 11:54 PM


الساعة الآن 04:54 PM.