سؤال أهل الذكر 10 من ربيع الثاني 1425هـ ،30/5/2004م-- الموضوع : عام - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات


العودة   منتديات نور الاستقامة > الــنـــور الإسلامي > نور الفتاوى الإسلامية > حلقات سؤال أهل الذكر

حلقات سؤال أهل الذكر حلقات سؤال أهل الذكر,فتاوى الشيخ أحمد بن حمد الخليلي,فتاوى الشيخ سعيد بن مبروك لقنوبي,حلقات سؤال أهل الذكر كتابية مفرغة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
Post  سؤال أهل الذكر 10 من ربيع الثاني 1425هـ ،30/5/2004م-- الموضوع : عام
كُتبَ بتاريخ: [ 02-19-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية جنون
 
::مـشـرفـة::
::نـور الـصـحـة والعناية::


جنون غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 15
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : مكان ما
عدد المشاركات : 1,947
عدد النقاط : 154
قوة التقييم : جنون له تميز مدهش وملحوظ جنون له تميز مدهش وملحوظ



سؤال أهل الذكر 10 من ربيع الثاني 1425هـ ،30/5/2004م

الموضوع : عام


السؤال(1)
ما معنى حديث ( لا يصلي أحدكم وهو ناعسحتى يرقد لئلا يذهب ليدعو فيسب نفسه ) ؟

الجواب :
بسم الله الرحمنالرحيم ، الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آلهوصحبه أجمعين أما بعد :

فإن الصلاة هي أم العبادات جميعاً ، لأنها تجمع مالا يجمع غيرها من العبادات ، ومن أجل ذلك تتكرر في اليوم والليلة ما لا يتكرر غيرهامن العبادات .

والله تبارك وتعالى جعل للروح مطالب مثلما جعل للجسم مطالب ،وقد هيأ الله تعالى مطالب كل واحد منهما بقدر الحاجة ، وما كانت الحاجة إليه أدعىكان أيسر من غيره ، وهذا ما نشاهده في مطالب الجسم بين الهواء والماء والغذاء ، فإنكل واحد منهما يتيسر بقدر الطلب ، فالهواء الحاجة إليه أدعى ، فالإنسان في جميعأحواله بحاجة إلى الهواء وقد يسره الله تعالى له من غير معاناة ومن غير تعب ومن غيركلفة ومن غير ثمن ، بحيث يستنشق الإنسان الهواء في ليله وفي نهاره ، في نومه وفييقظته ، في ذكره وفي غفلته ، في حركته وفي سكونه . وقد شاء الله تبارك وتعالى أنيكون ذلك من غير أن يبذل الإنسان أدنى ثمن في مقابل هذا الهواء .

ثم تأتيالحاجة إلى الماء وهو أيسر مما بعده ، وأقل يسراً من الهواء ، ثم تأتي بعد ذلكالحاجة إلى الغذاء ، ثم تأتي بعد ذلك الحاجة إلى الدواء وهكذا .

وهكذابالنسبة إلى مطالب الروح ، فقد يسر الله تبارك وتعالى الذكر بحيث إن الإنسان يمكنهفي أي حال من الأحوال أن يذكر ربه حتى وهو يمارس شئون حياته كأن يكون في تجارته أوفي زراعته أو في أي شيء .

ثم بعد ذلك الذكر المنظم الذي له مواقيت معينةبحيث يرتبط بأحوال طبيعية في نظام هذا الكون وهو الصلاة . وقد يسر الله تعالى هذهالصلاة فلا تكلف الإنسان كلفة مالية ، بل ولا تكلفه كلفة بدنية إلا شيئاً يسيراً ،فهو يمارسها في جميع أحواله سواء كان فقيراً أو كان غنياً ، وسواء كان في ضيق أو فيرخاء ، وسواء كان في حالة رضا أو في حالة غضب ، الصلاة ميسرة للإنسان لأن الحاجةإليها داعية .

هذه الصلاة هي مناجاة من العبد لربه سبحانه وتعالى ، فالإنسانجدير به وهو يقبل على الله تعالى وينال شرف هذا اللقاء بينه وبين ربه ويتوجه إليهبوجهه وبقلبه ويكلمه بلسانه جدير بهذا الإنسان وهو في هذه الحالة أن يكون متيقظا لايقبل على هذه الصلاة وهو في حالة تخالف ما ينبغي أن يكون عليه من اليقظة والانتباه .
وليقدر الإنسان أنه يدخل على عظيم من عظماء الناس ، على حاكم أو من يقدر بينالناس ، هل يكلمه ويناجيه وهو معرض عنه أو وهو مشغول بشيء آخر أو وهو في حالة يفقدفيها وعيه ويفقد فيها انتباهه ، أو أنه يحرص على أن يكلمه بيقظة ، فهكذا ينبغي إذاًمن يغلبه النعاس يؤمر أن ينام أولاً حتى يأخذ حظه من النوم ليقبل على الله تباركوتعالى وهو في حال يقظة وانتباه بحيث إن كل كلمة يقولها في صلاته يكون معناها إلىعقله وقلبه أسرع من لفظها إلى سمعه ، هكذا ينبغي ، أي أن تكون المعاني تسابقالألفاظ إلى ذهن هذا المصلي حتى يؤدي الصلاة على الوجه المشروع ، وهذا لا يعني أنيؤخرها عن وقتها هذا إذا كان في الوقت متسع ، أما إذا لم يكن في الوقت متسع فالصلاةهي كتاب موقوت وليس للإنسان أن يفرط فيها بحيث يؤخرها عن ميقاتها الشرعي .


السؤال (2)
هل مثل هذا يستثنى من وجوب صلاة الجماعةعليه ؟

الجواب :
إن اشتد به أمر حتى صار في حالة لا يستطيع فيهااليقظة معها نعم ، ولكن مع ذلك لا يعوّد نفسه هكذا ، يعوّد نفسه على أن ينام من قبلحتى يأتي الصلاة في جماعة ولا يفرّط فيها .


السؤال(3)
في حديث للنبي صلى الله عليه وسلّم ( إذا حضر العشاء فابدأوا بالعشاء قبلالعشاء ) هل هذا يدخل في نفس المعنى أيضاً ؟

الجواب :
نعم ، هذافي من كانت نفسه تتوق إلى الطعام .

السؤال (4)
هل الصف الأعوج يؤثر على صلاة من يصليفي ذلك الصف ؟

الجواب :
الصف الأعوج اعوجاجه إن لم يكن اضطراراًفلا ريب أن ذلك الاعوجاج يؤثر على الصلاة لأن النبي صلى الله عليه وسلّم يقول :أتموا صفوفكم . والنبي صلى الله عليه وسلّم يقول : سوّوا صفوفكم فإن تسوية الصفوفمن تمام الصلاة . فتسوية الصفوف لما كانت من تمام الصلاة فمعنى ذلك أن من صلى في صفمعوجّ من غير أن تكون هنالك ضرورة فذلك الاعوجاج يؤثر على صلاته .


السؤال(5)
دخلت المسجد في يوم من الأيام ووجدت الصف الأول مكتملاًووجدت مجموعة من ثلاثة أشخاص قد أنشأوا صفاً جديداً على جانب من جانبي المسجد أيأنهم ليسوا خلف الإمام ، ماذا أفعل في هذه الحالة هل أصف معهم ، وإذا كنا اثنين هللنا أن نصف في الوسط ونهمل ذلك الصف التي أنشأته تلك المجموعة؟

الجواب :
نعم وفي هذه الحالة على المجموعة أن تسعى لتصف وراءالإمام عملاً بأمر النبي صلى الله عليه وسلّم عندما قال : وسطوا الإمام . أمربتوسيط الإمام .


السؤال(6)
هل تجوز الصلاة في غرفة فيهالعب أطفال وهي عبارة عن صور لحيوانات مجسمة ؟

الجواب :
تلك الصورلا يلتفت إليها المصلي ، وليجعلها خلفه إن لم يمكنه إخراجها ، ولا حرج عليه إن صلىإن شاء الله .


السؤال(7)
إذا قطع شخص صلاة النافلة لسببمن الأسباب هل يجب عليه أن يعيدها أم يستحب له ذلك ؟

الجواب :
هومأمور بأن لا يبطل عمله ولذلك قال كثير من العلماء بأن من شرع في النافلة فعليه أنيتمها وإن قطعها فليبدأ من جديد بصلاتها حتى لا يكون قد أبطل عملاً لأن الله تعالىيقول ( وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ )(محمد: من الآية33) .

السؤال (8)
مسجد من المساجد تحت منبره دولاب فيهمصاحف ، ويقوم الخطيب على المنبر ، هل يصح هذا الوضع ؟

الجواب :
هل هذه المصاحف يكون عليها الخطيب ؟ أو هي نازلة بحيث يوجد فراغ ؟ فإن لم يكنفراغ بحيث تكون متواصلة هذه المصاحف إلى أعلى بحيث يكون الخطيب يقف عليها فذلك غيرجائز ، لأن حرمة المصاحف حرمة عظيمة إذ القرآن هو كلام الله ، ويجب على الإنسان أنيرعى حق هذا الكلام العظيم الذي جاء من رب العالمين سبحانه وتعالى ، وأما إن كانهنالك فراغ فمثل ذلك كمثل من يصلي فوق غرفة وتحتها حجرة فيها مصاحف أيضا فلا يمنعذلك مع وجود الفراغ ، ولكن مع ذلك إن وجد لهذه المصاحف مكان آخر توضع فإنه يجب أنيراعى ذلك حرصاً على تنزيه كتاب الله تبارك وتعالى وتقديساً لكلام الله عز وجل .


السؤال(9)

في أمام المسجد في قبلة المصلي نوافذ عاكسةيرون صورهم عليها أثناء الصلاة ؟

الجواب :
ولماذا يرفع الإنسانوجهه حتى يرى صورته في مرآة أو غيرها ؟ المصلي يؤمر أن يكون بصره يمتد من موضعهإبهاميه إلى موضع سجوده ، وأن لا يتعدى موضع سجوده ، هؤلاء يرفعون أبصارهم حتى يرواذلك وهو مما ينافى الخشوع المأمور به وهو أن يغض الإنسان من بصره وأن يطأطئ بصرهبحيث لا يرفع بصره إلى أعلى .



السؤال(10)
شخص فيالمستشفى تحت تأثير المخدر وهو يدرك أن وقت الصلاة قد حضر ولكنه عندما يؤمر بأدائهايجد صعوبة شديدة في الاستحضار وفي بعض الأحيان تنتابه نوبات من فقدان الوعي أثناءصلاته كل هذا بسبب المخدر ، ماذا عليه ؟

الجواب :
مثل هؤلاء لهمالرخصة أن يجمعوا ما بين الصلاتين ، ما بين الظهر والعصر وما بين المغرب والعشاءكما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلّم عندما صلى الظهر والعصر معاً والمغربوالعشاء الآخرة معاً من غير خوف ولا سفر ولا سحاب ولا مطر كما جاء ذلك في مسندالإمام الربيع بن حبيب من طريق ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، وقد أخرجه الشيخانوغيرهما من طريق ابن عباس أيضا ، وفيه أن ابن عباس سُئل ما أراد بذلك ؟ قال : أرادأن لا يحرج أمته . ومعنى ذلك أن ساعات الحرج يترخص فيها . وهذه الحالة المذكورة هيحالة حرج فلذلك ينبغي أن يترخص في هذا الذي هو في حالة تأثير التخدير عليه إلى أنيرتفع عنه هذا التأثير . فيُسمح له بأن يجمع ما بين الصلاتين لأجل ذلك .



السؤال(11)
رجل أصيب بمرض في ظهره وأرشده الأطباء أنلا يكثر من القيام والقعود فاضطره هذا الوضع إلى أن يصلي جالساً ، فهل يصح له؟

الجواب :
نعم يصح له ، فإن كل فريضة فرضت إنما فرضها الله تعالىفي حدود الإنسان الذي فرضت عليه وقدراته والله تعالى يقول ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُنَفْساً إِلا وُسْعَهَا)(البقرة: من الآية286) ، ويقول سبحانه وتعالى ( لايُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا مَا آتَاهَا)(الطلاق: من الآية7) ، والنبي صلى اللهعليه وسلّم يقول : إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم . فالإنسان إنما مطالب بمااستطاعه فهو إن استطاع أن يصلي قائماً يطالب أن يصلي قائماً ، وإن لم يستطع فليصلقاعدا ، وإن لم يستطع أن يركع وأن يسجد فليومئ لركوعه وسجوده ويؤمر أن يكون مستقبلالقبلة ، وإن لم يمكنه أن يستقبل القبلة كذلك سقط عنه فرض الاستقبال ، إن لم يمكنهأن يصلي قاعداً له أن يصلي مضطجعاً في حال استقبال القبلة ، وإن تعذر عليه استقبالالقبلة فليصل كيفما أمكنه فإن ذلك هو الواجب في حقه .


السؤال (12)
هل يجب على المرأة تغطية قدميها في الصلاة؟

الجواب :
نعم القول الصحيح الذي نعتمده أن قدمي المرأة منعورتها التي يجب عليها أن تسترها في الصلاة وفي لقائها بالرجال الأجانب بدليل حديثأم سلمة رضي الله تعالى عنها عندما سمعت النبي صلى الله عليه وسلّم يشدّد في إسبالالرجل لثوبه فسألته عن حكم المرأة . فقال صلى الله عليه وسلّم : ترخي شبرا . فقالتله : إذاً ينكشف عن قدميها . فقال ترخي ذراعا . فهذا دليل على أن انكشاف القدمينغير سائغ بالنسبة إلى المرأة مع الرجال الأجانب ، كذلك في حال الصلاة لأن في حالالصلاة هي مأمورة أن تكون في كامل هيئتها .


السؤال(13)
هل المقصود من هذا أن تلبس المرأة الجوارب أم أنها تغطيقدميها بإطالة الملابس ؟

الجواب :
الواجب تغطية القدمين سواء بلبسالجوربين أو بإرخاء الثوب حتى يغطي القدمين .


السؤال(14)
قد تنكشف القدم أثناء السير إذا لبست ملابس طويلة؟

الجواب :
إذا كانت بمقدار ذارع لا تنكشف ، لأن النبي صلى الهعليه وسلّم أباح لها ذراعاً لما قالت أم سلمة : إذاً ينكشف عن قدميها فلما أباح لهاالنبي صلى الله عليه وسلّم أن ترخي شبراً لما قالت له أم سلمة ذلك قال : إذاً ترخيذراعاً .


السؤال(15)
فتاة قالت لابن عمها أنت حرام علي ولنأتزوجك ولو كنت آخر زوج في العالم وكذلك هو ، وشاءت الأقدار أن يتزوجا ببعضهماوأتيا بأطفال ، فما حكم ذلك القول في هذه الحالة ، وما واجبهم نحو ما فعلوه معالعلم أن هذا الحرام يؤنب ضميرهما ؟

الجواب :
هذا أمر عظيم يقدمعليه الناس وهو فيه خطورة بالغة ، ذلك أن التحليل والتحريم ليسا من اختصاص البشروإنما هما من شأن الله سبحانه وتعالى ، وإقدام الإنسان على تحريم ما أحل الله تعالىكإقدامه على تحليل ما حرم ، كل واحد مهما كفر لأنه رد لحكم الله تبارك وتعالى ، ومنرد حكمالله فقد كفر كفر ملة إن لم يكن متأولاً ، لأن الأمر في منتهى الخطورة ،وهذا ما نجد دلائله في القرآن فالله تعالى شدد في كتابه كثيراً على أولئك الذينيقدمون على التحليل والتحريم من تلقاء أنفسهم فقد قال سبحانه وتعالى ( وَلاتَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌلِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِالْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) (النحل:116) ، وقال سبحانه ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَاأَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ) (يونس:59) ، ويقول سبحانهوتعالى ( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍوَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَاكَانُوا مُهْتَدِينَ) (الأنعام:140) ، هذه الآيات كلها تدل على أن تحريم ما لم يحرمالله تعالى إنما هو افتراء كذب على الله ، وافتراء الكذب على الله أمر مخرج من ملةالإسلام والعياذ بالله .

وبجانب هذا نرى النصوص التي تدل على أن هذا من شانالمشركين فالله تعالى يقول ( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُمَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ)(الأنعام: منالآية148) ، ويقول سبحانه ( وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَاعَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْدُونِهِ مِنْ شَيْءٍ)(النحل: من الآية35) ، فإذاً هذا ليس من شأن المسلمين .

فما للإنسان والإقدام على تحريم شيء لم يحرمه الله .

ولا ريب أنهإذا صدر ذلك من رجل في حق امرأة قبل الزواج أو صدر ذلك من امرأة في حق رجل لا يحرّمأحدهما على الآخر لأن قولهما قول كاذب ، ولكن هل تلزم في ذلك كفارة يمين؟

نحن الذي نأخذ به نعم ، تلزم كفارة يمين لأن الله تبارك وتعالى جمع فيكتابه الكريم ما بين تحريم طيبات ما أحل الله وما بين الكفارة هذا الاقتران يوحيبأن الكفارة في هذا تلزم ، إذ الله تبارك وتعالى قال ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُواإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُحَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ) (المائدة:87-88) ، ثم أتبع ذلك قوله سبحانه وتعالى ( لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُبِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُالأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَاتُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْيَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَاحَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (المائدة:89) ، فهذا الاقتران ما بين ذكر التحريم وذكركفارة اليمين دليل على أن كفارة اليمين تجب في مقابل التحريم كما تجب في مقابلاليمين بالله تبارك وتعالى .

وذلك أيضاً مما يتأكد في سورة التحريم بقولالله تبارك وتعالى ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُلَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَاللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ )(التحريم: 1-2) ، هذا مما يدل على أناليمين تجب في هذا ، وبهذا نأخذ ، والله تعالى أعلم .



السؤال(16)
شاع في الأيام الأخيرة تبادل رسائل عبر الجوال ونصها يقولالرسول صلى الله عليه وسلّم ( أنا النور ومن تبعني فلن يعيش في الظلام ) ودمجوامعها جملة أخرى ( أرسلها وسترى السرور ) فهل هناك حديث بهذا النص؟

الجواب :
هذا شيء لم أطلع عليه ، ولا ينبغي على الإنسان أنيتقول على الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام فينسب إليه ما لم يقله ، لأن الكذب علىالنبي صلى الله عليه وسلّم أمر عظيم عظيم عظيم ، فالكذب على النبي صلى الله عليهوسلّم ليس كالكذب على غيره من الناس ، وإنما هو يأتي بعد الكذب على الله تباركوتعالى ، فلذلك يجب على الإنسان أن يحترز من أن يسند شيئاً إلى النبي صلى الله عليهوسلّم لم يقله عليه أفضل الصلاة والسلام .


السؤال(17)
المرأة التي تصافح محارمها كعمها وخالها وهو متوضئ وقدتكون في حالة حيض أو غيرها فهل يضر ذلك الوضوء ؟

الجواب :
ما الذييؤثر على وضوئه ؟ المرأة الحائض أو النفساء أو الجنب كان رجلاً أو أمرأة كل منهؤلاء طاهر ، أي طاهر من النجاسة وإن لم يكن طاهراً من الحدث ، الحدث شيء والنجاسةشيء آخر .

النجاسة إنما هي كما هو معروف الشيء المادي الذي لا يجوز للإنسانأن يصلي به فهذا شيء معروف ، كما يخرج من فضلات الإنسان الطبيعية فضلات الطعاموالشراب هذه هي نجاسة ، وكذلك الدم المسفوح هو نجس ، والخنزير هو نجس ، هذا معروفبأنه نجس .

أما المرأة المسلمة فإن جسدها طاهر ، نعم إن تلبست بنجاسة ذلكالموضع الذي لحقته النجاسة وحده هو الذي ينجس ، أما ما عداه فهو طاهر فلئن كانت هيطاهر فحيضتها ليست في يدها كما قال النبي صلى الله عليه وسلّم لأم المؤمنين عائشةرضي الله تعالى عنها عندما قال لها: ناوليني الخمرة .
فقالت يا رسول الله إنيحائض . فقال لها : ليست حيضتك في يدك . وكان صلى الله عليه وسلّم يتعرق اللحم ،ويضع فاه حيثما وضعت عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها فاها ، وكذلك يشرب منالموضع الذي شربت منه في حالة كونها حائضا ، وكان صلى الله عليه وسلّم بنفسه أيضاًيصلي في الثوب الذي يواقع فيه أهله ، كما كانت أمهات المؤمنين يصلين في الثوب الذييحضن فيه ، ما كان ذلك داعياً إلى اعتبار أن ذلك الثوب متنجس بسبب ما يصيبه من عرقالمراة الحائض ، لا ، لأن الحائض ليست هي نجسة ، وإنما هي متلبسة بحدث أكبر ،والحدث الأكبر هو ما يوجب الغسل فالجنابة والحيض والنفاس كل منهما حدث أكبر يوجبالغسل ، كما أن الحدث الأصغر أيضاً ما أوجب الوضوء ، ولكن لا يعني ذلك نجاسة هذاالذي وجب عليه الغسل أو وجب عليه الوضوء .

فالأعضاء التي يغسلها الإنسان فيوضوئه هذه الأعضاء ليست بها نجاسة ، وإنما هذا الغسل غسل تعبدي ، هذا أمر تعبدناالله تعالى به لا نعلم حكمته ، وإنما علينا أن نسلّم لأمر الله سبحانه وتعالى ،ولذلك لم يكن بد من النية عندما يقوم الإنسان إلى هذه الأعمال لأنها أعمال تعبديةغير معقولة المعنى .
لذلك لو صافحت المرأة ذا محرم منها وهي حائض أو نفساء أوجنب فإن ذلك لا يؤثر على وضوئه شيئاً ، والله تعالى أعلم .


السؤال (18)
كيف تكون الصلاة راحة للنفس وطمأنينةللقلب ؟

الجواب :
هذا يتحقق عندما يؤدي الإنسان الصلاة على النحوالشرعي الذي شرعه الله تبارك وتعالى ، فالصلاة المطلوبة أن تكون عبادة لا أن تكونعادة .

فصلاة الذي يصلون على أنها عادة ألفوها ورثوها من آبائهم وأجدادهمليس لها هذا الأثر ، ليس لها سلطان على النفس ، وليس لها أثر في حياة صاحبها ، لأنهذه الصلاة فارغة من معناها ، إذ هي ليست عبادة ، الصلاة أم العبادات ، ولذلك هؤلاءقد يصلي أحدهم وهو في شيخوخته وإذا به يلعب في صلاته كما يلعب الطفل عندما يحاول أنيقلد أباه في صلاته ، هذه الصلاة لا تعدو أن تكون عادة من العادات .

أماالصلاة التي هي عبادة فهي أيضاً تنقسم إلى قسمين ، تنقسم إلى روح وتنقسم إلى جسم ،فجسمها هو هيئاتها وما يأتيه المصلي فيها من حركة وذكر لله تبارك وتعالى هذا هو جسمالصلاة ، ولكن ذلك لا أثر له إلا عندما تكون هذه الصلاة متلبسة بروحها ، فروحالصلاة هو الخشوع .

ولذلك نحن نجد أن الله تبارك وتعالى يبين أثر هذه الصلاةعندما يقول ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِوَالْمُنْكَر)(العنكبوت: من الآية45) ، ويقول سبحانه وتعالى مبيناً أن أولئك الذينلا يؤدون الصلاة على النحو الشرعي الذي فرضه الله تبارك وتعالى يؤدي بهم الحال إلىأن يرتكبوا الموبقات ويقعوا في محارم الله ، فالله تعالى يقول ( أَرَأَيْتَ الَّذِييُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلا يَحُضُّ عَلَىطَعَامِ الْمِسْكِينِ ) (الماعون:1-3) قال بعد ذلك ( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) (الماعون:4-5) ، وقد كان السياق يقتضي أنيقول ( فويل لهم ) لأن الكلام يرتبط بعضه ببعض ، فما ذكر بعد الفاء إنما هو مرتبطبما قبلها ، إذ من شان الفاء أن تربط ما بعدها بما قبلها ، ولكن بدلاً من أن يقال ( فويل لهم ) قيل ( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْسَاهُونَ) ، إشعاراً وتنبيهاً بأن سهوهم عن الصلاة هو الذي أدى إلى ارتكاب هذهالمحارم بأسرها ، فلو كانوا يؤدون الصلاة على النحو المشروع لما وقعوا فيما وقعوافيها .

فالصلاة إنما تؤثر عندما تؤدى على النحو المشروع ، ولذلك نحن نرى فيكتاب الله تبارك وتعالى ما يدل على أن المحمود في الصلاة إنما هو إقامتها والمحافظةعليها والخشوع فيها ، فلم يأت أمر بالصلاة بلفظ (صلوا) في كتاب الله بل ( أقيمواالصلاة) ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى )(البقرة: منالآية238) ، الله تبارك وتعالى أيضاً يقول ( إِنَّ الأِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلاالْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ * وَالَّذِينَ فِيأَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَالَّذِينَيُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْمُشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ * وَالَّذِينَ هُمْلِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْأَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَفَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْرَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىصَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) (المعارج:19-34) .
هذه الأوصاف كلها ابتدأها أولاًبالمداومة على الصلاة ( الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ) ، واختتمهابالمحافظة على الصلاة .

فإذاً الصلاة المطلوبة هي الصلاة التي يؤديهاالإنسان مداوماً عليها على النحو الذي شرعه الله تعالى لا على النحو الذي لم يشرعهالله بحيث إنه يتلاعب في صلاته ويعبث في صلاته ولا يهمه أمر صلاته ، أو يفكر فيصلاته كما يذكر عن أحد التجار أنه صلى مع جماعة ولما انتهوا من صلاتهم ترددوا بينأن يكونوا صلوا أربعاً أو صلوا ثلاثاً فقال : لا بل صليتم ثلاثاً . فقالوا : وماالدليل على ذلك ؟ قال : لأن عادتي إذا دخلت في صلاتي أخذت أفكر في تجارتي وأصفيحساباتي وعندما يسلم الإمام أكون قد فرغت من تصفية الحساب ، وفي هذه المرة لم أفرغمن تصفية الحساب .

هذه الصلاة ليست هي الصلاة المطلوبة هذه مجرد عادة منالعادات يحاول أن يجامل بها الناس بحيث يتحرك مع المصلين ، يركع معهم ويسجد معهم معأن قلبه في مكان آخر لم يشحن بشحنة الإيمان وهو يقوم بهذه الصلاة إذ هو مشغول عنربه سبحانه وتعالى بلهوه وبتجارته ، فصلاته هذه ليست من الصلاة الشرعية في شيء ،إنما الصلاة الشرعية المطلوبة من الإنسان هي التي يؤديها على النحو المشروع ، وهذهالتي لها الأثر الكبير .

فالإنسان يجب عندما يصلي أن يحرص على أن يسابق معنىالألفاظ التي ينطق بها لفظها بحيث يكون المعنى أسبق إلى القلب من اللفظ إلى السمع ،ذلك بأن يستحضر المعاني تماماً ، فالإنسان عندما يقوم ويكبر الله عليه أن يستشعربكبرياء الله تبارك وتعالى وأن كل من عدا الله فهو صغير ، لا شأن لأي أحد مع اللهتعالى إذ لا عبرة بما يكون عليه الناس في هذه الحياة من أبهة ومن مناصب ومن مراتبومن أموال ومن سلطات ومن غير ذلك فإن ذلك كله لا وزن له عند الله ، إنما الوزنللعبد بقدر ما يقترب من الله ، بقدر ما يصلح نفسه ويهذب ظاهره وباطنه بقدر ذلك يكونمقرباً من الله سبحانه وتعالى .

فعندما يكبر تكبيرة الإحرام يشعر بأنالكبرياء لله ، فإن كان من أهل الشأن في هذه الدنيا كأن يكون صاحب منصب أو صاحب مالأو صاحب سلطة أو نحو ذلك فإنه بمجرد ما يكبر الله تعالى يشعر أنه ضعيف بين يدي اللهتعالى لا شأن لذلك الذي أوتيه في هذه الحياة عند الله ، وإنما شأنه بقدر ما يقتربمن الله سبحانه وتعالى من الطاعة وذلك يتنافى مع الكبرياء فعليه أن يتطامن ، وعليهأن يخضع ، وعليه أن يتواضع .

ولئن كان بخلاف ذلك بحيث يكون ضعيفاً محتقراًفقيراً أو بخلاف ذلك فإنه بمجرد ما ينطق بتكبيرة الإحرام يشعر أيضاً أن الكبرياءلله وحده فهذا يحرره من الخضوع لغير الله تعالى لأنه يشعر أنه مع غيره سواء إذ لاكبرياء لأحد ، إنما الكبرياء لله سبحانه وتعالى وحده .

ثم كذلك عندما يستعيذالمصلي بالله تعالى من الشيطان الرجيم تذكّره الاستعاذة بالحرب الضروس التي بينهوبينه الشيطان الذي أقسم بعزة الله أنه ليحرصن على أنه يرديه في جهنم إلا إن جعلهالله من عباده المخلصين ، وهذا مما يجعله أيضاً يتيقظ لمكائد الشيطان ، ويحرص علىمقاومة كيده ، وعلى التخلص من مكره ومن خداعه ، ويحرص على التيقظ في جميع أحواله .

ثم كذلك عندما يتلو أي شيء من فاتحة الكتاب من تحميد الله تعالى وتوجيهخطاب العبودية للربوبية إلى الله تعالى يشعر بأنه بين يدي الله تبارك وتعالى وهذامما يجعله يتواضع لله .

وكذلك ما يتلوه في صلاته من القرآن بعد الفاتحةيذكّره بالله سبحانه وتعالى وبأوامره وبنواهيه وبوعده وبوعيده وبلقائه وهذا ممايجعله موصولاً بربه .

فإذا انفلت المصلي من هذه الحالة يكون قد تطهر منأدناس هذه الحياة بحيث تكون نفسه نفساً صافية نقية موصولة بالله سبحانه وتعالى ،وينطلق من صلاته وصدق عليه ما دل عليه حديث الرسول صلى اله عليه وسلّم عندما قال : أرأيتم لو أن نهراً جارياً غمراً بباب أحدكم ينغمس فيه كل يوم وليلة خمس مرات أيبقىمن درنه شيء ؟ قالوا : لا يا رسول الله . قال : فذلك مثل الصلوات الخمس . وهكذاتتكرر العملية في اليوم والليلة خمس مرات على الأقل ، لينقي الإنسان نفسه ظاهرهوباطنه روحه وجسمه عقله ومشاعره فكره وأحاسيسه ، ينقي ذلك كله من وساوس الشيطانفيكون موصولاً بالله ، هذه الصلاة عندما يؤديها الإنسان على هذا النحو يكون لهاالأثر الكبير في نفسه والأثر الكبير أيضاً في تعامله مع بني جنسه .


السؤال(19)
ما حكم تكفير تارك الصلاة؟

الجواب :
الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم دلت على كفرتارك الصلاة ، فالحديث يقول : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر . ويقول صلى الله عليه وسلّم : ليس بين العبد والكفر إلا تركه الصلاة . وفي روايةأخرى بين العبد والكفر ترك الصلاة . إلى غير ذلك من الروايات الأخرى ، ولكن هل هوكفر نعمة أو كفر ملة ؟

الذي نأخذ نحن به ونعوّل عليه أنه إن كان لم يجحدالصلاة وإنما تركها تهاوناً فكفره إنما هو كفر نعمة وليس كفر ملة ، بحيث لا يخرج منملة المسلمين ،يبقى التوارث بينه وبين المسلمين ، ولا تحرم عليه امرأته ، وإن كانلا ينبغي للمرأة المسلمة المصلية المحافظة على دينها أن تكون حليلة لتارك الصلاةكيفما كان الأمر ، ولكن مع ذلك لا نقول بأنها تحرم عليه ، وإنما يطالب بالاستقامةوالمحافظة على الصلاة ، ولئن مات فهو يدفن في مقابر المسلمين ويصلى عليه على القولالراجح عملاً بحديث النبي صلى الله عليه وسلّم : الصلاة على موتى أهل القبلةالمقرين بالله ورسوله واجبة فمن تركها فقد كفر . والحديث الآخر أيضاً : الصلاةجائزة خلف كل بر وفاجر ، وصلوا على كل بر وفاجر . فإذاّ هو لا يحرم من حقوق موتىالمسلمين وغيرهم ، ويكون التوارث بينه بين المسلمين ولكن مع ذلك هو مرتكب كفر نعمةلأنه كفر نعمة الله بتركه هذه الصلاة .

بينما تاركها جحوداً يكون كافراً كفرملة ، فيحكم عليه بأنه مرتد عن الإسلام ، يطبق عليه حد الردة ، ولا يدفن في مقابرالمسلمين ، ولا يستحق شيئاً من حقوق موتى المسلمين ، ولا يكون بينه وبين المسلمينتوارث ، هكذا إن كان قد تركها جحوداً ، أو جحد وجوبها ولو لم يتركها . هذا هو القولالذي نأخذ به ونعتد به .


السؤال (20)
امرأة حملت بجنينوأجهضته بعد ما يقارب أربعة أشهر وذلك لأن الجنين به تشوهات في رأسه حيث توجد بهأورام ولا توجد به رقبة ، وأخبرها الأطباء أنه إذا بقي فسيعيش بقية حياته فيالمستشفيات وذلك حتى يتم شفط الماء الموجود في رأسه ، مع العلم أنه يوجد لديها طفلمعوق كذلك فمخافة أن يكون لديها طفلان معوقان يحتاجان إلى رعاية قامت بإجهاض الجنين، فهل ما فعلته هذه المرأة صحيح أم خطأ ، وإذا كان خطأ فماذا يجب عليها؟

الجواب :
هو خطأ لأن ما أصاب الجنين ليس من قبلها وإنما هو منقبل الله تبارك وتعالى . فهي محاسبة بعملها وليست محاسبة بحالة الجنين . إذ حالةالجنين إنما هي من صنع الله ، ولا دخل الإنسان في ذلك ، ولكن تسببت في قتل نفس ولوكانت لم تولد بعد ، ودية الجنين غرة عبد أو أمة كما جاء في الحديث عن النبي صلىالله عليه وسلّم ، فعليها أن تدفع هذه الدية أي مقدار ذلك ، وتقدّر هذه الدية بنحوما يساوي نصف عشر دية الإنسان الكامل .

فهذه الدية تدفعها إلى ورثة هذاالجنين من غيرها ، إلا إن أسقطوها عنها . فإن أسقطوها تكون ساقطة في هذه الحالة ،والله تعالى أعلم .

هذا كله إن لم يكن وجوده في رحمها يسبب خطورة عليها ،أما إن كان استمرار الحمل يسبب خطورة عليها ففي هذه الحالة لها أن تتخلص منه ، لأنمحافظتها على حياتها أولى إذ حياتها متيقنة وحياة الجنين غير متيقنة .
تمت الحلقة بعون الله تعالى وتوفيقه

schg Hig hg`;v 10 lk vfdu hgehkd 1425iJ K30L5L2004l-- hgl,q,u : uhl 1425iJ lil lk hgl,q,u hg`;v hgehkd vfdu schg uhl





توقيع :

رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
10 , 1425هـ , مهم , من , الموضوع , الذكر , الثاني , ربيع , سؤال , عام , ،م


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جميع أدلة المعلم للصف الثاني عشر والحادي عشر عابر الفيافي المنتدى الطلابي 16 06-16-2012 09:09 PM
سؤال أهل الذكر 26 من ربيع الأول 1425هـ ، 16/5/2004م-- الموضوع : عام جنون حلقات سؤال أهل الذكر 4 01-03-2012 12:37 AM
سؤال أهل الذكر 3 من ربيع الثاني 1425هـ ، 23/5/2004م-- الموضوع : عام ( التفاؤل وأسئلة جنون حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-19-2011 05:12 PM
سؤال أهل الذكر 21 من صفر 1425هـ ، 11/4/2004م-- الموضوع : عام عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-19-2011 05:07 PM
سؤال أهل الذكر 23 من ربيع الأول 1424هــ، 25/5/2003م- الموضوع : عام عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-18-2011 01:02 AM


الساعة الآن 11:37 PM.