العناد الطفل المطيع هو الذي يفعل ما يطلبه منه أبوه وأمه في الوقت المحدد. تقول الأم: قم الآن, واذهب إلى سريرك, فإذا رفض الذهاب فهذا عناد, وإذا تأخر في الذهاب, فتأخره نوع ثان من العناد, وإذا ذهب بتثاقل وتذمر, فهذا لون ثالث, وإذا أبدى استعداده لضرب من يأمره بشيء لا يحبه، فهذا لون شديد من ألوان العناد, ويبلغ العناد ذروته حين يفعل الطفل عكس ما يطلب منه, مثل أن يؤمر بالكف عن الكلام فيصرخ..., وكثيرا ما يظهر العناد لدى الأطفال بعد سن الثانية والنصف, ويشتد خلال السنة الثالثة والرابعة, ويبدأ بالتلاشي عند سن الخامسة إذا أحسن الأبوان التعامل معه بالشكل المناسب, ويظهر العناد عند الأطفال عند ممارستهم سلوكيات غير لائقة مثل الإصرار على كشف عورته أمام الآخرين, والتلفظ بألفاظ بذيئة, كذلك يعد رفض الطفل للأوامر والنواهي الصادرة عن أبويه من أهم مظاهر العناد, بالإضافة إلى الغضب لأتفه الأسباب وتعديه على الآخرين, ورفض التفاوض والتنازل عن شيء يعتقده. وهنا نشير إلى أن العناد يختلط أحيانا بالعدوانية, فترى الطفل العنيد يتسلط على الخدم, ويقوم بإيذائهم, ويظهر نوعا من التكبر والاستعلاء على الضعفاء. ولعل من أهم أسباب العناد لدى الأطفال: أولا, تقييد حركة الطفل, وهذه القيود نوعان: قيود مادية, كضيق مساحة المنزل, وكثرة الأشياء والتحف التي لا يصح للطفل لمسها, وقيود معنوية: وهي القيود المتمثلة في عدم محاورة الطفل والمحاورة معه وضعف الاهتمام به. ثانيا, أحيانا يأتي العناد من شعور الطفل بالضعف الشديد بسبب شعوره بأنه مظلوم وممتهن من قبل أحد الذين يعيش معهم. ثالثا, عدم تلبية الاحتياجات الملحة للطفل تحوله إلى شخص عنيد. رابعا, لتقليد الكبار نصيب في دفع الطفل إلى أن يكون معاندا., فيرى أخاه الكبير يرفض طلب أبيه فيقلده, وفي الحقيقة بإمكاننا القول إن الإنسان كائن مقلد. خامسا, في بعض الأحيان يكون العناد رد فعل على حالة نفسية للطفل, وحتى نتعامل مع الطفل العنيد لا بد أن ننتبه إلى أسس ينبغي أن نرسي عليها قواعد التربية, فنعالج الطفل العنيد بسهولة ويسر. أولا, وجود بيئة تربوية جيدة تساعد الأطفال على أن يحيوا حياة سوية وطيبة, وهناك أمور تساعد على خلق هذه البيئة منها: المعاملة بالمثل, التواصل المستمر مع الطفل, واستخدام الخطاب اللطيف الذي لا يثير روح العناد والمقاومة لدى الطفل, كذلك ألا نحصره في طلباتنا الضيقة والسريعة, دون أن نترك له أي خيار أو بديل دون أن نستشيره فيه, كذلك فضيلة التعليل وشرح أسباب ما نطلبه يسهل على الطفل الاستجابة ولتعليل كلامنا مع الأطفال فائدتان أساسيتان: الأولى: حفظ كرامة الطفل, الثانية: تدعيم التفكير السببي, فمثلا نقول له يكفي ما أكلته إلى الآن حتى لا يزيد وزنك. ثانيا, التجاهل وغض الطرف عن الموقف المعاند. ثالثا, استخدام المكافأة. رابعا, العقاب ويتضح ذلك في ما قاله أحد الآباء: إن ابني كان صعب الطباع, فأوضحت له بعض الأمور منها: الذهاب إلى النوم في الساعة التاسعة, فإذا تأخر فعليه أن يذهب إلى النوم في اليوم التالي قبل الموعد المحدد بعشرين دقيقة, وغيرها من الأمور. في البداية وجدت صعوبة في تطبيق العقوبة حيث إن الطفل أظهر تقبله للعقوبة دون أن يتغير, ولكن بعد شهرين أو ثلاثة تحسنت الأمور. فبالصبر والمثابرة يمكن لأمور سيئة كثيرة في حياة الصغار أن تتغير وتزول. أم ثويبة السرحنية
إنا لأهل العدل والتقدم ::: إنا لأصحاب الصراط القيم
الدين ما دنّا بلا توهم ::: الحق فينا الحق غير أطسم
يا جاهلا بأمرنا لا تغشم ::: توسمن أو سل أولي التوسم
** " ( فعاليات المنتدى ) " ** 
المشكلات التربوية
المواضيع المتشابهه 
]
