تنبيه هام |
الإهداءات |
نور الفتاوى الإسلامية [فتاوى إسلامية] [إعرف الحلال والحرام] [فتاوى معاصرة] [فتاوى منوعة] |
| أدوات الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
| ||||||||||||||||
| ||||||||||||||||
لُغَةً: الفهمُ مطلقًا، أو فهمُ المعنى الذي فيه غموضٌ[1] قالَ تعالى: }قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ { هود: ٩١. اصْطِلاحًا: هو العلمُ بالأحكامِ الشرعيةِ العمليةِ المستنبطةِ منْ أدلتِها التفصيليةِ. تَدرُّجُ مُصْطَلَحِ الفِقْهِ: أصلُ كلمةِ الفقهِ في النصوصِ الشرعيةِ عامةً يُرادُ منها العلمُ بأمورٍ الدِّينِ عمومًا، ومنهُ تسميتُهم للعقيدةِ بـ"الفِقْهِ الأَكْبرِ"، وعلَى ذلكَ يُحمَلُ مثلُ قولِهِ تعَالى: }فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ{ التوبة: ١٢٢، وقولِهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ:" مَنْ أرادَ الله بهِ خَيرًا فقهَهُ في الدِّينِ"[2]، ثم قُصِرتْ في اصْطِلاحِ العلماءِ على الأحكامِ العمَليةِ فقط دونَ العقائدِ والأخلاقِ. ثانيًا: تعريفُ العباداتِ: لُغَةً: مفردُ "عبادةٍ"، والعبادةُ هيَ الخضوعُ والطاعةُ والاستسلامُ والانقيادُ[3]. اصْطِلاحًا: العبادةُ (بمعناها العامِّ) هيَ كلُّ عَمَلٍ مشروعٍ يقدَّمُ ويُرادُ بِه وجْهُ الله تعَالى، -و(بالمعْنى الخاصِّ) حصرَها العلماءُ في مجموعةٍ منَ الشَّعائرِ التَّعبُّدِيةِ كَالصَّلاةِ والزَّكَاةِ والصِّيامِ والحجِّ، وهذا المعنى هوَ المرادُ في "فِقْهُ الْعِبَادَاتِ". فِقْهُ الفِقْهِ إنَّ اللهَ تعالى عندَما أمرَنا بأداءِ العباداتِ كلِّها -من إقامةٍ للصلاةِ وإيتاءٍ للزكاةِ وإمساكٍ في الصيامِ وسعيٍ وطوافٍ في الحجِّ...إلخ- لم يُردْ بذلكَ كلِّهِ مجردَ طقوسٍ جوفاءَ لا أثرَ لها في السُّلوكِ الظَّاهرِ والبَاطنِ للإنسانِ بحيثُ لا تتجاوزُ مجرَّدَ القيامِ والنَّصَبِ، أوِ الإنفاقِ والبذْلِ، أوِ الجُوعِ والعَطَشِ.. وإنما أرادَ شيئًا أبعدَ منْ ذلكَ كلِّهِ، غاياتٍ ساميةً روحانيةً منَ الخشُوعِ والتزكيةِ والامتثَالِ التامِ والتعبُدِ الخالصِ والتسليمِ المطلَقِ للهِ الخالقِ، اللَّطيفِ الخبيرِ، الحَكِيْمِ العلِيْمِ، والذي يجتمعُ كلُّهُ في تقوى اللهِ U، فهذِهِ هيَ الغايةُ الحقيقيةُ مِن تشريعِ العباداتِ أمرًا ونهيًا، فعلاً وتركًا... وهو ما يمكنُ لنا أنْ نُسميَهُ بـ"فِقْهُ الفِقْهِ". فعلى طالبِ العلمِ والسَّائرِ في دربِ العبادةِ الصحيحةِ الموصلةِ إلى رضوانِ اللهِ تباركَ وتعالى أنْ لا يُهمِلَ هذا الجانبَ المهمَّ في عبادتِهِ، وأنْ لا يَجعلَ مِن قيامِهِ للعباداتِ مجرَّدَ التخلصِ مِن أداءِ فرضٍ واجبٍ عليهِ، بحيثُ يكونُ همُّه وغايةُ مقصودِهِ هوَ إسقاطُ ذلكَ الدَّيْنِ الحالِّ والواجبِ المحتَّمِ، بلْ عليهِ أنْ يستشعرَ جوانبَ العبادِة الرَّوحانيةَ وأسرارَها الإيمانيةَ، ويحاولَ أنْ يُعدِّدَ النياتِ عندَ القيامِ لأدائِها حتى تَعْظُمَ مَثُوبَتُهُ، وتعلوَ درجَتُهُ، ويزدادَ إيمانًا فوقَ إيمانِهِ، وإخلاصًا فوقَ إخلاصِهِ، وزكاةً فوقَ زكاتِهِ؛ فيكونَ منَ المؤمنينَ الذينَ حصرَهم اللهُ بقولِهِ : }إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً { الأنفال: ٢– [4]٤. والمتأملُ في مفرداتِ العِباداتِ واحدةً واحدةً يجِدُ هذه اللَّفتةَ الروحانيةَ متخلِّلةً تلكَ النصوصَ التشريعيةَ في مختلفِ جوانبِ العباداتِ، وهذا ما جعلَ الرعيلَ الأوَّلَ من السلفِ الصالحِ -رضوانُ اللهِ تعالى عليهمْ- ينفعلونَ معَ هذِهِ العباداتِ، بل تعتملُ هذهِ العِباداتُ في نُفُوسِهم فأثَّرَتْ في مَجَرى حياتِهم بعدَ أنْ كانت قُرَّةَ أعينِهمْ ومَهوى أفئدتِهمْ. ففي الرُّكْنِ العمليِّ الأولِ مِن أركانِ هذا الدِّينِ العظيمِ -وهيَ الصَّلاةُ- يُبَيِّنُ I أنَّ الغايةَ مِن الصلاةِ هيَ النَّهيُ عنِ الفَحشاءِ والمنكرِ }وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ { العنكبوت: ٤٥، فلذلكَ مَن لم تَنْهَهُ صلاتُهُ عن الفَحشَاءِ والمُنْكَرِ دَلَّ ذلكَ على وجودِ خللٍ كبيرٍ فيها، وأنَّ هذهِ الصَّلاةَ قدْ فقدتْ رُوحَها، فعليهِ أنْ يَتداركَ نفسَه بإقامَةِ الصَّلاةِ حقَّ الإقَامةِ، ففي الحديثِ الصحيحِ "لكلِ شيءٍ عمودٌ، وعمودُ الدِّينِ الصلاةُ، وعمودُ الصلاةِ الخشوعُ، وخيرُكم عندَ اللهِ أتقَاكُم"[5]، أمَّا "مَن لم تَنْهَهُ صلاتُهُ عنِ الفحشاءِ والمُنكرِ لم يزددْ بِها مِنَ اللهِ إلا بُعدًا"[6]. وفي جانبِ الزكاةِ والصَّدقةِ يقولُ تعالى: }خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا{ التوبة: ١٠٣، وفي الصِّيامِ يقولُ تعَالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{ البقرة: ١٨٣، ويقولُ r:"..ولا صومَ إلا بالكفِّ عنْ محارمِ اللهِ"[7]. أمَّا عنِ الحَجِّ فنجدُ التنبيهَ المتكرِّرَ والفواصلَ المتتابعةَ في بيانِ أنَّ الغايةَ مِن هذهِ الشَّعِيرةِ الجليلةِ هي تحقيقُ فضيلةِ التقْوى }وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ، الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ { البقرة: ١٩٦ – ١٩7، وهكَذَا يقولُ تعالى في سُورةِ الحجِّ: }لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ { الحج: ٣٧. وفي أطولِ آياتِ القُرآنِ الكريمِ إطلاقًا -وهيَ "آيةُ الدَّينِ"، التي تتحدثُ عن أحكامٍ فقهيةٍ في المعاملاتِ الماليةِ المحضَةِ- يختمُ اللهُ تعالى هذِهِ الآيةَ بالأمرِ بالتَّقوى التي تثمرُ العلمَ النافعَ بإذنِ اللهِ تعالى: }وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ { البقرة: ٢٨٢، بلْ إنَّهُ I صرَّحَ بالغايةِ الكُبرى مِنَ العباداتِ كلِّها، وذلكَ في صَدرِ كتابِه الكَريمِ في أوائِلِ سورةِ البقرةِ حينمَا قَالَ تَعَالى: }يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{ البقرة: ٢١. فمَا عليكَ -أخي طالبَ العلمِ النجيبَ- إِلا أنْ تستحضرَ في عبادتِك كلَّ هذهِ المعاني السَّاميةِ، والأسرارِ العظيمةِ، حينَها ستدركُ تغَيُّرًا حقيقيًّا في عبادتِكَ، ونجاحًا باهرًا في معاملتِكَ.. وما خفيَ منَ الحِكَمِ عندَ اللهِ تعالى كانَ أجلَّ وأعظمَ قَالَ تَعَالى:}وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً { الإسراء: ٨٥. tri hgufh]hj lk ;jhf hglujl] td hgwghm hglujl] hgwghm hgufh]hj td الموضوع الأصلي: فقه العبادات من كتاب المعتمد في فقه الصلاة || الكاتب: عابر الفيافي || المصدر: منتديات نور الاستقامة
|
| رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||||||||||||
|
| ||||||||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
من , المعتمد , الصلاة , العبادات , في , فقه , كتاب |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فتاوى الصلاة للشيخ سعيد بن مبروك القنوبي | عابر الفيافي | نور الفتاوى الإسلامية | 30 | 08-26-2013 02:24 PM |
كتاب : الفتاوى كتاب الصلاة ج1 لسماحة الشيخ أحمد الخليلي | عابر الفيافي | نور الفتاوى الإسلامية | 8 | 10-26-2011 09:29 PM |
تفسير سورة البقرة ص6(القرطبي) | الامير المجهول | علوم القرآن الكريم | 1 | 08-23-2011 11:38 PM |
سؤال أهل الذكر 6من محرم1424هـ ،9/3/2003م- الموضوع : الخشوع في الصلاة | عابر الفيافي | حلقات سؤال أهل الذكر | 0 | 02-18-2011 12:55 AM |
الفتاوى كتاب الصوم ج1 لسماحة الشيخ أحمد الخليلي | عابر الفيافي | نور الفتاوى الإسلامية | 0 | 10-08-2010 10:40 AM |