سؤال أهل الذكر 20 من شعبان 1423هـ ، الموضوع : وسائل الاتصالات والانترنت - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات


العودة   منتديات نور الاستقامة > الــنـــور الإسلامي > نور الفتاوى الإسلامية > حلقات سؤال أهل الذكر

حلقات سؤال أهل الذكر حلقات سؤال أهل الذكر,فتاوى الشيخ أحمد بن حمد الخليلي,فتاوى الشيخ سعيد بن مبروك لقنوبي,حلقات سؤال أهل الذكر كتابية مفرغة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
Icon26  سؤال أهل الذكر 20 من شعبان 1423هـ ، الموضوع : وسائل الاتصالات والانترنت
كُتبَ بتاريخ: [ 02-18-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية عابر الفيافي
 
عابر الفيافي غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363
قوة التقييم : عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة






سؤال أهل الذكر 20 من شعبان 1423هـ ، الموافق 27 أكتوبر2002م


الموضوع : وسائل الاتصالاتوالانترنت


السؤال :
كيف يوظف المسلم وسائلالاتصالات في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ؟

الجواب :
بسم اللهالرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمدوعلىآله وصحبه أجمعين ، أما بعد :

فإن الله تبارك وتعالى كرّم الإنسانتكريما ، ورفع منزلته وفضله على غيره تفضيلا ، وهذا يتجلى في ما أوتيه هذا الإنسانمن ملكات العقل ، والقدرات المختلفة التي من خلالها يمكنه أن يتعامل مع جميعالكائنات الموجودة في هذه الأرض بل وأن يمتد تعامله إلى الكائنات التي هي خارج إطارهذه الأرض ، ولا ريب أن هذه الكائنات سخرت تسخيراً للإنسان ، وأعطي الإنسان منالملكات والقدرات من أجل استخدامها في مصلحته ما يبين بكل وضوح أن وجود الإنسان فيهذه الأرض يختلف تمام الاختلاف عن وجود غيره من الكائنات ، فإن الإنسان لم يؤت هذهالمواهب المختلفة من أجل هذه الحياة القصيرة التي ينشرها الميلاد ويطويها الموت ،وإنما أوتي هذه الملكات من أجل أن يعمل عملاً صالحاً يمتد أثره في أعقابه ، ويمتدأثره فيما بعد بحيث يجني ثمرته في الدار الآخرة ، تلك الدار التي تختلف عن هذهالدار ، لأن حياتها حياة لا تنصرم ، والناس يجنون فيها ما غرسوا في هذه الدنياخيراً كان ذلك أو شرا ، فمن غرس خيراً لقي خيرا ، ومن غرس شراً فلا يلومن إلا نفسه(وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)(الأنعام: من الآية164) ، فكل نفس إنماتجني على نفسها فحسب .

هذا ولا ريب أن الله سبحانه وتعالى إنما آتى الإنسانهذه المواهب المختلفة لأجل أنه مستخلف في هذه الأرض ، ومعنى هذا الاستخلاف أن يكونقائماً بواجب عمارتها على النحو الذي يرضي الله تبارك وتعالى ، وأن لا يشذ عن منهجالله فإن المستخلف إنما يجب أن يكون عمله فيما استخلف فيه في إطار توجيهات مناستخلفه ، ولئن كان الله تبارك وتعالى هو المستخلف لهذا الإنسان وهو مالك الملك ربالسماوات والأرض الذي منه المبدأ وإليه الرجعى وله الحمد في الآخرة والأولى فإنهيجدر بهذا الإنسان أن لا يخرج في كل تصرفاته وفي كل أعماله عن الحدود التي رسمها لهمستخلفه سبحانه وتعالى بحيث تكون أعماله وتصرفاته وفق أمر الله سبحانه .

ولاريب أن الله سبحانه وتعالى جعل هذا الإنسان كائناً إجتماعيا ومن أجل هذا كان بحاجةإلى التواصل مع بني جنسه وهذا الأمر لا يقف في حدود القطر الواحد أو المجتمع الواحد، بل ولا يقف في حدود الجيل الواحد ، وإنما هو يمتد عبر الأجيال المتسلسلة ، ومنأجل هذا هيأ الله سبحانه وتعالى الوسائل المختلفة من أجل نقل المعلومات من جيل إلىجيل كما أنها تنقل المعلومات أيضاً من قطر إلى قطر ، فنطق الإنسان الطبيعي بلسانهلا يمتد إلا إلى مسافة محدودة ، ولكن يمكن أن يمتد ما يشبه النطق وهو التسجيلبالقلم حتى يكون مفهوماً عبر الأجيال المتسلسلة ، فالقارئ يقرأ ما كتبه من سبقهبقرون وكأنه يعايشه بحيث يطلع على ما كانت عليه رغباته وعلى ميوله وعلى مشاعرهوأحاسيسه وعلى أفكاره وكأنما هو ينادمه لا يفصل بينه وبينه شيء .

كذلك شاءالله سبحانه وتعالى أن تكون حياة هذا الإنسان حياة تطور ، تطور لا يقف عند حد ،وهذا التطور يسير سيراً حثيثاً ، ولئن كان التطور عبر القرون السابقة كان بمقداروسائل النقل في ذلك الوقت بحيث كان التطور لا يعدو أن يكون في سرعة من يمشي ركضاًأو من يركض ركضاً فإن التطور في وقتنا هذا يكاد يكون يصل إلى حد سرعة الضوء ، فإنالمسافات تطوى بسرعة ، ومن بين هذه التطورات التي حصلت وجود هذه الوسائل التي تنقلالأفكار والمعلومات بل وتنقل المشاهد من أماكن إلى أماكن بعيدة حتى أصبح العالمبأسره بترامي أطرافه وكأنما هو غرفة واحدة يطلع الإنسان على ما يجري فيها ، وهذاكله مما يدعو الإنسان إلى أن يتفكر في هذه الموهبة العظيمة التي منحها ، وما هي إلاابتلاء من الله يبتليه الله سبحانه وتعالى أيشكر أم يكفر ، فالشكر إنما هو استخدامهذه النعمة فيما خلقت من أجله ، والكفر إنما صرف هذه النعمة باستخدامها فيما لايرضي المنعم بها تبارك وتعالى .

ومن هنا كانت الضرورة داعية إلى أن يحرصالإنسان الذي يدرك ذلك وهو المسلم على أن يستخدم هذه النعمة في هداية القطعانالبشرية الحائرة الضالة ، فإن الإنسان المسلم صاحب رسالة فهو مسئول عن تبليغ هذهالرسالة إلى آفاق الأرض كلها ذلك لأن الله تبارك وتعالى أورث المسلم مواريث النبوة، والأنبياء إنما جاءوا من أجل هداية الخلق أرسلهم الله سبحانه وتعالى مبشرينومنذرين ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حي عن بينة ، وجمع الله سبحانه وتعالى ماتفرق من رسالاتهم في الرسالة الخاتمة الجامعة التي بعث بها عبده ورسوله محمداً عليهوعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام ، فهي منطوية على كل خير وأمته خير أمة أخرجتللناس ، ولكن متى تكون هذه الخيرية ؟ إنما تكون هذه الخيرية عندما تكون أمة ملتزمة، أمة تعمل بأمر الله ، وتحرص على اتباع هدي رسوله صلى الله عليه وسلّم ، وذلك بأنتتحمل هذه الرسالة لتبلغها إلى الناس أجمعين ، ومن هنا وجدنا أن الحق سبحانه وتعالىيبين ميزة هذه الأمة إذ يقول ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِتَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَبِاللَّهِ)(آل عمران: من الآية110) ، فهي أمة خيرة ، وخيريتها إنما تكون عندما تكونملتزمة بهذا الأمر وذلك بأن تحرص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما تبني ذلككله على الإيمان بالله .

وقد فرض الله تعالى عليها أن تكون أمة هذا شأنهاعندما قال سبحانه وتعالى ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِوَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُالْمُفْلِحُونَ) (آل عمران:104) ، ولا ريب أن السلف الصالح أدركوا هذه المسئوليةفلذلك قاموا بنشر هذا الحق فانطلقوا في أرجاء الأرض وكأنما كل واحد منهم رسول إلىأمة يتلو عليها كتاب ربها سبحانه وتعالى ويأمرها بالمعروف وينهاها عن المنكر ويقيمعليها الحجة ويبين لها المحجة ويرسم لها الطريق الصحيح الذي إن سارت فيه وصلت إلىالبغية وأدركت المنى وخرجت من هذه الدنيا برشاد وبهداية وبفوز عظيم وفتح مبين وذلكلأنها تنتقل إلى رضوان الله سبحانه وتعالى ، أما إن سارت سيراً آخر فإنما تنقلبوالعياذ بالله إلى عاقبة لا تعدو أن تكون خسرا .

وشاء الله سبحانه وتعالى أنتمتد هذه الهداية لتصل إلى آفاق الأرض وتنتشر مع أن الوسائل ما كانت متوفرة عندهمإذ كانت الوسائل وسائل بدائية ، كانت الوسائل إنما ركوباً على أرماث البحر أو علىظهور الدواب أو سعياً على الأقدام من أجل نشر دعوة الحق ، والآن الإنسان وهو فيغرفته يستطيع أن يخاطب العالم ، يستطيع أن يوجه الخطاب إلى أًصقاع الأرض ، فما أجدرالمسلم وهو يملك هذه الوسيلة أن يبصر هذا العالم الحائر بطريق سلامته وطريق هدايتهمن أجل إنقاذه من ورطته ومن أجل انتشاله من الضياع ومن أجل أن النهوض به من عثرته ،والله تعالى ولي التوفيق .

السؤال :

الذي يستخدم شبكة المعلومات العالمية ( الانترنت ) في الدعوة إلى اللهسبحانه وتعالى ، هل لا بد أن تتوفر فيه شروطاً معينة حتى لا يضر بالإسلام؟

الجواب :

الدعوة يجب أن تكون مهمة كل مسلم ، لأن اللهتبارك وتعالى بيّن أن ميزة هذه الأمة إنما هي في الدعوة إلى الله ، إذ قال(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِوَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ )(آل عمران: من الآية110) وقال ( وَلْتَكُنْمِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِوَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران:104)،ومن المعلوم أن ( من ) هنا في قوله ( منكم ) ليست للتبعيض وإنما هي للبيان ، فهيعلى حد قولهم وجدت من فلان أسداً ، وجعل الله له من أولاده أنصارا ، وهكذا ، فإنالمراد بمثل هذا أن ( من ) لبيان الجنس وليست هي للتبعيض ، ومعنى ( ولتكن منكم أمة ) أي كونوا أمة هذا شأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله .

فإذااضطلعت الأمة بهذه الأمانة أدت واجبها ، ولكن لا بد من أن يكون الإنسان فيما يقولهعلى بينة من أمره وبصيرة من دينه وسداد من مسلكه حتى لا يتورط .

فمن ذلك لابد من أن يكون الإنسان عارفاً بما يدعو إليه ولذلك قيل بأن الإنسان لا يكون آمراًبالمعروف ولا ناهياً عن المنكر حتى تجتمع فيه خصال : أن يكون عالماً بما به يأمر ،وعالماً بما عنه ينهى ، وأن يكون عدلاً فيما به يأمر ، وعدلاً فيما عنه ينهى ، وأنيكون مؤتمراً بما به يأمر ، ومنتهياً عما عنه ينهى .

لا بد من أن تتوفر فيالإنسان هذه الخصال ، أما العلم فإنه أساس العمل وأساس الهداية ، ولذلك كانتالهداية منوطة بالعلم ، والله سبحانه وتعالى عندما أرسل رسوله صلى الله عليه وسلّمخاطبه أول ما خاطبه بكلمة اقرأ ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَالإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَبِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) ( العلق : 1-5) لأن اللهبعثه برسالة العلم ، فالله سبحانه وتعالى عندما امتن به على عباده المؤمنين إنماامتن به لأنه جاء معلماً لهم ومزكياً لهم فقد قال سبحانه ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُعَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوعَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَوَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (آل عمران:164) ، وقال امتناناًعلى عباده الأميين وهم العرب ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاًمِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَوَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الجمعة:2(

وقد حذّر الله سبحانه من التقول عليه بغير علم عندما قال عز من قائل ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَوَالأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْيُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (الأعراف:33) ، فالتقول على الله بغير علم أمر غير جائز .

ولكن الدعوة تختلفبين أمر وآخر ، فهناك أمور من الضرورة أن يعرف الإنسان حكمها إذ من الذي لا يعرف أنالخمر مثلاً حرام وأن الزنا وأن الغيبة حرام وأن كلمة الباطل يقولها الإنسان حرام ،فالإنسان عندما يغيّر مثل هذا المنكر لا يحتاج إلى كثير علم إذ الناس جميعا مشتركونفي معرفة ذلك ، وكذلك عندما يجد أحد من الناس أحداً يسيء التصرف في أمر من الأموروهو يحسن التصرف فإن عليه أن يدعوه إلى الخير وأن يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر، وبهذا يكون قد أدى ما عليه .

وكذلك من هذا الباب تربية الإنسان لأولادهعلى طاعة الله وعلى البر وعلى الإحسان وعلى اجتناب سفاسف الأمور وعلى التحلي بمكارمالأخلاق ، فإن ذلك كله يدخل في باب الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ، وهكذا تتوسعالدعوة شيئاً فشيئا ويشترك فيها الناس بقدر قدراتهم .

وأما العدل فهو أن لايحابي أحداً على حساب أحد آخر ، لا يحابي قريباً على حساب بعيد ، ولا حبيباً علىحساب بغيض ، ولا صالحاً على حساب طالح ، فإن الناس متساوون في هذه الناحية ، لا بدمن أن تكون كلمة الحق التي يقولها منبعثة من أعماق نفسه من أجل هداية الناس لا منأجل الحيف على أحد ، أو توصير أحد على حساب أحد ، فالله تعالى يقول ( يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىأَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْفَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا)(النساء: من الآية135) ، ويقول سبحانه وتعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواكُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُقَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)(المائدة: منالآية).

وأما الائتمار بما به يأمر والانتهاء عما عنه ينهى عنه فإنه منضرورات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذلك لأن هذه الدعوة إن لم تكن مترجمةبالعمل ومصدقة بالفعل فإنها ولا ريب تكون متعثرة في طريقها ، والحق سبحانه وتعالىيقول في تقريعه لليهود ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَأَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (البقرة:44)،وليس التقريع هنا على الأمر والنهي على أمر الناس بالبر ، وإنما التقريع علىنسيانهم أنفسهم ، فهم وإن أحسنوا من حيث دعوة الناس إلى الخير ولكنهم أساءوا من حيثإنهم تركوا الائتمار بهذا الذي يأمرون به والانتهاء عن هذا الذي ينهون عنه .

ونجد أن السلف الصالح إنما استطاع أن يقتحم السدود ، وأن يذلل العقبات ،وأن يصل إلى غايته في هذه الدعوة بالتطبيق الدقيق لكل ما يدعو إليه ، فالسلف الصالحكانت أعمالهم أدعى إلى الحق من أقوالهم ، ولذلك تفاعل الناس تفاعلاً تاماً مع هذهالدعوة فاتبعوا دين الله ودخلوا فيه أفواجا ، وهذا كما قلنا مع عدم وجود الوسائل فيذلك الوقت ولكن عزيمتهم كانت عزيمة متوقدة ، وأعمالهم كانت أعمالاً صالحة ، وسيرتهمكانت سيرة زكية ، ولذلك تفاعل الناس مع دعوتهم فتسارعوا إلى الاستجابة لها .



السؤال :
كما تعلمون فإن وسائل الاتصال منتشرة بشكل كبير اليوم وللهالحمد والمنة ،ويعد برنامج ( البالتوك ) نوع من أنواع الاتصالات ، ومن بين غرف هذاالبرنامج غرفة الأرقم تجري في هذه الغرفة مناقشة بعض القضايا مثل قضية تعدد الزوجاتحيث تتم المناقشة إما بالكتابة أو بواسطة لاقط الصوت بين الأشخاص .

ماذا ترون فيمشاركة المرأة في مثل هذه المناقشات وبالذات بواسطة لاقط الصوت ؟ ، وهل صوتها يعتبرعورة بالنسبة للرجال ؟ علماً بأن الغرفة يدخلها الجنسان ؟

الجواب :
حقيقة الأمر القضية تحتاج إلى شيء من الدقة في الإجابة عليها، فنحن نشجعالمرأة أن تكون داعية إلى الله آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر ، وأن تسخر هذهالوسائل من أجل القيام بهذه المسؤولية ، والاضطلاع بهذه المهمة . والله سبحانهوتعالى يقول في وصف المؤمنين والمؤمنات ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُبَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِالْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَوَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ)(التوبة: من الآية71) ، فالله سبحانهوتعالى وصفهم هذا الوصف وهو وصف يدل على اشترك الجنسين جميعاً في الاضطلاع بهذهالمهمة .


ولكن مع هذا لا بد من مراعاة الآداب والأخلاق والتقيد بالحشمةوالوقار ، فحديث الرجل إلى المرأة يجب أن لا يكون حديثاً مشوباً بعاطفة ولربما غرّرالإنسان بالمرأة من خلال إذكائه عاطفتها وهو يتحدث إليها حديثاً عاطفياً يجذبها إلىأمور لا تحمد .

فمن هنا نحن نوصي أولئك الدعاة أن يتخلقوا بأخلاق الدعاة ،وأن يتركوا هذا الجانب ، وأن يحرصوا على الإصلاح بحيث لا يجعلون الدعوة وسيلةلتهييج العواطف فإن ذلك أمر يؤدي إلى التخريب لا إلى التعمير وهذا أمر معروف بطبيعةالحال .

كما أن المرأة يجب أن تتعامل مع الرجل بحذر وأي حذر ولا سيما إنأراد أن يفاتحها في قضية زواج أو في غير ذلك فإن الاسترسال في هذا ربما أدى بها إلىما لا تحمد عاقبته وليس كل الرجال رجالاً ، الناس يتفاوتون ، وقد يغرها بمظهرهبسمته وبوقاره وبتحليه بصفات الصالحين حسبما يظهر ولكنه ينطوي على حقيقة مضادة لهذهالحقائق وهذا أمر يجب أن يتبنه له الجميع .

ومن المعلوم أن المرأة سرعان ماتتهيج عاطفتها لأن عاطفة المرأة كما تقول باحثة اجتماعية فرنسية تشغل كلا جانبيدماغها عندما تثور ، بخلاف عاطفة الرجل فإنها تشغل جانباً واحداً وتترك الجانبالآخر صالحاً للتفكير ، فالمرأة كثيراً ما تتأثر ولذلك يجب الرفق بالمرأة كما قالالنبي صلى الله عليه وسلّم : رفقا بالقوارير .

يجب الرفق بالمرأة ، ويجبعلى الرجل أن يتعامل مع امرأته على أنها أخته وعلى أنها أمه وعلى أنها ابنته ، فكماأنه لا يرضى لأمه ولا يرضى لابنته ولا يرضى لأخته أي عار يلحقها كذلك عليه ألا يرضىبأي امرأة أخرى ذلك لأنها قبل كل شيء أخته في الإنسانية قبل أن تكون أخته فيالإسلام ، ثم هي أخته في الإسلام ، ثم قد تكون أخته في المجتمع أيضا بحيث يجمعهماجميعا مجتمع واحد ، فعليه أن يتقي الله تبارك وتعالى في ذلك وأن يحرص على تجنب جميعالإثارات .

وأنا بنفسي وصلتني شكاوى من بعض النساء الداعيات بأن بعض الفتياتأصبحن يتعرضن للإثارات من قبل بعض الناس الذين يتظاهرون بمظهر الصلاح والاستقامةوذلك عبر هذه الوسيلة ، فعلى هؤلاء أن يتقوا الله وأن لا يستعملوا هذه الوسيلة إلافي البناء لا في الهدم .

ويمكن أن يلتقيا ( الداعي والداعية ) من خلالالحديث ولكن مع ذلك يجب أن يكون حديثاً وقوراً ، أنا لا أقول بأن صوت المرأة عورةعلى أي حال ، وإنما على المرأة إن تحدثت مع الرجل أن تتجنب التغنج وأن تتجنبالمثيرات ، ومع هذا أيضا يجب أن لا يكون حديثاً عاطفياً كما قلت ، وإنما يجب أنيكون حديثاً جدياً ليس فيه ما يتعلق بهذا الجانب ، وبهذا يمكن أن يتعاون الجنسان .

ولا أقول بمنع التحدث إلى المرأة فيما يتعلق بأمور الزواج أي مفاتحةالمرأة في هذا ولكن ذلك في حدود الحشمة والوقار مع اطلاع أسرتها على ذلك ومن بينهمولي أمرها .

وهنا تعجبني أبيات فيها الكثير من النصح والتوجيه للمرأة ومنبينها ما يتعلق بهذا الجانب أي بجانب تغرير المرأة من أجل الزواج أو من أجل شيء منهذا قالها أحد كبار الدعاة قبل سنين كثيرة عندما خرجت المرأة متبرجة تبرج الجاهليةونسيت حشمتها ووقارها وما يجب أن تكون عليه فقد وجه إلى المرأة نصيحة .

وأناأذكر هذه الأبيات وهي وإن كانت لا تتعلق جميعاً بهذا الجانب الذي كنا نتحدث فيهوإنما تتعلق بما وصلت إليه المرأة من فتح الباب على مصراعيه للشهوانيين يقول :
قَصّرتِ أكماماً وشلتِ ذيولا



هلا رحمتِ إهابكِالمصقولا


أسأمتِ من بردِ الشتاء سجونَه



فطلبتِ تحريرَ المصيفِعَجولا


وخطرتِ تحت غِلالةٍ شفافة



في فتنةٍ تدعُ الحليمَ جهولا


محبوكةٍلصِقت بجسمٍ مشرقٍ



دفعته فورتُه فبان فُصولا


هل قصّر الخدانِ في صرعاهما



أو كان طرفُكِ في الطعان كسولا


حتى استعنتِ على القلوبِ بمُغمَدٍ



وجعلتِجسمكِ كلَه مسلولا


ألححتِ في عرضِ الجمالِ وغركِ




الأغرارُ لما أسمعوكِفضولا


من نال منكِ رضا فأنت مَلاكُه



ومن انتهرتِ قسا فكان عذولا


صونيقداسةَ ما وُهِبتِ وحاذري



أن تبتغي بعد الهُويّ حُلولا


واسمَي بعرضكِفالمُضَلل فورة



وإن اهتدى عبثاً يضل وصولا



ثم هنا جاء بما كنا نتحدثبه قال :
شاهدتُ ضليلاً يطاردُ غادةً



فنهرتُه حنِقَاً فقال خجولا


أبغي البناء بها فقلت مداعباً



هل كان باب وليها مقفولا


فرنا ولم يرهافجُنّ وقال لي



أبُعثت فينا يا غيور رسولا


لم يبق لي أرَب فما يضطرني



حتىأكون مكلفاً مسئولا


قل للفتاةِ الغرِ هذا حبه



إن بان ملتاعاً وذابميولا


يلقاك كالحَمَلِ الوديعِ مُضللاً



فإذا تمكن منكِ أمسىغولا



فهكذا نحن نحذّر المرأة من أن تقع فريسة لمثل هؤلاء الناس ، كما نحذرالرجل أيضاً أن يقع هو أيضاً فريسة الشيطان من خلال إغوائه بطريق المرأة ، وعلىالجانبين أن يتقيا الله تبارك وتعالى .


السؤال :
المتساقطون على طريق الدعوة ليسوا بقليل في العالم الإسلامي، هل ترى سماحتكم أن بعضهم أخفق في سبيلها إن كان ذلك كذلك ، فإلى أي الزوايا مردذلك الإخفاق ، أهو فساد معتقد أم انحطاط فكر ؟

الجواب :
حقيقةالأمر هناك أسباب متعددة ، فقد يكون الغبش في التصور سبباً من أسباب هذا التساقط ،وقد يكون أيضاً غلبة النزوة والشهوة سبباً من هذه الأسباب ، ولا أعني بالشهوة شهوةمعينة ، هنالك شهوات مختلفة تغري الإنسان وتدفعه دفعاً إلى ارتكاب الموبقات منبينها شهوة حب الظهور ومن بينها شهوة المال ، ومن بينها أن يحب بأن يتبوأ مكاناًعالياً بين الناس إلى غير ذلك من الأمور التي تردي الإنسان ، ولا ريب أن هذه كلهامهلكات فإن الله تبارك وتعالى يقول ( تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَالِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُلِلْمُتَّقِينَ) (القصص:83( .

ونحن نرى كيف أن الله تبارك وتعالى بدأ بالعلوهناك قبل الفساد لأن حب العلو في الأرض هو الذي يدفع بصاحبه إلى الفساد دفعا ،فلذلك ضرورة تنقية النفس من جميع هذه الشوائب .

ولا ريب أن المتساقطين كثر ،فما أكثر أولئك الذين ظهوراً للناس أولاً بمظهر الدعاة المخلصين الراغبين في إنقاذالمجتمع وإنقاذ الإنسانية كلها من الورطات وإذا بهم يقعون فيما كانوا عنه ينهون ،ويترامون إلى ما كانوا منه يحذرون ، هذا كله إنما يعود إلى ضعف هذه النفوس أمامالمغريات المختلفة والمؤثرات المتباينة فلذلك على كل أحد أن يحرص بأن يكون موصولاًبربه سبحانه وأن لا يأمن مكر الله فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ، ووصلالأمر ببعض أولئك الذين كانوا يتظاهرون بذلك المستوى العالي أن انحدروا إلى دركاتالإلحاد وإلى دركات أنواع الفساد ، فما أجدر الإنسان أن يحرص كل الحرص على أن يتقيالله تبارك وتعالى ، وأن يحاسب النفس باستمرار محاسبة دقيقة ، وأن يكون كما قالشعيب عليه السلام ( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ)(هود: من الآية88) ، فكيف يحذر الإنسان من أمر ثم يقع فيه بنفسه ؟

هناتعجبني كلمات قالها بعض الدعاة يقول : ( إن الكلمة لتخرج ميتة وتصل هامدة مهما تكنطنانة رنانة إذا هي لم تخرج من قلب مؤمن بها ، ولن يؤمن إنسان بما يقول حتى يستحيلهو ترجمة حية لما يقول وتصويراً واقعياً لما ينطق ، حينئذ تخرج الكلمة كلها دفعةحياة لأنها تستمد قوتها من واقعها لا من طنينها ، وجمالها من حقيقتها لا من بريقها)، والله تعالى المستعان .

السؤال :
بعض الشباب هداهم الله يستغلون شبكة الانترنت فيما حرم اللهمن تصفح المواقع الإباحية ويضيعون أوقاتهم وأموالهم .
ما هي النصيحة التيتقدمونها شيخنا لهؤلاء الشباب ؟

الجواب :
قبل كل شيء نصيحتي لهمأن يتقوا الله تعالى في حياتهم ، وأن يتقوا الله في شبابهم ، فالإنسان مسئول عنعمره كله ، ومسئول عن شبابه كله ، ( لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربهحتى يُسئل عن خمس عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أيناكتسبه ، وفيما أنفقه ، وماذا عمل فيما علم ) ، يُسئل الإنسان عن ذلك كله ، يُسئلعن العمر لأنه الموهبة الكبرى .

وهؤلاء الذين يقضّون أوقاتهم في مطالعة هذهالمواقع الإباحية إنما يضيعون أعظم شيء في حياتهم لأنهم يضيعون الحياة نفسها ،والحياة هي أعظم شيء لأن نعم الله تبارك وتعالى تنبني على هذه النعمة الكبرى ،فلولا نعمة الحياة لما أحس الإنسان بنعمة قط من نعم الله سبحانه وتعالى ، على أنهذه الحياة وهبت له لا لأجل أن يتهالك فيها على ملذاتها ، وإنما وهبت له من أجل أنيعمل فيها لحياة أفضل ، لحياة الخلود ، لحياة البقاء ، لحياة الجزاء ، لحياة لايعقبها موت وكل ما فيها من خير لا يهدده شر ، فصحتها لا تكدر بمرض ، وغناها لايهدده فقر ، وشبابها لا يكدره ذكر هرم ، وإنما تلكم حياة أبدية لمن آمن وعمل صالحاًثم اهتدى بحيث سلك الطريقة القويمة التي تسعده في الدار الآخرة عند ربه سبحانه .

فعلى هؤلاء أن يتقوا ، وأيضاً عليهم أن يعرفوا نعمة شبابهم ، فالشباب ليسفرصة للتهالك على هذه الموبقات ، وإنما هو فرصة للعمل الصالح ، للطموح إلى معاليالأمور ، فالأمم تقاس بشبابها رقياً وانحطاطا وتقدماً وتأخرا ، فبقدر ما تكونشبيبتها على صلاح واستقامة وبر ووفاء وحب لله تعالى وخشية منه تكون الأمة عزيزة ،تكون كريمة ذات شأن عظيم ، وبقدر ما يتهالك شبابها على موبقات ألأمور تكون أمةساقطة لا قيمة لها ، فمن هنا كانت الضرورة إلى تربية هؤلاء الشباب على الصلاحوالاستقامة والبر والإحسان والطموح إلى معالي الأمور والترفع عن سفاسفها .

هؤلاء نصيحتي لهم أن يعرفوا قيمة شبابهم ، وأن يعرفوا قيمة عمرهم ، على أنالإنسان قد يكون في غضارة الشباب ، وفي ميعة الفتوة فإذا به يأتي ريب المنون ليقطعدابره فجأة واحدة فيتحول إلى جثة هامدة ثم يتحول بعد ذلك إلى عظام نخرة ، ولا يدريالإنسان متى يفجأه ريب المنون ، فالناس جميعاً مثلهم في هذه الحياة كمثل سجناء حكمعليهم جميعاً بالإعدام ولكن لا يدري الإنسان ساعة تنفيذ الحكم ، وأي حكم أبلغ منحكم الله تبارك وتعالى الذي يقول ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَاتُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِوَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُالْغُرُورِ) (آل عمران:185) ، جدير بالإنسان أن يتقي الله ، وأن ينهنه نفسه عن هذهالسفاسف ، وأن يربأ بنفسه عن الانحدار إلى هذه الدركات ، وعن الرعي في هذه المراعيالوبيئة ، هذه هي نصيحتي لهم ، والله المستعان .

السؤال :

هل قضاء الأوقات الطوال أمام شاشة الحاسب الآلي في تصفحالأخبار مثلاً ، تعد أيضاً من ضمن التضييع والهدر للأوقات ؟


الجواب :
حقيقة الأمر كل شيء بمقدار ، وكل ما خرج عن حده انقلب إلى ضده ، ولا ينبغيللإنسان أن يفوّت الفرص وإنما عليه أن يزن الأمور بمعايير دقيقة ، فالأخبار يعطيهاالإنسان فرصة ، لا أقول أنا بأنه يعيش في منأى عما يدور في العالم لأن المسلم مطالببأن يكون خبيراً بما يدور في العالم ولا أدل على ذلك من أن الله سبحانه وتعالى أنزلفي كتابه أنباء الأمم السابقة من أجل أن تتبصر هذه الأمة وتتربى على كونها أمةعالمية تحمل إلى الإنسانية رسالة عالمية.

بل أنزل الله تعالى قرآناً يتلى فيالصلوات وفي غيرها إلى قيام الساعة يُحدث المسلمين وكانوا يومئذ فئة قليلة ، كانواأفراداً قليلين لا يكادون يصلون إلى العشرات ، كانوا مغمورين بالكثرة الكاثرة منأهل الجاهلية أنزل الله تعالى قرآنا يتلى ينبئهم بما وصل إليه الصدام المسلح بيندولتين كبريين كانتا تتقاسمان معظم العالم المتحضر ، مع أن أولئك المؤمنين في ذلكالوقت لم يكونوا حسب الظاهر يعنيهم من هذا شيء إذ كانوا مشغولين بأنفسهم وكانوا فيمعزل عن معترك هاتين الدولتين إذ لم يكن يمتد إليهم نفوذ أي واحدة منهما ولكن معذلك أنبأهم الله سبحانه وتعالى بما وصل إليه الأمر وما سينقلب إليه فيما بعد عندماقال ( غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْسَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُوَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ) (الروم: 5-2) .

ولكن لا أن يكون ذلك على حساب طلب العلم وعلى حساب ضرورات الحياةوعلى حساب العبادة ، وعلى حساب الأوراد والأذكار والتقرب إلى الله تعالى بصنوفالطاعات وإنما ذلك وقت بقدر ما يأخذ الإنسان العظة والعبرة والدرس ويتزود من أجلالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى .


السؤال :
من المواضيعالحساسة حول شبكة الانترنت الساحات التي يتم فيها الحوار بين مختلف الثقافات وبينمختلف طوائف المسلمين ومذاهبهم لكن المؤسف جداً أن الساحات الدينية بالذات يحدثفيها سباب وتراشق بالاتهامات بل حتى في المذهب الواحد يصطرع أتباعه على أمور لاتخدم الدعوة الإسلامية ولا تقدم للإسلام شيئاً ، فهل يصح استخدام هذه الساحات فيهذا التراشق والاختلاف ؟

الجواب :
أنا كما قلت أولاً أرى بأن هذهجميعاً نعم الله تبارك وتعالى ويجب شكرها ، ومن شكرها عدم استخدامها فيما لا يرضيالله سبحانه وتعالى ، وما ذكرتموه من التراشق بالتهم والترامي بألقاب السوء والفسادكل ذلك مما يتنافي مع الدين الصحيح ، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ،والإنسان مسئول عما يقول وكذلك هو مسئول عما يكتب ، ولعل المسئولية على الكتابةأعظم من المسئولية التي تترتب على القول لأن القول قد يقول لحظة وينتهي أثر قوله لايبقى لقوله أثر ، ولكن الكتابة يمتد أثرها عند كل قارئ يقرأها وخصوصاً عندما تكونالكتابة في مثل هذه الآلات التي تنشر المكتوب وقد تنشر الصوت أيضاً فذلك مما يضاعفعلى الإنسان الوزر إن استخدم هذه الآلات فيما لا يرضي الله تبارك وتعالى ، وفيالحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم : إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يتبينها تهوي بهفي النار أبعد مما بين المشرق والمغرب . ويقول أيضا : إن الرجل ليتكلم بالكلمة منرضوان الله لا يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ،وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى عليهبها سخطه إلى يوم يلقاه . فعلى الإنسان أن يتقي الله فيما يقوله ، وأن يتقي اللهفيما يكتبه ، وقد أجاد الشاعر الذي قال :

لسانك لا تذكر به عورة امرئ *** فكلك عورات وللناس ألسن

على أن هذا ليس من مصلحة الأمة وإنما هو مما يضاعفالشرخ الذي فيها والصدع الذي في جدارها ، ويؤدي إلى تمزقها كل ممزق ، وذلك مما لايرضي الله سبحانه وتعالى ، فنسأل الله تعالى العافية .

السؤال :

إذا نظرنا إلى هذه الساحات معظم الأشخاص الذين يشاركون فيهايستخدمون أسماء مبهمة وألقاباً مختلفة ، نحن نعلم سماحة الشيخ أن المعلومات فيديننا الإسلامي في الأحاديث وفي المعلومات التاريخية وغيرها موثقة من خلال السندفإذا كان في السند رجل مجهول لا يقبل ، الآن المعلومات في أمور الدين وغيرها أيضاًمن القضايا المذهبية معظمها تأتي من أسماء مجهولة فهل تأخذ هذه نفس الحكم؟؟


الجواب :

هذه المعلومات توزن بموازين الحق فما وافق الحق وماخالفه رفض ، وإن من خير ما قرأناه لعلمائنا كلاماً قاله الإمام أبو نبهان رحمه اللهتعالى ( إياك أن تلتفت إلى من قال بل إلى ما قال ) فالالتفات إلى حقيقة القول الذييقوله القائل لا إلى القائل نفسه فلا عبرة بكون القائل حبيباً أو بغيضاً ، وإنماالعبرة بما يقوله حقاً أو باطلا .


السؤال :
بسبب التطورالكبير للإعلام الحديث هناك شبكات للدعوة النصرانية ، فهل هناك من ضير في محاورةهؤلاء لمعرفة ما عندهم لعله يجد باباً لدعوتهم إلى الإسلام ؟

الجواب :

باب الحوار مفتوح في الإسلام فالله تبارك وتعالى يقول ( وَلا تُجَادِلُواأَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْوَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَاوَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (العنكبوت:46) ، فمحاورة أولئكبطريقة فيها إقناع بالحجة الواضحة والحق اليقين سبب لاهتداء من كتب الله تباركوتعالى له الهداية ، ولكن لا بد من أن يكون الإنسان متمكناً حتى لا يكون حواره حوارجاهل يؤدي إلى نتائج سلبية ، وإنما يجب أن يكون هذا الحوار حوار ملم بأبعاد الموضوعالذي يحاور فيه حتى يؤدي بمشيئة الله إلى نتائج إيجابية .


السؤال :
من الملاحظ أن الإنسان يقضي الساعات الطويلة ولو كان في عملالخير كالدعوة ولكنه يتقاعس عن الأعمال الأخرى كزيارة الأقارب والمرضى والأعمالالخيرية في بلده، ما رأي الشرع في هذا العمل ؟ وما نصيحتكم لهذا الإنسان؟

الجواب :
كما قلت أولاً كل شيء خرج عن حده انقلب إلى ضده ولوكان نافعاً فإنه عندما يخرج عن حده ينقلب إلى الضرر ، وهب الجرعة من الدواء إن لميأخذها الإنسان بقدر ما تنفعه فإنها تنقلب إلى مضرته ، ومن هنا كذلك على الإنسان أنيعطي هذه الآلات من الوقت بقدر ما ينفع ولا يضر بحيث لا يكون كما قلت على حسابالدين والواجبات ومن بين هذه الواجبات صلة الأرحام وزيارة المرضى وتشييع الموتىوالقيام بالواجبات الاجتماعية المتنوعة فإن ذلك كله مما يجب أن لا يفرط فيه ، واللهتعالى أعلم .

تمت الحلقة بعون الله وتوفيقه






schg Hig hg`;v 20 lk aufhk 1423iJ K hgl,q,u : ,shzg hghjwhghj ,hghkjvkj 20 2002 27 H lil lk H;j,fv hgl,htr hgl,q,u hghjwhghj hg`;v aufhk schg ,hghkjvkj





توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
1423هـ , 20 , 2002 , 27 , أ , مهم , من , أكتوبر , الموافق , الموضوع , الاتصالات , الذكر , شعبان , سؤال , والانترنت , وسائل , ،


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سؤال أهل الذكر 13 من شعبان 1423هـ ، الموافق 20 أكتوبر 2002م.الموضوع : تربية الأبناء عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-18-2011 12:03 AM
حلقة الأحد : 1 رجب 1423هـ ، 8/9/ 2002م..الموضوع : عام عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-17-2011 11:47 PM
سؤال أهل الذكر الموضوع : السحر عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-17-2011 11:32 PM
سؤال أهل الذكر ...... الموضوع : السحر عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 2 12-05-2010 06:36 PM


الساعة الآن 05:27 PM.