سؤال أهل الذكر 28 من صفر 1425 هـ ، 18/8/2004م-- الموضوع : الأحداث الراهنة وأسئلة أخرى - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات


العودة   منتديات نور الاستقامة > الــنـــور الإسلامي > نور الفتاوى الإسلامية > حلقات سؤال أهل الذكر

حلقات سؤال أهل الذكر حلقات سؤال أهل الذكر,فتاوى الشيخ أحمد بن حمد الخليلي,فتاوى الشيخ سعيد بن مبروك لقنوبي,حلقات سؤال أهل الذكر كتابية مفرغة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
S (2)  سؤال أهل الذكر 28 من صفر 1425 هـ ، 18/8/2004م-- الموضوع : الأحداث الراهنة وأسئلة أخرى
كُتبَ بتاريخ: [ 02-19-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية عابر الفيافي
 
عابر الفيافي غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363
قوة التقييم : عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز


سؤال أهل الذكر 28 من صفر 1425 هـ ،18/8/2004م

الموضوع : الأحداث الراهنة وأسئلةأخرى



السؤال(1)
النبي صلى الله عليه وسلّم يقول : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله . والكثير من المسلمين يفهمونهذا على أنه خوض معركة مع أعدائهم لكن يحصل من الأطراف الأخرى في بعض الأحيان أنيدفعوا هذا المسلم إلى الشهادة من غير أن يكون بينه وبينهم مواجهة كاغتياله مثلا ،فهذا التصرف مع المسلم ودفعه إلى الشهادة بهذه الطريقة ما هو حكمه ؟ وماذا تقولونفيه ؟؟

الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :

فإن الله تبارك وتعالى قد كتب على عباده جميعاً أن يموتوا ، وهو وحدهالمتفرد بالبقاء ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَأُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَالْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (آلعمران:185) ، وحث الله تبارك وتعالى عباده على الجهاد في سبيله ، وجعله من أعظمالقربات إليه ، ووعد على ذلك خير الدنيا والآخرة ، فالله تعالى يقول ( يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍأَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِبِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَاالأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُالْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌوَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (الصف:10-13) ، في هذه الآيات الكريمة يحض الله تباركوتعالى عباده أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيله ، ويعدهم على ذلك خير الدنياوالآخرة ، ففي الآخرة يعدهم بمغفرة الذنوب ودخول جنة أعدها الله تبارك وتعالىلعباده المؤمنين المتقين ومساكن طيبة في جنات عدن ، ومع ذلك يعدهم بخير الدنيا وهوأن يمكّن لهم في أرضه ، وأن يمنّ عليهم بفتح من لدنه ونصر قريب ، ذلك كله مما يدلعلى فضل الجهاد .

وحض سبحانه وتعالى عباده على الرغبة في الاستشهاد فيسبيله إذ ذكر سبحانه وتعالى ما يشوّقهم إلى ذلك ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَقُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْيُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَبِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاهُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّاللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) (آل عمران:169-171) ، هكذا تأتي الآياتالكريمة لتدل على فضل الشهادة في سبيل الله .

والشهادة في سبيل الله بطبيعةالحال لا تعني فقط أن يكون الإنسان أمام عدو يواجهه وجهاً لوجه ، بل لو كان أحد نذرحياته جهاداً في سبيل الله واغتاله العدو من خلفه فإن ذلك مما يعد شهادة في سبيلالله ما دام مخلصاً لله تعالى نيته قاصداً بعمله وجهاده وجهه ، مبتغياً رضوانه ،يسعى لئن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى .

على أن منكون كلمة الله تعالى العليا أن يُنصَف للناس في هذه الأرض ، فإن الله تبارك وتعالىيحب العدل بين عباده ، ويحب الله تبارك وتعالى أن يُعطى كل ذي حق حقه ، فالحقوقالمغتصبة وما للناس من حقوق في أن يعيشوا بحرية وأمان ووجود مصادرات تقف في وجوهذلك ، انتزاع ذلك بالسعي إلى الجهاد في سبيل الله تعالى مما يعد بطبيعة الحال منأعظم القربات التي تقرب إلى الله زلفى.

والإنسان لا يتحسر لمواكب الشهداءالتي تتوافد إلى الله سبحانه وتعالى موكباً إثر موكب أو شهيداً إثر شهيد ، وإنماالحسرة مما وصلت إليه هذه الأمة من كونها أصبحت مستخذية ذليلة مهينة لا تملك لنفسهاأن تتصرف أي تصرف يرتفع بها من كبوتها هذه وينهض بها من عثارها ، فلذلك يجب علىالأمة أمام هذا العدوان الغاشم ممن يريد بها السوء ويريد بها الشر أن تحاسب نفسهاوأن تعرف واجبها وأن تعمل من أجل ما فيه عزها وما فيه شرفها في الدنيا والآخرة.


السؤال(2)
في الحديث ( من قاتل لتكون كلمة هي العليافهو في سبيل الله ) هناك حديث آخر ( من قاتل دون عرضه وماله فهو شهيد ) فهل هذاالحديث استثناء من هذه القاعدة أم هو تفسير لها ؟

الجواب :
لا ،ليس في ذلك استثناء لأن الإنسان الذي يقاتل دون ماله ودون عرضه إنما يقاتل لتكونكلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى ، إذ الله تبارك وتعالى لا يرضيه أنتُنتهك حرمات الأعراض ولا أن تُنتهك حرمات الأموال ولا أن تنتهك أي حرمة من حرماتعباده ، جعل الله تبارك وتعالى لكل أحد حرمة وجعل لكل شيء حرمة ، فمن قاتل لأجلالذب عن حرمة من هذه الحرم فهو مقاتل في سبيل الله ومقاتل لتكون كلمة الله هيالعليا وكلمة الذين هي السفلى .


السؤال(3)
ذكرتم سماحة الشيخ الآية ( وَلاتَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌعِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (آل عمران:169) ، فهل الشهيد في هذه الحالة ينتقلمباشرة إلى الجنة بجسده وروحه وتبقى صورته فقط ؟

الجواب :
أولاًعلينا أن ندرك أن حياة البرزخ هي حياة غيبية ، وعلينا أن نؤمن بعالم الغيب بقدر ماوصلْنا إليه من الفهم من خلال النصوص التي جاءت في كتاب الله تعالى والتي أيضاًثبتت عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، من خلال نصوص الكتاب ومن خلال نصوص السنةالثابتة الصحيحة ، فالآية الكريمة أخبرتنا بأن الذين استشهدوا في سبيل الله همأحياء عند ربهم يرزقون ، وأنهم فرحون بما آتاهم الله من فضله ، فنحن علينا أن نؤمنبذلك ، أما الزيادة على ذلك فلسنا مكلفين بهذا ، مع أن هنالك أحاديث جاءت عن النبيصلى الله عليه وسلّم وهي وإن لم تبلغ مبلغ التواتر ولكن مما تطمئن النفس إليها فيالأخذ بها في هذا الجانب وهي أن أرواح الشهداء تكون في طير خضر تمرح في الجنة وتأكلمن ثمار الجنة فلعل هذا هو الرزق الذي يشير إليه القرآن الكريم (عِنْدَ رَبِّهِمْيُرْزَقُونَ) .

ومع هذا أيضاً لا ريب أن جسد الشهيد لا ينتقل فوراً إلىالجنة بل يبقى مدفوناً ولذلك عندما يموت الشهيد لا بد من أن يدفن جسده ، ولا بد منأن تؤدى له حقوق الموتى ، فهو لو كان ينتقل فور استشهاده إلى الجنة لما بقيت جثتهبين الناس ، ولكن مهما كان فإن هنالك حياة تختلف عن حياة غير الشهيد .


السؤال(4)
الدفاع عن النفس أصبح لغة يحتج بها كل من ينكأ في عدوهويقدم صوراً مؤلمة تبيح له الرد والدفاع والصور المتزاحمة عبر وسائل الإعلام شديدةالتأثير من حيث بشاعتها ، ما حقيقة الدفاع عن النفس في الشريعة الإسلامية؟

الجواب :
الدفاع عن النفس إنما يدفع المظلوم عن نفسه بحيث يدفعظالمه ، ولا يعني هذا أن يعتدي أحد على غيره ، لا يعني هذا أن يعتدي أحد على أرضغيره أو على بيت غيره أو على مال غيره أو على عرض غيره ولا على أي شيء من هذاالقبيل ، أما أولئك الذين يسوّلون لأنفسهم ويسوّغون لها قتل الأبرياء وانتهاكالأعراض وأخذ الأموال وإخراج الناس من بيوتهم وهدم بيوتهم عليهم فلا ريب أنهم همالمعتدون الظالمون وليسوا من الدفاع عن النفس في شيء ، وإنما هذا من قلب المفاهيمواللعب بالألفاظ ومن السخرية بعقول الناس ، إذ كل أحد يدرك بعقله أن هذا لا يعددفاعاً عن النفس وإنما يعد ذلك غشماً وظلماً وعدوانا .


(مداخلة الشيخ عبدالله بن عامر العيسري) : السلام عليكم :
أعلنتم من قبل أن موضوع اليوم سيكونعن الدجل والشعوذة ، وهذا في الحقيقة موضوع مهم، ولكن هناك نوع آخر من أنواع الدجليتحاشى الإعلام العربي أن يتحدث عنه في ظل ظروفنا الحرجة .
قبل أن أكمل سؤاليأولاً أهنئ الشيخ الشهيد عبد العزيز الرنتيسي بتحقق أمنيته ، وأعزي سماحة الشيخأبقاه الله والمخلصين من أبناء الأمة في فقد هذا الرمز العظيم من رموز الجهاد .

أقول بأن الإعلام العربي يتحاشى أن يتحدث عن الدجل الإعلامي في ظروفناالحرجة ، فقبلأسابيع استشهد الشيخ أحمد ياسين ، تلاه بعد ذلك بالأمس الشيخ عبدالعزيز الرنتيسي ولكن مع ذلك بعض قنواتنا استمرت في ممارسة تخدير المشاعر ببث موادالحقيقة لا تعبر عن نبض الشارع ، ولا تعبر عن غليان القلوب ، ولا تعبر عن آصرةالتواصل بين المسلمين الذين هم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرالجسد بالسهر والحمى .

في حقيقة الأمر النطق السامي من صاحب الجلالة يحفظهالله وأمد الله في عمره ووفقه واضح وضوح الشمس في رائعة النهار حينما قال ( نحن لننسمح لأحد بمصادرة الفكر ) ، لكن البعض في الحقيقة يبدو بأنه ما زال مصراً علىمصادرة الفكر .

فسؤالي لسماحة الشيخ أولاً ما هو دور الإعلام الحر والكلمةالحرة في نهضة الأمة المسلمة وانتشالها من حالة الذل والهوان التي أشار إليهاسماحته في بداية البرنامج ؟
كذلك نريد من سماحة الشيخ أن يوجه كلمة لهؤلاءالقوم لا سيما وصاحب الجلالة كما ذكرت يحفظه الله بشرنا بأنه لن يسمح بمصادرة الفكرأبداً ، هذه هي الشعوذة التي ينبغي أن تهتم الأمة المسلمة اليوم بمقاومتها . شكراًجزيلاً .


الجواب :
أولاً قبل كل شيءنقبل هذه التعازي التي قدّمها ، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجبر مصاب الأمةالإسلامية ، وأن يتقبل جميع الشهداء الأبرار .

ومن ناحية أخرى حقيقة الأمرالكلمة وأمانتها هي أمر عظيم ، ولذلك كان من أهم ما منّ الله تبارك وتعالى به علىعباده البيان لما فيه من إبلاغ الحقيقة وإفهامها للناس وكشفها وإيضاحها لهم ،فالكلمة أمانتها أمانة عظيمة ، ويجب على جميع الأمة المسلمة ممثلة في مؤسساتهاالإعلامية أن تكون كلمتها كلمة واضحة أمام العالم بأسره ، فالأمة المسلمة إنما هيشهيدة على الناس ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَعَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً )(البقرة: من الآية143)،ولن تكون شهيدة على الناس إلا إذا كانت مع أمانة الكلمة وكانت تضع كل شيء موضعه ،فلا يجوز أن يُلبس الحق لبوس الباطل ، وأن يُلبس الباطل لبوس الحق ، وأن يُلبسالصدق لبوس الكذب ، وأن يُلبس الكذب لبوس الصدق ، وأن يلبس الظلم لبوس العدل ، وأنيلبس العدل لبوس الظلم ، إنما يجب أن يوضع كل شيء موضعه ، وكما قلت إنه ليست هنالكحسرة على الأمة في أن تقدم مواكب من الشهداء فإن ذلك أمر لا بد منه ، وهذه هي ضريبةالتمكين والاستخلاف في الأرض التي وعد الله تبارك وتعالى به هذه الأمة وقد دفع هذهالضريبة السلف الصالح في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم وفي عهود الخلفاءالراشدين رضي الله تعالى عنهم فمكّن لهم في الأرض واستخلفهم فيها كما وعدهم بقوله ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِلَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْوَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْمِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً )(النور: من الآية55) ، ولكن مع ذلك إنما يأسف الإنسان للصمت الرهيب ، صمت هذهالأمة أمام هذه المآسي التي تُنهكها إنهاكا ، وأمام هذا الزحف الذي يزحف عليها منكل جانب للانتقاص منها ومن عزها ومن استقلالها ومن شرفها ومن مكانتها ، فالأمة إذاًعليها أن تراجع نفسها في هذا ، وعليها أن تصوغ حياتها صياغة قرآنية ، وهذا ما نناديبه كثيراً بأن الأمة بحاجة إلى أن تصاغ صياغة جديدة ، صياغة قرآنية بحيث تكونربانية المصدر والمورد ، لا تقدم على شيء إلا ببينة من ربها سبحانه وتعالى ولا تحجمعن شيء إلا بحكم من الله تعالى ، تضع الموازيين القسط بين يديها لتحكم على أي شيءبموجبها ، هكذا يجب على هذه الأمة ومن ذلك أن تكون كلمتها كلمة واضحة ، وأن تحترمأمانة هذه الكلمة ، وأن تحرص على بلوغها إلى الناس من غير مواربة ومن غير أي شيءيلبس أمرها ويقضي على دلالتها .


السؤال(6)
بالنسبة للخطاب الإسلامي في هذه العصورهناك من يرى أن الخطاب الإسلامي لم يصل إلى رغبات الجماهير المسلمة ولم يتقدم بحيثيكون ملبيا لكل حاجياتهم فعملية تطوير الخطاب الإسلامي وتعديله في ظل هذه الأوضاعكيف يكون ؟

الجواب :
حقيقة الأمر الخطاب الإسلامي لا يمكن أن يعدلولا يمكن أن يطور حتى يكون وفق متطلبات الحياة المعاصرة إلا عندما تطور عقليةالمسلم الداعية إلى الله تبارك وتعالى ، فإن المسلم يجب عليه أن يكون ابن عصره ،يعرف ما يدور في هذا العالم ، ويعرف المشكلات مشكلة مشكلة ، ويعرف حلول هذهالمشكلات ويعطي لكل مشكلة حلها ، فالإنسان يجب عليه أن يكون دارياً بعصره .

هذه الأمة أرادها الله تبارك وتعالى أن تكون أمة عالمية ، وأن تكون كماقلنا شهيدة على غيرها من الأمم ، ولذلك نجد كيف ربيت في القرآن الكريم ، ربيت هذهالأمة لتكون أمة متابعة لما يجري في العالم منذ نشأتها الأولى بل قبل أن توجد الأمة، عندما كان هنالك أفراد يوجدون من هذه الأمة الذين كانوا هم نواتها الأولى وهمأصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم الأوائل الأوائل الذين أسلموا في مرحلة مبكرةوضغوط الجاهلية تضغط عليهم من كل جانب وصوت الجاهلية الهادر يحاول أن يسكت صوتدعوتهم وأن يغطي على هذه الدعوة ، في ذلك الوقت عندما كان صراع بين دولتين كبريينوكان صدام مسلح ما بينهما ، كان صدام ما بين الروم والفرس ولم يكن المسلمون الذينكانوا لا يتجاوزن في ذلك الوقت أفراداً قليلين مغمورين بالكثرة الكاثرة من أهلالجاهلية لم يكونوا واقعين تحت سلطة إحدى الدولتين حتى يعنيهم أمر هذا الصدامالواقع ما بينهما ، وإنما كانوا في معزل عن هذا الصدام ، ولكن مع ذلك نزل القرآنالكريم ليخبر بما وصل إليه الصدام في ذلك الوقت وقت نزوله ، وليخبر بما سيئول إليهفيما بعد عندما قال الله تعالى ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ* الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْسَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُوَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُوَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (الروم:1-5) ، هذا ما كان إلا لأجل تربية هذه الأمةتربية عالمية بحيث تكون متابعة لما يجري في العالم وحريصة على وضع كل شيء موضعه ،وإلا فما الداعي لأن ينزل القرآن يتلى في الصلوات وفي غيرها ليخبر هؤلاء الأفرادالقليلين من المسلمين بما وصل إليه الصدام المسلح ما بين أمتين كبيرتين ليستا منالإسلام في شيء ، ومع ذلك لم يكن هؤلاء المسلمون واقعين في حوزة أي واحدة منالدولتين ، إنما ذلك لأجل أن تخرج هذه الأمة من التقوقع وأن لا تكون أمة جامدة ، بللأجل أن تكون أمة منطلقة ، أمة تهتم بالإعلام وقضاياه وأحداثه.

فإذاًالداعية المسلم اليوم هو بحاجة إلى أن يكون على بينة من الأمر ، بأن يكون على بينةمما يجري في العالم من المشكلات سواء كانت هذه المشكلات مشكلات سياسية أو كانتمشكلات عسكرية أو كانت مشكلات اقتصادية أو كانت مشكلات اجتماعية أو مشكلات أدبيةوفكرية إنما يجب على الأمة أن تكون على بينة من هذا الأمر ، وعندئذ يكون الذي يوجّهالخطاب الإسلامي على معرفة بما يجري في هذا العالم .

نحن نرى كيف تتهاوىالأنظمة البشرية ، نرى كيف تهاوت الشيوعية ، المسلمون عليهم أن يقدموا الحل لهذهالإنسانية بعد أدركوا أن الشيوعية التي كانوا يحلمون بها ويظنونها الفردوس المنشودالذي ينشدونه ليست بشيء ، وأنها تحولت إلى جحيم لا يطاق . والشيوعية على أي حال هيتركع أمام عدوتها الرأسمالية لأجل استجداء الحل وأنى لها أن تجد الحل ، مع أنالشيوعية نفسها ما كانت إلا ردة فعل للظلم الرأسمالي .

فإذاً الحل إنما هوفي الإسلام دين الله تعالى الحق ، فعلى المسلمين أن يقدّموا هذا الحل الإسلامي ،وأن يوضحوا الخطاب الإسلامي ، وأن يبيّنوا عدالة الإسلام . الإنسانية اليوم تنشدالعدل .

متى وجد العدل إلا في ظل الإسلام الحنيف ، الإسلام الحنيف جسّدالعدل تمام التجسيد عندما كان الخليفة المسلم يقف أمامه ذمي من غير المسلمين ، يقفأمامه ليحاكمه ، وعندما تكون البينة غير موجودة عند الخليفة يُحكم لصالح الذمي علىالخليفة مع أن الذمي في الحقيقة كان غير محق في دعواه ولكن العدالة الإسلامية لافرق فيها بين هذا وذاك ، الله تبارك وتعالى ينزل في كتابه الكريم ما يفرض علىالعدالة من غير تفرقة بين عدو وصديق وما بين حبيب وبغيض فالله سبحانه وتعالى يقول(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِوَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْغَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا)(النساء: من الآية135) ، ويقول(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِوَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَأَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)(المائدة: من الآية8) .

ونرى من عدالة الإسلام التيتتجسد في القرآن الكريم أنه عندما وقعت حادثة بحيث سرقت درع على أحد من الناس ،وهذه الدرع أراد الذين تعصبوا للسارق عندما كاد ينكشف أمره عندما أرادوا أن يبرءواساحته وأن يلصقوا هذه التهمة برجل بعيد عن الإسلام بيهودي ، ورموا الدرع في بيتيهودي ، فما كان إلا أن نزل قرآناً يتلى في الصلوات وفي غيرها فيه تبرئة لساحةاليهودي المتهم وتشديد على أولئك الذين تآمروا ، الله تبارك وتعالى أنزل كم من آيةفي كتابه من أجل هذه القضية ( إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّلِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَخَصِيماً * وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً * وَلاتُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْكَانَ خَوَّاناً أَثِيماً * يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَاللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً) (النساء:105-108) ، إلى قوله ( وَلَوْلافَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْيُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍوَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْتَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) (النساء:113) ، هذه الآياتكلها نزلت من أجل تبرئة ساحة يهودي مما رمي به ، هذا يدل على عدل الإسلام . فإذاًمثل هذا المنطق ينبغي أن يكون الدعاة المسلمون على بينة منه وبصيرة منه بحيثيقدّمون هذا .

أين توجد هذه العدالة إلا في الإسلام دين الله تعالى الحقالذي نعمت الإنسانية في ظله وأدركت أنها تعيش عيشة فيها المساواة ما بين جميعأفرادها لا فرق بين أحد وآخر الكل ينعم بالحرية ، والكل ينعم بالراحة ، والكل ينعمبالطمأنينة ، والكل ينعم بالأمان والكل ينعم بالعدل .

السؤال(7)
ذكرتم أن الداعية المسلم يجب عليه أنيكون مطلعاً على العصر وقضاياه ومشكلاته وأخباره وكل تقلباته ، قد يطلع الداعية علىهذه الأمور كلها ولكنه لا يحسن التعاطي معها ، أو تختلف وجهات نظر الدعاة فيالتعاطي مع مثل هذه المشكلات ، فما الزاوية التي ينظر من خلالها المسلم إلى هذهالقضايا وكيف يتعاطى معها ؟

الجواب :
الدعوة إنما يجبأن تكون وفق ما وجّه القرآن الكريم ، الدعوة لا تكون عشوائية وإنما تكون دعوةبالحكمة الله تبارك وتعالى يقول ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِوَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125) ، والحكمة هي وضع الشيء موضعه ، ولا يمكن للإنسان أن يضع الشيء موضعهإلا عندما يكون على بصيرة من أمره بحيث إنه من حيث الأحكام يتقن أحكام هذه الأمورالتي يضعها في مواضعها ، فإن لم يكن خبيراً بأحكامها تعسف في وضعها وفي ترتيبها ،والدليل على ذلك قول الله تبارك وتعالى ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَىاللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي)(يوسف: من الآية108) ، فلا بد منأن يكون الداعية إلى الله على بصيرة ، ومن البصيرة أن يكون عارفاً بما يدعو إليهوعارفاً بالقضايا التي يتناولها بحيث يراعي أولوياتها فيقدم الأهم على المهم ،ويقدم المفروض على المندوب ، ويقدم الأشد على الشديد وهكذا يراعي أولويات القضايا .

هذا من ناحية من ناحية أخرى أن يكون خبيراً أيضاً بأسلوب المخاطبة معالقوم الذين يخاطبهم ، وهذه هي الحكمة لا بد من ذلك بأن يكون خبيراً بما يؤثر عليهمويجتذبهم ويخلّصهم مما هم فيه وعليه من الضلال والغي والفساد ، هذا لا بد من أنيراعى ، فلربما كان التأثير على بعض الناس بالترهيب ، ولربما كان التأثير على آخرينبالترغيب ، ولربما كان التأثير على مجموعة أخرى بإثارة النخوات في نفوسهم ، ونحننرى أن القرآن الكريم تناول هذه الجوانب كلها فجاء بالترغيبب وجاء بالترهيب وجاءبإثارة النخوات في النفوس بتذكيرهم بأمجاد آباءهم وأسلافهم كما قوله سبحانه وتعالى ( يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْوَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) (البقرة:47) ، وبعد ذلك قال ( وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَاشَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) (البقرة:48) ،أولاً ذّكرهم بآبائهم وأنهم فُضلوا على العالمين عندما كانوا في ذلك الوقت علىاستقامة وعلى صلاح وعلى رشد وكان فيهم النبيون وكانوا على استجابة لأوامر النبيين ،في ذلك الوقت كانوا مفضلين بطبيعة الحال ، ولكن انقلبوا بعكس ذلك ، ومع ما يعلمهالله تبارك وتعالى من خسة حالهم ومن دسائسهم ومن انحراف فطرهم إلا أنه أتى بهذاالأسلوب ليكون في ذلك تعليم للعباد كيف يوجهون الخطاب إلى الناس .

هذا علاجنفساني ، هذا خطاب فيه مراعاة لأحوال نفسية لأن الإنسان دائماً يعتز بأمجاد ماضيهويلتفت إلى هذه الأمجاد ويعتبرها رصيداً له ، فلذلك ذّكروا هذا التذكير ، وكذلك نحننجد أيضاً أن الله تبارك وتعالى فيما يحكيه عن عبده موسى أنه في خطابه لبني إسرائيلعندما قال تعالى ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَاللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاًوَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ) (المائدة:20) ، فاللهتبارك وتعالى يذّكر من خلال هذه الدعوة ، ويعلم عباده كيف يدعون الناس ، فلا بد مناتخاذ الأساليب . الداعية إن لم يكن خبيراً بمثل هذه الأساليب عليه أن يتعلمها ،وعليه أن يمارسها . ثم لا بد من أن يكون هنالك تكامل ما بين الدعاة ، فإن كان هذايتقن هذا الجانب الآخر ربما يتقن الجانب الآخر وإنما يكون بينهم التكامل .


السؤال(8)
مسألة انتهاج السلم واللاعنف ، هذه القضيةيتعامل معها الدعاة من منطلقات مختلفة ولذلك هذا أعطى للآخرين الفرصة في أن يصنّفواالمسلمين تصنيفات متعددة فهناك الإسلام المتطرف والمعتدل ...

الجواب :
أولاً يجب علينا أن ندرك أن الإسلام مع دعوته إلى السلم ومع دعوته إلى إنصافالآخرين ومع دعوته إلى عدم العدوان ، مع هذه الدعوات لا يرضى أيضاً لأتباعه الذلوالمهانة ، بطبيعة الحال الله تبارك وتعالى ينهى المسلمين عن العدوان ( وَقَاتِلُوافِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لايُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190) ، أمر الله سبحانه وتعالى بالمقاتلة ولكن لمن؟ لمن يقاتل المسلمين ، ثم مع ذلك نهى عن العدوان وقال ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْفَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌلِلصَّابِرِينَ) (النحل:126) ، ينهى عن العدوان حتى في العقوبة بحيث لا يتعدىالإنسان عندما يعاقب خصمه ما فعله الخصم فيه ، إنما يفعل في خصمه بقدر ما فعل الخصمفيه ، وهذا من باب الجزاء بالمثل ولكن مع ذلك ينهى عن العدوان ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْفَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ) من غير زيادة ، ( وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ ) أي احتملتم ذلك وذلك عندما يقتضي الأمر الصبر فهو خير للصابرين .

كذلك نجدأن الله تبارك وتعالى يدعو عباده إلى أن يأخذوا الحزم في الأمور وأن لا يفلتواالحزم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍأَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً) (النساء:71) ، ويقول تعالى ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَااسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّاللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ )(الأنفال: من الآية60) ، هذا كله من أجل أن تكون الأمةالمسلمة عزيزة .

أولاً قبل كل شيء موازيين الحياة لا تستقر إلا مع عزةالإسلام ، لأن الأمة المسلمة عندما تكون مسترشدة برشد ربها ، وتكون مهتدية بهداه فيهذه الحالة تأخذ بموازيينه وتضبط الأمور كلها بأحكامه فلا ينفلت شيء من طريقالعدالة ، لا يخرج شيء عن قبضة العدالة ، بل كل شيء يكون في موضعه الصحيح ، في هذهالحالة تستقر الأمور وتهدأ ، أما عندما يكون المؤمنون عجزة ، عندما يكونون كسالى ،عندما يكونون أتباعاً للغير عندئذ يتحكم الغير بحسب هواه ، أما المسلمون فهممطالبون بأن يضبطوا الأمور بضوابط الحق ، وأن يزنوها بموازيينه ، وأن لا يتدخلالهوى في أي شيء كان وهذا معنى قوله تعالى ( وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍعَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)(المائدة: من الآية8) ،أما الآخرون الذين لا يحتكمون إلى شرعة الله فطبيعة الحال الهوى هو الذي يقودهم إلىأن يكيلوا بمكيالين ويزنوا بميزانين ولذلك قد يسمى المظلوم ظالما وقد يسمى الظالممظلوما .

السؤال(9)
ما حكم المصلي إذا كرر آية من الفاتحة؟

الجواب :
الفاتحة لا تكرر ولا يكرر شيء منها ، لأنها ركن منأركان الصلاة ، فلا يجوز تكرار أي شيء منها ، وتعمد التكرار يؤدي إلى البطلان بخلافالسور الأخرى فمن الممكن أن يكرر الآية والآيتين حتى لو شاء أن يكرر السورة لا يؤديذلك إلى بطلان الصلاة .


السؤال(10)
من أحدث حدثاً يوجبنقض الصلاة والوضوء وهو إمام فهل يستخلف في هذه الحالة ؟

الجواب :
في هذه الحالة في المسألة خلاف ، منهم من قال بأن الحدث الاضطراري وإن كانمبطلاً للصلاة لا يؤدي إلى أن تفسد صلاة المأمومين وإن ارتبطت صلاتهم بصلاته ،وآخرون يرون لا ما دامت الصلاة مرتبطة فتفسد صلاة المأمومين وبهذا نأخذ فلا يُستخلفإلا في الحدث الذي جاء الحديث على أنه ينقض الوضوء دون الصلاة وهو الرعاف والقيء ،والله أعلم .


السؤال(11)
شخص أراد أن يجمع الصلاتين فصلىالظهر مع إمام مقيم وفاتته من الركعة الأولى القراءة فقط لكنه أدركه في الركوع ومعذلك عندما أراد أن يقضي قضى ركعة كاملة وفعل ذلك متعمداً فهل يؤثر على صلاته الأولىوالثانية ؟

الجواب :
هذه المسألة مما وقع فيه الخلاف ، فهناكجماعة من العلماء ترى أن الفاتحة يتحملها الإمام ، وجماعة أخرى ترى أن الإمام لايتحمل الفاتحة وبهذا نأخذ ، وهناك رأي آخر وقد قاله الشوكاني وانتصر له كما فيكتابه (نيل الأوطار) وهو أن المأموم إن فاته شيء كأن تفوته الفاتحة مع الإمام فإنهيأتي بالركعة كلها لئلا تتجزأ الركعة . فبما أنه صادف قولاً من أقوال علماء الأمةفلا نرى أن يقال ببطلان صلاته .


السؤال (12)
ما حكمتركيب العدسات الملونة التي تغير لون العين ؟

الجواب :
أما إذاكان هذا التركيب لأجل الزينة فذلك مما يؤدي إلى تغيير خلق الله ، وأما إذا كان هذاالتركيب من أجل المحافظة على صحة النظر فلا حرج فيه .


السؤال(13)
إذا عطس المأموم أثناء قراءة الفاتحةخلف الإمام وحمد الله ثم تابع قراءته فهل صلاته صحيحة ؟

الجواب :

إن شاء الله صلاته صحيحة .

السؤال(14)
كنتقادماً من سفر إلى بلدتي وفي الطريق أذن المؤذن لصلاة المغرب ولم يكن بيني وبينبلدي سوى ثلاثين كيلومتراً ، فهل يجوز لي أن أصلي المغرب والعشاء جمع تقديم سفر أمأصلي عندما أصل وأجمع صلاتي المغرب سفراً ثم العشاء حاضراً ؟

الجواب :
هو بما أنه في سفره فله أن يجمع ، ولا يؤخر حتى يصل على بلاده وقد فاتت الصلاةالثانية ، ينبغي أن يجمع قبل أن يصل إلى بلده .


السؤال(15)
كيف تكون الصلاة على الطلبة العمانيين في ماليزيا ، مسألة جمع وقصر الصلاةمع العلم بأن فترة الدراسة تمتد إلى أربع سنوات ، مع العلم أن مذهبي شافعي؟

الجواب :
بالنسبة إلى الشافعية بعدما يجاوز أربعة أيام عندهميتم الصلاة ، أما بالنسبة إلينا نحن فنرى قصر الصلاة كما دلت الروايات ما دامالإنسان في سفره لم يعد منه . وبالنسبة إلى الجمع الأولى لمن أقام في بلد أن يفرد ،ولكن لا يمكن يمنع من الجمع حتى بالنسبة إلى المقيم الذي يصلي أربعاً لا يمنع منالجمع عندما تعرض له حاجة تقتضي الجمع كما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلّم ،ثبت ذلك من حديث ابن عباس رضي الله عنهما .


السؤال(16)
ما حكم تقويم الأسنان ؟

الجواب :
إذا كانت الأسنان فيهاخلل واعوجاج فلا حرج في تقويمها ، ليس ذلك من تبديل خلق الله .


السؤال(17)
رجل صلى في السفر جمع تقديم ولما وصل إلى بلده صلى بالناسالعصر جماعة ثم أخبرهم في اليوم التالي بأن صلاتهم غير جائزة لأنه قد صلى العصر منقبل ، فما الحكم ؟

الجواب :
ما كان داعي إلى أن يخبرهم ، في هذهالحالة هو في حالة نسيان وهو معذور وهم معذورون إن شاء الله لأنهم دخلوا الصلاة علىأنه يصلي الفرض ولا حرج عليهم .

السؤال(18)
رجل تقدم إلىابنته رجل صالح وأخلاقه عالية لكنه رفض لاعتبارات أخرى ، فما نصيحتكم له؟

الجواب :
عليه أن يتقي الله تبارك وتعالى ، وعليه أن يحرص علىأن يزوج موليته بالرجل الصالح عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلّم : إذا أتاكم منترضون دينه وخلقه فزوجوه .


السؤال (19)
امرأة قطعت نسلهابعملية وهي نادمة على ذلك وتريد أن ترجع النسل ، فهل يجب عليها أن ترجع أم يكفيهاالندم ؟

الجواب :
هي أسأت إن لم تكن مضطرة إلى ذلك ، وليس للإنسانأن يقطع النسل ، النسل هم ثمرة الفؤاد ، وهم أفلاذ الأكباد ، وهم امتداد للحياة ،وهم أملها ، فما كان ينبغي ذلك ، بل لا يجوز ذلك في غير حالة الاضطرار ، أما فيحالة الاضطرار فلا حرج . أما وقد وقعت في ذلك فإنها تراعي حينئذ دفع أخطر الشرينبأقلهما ، فإن كانت تحذر من إجراء عملية إعادة النسل ضرراً عليها فإنها تتقي الضرر، ويؤمر الإنسان أن يقي نفسه الأضرار ، أما إذا كانت آمنة من هذه الناحية فإنهاتؤمر بإعادة النسل .

السؤال (20)
هناك أسماء أنبياءاستخدمت كمناطق أو دول كإسرائيل ، والناس عندما أحيانا يسبون الأسماء المجردةفيقولون مثلا أخزى الله إسرائيل ، فهل هذا يصح ؟

الجواب :
ينبغيفي هذا أن لا يقول الإنسان أخزى الله إسرائيل وإنما يقول أخزى الله الصهاينة أواليهود .

تمت الحلقة بعون الله تعالى وتوفيقه

schg Hig hg`;v 28 lk wtv 1425 iJ K 18L8L2004l-- hgl,q,u : hgHp]he hgvhikm ,Hszgm Hovn 28 H Hovn lil lk hgHp]he hgl,q,u hg`;v hgvhikm wtv schg iJ ,Hszgm





توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس

كُتبَ بتاريخ : [ 02-19-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
::مـشـرفـة::
::نـور الـصـحـة والعناية::


رقم العضوية : 15
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : مكان ما
عدد المشاركات : 1,947
عدد النقاط : 154

جنون غير متواجد حالياً



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

توقيع :

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 03-02-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 3 )
رقم العضوية : 182
تاريخ التسجيل : Nov 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 23
عدد النقاط : 10

صدى الجروح غير متواجد حالياً



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

توقيع :

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 03-09-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 4 )
رقم العضوية : 645
تاريخ التسجيل : Feb 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 93
عدد النقاط : 10

النظام الاساسي غير متواجد حالياً



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
1425 , 28 , أ , أخرى , مهم , من , الأحداث , الموضوع , الذكر , الراهنة , صفر , سؤال , هـ , وأسئلة , ،


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سؤال أهل الذكر 24 من ذي الحجة 1424هـ، 15/2/2004م-- الموضوع : عام عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-19-2011 05:02 PM
سؤال أهل الذكر 2 من ذي القعدة 1423 هـ ، 5/1/2003 م-- الموضوع : الحج عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-18-2011 12:44 AM
سؤال أهل الذكر 30 من شعبان 1423هـ ، 6/11/2002 م,,الموضوع : الصيام وفضله وأحكامه عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-18-2011 12:10 AM
سؤال أهل الذكر الموضوع : السحر عابر الفيافي حلقات سؤال أهل الذكر 0 02-17-2011 11:32 PM
سؤال أهل الذكر ...... الموضوع : السحر عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 2 12-05-2010 06:36 PM


الساعة الآن 07:43 PM.