زكاة الفطر

زكاة الفطر

ً

‏( إخوتي كتبت لكم أسطرا مختصرة في زكاة الفطر الواجبة )

• مقدمة/
هي زكاة تجب على الصائم آخر صومه يخرجها عن نفسه وعن من يجب عليه عوله من أهله طهرةً للصائم مما بدر منه من لغو أو رفث في صيامه، وطعمةً لإخوته الفقراء والمساكين الذين سيستقبلون العيد وليس في أيديهم ما يفرحون به يوم عيدهم ويُدخلون به السرور على أبنائهم وهذا مما يحقق مقصد إذابة الطبقية ويبدد سحائبها.وسميت زكاة الفطر بذلك على سبيل إضافة الشيء إلى سببه، فالفطر هو سبب وجوب زكاة الفطر، وهذا يقودنا إلى ذكر مسميات زكاة الفطر، فهي تسمى بتسميات مأخوذة من روايات معروفة وكذلك لأسباب متصلة بطبيعة هذه الزكاة المباركة ومن هذه التسميات:
- زكاة الفطر
- صدقة الفطر
*- زكاة الأبدان
- صدقة رمضان

• حكم زكاة الفطر/
زكاة الفطر فريضة على كل مسلم، الكبير والصغير، والغني والفقير والذكر و الأنثى، و الحر والعبد، فهي واجبة على قول جمهور أهل العلم وهو الصحيح الراجح، ومن أهل المغرب من قال بأنها سنة مؤكدة، وتارك السنة المؤكدة خسيس المنزلة.- صحَّ عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال:*" فرض رسول الله زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد الحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة "- وصحَّ عن السيدة عائشة أنها قالت: "سن رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر على الحر والعبد والذكر والأنثى والصغير والكبير صاعا من تمر أو صاعا من زبيب أو بر أو شعير أو من أقط"- وجاء عن الحبر عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال : " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين"

*• المقدار المخرج/
بلغك -أيها القارئ- ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: "فرض رسول الله زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد الحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين.." وعلمت أن المقدار المخرج عن زكاة الفطر صاع، والصاع هو أربعة أمداد، والمد الواحد وهو ملؤ كَفَّي الرجل المعتدل، ولعلك تلاحظ أن ملأ اليدين ليس بوزن واحد، فوزن ملئ اليدين يكون بحسب ما امتلأت به اليدان من حيث الثقل والخفة، فهي وحدة كيل لا وحدة وزن؛ لذلك لايمكن أن نحدد وزنا واحدا لكل الأجناس الغذائية، وعليه فمن أراد أن يخرج زكاة الفطر عليه أولا أن يحدد النوع الذي سيخرج منه كالتمر أو الرز أو غيرهما مما يقتات أو يدخر ثم يأخذ منه صاعا واحدا عنه وعن من يجب عليه الإخراج عنهم، وكذلك إن أراد أن يحدد وزنا بالجرام لجنس محدد من الطعام عليه أن يفعل الطريقة نفسها أي يأخذ من ذلك الجنس أربعة أمداد – صاعا- وينظر وزنه ثم يمضي عليه في بقية الآصع، وبما أن أكثر الناس يخرج زكاة الفطر من الرز فقد قام بعض أهل الفضل بتلك العملية في الرز وتقرر الوزن أنه كيلوان وأربعة وثمانون جراما 2.048 كيلوا جرام )
مسألة: هل يجوز إخراج القيمة بدل إخراج الطعام في زكاة الفطر ؟
الجواب/ هذه المسألة شدد فيها بعض أهل العلم وقال بعدم الإجزاء، ورخص البعض في إخراج القيمة مراعاة للمصلحة، والقول الوسط المفتى به معنا أن يخرج الطعام المقتات المدخر الذي يحتاج إليه الفقير وعليه اعتماده وفيه يبذل ماله كالرز والطحين والتمر ونحوها، فإن إخراج الزكاة من هذه الأجناس لاريب أنه يوفر مبلغا للفقير ويدفع عنه تكلُّفَ توفيرها وفي ذلك موافقة السنة المشرفة، وإن افترضنا الاضطرار إلى دفع القيمة فلا بأس إن شاء الله خصوصا إن لم يجد من يتقبل الطعام من الفقراء فعليه أن يخرج قيمة الصاع من الجنس المراد الإخراج منه وهو في الرز يعادل ريالا ونصف ريال ( 1,500 ) تقريبا.

• وقت الإخراج/
يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين كما ثبت فعل ذلك عن طائفة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا قد يحتاج إليه أكثر الناس اليوم لاسيما المؤسسات الخيرية المعنية بتوزيع الصدقات والزكوات، ولكن الأولى أن يخرجها في وقتها الذي يبدأ بعد غروب آخر شمس من رمضان أو فجر يوم العيد ما استطاع إلى ذلك سبيلا مع مراعاة مصلحة الفقير، والأمر إذا ضاق اتسع وإذا اتسع ضاق، وينتهي وقت الإخراج إذا شرع المسلمون في صلاة العيد.

• المستحقون لزكاة الفطر/
تدفع زكاة الفطر للفقراء والمساكين، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق:
*" .. وطعمة للمساكين " .*فعلى الصائم أن لايتهاون في البحث عن الفقراء المستحقين للزكاة وأن يتحراهم ويسأل عنهم حتى يؤدي فرضه بإجادة وتبرأ ذمته، والمتساهل غير معذور إن أخطأ في الإخراج.وعلى من لم يجد الفقير أو يشق عليه الوصول إليه أن يستعين على تأدية هذه العبادة بالمؤسسات الخيرية والجهات التعاونية الموثوقة التي تخصصت في جمع الزكوات والصدقات ودفعها لمستحقيها، فتتوكل هي بإخراج الزكاة عنه في وقتها.

• تنبيهات فقهية/
- يجوز أن يخرج الإنسان عمن يشاء الإخراج عنه ممن لا يجب عليه عوله كأصحابه وأرحامه وعمّاله، شرط أن يخبره قبل الإخراج.
- مكان إخراج الزكاة هو المكان الذي يقيم فيه المزكي ويجوز أن يخرجها خارج وطنه إذا اقتضت الحاجة.
- على الرجل أن يخرج عن أبنائه الذين لم يستقلوا مالياً حتى الرضّع منهم.
- ليس لزكاة الفطر نصاب كزكاة الأموال، فهي واجبة على من وجد إخراجها بالمقدار المعروف من غير أن يَلحقه ضرر.

(عماد بن سعيد الرواحي)

---

.;hm hgt'v

الموضوع الأصلي: زكاة الفطر || الكاتب: نجل النهروان || المصدر: منتديات نور الاستقامة

سبحان الله وبحمد...سبحان الله العظيم