الاباضية في ميدان الحق - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات



المكتبة الإسلامية الشاملة [كتب] [فلاشات] [الدفاع عن الحق] [مقالات] [منشورات]


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
افتراضي  الاباضية في ميدان الحق
كُتبَ بتاريخ: [ 01-13-2011 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية الامير المجهول
 
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
الامير المجهول غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913
قوة التقييم : الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع الامير المجهول محبوب الجميع


السلام عليكم
في هذا الموضوع سنطرح كتاب
الاباضية في ميدان الحق
للشيخ ناصر بن مطر بن سعيد المسقري






المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل : " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الداعي إلى الوحدة والوئام والناهي عن الفرقة والخصام وعلى آله وصحبه الكرام
وبعد ،،،
إن التباين و الاختلاف سمة من سمات البشر تعود إلى طبيعة العجز البشري ، وقد ابتليت بالافتراق كل الأمم ولم تسلم حتى أمة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - التي أرسل الله إليها أعظم رسول وأنزل إليها أجلّ كتاب حذرت فيه من الفرقة حيث قال الله سبحانه " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " آل عمران 103 ، وقال سبحانه " ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم " آل عمران 105 ، وقال سبحانه " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " الأنفال 46 ،
qليس العيب أن يخطئ الإنسان أو يقصر أو يخالف فلا كمال إلا لله ، فالخطأ مع الاستغفار يغتفر وإن كان فادحا ولكن الذي لا يغتفر هو خلق مكابرة الحق بالباطل والإصرار عليه والاستكبار عن الرجوع للحق والإعراض عن منهج القرآن الذي فيه هداية الناس والذي أمر الله سبحانه وتعالى فيه أن يحتكم إليه في أي نزاع حيث قال سبحانه " يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا " النساء 59 ،
qوليس عيبا النقد التقويمي والبَنّاء ، بل هو أحد خصائص الإسلام الكبرى وهو وظيفة اجتماعية ضرورية لكشف جوانب الخطأ لأن الإنسان قد لا يكتشف خطأه أو خطأ جماعته وقد يصعب عليه الاعتراف بالخطأ ويحاول الهروب منه ، ملقيا اللوم على غيره .
q وإنما العيب تلك الحملة الهوجاء التي يشنها أصحاب بعض الفرق الإسلامية على الفرق الأخرى لمحاولة تشويه تلك الفرق وطمس حقيقتها وتفريق أمة الإسلام التي لا يستفيد منه إلا أعداء الله الذين يكيدون للإسلام ليل نهار من غير هوادة 0
qوالإباضية ممن أصلوا بنار الفتنة التي أوقدها هؤلاء المتعصبون الذين توجههم السياسة الماكرة وأهواؤهم النفسية معرضين عن تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة التي تدعو للوحدة وتحذر من الفرقة وتحذر من الكذب وظلم الآخرين وتدعو إلى العدل مهما بلغ بغض أولئك القوم يقول الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إنّ الله خبير بما تعملون "سورة المائدة 8
qفهذه الحملة التعسفية التي شنها هؤلاء على الاباضية بالافتراءات التي سطروها في كتبهم أو بما تفوهت به ألسنتهم لطمس الحق بإخفاء حقيقة المذهب الإباضي عن الناس هي سبب كتابة هذه الرسالة الصغيرة الني سميتها " الإباضية في ميدان الحق " لإزاحة ركام الباطل وظلمة الظلم بنور الحق الذي جاء به القرآن والسنة النبوية وذلك بالاحتكام إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واتباع هديهما في قول الصدق وقبول الحق " ضمنتها خمسة فصول : الأول في معرفة الحقيقة والثاني في ذكر بعض الادعاءات على الإباضية وبيان كذبها وثالثها في مفاهيم يجب أن تختفي والرابع في المسائل الخلافية وختمت ذلك بذكر أدلة استقامة الإباضية ، هذا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

ناصر بن مطر بن سعيد المسقري 0

hghfhqdm td ld]hk hgpr hghfhqdm hgpr





رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 01-13-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً





الفصل الأول
معرفة الحقيقة وأسباب الجنوح الفكري


الباب الأول
الطريق الصحيح لمعرفة الحقيقة
qإن من يريد الخير لأمة الإسلام عليه أن يبحث عن الحقيقة ويعبر عنها كما هي وهذا سيقرب المسلمين من بعضهم حيث أن نقاط الخلاف تكون قليلة جدا بخلاف الحاقدين الذين يجعلون الخلاف يزيد ويتسع فإذا كان في خمس نقاط يجعلونه عشرا 0
qولا يمكن أن يصل الباحث إلى الحقيقة وهو يبحث عنها من غير مصدرها فكيف يعرف حقيقة فرقة من عند خصومها إن صح التعبير
qوكذلك لا يمكن أن يصل إلى الحقيقة إلا باستقراء تام للفرقة أو الموضوع وأيضا لا يمكن الوصول إلى الحقيقة إلا بالتخلص من أسباب الخطأ والجنوح الفكري الذي يعمي الإنسان ويصمه فيرى مالا ترى عيناه ويسمع مالا تسمع أذناه .
qولقد أجاد العلامة الشيخ عبدالرحمن الميداني في كتابه " بصائر للمسلم المعاصر " في إيضاح الطريق التي توصل إلى الحقيقة وإيضاح أسباب الجنوح الفكري التي تبعد الإنسان عن إدراك الحقيقة .
qومن تمام الفائدة نبقى مع العلامة الميداني نقلت ذلك مع بعض التصرف بالاختصار والزيادة.
يقول الميداني في الكتاب المذكور :-
( إن لكل أمر حقيقة ، ولكل حقيقة حدود ومقادير وكل إدراك أو تعبير عنه يهدف إلى إصابة الحقيقة ولو دعاء له أحد الوجوه التالية :-
(1) أن يطابق الحقيقة مطابقة تامة وهو تمام الحق 0
(2) أن يزيد عليها من غيرها وذلك تجاوز وغلو وفيه من الباطل بقدر الزيادة 0
(3) أن ينقص منها وذلك تقصير أو قصور فإن كان مع إدعاء المطابقة ففيه باطل بقدر النقص .
(4) أن ينحرف عن مطابقتها وذلك تجاوز وقصور وفيه من الباطل بمقدارهما إن كان مع إدعاء المطابقة .
(5) أن يخرج عن الحقيقة خروجا كليا وهو إدراك أو تعبير كله باطل .
qإن الزيادة على حدود الحقيقة التي يوجه لها الإدراك مع تصور أو ادعاء إن هذه الزيادة داخلة في حدود الحقيقة تعميما فاسدا غير مطابق للحقيقة يسند إليها أحكاما وصفات ليست لها .
qوالتعميم الفاسد في الحكم قد ينجم عنه قلب الحق باطلا والباطل حقا ، والمعمم تعميما فاسدا قد يقبل المذهب كله لأنه قد رأى بعضه حقا ، وقد يرفض المذهب كله لأنه قد رأى بعضه باطلا.
qإن على الباحث طالب الحق أن يجزئ عناصر الموضوع العام أو عناصر المذهب ، ويبحث كل جزء فيه بحثا مستقلا ويعطي حكمه عليه بالدليل ولا يصح له أن يعطي حكما عاما بالصحة لمجرد أن رأى بعض عناصر الموضوع صحيحة أو رأى بعض مسائل المذهب صحيحة ، فكثير من الأخطاء تأتي من الحكم على الكل بسبب ما اقتضاه الحكم على البعض ويسقط في الخطأ أو الغلط هنا فريقان :-
(أ) فريق يحكم ببطلان كل عناصر الموضوع أو المذهب وقضاياه ومقولاته لأنه رأى خطأ أو بطلانا في بعضها 0
(ب) وفريق يحكم بالصحة لكل عناصر الموضوع أو كل مسائل المذهب وقضاياه ومقولاته لأنه رأى بعضها صحيحا 0
qوالمنهج الفكري السليم الذي يجب إتباعه في الأحكام التعميمية هو أن الجزم بالتعميم لا يكون إلا باستقراء تام لكل الوحدات الجزئية التي تدخل في العموم ، لأن الاستقراء الناقص دلالته ضعيفة لا يصلح الاعتماد عليه ، و إن على الباحث أن يقسم الموضوع إلى عناصره ليعرف مدى صحة كل عنصر حتى يأتي عليها كلها ولا يغتر بالعناصر الصحيحة لأن قليلا من السم يكفي للإفساد (1)
qإن معظم السقطات الشنيعة تأتي من التعميمات الفاسدة ومن الأمثلة على التعميمات الفاسدة رفض كل ما عند المذاهب المخالفة لأن بعض ما فيها باطل ، واعتقاد أن كل مسائل المذهب الذي ينتمي إليه المعمم هي حق ، مع أنه لا يفحص كل مسألة من مسائله فحصا عمليا استدلاليا . إن مثل هذا التعميم لا يقبل به منطق الحق ، إنما يدفع إليه التعصب والجهل وعدم البصيرة العلمية الربانية .(1)


الباب الثاني

أسباب الخطأ أو الجنوح الفكري


السبب الأول
الوهم الناشئ عن اضطراب نفسي أو عدم اتزان فكري :

فكم يكون الخطأ أو الجنوح الفكري عن الحقيقة ناشئا عن الوهم الذي يحدثه الخوف أو الطمع أو الشهوة العارمة أو الغضب ، وبالوهم يرى الرائي ما لا ترى عيناه ويسمع ما لا تسمع أذناه ويصغّر الكبير ويكبّر الصغير (2) ) فيجانب الحقيقة ولا يقبل النصح والإرشاد .
qفكم من أخطاء تقع بهذه الأسباب .
qفكم من أناس وقعوا في الباطل ومعصية الله بسبب الخوف .
qوكم من أخطاء وقعت بالطمع ربما من أقلها أن يزوج الرجل ابنته لمن يدفع له أكثر .
qوكم وقع العشاق في ضياع لحياتهم بسبب متابعة شهواتهم .
qوأما الغضب فأخطاؤه كثيرة جدا ، يقول صاحب تهذيب الإحياء : وأما أثره في اللسان فانطلاقه بالشتم والفحش من الكلام الذي يستحي منه ذو العقل ويستحي منه قائله عند فتور الغضب ، وربما انطلقت لسانه بما يسبب له مشاكل اجتماعية مثل الطلاق ، وأما أثره على الأعضاء فالضرب والتهجم والتمزيق والقتل والجرح عند التمكن من غير مبالاة .(1)
السبب الثاني
ضعف الإدراك أو وسيلته مع الغرور النفسي :

qينتج عن هذا السبب توهم كمال الإدراك وكمال الوسيلة ثم ينتج عنه توهم معرفة الحقيقة معرفة كاملة مستوعبة .
qوالغرور بالنفس ينفخ فيها حتى تتورم تورما مرضيا فيغشي البصيرة والفكر وأدوات الحس وقد يطمسها أحيانا فيقع المغتر في أخطاء كثيرة تجر عليه ولمن تبعه نكبات وبلايا وشرور عظيمة .
qإن الغرور بالنفس يصيب الأفراد والجماعات .
qومن هنا وقع الذين ينكرون الغيبيات كالملائكة والجن توهما منهم بأن لديهم الأداة المدركة مع وسائلها التي تجعلهم يدركون حقيقة الواقع بصفة استغراقية فما لم يدركوه فهو غير موجود .
qوهذا الغرور بوسائلهم الضعيفة قد عطّل عقولهم عن التسليم بالبديهة التي تقرر أن عدم وجدان صاحب الإدراك الناقص للشيء لا يدل على عدم وجود ذلك الشيء).(2)
qوكم من إنسان يغتر بكثرة أتباعه وحزبه أو مذهبه فلا يلتفت إلى غيره معتقدا أنه مصيب للحق وللطريقة السليمة والكثرة هي دليل ذلك مع أن كثرة الناس في إتباع شيء معين لا تدل على أنه حق ، ويدل على ذلك القرآن والواقع وسنوضحه في موضعه إن شاء الله .
السبب الثالث
انحراف النظر عن رقعة الحقيقة :

qوهذا نوع من الحول الفكري ( فقد يبدأ النظر برؤية الأجزاء الأولى من الحقيقة ثم ينحرف عنها فيغره البدء الصحيح ثم لا يدرك أنه قد انحرف عن الحقيقة بعد ذلك ،كمن يبدأ السير في طريق بداية صحيحة ثم يسير غير متحرٍ لصحة مسيره مع كل خطوة ويضل ولا يصل إلى الهدف بل يقع في المتاهات وهو يزعم أنه على صواب متوهما ذلك بسبب بدايته الصحيحة ).
السبب الرابع
اشتباه الحقيقة بما جاورها :

qبهذا السبب تختلط أرض الحقيقة بما جاورها فيحدث الخطأ وقد نبّه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ضرورة أخذ الحذر من الوقوع في المشتبهات في الحديث الذي رواه مسلم والبخاري عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام00000" الحديث .



السبب الخامس
تشابه الحقائق في صفاتها ولو تباعدت :

qقد ينشأ الخطأ عن تشابه الحقيقة مع غيرها في الشكل أو الصورة أو اللون أو غير ذلك ولو لم يكن المتشابهان متجاورين كمن يرى السراب ماء .
qوكذلك نظر الكافرين إلى أعمالهم حيث يرون أنها تشبه الأعمال التي تحقق لأصحابها السعادة فيجتهدون في سبيل ذلك ولا يصلون إلى هدفهم ، قال الله تعالى في سورة الكهف " قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ،الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا (103-105
qومن الأغلاط التي وقع فيها كثير من الناس بهذا السبب إطلاقهم على نظام الإسلام أسماء مبادئ غير إسلامية بل هي مضادة للإسلام إلا أن بينها وبين نظام الإسلام شبها جزئيا فاشتبه الأمر عليهم وساعد على هذا الرؤية الفاسدة والتسرّع في الحكم ، ومن أمثلة ذلك إطلاق أسماء الاشتراكية أو الرأسمالية أو الديمقراطية أو الدكتاتورية على نظام الإسلام الذي هو شيء آخر .

السبب السادس
ردود الأفعال الفكرية السريعة بمؤثرات نفسية :

وكثيرا ما يكون الخطأ الفكري ناشئا عن ردود الأفعال الفكرية السريعة إلى الضد الأقصى المقابل لفكرة باطلة رفضوها أو مذهب رأوا فساده فلم يقبلوه .
qوبسبب هذا الانتقال السريع الذي هو من قبل ردود الأفعال غير الواعية يتركون الأوساط التي قد تكون الحقيقة في واحد منها أو موزعة الأجزاء بين الأوساط وقد يكون ما رفضوه بعض الحق مختلطا بباطل كثير وفيما انتقلوا إليه بعض الحق مختلطا بباطل كثير وبعملهم هذا ينتقلون من خطأ إلى خطأ آخر مثل الذي فرّوا منه ، وربما يكون الذي انتقلوا إليه أفحش وأشد بعدا عن الحقيقة .
qومثال ذلك حقد العمّال على الرأسمالية المقيتة فثاروا عليها ورفضوها لكنهم انتقلوا _ بردود الأفعال السريعة المعاكسة _ إلى الضد الأقصى فسقطوا في براثن المنظمات الشيوعية والاشتراكية وتركوا الوسط الذي هو الأنفع والأصلح والأعدل وهو نظام الإسلام ، فعندما اشتووا بنار الشيوعية المقيتة عميت بصائرهم مرة أخرى وقاموا ينادون بالرأسمالية .
السبب السابع
سوابق الأفكار :

qإن سوابق الأفكار الثابتة حول موضوع معين تجعل فكر الإنسان موجها شطر هذه السوابق ومحجوبا عن غيرها .
qفهي تغشي البصر والبصيرة وتجعل الفكر يجنح وينحرف عن وجه الصواب إلا في حال أن تكون سوابق الأفكار من الحقائق الواضحة غير مختلطة بباطل .
qويضل كثير من الناس متخبطا لا يتضح له الحق ولا ينكشف له وجهه مع أن الموضوع يتعلق بقضية من القضايا الأساسية المهمّة مهما عرضت له الأدلّة والبراهين ، لا لأن الأدلة غير كافية للإقناع بالحق ولكن لأن سوابق الأفكار كان لها سلطان على عقولهم وتأثير فيها وتغشية على بعض قدرات الرؤية لديها .
qويرجع هذا التأثر إلى عدة عوامل :
(1) الإلف فللإلف استهواء خاص يجعل المألوف محببا للنفوس ، ومحلاّ للطمأنينة والسكينة ، ويجعله مأنوسا غير مستغرب لدى العقول حتى يكون كالبديهيات التي لا تناقش ولا تحتاج إلى أدلّة أو براهين ، فهي تتمسك به على أنه حق جليّ جدا ولو كان باطلا واضح البطلان في حقيقة أمره إلا أن الإلف حجب بصيرة العقل عن فحصه وتقويمه بميزان المنطق السليم والنظر التأملي الصحيح فجعله من المسلّمات التي لا تحتاج نظرا ولا استدلالا .
(2) الاستكبار عن الاتهام بالتزام الخطأ وعدم استبصاره طوال المدة السالفة التي استبدت فيها سوابق الأفكار بقناعة العقل وارتياح النفس .
qويبدوا أن الرجوع عن الخطأ إلى الصواب يجرح كبر المتكبرين أصحاب الأنانيات فيصرون على الخطأ ويعاندون ولو ظهر لهم وجه الحق وكثيرا ما يحجب عنهم كبرهم رؤية وجه الحق والإصغاء إلى دليله .
qوقد وقع كثير من المشركين في هذا الخطأ لأنهم صعب عليهم ترك ما ألفوه من الأصنام والرجوع إلى حقيقة التوحيد ولأن كبرهم منعهم من أن يتهموا هم وآباؤهم بأنهم كانوا في ضلال وجهل ).(1)
qونجد عند أصحاب المذاهب كثيرا من هذا العناد الصارف عن الحق فلا يقبلوا الحق في أي مسألة قال به مذهب آخر بسبب سوابق الأفكار التي سيطرت عليهم في مذهبهم وحب مذهبهم فنجد أنهم يمتنعون حتى عن الحوار في ذلك بدعوى أنه إظهار للباطل ، فلينتبه إلى ذلك لأنه من أسباب فرقة المسلمين وعدم الوصول إلى وحدتهم .
السبب الثامن
التعصب لشخص أو قوم أو جماعة أو فكرة قديمة :

qإن التعصب ظاهرة موجودة في مختلف المجتمعات البشرية وفي مختلف مستوياتها .
يقول العلاّمة عبد الرحمن الميداني : " وهذه ظاهرة تمثل انحرافا مرضيا حينما لا تكون ذات مضمون أخلاقي كريم لانتصار حزب الله وجماعة الحق فيما يدعون إليه من الحق على أننا حينئذ لا نسميه تعصبا بل هو انتصار للحق بالحق " (1) ، ولكن لا يؤخذ الانتصار للحق ذريعة لتقليد أعمى .
qوالتعصب فرع من فروع الأنانية الفردية أو الجماعية ، فليحذر المسلم من اتباعها لأنها مناصرة للباطل سواء مناصرة لهواه وشهواته أو لجماعته أو لمن يواليه عامة .
qوللأسف الشديد نلاحظ أن التعصب موجود عند معظم الفرق والطوائف وأصناف الناس حتى عند العلماء .
qوهو الداء المهيمن على عقول ونفوس الماديين وأصحاب الأهواء ومتبعي الأديان المحرّفة كاليهود والنصارى .
qوموجود في دوائر جزئية عند المسلمين أيضا ، فنلاحظه عند الفقهاء والمفسرين والأدباء والشيوخ والدعاة والوعّاظ وغيرهم .
qإنهم في غمرة التعصب يندفعون اندفاع السكارى واندفاع محجوبي الأبصار إلا من زاوية الرؤية التي حصروا أنفسهم فيها فهم لا يرون إلا من خلالها ، كوحيد القرن الذي يرتبط بصره بخطوط الرؤية المتصلة برأس قرنه الذي يريد أن يبعج به بطن عدوه وهو هائج ثائر .(1)
السبب التاسع
التسرّع في الحكم مع عدم وضوح الرؤية :

qإن التسرع والاندفاع في إصدار الأحكام دون روية ودون تحرٍّ للحقيقة ولا صبر في البحث عنها بل الاكتفاء ببادئ الرأي يوقع في أخطاء كثيرة ، يقول الشيخ أحمد بن النظر :
لا تلوميه على ما صنعا كل ما طار وشيكا وقعا (2)
q(والاكتفاء ببادئ الرأي سمة العامة والدهماء الذين تحركهم العواطف الآنية وتوجههم الانفعالات غير الواعية وتتحكم بهم الغوغائية ويشغلهم عادة أصحاب المصالح والأهواء ، ولذلك إن أكثر الأفكار المسيطرة عليهم التي تتحكم بها تعميمات باطلة ومبادئ لا تعتمد على حق وعقائد لا تستند إلى براهين ولا أدلة كافية للإقناع بل عواطف لا قيمة لها في ميزان الفكر السليم ولا في ميزان الواقع التجريبي .(1)
qوهذا ليس منهاج المسلم المستنير بالقرآن والسنة لأن القرآن الكريم حذّر من ذلك وأخبر أن ذلك يوقع في الظلم وتكون عاقبته الندامة ، قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " الحجرات 6 ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " التأني من الله والعجلة من الشيطان " رواه الترمذي .
qفعلى المسلم أن يضبط نفسه ولا يندفع تحت أي تأثير لإصدار الأحكام والردود السريعة ويفحص القضية فحصا دقيقا ويتأكد من صحة الخبر .

(1) بصائر للمسلم المعاصر ، عبد الرحمن الميداني ، ص68

(1) المرجع السابق ، ص77

(2) بصائر للمسلم المعاصر ، مرجع السابق ، ص96

(1) المهذب من إحياء علوم الدين ، صالح أحم السامي ، ج2 ، ص 101 .

(2) بصائر للمسلم المعاصر ، مرجع سابق ، ص99 .

(1) بصائر للمسلم المعاصر ، مرجع سابق ، ص135-136

(1) راجع كتاب بصائر للمسلم المعاصر ، مرجع سابق ، ص 138

(1) راجع بصائر للمسلم المعاصر ، مرجع سابق ، ص 138

(2) الدعائم ، أحمد بن النظر ، ص 133

(1) بصائر للمسلم المعاصر ، مرجع سابق ، ص 139

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 01-13-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 3 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



السبب العاشر
مؤثرات الأهواء والشهوات والمصالح الخاصة :
يقول الشيخ نور الدين السالمي رحمه الله - :
حبـك للشـيء يغطي عيبه ويستـرنّ عيبـه وريبه
حبـك يعـمي ويصمّ فاحذر من الهـوى فإنـه لم يذر
بـل حـب ما يحبه مولاكا من دينه فهو الذي هداكا (1)
ويقول العلاّمة عبد الرحمن الميداني : " ومن شأن أهواء النفوس وشهواتها ومصالحها الخاصة أن تعمي بصيرة الإنسان وتصيبها بالعشى أو تمدّ عليها غشاوة ما فيرى الإنسان بسبب ذلك الحق باطلا والباطل حقا ، أو تختلط عليه الأمور وتلتبس في فكره صور الأشياء بنسبة ما وذلك على مقدار غلظ الغشاوة .
qومما لا شك فيه أن الهوى الطاغي يعمي عن رؤية الحق ويصم الآذان عن سماع كلمة الحق فمن كان له هوى في اتجاه فكري معين حجب عنه هذا الهوى رؤية الاتجاهات الأخرى فهو لا يرى إلا الذي دفعه أو جذبه إليه هواه ومن يريد إقناعه بتصحيح رؤيته لغير اتجاه هواه لا يجد لديه أذنا تسمع له نصحا ، أو فكرا يفهم منه بيانا ، لأن ذهنه منصرف عنه انصرافا كليّا ، والسبب في ذلك مؤثرات الهوى التي حجبت الذهن والبصيرة عن الحقيقة وعزلت الحواس عن إدراك ما يعرض عليها ، فالعين لا ترى إلا أشكالا ورسوما وظواهر ، والأذن لا تسمع إلا أصواتا وحروفا فمخاطبتها كالذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء .(1)
السبب الحادي عشر
التقليد الأعمى :
qالتقليد الأعمى ينشأ عن التعصب أو الثقة الإجمالية بالإمام المقلَّد أو الثقة بمنهجه أو طريقة اجتهاده .
qفالمقلِّد للإمام دون بصيرة في كل خطوة يخطوها يقع في كل الأخطاء التي يقع فيها إمامه تلقائيا .
qومن الحق أن التقليد ضرورة إذ لا يمكن أن يكون كل إنسان مجتهد بنفسه ولنا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حيث كان فيهم أئمة يستنبطون ويفتون وآخرون يستفتون ويعملون بما يفتيهم به أئمتهم ، لكن من الخطأ أن يدّعي المقلِّد أن إمامه على صواب وما عداه باطلا ، لأن مثل هذا الإدعاء لا يملكه إمامه نفسه لأن الاجتهاد في المسائل الاجتهادية الخلافية لا يقدم أكثر من دليل ترجيحي والدليل الترجيحي لا يعطي يقينا بأن ما وصل إليه الاجتهاد هو الحق قطعا وما عداه باطل قطعا (2) ، والعصمة للأنبياء فقط .


الفصل الثاني

افتراءات كتّاب المقالات على الإباضية


الباب الأول
أسباب التعصب ضد الإباضية


أولا: إنكارهم الظلم في كل زمان وخاصة زمن بني أمية حيث سلطت عليهم الدولة الأموية إعلامها الهادر فكالت عليهم التهم كيلا فانطلت على البعض وساعد في نشرها الطّمّاعون فيما لدى الدولة ، وليس من المستغرب وجود مثل هؤلاء الطماعين فهم موجودون في كل زمان ، كذلك ليس من المستغرب كيل التهم على المصلحين فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – لم يسلم من ذلك ، وهذه طريقة متبعة إلى يومنا هذا .
ثانيا : كون الإباضية متفقين مع الخوارج في الخروج عن علي – كرم الله وجهه – بسبب عدم قبول التحكيم سهّل إلصاقهم بالخوارج .ومروق الخوارج من الدين سهل الافتراء على الإباضية .

ثالثا : الأكاذيب التي سطرها كتاب المقالات في كتبهم ، فكتاب المقالات الذين سطروا الأكاذيب ضلوا وأضلوا وصاروا قنطرة عبور للحاقدين سواء قصدوا ذلك أو وقعوا ضحية .
qأما كونهم ضلوا فهم مسئولون عما كتبوه يوم القيامة .
qوأما كونهم أضلوا فكتبهم أصبحت مرجعا لكل من أراد أن يعرف شيئا عن الإباضية ، ووثقوا بها فيما قالت لسببين : لكون هؤلاء الكتاب من العلماء المشهورين ، ولكون هذه الادعاءات موجودة في عدة كتب مع أن مصادر هذه الكتب غير متنوعة وإنما نقل الثاني ما كتبه الأول وهكذا .
q فكونت هذه الكتب لدى قارئها صورة بغيضة عن هذه الفرقة الإسلامية فرأى أن من واجبه حماية الناس من الوقوع فيها وإنقاذ المنتمين إليها من الضياع ، وهذا رأي في محله لو كان ما كتب عن الإباضية صحيحا لأن ما كتب عنهم ينفر منه الطبع السليم ، ولكن في الحقيقة من وقع في شباك هذه الكتب جرفه السيل وهو لا يدري ، لأن ما كتب عنهم لا يمت إليهم بصلة .
qفإن من يقرأ عن الإباضية في كتب المقالات ويقارن ذلك بكتب الإباضية يجد عجبا ، حيث لا يجد أي أثر لما كتب عنهم وذلك لأن كتّاب المقالات لم يكتبوا شيئا حقيقيا عن الإباضية بسبب أن الإباضية في نظرهم فرقة ضالة يجب أن يلقى بها في مكان سحيق ، سواء كان هذا الحكم نابعا منهم أو وقعوا ضحية لغيرهم فقاموا بالتضليل على هذا المذهب وطمس حقيقته بشتى الأساليب ، واتفاق الكثير منهم على ذلك ليس صدفة وإنما بسبب وحدة عقيدتهم عن هذا المذهب وأخذ الثاني ما كتبه الأول وتبعهم الآخرون من غير تتبع للحقيقة من كتب الإباضية مع أن بعضهم شرط على نفسه أخذ ذلك من كتبهم . باستثناء بعض الكتاب المنصفين فلهم الشكر والتقدير .
Ü ويدل على ما أقول :
(1) إنهم لم يكتبوا شيئا عن أئمة الإباضية مثل جابر بن زيد وأبي عبيدة وغيرهم
(2) لم يذكروا عقائد الإباضية .
(3) لم يذكروا شيئا من آراء الإباضية الفقهية .
(4) لم يذكرا إلا النزر اليسير من مبادئ الإباضية تنحصر في السياسة وحقوق المسلمين على بعضهم . بل ذكروا بدائل للتضليل
v فقسموا الإباضية إلى فرق أصلية ، وأخرى فرعية استنتجوها من وحي خيالهم لمسرحية بيع أمة وذكروا لها عقائد شرك بالله .
Ü والإباضية لا يعرفون شيئا عن تلك الفرق ولا يوجد أي ذكر لها ولا لعقائدها ولا لأئمتها في كتب الإباضية سواء الذي ألفت قبل كتب المقالات أو التي ألفت بعدها ويبرؤن منها إن كان لها وجود أصلا وممن ألصقها بهم .
v حاولوا طمس الحقيقة بالتعميمات الفاسدة حيث أنهم ألصقوا الإباضية بالخوارج والفرق الضالة وشتى الاتهامات الأخرى سأذكرها فيما بعد .
v وانتشرت هذه الافتراءات في الكتب الأخرى وعلى السنة الخطباء الحاقدين وفي الأشرطة السمعية إلى يومنا هذا مثل كتاب الإباضية الذي سيأتي الرد عليه المحشي بالأكاذيب وبقى الإباضية يعانون منها متخذين موقف الدفاع عن أنفسهم
v وما كنت اكتب كلمة واحدة مما قاله أهل المقالات السابقين مما خالفوا فيه الواقع لو أن المتأخرين اتبعوا الحق و لم يظلوا يرددون تلك الأكاذيب.
من يعرف النطق منكم صار يشتمنا كأنه فرض عين عندكم شهرا
v ولكن ما الذي حمل هؤلاء الكتّاب على هذه الافتراءات حيث دونوا اسم الإباضية وكتبوا أشياء لا تمت إليهم بصلة ؟!!
Ü يقول البعض ربما أن ذلك يعود إلى قلة معرفتهم بالمذهب الإباضي بسبب أن حركته كانت سرية ، وفي الحقيقة أن هذا ليس شيئا مقنعا لأمرين :
أولا :- إن كتب المقالات التي كثر فيها الكذب على الإباضية بدأ تأليفها في القرن الرابع الهجري وقبل كتابتهم هذه كان المذهب منتشرا ، ففي عمان بويع بالخلافة قبل هذا التاريخ حوالي ستة أئمة ،بدءا من الإمام الجلندى بن مسعود الذي بويع في عام 132 ه وفي المغرب الأئمة الرستميون كانت دولتهم تغطي حيزا كبيرا من المغرب العربي من الجزائر إلى ليبيا ودامت أكثر من 150 سنة ،من 144 -296 هـ وهو قبل القرن الرابع الهجري وكذلك الإمام عبدالله بن يحيى الكندي في اليمن وصل نفوذه إلى الحجاز فهل بعد هذا تعذر الحصول على المعلومات ، هذا بالنسبة للقدماء فكيف بالمتأخرين ؟
ثانيا :- إذا كانوا أخذوا من غير الثقات فقد وقعوا فيما نهى الله عنه حيث قال الله سبحانه : " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين "الحجرات 6 وفيما عده رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبا في قوله : " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " متفق عليه
ثالثا:- إن كانوا لا يعرفون شيئا عن الإباضية وكتبوا عنهم لإكمال كتبهم فقد وقعوا فيما نهى الله عنه حيث قال :- " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) الإسراء 36
Ü وإن كان قد حملتهم إلى ذلك كراهية هذا المذهب فالله سبحانه نهى أن يحمل الإنسان بغضه على الظلم وأمره بدل ذلك بالعدل حيث قال عز من قائل " لا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " المائدة 8 ) أي لا يحملكم بغض أي قوم على ظلمهم وإنما عليكم العدل في كل شيء .
وأي ظلم يعمله هؤلاء على هذا المذهب أكثر من وصفهم بالضلال ونسبة الشرك إليهم والله يقول " إن الشرك لظلم عظيم " لقمان 13
Ü وإن كان قصدهم الانتصار للحق لكون أنهم يرون أنفسهم على حق وغيرهم على باطل ، فإن هذه الدعوى كل يدعيها كما نص على ذلك حديث الافتراق ولكن الحق غير محتاج إلى تأييد بالباطل فالحق والباطل ضدان ، قال الله تعالى :- " وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " الإسراء 81 وقال :-" بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق " الأنبياء 18
لم تقم السماوات والأرض إلا بالحق بل لم يخلق الله هذا الكون إلا بالحق والباطل لا يأتي إلا بباطل ، كيف يدعي شخص أن الفرقة التي ينتمي إليها متبعة الحق وهو في نفس الكتابة التي كتبها لم يستطع سلوك طريق الحق ؟!


الباب الثاني

ردود على كتاب المقالات


الإباضية مع أبي الحسن الأشعري


qأبو الحسن من علماء القرن الرابع الهجري وهو من أوائل من كتب في الفرق الإسلامية وكتابه " مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين " أخطر كتاب حيث أن عددا كبيرا ممن جاءوا بعده اعتمدوا على كتابه إلى يومنا هذا ربما ثقة به لسعة علمه ، فيا ليته كتب الحقيقة لينال أجرها عند الله ، ولكنه كتب أشياء لا أساس لها على الأقل بالنسبة للإباضية حيث قسمهم إلى فرق ليس لها وجود عند الإباضية ونسب إليهم أقوال لا تمت إليهم بصلة .(1) حيث قال:
v الفرقة الأولى :- الحفصية إمامهم حفص بن أبي المقدام ، زعم أن بين الشرك والإيمان معرفة الله وحده فمن عرف الله سبحانه ثم كفر بما سواه من رسول أو جنة أو نار أو عمل بجميع الخبائث من قتل نفس واستحلال الزنى وسائر ما حرم الله من فروج النساء فهو كافر برى من الشرك .
v الفرقة الثانية :- يسمون اليزيدية ، إمامهم يزيد بن أنيسة ، زعم أن الله سبحانه سيبعث رسولا من العجم وينزل عليه كتابا من السماء يكتب في السماء وينزل عليه دفعة واحدة وتولى أبو يزيد هذا من شهد للنبي صلى الله عليه وسلم بالنّبوءة من أهل الكتاب وإن لم يدخل في دينه ولم يعمل بشريعته وزعم أنهم بذلك مؤمنون .
v الفرقة الثالثة :- من الاباضية أصحاب حارث الإباضي ، قالوا في القدر بقول المعتزلة وخالفوا فيه سائر الاباضية ، وقالوا دار السلطان دار كفر "
v الفرقة الرابعة :- يقولون بطاعة لا يراد الله بها على مذهب أبي الهذيل ، ومعنى ذلك أن الإنسان قد يكون مطيعا لله إذا فعل شيئا أمره الله به وإن لم يقصد الله بذلك الفعل ولا أراده به 0
v وقال بعضهم ليس على الناس المشي إلى الصلاة ولا الركوب إلى الحج ولا شيء من أسباب الطاعات التي يتوصل بها إليها إنما عليهم فعلها فقط "
v وقال جميعهم إن يستتيبوا من خالفهم في تنزيل أو تأويل فإن تاب وإلا قتل كان ذلك الخلاف فيما يسع جهله أو فيما لا يسع جهله 0
v وقالوا من زنى أو سرق أقيم عليه الحد ثم استتيب فإن تاب وإلا قتل 0
v وقال بعضهم ليس من جحد الله وأنكره مشركا حتى يجعل مع الله غيره 0
v وقال بعضهم بتحليل الأشربة التي يسكر كثيرها إذا لم تكن الخمر بعينها0
v إن الله يؤلم أطفال المشركين على طريق الإيجاب لا طريق التجويز .
v أورد أبو الحسن قصة عن بيع الإماء للمخالفين ، فذكر في هذه القصة أسماء منكرة النسب مثل إبراهيم وميمون وعبد الجبار وسلمان وثعلبة وعبد الكريم بن عجرد وأم سعيد وأورد فيها أن إبراهيم أفتى بالجواز وميمون برئ منه وقوم وقفوا وذكر في القصة أوصاف مثل العلماء والإماء وامرأة ثعلبة وتكفير بعضهم لبعض .
Ü إن ما قاله الأشعري لا يعدو أن يكون سطورا من الافتراءات قصد بها التشنيع على المذهب الإباضي وتكريههم إلى الفرق الإسلامية الأخرى ، ربما أن الشيخ الأشعري وقع ضحية لأصحاب الأحقاد ضد الاباضية ولكن ذلك لا يخرجه من قوله صلى الله عليه وسلم :- كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " متفق عليه
Ü ويدل على ما أقول :-
أولا :- إن الأشعري قسم الإباضية إلى أربع فرق ليس لها علاقة بالمذهب الإباضي في قليل أو كثير ، فالفرق الإسلامية تنسب إلى الإمام الذي تقتنع تلك الفرق بآرائه الدينية وتأويله لنصوص العقيدة وهذا لا يوجد له أثر بين الاباضية والفرق المزعومة ، وكتب الاباضية التي ألفت قبل وبعد الأشعري شاهدة بذلك ومستعدون لتوفير أي مرجع يريده الباحث المنصف 0
Ü فالأئمة الذين ذكرهم مجهولون ليس لهم أي ذكر في أي كتاب من كتب الإباضية لا كتاب سيرة ولا فقه ولا عقيدة ولا غير ذلك 0
Ü ونرى الأشعري بنفسه أتى ببعضهم بدون أب وبعض الفرق لم يجد لها إماما قط 0
Ü كما أن العقائد التي ذكرها الأشعري لهذه الفرق هي عقائد شرك فكيف تعد من الفرق الإسلامية ؟ وهي لا شك مخالفة لعقائد الاباضية بل البعد بينهما أكثر من البعد ما بين السماوات والأرض .
Ü فإن كان لا يوجد أي أثر لسيرة أئمة الفرق المذكورة عند الإباضية ولا عقائدهم ولا آرائهم فكيف ساغ للأشعري أن يلحقهم بالإباضية بل أن يجعلهم الاباضية أنفسهم ؟!
ثانيا :- إن الأشعري نسب أقوالا لجميع الاباضية وأقوالا أخرى لبعضهم هي أيضا مخالفة لأقوال الاباضية تماما 0
بعض الأدلة من كتب الإباضية على صحة ما أقول

(1) الفرقة الأولى نسب إليها القول :- إن الكفر بالرسل والجنة والنار ليس شركا
Ü يقول العلاّمة نور الدين السالمي الإباضي في غاية المراد
وقد أتـت حجج البرهان ناطقة بالموت والبعث والحسبان فامتثلا

وأنـه من أطـاع الله يدخـله جناتـه أبـدا لا يبتـغـي نـقلا
ومن عصاه ففي النيران مسكنه ولم يجد مفزعا عنـها فينـتقـلا (1)

(2) الفرقة الثانية نسب إليها القول :- إن الله سيبعث رسولا من العجم ويتولون أهل الكتاب الذين شهدوا برسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وإن لم يدخلوا في دينه والشيخ العلاّمة نور الدين السالمي يقول في بهجة الأنوار :-
قـد نسخت شرائع الجميع سوى الهدى بشرعنا البديع

ومـاله أي شـرعنا مـغير فـهو علـى الدوام لا يغير

ويقول :
والحب للمؤمن من حـقوقه والبغض للكافر من عقوقه
والكل واجب على من عقلا ويلزم الوقوف عمن جهلا
3- والفرقة الثالثة نسب إليها القول :- أنها قالت بقول المعتزلة في القدر
Ü والإباضية لا يقولون بقول المعتزلة في القدر ، قال نور الدين السالمي في غاية المراد :
وإنما الفعل مخلوق ومكتسب فالخلق لله والكسب لمن عقلا
4-والفرقة الرابعة نسب إليها القول :- صحة العمل لله من غير نية
Ü والإباضية يرون النية من قواعد الدين لا يتم العمل إلا بها ، وثاني حديث في مسند الربيع بن حبيب قوله صلى الله عليه وسلم (( الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى )) .
ويقول العلامة السالمي في غاية المراد :
قواعد الدين علم بعده عمل ونية ورع عن كل ما حظلا

1- وأما القول بأن الاباضية لا يوجبون المشي للصلاة والركوب للحج فهذا باطل
Ü لأن الإباضية يرون أن كل مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب 0
وأما القول باستتابة مخالفيهم فإن تابوا وإلا قتلوا ، وكذلك القول بقتل السارق فهذا باطل لأن الاباضية متقيدون بما جاء في القرآن والسنة من الحدود ولا يزيدون عليها حرفا واحدا ، قال أبو حمزة الشاري – رحمه الله - وهو على منبر رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " الناس منا ونحن منهم إلا ثلاثة : مشركا بالله عابد وثن ، أو كافرا من أهل الكتاب ، أو متسلطا في الأرض يحكم في عباد الله بغير ما أنزل الله "
Ü ويقول الإباضية على لسان العلامة نور الدين السالمي – رحمه الله تعالى
ونحن لا نطـالب العبـادا فـوق شهـادتيـهم اعتـقادا
فمن أتـى بالجمـلتين قلنا إخـواننـا وبالحقـوق قمـنا
إلا إذا مـا أظهروا ضلالا واعتقـدوا فـي دينهم محالا
قمنا نبيـن الصـواب لهم ونحسبـن ذاك مـن حقـهم
فما رأيـته مـن التحرير في كتـب التوحيـد والتقرير
حـل مسـائـل ورد شبه جـاء بـها مـن ضل للمنتبه
قمنا نردهـا ونبدي الحقا بجهدنا كي لا يـضل الخلقا
لو سكتوا عنا سكتنا عنهم ونكتفي منهـم بأن يسـلموا(1

2- وأما القول :- ليس من جحد الله مشركا حتى يجعل معه شريكا فهذا باطل ،
Ü يقول العلامة السالمي في غاية المراد 0
والشرك لابد من أن تعرفنه لكي تكون في مقعد عن غيه اعتزلا
وهو المساواة بين الله جل وبين الخلق أو جحده سبحانه وعلا (1)

3- وأما القول بتحليل المسكر غير الخمر ، فهذا أيضا مخالف لقول الاباضية
Ü يقول العلامة ابن النظر في الدعائم :

والسكر مكروه حرام كله من كل مشروب ولو من ماء
4- وأما القول بأن الله يؤلم أطفال المشركين على طريق الإيجاب لا على طريق التجويز فهو مخالف لما يقوله الاباضية
Ü لأن الإباضية يقولون بان أطفال المشركين خدم لأهل الجنة0
ثالثا : قضية الأمة :- وأما قضية بيع الأمة المنسوبة إلى الإباضية والتي ضلت السنة الحاقدين الذين اتخذوا السب ديدنهم مثل مقبل الوادعي ترددها إلى اليوم فهي لا تعدو أن تكون مسرحية لشخصيات مجهولة سواء ذكر منها بالاسم أو بالوصف تمثل مشاجرة ، فما قيمة هذه المشاجرة بين أناس مجهولين في تحقيق علمي يراد به إثبات العقائد وتصنيف فرق الأمة 0
Ü إنها ليست إلا أسماء مجردة ، ما الدليل أنهم من الاباضية ؟!! لماذا لا يكونون من الفرق الأخرى ؟!!
Ü إن الإباضية لا يكفرون الفرق الأخرى ماداموا متأولين لكتاب الله أو سنة رسوله فكيف يكفرون بعضهم بعضا ؟!!
Ü كيف يكون تكفير في مسائل فقهيه اجتهادية ؟!!
Ü الظاهر أن الاباضية لم يحضروا هذا النزاع في بيع الإماء لأنهم لا يعرفون عنه شيئا تاريخيا ولا دينيا ، ولم يدخلوا تلك السوق الحامية ولا شهدوا ذلك العرس الذي نتج عنه سيل من الشتائم وتبادل اللعنات فنسبة هذه القصة إلى الإباضية من أعجب العجب ونسبة أبطالها إلى أئمتهم وعلمائهم من أكاذيب التاريخ التي لم تستتر حتى بقليل من الحياء ، وإن جازت حتى على كبار الأئمة أمثال ابن الحسن 0
Ü إن مخترع هذه القصة أراد أن يكثر من عدد الفرق المنسوبة إلى الإباضية والتي لا أساس لها أصلا حتى يظهرهم بمظهر المتشرذمين الذين يتنازعون لأتفه الأسباب فيتخالفون ويتفرقون انسياقا وراء العواطف ودوافع الغضب أكثر مما هو انسياقا وراء دوافع العقيدة والدين .
رابعا :- إن جميع الأسماء التي وردت فيما كتبه أبو الحسن عن الاباضية لا علاقة لها بالاباضية إلا اسمين هما عبدالله بن أباض و عبدالله بن يزيد الفزاري كان من الاباضية وخالفهم في بعض المسائل فانفصل عنهم وانظم في فرقة النكار ، وقد ذكر ابن النديم عدد من الكتب المنسوبة إليه منها :-
كتاب التوحيد ، كتاب الرد على المعتزلة ، وكتاب الرد على الرافضة ، وكتاب الإستطاعة ، ولا أعلم أن شيئا من هذه الكتب قد بقي ، وأما أصحاب هذه الفرقة فليس لهم وجود فيما أعلم 0
Ü وحتى هذا الفزاري لا يعد من الاباضية بدليلين :-
1- لأنه خالف الاباضية في العقيدة وانقسام الفرق بسبب العقائد ، وهذا الأشعري نفسه كان من المعتزلة لمدة أربعين سنة (1) ، فعند ما خالفهم ولم ينظم إلى عقائد فرق أخرى نسب إليه فرقة 0
خامسا :- إن أبا الحسن لم يذكر أحدا من أئمة الاباضية كجابر بن زيد وجعفر السماك العبدي وأبي سفيان قنبر وصحار العبدي وأمثالهم من أئمتهم في النصف الثاني من القرن الأول ولا ذكر شيئا من أقوالهم 0
Ü ولم يذكر أحدا من أئمتهم في النصف الأول من القرن الثاني أمثال أبي عبيدة ، مسلم أبي كريمة التميمي وضمام ابن السائب وأبي نوح وصالح الدهان و عبدالله بن يحيى الكندي ، والجلندى بن مسعود العماني والخطاب عبدالأعلى المعافري ، وهلال بن عطية الخراساني وأضرابهم ، ولم يذكر شيئا من أقوالهم ولم يذكر أحدا من علماء النصف الثاني من القرن الثاني أمثال الربيع بن حبيب وأبي سفيان ومحبوب بن الرحيل وعبدالرحمن بن رستم ولا ذكر شيئا من أقوالهم 0
Ü ولم يذكر أحدا من علمائهم في النصف الأول للقرن الثالث أمثال أفلح بن عبد الوهاب والمهنا بن جيفر وموسى بن علي وأضرابهم ولا ذكر شيئا من أقوالهم 0
Ü ولم يذكر أحدا من علمائهم في النصف الثاني من القرن الثالث أمثال محمد بن محبوب ومحمد بن عباد والصلت بن مالك وغيرهم ولا شيئا من أقوالهم .(2)
سادسا :- إن بعض من ذكرهم من أئمة الاباضية ذكر لهم فرقا غير الاباضية مثل العجاردة
سابعا :- إن تجاهل الأشعري أئمة الاباضية الحقيقيين ونسبتهم إلى أئمة مجهولين يؤدي إلى صرف الناس عن معرفة حقيقة المذهب الإباضي ويسهل الكذب عليهم لإثبات تهمة الضلال عليهم بخلاف لو أن ذكرهم بأئمة معروفين عند الناس لأن أئمة الاباضية معروفين باتباع الحق وعدم الزيغ عنه مثل جابر بن زيد وأبي عبيده وعبد الله بن يحيى 0
Ü إن الأشعري لو نسب الاباضية إلى أئمتهم الحقيقيين مثل جابر بن زيد وأبو عبيده وعبد الله بن يحيى وغيرهم لم يستطع أن يشوههم وينسبهم إلى الضلال لأنهم معروفين عند الناس فأي شيء ينسبه إليهم مخالف للواقع يكون معروفا ويكشف بسرعة ولكنه اختار أن يسلك بالاباضية طريقا مظلما لا تتضح فيه الرؤية 0
Ü فأئمة الاباضية ليس من ساقهم الأشعري كالقطيع وأدخلهم في الاباضية وإنما ينتمون إلى أئمة يشهد التاريخ بعدالتهم 0
يقول الإمام إبراهيم بن قيس الحضرمي :-

أدين دين المصطفى المكرم

من معـرب بسـموله أو مـعجـم اقفـو سبيل جـابر ومسـلم

وابـن الرحيـل العالـم المـحـكم إني إلى المسنتصرين أنتمـي

إنـي لأربـاب العـلا لأسـتـمي إني من القوم القيـام القــوم

الـرائـمـيـن فـوق روم الـروم الشاريين الخطبـاء الحــكم

البـاهــرين بالمـقال الـمفحـم كابن بذيل وابن حصـن المعلم

والراسـبـي الشـاري المـعمـم وابن حديـر السيـد المـقدم
وطالب الحق ابن يحيى الحضرمـي وابن حميـد ذي العلوم الضيغم
إنـا لأهـل العـدل والتـقـــدم إنا لأصـحاب الصـراط القيم
الديـن ما دنـّا بـلا تـوهــــم الحق فينـا الحق غـير أطسم
يا جـاهلا بأمـرنـا لا تغـشــم توسمـن أو سل أولي التوسم

1) جوهر النظام ، نور الدين السالمي ، ص 598

(1) بصائر للمسلم المعاصر ص 139-140

(2) نقلا من كتاب بصائر للمسلم المعاصر ، مرجع سابق ، ص141 بتصرف

1) مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين ، أبو الحسن الأشعري ، ص103-111

(1) قصيدة غاية المراد في الاعتقاد ، نور الدين السالمي ، ص50

(1) كشف الحقيقة ، لمن جهل الطريقة للشيخ نور الدين السالمي ص 7

(1) غاية المراد في الاعتقاد ، الشيخ نور الدين السالمي ، ص 51

(1) الفرق الإسلامية مدخل ودراسة ، د. علي عبدالفتاح المغربي ، ص268

(2) الإباضية بين الفرق الإسلامية ، علي يحيى معمر ، ج1 ص 27

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 01-13-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 4 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



السبب العاشر
مؤثرات الأهواء والشهوات والمصالح الخاصة :
يقول الشيخ نور الدين السالمي رحمه الله - :
حبـك للشـيء يغطي عيبه ويستـرنّ عيبـه وريبه
حبـك يعـمي ويصمّ فاحذر من الهـوى فإنـه لم يذر
بـل حـب ما يحبه مولاكا من دينه فهو الذي هداكا (1)
ويقول العلاّمة عبد الرحمن الميداني : " ومن شأن أهواء النفوس وشهواتها ومصالحها الخاصة أن تعمي بصيرة الإنسان وتصيبها بالعشى أو تمدّ عليها غشاوة ما فيرى الإنسان بسبب ذلك الحق باطلا والباطل حقا ، أو تختلط عليه الأمور وتلتبس في فكره صور الأشياء بنسبة ما وذلك على مقدار غلظ الغشاوة .
qومما لا شك فيه أن الهوى الطاغي يعمي عن رؤية الحق ويصم الآذان عن سماع كلمة الحق فمن كان له هوى في اتجاه فكري معين حجب عنه هذا الهوى رؤية الاتجاهات الأخرى فهو لا يرى إلا الذي دفعه أو جذبه إليه هواه ومن يريد إقناعه بتصحيح رؤيته لغير اتجاه هواه لا يجد لديه أذنا تسمع له نصحا ، أو فكرا يفهم منه بيانا ، لأن ذهنه منصرف عنه انصرافا كليّا ، والسبب في ذلك مؤثرات الهوى التي حجبت الذهن والبصيرة عن الحقيقة وعزلت الحواس عن إدراك ما يعرض عليها ، فالعين لا ترى إلا أشكالا ورسوما وظواهر ، والأذن لا تسمع إلا أصواتا وحروفا فمخاطبتها كالذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء .(1)
السبب الحادي عشر
التقليد الأعمى :
qالتقليد الأعمى ينشأ عن التعصب أو الثقة الإجمالية بالإمام المقلَّد أو الثقة بمنهجه أو طريقة اجتهاده .
qفالمقلِّد للإمام دون بصيرة في كل خطوة يخطوها يقع في كل الأخطاء التي يقع فيها إمامه تلقائيا .
qومن الحق أن التقليد ضرورة إذ لا يمكن أن يكون كل إنسان مجتهد بنفسه ولنا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حيث كان فيهم أئمة يستنبطون ويفتون وآخرون يستفتون ويعملون بما يفتيهم به أئمتهم ، لكن من الخطأ أن يدّعي المقلِّد أن إمامه على صواب وما عداه باطلا ، لأن مثل هذا الإدعاء لا يملكه إمامه نفسه لأن الاجتهاد في المسائل الاجتهادية الخلافية لا يقدم أكثر من دليل ترجيحي والدليل الترجيحي لا يعطي يقينا بأن ما وصل إليه الاجتهاد هو الحق قطعا وما عداه باطل قطعا (2) ، والعصمة للأنبياء فقط .


الفصل الثاني

افتراءات كتّاب المقالات على الإباضية


الباب الأول
أسباب التعصب ضد الإباضية


أولا: إنكارهم الظلم في كل زمان وخاصة زمن بني أمية حيث سلطت عليهم الدولة الأموية إعلامها الهادر فكالت عليهم التهم كيلا فانطلت على البعض وساعد في نشرها الطّمّاعون فيما لدى الدولة ، وليس من المستغرب وجود مثل هؤلاء الطماعين فهم موجودون في كل زمان ، كذلك ليس من المستغرب كيل التهم على المصلحين فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – لم يسلم من ذلك ، وهذه طريقة متبعة إلى يومنا هذا .
ثانيا : كون الإباضية متفقين مع الخوارج في الخروج عن علي – كرم الله وجهه – بسبب عدم قبول التحكيم سهّل إلصاقهم بالخوارج .ومروق الخوارج من الدين سهل الافتراء على الإباضية .

ثالثا : الأكاذيب التي سطرها كتاب المقالات في كتبهم ، فكتاب المقالات الذين سطروا الأكاذيب ضلوا وأضلوا وصاروا قنطرة عبور للحاقدين سواء قصدوا ذلك أو وقعوا ضحية .
qأما كونهم ضلوا فهم مسئولون عما كتبوه يوم القيامة .
qوأما كونهم أضلوا فكتبهم أصبحت مرجعا لكل من أراد أن يعرف شيئا عن الإباضية ، ووثقوا بها فيما قالت لسببين : لكون هؤلاء الكتاب من العلماء المشهورين ، ولكون هذه الادعاءات موجودة في عدة كتب مع أن مصادر هذه الكتب غير متنوعة وإنما نقل الثاني ما كتبه الأول وهكذا .
q فكونت هذه الكتب لدى قارئها صورة بغيضة عن هذه الفرقة الإسلامية فرأى أن من واجبه حماية الناس من الوقوع فيها وإنقاذ المنتمين إليها من الضياع ، وهذا رأي في محله لو كان ما كتب عن الإباضية صحيحا لأن ما كتب عنهم ينفر منه الطبع السليم ، ولكن في الحقيقة من وقع في شباك هذه الكتب جرفه السيل وهو لا يدري ، لأن ما كتب عنهم لا يمت إليهم بصلة .
qفإن من يقرأ عن الإباضية في كتب المقالات ويقارن ذلك بكتب الإباضية يجد عجبا ، حيث لا يجد أي أثر لما كتب عنهم وذلك لأن كتّاب المقالات لم يكتبوا شيئا حقيقيا عن الإباضية بسبب أن الإباضية في نظرهم فرقة ضالة يجب أن يلقى بها في مكان سحيق ، سواء كان هذا الحكم نابعا منهم أو وقعوا ضحية لغيرهم فقاموا بالتضليل على هذا المذهب وطمس حقيقته بشتى الأساليب ، واتفاق الكثير منهم على ذلك ليس صدفة وإنما بسبب وحدة عقيدتهم عن هذا المذهب وأخذ الثاني ما كتبه الأول وتبعهم الآخرون من غير تتبع للحقيقة من كتب الإباضية مع أن بعضهم شرط على نفسه أخذ ذلك من كتبهم . باستثناء بعض الكتاب المنصفين فلهم الشكر والتقدير .
Ü ويدل على ما أقول :
(1) إنهم لم يكتبوا شيئا عن أئمة الإباضية مثل جابر بن زيد وأبي عبيدة وغيرهم
(2) لم يذكروا عقائد الإباضية .
(3) لم يذكروا شيئا من آراء الإباضية الفقهية .
(4) لم يذكرا إلا النزر اليسير من مبادئ الإباضية تنحصر في السياسة وحقوق المسلمين على بعضهم . بل ذكروا بدائل للتضليل
v فقسموا الإباضية إلى فرق أصلية ، وأخرى فرعية استنتجوها من وحي خيالهم لمسرحية بيع أمة وذكروا لها عقائد شرك بالله .
Ü والإباضية لا يعرفون شيئا عن تلك الفرق ولا يوجد أي ذكر لها ولا لعقائدها ولا لأئمتها في كتب الإباضية سواء الذي ألفت قبل كتب المقالات أو التي ألفت بعدها ويبرؤن منها إن كان لها وجود أصلا وممن ألصقها بهم .
v حاولوا طمس الحقيقة بالتعميمات الفاسدة حيث أنهم ألصقوا الإباضية بالخوارج والفرق الضالة وشتى الاتهامات الأخرى سأذكرها فيما بعد .
v وانتشرت هذه الافتراءات في الكتب الأخرى وعلى السنة الخطباء الحاقدين وفي الأشرطة السمعية إلى يومنا هذا مثل كتاب الإباضية الذي سيأتي الرد عليه المحشي بالأكاذيب وبقى الإباضية يعانون منها متخذين موقف الدفاع عن أنفسهم
v وما كنت اكتب كلمة واحدة مما قاله أهل المقالات السابقين مما خالفوا فيه الواقع لو أن المتأخرين اتبعوا الحق و لم يظلوا يرددون تلك الأكاذيب.
من يعرف النطق منكم صار يشتمنا كأنه فرض عين عندكم شهرا
v ولكن ما الذي حمل هؤلاء الكتّاب على هذه الافتراءات حيث دونوا اسم الإباضية وكتبوا أشياء لا تمت إليهم بصلة ؟!!
Ü يقول البعض ربما أن ذلك يعود إلى قلة معرفتهم بالمذهب الإباضي بسبب أن حركته كانت سرية ، وفي الحقيقة أن هذا ليس شيئا مقنعا لأمرين :
أولا :- إن كتب المقالات التي كثر فيها الكذب على الإباضية بدأ تأليفها في القرن الرابع الهجري وقبل كتابتهم هذه كان المذهب منتشرا ، ففي عمان بويع بالخلافة قبل هذا التاريخ حوالي ستة أئمة ،بدءا من الإمام الجلندى بن مسعود الذي بويع في عام 132 ه وفي المغرب الأئمة الرستميون كانت دولتهم تغطي حيزا كبيرا من المغرب العربي من الجزائر إلى ليبيا ودامت أكثر من 150 سنة ،من 144 -296 هـ وهو قبل القرن الرابع الهجري وكذلك الإمام عبدالله بن يحيى الكندي في اليمن وصل نفوذه إلى الحجاز فهل بعد هذا تعذر الحصول على المعلومات ، هذا بالنسبة للقدماء فكيف بالمتأخرين ؟
ثانيا :- إذا كانوا أخذوا من غير الثقات فقد وقعوا فيما نهى الله عنه حيث قال الله سبحانه : " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين "الحجرات 6 وفيما عده رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبا في قوله : " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " متفق عليه
ثالثا:- إن كانوا لا يعرفون شيئا عن الإباضية وكتبوا عنهم لإكمال كتبهم فقد وقعوا فيما نهى الله عنه حيث قال :- " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) الإسراء 36
Ü وإن كان قد حملتهم إلى ذلك كراهية هذا المذهب فالله سبحانه نهى أن يحمل الإنسان بغضه على الظلم وأمره بدل ذلك بالعدل حيث قال عز من قائل " لا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " المائدة 8 ) أي لا يحملكم بغض أي قوم على ظلمهم وإنما عليكم العدل في كل شيء .
وأي ظلم يعمله هؤلاء على هذا المذهب أكثر من وصفهم بالضلال ونسبة الشرك إليهم والله يقول " إن الشرك لظلم عظيم " لقمان 13
Ü وإن كان قصدهم الانتصار للحق لكون أنهم يرون أنفسهم على حق وغيرهم على باطل ، فإن هذه الدعوى كل يدعيها كما نص على ذلك حديث الافتراق ولكن الحق غير محتاج إلى تأييد بالباطل فالحق والباطل ضدان ، قال الله تعالى :- " وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " الإسراء 81 وقال :-" بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق " الأنبياء 18
لم تقم السماوات والأرض إلا بالحق بل لم يخلق الله هذا الكون إلا بالحق والباطل لا يأتي إلا بباطل ، كيف يدعي شخص أن الفرقة التي ينتمي إليها متبعة الحق وهو في نفس الكتابة التي كتبها لم يستطع سلوك طريق الحق ؟!


الباب الثاني

ردود على كتاب المقالات


الإباضية مع أبي الحسن الأشعري


qأبو الحسن من علماء القرن الرابع الهجري وهو من أوائل من كتب في الفرق الإسلامية وكتابه " مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين " أخطر كتاب حيث أن عددا كبيرا ممن جاءوا بعده اعتمدوا على كتابه إلى يومنا هذا ربما ثقة به لسعة علمه ، فيا ليته كتب الحقيقة لينال أجرها عند الله ، ولكنه كتب أشياء لا أساس لها على الأقل بالنسبة للإباضية حيث قسمهم إلى فرق ليس لها وجود عند الإباضية ونسب إليهم أقوال لا تمت إليهم بصلة .(1) حيث قال:
v الفرقة الأولى :- الحفصية إمامهم حفص بن أبي المقدام ، زعم أن بين الشرك والإيمان معرفة الله وحده فمن عرف الله سبحانه ثم كفر بما سواه من رسول أو جنة أو نار أو عمل بجميع الخبائث من قتل نفس واستحلال الزنى وسائر ما حرم الله من فروج النساء فهو كافر برى من الشرك .
v الفرقة الثانية :- يسمون اليزيدية ، إمامهم يزيد بن أنيسة ، زعم أن الله سبحانه سيبعث رسولا من العجم وينزل عليه كتابا من السماء يكتب في السماء وينزل عليه دفعة واحدة وتولى أبو يزيد هذا من شهد للنبي صلى الله عليه وسلم بالنّبوءة من أهل الكتاب وإن لم يدخل في دينه ولم يعمل بشريعته وزعم أنهم بذلك مؤمنون .
v الفرقة الثالثة :- من الاباضية أصحاب حارث الإباضي ، قالوا في القدر بقول المعتزلة وخالفوا فيه سائر الاباضية ، وقالوا دار السلطان دار كفر "
v الفرقة الرابعة :- يقولون بطاعة لا يراد الله بها على مذهب أبي الهذيل ، ومعنى ذلك أن الإنسان قد يكون مطيعا لله إذا فعل شيئا أمره الله به وإن لم يقصد الله بذلك الفعل ولا أراده به 0
v وقال بعضهم ليس على الناس المشي إلى الصلاة ولا الركوب إلى الحج ولا شيء من أسباب الطاعات التي يتوصل بها إليها إنما عليهم فعلها فقط "
v وقال جميعهم إن يستتيبوا من خالفهم في تنزيل أو تأويل فإن تاب وإلا قتل كان ذلك الخلاف فيما يسع جهله أو فيما لا يسع جهله 0
v وقالوا من زنى أو سرق أقيم عليه الحد ثم استتيب فإن تاب وإلا قتل 0
v وقال بعضهم ليس من جحد الله وأنكره مشركا حتى يجعل مع الله غيره 0
v وقال بعضهم بتحليل الأشربة التي يسكر كثيرها إذا لم تكن الخمر بعينها0
v إن الله يؤلم أطفال المشركين على طريق الإيجاب لا طريق التجويز .
v أورد أبو الحسن قصة عن بيع الإماء للمخالفين ، فذكر في هذه القصة أسماء منكرة النسب مثل إبراهيم وميمون وعبد الجبار وسلمان وثعلبة وعبد الكريم بن عجرد وأم سعيد وأورد فيها أن إبراهيم أفتى بالجواز وميمون برئ منه وقوم وقفوا وذكر في القصة أوصاف مثل العلماء والإماء وامرأة ثعلبة وتكفير بعضهم لبعض .
Ü إن ما قاله الأشعري لا يعدو أن يكون سطورا من الافتراءات قصد بها التشنيع على المذهب الإباضي وتكريههم إلى الفرق الإسلامية الأخرى ، ربما أن الشيخ الأشعري وقع ضحية لأصحاب الأحقاد ضد الاباضية ولكن ذلك لا يخرجه من قوله صلى الله عليه وسلم :- كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " متفق عليه
Ü ويدل على ما أقول :-
أولا :- إن الأشعري قسم الإباضية إلى أربع فرق ليس لها علاقة بالمذهب الإباضي في قليل أو كثير ، فالفرق الإسلامية تنسب إلى الإمام الذي تقتنع تلك الفرق بآرائه الدينية وتأويله لنصوص العقيدة وهذا لا يوجد له أثر بين الاباضية والفرق المزعومة ، وكتب الاباضية التي ألفت قبل وبعد الأشعري شاهدة بذلك ومستعدون لتوفير أي مرجع يريده الباحث المنصف 0
Ü فالأئمة الذين ذكرهم مجهولون ليس لهم أي ذكر في أي كتاب من كتب الإباضية لا كتاب سيرة ولا فقه ولا عقيدة ولا غير ذلك 0
Ü ونرى الأشعري بنفسه أتى ببعضهم بدون أب وبعض الفرق لم يجد لها إماما قط 0
Ü كما أن العقائد التي ذكرها الأشعري لهذه الفرق هي عقائد شرك فكيف تعد من الفرق الإسلامية ؟ وهي لا شك مخالفة لعقائد الاباضية بل البعد بينهما أكثر من البعد ما بين السماوات والأرض .
Ü فإن كان لا يوجد أي أثر لسيرة أئمة الفرق المذكورة عند الإباضية ولا عقائدهم ولا آرائهم فكيف ساغ للأشعري أن يلحقهم بالإباضية بل أن يجعلهم الاباضية أنفسهم ؟!
ثانيا :- إن الأشعري نسب أقوالا لجميع الاباضية وأقوالا أخرى لبعضهم هي أيضا مخالفة لأقوال الاباضية تماما 0
بعض الأدلة من كتب الإباضية على صحة ما أقول

(1) الفرقة الأولى نسب إليها القول :- إن الكفر بالرسل والجنة والنار ليس شركا
Ü يقول العلاّمة نور الدين السالمي الإباضي في غاية المراد
وقد أتـت حجج البرهان ناطقة بالموت والبعث والحسبان فامتثلا

وأنـه من أطـاع الله يدخـله جناتـه أبـدا لا يبتـغـي نـقلا
ومن عصاه ففي النيران مسكنه ولم يجد مفزعا عنـها فينـتقـلا (1)

(2) الفرقة الثانية نسب إليها القول :- إن الله سيبعث رسولا من العجم ويتولون أهل الكتاب الذين شهدوا برسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وإن لم يدخلوا في دينه والشيخ العلاّمة نور الدين السالمي يقول في بهجة الأنوار :-
قـد نسخت شرائع الجميع سوى الهدى بشرعنا البديع

ومـاله أي شـرعنا مـغير فـهو علـى الدوام لا يغير

ويقول :
والحب للمؤمن من حـقوقه والبغض للكافر من عقوقه
والكل واجب على من عقلا ويلزم الوقوف عمن جهلا
3- والفرقة الثالثة نسب إليها القول :- أنها قالت بقول المعتزلة في القدر
Ü والإباضية لا يقولون بقول المعتزلة في القدر ، قال نور الدين السالمي في غاية المراد :
وإنما الفعل مخلوق ومكتسب فالخلق لله والكسب لمن عقلا
4-والفرقة الرابعة نسب إليها القول :- صحة العمل لله من غير نية
Ü والإباضية يرون النية من قواعد الدين لا يتم العمل إلا بها ، وثاني حديث في مسند الربيع بن حبيب قوله صلى الله عليه وسلم (( الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى )) .
ويقول العلامة السالمي في غاية المراد :
قواعد الدين علم بعده عمل ونية ورع عن كل ما حظلا

1- وأما القول بأن الاباضية لا يوجبون المشي للصلاة والركوب للحج فهذا باطل
Ü لأن الإباضية يرون أن كل مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب 0
وأما القول باستتابة مخالفيهم فإن تابوا وإلا قتلوا ، وكذلك القول بقتل السارق فهذا باطل لأن الاباضية متقيدون بما جاء في القرآن والسنة من الحدود ولا يزيدون عليها حرفا واحدا ، قال أبو حمزة الشاري – رحمه الله - وهو على منبر رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " الناس منا ونحن منهم إلا ثلاثة : مشركا بالله عابد وثن ، أو كافرا من أهل الكتاب ، أو متسلطا في الأرض يحكم في عباد الله بغير ما أنزل الله "
Ü ويقول الإباضية على لسان العلامة نور الدين السالمي – رحمه الله تعالى
ونحن لا نطـالب العبـادا فـوق شهـادتيـهم اعتـقادا
فمن أتـى بالجمـلتين قلنا إخـواننـا وبالحقـوق قمـنا
إلا إذا مـا أظهروا ضلالا واعتقـدوا فـي دينهم محالا
قمنا نبيـن الصـواب لهم ونحسبـن ذاك مـن حقـهم
فما رأيـته مـن التحرير في كتـب التوحيـد والتقرير
حـل مسـائـل ورد شبه جـاء بـها مـن ضل للمنتبه
قمنا نردهـا ونبدي الحقا بجهدنا كي لا يـضل الخلقا
لو سكتوا عنا سكتنا عنهم ونكتفي منهـم بأن يسـلموا(1

2- وأما القول :- ليس من جحد الله مشركا حتى يجعل معه شريكا فهذا باطل ،
Ü يقول العلامة السالمي في غاية المراد 0
والشرك لابد من أن تعرفنه لكي تكون في مقعد عن غيه اعتزلا
وهو المساواة بين الله جل وبين الخلق أو جحده سبحانه وعلا (1)

3- وأما القول بتحليل المسكر غير الخمر ، فهذا أيضا مخالف لقول الاباضية
Ü يقول العلامة ابن النظر في الدعائم :

والسكر مكروه حرام كله من كل مشروب ولو من ماء
4- وأما القول بأن الله يؤلم أطفال المشركين على طريق الإيجاب لا على طريق التجويز فهو مخالف لما يقوله الاباضية
Ü لأن الإباضية يقولون بان أطفال المشركين خدم لأهل الجنة0
ثالثا : قضية الأمة :- وأما قضية بيع الأمة المنسوبة إلى الإباضية والتي ضلت السنة الحاقدين الذين اتخذوا السب ديدنهم مثل مقبل الوادعي ترددها إلى اليوم فهي لا تعدو أن تكون مسرحية لشخصيات مجهولة سواء ذكر منها بالاسم أو بالوصف تمثل مشاجرة ، فما قيمة هذه المشاجرة بين أناس مجهولين في تحقيق علمي يراد به إثبات العقائد وتصنيف فرق الأمة 0
Ü إنها ليست إلا أسماء مجردة ، ما الدليل أنهم من الاباضية ؟!! لماذا لا يكونون من الفرق الأخرى ؟!!
Ü إن الإباضية لا يكفرون الفرق الأخرى ماداموا متأولين لكتاب الله أو سنة رسوله فكيف يكفرون بعضهم بعضا ؟!!
Ü كيف يكون تكفير في مسائل فقهيه اجتهادية ؟!!
Ü الظاهر أن الاباضية لم يحضروا هذا النزاع في بيع الإماء لأنهم لا يعرفون عنه شيئا تاريخيا ولا دينيا ، ولم يدخلوا تلك السوق الحامية ولا شهدوا ذلك العرس الذي نتج عنه سيل من الشتائم وتبادل اللعنات فنسبة هذه القصة إلى الإباضية من أعجب العجب ونسبة أبطالها إلى أئمتهم وعلمائهم من أكاذيب التاريخ التي لم تستتر حتى بقليل من الحياء ، وإن جازت حتى على كبار الأئمة أمثال ابن الحسن 0
Ü إن مخترع هذه القصة أراد أن يكثر من عدد الفرق المنسوبة إلى الإباضية والتي لا أساس لها أصلا حتى يظهرهم بمظهر المتشرذمين الذين يتنازعون لأتفه الأسباب فيتخالفون ويتفرقون انسياقا وراء العواطف ودوافع الغضب أكثر مما هو انسياقا وراء دوافع العقيدة والدين .
رابعا :- إن جميع الأسماء التي وردت فيما كتبه أبو الحسن عن الاباضية لا علاقة لها بالاباضية إلا اسمين هما عبدالله بن أباض و عبدالله بن يزيد الفزاري كان من الاباضية وخالفهم في بعض المسائل فانفصل عنهم وانظم في فرقة النكار ، وقد ذكر ابن النديم عدد من الكتب المنسوبة إليه منها :-
كتاب التوحيد ، كتاب الرد على المعتزلة ، وكتاب الرد على الرافضة ، وكتاب الإستطاعة ، ولا أعلم أن شيئا من هذه الكتب قد بقي ، وأما أصحاب هذه الفرقة فليس لهم وجود فيما أعلم 0
Ü وحتى هذا الفزاري لا يعد من الاباضية بدليلين :-
1- لأنه خالف الاباضية في العقيدة وانقسام الفرق بسبب العقائد ، وهذا الأشعري نفسه كان من المعتزلة لمدة أربعين سنة (1) ، فعند ما خالفهم ولم ينظم إلى عقائد فرق أخرى نسب إليه فرقة 0
خامسا :- إن أبا الحسن لم يذكر أحدا من أئمة الاباضية كجابر بن زيد وجعفر السماك العبدي وأبي سفيان قنبر وصحار العبدي وأمثالهم من أئمتهم في النصف الثاني من القرن الأول ولا ذكر شيئا من أقوالهم 0
Ü ولم يذكر أحدا من أئمتهم في النصف الأول من القرن الثاني أمثال أبي عبيدة ، مسلم أبي كريمة التميمي وضمام ابن السائب وأبي نوح وصالح الدهان و عبدالله بن يحيى الكندي ، والجلندى بن مسعود العماني والخطاب عبدالأعلى المعافري ، وهلال بن عطية الخراساني وأضرابهم ، ولم يذكر شيئا من أقوالهم ولم يذكر أحدا من علماء النصف الثاني من القرن الثاني أمثال الربيع بن حبيب وأبي سفيان ومحبوب بن الرحيل وعبدالرحمن بن رستم ولا ذكر شيئا من أقوالهم 0
Ü ولم يذكر أحدا من علمائهم في النصف الأول للقرن الثالث أمثال أفلح بن عبد الوهاب والمهنا بن جيفر وموسى بن علي وأضرابهم ولا ذكر شيئا من أقوالهم 0
Ü ولم يذكر أحدا من علمائهم في النصف الثاني من القرن الثالث أمثال محمد بن محبوب ومحمد بن عباد والصلت بن مالك وغيرهم ولا شيئا من أقوالهم .(2)
سادسا :- إن بعض من ذكرهم من أئمة الاباضية ذكر لهم فرقا غير الاباضية مثل العجاردة
سابعا :- إن تجاهل الأشعري أئمة الاباضية الحقيقيين ونسبتهم إلى أئمة مجهولين يؤدي إلى صرف الناس عن معرفة حقيقة المذهب الإباضي ويسهل الكذب عليهم لإثبات تهمة الضلال عليهم بخلاف لو أن ذكرهم بأئمة معروفين عند الناس لأن أئمة الاباضية معروفين باتباع الحق وعدم الزيغ عنه مثل جابر بن زيد وأبي عبيده وعبد الله بن يحيى 0
Ü إن الأشعري لو نسب الاباضية إلى أئمتهم الحقيقيين مثل جابر بن زيد وأبو عبيده وعبد الله بن يحيى وغيرهم لم يستطع أن يشوههم وينسبهم إلى الضلال لأنهم معروفين عند الناس فأي شيء ينسبه إليهم مخالف للواقع يكون معروفا ويكشف بسرعة ولكنه اختار أن يسلك بالاباضية طريقا مظلما لا تتضح فيه الرؤية 0
Ü فأئمة الاباضية ليس من ساقهم الأشعري كالقطيع وأدخلهم في الاباضية وإنما ينتمون إلى أئمة يشهد التاريخ بعدالتهم 0
يقول الإمام إبراهيم بن قيس الحضرمي :-

أدين دين المصطفى المكرم

من معـرب بسـموله أو مـعجـم اقفـو سبيل جـابر ومسـلم

وابـن الرحيـل العالـم المـحـكم إني إلى المسنتصرين أنتمـي

إنـي لأربـاب العـلا لأسـتـمي إني من القوم القيـام القــوم

الـرائـمـيـن فـوق روم الـروم الشاريين الخطبـاء الحــكم

البـاهــرين بالمـقال الـمفحـم كابن بذيل وابن حصـن المعلم

والراسـبـي الشـاري المـعمـم وابن حديـر السيـد المـقدم
وطالب الحق ابن يحيى الحضرمـي وابن حميـد ذي العلوم الضيغم
إنـا لأهـل العـدل والتـقـــدم إنا لأصـحاب الصـراط القيم
الديـن ما دنـّا بـلا تـوهــــم الحق فينـا الحق غـير أطسم
يا جـاهلا بأمـرنـا لا تغـشــم توسمـن أو سل أولي التوسم

1) جوهر النظام ، نور الدين السالمي ، ص 598

(1) بصائر للمسلم المعاصر ص 139-140

(2) نقلا من كتاب بصائر للمسلم المعاصر ، مرجع سابق ، ص141 بتصرف

1) مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين ، أبو الحسن الأشعري ، ص103-111

(1) قصيدة غاية المراد في الاعتقاد ، نور الدين السالمي ، ص50

(1) كشف الحقيقة ، لمن جهل الطريقة للشيخ نور الدين السالمي ص 7

(1) غاية المراد في الاعتقاد ، الشيخ نور الدين السالمي ، ص 51

(1) الفرق الإسلامية مدخل ودراسة ، د. علي عبدالفتاح المغربي ، ص268

(2) الإباضية بين الفرق الإسلامية ، علي يحيى معمر ، ج1 ص 27

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 01-13-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 5 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



البغدادي والفرق الإسلامية (1)


v لقد جاء البغدادي بعد قرن من الأشعري مقتفيا طريقه وملتمسا خطواته 0
v وقد بدأ كتابه(الفرق بين الفرق) في مقدمته بكلمات رنّانة أتبعها بأحكام صارمة حيث قسم الأمّة إلى ثلاثة أقسام :
v قسم حكم بخروجهم من الملّة رغم انتسابهم إلى الإسلام ، وقسم ما أوردهم إلا لذكر فضائحهم والتشنيع عليهم وتلمس أخطائهم وإظهار ما به ضلوا في نظره 0
v ثم حكم على القسمين بالضلال وقذف بهم جميعا في النار.
v أما القسم الثالث فقد حكم عليه بالسعادة مسبقا أيضا لأنه في نظره من أهل السنة 0
Ü وليته حين تلمس أخطاء تلك الفرق التي عزلها عن السنة ، وفتش عن فضائحهم رجع إلى مصادرهم ولم يأخذها من مصادر خصومهم إن صح هذا التعبير .
v يقول المؤلف في الفصل الأول من نفس الكتاب صفحة " 13 " بعد أن ناقش معنى أمة الإسلام وعلام تدل ، ما يلي :-
من كانت بدعته من جنس بدعة المعتزلة أو الخوارج أو الرافضة الإمامية أو الزيدية أو من بدع النجاريه أو الجهمية أو الضرارية اوالمجسمة فهو من الأمة في بعض الأحكام وهو جواز دفنه في مقابر المسلمين وفي ألا يمنع حضه من الفيء إذا غزا مع المسلمين ، وفي ألا يمنع من الصلاة في المساجد 0
v وليس من الأمة في أحكام سواها ، وذلك أنه لا يجوز الصلاة عليه ولا خلفه ولا تحل ذبيحته ، ولا نكاحه لإمرأة سنيه ولا يحل للسني أن يتزوج المرأة منهم إذا كانت على اعتقادهم 0
Ü وهذا الكلام يدل على ما ذكرناه من أنه أخرج المسلمين من ملة الإسلام رغم انتمائهم إليها لأنه حكم عليهم بأحكام المشركين 0
Ü فقوله لا تجوز الصلاة عليهم ولا خلفهم دليل على اعتبارهم مشركين لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول :- " الصلاة جائزة خلف كل بار وفاجر وصلوا على كل بار وفاجر " وقال " الصلاة على أهل القبلة المقرين بالله ورسوله واليوم الآخر واجبة فمن تركها فقد كفر " وفي نسخة أنكرها بدل تركها ، رواهما الربيع بن حبيب .
Ü وبقوله لا تحل ذبيحتهم جعلهم أشد كفرا من أهل الكتاب وساوى بينهم والوثنيين والشيوعين لأن أهل الكتاب تحل ذبائحهم 0
Ü ويؤكد ذلك قوله : ولا يحل للسني أن يتزوج المرأة منهم ، لأن المسلم يباح له أن يتزوج الكتابية
الإباضية عند البغدادي


v لقد سلك البغدادي في كتابته عن الاباضية مسلك الأشعري في التضليل وعدم الرجوع إلى مصادر الإباضية ، بل إنه اعتمد عليه كثيرا ، تارة ينقل نفس العبارة وتارة أخرى ببعض التصرف ومع هذا لم يذكر أنه نقل عنه 0
v يقول في كتابه الفرق بين الفرق " ص 103 " ما يلي :-
أجمعت الاباضية على القول بإمامة عبدالله بن أباض ، وافترقت فيما بينها فرقا يجمعها القول بأن كفار هذه الأمة يعنون مخالفيهم من هذه الأمة ، براء من الشرك والإيمان ، وانهم ليسوا مؤمنين ولا مشركين ولكنهم كفار ، وأجازوا شهادتهم وحرموا دمائهم في السر واستحلوها في العلانية وصححوا مناكحتهم والتوراث منهم وزعموا أنهم في ذلك محاربون لله ورسوله لا يدينون دين الحق ، وقالوا باستحلال بعض أموالهم دون بعض والذي استحلوه الخيل والسلاح ، فأما الذهب والفضة فإنهم يردونها على أصحابها عند الغنيمة 0
v ثم افترقت الاباضية فيما بينها إلى أربع فرق وهي الحفصية والحارثية واليزيدية وأصحاب طاعة لا يراد بها الله 0
مناقشة ما قاله :
Ü (1) أما قوله :- افترقت فيما بينها فرقا ، مجانب للصواب لعدة أسباب :
أولا :- إن الإباضية لم تفترق لأن الفرقة تخرج عن الفرقة الأصل إذا خالفت في العقائد وليس في المسائل الاجتهادية وعقائد الإباضية ثابتة مدونة في كتبهم من قبل البغدادي والأشعري وإلى يومنا هذا لم تختلف بل ليس عندهم سلف وخلف كما عند غيرهم 0
ثانيا :- إن الفرق التي ذكرها مجهولة لدى الإباضية تماما وليس لها ذكر ولا لعقائدها 0
ثالثا :- إن هذه الفرق كما ذكرنا سابقا نسب إليها عقائد شرك ، إن كان لها وجود أصلا وما في كتب الاباضية مخالف لها تماما سواء الكتب القديمة أو الحديثة0
Ü (2) أما قوله :- يجمعها القول بأن كفار هذه الأمة يعنون مخالفيهم من الأمة براء من الشرك والأيمان ، فيه تضليل بسبب نسبة الكفر للمخالفين والحقيقة أن الإباضية يطلقون على العاصي كافر كفر نعمة وهو ما يسمى كفر دون كفر سواء كان العاصي مخالفا أو إباضيا ولا معنى لتخصيص المخالفين .
Ü والذي أخرج فرق المسلمين المخالفة لمذهبه من الإسلام هو لأنه حكم بعدم الصلاة عليهم وتحريم ذبائحهم كما ذكرناه سابقا 0
Ü (3) وأما قوله :- حرموا دماءهم في السر واستحلوها في العلن قصد به التضليل أيضا لأن الإباضية لا يستحلون دماء المسلمين من أي فرقة بسبب خلافهم للإباضية لا في السر ولا في العلانية يقول العلاّمة السالمي :-
وأول الفرض من تأصيله جمل ثلاثة فزت إن تستحضر الجملا
وإن أتيت بها نطقا حفظت بها للنفس والمال والسبي بهاحظلا (1)
Ü ولكن الاباضية يقاتلون الباغي سواء كان من الاباضية أو من غيرهم ولا علاقة له بالمذهبية وهذا ما قصد به جواز قتلهم في العلن 0
Ü (4) وأما قوله :- وصححوا مناكحتهم والتوارث منهم ، وزعموا في ذلك أنهم محاربون لله ورسوله ، فنسبة القول بصحة التوارث والمناكحة صحيح ولكن هل أباحوا ذلك لأنهم محاربون الله ورسوله ؟! ما هذا إلا تضليل 0
Ü (5) وأما قوله :- استحلوا الخيل والسلاح ، فهذا غير صحيح

يقول الإمام الشاري إبراهيم بن قيس الحضرمي :
ولا هاربا ولىّ من الزحف مدبـرا ولا تغنـموا مـن مسلميـن غنائـمـا
فإن حزتم من آلة الحرب منهــم سيوفا وأفـراسا ونـبلا كـرائـمــا
فلا بأس أن تستكتموها لحربــهم إلى أن يزول الحـرب عنـهم تنادمـا
ولا غرم في أوزارهم إن تحطمت لدى الحرب بل بعض يرى الغرم لازما (2)
(6) وأما قوله :- وزعمت الاباضية كلها أن دار مخالفيهم من أهل مكة دار توحيد ، إلا معسكر السلطان فإنه دار بغي عندهم 0
Ü هذا القول أيضا فيه تضليل ومجانبة للحق في نقطتين :-
(أ) تخصيص المخالفين من أهل مكة ، فإن الإباضية يعتبرون أي بلاد ينطق أهلها بالشهادتين فهي دار توحيد ، من أي فرقة من الفرق الإسلامية كانت وأي بلاد 0
(ب) قوله دار السلطان دار بغي ، لأن الإباضية يعتبرون دار السلطان العادل دار توحيد وعدل من أي فرقة إسلامية كان 0وإذا كان غير عادل فهي دار ظلم من أي فرقة كان 0
v وقد نقل البغدادي الأكاذيب الذي قال بها الأشعري ، منها :-

(أ) عدم وجوب المشي للصلاة .
(ب) استتابة مخالفيهم وإلا قتلوا .
(ج) وقتل الزاني والسارق إذا لم يتوبا .
Ü وهذه كلها قد سبق تبيين عدم صحتها عن الاباضية
v وقد جاء بعموميات من القول لا أساس لها تركتها خوف الإطالة .
v والمهم أن البغدادي قد اعتبر الإباضية من الخوارج فرقة ضالة يجب أن يقال عنها فضائح وشنائع ليقذف بها بعيدا فهذا هدفه الذي ذكرهم من أجله
Ü ويدل على ذلك :-
(1) ابتعاده عن ذكر أئمة الاباضية الحقيقيين مثل جابر بن زيد وأبو عبيده وغيرهم ، ونسبتهم إلى أئمة مجهولين تبعا للأشعري 0
(2) تجاهله لعقائد الاباضية ، وذكر الأكاذيب والأقوال المبهمة بدلها ليسلك بالاباضية نفس الطريق المظلم الذي سلكه الأشعري ، وإلا فالبغدادي كان يعيش في القرنين الرابع والخامس توالى قبل عهده عدة أئمة في عمان واليمن والمغرب
(3) بالإضافة إلى دعوته للفرقة وإيقاد الفتنة وشق الصفوف حيث دعى إلى عدم زواج المسلمين من بعضهم البعض وعدم الصلاة خلف بعضهم وعدم أكل ذبائحهم 0
أيها القـادح فيـنا أقصـر أتدر ماذا قلت أم لم تشعر
قدحت في مذهب أهل الحق ويحك أغضبت إله الخلق
فما الإباضيـون إلا عـلما لخلفاء الحق منا فاعلمـا (1)

ابن حزم والاباضية
qعاش في القرن الخامس الهجري وقد عني بالمذاهب الإسلامية ، وقد سلك ابن حزم هو الآخر مسلك المشنعين والكاذبين على الإباضية بل في الحقيقة لم يذكر شيئا حقيقيا عن الاباضية حالته حالة أسلافه ، فلم يذكر أئمة الاباضية والذين تعاقبوا في المشرق والمغرب كما بينا سابقا ولم يذكر عقائد الاباضية ولا شيئا من سيرتهم مع مخالفيهم ، بل إنه أضاف افتراءات جديدة
v فقد بدأ كلامه في كتابه " الفصل في الملل والنحل " ص 188 (2)*بذكر الفرق المجهولة عند الاباضية فرقة يزيد بن أنيسة أو فريد كما قال هو وما قالته تلك الفرق من الشرك ثم عقب عليه أن الاباضية يكفرون من قال بهذه الأقوال ؟ فما الغرض من ذكرها إلاّ إظهار التفرق في الاباضية والبعد عن ذكر الحقائق ، ولماذا ألحقها أصلا بفرق المسلمين ؟0
v ثم قال " وقالت طائفة من أصحاب حارث الإباضي إن من زنى أو سرق أو قذف فإنه يقام عليه الحد ، ثم يستتاب مما فعل فإن تاب ترك وإن أبى التوبة قتل على الردة "
Ü نرى ابن حزم يأتي بالفرقة الثانية التي ذكرها الاشعري فرقة حارث الإباضي وقد قدمنا الرد على إلصاق هذه الفرقة بالاباضية عند الرد على الأشعري .
Ü وقوله قتل على الردة ، فالإباضية لا يعتبرون صاحب الكبيرة مشركا وذكرت ذلك في الفرق بين الاباضية والخوارج .
v وقال في ص 189 :
" وشاهدنا الاباضية عندنا بالأندلس يحرمون طعام أهل الكتاب ويحرمون أكل قضيب التيس والثور والكبش ويوجبون القضاء على من نام نهارا فاحتلم و يتيمّمون وهم على رؤوس الآبار التي يشربون منها إلا قليلا منهم "
Ü نرى ابن حزم يريد استكمال التشنيع الذي بدأه باستبدال أئمة الاباضية بأئمة غيرهم وعقائد غير عقائدهم بأن يضيف تشنيعات في المسائل الاجتهادية التي تختلف فيه الفرقة الواحدة إلى عدة أقوال ليظهر اختلاف الاباضية 0
Ü فلنلقي نظرة عما قاله عن الاباضية :-
v (1) تحريم طعام أهل الكتاب
Ü إطلاق قول تحريم طعام أهل الكتاب غير صحيح لأن الاباضية يقولون بتحليل طعام أهل الكتاب وهناك قول بأن طعام أهل الذمة منهم فقط ، لأنهم يروا أن الآية في أهل الذمة ولكن قطب الأئمة يرجح القول الأول حيث يقول (في المذهب قول آخر أن تحل ذبائحهم ونكاح حرائرهم ولو لم يعطوا الجزية ولو حاربوا لإطلاق القرآن عن اشتراط الجزية ونزل القرآن فيهم وهم محاربون ولم يشترطها وهو قول قومنا وبعض أصحابنا وهو الصحيح) (1)
Ü أما تحريم طعام أهل الكتاب على الإطلاق غير صحيح .
v (2) تحريم قضيب التيس والثور والكبش
Ü يقول الشيخ علي يحيى معمر لست أدري لماذا هذا الاهتمام الكبير من العالم الكبير بهذه التي لا يعمد إلى أكلها أحد ولا يستسيغها أحد سواء كانت حلالا أو حراما ، وقد صدق ابن حزم في هذه القضية فإن الاباضية يبعدونها لسببين :-
(أ) لأنها أشياء قذرة تقزز منها النفوس وينفر منها الطبع وليس فيها ما يغري على الأكل أو يفيد الجسم 0
(ب)إنها حاملة بولا ولا تخلوا منه والبول عند كثير من المذاهب ومنها الاباضية نجس
v (3) القضاء على المحتلم ، يقول :- " ويوجبون القضاء على من نام نهارا في رمضان فاحتلم "
Ü وليس الأمر هكذا بهذا الإجمال وإنما يوجبون القضاء على من أصبح جنبا مع شيء من التفريط عملا بالحديث الشريف الذي رواه الربيع بن حبيب والبخاري ومسلم ومالك في الموطأ فهم يرون إن الصائم الذي ينام في النهار فتصيبه الجنابة يجب عليه عند الاستيقاظ المبادرة إلى الاغتسال ولا شيء عليه إذا لم يهمل أو يتهاون ، أما إذا أهمل أو تهاون فيجب عليه القضاء لأنه ضيع0
v (4) التيمم عند وجود الماء 0
Ü هذه دعوى باطلة فالإباضية يعيشون مع الفرق الأخرى فمن شاهد الاباضية يعملون ذلك ليؤيد قول ابن حزم ؟ أو من وجد جواز ذلك في كتبهم ؟!! ، بل يرون أن من تيمم ورأى الماء فسد تيممه وبطلت صلاته إن كان في الصلاة يقول العلامة نور الدين السالمي في جوهر النظام :-
ومن رأى الماء وقد تيمما فإن ذاك يفسد التيمما
ولو رأى ذلك في الصلاة فإنها تبوء بالبتـات
v ويقول ابن حزم ص 191 ، والى قول الثعالبة رجع عبدالله بن أباض فبرئ منه أصحابه فهم لا يعرفونه اليوم ، ولقد سألت من هو في مقدمهم في علمهم ومذهبهم عنده فما عرف أحد منهم 0
Ü يقول الشيخ علي يحيى معمر وهذا القول من أغرب الأقوال وإن كان قد تردد على كثير من الألسنة والأقلام ، من هم الثعالبة ؟وما هو قولهم الذي رجع إليه عبدالله ابن أباض ؟ ولماذا رجع ؟ وهل رجع في قول واحد أو في عدد من الأقوال ؟ أسئلة ليس لها جواب عند ابن حزم0
Ü وكيف لا يعرفه من هو في مقدمهم عنده وهو مذكور في معظم كتب السيرة سواء الإباضية أو غيرها ؟ وكيف يبرؤون منه وهم لا يعرفونه ؟
Ü لم يزعم أحد من الإباضية أن عبدالله بن أباض رجع إلى قول الثعالبة ولا يوجد أحد منهم يبرأ من عبدالله بن أباض ، يقول السالمي عن ابن أباض :-
فأظهر الحق على رغم العدى والكل من أعدائـه قد شهـدا
قد كان في أيـام عبـدالمـلك مع شدة الأمر وضيق المسلك
ناقـشـه وبيّـن الصـوابـا ولم يكن لبأسـه قـد هـابـا
وكان لا يـدعـوه إلا بـاسمه تـعـززا بحـقـه وعـلمه
فصار معروفا مـع الجميـع لما حـوى مـن شرف رفيع (1)
v ويقول ابن حزم في ص 191 ما يلي :-
" ومن حماقاتهم قول بكر بن أخت عبد الواحد بن يزيد ، فإنه كان يقول :-
كل ذنب صغير أو كبير ولو كان أخذ حبة من خردل بغير حق أو كذبة خفيفة على سبيل المزاح فهي شرك بالله " 0
Ü يقول الشيخ على بن يحيى بن معمر :- " هذه ليست من حماقات الاباضية وإنما حماقات العالم الكبير ابن حزم ، من هو هذا البكر الذي لا يعرف أبوه ولا أمه ولا حتى عصبة أبيه وإنما ينسب إلى أخواله ؟ ثم يكون هذا البكر المجهول النسب إماما له أقوال يعتد بها ويذكر في الكتب ، ثم ساقه هذا العالم إلى صفوف الإباضية ونسبه إليهم وألقي عليهم تبعة حماقته،
Ü في الواقع لا شيء أسخف من هذا التشنيع حيث يؤتى برجل مجهول يلقى به في قوم ويجعل إماما ويلقى بتبعاته على تلك الفرقة .
Ü هذه ليست إلا حماقات نسج خيوطها التعصب والانغلاق والدعاية الفاجرة والخيال السقيم وعدم الأمانة في النقل والشهادة ثم توجيه السياسة الماكرة بأساليبها المختلفة .(1)
v ويقول ابن حزم عن الاباضية :- لا يجيزون أكل السمك إلا بعد ذبحه
Ü هذه فرية ظاهرة يشهد ببطلانها الواقع على مر القرون ، فهل أحد يدعي أنه رأى إباضيا يذبح سمكا ؟!!
v ويقول يجيزون الحج في أي شهر من شهور السنة .
Ü وهذا أيضا إدعاء باطل يكذبه الواقع ،من رأى إباضيا حج في غير الأوقات المحددة بالسنّة النبوية ؟!!
يقول العلامة الشيخ أحمد الخليلي :- وكيف يقولون ذلك وهم أحرص الناس على أداء مناسك الحج في أوقاتها من غير تقديم أو تأخير
الصبر في الملك الديان مفروض فاصبر فإن سبيل الحق ميغوض

(1) اعتمدت في ما كتبته عن البغدادي على كتاب الإباضية بين الفرق الإسلامية الشيخ علي يحيى معمر ج1 ص 43-52

(1) غاية المراد في الاعتقاد الشيخ نور الدين السالمي ص 49

(2) ديوان السيف النقاد ، إبراهيم بن قيس الحضرمي ، ص117

(1) منظومة كشف الحقيقة ، الشيخ نور الدين السالمي ص1

(2)* كل ما نقلته عن ابن حزم هو من كتاب " الإباضية بين الفرق الإسلامية للشيخ علي يحيى معمر ج1ص52- 60


(1) نقلا من كتاب الإباضية بين الفرق الإسلامية مرجع سابق ج1 ص 102_103

(1) منظومة كشف الحقيقة ، نورالدين السالمي ، ص 1

(1) الإباضية بين الفرق الإسلامية ، مرجع سابق ، ص59-60

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 01-13-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 6 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



البغدادي والفرق الإسلامية (1)


v لقد جاء البغدادي بعد قرن من الأشعري مقتفيا طريقه وملتمسا خطواته 0
v وقد بدأ كتابه(الفرق بين الفرق) في مقدمته بكلمات رنّانة أتبعها بأحكام صارمة حيث قسم الأمّة إلى ثلاثة أقسام :
v قسم حكم بخروجهم من الملّة رغم انتسابهم إلى الإسلام ، وقسم ما أوردهم إلا لذكر فضائحهم والتشنيع عليهم وتلمس أخطائهم وإظهار ما به ضلوا في نظره 0
v ثم حكم على القسمين بالضلال وقذف بهم جميعا في النار.
v أما القسم الثالث فقد حكم عليه بالسعادة مسبقا أيضا لأنه في نظره من أهل السنة 0
Ü وليته حين تلمس أخطاء تلك الفرق التي عزلها عن السنة ، وفتش عن فضائحهم رجع إلى مصادرهم ولم يأخذها من مصادر خصومهم إن صح هذا التعبير .
v يقول المؤلف في الفصل الأول من نفس الكتاب صفحة " 13 " بعد أن ناقش معنى أمة الإسلام وعلام تدل ، ما يلي :-
من كانت بدعته من جنس بدعة المعتزلة أو الخوارج أو الرافضة الإمامية أو الزيدية أو من بدع النجاريه أو الجهمية أو الضرارية اوالمجسمة فهو من الأمة في بعض الأحكام وهو جواز دفنه في مقابر المسلمين وفي ألا يمنع حضه من الفيء إذا غزا مع المسلمين ، وفي ألا يمنع من الصلاة في المساجد 0
v وليس من الأمة في أحكام سواها ، وذلك أنه لا يجوز الصلاة عليه ولا خلفه ولا تحل ذبيحته ، ولا نكاحه لإمرأة سنيه ولا يحل للسني أن يتزوج المرأة منهم إذا كانت على اعتقادهم 0
Ü وهذا الكلام يدل على ما ذكرناه من أنه أخرج المسلمين من ملة الإسلام رغم انتمائهم إليها لأنه حكم عليهم بأحكام المشركين 0
Ü فقوله لا تجوز الصلاة عليهم ولا خلفهم دليل على اعتبارهم مشركين لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول :- " الصلاة جائزة خلف كل بار وفاجر وصلوا على كل بار وفاجر " وقال " الصلاة على أهل القبلة المقرين بالله ورسوله واليوم الآخر واجبة فمن تركها فقد كفر " وفي نسخة أنكرها بدل تركها ، رواهما الربيع بن حبيب .
Ü وبقوله لا تحل ذبيحتهم جعلهم أشد كفرا من أهل الكتاب وساوى بينهم والوثنيين والشيوعين لأن أهل الكتاب تحل ذبائحهم 0
Ü ويؤكد ذلك قوله : ولا يحل للسني أن يتزوج المرأة منهم ، لأن المسلم يباح له أن يتزوج الكتابية
الإباضية عند البغدادي


v لقد سلك البغدادي في كتابته عن الاباضية مسلك الأشعري في التضليل وعدم الرجوع إلى مصادر الإباضية ، بل إنه اعتمد عليه كثيرا ، تارة ينقل نفس العبارة وتارة أخرى ببعض التصرف ومع هذا لم يذكر أنه نقل عنه 0
v يقول في كتابه الفرق بين الفرق " ص 103 " ما يلي :-
أجمعت الاباضية على القول بإمامة عبدالله بن أباض ، وافترقت فيما بينها فرقا يجمعها القول بأن كفار هذه الأمة يعنون مخالفيهم من هذه الأمة ، براء من الشرك والإيمان ، وانهم ليسوا مؤمنين ولا مشركين ولكنهم كفار ، وأجازوا شهادتهم وحرموا دمائهم في السر واستحلوها في العلانية وصححوا مناكحتهم والتوراث منهم وزعموا أنهم في ذلك محاربون لله ورسوله لا يدينون دين الحق ، وقالوا باستحلال بعض أموالهم دون بعض والذي استحلوه الخيل والسلاح ، فأما الذهب والفضة فإنهم يردونها على أصحابها عند الغنيمة 0
v ثم افترقت الاباضية فيما بينها إلى أربع فرق وهي الحفصية والحارثية واليزيدية وأصحاب طاعة لا يراد بها الله 0
مناقشة ما قاله :
Ü (1) أما قوله :- افترقت فيما بينها فرقا ، مجانب للصواب لعدة أسباب :
أولا :- إن الإباضية لم تفترق لأن الفرقة تخرج عن الفرقة الأصل إذا خالفت في العقائد وليس في المسائل الاجتهادية وعقائد الإباضية ثابتة مدونة في كتبهم من قبل البغدادي والأشعري وإلى يومنا هذا لم تختلف بل ليس عندهم سلف وخلف كما عند غيرهم 0
ثانيا :- إن الفرق التي ذكرها مجهولة لدى الإباضية تماما وليس لها ذكر ولا لعقائدها 0
ثالثا :- إن هذه الفرق كما ذكرنا سابقا نسب إليها عقائد شرك ، إن كان لها وجود أصلا وما في كتب الاباضية مخالف لها تماما سواء الكتب القديمة أو الحديثة0
Ü (2) أما قوله :- يجمعها القول بأن كفار هذه الأمة يعنون مخالفيهم من الأمة براء من الشرك والأيمان ، فيه تضليل بسبب نسبة الكفر للمخالفين والحقيقة أن الإباضية يطلقون على العاصي كافر كفر نعمة وهو ما يسمى كفر دون كفر سواء كان العاصي مخالفا أو إباضيا ولا معنى لتخصيص المخالفين .
Ü والذي أخرج فرق المسلمين المخالفة لمذهبه من الإسلام هو لأنه حكم بعدم الصلاة عليهم وتحريم ذبائحهم كما ذكرناه سابقا 0
Ü (3) وأما قوله :- حرموا دماءهم في السر واستحلوها في العلن قصد به التضليل أيضا لأن الإباضية لا يستحلون دماء المسلمين من أي فرقة بسبب خلافهم للإباضية لا في السر ولا في العلانية يقول العلاّمة السالمي :-
وأول الفرض من تأصيله جمل ثلاثة فزت إن تستحضر الجملا
وإن أتيت بها نطقا حفظت بها للنفس والمال والسبي بهاحظلا (1)
Ü ولكن الاباضية يقاتلون الباغي سواء كان من الاباضية أو من غيرهم ولا علاقة له بالمذهبية وهذا ما قصد به جواز قتلهم في العلن 0
Ü (4) وأما قوله :- وصححوا مناكحتهم والتوارث منهم ، وزعموا في ذلك أنهم محاربون لله ورسوله ، فنسبة القول بصحة التوارث والمناكحة صحيح ولكن هل أباحوا ذلك لأنهم محاربون الله ورسوله ؟! ما هذا إلا تضليل 0
Ü (5) وأما قوله :- استحلوا الخيل والسلاح ، فهذا غير صحيح

يقول الإمام الشاري إبراهيم بن قيس الحضرمي :
ولا هاربا ولىّ من الزحف مدبـرا ولا تغنـموا مـن مسلميـن غنائـمـا
فإن حزتم من آلة الحرب منهــم سيوفا وأفـراسا ونـبلا كـرائـمــا
فلا بأس أن تستكتموها لحربــهم إلى أن يزول الحـرب عنـهم تنادمـا
ولا غرم في أوزارهم إن تحطمت لدى الحرب بل بعض يرى الغرم لازما (2)
(6) وأما قوله :- وزعمت الاباضية كلها أن دار مخالفيهم من أهل مكة دار توحيد ، إلا معسكر السلطان فإنه دار بغي عندهم 0
Ü هذا القول أيضا فيه تضليل ومجانبة للحق في نقطتين :-
(أ) تخصيص المخالفين من أهل مكة ، فإن الإباضية يعتبرون أي بلاد ينطق أهلها بالشهادتين فهي دار توحيد ، من أي فرقة من الفرق الإسلامية كانت وأي بلاد 0
(ب) قوله دار السلطان دار بغي ، لأن الإباضية يعتبرون دار السلطان العادل دار توحيد وعدل من أي فرقة إسلامية كان 0وإذا كان غير عادل فهي دار ظلم من أي فرقة كان 0
v وقد نقل البغدادي الأكاذيب الذي قال بها الأشعري ، منها :-

(أ) عدم وجوب المشي للصلاة .
(ب) استتابة مخالفيهم وإلا قتلوا .
(ج) وقتل الزاني والسارق إذا لم يتوبا .
Ü وهذه كلها قد سبق تبيين عدم صحتها عن الاباضية
v وقد جاء بعموميات من القول لا أساس لها تركتها خوف الإطالة .
v والمهم أن البغدادي قد اعتبر الإباضية من الخوارج فرقة ضالة يجب أن يقال عنها فضائح وشنائع ليقذف بها بعيدا فهذا هدفه الذي ذكرهم من أجله
Ü ويدل على ذلك :-
(1) ابتعاده عن ذكر أئمة الاباضية الحقيقيين مثل جابر بن زيد وأبو عبيده وغيرهم ، ونسبتهم إلى أئمة مجهولين تبعا للأشعري 0
(2) تجاهله لعقائد الاباضية ، وذكر الأكاذيب والأقوال المبهمة بدلها ليسلك بالاباضية نفس الطريق المظلم الذي سلكه الأشعري ، وإلا فالبغدادي كان يعيش في القرنين الرابع والخامس توالى قبل عهده عدة أئمة في عمان واليمن والمغرب
(3) بالإضافة إلى دعوته للفرقة وإيقاد الفتنة وشق الصفوف حيث دعى إلى عدم زواج المسلمين من بعضهم البعض وعدم الصلاة خلف بعضهم وعدم أكل ذبائحهم 0
أيها القـادح فيـنا أقصـر أتدر ماذا قلت أم لم تشعر
قدحت في مذهب أهل الحق ويحك أغضبت إله الخلق
فما الإباضيـون إلا عـلما لخلفاء الحق منا فاعلمـا (1)

ابن حزم والاباضية
qعاش في القرن الخامس الهجري وقد عني بالمذاهب الإسلامية ، وقد سلك ابن حزم هو الآخر مسلك المشنعين والكاذبين على الإباضية بل في الحقيقة لم يذكر شيئا حقيقيا عن الاباضية حالته حالة أسلافه ، فلم يذكر أئمة الاباضية والذين تعاقبوا في المشرق والمغرب كما بينا سابقا ولم يذكر عقائد الاباضية ولا شيئا من سيرتهم مع مخالفيهم ، بل إنه أضاف افتراءات جديدة
v فقد بدأ كلامه في كتابه " الفصل في الملل والنحل " ص 188 (2)*بذكر الفرق المجهولة عند الاباضية فرقة يزيد بن أنيسة أو فريد كما قال هو وما قالته تلك الفرق من الشرك ثم عقب عليه أن الاباضية يكفرون من قال بهذه الأقوال ؟ فما الغرض من ذكرها إلاّ إظهار التفرق في الاباضية والبعد عن ذكر الحقائق ، ولماذا ألحقها أصلا بفرق المسلمين ؟0
v ثم قال " وقالت طائفة من أصحاب حارث الإباضي إن من زنى أو سرق أو قذف فإنه يقام عليه الحد ، ثم يستتاب مما فعل فإن تاب ترك وإن أبى التوبة قتل على الردة "
Ü نرى ابن حزم يأتي بالفرقة الثانية التي ذكرها الاشعري فرقة حارث الإباضي وقد قدمنا الرد على إلصاق هذه الفرقة بالاباضية عند الرد على الأشعري .
Ü وقوله قتل على الردة ، فالإباضية لا يعتبرون صاحب الكبيرة مشركا وذكرت ذلك في الفرق بين الاباضية والخوارج .
v وقال في ص 189 :
" وشاهدنا الاباضية عندنا بالأندلس يحرمون طعام أهل الكتاب ويحرمون أكل قضيب التيس والثور والكبش ويوجبون القضاء على من نام نهارا فاحتلم و يتيمّمون وهم على رؤوس الآبار التي يشربون منها إلا قليلا منهم "
Ü نرى ابن حزم يريد استكمال التشنيع الذي بدأه باستبدال أئمة الاباضية بأئمة غيرهم وعقائد غير عقائدهم بأن يضيف تشنيعات في المسائل الاجتهادية التي تختلف فيه الفرقة الواحدة إلى عدة أقوال ليظهر اختلاف الاباضية 0
Ü فلنلقي نظرة عما قاله عن الاباضية :-
v (1) تحريم طعام أهل الكتاب
Ü إطلاق قول تحريم طعام أهل الكتاب غير صحيح لأن الاباضية يقولون بتحليل طعام أهل الكتاب وهناك قول بأن طعام أهل الذمة منهم فقط ، لأنهم يروا أن الآية في أهل الذمة ولكن قطب الأئمة يرجح القول الأول حيث يقول (في المذهب قول آخر أن تحل ذبائحهم ونكاح حرائرهم ولو لم يعطوا الجزية ولو حاربوا لإطلاق القرآن عن اشتراط الجزية ونزل القرآن فيهم وهم محاربون ولم يشترطها وهو قول قومنا وبعض أصحابنا وهو الصحيح) (1)
Ü أما تحريم طعام أهل الكتاب على الإطلاق غير صحيح .
v (2) تحريم قضيب التيس والثور والكبش
Ü يقول الشيخ علي يحيى معمر لست أدري لماذا هذا الاهتمام الكبير من العالم الكبير بهذه التي لا يعمد إلى أكلها أحد ولا يستسيغها أحد سواء كانت حلالا أو حراما ، وقد صدق ابن حزم في هذه القضية فإن الاباضية يبعدونها لسببين :-
(أ) لأنها أشياء قذرة تقزز منها النفوس وينفر منها الطبع وليس فيها ما يغري على الأكل أو يفيد الجسم 0
(ب)إنها حاملة بولا ولا تخلوا منه والبول عند كثير من المذاهب ومنها الاباضية نجس
v (3) القضاء على المحتلم ، يقول :- " ويوجبون القضاء على من نام نهارا في رمضان فاحتلم "
Ü وليس الأمر هكذا بهذا الإجمال وإنما يوجبون القضاء على من أصبح جنبا مع شيء من التفريط عملا بالحديث الشريف الذي رواه الربيع بن حبيب والبخاري ومسلم ومالك في الموطأ فهم يرون إن الصائم الذي ينام في النهار فتصيبه الجنابة يجب عليه عند الاستيقاظ المبادرة إلى الاغتسال ولا شيء عليه إذا لم يهمل أو يتهاون ، أما إذا أهمل أو تهاون فيجب عليه القضاء لأنه ضيع0
v (4) التيمم عند وجود الماء 0
Ü هذه دعوى باطلة فالإباضية يعيشون مع الفرق الأخرى فمن شاهد الاباضية يعملون ذلك ليؤيد قول ابن حزم ؟ أو من وجد جواز ذلك في كتبهم ؟!! ، بل يرون أن من تيمم ورأى الماء فسد تيممه وبطلت صلاته إن كان في الصلاة يقول العلامة نور الدين السالمي في جوهر النظام :-
ومن رأى الماء وقد تيمما فإن ذاك يفسد التيمما
ولو رأى ذلك في الصلاة فإنها تبوء بالبتـات
v ويقول ابن حزم ص 191 ، والى قول الثعالبة رجع عبدالله بن أباض فبرئ منه أصحابه فهم لا يعرفونه اليوم ، ولقد سألت من هو في مقدمهم في علمهم ومذهبهم عنده فما عرف أحد منهم 0
Ü يقول الشيخ علي يحيى معمر وهذا القول من أغرب الأقوال وإن كان قد تردد على كثير من الألسنة والأقلام ، من هم الثعالبة ؟وما هو قولهم الذي رجع إليه عبدالله ابن أباض ؟ ولماذا رجع ؟ وهل رجع في قول واحد أو في عدد من الأقوال ؟ أسئلة ليس لها جواب عند ابن حزم0
Ü وكيف لا يعرفه من هو في مقدمهم عنده وهو مذكور في معظم كتب السيرة سواء الإباضية أو غيرها ؟ وكيف يبرؤون منه وهم لا يعرفونه ؟
Ü لم يزعم أحد من الإباضية أن عبدالله بن أباض رجع إلى قول الثعالبة ولا يوجد أحد منهم يبرأ من عبدالله بن أباض ، يقول السالمي عن ابن أباض :-
فأظهر الحق على رغم العدى والكل من أعدائـه قد شهـدا
قد كان في أيـام عبـدالمـلك مع شدة الأمر وضيق المسلك
ناقـشـه وبيّـن الصـوابـا ولم يكن لبأسـه قـد هـابـا
وكان لا يـدعـوه إلا بـاسمه تـعـززا بحـقـه وعـلمه
فصار معروفا مـع الجميـع لما حـوى مـن شرف رفيع (1)
v ويقول ابن حزم في ص 191 ما يلي :-
" ومن حماقاتهم قول بكر بن أخت عبد الواحد بن يزيد ، فإنه كان يقول :-
كل ذنب صغير أو كبير ولو كان أخذ حبة من خردل بغير حق أو كذبة خفيفة على سبيل المزاح فهي شرك بالله " 0
Ü يقول الشيخ على بن يحيى بن معمر :- " هذه ليست من حماقات الاباضية وإنما حماقات العالم الكبير ابن حزم ، من هو هذا البكر الذي لا يعرف أبوه ولا أمه ولا حتى عصبة أبيه وإنما ينسب إلى أخواله ؟ ثم يكون هذا البكر المجهول النسب إماما له أقوال يعتد بها ويذكر في الكتب ، ثم ساقه هذا العالم إلى صفوف الإباضية ونسبه إليهم وألقي عليهم تبعة حماقته،
Ü في الواقع لا شيء أسخف من هذا التشنيع حيث يؤتى برجل مجهول يلقى به في قوم ويجعل إماما ويلقى بتبعاته على تلك الفرقة .
Ü هذه ليست إلا حماقات نسج خيوطها التعصب والانغلاق والدعاية الفاجرة والخيال السقيم وعدم الأمانة في النقل والشهادة ثم توجيه السياسة الماكرة بأساليبها المختلفة .(1)
v ويقول ابن حزم عن الاباضية :- لا يجيزون أكل السمك إلا بعد ذبحه
Ü هذه فرية ظاهرة يشهد ببطلانها الواقع على مر القرون ، فهل أحد يدعي أنه رأى إباضيا يذبح سمكا ؟!!
v ويقول يجيزون الحج في أي شهر من شهور السنة .
Ü وهذا أيضا إدعاء باطل يكذبه الواقع ،من رأى إباضيا حج في غير الأوقات المحددة بالسنّة النبوية ؟!!
يقول العلامة الشيخ أحمد الخليلي :- وكيف يقولون ذلك وهم أحرص الناس على أداء مناسك الحج في أوقاتها من غير تقديم أو تأخير
الصبر في الملك الديان مفروض فاصبر فإن سبيل الحق ميغوض

(1) اعتمدت في ما كتبته عن البغدادي على كتاب الإباضية بين الفرق الإسلامية الشيخ علي يحيى معمر ج1 ص 43-52

(1) غاية المراد في الاعتقاد الشيخ نور الدين السالمي ص 49

(2) ديوان السيف النقاد ، إبراهيم بن قيس الحضرمي ، ص117

(1) منظومة كشف الحقيقة ، الشيخ نور الدين السالمي ص1

(2)* كل ما نقلته عن ابن حزم هو من كتاب " الإباضية بين الفرق الإسلامية للشيخ علي يحيى معمر ج1ص52- 60


(1) نقلا من كتاب الإباضية بين الفرق الإسلامية مرجع سابق ج1 ص 102_103

(1) منظومة كشف الحقيقة ، نورالدين السالمي ، ص 1

(1) الإباضية بين الفرق الإسلامية ، مرجع سابق ، ص59-60

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 01-13-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 7 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



أبو المظفر الأسفراييني والإباضية
qمن علماء القرن الخامس الهجري ، كتب عن الفرق الإسلامية في كتابه " التبصير " والقارئ لهذا الكتاب يلاحظ أنه صورة من كتاب البغدادي في عنفه وتهجمه على الفرق الإسلامية .
ويلاحظ انسياقه خلف الكتاب السابقين بنقل أكاذيب من غير تمحيص ، وقد لاحظ محقق الكتاب محمد الكوثر ملاحظتين هي العنف وعدم عزو الأقوال .
v فذكر عن الإباضية أنهم يستبيحون دماء مخالفيهم في العلانية ،وأنهم يستحلون بعض غنائم مخالفيهم ويحرمون بعضها فيستحلون السلاح والخيل وقد ذكر الفرق السابقة التي نسبها الأشعري إلى الإباضية وكذلك البغدادي وعقائدهم الفاسدة 0
v وقد عرض لمسرحية بيع الجارية التي استخرج منها أئمة فرق وتكفير ولكنه اختصرها 0
Ü وهذه كلها أكاذيب قيلت عن الاباضية وبينت سابقا كذبها ومخالفتها لما في كتب الاباضية القديمة والحديثة مما يدل أن المؤلف لم يثبت شيئا مما قاله وربما حقده وبغضه لهذه المذهب دفعه لذلك ، ولكن الله يقول :- "ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنكم شنآن قوم على إلا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون " المائدة 8
v وربما أنه جرى خلف السياسة حيث أننا نراه يتهجم تهجما شديدا على الفرق المعادية للظالمين ويفتخر بالملوك الظالمين مما يدل على أن الهوى يسوقه وليس الحق
ومن هنا تعرف أن الأهوا تقودهم للحق حين يروى
v يقول في كتابه "التبصير" ص 176(1) وهو يعد مآثر أهل السنة 0
وأما أنواع الاجتهادات الفعلية التي مدارها على أهل السنة والجماعة في بلاد الإسلام فمشهورة مذكورة مثل المساجد والرباطات المثبتة في بلاد أهل السنة ، إما في أيام بني أمية وإما في أيام بني العباس مثل مسجد دمشق المبني في أيام الوليد بن عبدالملك وكان سنيا قتل في أيامه ما شاء الله من الخوارج والروافض
Ü نستنتج من هذه الجمل ما يلي :-
(1) تمجيده للظلمة مما يؤكد اتباعه هواه .
(2) قوله :- " وكان سنيا قتل في أيامه ما شاء الله من الخوارج والروافض "
يدل دلالة واضحة بأن تسميه المذاهب الأربعة " أهل السنة " ليس نسبة إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الوليد توفي سنة 96 والمذاهب التي يطلق عليها لفظ أهل السنة لم توجد بعد فأبو حنيفة كان غلاما ومالك كان ابن سنة واحدة ، أما الشافعي وأحمد فلم يولدا بعد .
وليس قتل المسلمين اتباعا للسنة ،
أبو الفتح الشهر ستاني والإباضية
qكان من علماء النصف الأول من القرن السادس الهجري ويعتبر الكثيرون كتابه " الملل والنحل " من أهم المراجع ويعتمدون عليه كمصدر ثابت لا يناقش ، فلنرى هل استطاع تجنب الأخطاء الذي وقع فيها غيره ؟
v يقول في ص 6 : وشرطي على نفسي أن أورد مذهب كل فرقة على ما وجدته في كتبهم من غير تعصب لهم ولا كسر عليهم ، دون أن أبين صحيحه من فاسده وأعين حقه من باطلة 0
Ü وللأسف أنه لم يوف بشروطه ، يقول الشيخ علي يحيى معمر " ومن مقدمة الكتاب جرد سيفه وجعل ينظم صفوف الفرق ويصفها طوابير طويلة تمتد جذورها في أعماق التاريخ من عصره إلى عهد إبليس ، متخذة في كل عصر مظهرا مناسبا من موقف إبليس إلى موقف المشركين والمنافقين إلى موقف الفرق الضالة ، ويحاول ربط العلائق الوثيقة بين هذه الفرق الضالة وأسلافها في نظره من المنافقين أو الشياطين 0
Ü كما أنه لم يوف بشروطه في نقل عقائد المذاهب من كتبهم على الأقل بالنسبة للاباضية 0
v حيث قال في الجزء الأول ص 212 :
" إن عبدالله بن أباض خرج في عهد مروان بن محمد وقتل بثبالة ".
Ü وهذا خطأ لأن عبدالله بن أباض كان في زمن عبدالملك بن مروان ومكاتباته له موجودة ، وقد توفي في أواخر أيام عبدالملك 0
v وقد نسب إلى الإباضية ما قال به سابقوه من استحلال غنيمة السلاح ، وإن دار السلطان دار بغي وهذا لم يصح عن الإباضية كما بينت ذلك
Ü فعدم ذكر عقائد الاباضية الصحيحة وذكر ما تناقلته كتب المقالات دليل على أنه لم يرجع إلى كتب الإباضية . (1)
Ü ولكن الذي يستحق عليه الثناء أنه لم يذكر مسرحية الأمة وحسب الفرق المزعومة من الاباضية كالحفصية واليزيدية والحارثية فرقا مستقلة ، وهذا يعتبر في حد ذاته ردا على كتّاب المقالات 0




الأستاذ الغوابي والإباضية
qهو مؤلف كتاب " تاريخ الفرق الإسلامية " بذل في كتابته جهدا مشكورا ليظهر بمظهر الاعتدال وعدم التعصب وحاول جمع الفرق على صعيد المحبة ولكن بسبب اعتماده على كتب المقالات وثقته بهم لم يسلم من الانزلاقات ، فمعظم ما كتبه مجانب للواقع ، بل اعتمد في بعض الأحيان على المستشرقين وكان الأولى أن يتبع الحقيقة من أصولها فيكتب عن كل فرقة من كتبها .
حاول أن لا ينساق مع التيار وأن يعمل بوعي ولكن مصادره حيرته 0
v فعند عرضه لحركة الخوارج في التاريخ حسب مصادره السابقة ، ذكر أن أهل النهروان قتلوا جميعا ولم ينج منهم إلا تسعة أشخاص من أربعة آلاف وإن الأربعة آلاف لم يستطيعوا أن يقتلوا من عدوهم إلا تسعة أشخاص كأنهم مقيدون وأولئك التسعة تفرقوا في البلاد ولا شك على هذا الحال لا تقوم لهم قائمة 0
v ولكنه فوجئ وهو يستعرض أحداث التاريخ بأن العصر الأموي ابتدأ من معاوية كان مشحونا بحركة دائبة للخوارج فلم يظهر له كيف يربط الصلة ، فحاول أن يقدم حلا بأن يجعل المحكمة سلفا للخوارج ، ولكنه وجد أن المحكمة حسب مصادره انتهت في 37 هجري وحركة الخوارج بقيادة الأزارقة والنجدات بدأت في أربعة وستين للهجرة كما يرى الغوابي ، إذن هناك انفصام تأريخي عملي بين المحكمة والخوارج 0
v وعندما استعرض مبادئ الخوارج وأفكارهم وجد مصادره ترميهم بالشذوذ والتشدد وضئالة الفهم ، فلما استعرض فرقة الاباضية التي يعتبرها من الخوارج حسب مصادره لم يجد فيها تلك الصورة الشرسة البغيضة التي ترسم عن الخوارج فوقف وقفته الثانية من التأمل والتفكير ومصادره لا تقدم له الحل فوضع فرضية أن الخوارج هم سلف الاباضية ، والاباضية هم الخلف ، ثم جعل هذه الفرضية حقيقة بني عليها بحثه فيما بقي .
Ü وهذا مجانب للحقيقة من وجوه :-
(1) ليس للإباضية سلف وخلف فالإباضية مواقفهم ثابتة في الكتب التي ألفت منذ القرون الأولى والى يومنا هذا ، وسير الأئمة الذين بويعوا بالإمامة في عمان والمغرب والذين ذكرتهم سابقا موجودة وشاهدة بذلك 0
(2) تكاد تجمع كتب التاريخ أن نافع بن الأزرق هو الذي حكم بالشرك على مخالفيهم ، وأسقط عنهم حقوق المسلمين وكذلك تكاد تجمع على أن عبدالله بن أباض من أوائل من رد على نافع هذا رأيه 0
(3) إن سلف الاباضية هو جابر بن زيد وعبد الله بن إباض وجعفر بن السماك العبدي وصحار بن العباس العبدي وليس فوقهم إلا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم 0(1)
v ومن الانزلاقات التي أوقعته فيها مصادره هو متابعة تلك الأقوال المنسوبة إلى الإباضية ، فذكر نفس الفرق التي ذكرها من قبله وغيره وذكر الأقوال مثل جواز غنيمة السلاح 0
Ü وعلى كل حال فهو يشكر على محاولته اتباع الحقيقة وإن أبعدته عن ذلك مصادره 0
مع الأستاذ عبدالقادر شيبة الحمد

هو مؤلف كتاب " الأديان والفرق والمذاهب المعاصرة " والكتاب مقرر على طلاب الشهادة العالية بكلتي الشريعة وأصول الدين والأستاذ مدرس بجامعة المدينة المنورة ، ويلقي دروسا في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم 0
كانت الظروف مهيأة له لو أراد أن يدعوا إلى وحدة الكلمة ولم الشمل وكان من اليسير عليه أن يتصل بعلماء الفرق وهم يتوافدون على مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيما يريد هو كتابته ولكن كراهيته للفرق المخالفة لمذهبه جعلته لا يعطيها اهتماما ، فرق الإباضية إلى سبع فرق وقال إن عبدالله بن أباض خرج زمن مروان بن محمد وأنه رجع إلى الثعالبة (1)
وهذه كلها غير صحيحة بينت عدم صحتها سابقا 0
v لخص مبادئ الإباضية في خمس نقاط بعضها غير صحيح ، وكأنّ الإباضية ليس لديهم من الدين إلا النزر اليسير .
Ü ولو ألقى نظرة بسيطة إلى تآليف الإباضية لوجد منها ما يصل إلى تسعين مجلد مثل قاموس الشريعة ومنها سبعون مجلد ومنها خمسون مجلد ومنها مخصصة في أصول الدين وبعضها في أصول الفقه 0
Ü ولكن ذكر هذه النقاط القليلة يشوه سمعة الإباضية .

مع عبد العزيز بن محمد عبد اللطيف

كاتب معاصر ألف كتيّبه الصغير المسمى " الإباضية " متضمنا 16 صفحة من الحجم الصغير ونشره في سنة 1412 هجري ، محشي بالتضليل ومخالفة الواقع سالكا طريق المغرورين بمذهبهم والذين لا يرون الحق إلا فيما قالوه وكأنه قرآن منزل وما عداه زيغ وضلال متهجمين على الفرق الإسلامية 0
v (1) يقول في ص5 " لا شك أن الإباضية شرذمة قليلون "
Ü ولسان حاله يقول " وإنهم لنا لغائضون " فنراه استخدم لهجة فرعون وهذا يكفي للرد عليه لأن القليلين هم قوم موسى والكثيرين هم قوم فرعون 0
v (2) وفي نفس الصفحة يقول :- " وأمر آخر جعلني أهتم بهم وهو دعوى علماء الإباضية أنهم ليسوا من الخوارج واتهامهم لكتّاب الفرق بالتحامل عليهم 0
Ü أما كون الإباضية ليسوا من الخوارج فسأوضح ذلك في باب " إلصاق الإباضية بالخوارج " وأما إن كان يريد تصديق كتّاب المقالات وتكذيب الإباضية فليأت بدليل على صدق ما قاله كتّاب المقالات ، وكتب الإباضية موجودة ، فليأت بالفرق التي ذكروها أو العقائد المنسوبة إلى الإباضية 0
v (3) وذكر في ص6 أنهم لا يريدون مناظرة مع الإباضية وقال: إن المناظرة توقع الناس في شكوك وشبهات 0
Ü صحيح ذلك ولكن هذه الشكوك ستقع ليس في الحق وإنما على المذهب الذي لا يسير على بينة واضحة ، فالحق ليس محتاجا إلى مناصرة بالإخفاء لأن الله تكفل بإحقاقه ، ولا يكون ذلك بإخافئه0
Ü وإذا كانت المناظرة لا تصلح لإظهار الحق فهل يظهر الحق بالافتراءات والتضليل المتتابع على المذاهب الأخرى من غير بينة بل بدعوى مجردة باتباع الحق من غير إيضاح والاعتماد على ما قيل على أن هذه الفرق ضالة وتلك على حق ، أو الاعتماد قول من قال أن الكثرة لا يمكن أن تكون على باطل غير متدبرا آيات القرآن التي تذم الكثرة وتمدح القلة والتي تعد بالعشرات 0
v (4) يقول في ص7 " أخبرني بعض الثقاة أن أحدا من طلبة العلم المغمورين من أبناء السنة قد ناقش المفتي الخليلي في بعض مسائل الاعتقاد وأدحض شبهه وأظهر الحق أمامه حتى بهت " 0
Ü

ربما هذا الطالب صار أعلم من الذي امتنعوا عن المناظرة وأنا لا أوبخ العلماء بل أحترمهم لعلمهم ولكن أوبخ من ينشر الكذب والافتراءات على العلماء بل على فرق إسلامية بأكملها ، وأقول له إننا لا نعمل في الخفاء فالله أمر بإظهار الدين وليس بإخفائه والدعوة مفتوحة لتظهر ما تقول 0 لو كان حقا صريحا ما تروجه ما كنت بالحق هيابا ومستترا
v (5) ويقول في ص7 أيضا فهم أصحاب عبدالله بن أباض الذي خرج أيام مروان بن محمد 0
Ü وقوله هذا يكذبه بنفسه ص13 حيث يقول " إن عبدالله بن إباض يعتبر نفسه امتدادا للمحكمة الأولى كما في الرسالة التي بعثها إلى عبدالملك بن مروان " ، فإذا كان خروجه زمن مروان بن محمد فكيف يبعث رسالة لمن كان قبله ؟!! .
v (6) ونراه في ص8 يعيش في ضلال قديم ، حيث ذكر الفرق المزعومة للاباضية الحفصية واليزيدية والحارثية وقد بينت كذب هذه الادعاءات وبين كذب نسبة هذه الفرق إلى الإباضية قبلي الشيخ علي يحيى معمّر في كتابه " الإباضية بين الفرق الإسلامية " ولكن أمثال هؤلاء لا يتحرّون الصدق وإنما يتحرون الكذب .
v (7) وقد قال في ص 10 " ويعطلون السنة النبوية ، بحديث جاء في مسند الإمام الربيع " إنكم ستختلفون من بعدي ، فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فعني وما خالفه فليس عني " .
Ü إذا كان رد السنة النبوية على القرآن تعطيل فماذا يقول في قول عمر بن الخطاب في حديث فاطمة بنت قيس " لا أدع قول ربي لقول امرأة لا أدري أحفظت أم نسيت ، وعائشة أم المؤمنين في حديث عذاب الميت ببكاء أهله احتجت في رد الحديث بقوله تعالى " ولا تزر وازرة وزر أخرى " هل عطلا السنة ؟!!قال ابن القيم في "المنار المنبف" وللحديث الموضوع علامات منها مخالفة الحديث لصريح القرآن. (1) ويقول نور الدين السالمي في شرحه لهذا الحديث ( قوله " فماوافقه فعني" وهذا فيما وقع فيه الاختلاف بين الأمة بدليل قوله " إنكم ستختلفون من بعدي " أما المتفق عليه أنه عنه صلى الله عليه وسلم فلا يحتاج إلى عرض ، بل يجب العمل به وإن خالف ظاهر الكتاب ، لأنه إما ناسخ أو مخصص00 إلى آخره ) (1)
v (8) وفي ص 11 يقول " ويجهلون الأحاديث الصحيحة ويمتطون التأويل المتعسف فيحرفون الكلم عن مواضعه " ويحتج في ذلك بتفسير الشيخ سالم بن حمود السمائلي " يقول السمائلي " وحديث من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وإن زنى وإن سرق) ثم تاب فالزنى والسرقة لا يمنعان دخول الجنة للتائب من الذنب فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له .
Ü وفي الحقيقة أن هذا التأويل الذي انتقده يتفق مع قول الله تعالى : " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " طه 82 وأين هذا المضلل من الأحاديث التي تتوعد من يأكل أموال الناس بالنار ولو كان قليلا ، فكيف أحد يسرق من أموال الناس ما يشاء ويدخل الجنة من غير توبة ؟!!
v (9) ويقول في صفحة 12 في رده على السمائلي " وقوله عن حديث من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة " إذا مات غير مقترف لإثم دخل الجنة " وصف هذا التأويل بأنه فاسد ومظلم .
Ü ولعل هذا المضلل يريد أن التأويل المشرق هو أن الشرك هو السبب الوحيد الذي يدخل النار متعاميا عن الآيات والأحاديث الكثيرة في الكبائر الأخرى التي تدخل النار .
(10) وفي ص 16 ينصح الإباضية أن يتجردوا بالدليل وأن يتخلوا عن ربقة التعصب والتقليد للآباء .
Ü إن التقليد الذي وصف به الإباضية ليس هو إلا تقليد لمن قالوا ذلك قبله ونقل أشياء لا حقيقة لها قيلت من ألف عام ، وإلا فليأتنا بمسألة واحدة عن الإباضية لا تستند إلى الكتاب والسنة .
Ü لا يزال الحق فينا مذهبا رضي الخصم علينا أم أبى

(1) كل ما نقلته عنه نقلا من كتاب الإباضية بين الفرق الإسلامية .مرجع سابق ص61_66

(1) أنظر الإباضية بين الفرق الإسلامية مرجع سابق ج1 ص 66_72

(1) نقلا من كتاب الاباضية بين الفرق الاسلامية مرجع سابق ج1 ص77 _ 96 بتصرف

(1) الإباضية بين الفرق الإسلامية ، مرجع سابق ، ص120

(1) نقلا من الربيع بن حبيب مكانته ومسنده ، الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي ، ص 114

(1) شرح الجامع الصحيح نقلا من "الربيع بن حبيب " مرجع سابق ص116

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 01-13-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 8 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



أبو المظفر الأسفراييني والإباضية
qمن علماء القرن الخامس الهجري ، كتب عن الفرق الإسلامية في كتابه " التبصير " والقارئ لهذا الكتاب يلاحظ أنه صورة من كتاب البغدادي في عنفه وتهجمه على الفرق الإسلامية .
ويلاحظ انسياقه خلف الكتاب السابقين بنقل أكاذيب من غير تمحيص ، وقد لاحظ محقق الكتاب محمد الكوثر ملاحظتين هي العنف وعدم عزو الأقوال .
v فذكر عن الإباضية أنهم يستبيحون دماء مخالفيهم في العلانية ،وأنهم يستحلون بعض غنائم مخالفيهم ويحرمون بعضها فيستحلون السلاح والخيل وقد ذكر الفرق السابقة التي نسبها الأشعري إلى الإباضية وكذلك البغدادي وعقائدهم الفاسدة 0
v وقد عرض لمسرحية بيع الجارية التي استخرج منها أئمة فرق وتكفير ولكنه اختصرها 0
Ü وهذه كلها أكاذيب قيلت عن الاباضية وبينت سابقا كذبها ومخالفتها لما في كتب الاباضية القديمة والحديثة مما يدل أن المؤلف لم يثبت شيئا مما قاله وربما حقده وبغضه لهذه المذهب دفعه لذلك ، ولكن الله يقول :- "ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنكم شنآن قوم على إلا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون " المائدة 8
v وربما أنه جرى خلف السياسة حيث أننا نراه يتهجم تهجما شديدا على الفرق المعادية للظالمين ويفتخر بالملوك الظالمين مما يدل على أن الهوى يسوقه وليس الحق
ومن هنا تعرف أن الأهوا تقودهم للحق حين يروى
v يقول في كتابه "التبصير" ص 176(1) وهو يعد مآثر أهل السنة 0
وأما أنواع الاجتهادات الفعلية التي مدارها على أهل السنة والجماعة في بلاد الإسلام فمشهورة مذكورة مثل المساجد والرباطات المثبتة في بلاد أهل السنة ، إما في أيام بني أمية وإما في أيام بني العباس مثل مسجد دمشق المبني في أيام الوليد بن عبدالملك وكان سنيا قتل في أيامه ما شاء الله من الخوارج والروافض
Ü نستنتج من هذه الجمل ما يلي :-
(1) تمجيده للظلمة مما يؤكد اتباعه هواه .
(2) قوله :- " وكان سنيا قتل في أيامه ما شاء الله من الخوارج والروافض "
يدل دلالة واضحة بأن تسميه المذاهب الأربعة " أهل السنة " ليس نسبة إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الوليد توفي سنة 96 والمذاهب التي يطلق عليها لفظ أهل السنة لم توجد بعد فأبو حنيفة كان غلاما ومالك كان ابن سنة واحدة ، أما الشافعي وأحمد فلم يولدا بعد .
وليس قتل المسلمين اتباعا للسنة ،
أبو الفتح الشهر ستاني والإباضية
qكان من علماء النصف الأول من القرن السادس الهجري ويعتبر الكثيرون كتابه " الملل والنحل " من أهم المراجع ويعتمدون عليه كمصدر ثابت لا يناقش ، فلنرى هل استطاع تجنب الأخطاء الذي وقع فيها غيره ؟
v يقول في ص 6 : وشرطي على نفسي أن أورد مذهب كل فرقة على ما وجدته في كتبهم من غير تعصب لهم ولا كسر عليهم ، دون أن أبين صحيحه من فاسده وأعين حقه من باطلة 0
Ü وللأسف أنه لم يوف بشروطه ، يقول الشيخ علي يحيى معمر " ومن مقدمة الكتاب جرد سيفه وجعل ينظم صفوف الفرق ويصفها طوابير طويلة تمتد جذورها في أعماق التاريخ من عصره إلى عهد إبليس ، متخذة في كل عصر مظهرا مناسبا من موقف إبليس إلى موقف المشركين والمنافقين إلى موقف الفرق الضالة ، ويحاول ربط العلائق الوثيقة بين هذه الفرق الضالة وأسلافها في نظره من المنافقين أو الشياطين 0
Ü كما أنه لم يوف بشروطه في نقل عقائد المذاهب من كتبهم على الأقل بالنسبة للاباضية 0
v حيث قال في الجزء الأول ص 212 :
" إن عبدالله بن أباض خرج في عهد مروان بن محمد وقتل بثبالة ".
Ü وهذا خطأ لأن عبدالله بن أباض كان في زمن عبدالملك بن مروان ومكاتباته له موجودة ، وقد توفي في أواخر أيام عبدالملك 0
v وقد نسب إلى الإباضية ما قال به سابقوه من استحلال غنيمة السلاح ، وإن دار السلطان دار بغي وهذا لم يصح عن الإباضية كما بينت ذلك
Ü فعدم ذكر عقائد الاباضية الصحيحة وذكر ما تناقلته كتب المقالات دليل على أنه لم يرجع إلى كتب الإباضية . (1)
Ü ولكن الذي يستحق عليه الثناء أنه لم يذكر مسرحية الأمة وحسب الفرق المزعومة من الاباضية كالحفصية واليزيدية والحارثية فرقا مستقلة ، وهذا يعتبر في حد ذاته ردا على كتّاب المقالات 0




الأستاذ الغوابي والإباضية
qهو مؤلف كتاب " تاريخ الفرق الإسلامية " بذل في كتابته جهدا مشكورا ليظهر بمظهر الاعتدال وعدم التعصب وحاول جمع الفرق على صعيد المحبة ولكن بسبب اعتماده على كتب المقالات وثقته بهم لم يسلم من الانزلاقات ، فمعظم ما كتبه مجانب للواقع ، بل اعتمد في بعض الأحيان على المستشرقين وكان الأولى أن يتبع الحقيقة من أصولها فيكتب عن كل فرقة من كتبها .
حاول أن لا ينساق مع التيار وأن يعمل بوعي ولكن مصادره حيرته 0
v فعند عرضه لحركة الخوارج في التاريخ حسب مصادره السابقة ، ذكر أن أهل النهروان قتلوا جميعا ولم ينج منهم إلا تسعة أشخاص من أربعة آلاف وإن الأربعة آلاف لم يستطيعوا أن يقتلوا من عدوهم إلا تسعة أشخاص كأنهم مقيدون وأولئك التسعة تفرقوا في البلاد ولا شك على هذا الحال لا تقوم لهم قائمة 0
v ولكنه فوجئ وهو يستعرض أحداث التاريخ بأن العصر الأموي ابتدأ من معاوية كان مشحونا بحركة دائبة للخوارج فلم يظهر له كيف يربط الصلة ، فحاول أن يقدم حلا بأن يجعل المحكمة سلفا للخوارج ، ولكنه وجد أن المحكمة حسب مصادره انتهت في 37 هجري وحركة الخوارج بقيادة الأزارقة والنجدات بدأت في أربعة وستين للهجرة كما يرى الغوابي ، إذن هناك انفصام تأريخي عملي بين المحكمة والخوارج 0
v وعندما استعرض مبادئ الخوارج وأفكارهم وجد مصادره ترميهم بالشذوذ والتشدد وضئالة الفهم ، فلما استعرض فرقة الاباضية التي يعتبرها من الخوارج حسب مصادره لم يجد فيها تلك الصورة الشرسة البغيضة التي ترسم عن الخوارج فوقف وقفته الثانية من التأمل والتفكير ومصادره لا تقدم له الحل فوضع فرضية أن الخوارج هم سلف الاباضية ، والاباضية هم الخلف ، ثم جعل هذه الفرضية حقيقة بني عليها بحثه فيما بقي .
Ü وهذا مجانب للحقيقة من وجوه :-
(1) ليس للإباضية سلف وخلف فالإباضية مواقفهم ثابتة في الكتب التي ألفت منذ القرون الأولى والى يومنا هذا ، وسير الأئمة الذين بويعوا بالإمامة في عمان والمغرب والذين ذكرتهم سابقا موجودة وشاهدة بذلك 0
(2) تكاد تجمع كتب التاريخ أن نافع بن الأزرق هو الذي حكم بالشرك على مخالفيهم ، وأسقط عنهم حقوق المسلمين وكذلك تكاد تجمع على أن عبدالله بن أباض من أوائل من رد على نافع هذا رأيه 0
(3) إن سلف الاباضية هو جابر بن زيد وعبد الله بن إباض وجعفر بن السماك العبدي وصحار بن العباس العبدي وليس فوقهم إلا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم 0(1)
v ومن الانزلاقات التي أوقعته فيها مصادره هو متابعة تلك الأقوال المنسوبة إلى الإباضية ، فذكر نفس الفرق التي ذكرها من قبله وغيره وذكر الأقوال مثل جواز غنيمة السلاح 0
Ü وعلى كل حال فهو يشكر على محاولته اتباع الحقيقة وإن أبعدته عن ذلك مصادره 0
مع الأستاذ عبدالقادر شيبة الحمد

هو مؤلف كتاب " الأديان والفرق والمذاهب المعاصرة " والكتاب مقرر على طلاب الشهادة العالية بكلتي الشريعة وأصول الدين والأستاذ مدرس بجامعة المدينة المنورة ، ويلقي دروسا في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم 0
كانت الظروف مهيأة له لو أراد أن يدعوا إلى وحدة الكلمة ولم الشمل وكان من اليسير عليه أن يتصل بعلماء الفرق وهم يتوافدون على مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيما يريد هو كتابته ولكن كراهيته للفرق المخالفة لمذهبه جعلته لا يعطيها اهتماما ، فرق الإباضية إلى سبع فرق وقال إن عبدالله بن أباض خرج زمن مروان بن محمد وأنه رجع إلى الثعالبة (1)
وهذه كلها غير صحيحة بينت عدم صحتها سابقا 0
v لخص مبادئ الإباضية في خمس نقاط بعضها غير صحيح ، وكأنّ الإباضية ليس لديهم من الدين إلا النزر اليسير .
Ü ولو ألقى نظرة بسيطة إلى تآليف الإباضية لوجد منها ما يصل إلى تسعين مجلد مثل قاموس الشريعة ومنها سبعون مجلد ومنها خمسون مجلد ومنها مخصصة في أصول الدين وبعضها في أصول الفقه 0
Ü ولكن ذكر هذه النقاط القليلة يشوه سمعة الإباضية .

مع عبد العزيز بن محمد عبد اللطيف

كاتب معاصر ألف كتيّبه الصغير المسمى " الإباضية " متضمنا 16 صفحة من الحجم الصغير ونشره في سنة 1412 هجري ، محشي بالتضليل ومخالفة الواقع سالكا طريق المغرورين بمذهبهم والذين لا يرون الحق إلا فيما قالوه وكأنه قرآن منزل وما عداه زيغ وضلال متهجمين على الفرق الإسلامية 0
v (1) يقول في ص5 " لا شك أن الإباضية شرذمة قليلون "
Ü ولسان حاله يقول " وإنهم لنا لغائضون " فنراه استخدم لهجة فرعون وهذا يكفي للرد عليه لأن القليلين هم قوم موسى والكثيرين هم قوم فرعون 0
v (2) وفي نفس الصفحة يقول :- " وأمر آخر جعلني أهتم بهم وهو دعوى علماء الإباضية أنهم ليسوا من الخوارج واتهامهم لكتّاب الفرق بالتحامل عليهم 0
Ü أما كون الإباضية ليسوا من الخوارج فسأوضح ذلك في باب " إلصاق الإباضية بالخوارج " وأما إن كان يريد تصديق كتّاب المقالات وتكذيب الإباضية فليأت بدليل على صدق ما قاله كتّاب المقالات ، وكتب الإباضية موجودة ، فليأت بالفرق التي ذكروها أو العقائد المنسوبة إلى الإباضية 0
v (3) وذكر في ص6 أنهم لا يريدون مناظرة مع الإباضية وقال: إن المناظرة توقع الناس في شكوك وشبهات 0
Ü صحيح ذلك ولكن هذه الشكوك ستقع ليس في الحق وإنما على المذهب الذي لا يسير على بينة واضحة ، فالحق ليس محتاجا إلى مناصرة بالإخفاء لأن الله تكفل بإحقاقه ، ولا يكون ذلك بإخافئه0
Ü وإذا كانت المناظرة لا تصلح لإظهار الحق فهل يظهر الحق بالافتراءات والتضليل المتتابع على المذاهب الأخرى من غير بينة بل بدعوى مجردة باتباع الحق من غير إيضاح والاعتماد على ما قيل على أن هذه الفرق ضالة وتلك على حق ، أو الاعتماد قول من قال أن الكثرة لا يمكن أن تكون على باطل غير متدبرا آيات القرآن التي تذم الكثرة وتمدح القلة والتي تعد بالعشرات 0
v (4) يقول في ص7 " أخبرني بعض الثقاة أن أحدا من طلبة العلم المغمورين من أبناء السنة قد ناقش المفتي الخليلي في بعض مسائل الاعتقاد وأدحض شبهه وأظهر الحق أمامه حتى بهت " 0
Ü

ربما هذا الطالب صار أعلم من الذي امتنعوا عن المناظرة وأنا لا أوبخ العلماء بل أحترمهم لعلمهم ولكن أوبخ من ينشر الكذب والافتراءات على العلماء بل على فرق إسلامية بأكملها ، وأقول له إننا لا نعمل في الخفاء فالله أمر بإظهار الدين وليس بإخفائه والدعوة مفتوحة لتظهر ما تقول 0 لو كان حقا صريحا ما تروجه ما كنت بالحق هيابا ومستترا
v (5) ويقول في ص7 أيضا فهم أصحاب عبدالله بن أباض الذي خرج أيام مروان بن محمد 0
Ü وقوله هذا يكذبه بنفسه ص13 حيث يقول " إن عبدالله بن إباض يعتبر نفسه امتدادا للمحكمة الأولى كما في الرسالة التي بعثها إلى عبدالملك بن مروان " ، فإذا كان خروجه زمن مروان بن محمد فكيف يبعث رسالة لمن كان قبله ؟!! .
v (6) ونراه في ص8 يعيش في ضلال قديم ، حيث ذكر الفرق المزعومة للاباضية الحفصية واليزيدية والحارثية وقد بينت كذب هذه الادعاءات وبين كذب نسبة هذه الفرق إلى الإباضية قبلي الشيخ علي يحيى معمّر في كتابه " الإباضية بين الفرق الإسلامية " ولكن أمثال هؤلاء لا يتحرّون الصدق وإنما يتحرون الكذب .
v (7) وقد قال في ص 10 " ويعطلون السنة النبوية ، بحديث جاء في مسند الإمام الربيع " إنكم ستختلفون من بعدي ، فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فعني وما خالفه فليس عني " .
Ü إذا كان رد السنة النبوية على القرآن تعطيل فماذا يقول في قول عمر بن الخطاب في حديث فاطمة بنت قيس " لا أدع قول ربي لقول امرأة لا أدري أحفظت أم نسيت ، وعائشة أم المؤمنين في حديث عذاب الميت ببكاء أهله احتجت في رد الحديث بقوله تعالى " ولا تزر وازرة وزر أخرى " هل عطلا السنة ؟!!قال ابن القيم في "المنار المنبف" وللحديث الموضوع علامات منها مخالفة الحديث لصريح القرآن. (1) ويقول نور الدين السالمي في شرحه لهذا الحديث ( قوله " فماوافقه فعني" وهذا فيما وقع فيه الاختلاف بين الأمة بدليل قوله " إنكم ستختلفون من بعدي " أما المتفق عليه أنه عنه صلى الله عليه وسلم فلا يحتاج إلى عرض ، بل يجب العمل به وإن خالف ظاهر الكتاب ، لأنه إما ناسخ أو مخصص00 إلى آخره ) (1)
v (8) وفي ص 11 يقول " ويجهلون الأحاديث الصحيحة ويمتطون التأويل المتعسف فيحرفون الكلم عن مواضعه " ويحتج في ذلك بتفسير الشيخ سالم بن حمود السمائلي " يقول السمائلي " وحديث من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وإن زنى وإن سرق) ثم تاب فالزنى والسرقة لا يمنعان دخول الجنة للتائب من الذنب فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له .
Ü وفي الحقيقة أن هذا التأويل الذي انتقده يتفق مع قول الله تعالى : " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " طه 82 وأين هذا المضلل من الأحاديث التي تتوعد من يأكل أموال الناس بالنار ولو كان قليلا ، فكيف أحد يسرق من أموال الناس ما يشاء ويدخل الجنة من غير توبة ؟!!
v (9) ويقول في صفحة 12 في رده على السمائلي " وقوله عن حديث من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة " إذا مات غير مقترف لإثم دخل الجنة " وصف هذا التأويل بأنه فاسد ومظلم .
Ü ولعل هذا المضلل يريد أن التأويل المشرق هو أن الشرك هو السبب الوحيد الذي يدخل النار متعاميا عن الآيات والأحاديث الكثيرة في الكبائر الأخرى التي تدخل النار .
(10) وفي ص 16 ينصح الإباضية أن يتجردوا بالدليل وأن يتخلوا عن ربقة التعصب والتقليد للآباء .
Ü إن التقليد الذي وصف به الإباضية ليس هو إلا تقليد لمن قالوا ذلك قبله ونقل أشياء لا حقيقة لها قيلت من ألف عام ، وإلا فليأتنا بمسألة واحدة عن الإباضية لا تستند إلى الكتاب والسنة .
Ü لا يزال الحق فينا مذهبا رضي الخصم علينا أم أبى

(1) كل ما نقلته عنه نقلا من كتاب الإباضية بين الفرق الإسلامية .مرجع سابق ص61_66

(1) أنظر الإباضية بين الفرق الإسلامية مرجع سابق ج1 ص 66_72

(1) نقلا من كتاب الاباضية بين الفرق الاسلامية مرجع سابق ج1 ص77 _ 96 بتصرف

(1) الإباضية بين الفرق الإسلامية ، مرجع سابق ، ص120

(1) نقلا من الربيع بن حبيب مكانته ومسنده ، الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي ، ص 114

(1) شرح الجامع الصحيح نقلا من "الربيع بن حبيب " مرجع سابق ص116

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 01-13-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 9 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



مع أحد الكتاب المعاصرين
Ü قال سماحة الشيخ أحمد الخليلي ( أن أحد الكاتبين كتب تعليقا على كتاب عماني في الأنساب ، جاء فيه ذكر بني سليمة ، وإن منهم الإمام الشاري أبا حمزة المختار بن عوف الذي عرفه الإمام مالك ، كتب هذا الكاتب تعليقا على هذا الكلام قال : " نعم لقد عرف الإمام مالك أبا حمزة باغيا ضالا عن سبيل المؤمنين ، حين هاجم الحرمين الشريفين خارجا على الدولة الإسلامية" ورد سماحته على هذا الكاتب يقوله:
Ü أي إنصاف في كلام هذا الكاتب الذي كتب عن أبي حمزة !! ، ووصفه بالخروج على الدولة الإسلامية والضلال والإضلال !! ، مع أن أبا حمزة لم يخرج إلا على البغي والضلال ، ولم يقاوم إلا الباطل وهذا القائل يعني بالدولة الإسلامية بني أمية التي انتهكت حرمة الكعبة المشرفة فقصفتها بالمنجنيق ، والله تعالى حرم القتال حول المسجد الحرام ، والدولة الأموية هي التي قتلت سبط رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ الحسين بن علي ، وهي التي استباحت حرم رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ ثلاث أيام بالمدينة المنورة ، وكانت وقعة الحرة التاريخية التي قتل فيها أكثر من عشرة آلاف من أصحاب النبي _ صلى الله عليه وسلم _ ولم يبق بعدها بدري واحد ، وقد قيل أنه حمل في هذه الوقعة 300 من الأبكار من أهل المدينة بسبب معرة الجيش الأموي ، فهل من الممكن أن توصف أنها متمسكة بالإسلام ؟! ، وإن من خرج عليها ضال مضل ، وإنه أحق أن يوصف بالبغي ؟! ، ومتى هاجم أبو حمزة الحرمين الشريفين ؟! ، إن أبا حمزة لم يقاتل في الحرمين الشريفين ، ولكنه قاتل في قديد لما اعترضه أهل المدينة وحاول أن يقنعهم أن يرجعوا عنه ، ولكنهم أبوا الرجوع ، ثم قال لأصحابه :- " كفوا عنهم ولا تبدءوهم بالقتال حتى يبدءوكم " ، ولما رموا أصحابه بسهامهم وأصاب بعضها بعضا من رجاله قال لأصحابه :- " دونكم الآن فقد حل قتالهم " 0
وقد كان تاريخه كله مثالا للاستقامة والنزاهة والبعد عن المؤثرات النفسية ، وكان أكثر ما يكون بعدا عن الانتقام للنفس أو لأصحابه كما شهد التاريخ بذلك ، كما جاء في كتاب البلاذري في " فتوحات البلدان " ، وكتاب " الأغاني " ، لأبي الفرج الأصفهاني وكتاب " مختارات الأغاني " ، لابن منظور ، وهذه الكتب كلها ليست عن الإباضية ، فكيف يوصف الإباضية بعد ذلك بالضلال ؟!! .
عندما خرج قائد بني أمية ابن عطية ليقاتل الإباضية الذين كانوا تحت لواء أبي حمزة الشاري بالمدينة المنورة ، منع أبو حمزة أصحابه من قتالهم حتى يقيم الحجة على ابن عطية ، قال له ماذا تصنعون بكتاب الله ؟ فأجابه أبن عطية نضعه في الجوالق ، قال له :- وماذا تصنعون باليتيم ؟ فأجابه نأكل ماله ونفجر بأمه !! فهل الإسلام يقتضي أن يوضع كتاب الله في الجوالق ؟! ، وأن يؤكل مال اليتيم ويفجر بأمه ؟! وهل الإسلام يقتضي أن من التزم طريق الحق وعمل بكتاب الله وسنة رسوله – عليه أفضل الصلاة والسلام – يعتبر من المارقين الخارجين عن هذا الدين الحنيف حتى يوصف أبو حمزة بأنه ضال مضل خارج عن الدولة الإسلامية .(1)


الفصل الثالث
مفـاهيـم يـجـب أن تـخـتـفـي
الباب الأول
مسألة أن الحق عند الكثرة
qيستدل البعض على أنهم على حق وأن غيرهم على باطل بكثرتهم وقلة غيرهم ويقولون لا يمكن أن يكون هذا السواد الأعظم على باطل وفرقة صغيرة على حق .
v نقل الشيخ العلامة الميداني عن ابن تيمية قوله " 00 ولهذا توصف الفرقة الناجية بأنهم أهل السنة والجماعة وهم الجمهور الأكبر والسواد الأعظم ، أما الفرق الباقية فإنهم أهل الشذوذ والتفرق والبدع والأهواء ، ولا تبلغ الفرقة من هؤلاء قريبا من مبلغ الفرقة الناجية فضلا أن تكون بقدرها بل قد تكون الفرقة منها غاية في القلة وشعار هذه الفرق مفارقة الكتاب والسنة والإجماع 000 " انتهى . (1)
v ويقول عبد العزيز بن محمد عن الإباضية : " وهي فرقة ذات أقلية مبعثرة في بعض بلاد المسلمين ، ويقول : " لا شك أن الإباضية شرذمة قليلون(1) هذا في كتابه وأما ضميره فيقول بما يتبع هذه الآية بدليل تهجمه على المذهب بالباطل كما أوردت ذلك .
v وبسبب هذا الاغترار بالكثرة جعلهم يعتقدون أن أقوالهم على حق بل من البديهيات التي لا تناقش بدليل أنهم يرفضون الحوار مع المذاهب الأخرى ومن بينهم الإباضية ويدعون أن غيرهم على ضلال .
Ü فهل ما يقولونه له أساس من الصحة أم أوقعتهم فيه أسباب الخطأ من غرور وسوابق الأفكار والتعصب للمذهب وغيرها ؟ فلنناقش هذه المسألة .
Ü لو عقدنا مقارنة لوجدنا :
إن المسلمين أقل من المشركين " أعاذنا الله جميعا منهم "
والمؤمنين أقل من الفاجرين إلى غير ذلك .
Ü ولكن نترك هذا جانبا ولنحتكم إلى القرآن استجابة لقوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا " النساء 59
Ü
Ü فلنستمع إلى ما يقوله القرآن عن الكثرة :
(1) قوله تعالى : " 000منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون " المائدة66
(2) " وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون " المائدة71
(3) " 00ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون " المائدة32
(4) " 000وإن كثيرا من الناس لفاسقون " المائدة49
(5) " وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون " المائدة62
(6) " 000وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا 000" المائدة 64 ، 68
(7) " ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون " المائدة80
(8) " ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنّ كثيرا منهم فاسقون " المائدة81
(9) " ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس له قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون " الأعراف179
(10) " 000وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون " يونس92
(11) " 000وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون " الروم8
(12) " 000ولكن أكثر الناس لا يعلمون " الروم9 ، 30، سبأ28 ، 36 ، غافر57 ، الجاثية26 ، النحل 38 ، يوسف 21
(13) " ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين " الصافات71
(14) " 000ولكن أكثر الناس لا يؤمنون " غافر59 ، الرعد1
(15) " 000ولكن أكثر الناس لا يشكرون " غافر61
(16) " 000فأبى أكثر الناس إلا كفورا " الفرقان50 ، الإسراء86
(17) " 000وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين " يوسف103

Ü ولنستمع إلى ما يقوله القرآن عن القلة :-
(1) قوله تعالى : " 000فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين " البقرة246
(2) " 000كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين " البقرة149
(3) " ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم 00" النساء 66
(4) " 000 ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا " النساء 83
(5) " 000ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا " النساء 46
(6) " 000وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل " هود40
(7) " فلولا كان قبلكم من القرون أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم 000" هود116
(8) " 000وقليل من عبادي الشكور " سبأ13
(9) " 00وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم 000" ص24
(10) " وقليل من الآخرين " الواقعة14
(11) " قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا " الإسراء62
(12) " إن هؤلاء لشرذمة قليلون " الشعراء54
(13) " 000ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين " المائدة130.

نحن الحمـاة لديـن الله ما طلعت شمس وما غربت رجلا وفرسانا
نحن القليـل وفي القرآن مشتهر مدح القليل فسل إن كنت حيرانا
نحن الجماعة والإجـماع معترف للعادلين ولـو قد كـان انـسانا
نحن الشراة فهل من أعصر سلفت إلا نقيـم بهـا لله سـلـطـانا
لسنا نخيف سبـيل العـالمين ولا أيضـا ننبـه غيـر الضد يغشانا
لسنا نـسائـل خلـق الله مـالهم حرصا ولسنا نولي الأمر خوانا
لسنـا نـرد لأهـل الذنب معذرة من تاب من كفـره أو فعله كانا
لسنـا نقاتل مـن يبغـي مفاوضة قبل الدعاء ولا مـن قبـل يبدانا
لسنا نحرم ما قـد حل مـن دمه حتى يفيء إلى ذي العرش إذعانا
لا نستـحل لـه مالا ولا ولـدا كالمشركيـن ولا نكسـوه إيـمانا
من شاء يعلم مـا كانـت أوائلنا فيـه فسيرتـنا تكفيـه بـرهـانا (1)

(1) أسباب التعصب ضد الإباضية شريط لسماحة الشيخ أحمد الخليلي

(1) بصائر للمسلم المعاصر ، مرجع سابق ، ص 198

(1)الإباضية ، عبد العزيز بن محمد ، مرجع سابق ، ص5

(1) السيف النقاد ، مرجع سابق ، ص135

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 01-13-2011 ]
 
 رقم المشاركة : ( 10 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



مع أحد الكتاب المعاصرين
Ü قال سماحة الشيخ أحمد الخليلي ( أن أحد الكاتبين كتب تعليقا على كتاب عماني في الأنساب ، جاء فيه ذكر بني سليمة ، وإن منهم الإمام الشاري أبا حمزة المختار بن عوف الذي عرفه الإمام مالك ، كتب هذا الكاتب تعليقا على هذا الكلام قال : " نعم لقد عرف الإمام مالك أبا حمزة باغيا ضالا عن سبيل المؤمنين ، حين هاجم الحرمين الشريفين خارجا على الدولة الإسلامية" ورد سماحته على هذا الكاتب يقوله:
Ü أي إنصاف في كلام هذا الكاتب الذي كتب عن أبي حمزة !! ، ووصفه بالخروج على الدولة الإسلامية والضلال والإضلال !! ، مع أن أبا حمزة لم يخرج إلا على البغي والضلال ، ولم يقاوم إلا الباطل وهذا القائل يعني بالدولة الإسلامية بني أمية التي انتهكت حرمة الكعبة المشرفة فقصفتها بالمنجنيق ، والله تعالى حرم القتال حول المسجد الحرام ، والدولة الأموية هي التي قتلت سبط رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ الحسين بن علي ، وهي التي استباحت حرم رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ ثلاث أيام بالمدينة المنورة ، وكانت وقعة الحرة التاريخية التي قتل فيها أكثر من عشرة آلاف من أصحاب النبي _ صلى الله عليه وسلم _ ولم يبق بعدها بدري واحد ، وقد قيل أنه حمل في هذه الوقعة 300 من الأبكار من أهل المدينة بسبب معرة الجيش الأموي ، فهل من الممكن أن توصف أنها متمسكة بالإسلام ؟! ، وإن من خرج عليها ضال مضل ، وإنه أحق أن يوصف بالبغي ؟! ، ومتى هاجم أبو حمزة الحرمين الشريفين ؟! ، إن أبا حمزة لم يقاتل في الحرمين الشريفين ، ولكنه قاتل في قديد لما اعترضه أهل المدينة وحاول أن يقنعهم أن يرجعوا عنه ، ولكنهم أبوا الرجوع ، ثم قال لأصحابه :- " كفوا عنهم ولا تبدءوهم بالقتال حتى يبدءوكم " ، ولما رموا أصحابه بسهامهم وأصاب بعضها بعضا من رجاله قال لأصحابه :- " دونكم الآن فقد حل قتالهم " 0
وقد كان تاريخه كله مثالا للاستقامة والنزاهة والبعد عن المؤثرات النفسية ، وكان أكثر ما يكون بعدا عن الانتقام للنفس أو لأصحابه كما شهد التاريخ بذلك ، كما جاء في كتاب البلاذري في " فتوحات البلدان " ، وكتاب " الأغاني " ، لأبي الفرج الأصفهاني وكتاب " مختارات الأغاني " ، لابن منظور ، وهذه الكتب كلها ليست عن الإباضية ، فكيف يوصف الإباضية بعد ذلك بالضلال ؟!! .
عندما خرج قائد بني أمية ابن عطية ليقاتل الإباضية الذين كانوا تحت لواء أبي حمزة الشاري بالمدينة المنورة ، منع أبو حمزة أصحابه من قتالهم حتى يقيم الحجة على ابن عطية ، قال له ماذا تصنعون بكتاب الله ؟ فأجابه أبن عطية نضعه في الجوالق ، قال له :- وماذا تصنعون باليتيم ؟ فأجابه نأكل ماله ونفجر بأمه !! فهل الإسلام يقتضي أن يوضع كتاب الله في الجوالق ؟! ، وأن يؤكل مال اليتيم ويفجر بأمه ؟! وهل الإسلام يقتضي أن من التزم طريق الحق وعمل بكتاب الله وسنة رسوله – عليه أفضل الصلاة والسلام – يعتبر من المارقين الخارجين عن هذا الدين الحنيف حتى يوصف أبو حمزة بأنه ضال مضل خارج عن الدولة الإسلامية .(1)


الفصل الثالث
مفـاهيـم يـجـب أن تـخـتـفـي
الباب الأول
مسألة أن الحق عند الكثرة
qيستدل البعض على أنهم على حق وأن غيرهم على باطل بكثرتهم وقلة غيرهم ويقولون لا يمكن أن يكون هذا السواد الأعظم على باطل وفرقة صغيرة على حق .
v نقل الشيخ العلامة الميداني عن ابن تيمية قوله " 00 ولهذا توصف الفرقة الناجية بأنهم أهل السنة والجماعة وهم الجمهور الأكبر والسواد الأعظم ، أما الفرق الباقية فإنهم أهل الشذوذ والتفرق والبدع والأهواء ، ولا تبلغ الفرقة من هؤلاء قريبا من مبلغ الفرقة الناجية فضلا أن تكون بقدرها بل قد تكون الفرقة منها غاية في القلة وشعار هذه الفرق مفارقة الكتاب والسنة والإجماع 000 " انتهى . (1)
v ويقول عبد العزيز بن محمد عن الإباضية : " وهي فرقة ذات أقلية مبعثرة في بعض بلاد المسلمين ، ويقول : " لا شك أن الإباضية شرذمة قليلون(1) هذا في كتابه وأما ضميره فيقول بما يتبع هذه الآية بدليل تهجمه على المذهب بالباطل كما أوردت ذلك .
v وبسبب هذا الاغترار بالكثرة جعلهم يعتقدون أن أقوالهم على حق بل من البديهيات التي لا تناقش بدليل أنهم يرفضون الحوار مع المذاهب الأخرى ومن بينهم الإباضية ويدعون أن غيرهم على ضلال .
Ü فهل ما يقولونه له أساس من الصحة أم أوقعتهم فيه أسباب الخطأ من غرور وسوابق الأفكار والتعصب للمذهب وغيرها ؟ فلنناقش هذه المسألة .
Ü لو عقدنا مقارنة لوجدنا :
إن المسلمين أقل من المشركين " أعاذنا الله جميعا منهم "
والمؤمنين أقل من الفاجرين إلى غير ذلك .
Ü ولكن نترك هذا جانبا ولنحتكم إلى القرآن استجابة لقوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا " النساء 59
Ü
Ü فلنستمع إلى ما يقوله القرآن عن الكثرة :
(1) قوله تعالى : " 000منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون " المائدة66
(2) " وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون " المائدة71
(3) " 00ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون " المائدة32
(4) " 000وإن كثيرا من الناس لفاسقون " المائدة49
(5) " وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون " المائدة62
(6) " 000وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا 000" المائدة 64 ، 68
(7) " ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون " المائدة80
(8) " ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنّ كثيرا منهم فاسقون " المائدة81
(9) " ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس له قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون " الأعراف179
(10) " 000وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون " يونس92
(11) " 000وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون " الروم8
(12) " 000ولكن أكثر الناس لا يعلمون " الروم9 ، 30، سبأ28 ، 36 ، غافر57 ، الجاثية26 ، النحل 38 ، يوسف 21
(13) " ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين " الصافات71
(14) " 000ولكن أكثر الناس لا يؤمنون " غافر59 ، الرعد1
(15) " 000ولكن أكثر الناس لا يشكرون " غافر61
(16) " 000فأبى أكثر الناس إلا كفورا " الفرقان50 ، الإسراء86
(17) " 000وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين " يوسف103

Ü ولنستمع إلى ما يقوله القرآن عن القلة :-
(1) قوله تعالى : " 000فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين " البقرة246
(2) " 000كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين " البقرة149
(3) " ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم 00" النساء 66
(4) " 000 ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا " النساء 83
(5) " 000ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا " النساء 46
(6) " 000وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل " هود40
(7) " فلولا كان قبلكم من القرون أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم 000" هود116
(8) " 000وقليل من عبادي الشكور " سبأ13
(9) " 00وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم 000" ص24
(10) " وقليل من الآخرين " الواقعة14
(11) " قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا " الإسراء62
(12) " إن هؤلاء لشرذمة قليلون " الشعراء54
(13) " 000ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين " المائدة130.

نحن الحمـاة لديـن الله ما طلعت شمس وما غربت رجلا وفرسانا
نحن القليـل وفي القرآن مشتهر مدح القليل فسل إن كنت حيرانا
نحن الجماعة والإجـماع معترف للعادلين ولـو قد كـان انـسانا
نحن الشراة فهل من أعصر سلفت إلا نقيـم بهـا لله سـلـطـانا
لسنا نخيف سبـيل العـالمين ولا أيضـا ننبـه غيـر الضد يغشانا
لسنا نـسائـل خلـق الله مـالهم حرصا ولسنا نولي الأمر خوانا
لسنـا نـرد لأهـل الذنب معذرة من تاب من كفـره أو فعله كانا
لسنـا نقاتل مـن يبغـي مفاوضة قبل الدعاء ولا مـن قبـل يبدانا
لسنا نحرم ما قـد حل مـن دمه حتى يفيء إلى ذي العرش إذعانا
لا نستـحل لـه مالا ولا ولـدا كالمشركيـن ولا نكسـوه إيـمانا
من شاء يعلم مـا كانـت أوائلنا فيـه فسيرتـنا تكفيـه بـرهـانا (1)

(1) أسباب التعصب ضد الإباضية شريط لسماحة الشيخ أحمد الخليلي

(1) بصائر للمسلم المعاصر ، مرجع سابق ، ص 198

(1)الإباضية ، عبد العزيز بن محمد ، مرجع سابق ، ص5

(1) السيف النقاد ، مرجع سابق ، ص135

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ميدان , الاباضية , الحق , في


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ملخص عن الإباضية عابر الفيافي نــور عـلـمـاء الأمــة 9 05-24-2012 01:54 PM
كتب إباضية للتحميل عابر الفيافي المكتبة الإسلامية الشاملة 11 07-23-2011 05:28 AM
الكرامة.. لأهل الحق و الاستقامة عابر الفيافي الـنور الإسلامي العــام 23 01-12-2011 02:16 AM
تفسير سورة البقرة ص 47(القرطبي) الامير المجهول علوم القرآن الكريم 0 01-06-2011 06:15 AM
بيع الإقالة.. لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي عابر الفيافي نور الفتاوى الإسلامية 2 11-21-2010 04:18 PM


الساعة الآن 08:54 PM.