تنبيه هام |
الإهداءات |
أرشيف 1432هـ جو إيماني,, فيه ندرج ما يختص بشهر رمضان المبارك {فتاوى,مقالات رمضانية,خطب,محاضرات,أخبار,تواقيع} |
| أدوات الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
| ||||||||||||||||
| ||||||||||||||||
يخطئ من يحصر رمضان في علاج تخمة، وترشيد استهلاك، وتقليل نفقات، فالنية أسمى من ذلك وأجل، إنه امتثال الأمر الإلهي، والمقصود منه أمر ديني، وتلك أمور تأتي تبعا لا مقصودة بالنية أصلا. في رمضان حراك أخلاق، وسمو آداب، تجنب للأذى ابتداء، ودفعه بالحسنى، رمضان أشبه بالحج من حيث أداء العبادة جماعيا وفي وقت واحد، إفطار وصلوات وسحور، ثم إمساك إلى اليوم التالي. يفرق بينه والحج من حيث الأداء الجماعي أن الحج أداؤه في ساحة واحدة وبلد واحد وهو البلد الحرام، أما الصوم فساحاته متعددة، وأنى وجب على الإنسان تعين عليه أداءه في المشارق أو المغارب. إن للعبادة الجماعية طعما آخر، فكل يعين صاحبه على الطاعة، وكل يشعر بالآخر، قد يفجأه النوم أو يغلبه الكسل عن قيام الليل لكن قيامه الليل جماعة في مسجد من المساجد أو اعتكافه مع ثلة من الأخيار تقوي عزيمته، وتشد من أزره، كل يحرص على تحقيق أكبر مكسب عن صاحبه، فيجهد في العبادة، وهناك يتجلى "وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ"سورة المطففين/26. لا تحلو العبادة في رمضان إلا جماعة، مساجد قد تقاطر إليها الناس أفراد وجماعات من أجل صلاة التراويح، وكأن الجموع جموع صلاة الجمعة، والجوامع الكبيرة بين ترتيل ودعاء وتمتمات لا تسمع إلا همسا قبيل صلاة التراويح وبعيدها. رمضان يضفي على المساجد مزيدا من النشاط، وفيه تلتقي أفئدة وأجساد "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ" سورة النور/37. إنها علاقات اجتماعية منشأها ومحركها رمضان ومكان ازدهارها المساجد والجوامع، ومن أدرك القصد من فريضة الصيام لن يغادر بعده المساجد حتى السنة التالية، بل يكون ديدنه شهود الجمع والجماعات في كل وقت وحين. إن من العلاقات ما تكون من قبل رمضان مقطوعة أو أقل ما يمكن أن توصف بأنها فاترة إلا إنها في رمضان تشهد تحولا إيجابيا لقاآت بين الجيران على موائد الرحمن كإفطار جماعي أو زيارات متبادلة بين الآحاد منهم، صفحات سود قديمة بينهم تطوى، وصفحات بيضاء جديدة تفتح "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" سورة فصلت/34. أناس قبل رمضان ما دار بخلدهم أن لهم آباء وأمهات، إطلالة منهم إليهم تعيدهم شبابا، ولعلهم إن ذكروهم أو تذكروهم اكتفوا بمكالمة قصيرة جدا عن طريق الهاتف النقال، وقد لا يكون ذلك إلا في العام مرات على عدد الأصابع معدودة، والذرائع في عدم الوصل بالزيارة شتى، وهي في حقيقتها أوهى من بيت العنكبوت، فإذا ما أقبل رمضان عادت المياه إلى مجاريها، فإفطار مع الآباء والأمهات، وتداول حديث يعيد كل شيء إلى أصله. في رمضان يجهد المسلم على نزع سخائم الأحقاد من القلوب لعلها تصفو من بعد كدر، لإيمان الصائمين أو معظمهم بأن المقصود من عبادة الصوم لن يتحقق إلا بالسمو الروحي "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" سورة البقرة/183. كل خصومة في رمضان يجب أن تنتهي، وكل قطيعة قبل رمضان يجب أن تصبح من الماضي. صلات بالأرواح والأجساد، صلات بالمادة والأموال، صائمون كلهم حرص من أجل أن يكون شهر رمضان ميقات دفع زكواتهم، أقوام من الصائمين يتبعون زكواتهم بصدقات التطوع والنفل. إن رمضان تجسيد للتكافل الاجتماعي دراهم معدودة تدخل البسمة إلى قلوب وأفئدة الفقراء من المسلمين، إفطار صائم وكسي عريان، وإشباع جائع، وإرواء عطشان صور من التكافل الاجتماعي في رمضان. شعور بالجوع والعطش لفترات قصيرة في نهار رمضان يشعر الأغنياء بأن أمة من الناس المسلمين قد غدت السماء لحافهم والأرض فراشهم، أقوات أيامهم طوال سنوات حياتهم كسيرات خبز أو ما تيسر مما يقيمون به أودهم أو يبقيهم على قائمة الأحياء. في رمضان ضمائر تحيا من بعد غفلة أو موات، يكاد يتلاشى شعار الأنانية وقول نفسي نفسي. كفالة يتيم في رمضان صورة من صور التكافل الاجتماعي، كفالة أسرة فقيرة والإقامة على الإنفاق عليها خاصة في رمضان صورة من صور التكافل الاجتماعي، شيوع الموائد الجماعية العامة في المساجد أو الساحات العامة صورة من صور التكافل الاجتماعي، زكاة الفطر في أواخر رمضان من الأقوات الشائعة في البلد المسلم أو ما يقابلها من نقود ـ عند من يرى جواز ذلك ـ صورة من صور التكافل الاجتماعي. أخي المسلم ما أجمل أن تجتمع في شهر واحد فريضتان الزكاة والصيام، تحرص عليهما، وكلاهما لهما ثمار إيجابية على العلاقات الاجتماعية، بزكاتك ترتسم البسمة على القلوب قبل الشفاه، وتسد خلة المحتاج، وتعين الفقير على نوائب الدهر، تخرج حقوقا أنت أمين عليها، وحان الآن أداؤها، تؤدي ما عليك من بعض أنواع أموالك فرضا عليك لا تكرما منك وتفضلا ، إن منع الحق من الوصول إلى أهله تقطيع للصلات "وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ" وإن البخل بما وجب عليك في أموالك يعني حرمان آخرين من حقوق مكفولة لهم بنصوص الشريعة الغراء "وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" سورة آل عمران/ 128. أخي المسلم وفي الحديث الذي يقول (ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر) هذا الحديث يجسد معناه على يديك في رمضان وما بعد رمضان. أخي المسلم لا يسبقك أقوام بالفضل مع حاجتهم، وتتأخر أنت عنه مع قدرتك على فعله، أخي المسلم رمضان مدرسة فاحرص على النجاح فيها، بالجد في الطاعة والعبادة، والبذل من أموالك وزكواتك وصدقاتك إلى الفقراء والمساكين، وبالقول الحسن، ودرء السيئة بالتي هي أحسن "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" سورة فصلت/34. vlqhk ldrhj g]tu hg.;hm gpt/ ldrhj hg.;hm vlqhk
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
لحفظ , ميقات , الزكاة , رمضان |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مكتبة تواقيع وتصاميم رمضانية 2011 | عابر الفيافي | أرشيف 1432هـ | 0 | 07-31-2011 11:47 AM |
الجزء الثاني- فتاوى الصوم | عابر الفيافي | جوابات الإمام السالمي | 0 | 03-10-2011 12:54 PM |
الجزء الثاني- فتاوى الزكاة | عابر الفيافي | جوابات الإمام السالمي | 0 | 03-10-2011 12:52 PM |
تفسير سورة البقرة ص 27(القرطبي) | الامير المجهول | علوم القرآن الكريم | 0 | 01-05-2011 11:45 AM |
الفتاوى كتاب الصوم ج1 لسماحة الشيخ أحمد الخليلي | عابر الفيافي | نور الفتاوى الإسلامية | 0 | 10-08-2010 10:40 AM |