10همسات معَ بداية العام الجديد 1430 - منتديات نور الاستقامة
  التعليمـــات   قائمة الأعضاء   التقويم   البحث   مشاركات اليوم   اجعل كافة الأقسام مقروءة
أخواني وأخواتي..ننبه وبشدة ضرورة عدم وضع أية صور نسائية أو مخلة بالآداب أو مخالفة للدين الإسلامي الحنيف,,,ولا أية مواضيع أو ملفات تحتوي على ملفات موسيقية أو أغاني أو ماشابهها.وننوه أيضاَ على أن الرسائل الخاصة مراقبة,فأي مراسلات بين الأعضاء بغرض فاسد سيتم حظر أصحابها,.ويرجى التعاون.وشكراً تنبيه هام


** " ( فعاليات المنتدى ) " **

حملة نور الاستقامة

حلقات سؤال أهل الذكر

مجلة مقتطفات

درس قريات المركزي

مجلات نور الاستقامة



الإهداءات



الـنور الإسلامي العــام [القرآن الكريم] [اناشيد اسلاميه صوتيه ومرئيه] [السيره النبويه] [اناشيد اطفال] [ثقافة إسلامية]


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
265  10همسات معَ بداية العام الجديد 1430
كُتبَ بتاريخ: [ 12-05-2010 ]
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية عابر الفيافي
 
عابر الفيافي غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363
قوة التقييم : عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز عابر الفيافي قمة التميز


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


بسم الله الرحمن الرحيم مدخل :
قال الحسنُ البصريُّ - رحمه الله - : " ما من يوم ينشقُّ فجره إلا ويُنادي : يا ابن آدم أنا خلقٌ جديد ، وعلى عملك شهيد ، فتزوّد منِّي فإني إذا مضيتُ لا أعود .. إلى يوم القيامة "..

الهمسةُ الأولى :
إليكَ أنت .. يا كلَّ قارئٍ لِأحرُفي هذه .. هاهيَ أيامٌ من أيامِ الله خلَََت وانقضَت .. وساعاتٌ ودقائقٌ تصرَّمت وانتهت .. فهل يا تُرى عمَرناها بالطاعاتِ وتحصيلِ الحسنات ؟ أم لطَّخناها بالمعاصي واقترافِ السيِّئات ؟ ( وأنْ ليسَ للإنسانِ إلاَّ ما سعى .. وأن سعيهُ سوف يُرى .. ثم يُجزاهُ الجزاء الأوفى .. ) .

الهمسةُ الثانية :
يا كلَّ عبدٍ مسلمٍ وجهه لله .. إنَّ ما مضى لن يعود .. وما فاتَ لن يرجعَ ولوْ بذلتَ الغالي والنَّفيس .. فاغتنم حياتكَ من الآن .. فكُلُّنا لا يدري متى يموت !! إنَّ لكلٍ منَّا خُططاً وأهدافاً .. وأفكاراً ومشاريع .. سواءً على المستوى الفرديِّ أو على المستوى العام .. فهل يا تُرى قد قُمنا بالتخطيطِ اللازمِ لميلادها وإنشائها ؟

الهمسةُ الثالثة :
إلى كلِّ داعيةٍ وطالبِ علم .. في نهايةِ هذا العام اِسأل نفسك .. أينَ أنت ؟ وماذا قدَّمت ؟ ما هيَ مخطَّطاتك ؟ وماذا تريد ؟ ألا تكفي الأعمالُ الاِرتجاليةُ دون تخطيطِ أو تفكير ؟ ألا يكفي الانشغالُ بالمهمِّ عن الأهم ؟

الهمسةُ الرابعة :
إلى كُلِّ إعلاميّ برزَ في مجاله .. تعلمُ - حفِظك الله - حجمَ الإعلامِ ومدى تأثيرهِ على واقعِ الأمة ، ودورُه الكبير في توجيهِ الناس وقيادتهم - سلباً كان أو إيجاباً - .. فلقد جعلَ الإعلامُ من هذا العالمِ بيتاً واحداً .. وهوَ سلاحٌ ذو حدَّينِ - كما يُقال - فإما أن يُستخدمَ في الخيرِ - فهذا والله هوَ الفلاحُ والفوز - ، وإما أن يُستخدم لنشرِ الشرِّ وقدحِ الشَّرر فهذِه هيَ الخسارةُ والخيانةُ لعُقولِ الأمة .. فالذي ينبغي أن يتعاونَ الجميعُ من أجلِ تصحيحِ مجالاتِ الإعلام ودخولها بكلِّ قوة - ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا - .

الهمسة ُ الخامسة :
إلى كلِّ من ولاَّهُ الله أمراً من أمورِ المسلمين - أمراً خاصاً أو عاماً - .. تذكر أنَّ اللهَ سائلُك .. تذكَّر أنك ستقفُ في محكمةٍ يقضي فيها الله - جلَّ الله - ، إنَّ هذه الأمانةِ التي تولَّيتها إما أن تكونَ ممراً لكَ إلى الجنة .. وإما أن تُبعِدَك عنها - والعياذً بالله - فاتَّق الله فيما تولَّيت .. واسأل ربَّك الإعانة والتوفيق .. فإنه خيرُ معين .
بالصبرِ والإيمانِ نُنصرُ لا بحفْلاتِ النَّغم

الهمسةُ السادسة : إلى المجاهدينَ والمقاومين على ثغورِ الإسلام - في بلادِ العراقِ وأفغانستان - .. حُيِّيتم ، وسُدِّدتم ، ووُفِّقتم ، وأعانكمُ الله وَنصرَكم .. فلقد رفعتم هامة الإسلامِ عالياً ، للهِ أنتم يومَ تركتمُ النومَ على الفِراشِ الوثيرِ وآثرتمْ منازلةِ المحتلِّ الباغي .. لكمُ منَّا الدعاء ، وحقٌّكمُ علينا الذبُّ عن أعراضكِم .. مكَّنكمُ اللهُ من رقابِ الكافرين .. وأعادَ لكم أرضكم ودياركُم .. (( ولا تحسبنَّ الذينَ قُتلوا في سبيلِ اللهِ أمواتاً بل أحياءٌ عند ربِّهم يُرزقونْ )) .

الهمسةُ السابعة :
أيُّها المرابطون الصابرون على تُرابِ فلسطين .. أيها الأبطالُ الأبرارُ على ثرى الأرضِ المباركة .. يستحي قلمي أن يكتبَ لكم شيئاً .. يا من علَّمتمونا كيف نصبرُ ونُصابر .. أحبتي : هذا الظلامُ الفجَورُ سينجلي .. ويُسفرُ صُبحٌ بديعُ المُحيَّى .. هذا الليلُ الحالكُ سينقشِع .. وتشرقُ شمسٌ هادئةٌ رقراقة .. إنَّ موعدَ الفرجِ قريبٌ فلا تجزعوا .. أسألُ الله أن ينصرَكم .. وأن يكُفَّ بأسَ الذين كفروا عنكم .. (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهبَ ريحُكم واصبروا إن الله مع الصابرين )) .. (( ولا تهِنوا ولا تحزنوا وأنتمُ الأعلون إن كنتم مؤمنين )) .

الهمسةُ الثامنة :
أيتُها المرأةُ الفاضلة الطاهرةُ الشريفةُ العفيفة - أَّماً أو أختاً أو بنتاً - .. أيتُها الصالحةُ الوفيَّةُ لدينها .. أمامكِ تحدِّياتٌ عصيبة .. في ظلِّ تردٍ أخلاقيّ وطغيانِ رزيلة .. آنَ لكِ أن تتقدَّمي الصفوف لرعايةِ الفضيلة .. وتحصينِِ الأسرةِ بدينِِ الفطرة ..

يا حرةً قد أرادوا جعلها أمةً *** غربيةُ الفعلِ لكن اِسمها عربي
يا درَّةً حُفِظت بالأمسِ غاليةً *** واليومَ يبغونها للَّهوِ واللعبِ
الهمسةُ التاسعة : إلى من أطلقَ قلمه ولِسانه في النيلِ من ذلك العالِم .. أو التحريضِ بذلك الداعية .. أوِ الانتقاص من تلكَ الشعيرة الدينية .. أو لمزِ العفةِ والطهرِ والفضيلة .. أقولُ لهم : (( ستُكتبُ شهادتُهم ويُسألون )) ..
وما مِن كاتبٍ إلا سيفنى *** ويُبقي المرءُ ما كتَبت يداهُ
فلا تكتُب بكَفِّكَ غيرَ شيءٍ *** يسُرُّكَ في القيامةِ أن تراهُ
الهمسةُ العاشرة : أيُّها الشابُّ المُباركُ المُحِّبُّ لدينهِ ووطنه .. لا يخفاكَ أنَّ أمة الإسلامِ اليوم تواجِهُ أزماتٍ قاسية .. وهجماتٍ شرِسةٍ ضارية .. موجهةٌّ تارةً من عدوِّها الخارجيِّ - اليهودُ والنصارى وأضرابِهم - وتارةٍ من عدوٍ داخليٍ لدود - العِلمانيون والليبراليُّون وأذنابُهم - .. جعلوا الإسلام شِعاراً .. والإصلاح وبُغيةَ الحضارة والتمدُّن دثاراً .. فلا تغرَّنك فِعالهم .. ولا تهولنَّك دعواتهم .. بل عليكَ مواجهتهم بسلاحِ العلمِ الشرعيِّ .. ولْتكن قريباً من العلماءِ والأكابِر .. فبالبركةُ معهم .. واسلُك طريقهم حيثُ تيمَّموا ..
تولاَّكَ اللهُ - أيُّها القارئ - ورعاك .




10ilshj luQ f]hdm hguhl hg[]d] 1430 1430 gy. hg[]d] hgyhx





توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس

كُتبَ بتاريخ : [ 12-05-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً




قالت عائشة -رضي الله عنها- : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ . وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾[1]. فقلت: أهم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسرقون؟ فقال : «لا يا ابنة الصديق ، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ، ويتصدقون ، ويخافون ألا يتقبل منهم ، أولئك يسارعون في الخيرات»[2] .

لقد كان سلفنا الصالح ، يتقربون إلى الله بالطاعات، ويسارعون إليه بأنواع القربات، ويحاسبون أنفسهم على الزلات، ثم يخافون ألا يتقبل الله أعمالهم.
فهذا الصديق رضي الله عنه : كان يبكي كثيراً، ويقول: «ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا» وقال: «والله ، لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد».
وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قرأ سورة الطور حتى بلغ قوله تعالى: ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ﴾[3] . فبكى واشتد في بكائه حتى مرض وعادوه. وكان يمر بالآية في ورده بالليل فتخيفه ، فيبقى في البيت أياماً يعاد ، يحسبونه مريضاً ، وكان في وجهه خطان أسودان من البكاء!!
وقال له ابن عباس -رضي الله عنهما- : نصر الله بك الأمصار، وفتح بك الفتوح وفعل ، فقال عمر: وددت أني أنجو ، لا أجْر ولا وزر!!
وهذا عثمان بن عفان ـ ذو النورين رضي الله عنه : كان إذا وقف على القبر بكى حتى تبلل لحيته، وقال: لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي، لاخترت أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير!!
وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه : كان كثير البكاء والخوف، والمحاسبة لنفسه . وكان يشتد خوفه من اثنتين: طول الأمل واتباع الهوى. قال: فأما طول الأمل فينسي الآخرة ، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق.

وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيها أبواب مفتحة ، وعلى الأبواب ستور مرخاة ، وعلى الصراط داع يدعو يقول : يا أيها الناس ، اسلكوا الصراط جميعاً ولا تعوجوا، وداع يدعو على الصراط، فإذا أراد أحكم فتح شيء من تلك الأبواب قال : ويلك! لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه. فالصراط: الإسلام. والستور: حدود الله. والأبواب المفتحة: محارم الله. والداعي من فوق: واعظ الله يذكر في قلب كل مسلم»[4] .

فهلا استجبنا لواعظ الله في قلوبنا ؟ وهلا حفظنا حدود الله ومحارمه؟ وهلا انتصرنا على عدو الله وعدونا، قال تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾[5].
1- كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بعض عماله: «حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة، فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة ، عاد أمره إلى الرضا والغبطة، ومن ألهته حياته، وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة».
2- وقال الحسن: «لا تلقي المؤمن إلا بحساب نفسه: ماذا أردت تعملين؟ وماذا أردت تأكلين؟ وماذا أردت تشربين؟ والفاجر يمضي قدماً لا يحاسب نفسه» .
3- وقال أيضا: «إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه ، وكانت المحاسبة همته».
4- وقال الحسن: «المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة.
إن المؤمن يفجؤه الشيء ويعجبه فيقول: والله إني لأشتهيك، وإنك لمن حاجتي، ولكن والله ما من صلة إليك، هيهات هيهات، حيل بيني وبينك. ويفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول: ما أردت إلى هذا؟ ما لي ولهذا؟ والله لا أعود إلى هذا أبداً».
5- وقال ميمون بن مهران : «لا يكون العبد تقياً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه ، ولهذا قيل: النفس كالشريك الخوان ، إن لم تحاسبه ذهب بمالك».
6- وذكر الإمام أحمد عن وهب قال : «مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل ألا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجعل، فإن في هذه الساعة عوناً على تلك الساعات وإجماماً للقلوب».
7- وكان الأحنف بن قيس ويجيء إلى المصباح، فيضع إصبعه فيه ثم يقول : «حس يا حنيف، ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ إن المؤمنين قوم أوقفهم القرآن، وحال بينهم وبين هلكتهم».
8- إن المؤمن أسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته، لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله، يعلم أنه مأخوذ عليه في سمعه وفي بصره، وفي لسانه وفي جوارحه، مأخوذ عليه في ذلك كله.

ومحاسبة النفس نوعان:
نوع قبل العمل ونوع بعده.
النوع الأول: محاسبة النفس قبل العمل ، فهو أن يقف العبد عند أول همه وإرادته ، فلا يعمل حتى يتبين له رجحان العمل على تركه.
قال الحسن رحمه الله: «رحم الله عبداً وقف عند همه ، فإن كان لله مضى ، وإن كان لغيره تأخر».
النوع الثاني : محاسبة النفس بعد العمل.
وهو ثلاثة أنواع:
أحدها : محاسبة النفس على طاعة قصرت فيها في حق الله تعالى .
الثاني : أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيراً من فعله.
الثالث : أن يحاسب نفسه على أمر مباح أو معتاد لم فعله؟ وهل فعله الله والدار الآخرة؟ فيكون رابحاً، أو أراد به الدنيا وعاجلها؟ فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به.

وهناك أساب تعين على محاسبة النفس وتسهل ذلك ، منها :

1- معرفته أنه كلما اجتهد في محاسبة نفسه اليوم استراح من ذلك غداً.
2- معرفته أنّ ربح محاسبة النفس ومراقبتها هو سكنى الفردوس .
3- النظر فيما يؤول إليه ترك محاسبة النفس من الهلاك والدمار.
4- صحبة الأخيار الذين يحاسبون أنفسهم ، ويطلعونه على عيوب نفسه .
5- النظر في أخبار أهل المحاسبة والمراقبة من سلفنا الصالح.
6- حضور مجالس العلم والوعظ والتذكير ؛ فإنها تدعو إلى محاسبة النفس.
7- البعد عن أماكن اللهو والغفلة.
8- سوء الظن بالنفس ، فإن حسن الظن بالنفس ينسي محاسبة النفس.

هذا وقد ذكر الإمام ابن القيم -رحمه الله- أن محاسبة النفس تكون:

أولاً: البدء بالفرائض ، فإذا رأى فيها نقصاً تداركه.
ثانياً : المناهي، فإذا عرف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية.
ثالثاً : محاسبة النفس على الغفلة ، ويتدارك ذلك بالذكر والإقبال على الله.
رابعاً: محاسبة النفس على حركات الجوارح ، وكلام اللسان ، ومشي الرجلين ، وبطش اليدين ، ونظر العينين ، وسماع الأذنين ، ماذا أردت بهذا؟ ولمن فعلته؟ وعلى أي وجه فعلته.

ولمحاسبة النفس فوائد جمة ، منها:

1- الاطلاع على عيوب النفس .
2- التوبة والندم ، وتدارك ما فات في زمن الإمكان.
3- معرفة حق الله تعالى ؛ فإن أصل محاسبة النفس هو محاسبتها على تفريطها في حق الله تعالى.
4- انكسار العبد وزلته بين يدي ربه تبارك وتعالى.
5- معرفة كرم الله -سبحانه وتعالى- وعفوه ورحمته بعباده ؛ كونه لم يعجل عقوبتهم على ذنوبهم.
6- مقت النفس ، والتخلص من العجب.
7- الاجتهاد في الطاعة وترك العصيان ؛ لتسهل عليه المحاسبة فيما بعد.
8- رد الحقوق إلى أهلها، وسلّ السخائم، وحسن الخلق، وهذه من أعظم ثمرات محاسبة النفس.

وأخيرا ، فهذه همسات تسع:

الهمسةُ الأولى : إلى قارئ هذه السطور .. ها هو عام مضى وانقضى ، وساعاتٌ ودقائقُ تصرَّمت وانتهت .. فهل يا تُرى عُمّرت بالطاعاتِ وتحصيلِ الحسنات ؟ أم لطِّخت بالمعاصي والسيِّئات ؟ ﴿وأنْ ليسَ للإنسانِ إلاَّ ما سعى . وأن سعيهُ سوف يُرى . ثم يُجزاهُ الجزاء الأوفى ﴾[6] .
الهمسةُ الثانية : إلى كلِّ داعيةٍ وطالب علم .. سل نفسك .. أينَ أنت ؟ وماذا قدَّمت ؟ ما هيَ مخطَّطاتك ؟ وماذا تريد ؟ ألا تكفي الأعمالُ الارتجاليةُ دون تخطيطِ أو تفكير ؟ ألا يكفي الانشغالُ بالمهمِّ عن الأهم ؟
الهمسةُ الثالثة : إلى الشباب المباركين المحبين لدينهم وأمتهم ووطنهم .. أقول : إنكم تعلمون أنَّ أمة الإسلام اليوم تواجه أزماتٍ قاسية ، وهجماتٍ شرِسةٍ ضارية موجهة تارةً من عدوِّها الخارجيِّ (اليهودُ والنصارى وأضرابِهم) وتارة من عدو داخلي لدود (العلمانيون والليبراليُّون وأذنابُهم) . جعلوا الإسلام شِعاراً ، والإصلاح بُغيةَ الحضارة ، والتمدُّن دثاراً .. فلا تغرَّنكم فِعالهم ، ولا تهولنَّكم دعواتهم ، بل عليكم مواجهتهم بسلاح العلم الشرعيِّ .. ولْتكونوا قريباً من العلماء والأكابر .. فبالبركةُ معهم .. واسلُكوا طريقهم حيثُ تيمَّموا .
الهمسةُ الرابعة : إلى كُلِّ إعلاميّ أقول : إنك تعلم مدى تأثير الإعلام على واقع الأمة ، ودورُه الكبير في توجيهِ الناس وقيادتهم - سلباً كان أو إيجاباً - .. فالإعلامُ جعلَ هذا العالم بيتاً واحداً ، وهو سلاحٌ ذو حدَّينِ -كما يُقال- فإما أن يُستخدمَ في الخيرِ ، فهذا –والله- هوَ الفلاحُ والفوز ، وإما أن يُستخدم لنشرِ الشرِّ وهذه هي الخسارةُ والخيانةُ لعُقولِ الأمة . فالذي ينبغي هو أن يتعاونَ الجميعُ من أجلِ تصحيحِ مجالاتِ الإعلام ودخولها بكلِّ قوة -ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا-.
الهمسة ُ الخامسة : إلى كلِّ من ولاَّهُ الله أمراً من أمورِ المسلمين -أمراً خاصاً أو عاماً- تذكر أنَّ اللهَ سائلُك عما استرعاك : أحفظت أم ضيعت؟ تذكَّر أنك ستقفُ في محكمةٍ يقضي فيها الله - جلَّ الله - . إنَّ هذه الأمانة التي تولَّيتها إما أن تكونَ ممراً لكَ إلى الجنة ، وإما أن تُبعِدَك عنها -والعياذ بالله- فاتَّق الله فيما تولَّيت ، واسأل ربَّك الإعانة والتوفيق ، فإنه خيرُ معين.
الهمسةُ السادسة : إلى كل مجاهد في سبيل الله ، إلى المقاومين الصامدين على ثغورِ الإسلام ، في بلادِ العراقِ وأفغانستان وفي كل مكان ؛ حُيِّيتم ، وسُدِّدتم ، ووُفِّقتم ، وأعانكمُ الله ونصرَكم .. فلقد رفعتم هامة الإسلام عالية ، للهِ أنتم يومَ تركتمُ النومَ على الفِراشِ الوثيرِ وآثرتمْ منازلة المحتلِّ الباغي .. لكمُ منَّا الدعاء ، وحقّكمُ علينا الذبُّ عن أعراضكِم .. مكَّنكمُ اللهُ من رقابِ الكافرين ، وأعادَ لكم أرضكم ودياركُم ، ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾[7] .
الهمسةُ السابعة : إليكم أيُّها المرابطون الصابرون على أرض فلسطين المباركة ، إن القلم يستحي أن يكتبَ لكم شيئاً ، لقد علَّمتمونا كيف نصبرُ ونُصابر ، أيها الأحبة: إن الظلامُ سينجلي ، ويُسفرُ صُبحٌ بديعُ المُحيَّا ، وإنَّ الفرج قريبٌ فلا تجزعوا ، أسألُ الله أن ينصرَكم ، وأن يكُفَّ بأسَ الذين كفروا عنكم : ﴿وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾[8]. ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾[9] .
الهمسةُ الثامنة : إلى من أطلقَ قلمه ولِسانه للنيلِ من العلماء والدعاة سباً وتجريحاً وتنفيراً وتحريضا أو انتقاصاً من شعيرة دينية ، أو لمزاً للعفةِ والطهرِ والفضيلة .. أقولُ لهم : ﴿ستُكتبُ شهادتُهم ويُسألون﴾[10]..

وما مِن كاتبٍ إلا سيفنى ويُبقي المرءُ ما كتَبت يداهُ
فلا تكتُب بكَفِّكَ غيرَ شيءٍ يسُرُّكَ في القيامةِ أن تراهُ
الهمسةُ التاسعة : إليك أيتُها المرأةُ الفاضلة الطاهرةُ الشريفةُ العفيفة -أمَّاً أو أختاً أو بنتاً- أيتُها الصالحةُ الوفيَّةُ لدينها .. أمامكِ تحدِّياتٌ عصيبة في ظلِّ تردٍ أخلاقيّ وطغيانِ رذيلة . آنَ لك أن تتقدَّمي الصفوف لرعاية الفضيلة ، وتحصين الأسرة بدينِ الفطرة .
يا حرةً قد أرادوا جعلها أمةً غربية الفعلِ لكن اِسمها عربي
يا درَّةً حُفِظت بالأمسِ غاليةً واليومَ يبغونها للَّهوِ واللعبِ
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستخلص العبر مما مضى من السنين ، وأن يجعلنا أكثر محاسبة لأنفسنا فيما يستقبلنا من العمر ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .

وكتب : د. عقيل بن محمد المقطري
22 ذو الحجة 1431هـ

---------------------------
[1]-المؤمنون : 57-61 .
[2]-الترمذي وابن ماجه وأحمد .
[3]-الطور : 7 .
[4]-الطور : 7 .
[5]-أحمد والحاكم وصححه الألباني .
[6]-النجم : 39-41 .
[7]-آل عمران : 169.
[8]-الأنفال : 46 .
[9]-آل عمران : 139 .
[10]-الزخرف :19 .




نهاية عام واستقبال آخر ( وقفة محاسبة )

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-05-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 3 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الأول والآخر والظاهر والباطن الحكيم العليم والرحمن الرحيم والصلاة والسلام على السراج المنير النبي الأمي الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين وبعد
ليس في تعاقب الأعوام أمر جديد ،ولا في تصرم الأعمار خبر فريد أيام تهدم أيام وأعوام تنُسي أعوام ؛أفراح وأحزان ذنوب وطاعات .تغيرات وتحولات ؛طفل قد أصبح رجلاً ،وشاب قد عاد كهلاً .
وفي أحد الأعوام يُقال مات فلان ؛وفجأة وبدون أي مقدمات ينتقل من هذه الدار فيودع أيامها ويهجر أعوامها وينساه خلانها،فلم تعد تمثل له شيئاً بعد أن كانت عند بعض الناس كل شيء فلن يعود إليها وإن أحب ولن يصلح منها ما أفسد وإن ندم .
ولعلنا عند تأمل مسيرة الأعوام نتذكر أن كل عام يقربنا إلى اللقاء الذي لا يعلم كيف يكون إلا الله مع ملك الموت ،فأنا وأنت في هذا العام أقرب إلى الموت منا في العام الماضي .قال ابن مسعود رضي الله عنه :(ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي ) .
ولعلنا نعلم أيضاً أن كل عام ما هو إلا كحصالة متوسطة الحجم قد ملأها صاحبها بأصناف الأعمال،فبعض الناس قد ملأها بالصالحات وبعضهم قد ملأها بأعمال يظنها صالحة فبان عند تفقدها غير ذلك فمنهم من زُين لهم سوء عملهم ،ومنهم من خالط أعماله الرياء فأفسده .وآخرون قد خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً .ومن الناس من ملأ حصالته بأصناف السيئات فلا يكاد يرى فيها غير سواد الذنوب .
ولعلنا نعلم جميعاً أن كل عام تشرق شمسه سيرحل عنا عند قضاء أجله ؛لكنه لا يرحل بمفرده ؛بل يرحل معه بمن انقضى فيه أجله منا فسبحان الله ما أسرع ما نستقبله زائراً حتى نودعه راحلاً .ولا حول ولا قوة إلا بالله كم مسرور باستقباله ما علم أنه آخر أعوامه ومنتهى آماله من الدني .
ولعلنا نعلم أن خير طريقة للتعامل مع العام الجديد أن نستقبله بالتوبة النصوح والعزم على عدم العودة للذنوب والعزم على امتثال أوامر الله واجتناب معاصيه والتمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والسير على طريقة السلف الصالح .
ولا يخفى علينا أن العام الواحد عبارة عن اثني عشر شهراً ، والشهر أسابيع والأسبوع أيام والأيام الساعات والساعات دقائق !
فمن صلحت دقائقه وساعاته صلحت شهوره وأعوامه .وأحب العمل إلى الله أدومه وإن قل .فخذ من العمل ما تستطيع وأنت له محب خير من أن تثقل على نفسك فتترك العمل وأنت فيه زاهد .
والجنة أقرب إلى أحدنا من شِراك نعله والنار مثل ذلك ؛ فسددوا وقاربوا وأبشروا ويسروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة ،والقصد القصد تبلغوا .
والدين ليس ثوب يلبس في مكان وينزع في آخر ؛بل هو منهج حياة وعلاقة دائمة مع رب الأرض والسماوات ،فالمسلم مسلم مع صديقه وعدوه ومحبه ومبغضه وفي حله وفي سفره وفي يسره وفي عسره .
ومن أرضى الناس بسخط الله سخطه عليه وأسخطهم عليه ،ومن أسخط الناس برضا الله رضي عنه وأرضى عنه الناس .
بشارة :من رحمة الله أنك تستطيع أن تراجع ما وضعته في حصالتك وتنقيه وتصفيه ليس في العام الماضي فقط ؛بل في كل الأعوام السابقة من حياتك وذلك بالتوبة النصوح والإكثار من الحسنات فتعود تلك الصفحات الملطخة بأدران الشهوات والشبهات بيضاء نقية برحمة أرحم الراحمين .
اللهم أصلح المقبل من أعوامنا وزودنا التقوى في القادم من أيامنا ، اللهم تب علينا من كل ذنب أذنباه أو حق ضيعناه أو مسلم ظلمناه أو حد تجاوزناه .ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين .

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-05-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 4 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



مع إطلالة عام جديد تبدأ العديد من الفعاليات والجهات والأفراد بإعادة حساباتها وترتيب أوراقها ومراجعة أهدافها أو ما ترغب بتحقيقه من شئونها واهتماماتها فتلك تستعد لعقد مؤتمر أو برامج تدريبية وآخر له موعد بعد أشهر مع حدث سعيد كحفل زفاف ونحوه وآخرين يراجعون مهماتهم بالحذف أو التعديل أو الإضافة وهذا لا غبار عليه وهو المطلوب ولكن – والسؤال للأفراد – هل وضعنا في اعتبارنا ونحن نخطط لهذا العام مسألة
(قربنا من الله ) هل سألنا أنفسنا كيف هي أحوالنا مع الصلاة ؟ هل راجعت نفسك مع عمود الدين ؟ وهل وقفت مع أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة ؟ تلك التي بصلاحها صلح سائر العمل وبفسادها فسد سائر العمل هل نصلي بخشوع تام أو على الأقل حاولنا تحصيل ذلك ؟ أم لا نزال ننقرها نقرا ؟! هل صليناها في وقتها ؟ وهو العمل الذي يعتبر من أحب الأعمال إلى الله أم أننا أديناها خارج وقتها؟ ثم ماذا عن السنن والرواتب ؟ هل وضعنا في تخطيطنا لهذه السنة القرآن كتاب الله العظيم وتلك المعجزة الخالدة .. الكتاب الذي تراه أعيننا ليل نهار في المساجد والمنازل والمكاتب هل حاولنا تأمله وتدبره هل تأملنا قوله تعالى (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ) ص 29 أم لا نزال نقرأه بالصورة التي لا تخرج عن تحريك اللسان دون الجنان . ثم إني أريد أن أسأل سؤالا آخر .. هل نحن في آخر الزمان أم في آخره لو تأملنا النصوص الواردة في القرآن لوجدنا ها جميعها تتحدث حول قرب الساعة قال تعالى ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) القمر رقم 1 وقال تعالى ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ) الأنبياء رقم 1 وقال سبحانه (يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا ) الأحزاب رقم 63 هل تأملنا قوله تعالى كما في آخر سورة النازعات ( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) وهذا من مباغتتها لنا إلى درجة الذهول من سرعة وقوعها دون وعي منا أو استعداد !

ثم لننظر إلى النصوص النبوية الشريفة التي تحدث فيها نبينا محمد المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام حول ما يحصل في أحوال الناس في آخر الزمان من التطاول في البنيان للحفاة العراة رعاة الشاة أو توسيد الأمر إلى غير أهله أو ظهور النساء كاسيات عاريات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة أو تسافت الناس في الطرقات كتسافت الحمير أو من تسارع الزمان من السنين والشهور والأيام حتى أصبحنا نصاب بالدهشة إن ذكرنا أحدهم بأن الحدث الفلاني قد مضى عليه كذا وكذا من الزمن خذ على سبيل المثال لا الحصر حادثة سنة 2000 تلك المتعلقة ببرمجة الحاسبات والتي أحدثت ضجة آن ذاك وتابع العالم الحدث بكل تفاصيله أقول كلنا يلحظ كأن الحدث مضى عليه عامان أو ثلاثة ! ثم انظر أين نحن من عام 2000 للميلاد ! ولا شك أن لكل منا لديه من الأحداث التي عاشها والتي لا تزال أحداثها تملأ حيزا من ذاكرته يشعر معها أنها قريبة منه كقرب سماعه لدقات قلبه

دقات قلب المرء قائلة له --- إن الحياة دقائق وثواني
لقد أخبر صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة عند الترمذي ( أن عمر أمتي من ستين سنة إلى سبعين ) سنن الترمذي رقم 2253 وهذا يعني أن من بلغ الأربعين من العمر بقي له عشرون سنة إن كتب الله لنا ولهم الحياة كي يصل للستين فضلا عن أن الكثير من الناس قد مات قبل الأربعين كما أن العديد من عمر في الحياة بعد السبعين ولكن الحكم هنا على الغالب وهذا واقع ومشاهد فهل بالله عليكم عشرون سنة هل هي كافية لأن نحيا على طاعة الله ثم وهو الأهم أنه ليس لأحد كائنا من كان يملك ضمانا بأن حياته مستمرة حتى الستين قال تعالى ( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت ) لقمان 34 وهذا يعني أن المبادرة للخيرات والمسابقة لنيل رضا المولى عز وجل تبدأ من الآن ..الآن وبعد انتهائك من قراءة هذا المقال مباشرة ! في الغرب أجريت دراسات حول أكثر ما تضيع فيه أوقاتنا دون فائدة ابتداء من النوم مرورا بفترات السير في الشوارع والوقوف عند إشارات المرور وأمور أدق من ذلك بهدف الوصول لمعرفة كيف تضيع أوقاتنا فيما لا طائل من ورائه وهم لا يرجون بذلك جنة أو يخافون من نار فقط حرصهم منصب على الحياة كما في قوله تعالى ( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون ) البقرة 96

إن الفرد الذي يتمتع بقدر من المعرفة والفهم يدرك جيدا بأن الأولى هو قضاء الأوقات وانجاز الأعمال بحسب أهميتها ودرجة إلحاحها فشريعتنا الغراء كما أنها تدعو المسلم للعمل وإعمار الأرض هي ذاتها من تدعوه لإدراك أن الغاية من الخلق والإيجاد هي العبادة قال سبحانه ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون – ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون – إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) الذاريات 56 – 58 والعبادة كما عرفها أهل العلم هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة إذا هي الوظيفة العظمى التي خلقنا من أجلها والعمل الأسمى المطلوب منا والجزاء هو نجاح في الدنيا وفلاح في الآخرة ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) في الدنيا ( وإن الله لمع المحسنين )
في الآخرة ( العنكبوت 69 ) ومع ذلك تسير حياة الأغلب منا بعكس ما ينبغي لها أن تسير فقد أصبح الاهتمام بسبل العيش والرزق يطغى على جانب العبادة ويعلق ابن القيم حول هذا المعنى حيث يقول : مشكلة كثير من الناس الاهتمام بالرزق على حساب العبادة مع العلم أن الرزق والأجل قرينان لا يفترقان فطالما هناك أجل للمرء هناك رزق وذلك كي تتفرغ لعبادته سبحانه .( انتهى كلامه بتصرف ) قد يقول قائل : لماذا لا أدع حياتي تسير كما هي وعند الكبر أبدأ بمضاعفة الأعمال الأخروية على اعتبار أنني أقرب الآن إلى النهاية من أي وقت مضى ؟ وأجيب هنا فأقول : قد أشرت سابقا إلى أنه ليس لأحد منا ضمان بأنه يعيش حتى يبلغ من العمر عتيا . الأمر الآخر وهو الأهم أن حكمة الخالق جل وعلى قد اقتضت بأن من كان في أيام رخائه حافظا لحدود الله وأوامره ونواهيه ومدركا حق الله عليه لن يخذل وقت الشدة والتعب والمرض في حال الهرم بل إن بعضهم بفضل حفظه لتلك الجوارح أيام شبابه هو أدوم لها وأحفظ حال كبره وقد يفوق عددا كبيرا من الشباب في حرصه على الصلاة والتبكير للمساجد وأداء النوافل . أيها القارئ الكريم إن أردت التخطيط الحقيقي فإن ما ذكرناه هو التخطيط الحقيقي والآن دعني وإياك نتعرف حول الدور المطلوب منا- بعد هذا العرض -
أذكره بإيجاز إزاء النقاط السريعة التالية ..

1- لابد من وقفة مع النفس نتعرف فيها على مواطن الخلل التي قل ان يسلم منها أحد وأن نحاول تداركها في القادم من الأيام فاليوم عمل ولا حساب ولكن غدا حساب ولا عمل .
2- لا بد من تجديد التوبة مع الله والإنابة والاستغفار من كل أوجه التقصير وفي الحديث ( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )
3- الدعاء ..الدعاء .. الدعاء بدلا من أن ندعو الله فقط لتحقيق حاجاتنا لم لا ندعوه سبحانه التوفيق والإعانة على أداء الصلاة في وقتها وتلاوة القرآن فهما وتدبرا والعمل بما فيه فهو العبادة وهو الاستجابة لأمر الله وهو الدليل العملي في صدق رغبتك بقربه وطاعته جرب ذلك وستلحظ الفرق بإذن الله .
4- كتابة الأهداف ولو للعام الجديد ففيها التزام منك بالعمل على تحقيقها وهي وسيلة فعالة في برمجة العقل الباطن على حثه في التفكير دائما في إتمامها والدراسات تشير إلى 3 % فقط من الناجحين يكتبون أهدافهم في أوراق ويحتفظون بها فلم لا تنظم إليهم .
5- كافئ نفسك عند إتمامك لأهدافك ولا مانع أن تتدرج بها بحسب درجة الهدف الذي حققته فليس من السهل عند الكثيرين الالتزام بما كتبوه ولكنها سمة الناجحين والشخصيات الفاعلة فإن كنت منهم فأنت تستحق المكافأة وسوف تشعر بمشاعر ايجابية كما لو تم تكريمك من جهة ما! إن حياة وصفت بأنها متاع الغرور وعرض زائل لا تستحق منا سموا في الاهتمامات والأولويات على حياة باقية ونعيم أبدي لا يزول وكما قال ابن القيم رحمه الله : أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها وأنفع لها في معادها .

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-05-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 5 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً




بسم الله الرحمن الرحيم

وداعاً وأيام بل ساعات ولحظات عامنا الهجري 1430هـ، أزفت الرحيل ونودع عاماً ونستقبل عاماً جديد، وكل يوم نقترب من آجالنا .. وداعاً ونحن أيام هي ساعات حياتنا ، وداعاً ولحظات حياتنا هي أنفاسنا وتوشك أن تنتهي عما قريب.
وداعاً .. والحياة محطة !! وليست مستقر ، وداعاً .. وفي الآية (كَأَنَّہُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَہَا لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا عَشِيَّةً أَوۡ ضُحَٮٰهَا).
وداعاً والقمر يبدأ صغيراً ثم يكتمل بدراً ثم يعود ويصغر مع انتهاء الشهر (وَٱلۡقَمَرَ قَدَّرۡنَـٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلۡعُرۡجُونِ ٱلۡقَدِيمِ) كما أن النهار يبدأ بشروق الشمس وينتهي مع غروبها (إشارة أن لكل شئ نهاية).
وداعاً .. والنبي عليه الصلاة والسلام يقول ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) ، وعندما حضرت أبي هريرة الوفاة بدأ يبكي .. وسألوه عن بكاءه .. فقال والله ما يبكيني فراق الدنيا ، وإنما ابكي على العقبة التي تنتظرني وأنا اصعدها ، ولا أعلم في نزولي إلى الجنة أو إلى النار.
وداعاً 30هـ ، وصحائف أعمالنا ترفع إلى الله سبحانه وتعالى ، وهنيئاَ لمن يقول عند تطاير الصحف (هَآؤُمُ ٱقۡرَءُواْ كِتَـٰبِيَهۡ) ، والحسرة لمن سيردد (وَأَمَّا مَنۡ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ ۥ بِشِمَالِهِۦ فَيَقُولُ يَـٰلَيۡتَنِى لَمۡ أُوتَ كِتَـٰبِيَهۡ (٢٥) وَلَمۡ أَدۡرِ مَا حِسَابِيَهۡ (٢٦) يَـٰلَيۡتَہَا كَانَتِ ٱلۡقَاضِيَةَ).
وعندما سُئل نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام عن أيام حياته ، وهو الذي عاش ألف سنة إلا خمسين عاماً (في الدعوة فقط) .. فأجاب في وصفه لسرعة الأيام وانقضاء العمر (كأني دخلت مع باب وخرجت من الباب الآخر) ، وتلك المرأة في العصور القديمة التي وجدوها تبكي لوفاة طفلها ، البالغ من العمر ستون عاما ، فقالوا لها في الأمم القادمة من يبلغ ستون عاما يُعد شيخا كبيرا عندهم ، فقالت (والله لو علمت أن حياتي ستون عاما فقط (لقضيتها في سجدة).
وداعاً .. والحياة ما مضى منها كالحلم ، وما بقي منها أماني.
وداعاً .. والشاعر يقول في أبيات شعره:

انما الدنيا فنــاء ليــس للدنيا ثبـــوت انما الدنيا كبـحر يحتـــوي سمك وحوت
ولقـد يكفيـك منها أيـــها الطالـب قوت ولعمري عن قليــل كــل من فيها يموت
وفي الآية (وَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَـٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ) ..
فما أجمل الحياة في طاعة الرحمن .. وما أجملها في مراقبة الله في كل تصرفاتنا وأعمالنا .. وكلنا ذلك المذنب المقصر.
.. اللهم أجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .. وأحسن لنا الختام وأحسن عاقبتنا في جميع الأمور ..
وداعاً 30هـ .. ونحن كل عام إلى الله اقرب ، وبه أعرف ، ومنه أخوف.




وداااعاً 30هـ.

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-05-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 6 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً




ونطوي صفحة ونفتح صفحة جديدة وكلنا أمل و اشتياق لنخطّ فيها الضحكات والفرح والسعادة والطاعات وبلوغ أقصى درجات الرضاء عن الذاتْ.

نطوي صفحة ونحنُ نتأكل في البياض .. ماذا يمكن أن يُرسم فيه؟ هل سندعها ترسم نفسها بنفسها أم يكونُ لنا دورٌ في تحديد ألوانها؟

كـ مجتمع نسائي .. السؤال يجب ان يكون أعلى صوتاً .. وأعمق وجوداً. كـنساء ماذا نأمل أن يكونْ مستقبلنا الأبيض؟ ماذا نأمل ان تكونَ ملامحه؟ ماذا نأمل من أيامه وتفاصيله؟

نأمل أن يكونَ عامنا الجديد مليئاً بالطاعاتْ .. والحرص على زيادة شحن قلبك بالعباداتْ. ان يكون عاماً حافلاً بعمل الخيراتْ .. ومساعدة المحتاجين والسائلين. أن يكونَ عامَاً يجمع في أيامه آلاف الأعمال التي تكافؤ بالحسنات .. وأن يكون العزم على الحصول على الكثير منها مبلغاً وغاية. أن يكونَ عاماً مليئاً بالخطوات الكبيرة للرفع من راية الدين .. من راية الإسلام .. من لاإله أإلا الله. ومحاولة نشرها في كلّ الأمكنة وأن تعكس بمرآة كبيرة جمالَ الإسلام ورقيه وعظمة الله ورسوله.أن يكونَ عاماً أقرب أقرب أقرب إلى الله.

نبتغي أن يكون عاماً مليئاً بالعلومْ، والاصرار على أن يكونَ منيراً وهّاجاً. أن يكون عاماً مليئاً بالشغف للحصول على المزيد والكثير من المعلومات، أن يكون لكَ في كلّ بحر من العلوم قطرة، أن تنوي ان يكونَ لك دوراً في البناء والتشييد.

نأمل أن يكون للنساء دورٌ إيجابي وفعال وان تُفعّل كلّ حقوقهنّ، وأن يكون الرضاء والسعادة عن حلول مشاكلهم بالغة. و أن تختفي مشاكل المطلقات المطلقات في المحاكم .. وأن يصل إلى الأرامل مطالبهنّ وتبلغ أصواتهنّ مسامع المعنيين بها. نتمنى أن يكونّ عام خير على أمهات المسلمين .. وأن يكونّ عاماً مليئاً بمحاسن التربية وبذور الصلاح والهداية على أيديهنّ، وأن يأجرهنّ على مايلقونهُ من مشقة لاتمام رسالتهنّ.

أن يكونَ عاماً هادئاً على الأمة الإسلامية، خالياً من أنين الجرحى .. وزفرات الموتى، ودبابات الغزاة الظالمين. أن يكون العام المنصرم نهايةً لأوجاعهم ودموعهم وشهقاتهم. أن يكونَ عاماً يبدأ بقوة إسلامية وينتهي بنصر إسلاميّ لا ينضبْ.

نرجو من أن تصلنا في عامنا الجديد بشائر الفرح والسعادة عل محيّا المظلومين والمقهورينْ، وفكّ العسر عن المديونين، و انقضاء بلاء المسلمينْ. أن يبلغ الفرح قلوب الحزانى والضاعين، وأنْ يُنثر الورد على دروب المتعبينْ، وأن يُروى ضمأ العطاشى و تمتلئ بطون الجائعينْ.

نأمل أن يكون عام خيرات و تحقيق أحلام وبلوغ قمم و الوصول لأهداف ورضاء كاملٍ عن الذات. وكل عام وأنتم بخير.




آمال و أماني للعام الجديد

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-05-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 7 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لله در فقيه النفوس وتقلّبات الأيام بأهلها "الحسن البصري" رحمه الله تعالى، أبصر ببصيرة عالم رباني حقيقة "يوم جديد" في حياة كل منا، فسطّر من بديع الحكمة ما أصبح يُقرن باسمه، كلما ذكرت الأيامُ وعِبَرُها وغِيَرُها..
"ما من يوم ينشق فجره إلا ويُنادى: يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزوّد منى فإني إذا مضيت لا أعود.. إلى يوم القيامة"..
"إنما أنت أيام مجموعة كلما مضى يوم مضى بعضك"..!
"أدركت أقواما كان أحدهم أشح على عمره منه على درهمه"..!
ها نحن نستقبل داخل طيات أعمارنا أياماً تشهد علينا.. أو تشهد لنا.. أياماً تطوي صفحة عامٍ؛ طوت الأرض فيه ما شاء الله لها أن تطوي، ممن كانوا بالأمس القريب يمرحون ويفرحون معنا، ثم انفلتت سهامهم من الحياة وحظوظها!


عام جديد.. عام سعيد..! من يهنئ من؟!

منْ تلوح لهم في الآفاق ذكريات رجلين يشقان غبار الصحراء، ويجوبان الفيافي والقفار؛ لتأسيس "أمة" على دعائم الطهر والنقاء، والحب والإخاء؟!
أم منْ تلوح لهم الكؤوس الصفراء في الليالي الحمراء على نغمات "ميلاد" – زعموا! – يئدون فيه الفضيلة.. لقاء دراهم قليلة؟!


عام جديد.. عام سعيد..! من يهنئ من؟!

منْ يستشرفون صفحة جديدة من جهاد الغزاة المعتدين، والذود عن العقيدة والدين، دون ملل أو كلل، أو وهْن أو خَوَر؟!
أم منْ يستشرفون صفعة جديدة يديرون لها خدودا أدمنت الاحمرار والاصفرار.. والانقماع والاندحار.. أمام كل عتلّ جبار؟!


يوم جديد.. عام سعيد..!

أحبتنا في الله.. ختام عامنا يُرى بهلال منير.. يطوي يوماً أخيراً.. في شهر أقسم المولى الجليل بعشر منه هي أفضل أيام الدنيا!
فلا تغرنّكم زخارف "الكريسماس" وهدايا "البابا نويل" عن إشراقات هجرة سيد الورى، وخير من وطئ الثرى؛ محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم؛ فإن كلمة الله وروحه المسيح عليه السلام، بريء من هؤلاء، وسينزل من السماء؛ ليصلي مع أتباع محمد صلى الله عليه وسلم!

فصلوات ربي وسلامه على خاتم النبيين، الذي أسس بالهجرة أمة؛ ثم تركها على المحجة، وسنّ لها هجرة لا تنقطع إلى يوم المعاد: "المهاجر من هجر ما نهى الله عنه"!

فليهنئ نفسه منْ طوى عامه على هجرة مباركة كثرت فيها صحائفه البيضاء!

وليعاهد نفسه على صفحة جديدة منْ قصّر وأساء!

وسلام على المرسلين، البرآء من كل من بدّل وحرّف، وذلّ لهواه وانحرف {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}!



يوم جديد.. عام سعيد!!

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-05-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 8 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً




لو سألت صاحب الستين كم مضى من عمرك لقال : يوماً أو بعض يوم أو أقل وكذلك صاحب الأربعين والعشرين لا تجد تلك السنين التي مضت من أعمارهم إلا يوماً أو بعض يوم حينها تتيقن أن الدنيا ما هي إلا ظل زائل وهكذا مضت الدنيا بزخرفها وزينتها ولا تتعجب حينما تتلوا آيات ربك : { فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ } (البقرة: من الآية259) وقوله سبحانه : { وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ } (الكهف: من الآية19) وقوله تعالى { قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فاسْأَلِ الْعَادِّينَ } (المؤمنون:113).
ثم ترى نفس الشخص يؤمل ما استقبل من يومه أو بعضه كأنه سنين عددا ويُسَوف ويتمنى دون الحرص على المبادرة والاغتنام { لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (المؤمنون:100) وحينما يأتي الإنسان بتقويم جديد وهو في الجهة اليسرى ثم كل يوم يقلب ورقة تمثل يومه الذي هو عمره حتى يتراكم كم من الورق في الجهة اليمنى وقد ينسى ثم يقلب الورقات لينظر كم مضى من عمره ، تُرى لو قدر له أن يخاطب تقويم عامه الجديد فماذا يقول له؟! وماذا يقول عن كم الورق الذي أتلفه في عامه المنصرم ؟!...

قال ابن الجوزي عن زمانه : رأيت العادات قد غلبت الناس في تضييع الزمان وكان السلف يحذرون من ذلك ، قال الفضيل : أعرف من يعد كلامه من الجمعة إلى الجمعة ،وقد كان جماعة قعوداً عند معروف فأطالوا فقال : إن ملك الشمس لا يفتر في سوقها أفما تريدون القيام ؟ ، وممن كان يحفظ اللحظات عامر بن عبد قيس قال له رجل : قف أكلمك قال : فأمسك الشمس ، وكان داود الطائي يستف الفتيت ويقول : بين سف الفتيت وأكل الخبز قراءة خمسين آية ، وأوصى بعض السلف أصحابه فقال : إذا خرجتم من عندي فتفرقوا لعل أحدكم يقرأ القرآن في طريقه ومتى اجتمعتم تحدثتم.
واعلم أن الزمان أشرف من أن يضيع منه لحظة فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من قال سبحان الله العظيم و بحمده غرست له بها نخلة في الجنة " رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.
فكم يضيع الآدمي من ساعات يفوته فيها الثواب الجزيل وهذه الأيام مثل المزرعة فكأنه قيل للإنسان كلما بذرت حبة خرجنا لك ألف شجرة فهل يجوز للعاقل أن يتوقف عن البذر ويتوانى ؟!

وهذه موعظة بليغة من ابن رجب في اللطائف :

يا أبناء العشرين كم مات من أقرانكم وتخلفتم ، يا أبناء الثلاثين أصبتم بالشباب على قرب من العهد فما تأسفتم ، يا أبناء الأربعين ذهب الصبا وأنتم على اللهو قد عكفتم ، يا أبناء الخمسين تنصفتم المائة وما أنصفتم ، يا أبناء الستين أنتم على معترك المنايا قد أشرفتم أتلهون وتلعبون لقد أسرفتم.
قال الفضيل لرجل : كم أتى عليك ؟ قال : ستون سنة قال له : أنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تصل
يا من يفرح بكثرة مرور السنين عليه إنما تفرح بنقص عمرك قال أبو الدرداء والحسن رضي الله عنهما : إنما أنت أيام كلما مضى منك يوم مضى بعضك إنا لنفرح بالأيام نقطعها ... و كل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا ... فإنما الربح والخسران في العمل
قال بعض الحكماء : كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره وشهره يهدم سنته وسنته تهدم عمره ؟ كيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله وحياته إلى موته ؟
نجد سرورا بالهلال إذا بدا ... وما هو إلا السيف للحتف ينتضى
إذا قيل تم الشهر فهو كناية ... وترجمة عن شطر عمر قد انقضى قال الحسن : الموت معقود بنواصيكم والدنيا تطوى من ورائكم وهي مراحل
نسير إلى الآجال في كل لحظة ... وأعمارنا تطوى وهن مراحل
ترحل من الدنيا بزاد من التقى ... فعمرك أيام وهن قلائل
قال بعض الحكماء : من كانت الليالي والأيام مطاياه سارتا به وإن لم يسر
وما هذه الأيام إلا مراحل ... يحث بها حاد إلى الموت قاصد
وأعجب شيء لو تأملت أنها ... منازل تطوى والمسافر قاعد يا من كلما طال عمره زاد ذنبه يا من كلما ابيض شعره بمرور الأيام أسود بالآثام قلبه
شيخ كبير له ذنوب ... تعجز عن حملها المطايا
قد بيضت شعره الليالي ... وسودت قلبه الخطايا يا من تمر عليه سنة بعد سنة وهو مستثقل في نوم الغفلة والسِّنة يا من يأتي عليه عام بعد عام وقد غرق في بحر الخطايا فعام يا من يشاهد الآيات والعبر كلما توالت عليه الأعوام والدهور ويسمع الآيات والسور ولا ينتفع بما يسمع ولا بما يرى من عظائم الأمور ما الحيلة فيمن سبق عليه الشقاء في الكتاب المسطور : { فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } (الحج: من الآية46) { وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ }(النور: من الآية40) }
خليلي كم من ميت قد حضرته ... ولكنني لم أنتفع بحضوري
وكم من ليالي قد أرتني عجائبا ... لهن وأيام خلت وشهور
وكم من سنين قد طوتني كثيرة ... وكم من أمور قد جرت وأمور
ومن لم يزده السن ما عاش عبرة ... فذاك الذي لا يستنير بنور وختاماً. الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ، واليوم إما لك أو عليك.
اللهم بارك لنا في أعمارنا واغفر لنا وارحمنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.



مخـاطـبة تـقـويـم!

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-05-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 9 )
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : في قلوب الناس
عدد المشاركات : 8,917
عدد النقاط : 363

عابر الفيافي غير متواجد حالياً



هاهي أيامٌ من أعمارنا تُطوى..
وذنوبٌ قد خلت..لها الجبينُ يندى..
حياءً من الرحمن..فيا ليتها تُمحى..
تسعى كل نفس..ثم تُجزى بما تسعى..
من خُتم له بالخير..
فقد بورك المسعى..
قال الله:
( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى..
وأن سعيه سوف يُرى..
ثم يجزاه الجزاء الأوفى..)
فأحسن السعيَّ .. بالجنان تُجزى..
وتُبْ إلى الله من قبل أن تفنى..
فيا حسرة النفس..إذ القبور تُبنى..
وما لها من توبةٍ..عن عذاب الله تُغنيها..
** عامٌ بالأمس مضى..
وعامٌ في اليوم أتى..
وإنَّا لنفرح بالأيام نقطعها..
وكل يومٍ يُدني من الأجلِ..
فهل لنا في ذلك عبرةً وذكرى؟؟
يا مُعتبر..
للآخرة والله خيرٌ من الأولى..
فكن فطناً..( لا تبخس النفس حقها)..
قد مضى ما مضى..
فجدد العزم ..وحُثَّ الخُطى..
..( كل القلوب تظمأ)..
فإياك إن ظمئت..
بالذنب ترويها..!!
واعمل لدارٍ..
رضوان حارسها..
الجارُ أحمد..والرحمن بانيها..

ولا تنسى:
( طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيرا)..


عامٌ أفل..وعامُ أطل

توقيع :



لا يـورث الـعلم مـن الأعمام **** ولا يـرى بالليـل فـي الـمنـام
لـكــنـه يحصـــل بالتـــكـــرار **** والـدرس بالليـــل وبـالـنـهار
مـثاله كشجرة فـــي النــفس **** وسقيه بالدرس بعد الـغرس

رد مع اقتباس
كُتبَ بتاريخ : [ 12-06-2010 ]
 
 رقم المشاركة : ( 10 )
::الـمـشـرف العـام::
::مستشار المنتدى::
رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jan 2010
مكان الإقامة : عمان
عدد المشاركات : 7,603
عدد النقاط : 913

الامير المجهول غير متواجد حالياً



نعم ياله من فقيه
ما من يوم ينشق فجره إلا ويُنادى: يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزوّد منى فإني إذا مضيت لا أعود.. إلى يوم القيامة"..

اللهم اجعلنا من المتقين

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
10همسات , 1430 , لغز , الجديد , الغاء , بداية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأغذية الغنية بالحديد لمنع فقر الدم الناتج عن نقص الحديد جنون نور الصحة والعناية 4 04-20-2010 11:44 PM


الساعة الآن 09:59 PM.