تنبيه هام |
الإهداءات |
نــور عـلـمـاء الأمــة [علماء] [علماء الأمة الإسلامية] [تراجم للعلماء] [سير ومواقف للعلماء] |
| أدوات الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
| ||||||||||||||||
| ||||||||||||||||
عبر وذكريات من أدب الرحلات لشيخ سعيد بن حمد الحارثي. بين ربوع ماليزيا الخضراء كانت رحلتي رقم (17 ) هي السفر إلى [ماليزيا] , كانت وصلت دعوة من حاكم [سرواك]الماليزية , إلى الشيخ الوليد بن زاهر الهنائي - وكان وزيرا للأوقاف والشؤون الإسلامية - لحظور حفل إسلام هذا الحاكم , فانتدبني الشيخ , وعلي بن إبراهيم - مدير عام الوزارة - نائبين عنه لحظور هذا الحفل , مع الأهل والأولاد إلى الهند , لنقضي بها أجازة سنوية بعد الفراغ من الحفل . سافرنا في أول رجب سنة 1397 هج , ونزلنا [بومباي] , واستقر بنا المقام , ولحق علي بن ابراهيم بنا بعد خمسة أيام , إلتقينا في المطار , وصباح 5 رجب سافرنا سويا على الطائرة الهندية إلى [كوالالمبور] عاصمة ماليزيا , أخذت في الطريق خمس ساعات ونصف , عن طريق [مدراس] , وحين وصلت الطائرة إلى كوالالمبور , رأينا الأرض تحتنا كأنها بساط أخضر , فيها قمم الأشجار , فتلتحم مع بعض , حتى لا ترى الأرض أبدا , إلا أرض المطار , بقينا فيها يومين , سافرنا بعدها إلى [سنغافورة] , بلد النظافة والنظام , (45 ) دقيقة في الجو فقط , ولا تسل عن نظافة هذا البلد , وعلى كثرة الاشجار , لا تجد ورقة تحتها , فالشوارع تصلح بأن يوضع فيها الطعام للأكل , ومن رمى في الأرض شيئا من النفايات , تغرمه الحكومة (50 ) دولارا , سواء كان يعلم بالمنع , أو لا يعلم , وكل حركات أهلها على نظام , فمن تقدم إلى ركوب تاكسي مثلا , أو دخول مطعم , لا يمكن أن يتقدمه غيره , ولو جاء رئيس الوزراء مثلا , لا يحتاج إلى شرطة , بل العوام يطبقون النظام قبل الحُكام , وهذا البلد جزء من إتحاد ماليزيا , ولكنه خرج عن الإتحاد , فبقيت إمارات ماليزيا متحدة , وكل حُكام الولايات التسع مسلمون , وآخر من أسلم هذا الذي نحضر حفل أسلامه , حاكم [سرواك] , وفي اليوم التالي , سافرنا منها إلى المكان المقصود , وحضرنا مع جملة من حضر من الوفود , سعوديين , وليبيين , وسفير العراق , وسفير تركيا , وفي ليلة التاسع من الشهر , صار الحفل في قصر الحاكم , حيث إجتمع آلاف من المواطنين والضيوف , ونطق الحاكم بشهادة الحق , لقنه إياها وكيل وزارة الأوقاف السعودي , وأسلم معه زوجه , وولده , وأحفاده , وخمسمائة من الرعايا , وإنها ليلة مباركة , تسمع البكاء والشهيق حين يعتنقون الإسلام , ويعانق بعضهم بعضا , مهنئين بالخروج من ظلمة الكفر , إلى نور الإسلام , حتى بكينا من بكائهم , وفي اليوم الثاني , حملوا الوفود في طائرات مروحية (هليوكبتر ) إلى أماكن من [سرواك] , إعتنق أهلها الإسلام , وكل من إعتنق الإسلام يبتدىء فيبني مسجدا , ولو بمواد غير ثابتة , حتى يتمكنوا من الصلاة , وهناك صراع كبير بين الداعين إلى الإسلام , وبين المبشرين بالنصرانية , وهم الأغلبية , لأنهم يأتون إلى أناس فقراء متوحشين , فيغرونهم بالأكل والدراهم , فيتبعونهم , وليس عند الدعاة إلى الإسلام هذا الإغراء , ولكن الله يهدي من يشاء , لكني أعرف منهم أنهم يوقرون العربي , ويضعونه في منزلة عالية , تقديرا واحتراما , كمنزلة الرسول , صلى الله عليه وسلم , فإذا رأوا عربيا , فرحوا فرحا عظيما , وعدوا أنفسهم من الفائزين . (وأذكر أنا لما قعدنا في المسجد عندهم , وقد حضر الأطفال من الذكور والإناث , صاروا يضحكون كثيرا , فسألنا : لم هذا الضحك ؟ قال المترجم : مستغربون من اللحية , لأنهم لم يروا لحية قبل لحيتي , فقلت للمترجم : قل لهم : أن هذه اللحية هي سنة نبيكم , الذي دخلتم الآن في دينه , فبمجرد ما قال لهم ذلك , رأيت أولئك الأطفال وقد تحولوا في الحال من الضحك والإستهزاء , إلى السكينة والإحترام ) بقينا في [سرواك] يومين , بعدها رجعنا إلى سنغافورة , وقضينا بها يومين أيضا , بعدها رجعنا إلى [بومباي] , وبعد يومين رجع علي إلى مسقط , فبقيت أنا مع الأولاد لقضاء الإجازة , وبعد يومين أيضا , سافرنا في القطار إلى إلى [حيدر أباد] في شرق الهند , أخذ في الطريق (17 ) ساعة , وحيدر أباد بلد طيب , أكثر أهله مسلمون , وبها شوارع جميلة , وآثار أسلامية كثيرة , وسدود عظيمة , بقينا (13 ) يوما , رجعنا بعدها إلى بومباي , وبقينا أيضا فيها (10 ) أيام , عدنا بعدها إلى مسقط بسلامة الله , وقد نظمت في هذه الرحلة أرجوزة الحمد لله على إحسانه ----- حمدا يليق بجلال شانه حمدا يعطر الوجود نشره ----- حمدا يبلغ الكمال شكره ثم صلاة الله مع ثناءه ----- على محمد وأولياءه وآله وصحبه الثقات ----- عد إختلاف الجنس واللغات وعد ما يرى الغريب في السفر ----- من آية بينة ومن عبر تدل أن الخلق والأمر إستقر ----- لمن له فلا مجال للنظر وبعد لا يدري إمرؤ ما يجري ----- عليه من مشيئة وأمر لأنه لم يك أن قد سبقا ----- عزم لنا على الخروج مطلقا لكنه لما أراد ربنا ----- خروجنا في لحظة تكونا وذاك أن الحاكم السرواكي ----- أنقذه الله من الإشراك فاعتنق الإسلام طوعا راضيا ----- ومحض النصح الرعايا داعيا فاندفعوا في الدين يدخلونا ----- من بعد أن بالله يكفرونا فأظهر السرور بإحتفال ----- يقيمه في عزة الجلال وقد دعا بوزرا الأوقاف ----- من كل قطر مسلم مصافي وكان من بينهم وزيرنا ----- لكنه شاء بأن ينيبنا عنه فكنت وأبو المهلب ----- من حضرا تلبية للطلب وكان ذا في رجب الأصب ----- عام (رشاد مشرق مربي ) ولا تسل عما جرى من غبطة ----- ومن سرور بإعتناق الملة لهم ضجيج يتشهدونا ----- يعانقون بعضهم يبكونا حتى بكى الحضور من بكائهم ----- سروا بهم إذ خرجوا من دائهم شعارهم يدعوا إلى الوئام ----- ونطقهم شهادة الإسلام حاكمهم وسطهم كالعقد ----- به يحفون كمثل الجند أسلم فيهم ضمن تلك الليلة ----- من الرعايا نحو خمسمائة ذكّرنا مشهدهم بدء الهدى ----- حين أضاء الكون نور الإهتدى حين مضى معاذ نحو اليمن ----- ينقذهم من موجبات الفتن حمدا لمن هداهم لهذا ----- وأهله تسللوا لواذا يا أسفا للمسلمين إنحلوا ----- وتركوا منهجهم فذلوا تبلدت أفكارهم فانحرفت ----- عن الأصول شرقت وغربت من يهده الله فما له من مضل ----- ومن يضل فإلى غير أمل يا رب ثبتني على التقوى ولا ----- تجعل هواي قائدا فأفشلا لكن إسلاما بلا عروبة ----- يناله نوع من الصعوبة فمن يجاهد في الإله يهده ----- سبيله ومن يهاجر يغنه والحاكم المذكور هذا واحد ----- من تسعة قد أسلموا وجاهدوا مقرهم ماليزيا المتحدة ----- أرضهم كأنها زبرجدة لم تر إلا خضرة منبسطة ----- في وجهها ببعضها مرتبطة فلا غبار أبدا يليحها ----- لكن عليلا أن تهب ريحها مرت بنا الطريق سنغافورة ----- أرض غدت كأنها قارورة نظافة تلفت للأنظار ----- ترغب السواح في المزار لم تر ما يقذي عيون الرامق ----- في الطرق والأسواق والمرافق ومن رمى شيئا ولما يعلم ----- في الأرض أو يعلم به فليغرم وأهلها على نظام دائم ----- يجري على محكومهم والحاكم بعد إنتهاء مهمة اللقاء ----- وما به إمتاز من البهاء تفرق الجمع وكل عادا ----- إلى بلاده وقد أفادا أما الضعيف فإلى الهند رجع ----- أقضي إجازة نأت عن البدع فالهند خير بلد يعتبر ----- فيها الحليم طالما يفكر لأنها حوت لشتى الملل ----- على إختلاف جنسهم والعمل وكثرة المذاهب المختلفة ----- وجهل دينهم ودنيا المعرفة بها تقدم المصانع التي ----- أغنتهم عن غيرهم وعزت والهند أم البركات الجمة ----- وأهلها غنيهم في نعمة أما فقيرهم معاذ الله ----- لم أر قط مثله مضاهي فقرا وأمراضا وضيق عيش ----- إن كان في الطريق أو في العش fdk vf,u lhgd.dh hgoqvhx hgoqvhx fdk |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
ماليزيا , الخضراء , بين , ربوع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رحلة الى ماليزيا الخلابة ..~ | ناقل الأخبار | منوعات | 0 | 05-20-2012 06:40 PM |
مدرسة أسبانية جدرانها من الأعشاب والحشائش الخضراء | الامير المجهول | نور الصور العامة | 3 | 12-15-2011 11:31 AM |
صور : حديقة الطيور في ماليزيا | عابر الفيافي | نور الصور العامة | 2 | 10-13-2011 11:20 PM |
جسر السماء في ماليزيا مغامره بالهواء | جنون | نور الـسـيـاحـة والـسـفـر | 1 | 12-29-2010 11:30 PM |